الموضوع: ❊توضيح لسبب جمع لفظة (السبيل) المضافة إلى الله سبحانه وتعالى❊

السلام عليكم
ورحمة الله وبركاته


الحمدلله

توضيح لسبب جمع لفظة (السبيل) المضافة إلى الله سبحانه وتعالى

السؤال

ذكر الله تعالى لفظة السبيل في القرآن بصيغة الإفراد، كقوله سبحانه: { وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ } [الأنعام:153] ؛ لأن السبيل الموصل إلى الله تبارك وتعالى واحد، وهو: طريق الرسول صلى الله عليه وسلم، إذ قال سبحانه: { قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي } [يوسف:108] .ولكن ذكر في مواطن أخرى في القرآن الكريم لفظة السبيل بصيغة الجمع، كقوله سبحانه وتعالى: { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُ مْ سُبُلَنَا } [العنكبوت:69] ، وقوله: { وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا } [إبراهيم:12] فكيف نحل هذه الإشكالية يا شيخ؟

الجواب:

السبيل المضاف إلى الله تعالى تارة يكون مفرداً، وتارة يكون جمعاً؛

لكن إذا كان جمعاً، فإنه لا بد أن يكون مضافاً إلى الله،

وأما إذا كان غير مضاف إلى الله فهو سبل الضلال،

يُفْرَد السبيل المضاف إلى الله تعالى؛ لأنه واحد سبيل واحد يوصل إلى الله، وهو الإسلام،

وتُجْمَع سبل الضلال؛ لأنها متفرقة هذا نصراني، وهذا يهودي، وهذا شيوعي، وهذا بعثي، وهذا ملحدُ، إلى آخره، فهي سبل متفرقة، وكلها ضلال،

وما جمعه الله تعالى من السبيل المضاف إليه، فإنما يجمعه لتنوع العبادات التي هي سبيل الله عز وجل؛ هذه صلاة، وهذه زكاة، وهذا صيام، وهذا حج، وهذا جهاد، وهذا أمر بمعروف ونهي عن منكر، وهذه دعوة إلى الله عز وجل، فصار جمعه له وجه، وإفراده له وجه آخر.

أما سبل الضلال فإنها متفرقة فلا تكون إلا مجموعة.


والله أعلم


الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
لقاء الباب المفتوح [131]

أخي عبدالله بارك الله فيك, في قوله تعالى { وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا } [إبراهيم:12]
فهنا أضاف الله السبل للمتكلمين فكيف الجمع؟

وكذا بارك الله فيكم إضافة سبل ( الجمع ) إلى السلام في قوله تعالى :

يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين ( 15 )
يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم ( 16 ) ) المائدة .

الأخ عبدالله بارك الله والأخت أم هانئ بارك الله فيك, قال الله تعالى (أهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولاالضالين), سبيل الله واحد(الصراط المستقيم), لاشك في ذلك وهذا السبيل لايؤخذ الا من النبي لأننا أمرنا باتباعه قال الله تعالى (قل أن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم), وقد جاء السبيل بالأفراد والجمع فتارة يضاف مفردا الى الله وتارة الى نبيه وتارة الى المؤمنين وهذا للدلالة على أنه سبيل هداية, قال الله تعالى (صراط الله الذي له ما في السموات والأرض ألا الى الله تصير الأمور), وقال الله تعالى (قل هذه سبيلي أدعو الى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني), وقال الله تعالى (ومن يشاقق الرسول من بعد ماتبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ماتولى ونصله جهنم وساءت مصيرا) وتارة يضاف بصيغة الجمع كما في قوله تعالى (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا), ويراد به السبل المرضية لله من صلاة وصيام وحج وغيرها من الطاعات الكثيرة وكلها متضمنة في الصراط المستقيم, وهذه السبل من الله الى نبيه ليبينها الى المؤمنين ليعملوا بها ويتبعوها, قال الله تعالى (وأنزلنا أليك الذكر لتبين للناس ما نزل أليهم), وهذه السبل قد تضاف بصيغة الأفراد والجمع الى أعداء الله للدلالة على أنها سبل ضلال, قال الله تعالى عن فرعون (ما أريكم ألا ما أرى وما أهديكم ألا سبيل الرشاد),وقال الله تعالى (وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله), أخيرا أقول مع هذا فان السياق القرآني الذي جاءت فيه الاية تدل دلالة واضحة على أن السبيل أو السبل هي سبيل أو سبل هداية أو ضلالة والله أعلم, بورك بالأخوين على أن فتحوا لنا هذا الباب الذي أرجو أن نكون وفقنا فيه وأجرنا عليه.