تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: تفسير آية الكرسي / للشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى

  1. #1

    Lightbulb تفسير آية الكرسي / للشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى

    بسم الله الرحمن الرحيم


    قال الله تعالى:

    { اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ

    لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ

    مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ

    يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ

    وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ

    وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَؤودُهُ حِفْظُهُمَا

    وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ }

    سورة البقرة { 255 }




    هذه الآية الكريمة أعظم آيات القرآن وأفضلها وأجلها،

    وذلك لما اشتملت عليه من الأمور العظيمة والصفات الكريمة،

    فلهذا كثرت الأحاديث في الترغيب في قراءتها

    وجعلها وردا للإنسان في أوقاته صباحا ومساء

    وعند نومه وأدبار الصلوات المكتوبات،



    فأخبر تعالى عن نفسه الكريمة بأن { لا إله إلا هو } أي:

    لا معبود بحق سواه،

    فهو الإله الحق

    الذي تتعين أن تكون جميع أنواع العبادة والطاعة والتأله له تعالى،

    لكماله وكمال صفاته وعظيم نعمه،

    ولكون العبد مستحقا أن يكون عبدا لربه،

    ممتثلا أوامره مجتنبا نواهيه،


    وكل ما سوى الله تعالى باطل،

    فعبادة ما سواه باطلة،

    لكون ما سوى الله

    مخلوقا ناقصا مدبرا فقيرا من جميع الوجوه،

    فلم يستحق شيئا من أنواع العبادة،




    وقوله: { الحي القيوم } هذان الاسمان الكريمان

    يدلان على سائر الأسماء الحسنى دلالة مطابقة وتضمنا ولزوما،


    فالحي من له الحياة الكاملة المستلزمة لجميع صفات الذات،

    كالسمع والبصر والعلم والقدرة، ونحو ذلك،


    والقيوم: هو الذي قام بنفسه وقام بغيره،

    وذلك مستلزم لجميع الأفعال التي اتصف بها رب العالمين

    من فعله ما يشاء من الاستواء والنزول والكلام والقول

    والخلق والرزق والإماتة والإحياء، وسائر أنواع التدبير،

    كل ذلك داخل في قيومية الباري،



    ولهذا قال بعض المحققين:

    إنهما الاسم الأعظم الذي إذا دعي الله به أجاب، وإذا سئل به أعطى،


    ومن تمام حياته وقيوميته أن { لا تأخذه سنة ولا نوم } والسنة النعاس


    { له ما في السماوات وما في الأرض }

    أي: هو المالك وما سواه مملوك


    وهو الخالق الرازق المدبر

    وغيره مخلوق مرزوق مدبر لا يملك لنفسه ولا لغيره

    مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض



    فلهذا قال:

    { من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه }

    أي: لا أحد يشفع عنده بدون إذنه،

    فالشفاعة كلها لله تعالى،

    ولكنه تعالى إذا أراد أن يرحم من يشاء من عباده

    أذن لمن أراد أن يكرمه من عباده أن يشفع فيه،

    لا يبتدئ الشافع قبل الإذن،




    ثم قال { يعلم ما بين أيديهم } أي: ما مضى من جميع الأمور

    { وما خلفهم } أي: ما يستقبل منها،

    فعلمه تعالى محيط بتفاصيل الأمور، متقدمها ومتأخرها،

    بالظواهر والبواطن، بالغيب والشهادة،

    والعباد ليس لهم من الأمر شيء

    ولا من العلم مثقال ذرة إلا ما علمهم تعالى،




    ولهذا قال: { ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء

    وسع كرسيه السماوات والأرض }

    وهذا يدل على كمال عظمته وسعة سلطانه،

    إذا كان هذه حالة الكرسي أنه يسع السماوات والأرض

    على عظمتهما وعظمة من فيهما،

    والكرسي ليس أكبر مخلوقات الله تعالى،

    بل هنا ما هو أعظم منه وهو العرش، وما لا يعلمه إلا هو،



    وفي عظمة هذه المخلوقات تحير الأفكار وتكل الأبصار،

    وتقلقل الجبال وتكع عنها فحول الرجال،

    فكيف بعظمة خالقها ومبدعها،

    والذي أودع فيها من الحكم والأسرار ما أودع،

    والذي قد أمسك السماوات والأرض أن تزولا

    من غير تعب ولا نصب،



    فلهذا قال:


    { ولا يؤوده } أي: يثقله { حفظهما

    وهو العلي } بذاته فوق عرشه،

    العلي بقهره لجميع المخلوقات،

    العلي بقدره لكمال صفاته


    { العظيم } الذي تتضاءل عند عظمته جبروت الجبابرة،

    وتصغر في جانب جلاله أنوف الملوك القاهرة،


    فسبحان من له العظمة العظيمة والكبرياء الجسيمة

    والقهر والغلبة لكل شيء،


    فقد اشتملت هذه الآية على توحيد الإلهية

    وتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات،

    وعلى إحاطة ملكه وإحاطة علمه

    وسعة سلطانه وجلاله ومجده،

    وعظمته وكبريائه وعلوه على جميع مخلوقاته،


    فهذه الآية بمفردها عقيدة في أسماء الله وصفاته،

    متضمنة لجميع الأسماء الحسنى والصفات العلا.






  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    المشاركات
    808

    افتراضي رد: تفسير آية الكرسي / للشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فراس السليماني مشاهدة المشاركة
    بسم الله الرحمن الرحيم













    قال الله تعالى:



    { اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ



    لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ



    مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ



    يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ



    وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ



    وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَؤودُهُ حِفْظُهُمَا



    وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ }



    سورة البقرة { 255 }






    هذه الآية الكريمة أعظم آيات القرآن وأفضلها وأجلها،



    وذلك لما اشتملت عليه من الأمور العظيمة والصفات الكريمة،



    فلهذا كثرت الأحاديث في الترغيب في قراءتها



    وجعلها وردا للإنسان في أوقاته صباحا ومساء



    وعند نومه وأدبار الصلوات المكتوبات،





    فأخبر تعالى عن نفسه الكريمة بأن { لا إله إلا هو } أي:



    لا معبود بحق سواه،



    فهو الإله الحق



    الذي تتعين أن تكون جميع أنواع العبادة والطاعة والتأله له تعالى،



    لكماله وكمال صفاته وعظيم نعمه،



    ولكون العبد مستحقا أن يكون عبدا لربه،



    ممتثلا أوامره مجتنبا نواهيه،




    وكل ما سوى الله تعالى باطل،



    فعبادة ما سواه باطلة،



    لكون ما سوى الله



    مخلوقا ناقصا مدبرا فقيرا من جميع الوجوه،



    فلم يستحق شيئا من أنواع العبادة،






    وقوله: { الحي القيوم } هذان الاسمان الكريمان



    يدلان على سائر الأسماء الحسنى دلالة مطابقة وتضمنا ولزوما،




    فالحي من له الحياة الكاملة المستلزمة لجميع صفات الذات،



    كالسمع والبصر والعلم والقدرة، ونحو ذلك،




    والقيوم: هو الذي قام بنفسه وقام بغيره،



    وذلك مستلزم لجميع الأفعال التي اتصف بها رب العالمين



    من فعله ما يشاء من الاستواء والنزول والكلام والقول



    والخلق والرزق والإماتة والإحياء، وسائر أنواع التدبير،



    كل ذلك داخل في قيومية الباري،





    ولهذا قال بعض المحققين:



    إنهما الاسم الأعظم الذي إذا دعي الله به أجاب، وإذا سئل به أعطى،




    ومن تمام حياته وقيوميته أن { لا تأخذه سنة ولا نوم } والسنة النعاس




    { له ما في السماوات وما في الأرض }



    أي: هو المالك وما سواه مملوك




    وهو الخالق الرازق المدبر



    وغيره مخلوق مرزوق مدبر لا يملك لنفسه ولا لغيره



    مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض





    فلهذا قال:



