لو كانت هذه المساجد تابعة لجماعة المسلمين وإمامهم لوجب الحرص على الصلاة فيها ، وذلك لما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم من لزوم جماعة المسلمين، بصور اللزوم الثلاثة (السكن- الصلاة-الجهاد)، ولكن لما وُجد أن المسلمين الآن لا جماعة لهم ولا إمام، فإنا نرجع إلى وصية النبي صلى الله عليه وسلم عندما سأله حذيفة بن اليمان: هل بعد ذلك الخير من شر ؟ قال ( نعم . دعاة على أبواب جهنم. من أجابهم إليها قذفوه فيها ) . فقلت : يا رسول الله صفهم لنا . قال ( . قوم من جلدتنا . ويتكلمون بألسنتنا ) قلت : يا رسول الله ! فما ترى إن أدركني ذلك ! قال (تلزم جماعة المسلمين وإمامهم ) فقلت : فإن لم تكن لهم جماعة ولا إمام ؟ قال ( فاعتزل تلك الفرق كلها . ولو أن تعض علىأصل شجرة . حتى يدركك الموت ، وأنت على ذلك ) متفق عليه فالأصل في هذا الزمان هو اعتزال كل الفرق إلا فرقة تقوم بأمر الله كاملا وتدعو إلى إقامة الخلافة وجمع المسلمين في جماعة واحدة يسوسها إمام واحد، وهي الجماعة التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم(لايزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله ، لايضرهم من خذلهم ولا من خالفهم ، حتى يأتيهم أمر الله وهم على ذلك ) متفق عليه، والمعروف أن كل هذه المساجد إلا ما ندر لا شأن لأهلها بالدعوة إلى إقامة الخلافة قولا أو فعلا، فهي لم تقم بأمر الله كاملا، لذلك ليس في ترك الصلاة في هذه المساجد مخالفة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بلزوم جماعة المسلمين أو مفارقة للجماعة القائمة بأمر الله كاملا، ويجوز اعتزال هذه المساجد إن لم يُستطع تغيير حالها، والله أعلم.