تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: الرذيلة ترفضها الفطرة ،، والإسلام دين الفطرة

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2011
    الدولة
    لن ألبَثَ كثيرًا حتّى أكونَ تحتَ التُّراب.
    المشاركات
    603

    افتراضي الرذيلة ترفضها الفطرة ،، والإسلام دين الفطرة

    بســم الله الـرحمــن الرحيــم
    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ،،

    الحمد لله رب العالمين ، الرحمن الرحيم ، وصلاة الله وسلامه على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين ،،،،
    سبحان الله من نزل الكتاب ، وشرع لنا ما ينظم حياتنا كلها ، ولم يحملنا فوق طاقتنا ، وما كلفنا إلا وُسْعَنَا (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا) ، وما كلفنا بشيءٍ إلا وتقبله الفطرة السليمةُ السويَّةُ التي جَبَلَنا عليها,, تبارك الله رب العالمين ...

    حرَّمَ الله الرذائلَ ، وأمرنا بالعفةِ والطهارة ، وقدَّم سبحانه لذلك ، فالناس لو استطلعتَ آراءَ عُقَلائهم ، والأسوياء منهم سواءً أمسلمين كانوا
    أو نصارى أو يهود أو غير ذلك ، فسألتهم عن الزنا أو أيِّ أشكال الاعتداء كالشذوذ لوجدت منهم لها كرهًا وبغضًا ، ولفاعليها ازدراءً ،
    وما هذا إلا ما فطرهم الله تعالى عليه ..

    ودليلٌ على ذلك ؛ أرأيتم إذ جاءت مريم العذراء تحمل عيسى ، وما زالت بنو إسرائيل لا تعلم أن هذه معجزةٌ من عند الرحمن ،
    فماذا قالوا لها : (يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيّاً) ثم ماذا قالوا ؟
    (يَا أُخْتَ هَارُوْنَ مَا كَانَ أَبُوك اِمْرَأَ سَوْء وَمَا كَانَتْ أُمّك بَغِيًّا )
    قالوا لها ذلكَ رغمَ أنّ الفواحشَ وُجِدَت باستشراءٍ في مجتمعهم ، ولما أن رأوا غلامًا في يدِ العذراءِ البتول استغربوا ذلكَ منها ،
    وكأنهم يقولون أنتِ كنتِ غيرَ الناس ، وكنتِ الفاضلة بين النساء
    ، فكيفَ بكِ نراكِ على مثل هذا_ وإني لأعوذ بالله من ان أرميها بشيءٍمما قالوا لكن فقط كان هذا حالهم قبل أن يعلموا بكونها معجزة_.

    فالنفسُ مفطورةٌ على احترامِ العفيف الطاهر ، وما إن تضيعَ منه العفة ، يسقطُ من الأعين ،
    وتنال منه الألسن ولا يُحتَرَمُ بعدَ ذلك.

    و سبحانَ الله لو لم تكُنِ الرذائلُ ممقوتةً ، وفعلُها قبيح ، لما رأيتَ أصحابَها يُخفونَ فعلَهُم إياها ، ويسترون على أنفسهم ،
    وأَمَّا الأناسُ الذينَ همُّهم الإفساد ، ونشر الفتن فلستُ أقصدهم بحديثٍ فأولئكَ شرٌّ من الدوابّ ، ضيعوا الفطرَةَ
    وخانوا ضمائرهم وغيبوها طلبًا للمال وزهرة الحياة الدنيا.

    إذن قبل أن يُنَزِّل الله القرآن أو ما قبله من الكتب السماوية على أحد أنبيائه بتحريم الفواحش سُبِقَ ذلك بوجود الفطرة ، ترى فما الخطوة التالية ؟

    انظروا قول الله تعالى (وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً ) ،
    فحرَّم سبحانه كل ما قد يؤدي للزنا ، فقال الله تعالى: (قُل لِّلْمُؤْمِنِين َ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ) وقال : (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ) فلا نظرةَ تثيرُ الشهوة ،
    وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم) الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1341خلاصة حكم المحدث: صحيح
    فحرَّم الخلوة التي يحضرها الشيطان بكيده كلِّه ، ومن التزمَ أمرَ الله واتبع الهديَ الذي نزَّلَ على رسوله ،
    فبإذن الله لن يضِلَّ بإذن الله أبدًا ، ولن يميل تجاه هذه الرذيلة المقيتة المُمقتة.
    هذا كان بالنسبة للزنا ، وأما ما سواه من كالشذوذ عن الفطرة السويَّةِ محرَّمٌ بهذه الآية (فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ) .

    والمنهج الحق إذ يرفض الرذيلةَ وما شابهها ، فإنه ما غفلَ _وكيف يغفل والله منزله_
    عن أنَّ فطرةً وشهوةً مودعةً في الإنسان ، لكن لم يوجد في الإسلام لكبح جماحها حلًّا إلا في الزواج وقال صلى الله عليه وسلم :( يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ،
    وَأَحْصَنُ لِلْفَرجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِيعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَهُ وَجَاءٌ) رواه البخاري ومسلم
    ولم يقل لمن لم يستطع فعليه بالزنا ولا بغيره .

    خلاصة ،،الدين الذي أنزل الله هو الدين القيم ، وهو دين الفطرة ،
    والذي لا يتعارض مع عقلٍ ولا مع عادةٍ صحيحة ولا معتقدٍ صحيح ، وما يرفضه الدين الحنيف ما هو إلا ضررٌ يصيب من أخذ به ..

    وإلى اخواتي المسلمات أوجه رسالةً ،، قد تعتقدين أنَّكِ أختاه مكبوتَةً ، ومجنيٌّ على طفولتك ،
    ومحكومٌ عليها بسرعة الانتهاء ، فتلك الطفلة التي كانت تلهو هنا وهناك ، في البيت والشارع ، لا فرقَ إذ تلعبُ معَ أولادٍ وبنات ،
    المُسلَّمِ ببراءتها ، ولا يعيبُ عليها احدٌ ما تفعل ، تلكَ الطفلةُ سريعًا ما تكبر ، لتلتزم بحدودٍ وضوابط أكثر من الرجل ،
    وكلُّ حركاتها وسكناتها محسوبةٌ عليها ، الكلُّ يراقبها وينظرُ أفعالَها ..
    قد تتذمرين لكلِّ هذا ، لا اختاه فأنتِ من عليكِ الاعتمادُ في بناءِ أجيالٍ قادمة ، فإن فإن لم تُرعَي صغيرَةً ،
    وينمو معَ نموكِ حياؤك وعفتك ، فإنه لن يتطلعَ إليكِ أحدٌ ، فمن لم تُعِفَّ نفسها لن تستطيع أن تربيَ أطفالها على العفاف ، إذ إن فاقد الشيءِ لا يعطيه..

    وأجملُ ما سمعتُ فتاةً تقول أنها لم تحاول الاعتداء على عفتها بأيةِ وسيلة ،
    لأنها ترجو لها زوجًا صالحًا تريدُ أن تكون هي أهلاً لتتزوجَ به .

    وأختاه فلتعلمي أنكِ إما أن تكوني داعيةً لله بعفتك ، أو داعيةً لسبيل الشيطان إن كنتِ سبب فتنة ،، و إني أحبكِ في الله .


  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    الدولة
    ~✿على ضفة البحر الأبيض المتوسط✿~
    المشاركات
    4,884

    افتراضي رد: الرذيلة ترفضها الفطرة ،، والإسلام دين الفطرة

    أحسن الله إليك أختنا .
    قال الله تعالى :
    (( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ ))
    قال ابن كثير: «والذين قد حفظوا فروجهم من الحرام، فلا يقعون فيما نهاهم الله عنه من زنا ولواط، لا يقربون سوى أزواجهم التي أحلها الله لهم »
    (تفسير القرآن العظيم: 3/ 318)
    ولا شك أن هذا المعنى ينطبق على الرجال والنساء معاً.
    اللهم ارزق أمتك شميسة ووالديها حُسن الخاتمة
    اللهم ارزقني الإخلاص في القول والعمل

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Aug 2011
    الدولة
    لن ألبَثَ كثيرًا حتّى أكونَ تحتَ التُّراب.
    المشاركات
    603

    افتراضي رد: الرذيلة ترفضها الفطرة ،، والإسلام دين الفطرة

    وإليكِ أحسن الله أختي الحبيبة شميسة
    وجزاكِ خير الجزاء فلا أجمل من كلام الله

    وطبعًا المعنى ينطبق على الرجال والنساء
    لكن عندما كتبته كتبته في منتدى للأخوات فأحببت أن أخصص لهن النصيحة
    وهذا مجلس للأخوات كذلك

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •