تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: ليلة القدر (الموسوعة الفقهية)

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2011
    المشاركات
    630

    افتراضي ليلة القدر (الموسوعة الفقهية)

    السلام عليكم
    ورحمة الله وبركاته


    الحمدلله



    ليلة القدر


    التّعريف :
    1 - ليلة القدر تتركّب من لفظين :أوّلهما : ليلة وهي في اللغة : من غروب الشّمس إلى طلوع الفجر , ويقابلها النّهار . ولا يخرج المعنى الاصطلاحي له عن المعنى اللغويّ .

    وثانيهما :
    القدر , ومن معاني القدر في اللغة : الشّرف والوقار , ومن معانيه : الحكم والقضاء والتّضييق .

    واختلف الفقهاء في المراد من القدر الّذي أضيفت إليه اللّيلة فقيل :
    المراد به التّعظيم والتّشريف , ومنه قوله تعالى : { وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ } , والمعنى : أنّها ليلة ذات قدرٍ وشرفٍ لنزول القرآن فيها , ولما يقع فيها من تنزل الملائكة , أو لما ينزل فيها من البركة والرّحمة والمغفرة , أو أنّ الّذي يحييها يصير ذا قدرٍ وشرفٍ .
    وقيل : معنى القدر هنا التّضييق كمثل قوله تعالى : { وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ } ومعنى التّضييق فيها إخفاؤُها عن العلم بتعيينها , أو لأنّ الأرض تضيق فيها عن الملائكة ,

    وقيل :
    القدر هنا بمعنى القدَر - بفتح الدّال - وهو مؤاخي القضاء : أي بمعنى الحكم والفصل والقضاء , قال العلماء : سمّيت ليلة القدر لما تكتب فيها الملائكة من الأرزاق والآجال وغير ذلك ممّا سيقع في هذه السّنة بأمر من اللّه سبحانه لهم بذلك , وذلك ما يدل عليه قول اللّه تعالى : { إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ ، فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ، أَمْراً مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ } , حيث ذهب جمهور العلماء إلى أنّ اللّيلة المباركة الواردة في هذه الآية هي ليلة القدر , وليست ليلة النّصف من شعبان كما ذهب إليه بعض المفسّرين .

    قال ابن قدامة :
    ليلة القدر هي ليلة شريفة مباركة معظّمة مفضّلة ثمّ قال : وقيل : إنّما سمّيت ليلة القدر لأنّه يقدّر فيها ما يكون في تلك السّنة من خيرٍ ومصيبةٍ , ورزقٍ وبركةٍ .

    الأحكام المتعلّقة بليلة القدر :

    فضل ليلة القدر :
    2 - ذهب الفقهاء إلى أنّ ليلة القدر أفضل اللّيالي , وأنّ العمل الصّالح فيها خير من العمل الصّالح في ألف شهرٍ ليس فيها ليلة القدر , قال تعالى : { لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ } , وأنّها اللّيلة المباركة الّتي يفرق فيها كل أمرٍ حكيمٍ , والّتي ورد ذكرها في قوله تعالى : { إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ ، فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ } .
    وورد في فضلها أيضاً بالإضافة إلى ما سبق قول اللّه تعالى : { تَنَزَّلُ الْمَََلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ } ,

    قال القرطبي :
    أي تهبط من كلّ سماءٍ ومن سدرة المنتهى فينزلون إلى الأرض ويؤمّنون على دعاء النّاس إلى وقت طلوع الفجر , وتنزل الملائكة والروح في ليلة القدر بالرّحمة بأمر اللّه تعالى وبكلّ أمرٍ قدّره اللّه وقضاه في تلك السّنة إلى قابلٍ .

    وفي فضل ليلة القدر أيضاً قال اللّه تعالى :
    { سَََلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ } أي أنّ ليلة القدر سلامة وخير كلها لا شرّ فيها إلى طلوع الفجر ,

    قال الضّحّاك :
    لا يقدّر اللّه في تلك اللّيلة إلا السّلامة وفي سائر اللّيالي يقضي بالبلايا والسّلامة , وقال مجاهد : هي ليلة سالمة لا يستطيع الشّيطان أن يعمل فيها سوءاً ولا أذىً .

    إحياء ليلة القدر :

    3 - اتّفق الفقهاء على أنّه يندب إحياء ليلة القدر لفعل النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقد روى أبو سعيدٍ الخدري رضي الله تعالى عنه : « أنّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم جاور في العشر الأواخر من رمضان » , ولما ورد عن عائشة رضي الله عنها أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم : « كان إذا دخل العشر أحيا اللّيل وأيقظ أهله وشدّ المئزر » , والقصد منه إحياء ليلة القدر ولقوله صلى الله عليه وسلم : « من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدّم من ذنبه » .
    ويكون إحياء ليلة القدر بالصّلاة وقراءة القرآن والذّكر والدعاء , وغير ذلك من الأعمال الصّالحة , وأن يكثر من دعاء : اللّهمّ إنّك عفوٌّ تحب العفو فاعف عنّي , لحديث عائشة رضي الله عنها قالت : « قلت : يا رسول اللّه أرأيت إن علمت أيّ ليلةٍ ليلة القدر ما أقول فيها ؟ قال : قولي اللّهمّ إنّك عفوٌّ كريم تحب العفو فاعف عنّي » ,

    قال ابن علان :
    بعد ذكر هذا الحديث : فيه إيماء إلى أنّ أهمّ المطالب انفكاك الإنسان من تبعات الذنوب وطهارته من دنس العيوب , فإنّ بالطّهارة من ذلك يتأهّل للانتظام في سلك حزب اللّه وحزب اللّه هم المفلحون .
    [انتهى مختصراً]


    والله أعلم


    الموسوعة الفقهية الكويتية
    ترقيم الشاملة:
    (37/370) ، (37/371) ، (37/372) ، (37/373)

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    المشاركات
    10,732

    افتراضي رد: ليلة القدر (الموسوعة الفقهية)

    جزاك الله خيرا
    لا إله إلا الله
    اللهم اغفر لي وارحمني ووالديّ وأهلي والمؤمنين والمؤمنات وآتنا الفردوس الأعلى

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •