من فتاوى سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله
وأخيرا إنني أشكوا من إهمال الطلبة المبتعثين بدون وعظ ولا إرشاد، حيث أنني لا أرى أي اهتمام بهم من ناحية الدين، فما رأيكم في ذلك؟
هذا خطير، يجب على وزارة التعليم العالي وعلى كل الجهة التي تبعث طلاباً أن تتعاهدهم بإرسال من يذكرهم بالله ويعظهم ويراقب سلوكهم ويعتني بهم حفاظاً عليهم وعلى عقيدتهم وعلى أخلاقهم، وهذا واجب على وزارة الدفاع وعلى الحرس الوطني، وعلى وزارة التعليم العالي وعلى كل جهة تبعث لها طلبة يجب أن تتعاهدهم بأهل الخير والهدى من العلماء الذين يذكرونهم وينصحونهم ويوجهونهم إلى الخير ويلاحظوا سلوكهم وأعمالهم حتى يرشدوهم إلى ما يجب وحتى يحذروهم مما لا ينبغي، وحتى يتعاهدوهم بالنصيحة والتوجيه، والله سبحانه وتعالى سائل من ابتعث هؤلاء، يسأله عن عمله، وعما فرط فيه، فنصيحتي لجميع الجهات من الدفاع والحرس الوطني ووزارة الداخلية وغيرها، نصيحتي للجميع أن يلاحظوا هؤلاء الطلبة وأن يبعثوا معهم من يلاحظهم وينصحهم ويوجههم ويراقب أحوالهم وأعمالهم حتى يعينوهم على الخير، وحتى يعينوهم على ترك الشر، وحتى يراقبوا ما يجب أن يراقب منهم، حتى لا يقعوا في الباطل مع أن ابتعاثهم فيه خطير عظيم، فالواجب عدم ابتعاثهم أصلاً، وأن يعلموهم في الداخل، وكل مادةٍ لا توجد في الداخل يجب أن توجد في جامعاتنا، فبحمد الله عندنا قدرة ومال أن نأتي بالرجال، فوجب على الدولة وعلى كل جهات مسؤولة أن تعنى بهذا الأمر، يجب عليها أن لا تبتعث أحداً هناك إلا لضرورةٍ قصوى عند عدم وجود من يقوم بذلك في الجامعات الداخلية، وإذا كان ولا بد من الابتعاث فالواجب أن يبتعث معهم من أهل العلم والأمانة والبصيرة من يراقب أحوالهم وينصحهم ويذكرهم ويكون عمدة ًلهم في تلك البلاد حتى يكون ذلك من أسباب سلامتهم وصلاحهم وأن يعودوا كما خرجوا أو أحسن، هذا كله عند الضرورة القصوى، إذن فالواجب أن لا يبتعثوا، وأن يكون تعليهم لكل مادة، ولكل شيء في الداخل، في الجامعات الداخلية، وأن يجلب إليهم من المدرسين من يحتاجون إليه ولو كانت النفقة باهظة في هذا، فالنفقات في سبيل التعليم مخلوفة فيما ينفع المسلمين وأسأل الله أن يوفق المسئولين لما فيه رضاه ولما فيه سلامة أبناءنا الطلبة مما يضر أخلاقهم وعقيدتهم إنه جل وعلا جواد كريم.
http://www.binbaz.org.sa/mat/10806