قال الإمام بن الجوزي في بستانه
فضل رمضان
فالله الله عباد الله اغتنموا شهر المتاب وما وعدكم فيه من جزيل الثواب ومن العفو عن الأوزار وعتق الرقاب
وهو شهر لياليه أنور من الأيام وأيامه
مطهرة من دنس الآثام وصيامه أفضل الصيام وقيامه أجل القيام
شهر فضل الله به أمة محمد عليه أفضل الصلاة والسلام شهر جعله الله مصباح العام وواسطة النظام وأشرف قواعد الإسلام المشرف بنور الصلاة والصيام والقيام شهر أنزل الله فيه كتابه وفتح للتائبين فيه أبوابه فلا دعاء فيه إلا مسموع ولا عمل إلا مرفوع ولا خير إلا مجموع ولا ضرر إلا مدفوع شهر السيئات فيه مغفورة والأعمال الحسنة فيه موفورة والتوبة فيه مقبولة والرحمة من الله لملتمسها مبذولة والمساجد بذكر الله فيه معمورة وقلوب المؤمنين بالتوبة فيه مسرورة
وأنشدوا
أين أهل القيام لله دأبا...بذلوا الجهد في رضا الجبار
أنتم الآن في ليال عظام...قدرها زائد على الأقدار
فاستزيدوا من العبادة فيها...تأمنوا اليوم من عذاب النار
أين من يركب الذنوب اغترارا...لا يخافون سطوة القهار
قد أهل الهلال من رمضان ...شهر زلفى وتوبة وادكار
فاذكروا الله فيه ذكرا كثيرا... واستجيروه من عذاب النار
وارجعوا عن ذنوبكم بمتاب ...صادق واقلعوا عن الإصرار
رب من كان مسرفا مستمرا... في خطاياه مكثر الأوزار
ثم إن الإله تاب عليه... فاقتضى حمده سبيل الخيار
فاعملوا أيها المسيئون وادعوا... ربكم جهرة وفي الإسرار
واحذروا غفلة القنوط وداووا... داءها بالرجوع للغفار
تجدوا الله في المعاد كريما,,, ماحيا للذنوب والإصرار