قصيدة ((صحبة المتكلفين))
تخميس لقصيدة الإمام الشافعي رحمه الله
جزى الله عَنّا الحَبرَ إذ قال مُنصِفَا *** وجادَ بأحلى الشّعرِ نُصحاً وأتحَفَا
ومـا زلّ فيما قـاله أو تكلّفـا *** ((إذا المرءُ لا يرعـاك إلا تكلّفـا
فَدَعْـهُ ولا تكثِرْ عليه التّأسّفا))
لأهلِ الهوى في الحُبّ رَوضٌ وَوَاحَةٌ *** وإنَّ ثِمَـارَ الوَصْلِ فيها مُبـاحَةٌ
فـأعرِضْ إذا جَـاءَتكَ مِنهُ جِرَاحَةٌ *** ((ففي النّاسِ أبدالٌ وفي التّرْكِ رَاحةٌ
وفي القلبِ صَبرٌ للحَبِيبِ وَلَو جَفَا))
وكُنْ مُحسِناً إن كُنتَ حقاً تُحِبّهُ *** وللهِ فاصنَعْ قَلّ أو زادَ قُـربُهُ
فما كُلّ مَن تُوليــهِ حُبـاً يَرُبّهُ *** ((وما كلّ من تهواه يهواك قلبُهُ
ولا كُلّ من صَافَيْتَهُ لَكَ قَد صَفَا))
وإنَّ معانيْ الوُدّ تبـدُو بدِيعَـةً *** إذا الودّ عَن طَوعٍ وتغدُو رفيعَةً
وإلا استحَالَت بعدَ ودّ قطيعَـةً ***((إذا لم يكنْ صفوُ الودادِ طبيعَةً
فلا خـيرَ في ودّ يجيء تكلّفَـا))
ألا فاحذَر النّمامَ واهجُرْ سبيلَـهُ *** فقد خابَ من كان الوُشاةُ دليلَهُ
فلا خيرَ في مُبْدٍ لـواشٍ قَبُولَـهُ *** ((ولا خَـيرَ في خِـلّ يخون خليلَهُ
ويلقاه من بعدِ المـودّةِ بالجَفَا))
وينسى زمانَ الوصلِ إذ فاضَ وُدّهُ *** ويسكُنُ بعدَ الوُدّ في القَلبِ حِقدُهُ
ويُخلفُ في وعدٍ إذا حانَ وَعدُهُ *** ((وينكـر عَيشاُ قد تقـادَمَ عهدُهُ
وينشُرُ سِراً كانَ بالأمسِ قد خَفَا))
فواعجبـاً مِنْ هَذِهِ الدّارِ إنّهَـا *** تمزّقُ أوصـالَ الوصالِ بِمَكرِهَا
فَعِشْ زاهِداً تحيا سعيداً وقُلْ لَهَا *** ((سلامٌ على الدُّنيَا إذا لم يكنْ بهَا
صديقٌ صدوقٌ صادقُ الوعدِ مُنصِفَا))
أحمد المساح المعمري
في يوم السبت 8 / 1 / 1425هـ