بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل : ( وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً ) ..
وصلى الله وسلم على نبيه ومصطفاه ، خير البشر وخير الرسل محمد صلى الله عليه وسلم ..
ثم أما بعد /
أكتب هذه المقالة بعد مارأيت من كثرة الأقوال وكثرة التحليلات وكثرة الفتاوى على الساحة اليوم ..
أكتب هذه المقالة بعد مارأيت التخبط من كثير من الشباب والفتيات والمجتمع بشكل عام ..
أكتب هذه المقالة بعد مارأيت الفتن التي حلت علينا وزاد لهيبها هذه الأيام وخاصة بعد التغيرات التي شهدها العالم في السنوات الأخيرة والمفاهيم التي كانت بالأمس شيئاً واليوم أصبحت شيئاً آخر وهذا التغير سنة كونية لابد منها والله المستعان ..
لست هنا لأظهر حلاً جديداً أو أخبركم بطريقة علمت هنا ولم تعلموا عنها، فلست أهلاً لهذا ولست بذلك الكفؤ الذي عنده مفاتيح الحلول ولكني أحسبها تذكيراً لإخواني ..
قد يتخبط المرء مع كثرة الفتاوى التي حوله وقد يشعر بعد الاستقرار وذلك بسبب الآراء التي تطرح من حوله سواءاً كانت شرعية او سياسية أو حتى اقتصادية ولكني أقصد هنا في المقام الأول الآراء الشرعية وهي التي حقيقة يجب أن تشغل بالنا وأن نسأل عنها ..
الشيخ الفلاني يقول كذا .. والشيخ الفلاني يقول كذلك وهذا يخطئ هذا وإلى غيره من الاختلافات التي تجعل الشخص في دوامة كبيرة ، والاختلاف سنة أخبرنا الله عنها في كتابه
فقال جلا جلاله : ( ولايزالون مختلفين الا من رحم ربك ولذلك خلقهم ) ..
فلن نستطيع أن نقطع شيئاً اراده الله في هذه الحياة كما هو معلوم ، إذاً علينا أن نبحث عن الحل الذي يخلصنا من هذه المعضلة ومن حل يريح قلوبنا وفكرنا.
إن الحل الوحيد والذي من سار عليه فاز وربح ومن تركه فله الخسران المبين
والهلاك القاصم لظهره هو :
برجوعنا إلى المنهل الذي ينهل منه كل متحدث عن الشريعة وينهل منه كل مفتي وجردنا أنفسنا للحق وتركنا التعصب للأشخاص الذي ابتلي به نفر كبير من شباب المسلمين اليوم ( الذي عندهم الخطأ ينقلب إلى صواب إذا قال به فلان أو فلان ) ..
ايها القارئ الكريم :
إن الله وضع لنا دستوراً عظيماً وهو القرآن وارسل إلينا رسولاً كريما وهو محمد صلى الله عليه وسلم وأنزل إليه الكتاب و الحكمة وهي السنة المطهرة كما أخبر الله في كتابه ممتناً على رسوله
فقال : ( وأنزل عليك الكتاب والحكمة وعلمك مالم تكن تعلم ) .
والحكمة كما فسرها العلماء هي السنة النبوية المطهرة ..
وهذا الدستور العظيم وهذه السنة هي المرجع الأول لكل قاصد الحق وفيها الحل لكل معضلة نواجهها ، حتى والله المشكلات الصغيرة الفردية ..
إن من الواجب علينا أن نعرض مشكلاتنا على هذين الوحيين ففيهما الشفاء والرحمة بإذن الله .
ألم نقرأ قوله تعالى في سورة فصلت : ( قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء ) ..
فهل من رجعة لكتاب الله وسنة نبيه واقتباس الحلول والفوائد النفيسة لحياة سعيدة ..
هل من تمسك بكتاب الله وليس اي تمسك بل تمسك
قال الله عنه : ( فاستمسك بالذي أوحي إليك ) .. فقال ( استمسك ) أقصى درجات التمسك !!
لايزال ربنا يدعونا إلى الرجوع وقد امر رسولنا بالتمسك بالكتاب والسنة والعض عليها بالنواجذ وكل هذا التنبيه ، للدلالة على خطر الفتن وانها تحتاج إلى استمساك وإلى عض على الحق، حتى نتجنب شرها وخطرها وعظيم تأثيرها على الفرد والمجتمع .
اللهم جنبنا الفتن ماظهر منها ومابطن ، اللهم اجعلنا مستمسكين بالكتاب والسنة
واجعلنا فاهمين لمراد الله ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم وجنبنا التحريف والتأويل الفاسد ..
والله أعلم ،،