[justify] دائما كنت أقرأ أنا وغيري اسمه في التعريف بالكتب في الموسوعة الشاملة وغيرها ...
وكنت أشرأب إلى معرفة من هو هذا الباحث النحرير حتى وقفت على هذا الموضوع عند الأخ الأكبر "للمجلس العلمي" ألا وهو "ملتقى أهل الحديث"

فقد كتب هذه الترجمة زهير ظاظا بنفسه
الحمد لله تبارك وجهه ذو الجلال والإكرام على نعمتي العربية والإسلام والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين المبعوث رحمة للعالمين وبعد: فقد تلقيت اتصالا من أستاذ كريم مشارك في موقعكم الماجد هذا هو الأستاذ فياض محمد يخبرني أن سائلا يسأل عني في ملتقاكم قائلاً (من زهير ظاظا؟ دائما أقرأ اسمه في التعريف بالكتب في الموسوعة الشاملة وغيرها) وأنا أجيبه على سؤالي فأقول: [/justify]
[justify]

ولدتُ في صالحية دمشق يوم الثلاثاء 10/ جمادى الآخرة/ 1377 الموافق 31/ 12/ 1957 شمال قصر ابن فضل الله العمري صاحب (مسالك الأبصار) لا يفصل بيننا وبين القصر سوى ردهة كانت فيما مضى باحة القصر، وتعرف هذه الحارة اليوم بزقاق بشار في (جسر النحاس) في حي الأكراد بدمشق، وأبواي كرديان، هاجر جداهما في وقت واحد من (باقر معدن) في ديار بكر وهي القرية التي أفاض الشهاب الألوسي في الحديث عنها في رحلته (نشوة الشمول) وكان والدي (وقد توفي يوم رحمه الله يوم الخميس 12/ صفر/ 1422 الموافق 1/ 3/2007) قد قضى طفولته في حي الميدان بدمشق فكان يقال له أحمد الميداني وجدته لأمه شامية من آل القصاب، وكان لما ولدتُ منهمكا في إعادة بناء مسجد خرب أثناء سفر برلك ولم يبق منه سوى أساسه، وكان يسمى (مسجد ملا رسول) وهو اليوم جامع الشيخ عيسى النقشبندي وكان جدي لأمي عثمان جاويش قد أوصاه بإعادة بناء المسجد، فقضيت سنوات طفولتي الأولى وأنا صحبة إخوتي الكبار الذين كان شغلهم الشاغل مساعدة والدي في بناء المسجد. ولا أزال أحتفظ بصور كثيرة لهم في أرجاء المسجد في مختلف مراحل بنائه منذ عام 1961 وتقتضي الأمانة التاريخية أن يسمى هذا المسجد باسم واقفه الأول ملا رسول بن ملا شيث الأيوبي جد الأسرة التي اشتهر منها آذن مدرسة الملك العادل (أبو فريد الأيوبي) رحمه الله.


وأعود لذكر ما فيه عبرة من حياتي فأقول:

كنت في عام 1972 قد تركت الدراسة قبل أن أتم المرحلة الإعدادية وأصاب والدي عملا لي في رحبة عسكرية في قسم صيانة الكاتربلر جوار مشفى ابن النفيس في حينا، وكان أن استوقفني منذ أول يوم فيها رجل واحد لا يرتدي زي الموظفين وإنما يرتدي زي أهل عربين ويمشي مرفوع الرأس راميا بصره في الأفق غير عابئ بكل ما يدور حوله، فأوقع الله في قلبي محبته، ولما أذن المؤذن في مسجد الرحبة لصلاة الظهر تفاجأت أن هذا العربيني هو الذي تقدم الناس ليؤمهم في الصلاة، وبعد انقضاء الصلاة تقدمت منه وسلمت عليه فسألني عن اسمي وعرفت فيما بعد أنه يعمل سكابا في قسم (السكابة) فلما دخلت عليه في غرفته الصغيرة رأيت عجبا، كتبا بعضها فوق بعض، يقضي بمطالعتها أوقات فراغه في الرحبة، أخذت كتابا منها فكان (طيبة النشر) ولم أعرف موضوعه إذ ذاك، نظرت في كتاب ثان فكان كتابا نسيت عنوانه وحفظت اسم مؤلفه (أبي الحسنات اللكنوي) وكان هذا العربيني أول أساتذتي في الحياة وهو الشيخ الزاهد والعالم العابد عبد الستار الغبرة، وهو الذي حبب إلي طلب العلم والعودة إلى المدرسة بعد ثلاث سنوات قضيتها في صحبته في الرحبة، إذ أعلن معهد كفتارو في دمشق عام 1975 عن مسابقة امتحان القبول في الانتساب إلى المعهد، وكانت قصة طويلة نشرتها في موقع الوراق بعنوان (مشروع شاعر) فلا أعيد ذكرها هنا، وكنت في عام 1974 قد تعرفت على صديق أكتب هذا الكلام اليوم وكان في زيارتي في أبوظبي أول أمس وهو صديقي الغالي عمر بن ملا عبد العزيز (مندوب دار الخير للطباعة والنشر) وكنت أسمع من كبراء حينا بملا عبد العزيز ومكانته في العلم، ما جعلني أحرص على حضور دروسه العامة في مسجد سعيد باشا، فلما توثقت عرى الصداقة مع ابنه صرت أشبه بالمقيم في بيت ملا عبد العزيز، وقرأت عليه كل علوم الآلة، وكتبا في الفقه والتوحيد، ولازمته حتى وفاته رحمه الله في صفر 1404 تشرين الثاني 1983 وكتبتُ شاهدة قبره، ولم ير ذلك والدي فلم يذكره في (نشر البشام) لأن قبر الملا في مقبرة مقفلة جوار قبر ملا محمود سيدا، وكنت في عام 1977 قد انجرفت في مختلف التيارات الإسلامية التي كانت تذخر بها دمشق، فزرت الشيخ ناصر الدين الألباني في بيته في المهاجرين مرات صحبة الشيخ محمد عيد عباسي والمرحوم خير الدين وانلي (شاعر السلفية في دمشق) الذي كانت تربطني به صلة رحم فابنة عمه زوجة عمي، وكان ألد أعداء ملا عبد العزيز، وكان ملا عبد العزيز أستاذنا في المرحلة الجامعية التي قضيناها في كلية الدعوة أيام كونها فرعا من الأزهر الشريف، ومن أساتذتنا فيها الشيخ محمود الرنكوسي رحمه الله، والأستاذ منير العجلاني رحمه الله، وشيخنا وحبيبنا الشيخ بشير الرز، وأستاذنا وقرة أعيننا الشيخ محمد حمزة القابوني طيب الله ثراه، وما أحسبني بكيت في جنازة كما بكيت على الشيخ حمزة القابوني وعلى ملا سليم ابن ملا عبد العزيز الذي اخترمته أيدي الغدر في عنفوان شبابه، فأما الشيخ محمد حمزة فكتبت رثاءه وأنا أرمق نعوش أسرته العشرة بين يدي، وألقيت الرثاء والنعوش تخرج من المسجد وكان حدثا جللا سارت في جنازته دمشق عن بكرة أبيها، وكان قد لقي حتفه في حادث سير أليم هو وعشرة من أفراد أسرته، إذ كان في إحدى طرق شمال دمشق الشاهقة فأفلت ذنب شاحنة ضخمة كانت أمامه في الصعود وهوت بكل حمولتها على سيارته (البيك آب) وفيها معه زوجات أولاده وأبناؤهن، ووصل المشفى قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة فكان يومئ أن أريد قلما فأعطوه ورقة وقلما فكتب: (هذه منيتي والحمد لله أطلقوا سراح السائق) البقية في الحلقة القادمة إن شاء الله، وشكرا لكم، أخوكم زهير ظاظا).
[/justify]