قال أبو عُثمان عمرو بِن بَحر الجاحظ : أخبرني رجلٌ من رُؤساء التجّار ، قال : كان معنا في السَّفينة شيخٌ شرس الأخلاق ، طويلُ الِإطْراق ، وكان إذا ذُكِر له الشِّيعةُ غَضِب واربدّ وجهُه وزَوى من جاجبَيْه ، فقلتُ له يوماً : يَرْحمك اللّه ، ما الذي تَكْرهه من الشِّيعة ، فإني رأيتُك إذا ذُكِروا غَضِبْتَ وقُبضتَ ؟
قال : ما أَكْره منهم إلا هذه الشِّين في أوّل اسمهم ، فإني لم أجِدْها قطُّ إلا في كلَّ شرّ ، وشُؤْم ، وشَيْطان ، وشَغب ، وشَقَاء ، وشَنَار ، وشَرَر ، وشَين ، وشَوْك ، وشَكْوى ، وشَهْوة ، وشَتْم ، وشُح .
قال أبو عثمان : فما ثَبت لِشيعيّ بعدها قائمة .
العقد الفريد (1/226)