عن وهب بن منبه قال: بنى جبار من الجبابرة قصرا وشيده، فجاءت عجوز فقيرة فبنت إلى جانبه كوخا تاوي إليه، فركب الجبار يوما وطاف حول القصر فرأى الكوخ، فقال: لمن هذا؟ فقيل: لامرأة فقيرة تأوي اليه. فأمر به فهدم، فجاءت العجوز فرأته مهدوما، فقالت :من هدمه؟ فقيل: الملك رآه فهدمه. فرفعت العجوز رأسها الى السماء وقالت: يا رب اذا لم أكن أنا حاضرة فأين كنت أنت؟ قال: فأمر الله جبريل أن يقلب القصر على من فيه فقلبه.
هذه القصة منتشرة في المنتديات ويلقيها الخطباء والوعاظ وكانها حديث من صحيح البخاري ومسلم وخاصة ايام العيد وعندما يجلس امامهم صاحب مكانة مرموقة او صاحب مركز وكانهم بذلك يتحدونه بدلا من نصحه وتحريك مكامن الخير وقمع نوازغ الشر فيه اقول القصة يبدو عليها خيوط الوهن من نواحي عدة :
1- من جهة سندها فهو الراوي وهب بن منبه وان صحت عنه فهل هي لشرع من قبلنا في ان الله يعاجل العقوبة كبني اسرائل حيث كانت تكتب العقوبة على الابواب في الصباح .
2- في انها تخدش العقيدة وفيها سوء الادب مع الله اين في كتاب الله او في الادعية الماثورة مثل تلك الالفاظ حينما قالت العجوز اين كنت انت ؟ وهل تعبدنا الله بكلام العجائز ام بكلام سيد المرسلين .
3- العقوبة الشديدة على العمل الصغير حيث خسف الله بل وارسل جبريل ليهدم قصرا فيه الحاشية والجنود من اجل امراة عجوز اين نجد ذلك في كتاب الله سبحانه تامل معي قصة قارون فقد ارسل الله اليه موسى وتلطف اليه بانواع الخطاب ودعاه الى الحق بوسائل الخطاب وبعد العناد والاصرار حق عليه العذاب .
4- الم يكن بوسع الملك بدلا من ان يهدم الكوخ ان يبني لها بيتا صغيرا بعيدا عن القصر بعد ان ياخذ رضاها وبذا تنتهي المشكلة .
5- لماذا الصياح والزعيق من الخطباء والوعاظ على المنابر في قصة لم يتحققوا من ثبوتها هل خلت كتب السنن والاحاديث التي هي اكثر من 5000 حديث في شتى المواعظ والفضائل والقصص ولماذا اختيار ايام العيد والفرح خاصة في بلاد الشام والعراق وهل هذا الا من الجهل الواضح بدين الله .
6- انه ينافي سنة التغيير والتبديل فليس من المعقول ان يؤاخذ الله ملكا ويهدم قصره من اجل ظلم امراة واحدة عجوز والله يملي للظالم ويمده ويعطيه ويمهله حتى اذا اخذه لم يفلته ولو حصل ذلك لما بقي ملك على وجه الارض ولو يؤاخذ الله الناس بظلهم ,,,,