التفرد والأصالة في أسلوب الحديث النبوي الشريف بقلم محفوظ فرج إبراهيم

ـــــــــــــــ ـــــــ

قال الرسول صلى الله عليه وسلم

( كل معروف صدقة ) صحيح أخرجه البخاري1552ورياض الصالحين ص 57برقم
134

ـــــــــــــــ ــــ



نص تمثلت به كل سمات التفرد والأصالة ( 1) في تركيب صورته فهو جملة اسمية المبتدأ فيها ( كل ) لتحتوي مشهد المعروف في عمومه حيث جاء ( معروف ) نكرة مضاف إليه وليس معرفة ليسع فعل الخير كله .
استوعب هذا المبتدأ المسند إليه المعروف بكل تفاصيله في كل حركة إنسانية فيها ما يجلب الخير للنفس وللآخرين ؛ وخبره صدقة المسند .
إذن هي ثلاث كلمات والجملة الاسمية خالية من التوكيد لأن الخبر يحمل في ثناياه صدقه ويقينه ، والخبر لا يخص طائفة من البشر وإنما يحتضن الإنسانية كلها في أي زمان وأي مكان .
وقد وردت كلمة ( معروف ) وصفا أسم مفعول وهو مشتق مما لم يسم فاعله لتندرج تحت هذا القصد في فعل المعروف من أية جهة كان ( كل معرف صدقة ) .
إيجازا ( 2) لم يحدث نقصا في المعنى، ولكنه أحدث اتساعا متراميا فيه لا تحده حدود .
والصورة الفنية حقيقة تعبق في أعماق مفرداتها عطور الخير، والمعرفة ؛ فالشذا العرف المنتشر مما يتداعى من الألفاظ في دلالتها، ومدلولاتها ( المعروف ) يتداعى منه العرف ، والمعرفة ، والتعارف ، والعرفان،وذلك يضفي على النص كل معالم الألفة، والمودة، ويأتلف الخبر ( الصدقة ) بعد التعارف بوحدة موضوعية صداقة ، صدق صداق في المدلول لتصبح الصدقة معروفا، والمعروف صدقة .
محفوظ فرج / سامراء 1430هـ


ـــــــــــــــ ــ


( 1) الأصالة في الأسلوب هو التميز، والابتكار، والأصالة في أسلوب الرجل الخصوصية
( 2) الإيجاز أداء المقصود بأقل من العبارة المتعارفة / التعريفات أبو الحسن علي بن محمد بن علي الجرجاني المعروف بالسيد الشريف دار الشؤون الثقافية بغداد ص 18


ـــــــــــــــ ـ

درس تطبيقي في تحليل النص من كتابي (من ملامح الصورة الفنية في الأحاديث النبوية: محفوظ فرج إبراهيم / بغداد ، دار الأرقم ، مجمع باب المعظم 2010م</b></i>