أشكل علي كلام الحافظ ابن حجر يرحمه الله وهل الاشكال الذي سَأورِدُه نابع من فهمي أم من وجود خطأ في الطباعة أو ... ، وتأمل معي ذلك قال الحافظ عند شرح حديث أنس رضي الله عنه في مَقْدَمِ عبد الله بن سلام :

قال في فتح الباري:

" فإذا سبق ماء الرجل وفي رواية الفزاري فان الرجل إذا غشي المرأة فسبقها ماؤه قوله نزع الولد بالنصب على المفعولية أي جذبه إليه وفي رواية الفزاري كان الشبه له ووقع عند مسلم من حديث عائشة إذا علا ماء الرجل ماء المرأة أشبه أعمامه وإذا علا ماء المرأة ماء الرجل أشبه أخواله ونحوه للبزار عن بن مسعود وفيه ماء الرجل أبيض غليظ وماء المرأة أصفر رقيق فأيهما أعلى كان الشبه له والمراد بالعلو هنا السبق لان كل من سبق فقد علا شأنه فهو علو معنوي

وأما ما وقع عند مسلم من حديث ثوبان رفعه ماء الرجل أبيض وماء المرأة أصفر فإذا اجتمعا فعلا مني الرجل مني المرأة أذكرا بإذن الله وإذا علا مني المرأة مني الرجل أنثا بإذن الله فهو مشكل من جهة أنه يلزم منه اقتران الشبه للاعمام إذا علا ماء الرجل ويكون ذكر لا أنثى وعكسه والمشاهد خلاف ذلك لأنه قد يكون ذكرا ويشبه أخواله لا أعمامه وعكسه قال القرطبي يتعين تأويل حديث ثوبان بأن المراد بالعلو السبق قلت والذي يظهر ما قدمته وهو تأويل العلو في حديث عائشة وأما حديث ثوبان فيبقى العلو فيه على ظاهره فيكون السبق علامة التذكير والتأنيث والعلو علامة الشبه فيرتفع الاشكال وكأن المراد بالعلو الذي يكون سبب الشبه بحسب الكثرة بحيث يصير الآخر مغمورا فيه فبذلك يحصل الشبه وينقسم ذلك ستة أقسام الأول أن يسبق ماء الرجل ويكون أكثر فيحصل له الذكورة والشبه والثاني عكسه والثالث أن يسبق ماء الرجل ويكون ماء المرأة أكثر فتحصل الذكورة والشبه للمرأة والرابع عكسه والخامس أن يسبق ماء الرجل ويستويان فيذكر ولا يختص بشبه والسادس عكسه.


ورد في كلامه السابق أن العلو يأتي بمعنى الشبه وأن السبق يأتي بمعنى الشبه كذلك .

ثم أورد يرحمه الله أن العلو يأتي بمعنى تحديد الذكورة والأنوثة.

وورد في كلامه ما يناقض ذلك حيث قال فيكون السبق علامة أن يكون الولد ذكرا أو أنثى والعلو علامة الشبه فكيف التوفيق إذن .

وبعد بحث وجدت أن محمد الفضيل الشبيهي في كتابه : " الفجر الساطع على الصحيح الجامع " قال : ( فالسبق علامة الشبه، والعلو علامة التذكير والتأنيث، هذا الذي استظهره الحافظ ، ورد على القرطبي القائل بخلافه، وإن كان في آخر كلامه رجع لكلام القرطبي سهوا منه رحمه الله، فانظره ).




لكن هل كلام محمد الشبيهي وجيه وحل يمكن توجيه كلام الحافظ غير ما قاله الشبيهي .