إزالة الشبهات، وكشف الشبهات، من أصول هذا الدين
لأن الله -جل وعلا- رد على المشركين في القرآن ودحض شبهاتهم وأقوالهم،
قال جل وعلا:
{وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ}
وكل من يجادل بالباطل له حجة وله علم لكن حجته داحضة،
وكون الحجة تُدْحض، هذا أصل في إزالة الشبه في الدين؛
فإزالة الشبه التي شبّه بها أعداء الملة وأعداء الدين فرض من الفروض في هذه الشريعة، وواجب من الواجبات،
لابد أن يوجد من يقوم به
وإلا لالتبس الباطل بالحق، وصار هذا يشبه هذا، فضلَّ الناس.
وقد ذكر إمام هذه الدعوة في مسائل (كتاب التوحيد) حينما عرض لحديث إرسال معاذ بن جبل إلى اليمن،
قال له: ((إنك تأتي قومًا أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادةُ ألا إله إلاّ الله وأن محمدًا رسول الله فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم..)) الحديث.
قال في المسائل ما حاصله:
في هذا رد الشبه عن الدين؛ لأنه مهّد له -عليه الصلاة والسلام- بقوله: ((إنك تأتي قومًا أهل كتاب))
وكونهم من أهل الكتاب هذا يعني: أن يستعد لمناظرتهم وللحجاج معهم، ثم قال: ((فإن هم أطاعوك لذلك))
فنفهم من قوله: ((أطاعوك لذلك)) أنه سيكون بينه وبينهم حِجاج ونقاش، وأخذ ورد، وإزالة للشبه التي قد تكون عندهم في رد التوحيد، ورد رسالة النبي عليه الصلاة والسلام.
فقوله: ((فإن هم أطاعوك لذلك)) فيه رد الشُّبَهِ، وأنها من وظائف العلماء الدعاة،
ثم قال: ((فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة، فإن هم أطاعوك لذلك))
وهذا كله دليل على ما ذكر. المقصود:
أن إزالة الشبه عن الدين فرض من الفرائض، قام به أهل العلم، وصنفت فيه المصنفات
(شرح كشف الشبهات للشيخ صالح ال الشيخ)