تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: كان داعيةً فصارَ علمانيا!! ما بين الأمس واليوم

  1. #1

    افتراضي كان داعيةً فصارَ علمانيا!! ما بين الأمس واليوم

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمـا بعـد:

    فلستُ من طلبةِ العلم فضلًا عن أن أكونَ واحدًا من العلماء!، لكنني ممن يزعمون أنَّهم يُحبون العلمَ والعلماء، ويُقدرونهم ويُجلونهم، ويأخذونَ عنهم في أمورِ دينِهم رغبةً في الهداية والسلامة.

    لاحظتُ أمرًا عجيبًا أوقعني في حَيْرةٍ من أمري، ثم لما استبان لي الأمرُ دخلتُ في حالةٍ من الكآبة والحزن مما لا يعلمه إلا الله -جلَّ في علاه-، ولا أعلمُ ما الحل أمامَ كلِّ هذا!

    بالأمس كانت الكلمةُ واضحة جليَّة: الحكمُ لله، وتطبيقُ الشريعة أمرٌ واجب، وترك التحاكم إلى الشريعة كفرٌ(أصغر وقال بعضُهم أكبر).
    كانت الردودُ كثيرة على العلمانيين، وكانت قويةً تفضحهم وتُقلقهم حتى لم يكونوا قادرين على دفعِها والردِّ عليها!
    وكانت الكلمة واضحة: العَلمانيةُ كفرٌ وضلال، ومحاداة للهِ ورسولِه -عليه الصلاة والسلام-.
    كانت كلماتُ المصلحين من الدعاة والعلماء والمرشدين تدعو إلى دولةٍ دينية تُعظم شعائرَ الله، وتُطبقُ ما أمرَ الله بتطبيقه من الحدود كقطع يدِ السارق، واستتابة تارك الصلاة، وقتال تارك الزكاة، وجلد الزناة(وقتل المحصنين منهم)، وقتل من تركَ دينَه وانسلخَ منه بعد أن هداه الله!

    اليوم: تجدُ هؤلاء الأقوامِ الذين كنّا نراهم أساتذةً لنا وشيوخًا ومعلمين وموجهين وقد نكصوا على أعقابهم، فإذا بهم اليومَ يُنادون بالتسامح مع الكفار، ووجوبِ احترامِهم وتقديرِهم كما نُقدر المسلمين! ويستنكرون:"اضطرو هم إلى أضيق الطريق"،و"لا تبدؤوهم بالسلام"و"حتى يُعطوا الجزية عند يدٍ وهم صاغرون"!
    بل اليومَ هم يُحاربون مفاهيمَ الولاء والبراء، فلماذا تكره أخاك الكافر؟ اختلافُك مع الكافر لا يوجب كراهيته، بل الاختلاف طبعُ البشر! هكذا يقولون!
    يأمرونَنا اليومَ بالتسامح مع إخواننا في الإنسانية والوطن رغمَ كفرِهم! وهم أنفسهم يُسلطون سيوفَهم وألسنتَهم وجهودَهم ليسبوا العلماء، وينتقدوا المصلحين، فلماذا نتسامح مع الكفار؟ ونكون أشداءً غلاظًا على علماء السعودية(مثلا)؟

    اليوم: تجدُ الدعوةَ إلى الدولة المدنية(التي لا تُطبق الشريعة)، وهم الذين كانوا يقولون بأنها كفرٌ وخروج عن الدين! اليومَ لا يُنادون بها من باب تخفيفِ الشر، ومن بابِ أنها ارتكاب أخف الضررين! بل اليومَ يحشدون الآياتِ القرآنيةَ، والأحاديثَ النبويةَ ليوهمونا بأنَّ الدولةَ المدنيةَ هي الحل، وهي الخيار الأمثل، بل زادَ بعضُهم في القبح فقال بأنه يُحارب الدولةَ الدينية!

    اليوم: هذا الداعية الذي يأمرُ بالتسامح مع الكفار، والحرص على تقريب وجهات الأنظار، والحوار بالتي هي أحسن، واستعمال الألفاظ اللينة والحكمة والموعظة الحسنة! هو نفسُه ينتقدنا لأننا-وجميع علماء الدين!- نرى بأنَّ القاتل يجبُ -شرعًا- أن يُقتل! بل يقول أنَّ هذا من ضلالاتِ السلفيين!
    أصبحوا يرونَ حدَّ الردةِ أمرًا سياسيًا وليس دينيًا؛ فلسنا مخاطبين بقولِ النبي -صلى الله عليه وسلم-:"من بدل دينه فاقتلوه"، بل هذا أمرٌ فيه قسوة، ويتعارض مع حرية البشر في اختيار الأديان التي يقتنعون بها.

    اليوم: يُنادون ببناء الكنائس والمعابد لغير المسلمين، فهم ينتقدونَ مزاجيتنا في رغبتِنا بأن تُبنى المساجد(بيوتُ الله!)في بلاد الكفار، ونحن نمنع من بناء الكنائس(بيوتُ الشرك!)في بلاد المسلمين!

    اليوم: كَثر الحديث عن بدعة النقاب-كما يزعمون!!-، فخرجوا في الفضائيات والصحف وجميع الوسائل الممكنة ليتحدثوا عن هذه البدعة! وكأنَّ أكثرَ نساءِ المسلمين متنقبات!! ومع هذا: لا تكاد تجد لهم حديثًا يُذكر عن مفاسدِ التفصخ الذي نُعاني منه بشكل واضح وفاضح!

    اليوم: يتحدثون عن قَبول الآخر، وهم أنفسُهم لا يقبلون بك ولا بآرائك!
    فتجده يجتمع مع العَلماني والكافر ويتبادل معهم التحايا والهدايا!، ويُثني عليهم بما هم ليسوا أهلًا له! بينما ينبذك ويكرهك ويُعاديك ويُعرِّض بك في كل موضع-بمناسبة أو بدون مناسبة-.

    اليوم: يشنُّ حربًا عليكَ لأنَّك من الذين لا يشهدون الزور، فأنت سيء لأنَّك ترى حرمةَ تهنئة الكفار بعيدِهم الذي يحتفلون فيه بولادة ابن الله-تعالى الله عما يقولون علوًا كبيرا-!

    اليوم: يقول: كل العلماء لا يفقهون الواقع إلا أنا! يا رجل، أنتَ أكثر من ثلاثين سنة تدعوننا ثم اكتشفتَ أنَّك كنت منغلقًا تقليديًا! فأنتَ لم تفهم نفسَك فضلا عن أنْ تفهم الواقع!

    اليوم: فضيلة الداعية الذي تعلمنا منه في السابق كثيرًا تراه يتحسر على ماضيه! وكيف أنه كان يعيش في جهلٍ وتيه وضلال!، وكيف كان منغلقا متقوقعًا حولَ رأي ومدرسةٍ واحدة!
    ويُبشر المستمعين له بأنَّهم سيتغيرون! ويتحررون من القيود التي يعيشون بها الآن!
    شعرتُ من خلال حديثِه بأنَّ كل من نشأَ في طاعةِ الله فهو في وادٍ ضيق وسجن سيتحرر منه عندما يكبر!

    اليوم: يتحدث عن المرأة كثيرا، وواللهِ إنَّ المرأةَ تستحق أن يُتحدثَ عنها وعن حقوقِها وقدرِها ودورِها؛ لكنَّه لا يتحدث عن ذلك! إنَّما يتحدث عنّا نحن الظلمة الذين حبسنا المرأةَ في البيت! وحرمناها من حقِّها في أن تحكمَ الدول!

    اليوم: يسخرُ على منبرِ الجمعة من أُكذوبة عدالة الصحابة-كما يزعم-، فهو يحلف بالله ثلاثا على أنه ليس بشيعي ولا رافضي، لكنَّه يسبُّ معاوية، وينتقدُ عائشة، ويُعرِّضُ بعثمان، والله المستعان!

    اليوم: أصبحَ هذا علمانيًا! وأصبحنا نستعينُ بكتبه السابقة في الردِّ عليه!
    والمصيبة أنَّه لا يقول: أنا علماني! بل ما زال يقول أنا الشيخ الداعية، لكنني أصبحتُ أكثرَ علمًا، وفهمًا، وتحررًا! ولذلك: أصبحت هكذا، وعليكم أن تصبحوا مثلي، وإلا ستبقون متخلفين!

    إخواني وأخواتي:
    شيءٌ في نفسي، وضيقٌ في صدري، قلتُ أكتبه وأُخرجه قبل أن أموت كمدًا!
    والمقصود ليس شخصًا واحدًا، بل عدة أشخاص ممن كانوا دعاةً وموجهين، وقد استفدنا-سابقا- من جهودهم، ثمَّ اليوم نرى منهم هذه التصرفات وهذه الآراء والشذوذات!
    وتعمدتُّ أن أذكرَ عدَّة أمثلة حتى يكون الحديث عن الظاهرة نفسها لا عن الأشخاص، وما أعرضتُ عن ذكرِه-خشيةَ التطويل- أكثر! والله المستعان.
    "
    أزْرَة المؤمن إلى نصف الساق، فإن طال فإلى الكعبين، فإن طال ففي النار "
    فاتقوا النار ..

  2. #2

    افتراضي رد: كان داعيةً فصارَ علمانيا!! ما بين الأمس واليوم

    قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه
    " لايزال الناس بخير ما أخذوا العلم عن أكابرهم وعن أمنائهم وعلمائهم فإذا أخذوا عن صغارهم وشرارهم هلكوا "
    قال عبدالله بن مسلم الدينوري سألت عن قوله "لايزال الناس بخير ما أخذوا العلم عن أكابرهم" يريد : لايزال الناس بخير ماكان علماؤهم المشايخ ولم يكن علماؤهم الأحداث لأن الشيخ قد زالت عنه متعة الشباب وحدته وعجلته وسفهه واستصحب التجربة والخبرة فلا يدخل في علمه الشبهة ولا يغلب عليه الهوى ولا يميل به الطمع ولايستزله الشيطان استزلال الحدث ، ومع السن الوقار والجلالة والهـيبة والحدث قد تدخل عليه هذه الأمور التي أمنت على الشيخ ، فإذا دخلت عليه هلك وأهلك".(1)
    رحم الله كبار العلماء بقية السلف رحمة واسعة
    أعني الأقمار الاربعه
    عبد العزيز ابن باز رحمه الله
    محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
    ناصر الدين الألباني رحمه الله
    مقبل الوادعي رحمه الله
    وجزاك الله خير اخي وبارك فيك ورزقنا واياك الاخلاص في القول والعمل .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    المشاركات
    207

    افتراضي رد: كان داعيةً فصارَ علمانيا!! ما بين الأمس واليوم

    أقول لك لست وحدك ياأخي ,فهناك الكثير ممن أهمّهم هذا الامر ،وأزيدك من الشعر بيتا أن بعضا من هؤلاء صنعوا لأنفسهم كتائب تقاتل وتدافع دونهم ووقودهم هو التعصب .

  4. #4

    افتراضي رد: كان داعيةً فصارَ علمانيا!! ما بين الأمس واليوم

    مقال موفق من الاخ " ابو خالد الكمالي" ومن هؤلاء بعض الاشخاص يستخدمهم رجال اعمال نصاري ومؤيدي الدولة العلمانيه بالكلام باسم السلف والتدليس والتلبيس باسم السلفية

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •