كفريات كتاب رماح حزب الرحيم على نحور حزب الرجيم لصاحبه عمر بن سعيد الفوتي التجاني

التعريف بالكتاب

العنوان: رماح حزب الرحيم على نحور حزب الرجيم
المؤلف: عمر بن سعيد الفوتي الطوري الكدوي (؟ - 1280هـ/1865م)
الطبعة: على هامش كتاب جواهر المعاني – دار الكتاب العربي بيروت الطبعة الثانية 1393هـ/1973م

التعريف بصاحبه
انظر ترجمته في "كشف الحجاب" لمؤلفه سكيرج، ص 265.

العقيدة الأولى
:
قال صاحب الرماح، الذي بهامش جواهر المعاني، في الفصل الثاني والعشرين[1] (ص152) ما نصه:
« وثالثها : أنّا قدّمنا أوّلا أنّ شيخنا ... لم يعمّم المنع لأنّه ما منع أحدا من أهل طريقته من التعلّم من جميع الأولياء والعلماء ، ومن حضور مجالسهم ، ولا مِن استماع مواعظهم وكلامهم ، ولا من التواصل في الله وفي الرحم ، ومع هذا كلّه فنحن والحمد لله معاشر الطريقة الأحمدية المحمدية الإبراهيمية التجانية لا ننكر على من عمّم من الشيوخ ... لأنّهم ما نَهوْا وما أَمروا إلاّ عن إذنٍ ومشاهدةٍ لأنّهم أهل صدق ولا ينطقون إلاّ بما يشاهدون ، ويأخذون عن الله تعالى وعن رسوله صلّى الله عليه وسلّم الأحكام الخاصّة للخاصّة لا مدخل فيها للعامّة لأنّه صلّى الله عليه وسلّم يُلقي الأحكام العامّة للعامّة في حياته ، إذا حرّم شيئا حرّمه على الجميع وإذا فرض شيئا فَرَضَه على الجميع ، وهكذا سائر الأحكام الشرعية . فلمّا انتقل إلى الدار الآخرة، وهي كحياته صلّى الله عليه وسلّم سواء ، صار يُلْقي إلى أمّته الأمر الخاصّ للخاصّ ولا مدخل لأمر العام للعام فإنّه انقطع بموته صلّى الله عليه وسلّم . قاله شيخنا أحمد التجاني... ، كما في جواهر المعاني . ».
يعلق أخونا في موقع الصوفية[2]: تبًّا لهذه المقالة، وبئس قائلها ومفتريها. وسواد ظلامها يغني عن الخوض فيها. ويضيف: تفكر أيها العالم في هذه المقالة: هل أهل الطرق كانوا أنبياء؟ وانظر إلى التناقض في كلامهم – لأنهم – بزعمهم الكاذب بعدما أخذوا عن الله تعالى لا يحتاجون إلى الرسول لوجود التساوي بينهم في الدرجة أو يزيدون على الأنبياء – بزعمهم – لأن الرسل كانوا يأخذون عن الله تعالى بالوحي. وأَرْبَابُ الطرق يأخذون من الله – بزعمهم – بغير واسطة. لوجود من يقول منهم: إنه ينظر إلى اللوح المحفوظ إذا أراد أن يأخذ حكمًا من الأحكام، وما ذلك إلا لوح الشيطان {يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا} [الأنعام: 112].

العقيدة الثانية:
وقال في الرماح في الفصل المذكور: « وقال ابن عطاء الله رضي الله عنه في مفتاح الفلاح : والكامل أن يأخذ ويمسك إن شاء ويعطي إن شاء ، فإنّه مع ما يلقى الله إليه في الحكم كصورة التلميذ بشيخه ، فكما لا يُعترَض على التلميذ في الفعل الذي يأمره به شيخه ، كذلك لا يُعترَض على الشيخ فيما يفعله بإذن عن الله إذا كان شيخا حقيقيّا . اهـ قلتُ : ويؤيّد هذا الكلام أنّ جميع أهل الفتح يشاهدون الملائكة ، والكامل بينهم ينزل عليه مَلَكٌ بالأمر والنهي ، ولا يلزم من ذلك أن يكون ذا شريعة. . «
يعلق أخونا في موقع الصوفية[3]: أما كان يكفيهم أوامر القرآن ونواهيه؟ والله سبحانه وتعالى يقول: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنَزَلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَ الْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ و كُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ } [الأنعام: 93].

العقيدة الثالثة
:
قال في الرماح، الفصل الثاني والثلاثون[4] (ص211): « قال في جواهر المعاني : إعلم أنّ هذا الورد العظيم لا يلقّن لمن له ورد من أوراد المشايخ ... إلاّ إن تركه وانسلخ عنه ولا يعود إليه أبدا ، فعند ذلك يلقّنه مَن له الإذْن الخاصّ وإلاّ فليتركه هو وورده لأنّ أوراد المشائخ كلّهم... على هدى وبيّنة ، وكلّها مسلكة وموصلة إلى الله تعالى . وهنا منّا ليس تكبّرا واستعلاء على المشايخ ، كلاّ وحاشا ومعاذ الله ، بل هذا الشرط مشروط في طريقتنا لا غير ، فمن أراد الدخول فيها فلا بدّ له من هذا الشرط ولا خوف عليه من صاحبه أيّا كان من الأولياء الأحياء والأموات ، وهو آمن من كلّ ضرر يلحقه في الدنيا والآخرة ، ولا يلحقه ضرر لا من شيخه ولا من غيره ولا من الله ورسوله بوعد صادق لا خلف فيه ، ...».
يعلق أخونا في موقع الصوفية[5]: تفكر يا أخي واستعمل قريحتك في فهم هذا الكلام لأن فيه التحريض على الأمن من مكر الله، وقد قال تعالى: {أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللَّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ} [الأعراف: 99] ومعناها كما قال ابن كثير في تفسيره {أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللَّهِ} أي بأسه ونقمته وقدرته عليهم وأخذه إياهم في حال سَهْوِهِمْ وغفلتهم { َلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُون } ولهذا قال الحسن رحمه الله تعالى: المؤمن يعمل بالطاعات وهو مشفق وَجِل خائف. والفاجر يعمل بالمعاصي وهو آمن. وفيه أيضًا الحثّ على التفريق بين المسلمين، والحال أن ربهم واحد، ونبيهم واحد، وكتابهم واحد ففيم التفريق؟ وقد نهاهم الله عنه في قوله تعالى: {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [آل عمران: 105] انظر يا أخي إلى هذا التشريع الجديد، والافتراء على الله بما لا مزيد، والمسارعة إلى نار عذابها شديد، ومن ذلك يوقنون أن القصد من ذلك الاختلاف دخول الجنة بغير حساب، ولا عقاب. قال تعالى: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ و لِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا} [الكهف: 106].
وتفسيرها كما في الجلالين:
قوله تعالى: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً، الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} بطل أعمالهم {وَهُمْ يَحْسَبُونَ} يظنون {أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} عملاً يجازون عليه {أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ} بدلائل توحيده من القرآن وغيره {وَلِقَائِهِ} أي وبالبعث والحساب والثواب والعقاب {فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ} بطلت {فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا} أي لا نجعل لهم قدرًا {ذَلِكَ} أي الأمر الذي ذكرت من حبوط أعمالهم وغيره {جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُواْ و اتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا} أي مهزوءًا بهما. قال الشاطبي في الاعتصام (ج1 ص94) قال الله تعالى: { قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَ هُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا } وما ذلك إلا لخفة يجدونها في ذلك الالتزام، ونشاط بداخلهم يستسهلون به الصعب بسبب ما دخل النفس من الهوى. وإذا بدا للمبتدع ما هو عليه رآه محبوبًا عنده لاستعباده للشهوات، وعمله من جملتها، ورآه موافقًا للدليل عنده، فما الذي يصده عن الاستمساك به، والازدياد منه، وهو يرى أن أعماله أفضل من أعمال غيره، واعتقاداته أوفق و أعلا، أفي قيد البرهان مطلبًا {فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ} [فاطر: 8]، وقال صلّى الله عليه وسلّم: "الدين النصيحة قلنا : لمن ؟ قال : لله و لكتابه و لرسوله و لأئمة المسلمين و عامتهم" رواه مسلم ...

[2] - عن موقع الصوفية: مخالفات الطريقة التجانية http://www.alsoufia.com/main/article...rticle_no=1338
[3] - مصدر سبق ذكره: موقع الصوفية
[5] - مصدر سبق ذكره: موقع الصوفية