بسم الله الرحمن الرحيماولا / الحكمة من أخفاء الساعة ووقت الموت ؟الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده محمد رسول الله وعلى آله وصحبه
قال المفسرون : ان الحكمة من اخفاء الساعة واخفاء وقت الموت ان الله تعالى حكم بعدم قبول التوبة عند قيام الساعة وعند الأحتضار , فلو عرف الناس وقت الساعة أو وقت الموت لأشتغلوا بالمعاصي ثم تابوا قبل ذلك فيتخلصون من العقاب ولكن الله عمّى الامر , ليظلّ الناس على حذر دائم , وعلى استعداد دائم , من ان تبغتهم الساعة أو يفاجئهم الموت , والله سبحانه يقول في ذلك { ان الساعة آتية أكاد أخفيها ..... } طه 15 أي ان الساعة قادمة لا محالة اكاد اخفيها عن نفسي فكيف اطلعكم عليها .
ثانياً / الوسيلة الى محبة الله تعالى – بعد الايمان به— كثرة التفكير في آلائه ونعمه والتأمل في مدى جلاله وعظمته , ثم الاكثار من ذكره سبحانه بالقلب واللسان وانما يتم ذلك بالعزلة والخلوة والابتعاد عن شواغل الدنيا وضوضائها في فترات متقطعة متكررة من الزمن .
ثالثاً / قال بعض السلف : من امّر السنة على نفسه قولاً وفعلاً نطق بالحكمة , ومن أمّر الهوى على نفسه قولاً وفعلاً نطق بالبدعة لقوله تعالى : { ... وان تطيعوه تهتدوا ... } النور 54
رابعاً / قال ابن القيم رحمه الله هجر القرآن انواع :
احدهما : هجر سماعه والايمان به .
الثاني : هجر العمل به وأن قرأه وآمن به .
الثالث : هجر تحكيمه والتحاكم اليه .
الرابع : هجر الاستشفاء والتداوي به في جميع امراض القلوب .
الخامس : هجر تدبره وتفهم معانيه .
وكل هذا داخل في قوله تعالى { ... ان قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا } الفرقان 30
خامساً / قال بعض العلماء : من لم تشبعه القناعة لم يكفه ملك قارون وانشدوا :
هي القناعة لا تبغي بها بدلا فيها النعيم وفيها راحة البدن
أنظر لمن ملك الدنيا باجمعها هل راح بغير القطن والكفن ؟
سادساً / الرجوع الى الله له صورة واحدة وطريق واحد .. واحد لا سواه .. انه العودة بالحياة كلها الى منهج الله الذي رسمه للبشرية في كتابه الكريم .. انه تحكيم هذا الكتاب وحده في حياتها والتحاكم اليه وحدة في شؤونها . والا فهو الفساد في الارض , والشقاوة للناس والارتكاس في الحمأة , والجاهلية التي تعبد الهوى من دون الله .
سابعاً / منزلة الشهيد ... قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
للشهيد عند الله ست خصال :
يغفر له في اول دفعة , ويرى مقعده من الجنة , ويجار من عذاب القبر ويأمن من الفزع الاكبر ويوضع على رأسه تاج الوقار , الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها , ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين , ويشفع في سبعين من اقاربه ) قال الترمذي : حسن صحيح غريب
وقال الشيخ الالباني : صحيح
والحمد لله رب العالمين