الموضوع: هل روى مسلم عن البخاري ؟

السلام عليكم , من عنده جواب فلا يبخل علينا , وفق الله الجميع لمرضاته .

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
هذا الموضوع نوقش في منتدى اهل الحديث و اليك الرابط :
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=145996

لا يشك أحد من أهل العلم أن الإمام مسلم قد كلف بشيخه محمد بن إسماعيل البخاري وتعلق به ، وسمع منه قديمًا وفي آخر حياته ، وأن مسلمًا كان يجل البخاري ويعرف قدره ويعظمه بما حباه الله عز وجل من تمكن في تلك الصناعة ، وأنه قد قل نظيره في الدنيا في هذا العلم .
لكن الإمام مسلم سمع معظم شيوخ البخاري ، فرغب في علو السند ، وقد فعل الإمام البخاري نفس الصنيع مع شيخه أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل فلم يرو عنه إلا في موضعين من صحيحه ، والظاهر أن هذا تقليد معروف عند اهل العلم قديمًا أنهم كانوا يرغبون في العلو .
وقد صنف مسلم صحيحه قبل رجوع البخاري إلى نيسابور في آخر حياته سنة 250 هـ ، وهي الفترة التي لازمه فيها مسلم ملازمة تامة رغم ما وقع بين البخاري ومحمد بن يحيى الذهلي في مسألة اللفظ بالقرآن .
هذا هو السبب الوحيد الذي أراه في هذه المسألة ، وما عداه لا ينهض عندي أمام النقد الصحيح. والله أعلم
وللشيخ مشهور مبحث في كتابه (( الإمام مسلم ومنهجه في الصحيح وأثره في علم الحديث)) (1/131 - 152) بعنوان: صلة الإمام مسلم بشيخه البخاري وأثرها وسبب عدم روايته عنه في الصحيح، فليراجع .

الأخوان الكريمان أبو هشام وفقه رب الأنام , والبارقي علي وفقه الرحيم العليّ ؛ أراكما اقتصرتما على ما في صحيح مسلم ؛ وأنا والله أعلم أنه لم يرو عنه في صحيحه والسبب كما تفضل به الشيخ علي البارقي فهو المقنع والمرجح , ولكن في غير الصحيح هل روى عنه ؟ ولذا كان سؤالي : هل روى مسلم عن البخاري ؟ (مطلقا) دون تخصيصٍ لصحيح , فهل روى عنه مثلا في الأسماء والكنى , أوالتمييز , أو المنفردات ..... وغيرها من كتبه , لأنني وجدت كلاما لابن ناصر الدين الدمشقي يقول فيه :روى عنه (أي : البخاري) مسلم بن الحجاج خارج صحيحه . انتهى
فأين ّذلك الذي رواه . وجزاكما الله خيرا

نص الإمام المزي في "تهذيب الكمال" (24/436)، والإمام الذهبي في "سير النبلاء" (12/397) - في ترجمة البخاري - على أن مسلمًا رحمه الله روى عنه في غير " صحيحه " والإشكال أنه قد فقد الكثير من مصنفات الإمام مسلم ، لكن المزي والذهبي من فحول هذا الفن العارفين بخفاياه.
قال الشيخ مشهور سلمان (1/146): (( نعم امتنع مسلم عن الرواية عن شيخه البخاري في "صحيحه" إلا أنه روى عنه وأكثر خارج "الصحيح" ولعل ذلك يرجع لكون لقياه الأخير وملازمته له بشكل كبير كان بعد إتمامه "صحيحه" أو لأنه أفاد منه كثيرًا في جوانب أخرى كالعلل ..... وأظن أن لو وصلنا كتاب "العلل" لمسلم لوجدناه حافلا بالرواية عنه ، وقد نص المزي والذهبي على أن مسلمًا روى عن البخاري خارج الصحيح )).

لله درك يا علي البارقي .

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو علي الراحلة

لله درك يا علي البارقي .

جزاك الله خيرًا .
لكني لست من بارقٍ ولا بارقٌ منِّي ، إنما أخوك ابن عبد الباقي . (ابتسامة)

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي أحمد عبد الباقي

جزاك الله خيرًا .
لكني لست من بارقٍ ولا بارقٌ منِّي ، إنما أخوك ابن عبد الباقي . (ابتسامة)

آسف , وعلى ذكر ذلك هل يوجد نص على أنّ من أسماء الله = الباقي ؟

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو علي الراحلة

آسف , وعلى ذكر ذلك هل يوجد نص على أنّ من أسماء الله = الباقي ؟

لا داعي للأسف الأمر هين ، بارك الله فيك.
لكن بخصوص ( الباقي ) هل يوجد نص على انه من الأسماء الحسنى أم لا ؟
الجواب : نعم يوجد نص لكنه ضعيف ، فقد ذكر اسم (الباقي) في حديث أبي هريرة مرفوعًا: (( إن لله تسعة وتسعين اسمًا مئة إلا واحد من أحصاها دخل الجنة )).
فذكر هذا الاسم في رواية الوليد بن مسلم قال : أخبرنا شعيب بن أبي حمزة ، عن أبي الزناد عن الأعرج ، عن أبي هريرة .
وفي رواية عبد الملك بن محمد الصنعاني عن زهير بن محمد التميمي ، عن موسى بن عقبة ، عن الأعرج عن أبي هريرة .
وفي رواية عبد العزيز بن الحصين عن أيوب عن محمد بن سيرين ، عن أبي هريرة .

وكلها روايات ضعيفة لا تنهض للاحتجاج بها .
وقد ذكر (الباقي ) في الأسماء الحسنى كل من : ابن منده ، وأبو نعيم الأصفهاني ، والبيهقي ، وابن العربي المالكي .
ولم يذكره غيرهم مثل ابن حزم وابن الوزير وابن حجر وابن عثيمين .
والذي أميل إليه أنه لا يصح دليله . والله أعلم .
وللمزيد يمكنك مراجعة كتاب (( أسماء الله الحسنى )) للدكتور عبد الله بن صالح الغصن - حفظه الله - فإنها مفيدة ، وقد طبعت في دار الوطن.

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي أحمد عبد الباقي

وقد فعل الإمام البخاري نفس الصنيع مع شيخه أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل فلم يرو عنه إلا في موضعين من صحيحه

نفع الله بك .
الذي وقفت عليه من ذلك ثلاثة مواضع , مرة بواسطة ، ومرتان بدون واسطة ، وبيان ذلك :

أولا : في كتاب المغازي , باب كم غزا النبي صلى الله عليه وسلم ؟
( حديث رقم 4473 ) قال حدثني أحمد بن الحسن حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال حدثنا معتمر بن سليمان عن كهمس عن ابن بريدة عن ابيه قال غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ست عشرة غزوة "

ثانيا : في كتاب النكاح , باب ما يحل من النساء وما يحرم
( حديث رقم 5105 ) وقال لنا أحمد بن حنبل حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان حدثني حبيب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس " حرم من النسب سبع ومن الصهر سبع ثم قرأ ( حرمت عليكم أمهاتكم )الآية
قال الحافظ في الفتح : " ( وقال لنا أحمد بن حنبل ) : هذا فيما قيل أخذه المصنف عن الإمام أحمد في المذاكرة أو الإجازة , والذي ظهر لي بالاستقراء أنه إنما استعمل هذه الصيغة في الموقوفات وربما استعملها فيما فيه قصور ما عن شرطه والذي هنا من الشق الأول وليس للمصنف في هذا الكتاب رواية عن أحمد إلا في هذا الموضع , وأخرج عنه في آخر المغازي حديثا بواسطة وكأنه لم يكثر عنه لأنه في رحلته القديمة لقى كثيرا من مشايخ أحمد فاستغنى بهم , وفي رحلته الأخيرة كان أحمد قد قطع التحديث فكان لا يحدث إلا نادرا , فمن ثم أكثر البخاري عن علي بن المديني دون أحمد ".

ثالثا : في كتاب اللباس , باب هل يجعل نقش الخاتم ثلاثة أسطر ؟
(حديث رقم 5879 ) قال أبو عبدالله وزادني أحمد : حدثنا الانصاري قال حدثني أبي عن ثمامة عن أنس قال " كان خاتم النبي صلى الله عليه وسلم في يده , وفي يد أبي بكر بعده , وفي يد عمر بعد أبي بكر , فلما كان عثمان جلس على بئر أريس قال فأخرج الخاتم فجعل يعبث به فسقط , قال فاختلفنا ثلاثة أيام مع عثمان فننزح البئر فلم نجده "
قال الحافظ ابن حجر : ( قوله " وزادني أحمد حدثنا الانصاري الى آخره ) هذه الزيادة موصولة , وأحمد المذكور جزم المزي في الأطراف أنه أحمد بن حنبل , لكن لم أر هذا الحديث في مسند أحمد من هذا الوجه أصلا " .
وقال العيني في عمدة القاري ( 11 / 39 ) : وأحمد هو ابن محمد بن حنبل الإمام قاله الحافظ المزي وكذا قاله الكرماني , وقال بعضهم هذه الزيادة موصولة , قلت : ظاهره التعليق .
قلت : الذي في تحفة الأشراف 1 / 158 : " وزادني أحمد قال : حدثنا الانصاري " كما هو موجود في البخاري بدون نسبة , والله أعلم .

ولعل أخانا الفاضل قصد : أنه روى عنه في موضعين بدون واسطة .
وموضوع رواية مسلم عن شيخه البخاري ، قد بحث في عدة مواضع في ملتقى أهل الحديث .