بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
قد يكون الموضوع فيه نوع من الحساسية لدى البعض ، لا سيما المحبين لهذا الشيخ الجليل ، ولكن هو استفسار مقرون باستفهام
الكلام حول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كلام ذو جانبين مهمين :
أما الجانب الأول :
فهو من ناحية علم الرجل وسعة باعه في العلم فهذا لا يشك فيه إلا جاهل أو مكابر ، فهو إمام بلا شك وفحل من فحول العلماء وسيف من سيوف الهدى ، وهو بشر بلا شك فلا ندعي العصمة فيه ولكن كغيره من أئمة الدين والهدى رحم الله أئمة الإسلام أجمعين .
وأما الجانب الثاني :
فهو ما سلكه بعض نجبائنا في هذا الزمان الأخير من منهج في اتباع هذا الإمام ، وهو منهج ذو طرفين ، وكلاهما في نظري فيه نظر .
أما الطرف الأول :
فطرف جفا حقه وطرح علمه ، وأخذ ينسفه ذات اليمين وذات الشمال ، ولا يرعى فيه إلاً ولا ذمة ، فهذا إنما إنتقص من نفسه ، وبالغ في الذم حتى صار الذم متجاوزاً عفا الله عن هذا الطرف .
وطرف آخر :
أفاض على إمامنا فيوضات لم يُسبق إليها إمام قبله ، وأكاد أجزم أن البعض صار شيخ الإسلام لديه أنموذجا لتمييز الناس وأقوالهم .
بمعنى آخر :
أن من خالف شيخ الإسلام إعتقاداً أو فقها فقد صنّف نفسه في دائرة تدور عليها الدوائر .
ومعنى ثالث :
أن شيخ الإسلام صار حكماً عند البعض بحيث انه يوالي فيه ويعادي ، وإذا استشهد استشهد بكلامه ، وإذا بدّع بدّع بكلامه ، وإذا أيّد أيّد بكلامه ، وهذا منهج اتخذه بعضهم له فيه وجهه ، ولكن ليت هذا المنهج يجيزه القائل به على غيره من الأئمة .
وأنا أقول هذا الكلام لما أخذت المسألة أكبر من حجمها ، فوالله إني لا أبغض شيخ الإسلام بل هو إمام أحببته وعرفت له حقه كبقية أئمة الدين .
ولكن لو كان شيخ الإسلام حيا بيننا لما وسعه ما تبالغون فيه .
نعم .... هو خاض بحرا خضم لم يخضه غيره مثله .
نعم .... نثر درراً طوى الزمان عليها دهراً .
نعم ... أخرج حلل علم كانت دفينة أطواراً .
لكن أيها المحبون الصادقون أليست لنا وقفة في هذا الحب .
ألا يسعنا مخالفة قوله فيما خالف به غيره ؟
ألا يسعنا اختيار رأي غيره كما اننا نختار رأيه في بعض المسائل ؟
أيها الأحبة الفضلاء هي دعوة أرجو بها النظر في حال أمتنا اليوم ، وهي دعوة أرجو بها أن نكون أهل إنصاف مع إخواننا المخالفين .
فالحق واحد بلا شك ، ولكن لو كان قطعيا لأجبناكم إليه ، فكيف والمسائل مسائل إجتهاد فيسعنا ما وسع قرونا خلت ، وسنينا مضت من القرون المفضلة إلى قرن هذا الإمام .
فلو نظرنا إلى ساحات طلبة العلم اليوم لوجدنا مسائل علم كانت سببا في الموالاة والمعاداة والولاء والبراء ، وهي لا تتجاوز عشرات المسائل .
كشد الرحل ، والتوسل ، والطلاق الثلاث ، والمولد ، التبرك ، والأشاعرة ,,,,,إلخ
فهذه المسائل وغيرها صارت امتحان طلبة العلم بعضهم لبعض .
فوالله ما كانت هذه المسائل ولا غيرها معول هدم لشتات هذه الأمة المباركة .
قد اختلف أصحاب رسول الله في مسائل ، ومع هذا عذر بعضهم بعضا فيها ، ولنا فيهم الأسوة الحسنة .
فيا طلاب العلم ...
يا من اصطفاكم الله لحمل هذه الأمانة أدعوكم إلى التلاحم وارتباط القلوب بعضها بعضا .
فكفى تفريقا للأمة بدعاوى متهافتة .
أرجو النظر في أسلوب التعليم لدينا .
أرجو النظر في تربية طلبة العلم فينا .
أرجو معرفة حقوق سلفنا الصالح على اختلاف مشاربهم الصحيحة في فهم الوحيين .
أرجو إعطاء المجال لمن خالفنا طالما انه مسلم .
أرجو على أقل تقدير حفظ حرمة المسلم بل حرمة طالب العلم بله العالم .
اللهم يا عزّ ملكوته ، وتقدس كبرياؤه
أسألك يا من بالإجابة جدير ، ويا من هو مؤلف القلوب على الخير
أن تؤلف بين قلوب طلبة العلم وعلماء الملة
وأن تجعل هذه وصية وعبرة لنا ينتفع بها كاتبها وقارئها
اللهم اهدي قلوبنا ، واسلل سخيمة صدورنا
اللهم أغث أمة محمد صلى الله عليه وسلم
اللهم أغث أمة محمد صلى الله عليه وسلم
اللهم أغث أمة محمد صلى الله عليه وسلم