    { من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه }



    أي: لا أحد يشفع عنده بدون إذنه،



    فالشفاعة كلها لله تعالى،



    ولكنه تعالى إذا أراد أن يرحم من يشاء من عباده



    أذن لمن أراد أن يكرمه من عباده أن يشفع فيه،



    لا يبتدئ الشافع قبل الإذن،






    ثم قال { يعلم ما بين أيديهم } أي: ما مضى من جميع الأمور



    { وما خلفهم } أي: ما يستقبل منها،



    فعلمه تعالى محيط بتفاصيل الأمور، متقدمها ومتأخرها،



    بالظواهر والبواطن، بالغيب والشهادة،



    والعباد ليس لهم من الأمر شيء



    ولا من العلم مثقال ذرة إلا ما علمهم تعالى،






    ولهذا قال: { ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء



    وسع كرسيه السماوات والأرض }



    وهذا يدل على كمال عظمته وسعة سلطانه،



    إذا كان هذه حالة الكرسي أنه يسع السماوات والأرض



    على عظمتهما وعظمة من فيهما،



    والكرسي ليس أكبر مخلوقات الله تعالى،



    بل هنا ما هو أعظم منه وهو العرش، وما لا يعلمه إلا هو،





    وفي عظمة هذه المخلوقات تحير الأفكار وتكل الأبصار،



    وتقلقل الجبال وتكع عنها فحول الرجال،



    فكيف بعظمة خالقها ومبدعها،



    والذي أودع فيها من الحكم والأسرار ما أودع،



    والذي قد أمسك السماوات والأرض أن تزولا



    من غير تعب ولا نصب،





    فلهذا قال:




    { ولا يؤوده } أي: يثقله { حفظهما



    وهو العلي } بذاته فوق عرشه،



    العلي بقهره لجميع المخلوقات،



    العلي بقدره لكمال صفاته




    { العظيم } الذي تتضاءل عند عظمته جبروت الجبابرة،



    وتصغر في جانب جلاله أنوف الملوك القاهرة،




    فسبحان من له العظمة العظيمة والكبرياء الجسيمة



    والقهر والغلبة لكل شيء،




    فقد اشتملت هذه الآية على توحيد الإلهية



    وتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات،



    وعلى إحاطة ملكه وإحاطة علمه



    وسعة سلطانه وجلاله ومجده،



    وعظمته وكبريائه وعلوه على جميع مخلوقاته،




    فهذه الآية بمفردها عقيدة في أسماء الله وصفاته،



    متضمنة لجميع الأسماء الحسنى والصفات العلا.



    بارك الله في الناقل ورحم الله الكاتب.

    لفت انتباهي تعريف "القيوم" في النص، وهو قول المصنف رحمه الله:"والقيوم هو الذي قام بنفسه وقام بغيره". والذي يظهر أن الصواب "وقام به غيرُه".
    وكنت أحسب الأمر خطأ مطبعيا حتى اطلعت على النسخة الرقمية ثم الورقية، فوجدتهما مطابقتين للنقل.
    وإنما قلت إن الأصوب هو "وقام به غيره" لأنها عبارة لا تحتمل إلا وجهًا واحدًا بينما تحتمل عبارة النقل وجهين.
    فينبغي أن ينظر في أصل المخطوط.
    والله تعالى أعلم.

  3. #3

    افتراضي رد: تفسير آية الكرسي / للشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى


    جزاكم الله تعالى خيرا أخانا الكريم

    وبارك الله فيكم وأحسن إليكم


    وشكرا على تنبيهك

    </b></i>

  4. #4

    افتراضي رد: تفسير آية الكرسي / للشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى

    لَقَدْ قَامَتِ الْآيَاتُ تَشْهَدُ أَنَّهُ


    إِلَٰهٌ عَظِيمٌ فَضْلُهُ لَيْسَ يَنْفَدُ
    الحمد لله رب العالمين

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,629

    افتراضي رد: تفسير آية الكرسي / للشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى

    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  6. #6

    افتراضي رد: تفسير آية الكرسي / للشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى

    بورك فيكم
    الحمد لله رب العالمين

  7. #7

    افتراضي

    الحمد لله رب العالمين
    الحمد لله رب العالمين

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •