تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: أهمية تربية الطفل منذ ولادته

  1. #1

    افتراضي أهمية تربية الطفل منذ ولادته

    الحمد لله القائل"وَالَّذِ نَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَ ا قُرَّةَ أَعْيُنٍ
    وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا*
    أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا"
    والصلاة والسلام على النبي الأمين القائل
    "إن الله سائل كل راع عما استرعاه
    أحفظ أم ضيع، حتى يسأل الرجل عن أهل بيته"
    والقائل"إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق"
    وبعد
    قال تعالى"يَا أَيُّهَاالَّذِي نَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا
    وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ
    لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ"
    وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم"كلكم راعٍ
    وكلكم مسؤولٌ عن رعيته؛ فالإمام راعٍ ومسؤولٌ عن رعيته
    والرجل في أهله راعٍ وهو مسؤولٌ عن رعيته
    والمرأة في بيت زوجها راعية ٌ وهي مسؤولة ٌ عن رعيتها ...الحديث"
    وعلى هذا فإن أبنائنا أمانة في أعناقنا
    فنحن مسؤولون عن تربيتهم منذ الصغر حتى يكبروا على التربية السليمة
    فيصلحوا أنفسهم وأمتهم
    والتربية تبدأ من اختيار الزوجة الصالحة الحاضنة للطفل في السنين الأولى
    وهي السنوات التي عليها مَبنَى التربية
    واعلم رحمك الله أن أول خروج الطفل من رحم أمه يُستحب التأذين في أذنه
    كما أخبر ابن أبي رافع رضي الله عنه قال
    "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أذَّن في أذن
    الحسن بن علي حين ولدته فاطمة".
    فالتكبير نافع جداً ومهم جداً للمولود فالتأذين والتكبير في أذن المولود
    يدخل من أذنه ويستقر في قلبه فيكون أول ما سمعه المولود
    و استقر في قلبه هو التكبير
    "الله أكبر*الله أكبر"فيستقر في قلبه من يوم مولده كبرياء الله وعظمته
    وهذا يزرع في المولود ثقته بربه تعالى
    ورجوعه إليه في كل أحواله
    فإذا تعرض لمحنة في كبره تراه سرعان ما توجه لربه الكبير المتعال
    خلاف من يسمع أول مولده الزغاريد والتصفيق
    وربما زاد الأهل الطينة بلة فقام أحدهم وفتح
    جهازه على أغنية يصحبها الطبل والزمر
    وللأسف يستمر الحال على ذلك؛ولا حول ولا قوة إلا بالله
    فمن كان هذا منشأه تراه في كبره إذا تعرض
    لمشكلة ولو صغيرة بدأ يصرخ ويولول ويطوف على الناس
    الصالح منهم والطالح علهم يخرجوه من هذه المشكلة
    وتراه ضعيف التوكل على الله تعالى وضعيف النفس وقليل الصبر
    تراه على النقيض من المولود الأول
    الذي سمع التكبير من لحظة خروجه للدنيا واستمر على ذلك
    ولكن هذا الذي سمع الطبل والزمر أول لحظاته
    ينجو لو عدل معه الأهل وأبعدوه عن منشأه الأول
    الغير صحيح؛ومالوا به إلى بيئة طيبة.
    اعلم رحمك الله أن حب أطفالنا؛وحب رؤيتهم سعداء
    لا يلزمنا أن نلبي لهم جميع طلباتهم لأن هذا
    لا يساعد على بناء شخصية متزنة وايجابية
    إذ التدليل وتلبية الطلبات كلها أو جلها
    يضعف إحساسه بالأمن والطمأنينة بعيداً عن والديه
    وكذلك يصبح اتكالياً أنانياً
    كما أنه قد يتجه إلى الطواف على الناس والطلب منهم
    عندما لا تتحقق رغباته إذا كبر بسبب عجز الأهل عن ذلك
    ومن الممكن من هذا حاله ومنشأه أن يتجه للسرقة
    لو عجز عن توفير ما يريد بطريقة سليمة
    ولا حول ولا قوة إلا بالله

    وكذلك تلبية طلبات الطفل كاملة وبسرعة هروباً من إزعاج البكاء
    أو زيادة في الدلال؛يُعَوّد الطفل على الاعتماد على الغير
    وهذا يضر بالطفل بعدما يكبر
    فيزرع فيه التوكل على الغير وعدم الصبر على فقدان لوازم الحياة
    لو تأخرت .
    فتجده لو احتاج شراء شيء ولم يتوفر معه المال الكافي لذلك
    لا يصبر ومباشرة يبحث عمن يوفر له ذلك الطلب؛
    وممكن يتنازل عن بعض قيمه وأخلاقه لأجل ذلك الطلب
    وإن كان هذا الطلب غير مهم
    فهو أصلاً لم يتعود على الصبر
    على تأخر أو فقدان بعض الحاجات منذ الصغر
    ولذلك فإن تلبية طلبات الطفل كلما يصرخ خطأ
    يُعَوّد الطفل على الاعتماد على الغير في الكبر
    لذلك الأفضل أن نترك الطفل أحياناً يبكي
    ونتحمل إزعاج البكاء لمصلحة الطفل المستقبلية
    وأحياناً نلبي له بسرعة
    فهذا ينشئه على نفسية متوسطة في الطلبات
    ويعوده على الصبر لو لم يتمكن الأهل تلبية طلباته كلها في كبره
    واعلم رحمك الله:
    أن الطفل يبدأ أخذ ميوله العقائدي والفكري من يومه الأول
    الذي يولد فيه إلى ثمان سنين بنسبة كبيرة جداً
    ويبقى القليل يأخذه في مكبره.
    ولكن هل ممكن يتغير هذا الميول ؟
    نعم ممكن جداً فالثقافة في الكبر والتوجيه وقبوله للحق
    وعدم مطاوعته لنفسه يخدمه في ذلك بشكل كبير
    وهذا النجاح مقرون بمدى قبوله للحق الذي يسمعه أو يقرأه
    مع قوته وإصراره على محاربة النفس والهوى والتضحية
    من أجل الحق؛ ولكنه يجد صعوبة على اتباع الحق في بدايته
    أكثر من الأول الذي تربى على الذكر والتكبير
    وكذلك الأمر ممكن أن ينحرف هذا الذي تربى على الذكر والتكبير
    لو اتبع هواه و أعطى نفسه كل ما تطلبه
    دون الالتفات إلى الحلال والحرام
    ولكن يبقى الإنحراف عنده أصعب
    من الذي تربى أصلاً على الطبل والزمر؛والله المستعان وعليه التكلان.
    ففي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه،
    كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء"
    ثم يقول:أبو هريرة واقرءوا إن شئتم:
    "فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله".
    يقول الإمام الغزالي رحمه الله تعالى :
    الصبي أمانة عند والديه، وقلبه الطاهر نفسية ساذجة،
    خالية من كل نقش وصورة، وهو قابل لكل ما ينقش عليه
    ، ومائل إلى كل ما يحال إليه،
    فإن عُوِّد على الخير وعلِّمه نشأ عليه، وسعد في الدنيا والآخرة،
    وشاركه في ثوابه أبواه، وكل معلم له ومؤدب،
    وإن عوِّد الشر وأُهمل إهمال البهائم،
    شقي وهلك، وكان الوزر في رقبة القيِّم عليه والوالي".
    واعلم رحمني الله وإياك أن التربية على ذكر الله
    من اللحظة الأولى مهمة جداً وربط المولود بالله
    بسماعه التكبير أمر لازم في التربية منذ اللحظة الأولى
    ومن الفوائده غير التي ذكرتها لك قبل قليل
    هي أن الشيطان مع سماعه
    للتكبير وذكر الله فإنه يفر كما هو معلوم حتى بعد عودته
    يكون ضعيفاً بسبب ذكر الله تعالى وانحساره معه
    ولذلك فإن تكرار الذكر عند الطفل جيد ونافع جداً
    خصوصاً التكبير وتعظيم الله تعالى فكما أنه يربط المولود بعظمة الله
    منذ لحظة ولادته الأولى فإنه كذلك يقيه من الشيطان وشره
    فإن الشيطان يتربص بالإنسان أثناء ولادته فبمجرد خروجه من رحم أمه
    فإنه ينقض عليه ويلكزه في حضنيه
    كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم
    قال"كل إنسان تلده أمه يلكزه الشيطان في حضنيه
    إلا ما كان من مريم وابنها ،
    ألم تروا إلى الصبي حين يسقط كيف يصرخ ؟ قالوا:
    بلى ، يا رسول الله ، قال:ذلك حين يلكزه الشيطان بحضنيه".
    وكذلك لا يخفى علينا تسمية المولود الاسم الحسن الطيب
    ولابد من الاهتمام بالأبناء من الصغر
    و تعليمهم العلم النافع كما في الحديث "عن جندب رضي الله قال :
    كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ونحن فتيان حزاورة
    "حزاورة جمع الحزور وهو الغلام إذا اشتد وقوي وحزم"
    فتعلمنا الإيمان قبل أن نتعلم القرآن ؛
    ثم تعلمنا القرآن فازددنا به إيماناً".
    وكذلك لابد أن نحرص على أن نطعمهم الطعام الحلال
    ونلبسهم الملبس الحلال.
    ولابد أن نحثهم على فعل الخيرات
    والإحسان للناس وأن نتابعهم على ذلك.
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
    "ما نحل والد ولداً أفضل من أدب حسن".
    وبعد هذا وبعد أن علمت أن التربية المباشرة تبدأ من اللحظة الأولى
    التي يخرج فيها الطفل من رحم أمه
    فعليك أن تحرص على تربية أبنائك منذ لحظتهم الأولى
    واعلم أنك مسؤول عنهم يوم القيامة ففي الحديث
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
    "إن الله سائل كل راع عما استرعاه أحفظ أم ضيع".
    قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى:
    "وقال بعض أهل العلم إن الله سبحانه
    يسأل الوالد عن ولده يوم القيامة قبل أن يسأل الولد عن والده
    فإنه كما أن للأب على ابنه حقاً فللابن على أبيه حق
    فكما قال تعالى "ووصينا الإنسان بوالديه حسناً"
    وقال تعالى "قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة"
    قال علي بن أبي طالب-رضي الله عنه- علموهم وأدبوهم
    وقال تعالى "واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا
    وبالوالدين إحسانا وبذي القربى"
    وقال النبي صلى الله عليه وسلم "اعدلوا بين أولادكم"
    فوصية الله للآباء بأولادهم سابقة على وصية الأولاد بآبائهم
    قال الله تعالى "ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق"
    فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه وتركه سدى
    فقد أساء إليه غاية الإساءة وأكثر الأولاد
    إنما جاء فسادهم من قبل الآباء وإهمالهم لهم
    وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه
    فأضاعوهم صغاراً فلم ينتفعوا بأنفسهم ولم ينفعوا آباءهم كباراً
    كما عاتب بعضهم ولده على العقوق
    فقال يا أبت إنك عققتني صغيراً فعققتك كبيراً
    وأضعتني وليداً فأضعتك شيخاً كبيراً".
    وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
    وصلى الله على سيدنا محمد و آله وصحبه وسلم
    "رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَ ا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا"
    كتبه أبو عبد الله المقدسي
    الجمعة التاسع والعشرون من شهر رجب
    لعام ألف وأربعمائة واثنين وثلاثين هجرية


  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Aug 2011
    المشاركات
    11

    افتراضي رد: أهمية تربية الطفل منذ ولادته

    جزاك الله خيراً واثابك على جهدك المفيد وحفظ الله عائلتك من كل سوء

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Aug 2011
    المشاركات
    57

    افتراضي رد: أهمية تربية الطفل منذ ولادته

    جزيت خيرا وثمة كتابين انصح كل من اعتنى بتربية طفله بهما
    الاول: مسؤلية الاب المسلم في تربية الولد في مرحلة الطفولة... تأليف: عدنان با حارث
    الثاني: تربية الطفل في السنة النبوية: طبع عن دار ابن كثير وقدم له عدة مشايخ من ضمنهم ابو الحسن الندوي

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Sep 2011
    المشاركات
    2

    افتراضي رد: أهمية تربية الطفل منذ ولادته

    بارك الله فيك اخي الكريم ونفعنا و اياكم
    التغير جهد بشري يبدا من الفرد

  5. #5

    افتراضي رد: أهمية تربية الطفل منذ ولادته

    موضوع جيد نفع الله به .
    اللهم اجعلنا ممن اتبع السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار بإحسان





  6. #6

    افتراضي رد: أهمية تربية الطفل منذ ولادته

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حنان رحيم مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خيراً واثابك على جهدك المفيد وحفظ الله عائلتك من كل سوء
    بارك الله فيك أختنا وجزاك خير الجزاء

  7. #7

    افتراضي رد: أهمية تربية الطفل منذ ولادته

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة داعيا الى الله مشاهدة المشاركة
    جزيت خيرا وثمة كتابين انصح كل من اعتنى بتربية طفله بهما
    الاول: مسؤلية الاب المسلم في تربية الولد في مرحلة الطفولة... تأليف: عدنان با حارث
    الثاني: تربية الطفل في السنة النبوية: طبع عن دار ابن كثير وقدم له عدة مشايخ من ضمنهم ابو الحسن الندوي
    بارك الله فيك

  8. #8

    افتراضي رد: أهمية تربية الطفل منذ ولادته

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بحر الذنوب مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيك اخي الكريم ونفعنا و اياكم
    جزاك الله خيراً

  9. #9

    افتراضي رد: أهمية تربية الطفل منذ ولادته

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المشتاقة لرؤية الرسول مشاهدة المشاركة
    موضوع جيد نفع الله به .
    نفع الله بك ورفع قدرك

  10. #10

    افتراضي رد: أهمية تربية الطفل منذ ولادته

    من الكتب النافعة في المجال التربوي كتاب الأطفال المزعجون للدكتور مصطفى أبو سعد وكتب الدكتور عبد الكريم بكار وكتاب منهج التربية النبوية للطفل لمحمد نور شويد وكتب كثيرة جدا وأتمنى من الآباء والمربين والدعاة الاهتمام بهذا الجانب لاهميته وخصوصا في بلاد الغرب وبناء الأمة لا يكون الا من خلال بناء الاجيال وبناء الاجيال يكون بالتربية الصحيحة السليمة.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •