* ثم قال المؤلف بعد هذا([1]): (أما قصيدة الشيخ القافيّة والتي رأى بعض الكتاب أنها موجهة للشيخ محمد بن عبد الوهاب؛ فهذا غير صحيح، فالقصيدة ليست في الرد على الدعوة ولم يذكر فيها اسم الشيخ محمد بن عبد الوهاب).
أقول: لم يذكر أحد أنه وجهها إلى الشيخ محمد بن عبد الوهاب؛ بل هذا من كيسك أنت، وأتحداك أن تثبت أن هناك من أئمة الدعوة وعلماؤها وتلامذتهم من قال أن الشيخ ابن خنين قد وجه هذه القصيدة للشيخ محمد بن عبد الوهاب وجعلها رداً عليه!
غايتها أنه ذكر جملة آداب فعرّج من جملة الآداب على آداب الزيارة ونحوها فأتى ذكر الرد والمعارضة عرضاً قاصداً به الشيخ محمد بن عبد الوهاب ودعوته في هذا الأمر بالذات، وهذا أمرٌ واضحٌ لا يحتاج إلى بيان، ولا ينكره أو يجهله او يصرفه عن هذا إلا مكابر، وهو الذي رد به من رد من العلماء على هذا الجزء من القصيدة. فتأمل
ثم من قال لك أن هذه القصيدة في الرد على الدعوة حتى تقوم بإنكار هذا القول وتقول (فالقصيدة ليست في الرد على الدعوة ولم يذكر فيها اسم الشيخ محمد بن عبد الوهاب)؟!!
ثم هل يلزم من الرد على شخصٍ ما ذكر اسمه؟! أم يكتفى بالتلميح والإيماء به لأسباب لا تجهل!!
فقول المؤلف (فهذا غير صحيح) إنما هو بنظرك أنت التي قصرته عن أن يكون ثاقبا، وليس بمستغرب هذا الاتهام الآخر من قبل المؤلف؛ فما ألف كتابه هذا إلا ليثبت ولو بلي النصوص والتدليس إلى تبرئة الشيخ ابن خنين من معارضة الدعوة أو بعض تقريراتها.
والغريب أن المؤلف يقرُّ أن هذه القصيدة قد حذف منها الأبيات التي تبين رد الشيخ ابن خنين ومعارضته لبعض تقريرات الدعوة والمتمثلة في مسألة التوسل والزيارة وأشباهها، وأنه وقف على القصيدة كاملة بلا حذف.
طبعاً ولا يخفى على القارئ الكريم أن النص الناقص للقصيدة هو مما كتبه الشيخ الصرامي كما سيأتي بإذن الله، وأن النص الكامل لها هو مما كتب في الأحساء وبقي فيها لم ينتشر. وفي هذا نكتةٌ مهمة لم يتبين لها المؤلف، أو أنه تبين ذلك وأعرض عنه.
فنحن لا ننكر أن القصيدة مليئة بالزهد والآداب والأمر بالمعروف ونحو هذا، لكن لا تنكر أنت أنها ردت أيضاً على أمرٍ لم يكن يحارب عنه وينافح في وقته سوى الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله؛ وهو مسألة التوسل والزيارة وشد الرحل. فتنبه
وإلا فما معنى قول الشيخ ابن خنين في قصيدته:
وكن قاصدا بالسير منك زيارة * لمن حالها رغما لأنف المماذق
فمن قال لا تشدد رحالك نحوه * على القصد بل في ضمن شيء مطابق
فقد خالف الإجماع منه ضلالة * فسحقا لمن يتبع ضلالة مارق
ويعلم الله تعالى لو أحضرت أصغر طالب علمٍ من طلابنا لعرف من هو المعني المقصود بهذه الأبيات!!
ثم يأتي المؤلف ويقول: (فالقصيدة ليست في الرد على الدعوة، ولك يذكر فيها اسم الشيخ محمد بن عبد الوهاب)!!!
نعم ليست رداً على الدعوة بمضمونها العام، لكنه رد في أثنائها على بعض تقريرات الدعوة التي أفنى الشيخ محمد بن عبد الوهاب عمره في توضيحها للناس، وهل تعتقد أن الشيخ ابن خنين بهذه السذاجة التي تريده معها أن يذكر اسم الشيخ محمد في أثناء قصيدته؟! وهل يلزم أصلاً أن يذكره باسمه في حين أنه ذكر صراحةً انتقاد منهجه ودعوته التي أفنى عمره في توضيحها؟!
أم أن هذا من أساليبك في التدليس والاستخفاف بعقول القراء، والذي أصبح واضحاً ملموساً في كتابك هذا!
([1]) انظر ص8 من الكتاب.