السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه .... وبعد ....
أن الأسباب الجالبة لمحبة المسلم للنبي ( صلى الله عليه وسلم ) كثيرة ومتنوعة ولكن مردها الى سببين كبيرين :
الأول : معرفة فضل النبيعلينا وعلى عباد الله كافة في الدنيا والآخرة .
والثاني : أتصاف النبيبالكمالات الجالبة للمحبة .
والسبب الأول يتجلى في جانبين عظيمين : أحدهما : الرحمة والمنفعة الحاصلة لنا في الدنيا بالأهتداء برسالته.
وثانيهما : الرحمة والمنفعة الحاصلة للأمة في الآخرة بشفاعته.
وفيما يلي بيانهما .....
أ- الرحمة والمنفعة الحاصلة لنا في الدنيا بالأهتداء برسالته:
أما فضل النبيعلي وعليك وعلى سائر أهل الأسلام والأيمان فلأنه سبب لأعظم منفعة ظفرنا بها في الحياة على الأطلاق وهي الأيمان بالله ورسوله ودينه والموصل الى جنات النعيم والمنجي من نيران الجحيم وهو أعظم ما يجب أن يفرح به الأنسان على الأطلاق قال تعالى :
قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون
{ يونس : 58 }
قال القرطبي في تفسير الآية : قوله تعالى :قل بفضل الله وبرحمته
قال أبو سعيد الخدري وأبن عباس ررر : فضل الله : القرآن ... ورحمته : الأسلام ... وعنهما أيضاً : فضل الله : القرآن ... ورحمته : أن جعلكم من أهله .
قال صاحب فتح الباري : فأذا تأمل النفع الحاصل له ( أي للمسلم ) من جهة الرسولالذي أخرجه من ظلمات الكفر الى تور الأيمان أما بالمباشرة وأما بالسبب علم أنه سبب بقاء نفسه البقاء الأبدي في النعيم السرمدي وعلم أن نفعه بذلك أعظم من جميع وجوه الأنتفاعات فأستحق لذلك أن يكون حظه من محبته أوفر من غيره لأن النفع الذي يثير المحبة حاصل منه أكثر من غيره ولكن الناس يتفاوتون في ذلك بحسب أستحضار ذلك والغفلة عنه ولا شك أن حظ الصحابة ررر من هذا المعنى أتم لأن هذا ثمرة المعرفة وهم بها أعلم ..{ فتح الباري - ج : 1 - ص : 59 -60 } ..
فكتاب الله العزيز الذي تفتديه بروحك وقلبك وتتنعم بالتنقل بين رياض سوره وآياته أنما وصلك عن طريق رسول الله.
ولقد كان من حرص النبيعلى كمال حفظه وتبليغه أنه كان يقرأ الآيات النازلة عليه فيحرك لسانه بها ليحفظها ، يفعل ذلك خشية أن تضيع منه كلمة أو يفلت منه حرف ، وجبريل ( عليه السلام ) ما يزال متصلاً به لم ينته بعد من الوحي اليه وفي هذا من المشقة والشدة ما فيه ، فنهاه الله تعالى عن ذلك بقوله :
لا تحرك به لسانك لتعجل به
{ القيامة : 16 } ، وطمأنه أن الله جامِعه له في صدره ، من غير أن يحرك لسانه به ، ومقرئه أياه :
إن علينا جمعه وقرءانه
فأذا قرأناه فأتبع قرءانه
{ القيامة : 17 -18 } ، فأنتظر حتى ينتهي الوحي ثم أقرأ ما نزل عليك تجده منقوشاً في صدرك ، وزيادة على ذلك سنلهمك فهم معناه ونبينه لك :
ثم إن علينا بيانه
{ القيامة : 19 }
قال أبن كثير في تفسيرها : هذا تعليم من الله عز وجل لرسولهفي كيفية تلقيه الوحي من الملك ، فأنه كان يبادر الى أخذه ويسلبق الملك في قراءته فأمره الله عز وجل أذا جاءه الملك بالوحي أن يستمع له وتكفل الله له أن يجمعه في صدره وأن ييسره لأدائه على الوجه الذي ألقاه أليه وأن يبينه له ويفسره ويوضحه ، فالحالة الأولى : جمعه في صدره ، والثانية : تلاوته ، والثالثة : تفسيره وأيضاح معناه . ولهذا قال تعالى :
لا تحرك به لسانك لتعجل به
أي بالقرآن ، كما قال تعالى
ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضي أليك وحيه وقل رب زدني علماً
{ طه : 114 } ثم قال تعالى :
إن علينا جمعه
أي في صدرك
وقرآنه
أي أن تقرأه
فأذا قرأناه
أي أذا تلاه عليك الملك عن الله تعالى
فأتبع قرآنه
أي فأستمع له ثم أقرأه كما أقرأك
ثم إن علينا بيانه
أي بعد حفظه وتلاوته نبينه لك ونوضحه ونلهمك معناه على ما أردنا وشرعنا . { تفسير أبن كثير ، ج : 4 ، ص : 450 }
وللموضوع بقية .... نسألكم الدعاء
منقول