شاب لا يحس بطعم أي شىء ، ولا يستمتع بلذة أي شىء ، لا في الأمور الدينية ولا الدنيوية ، كلما أمسك بالمصحف الشريف لكي يقرأ القرآن الكريم لا يحس بطعم التلاوة سواء في الصيام أو بعد الصيام ولا يستمتع بها ولا يكمل سطرين إلا ويكون هواه هو أن يوقف التلاوة ، لا شىء يفرحه من الطاعات ولا حتى السيئات ولا يحس بأي فرحة أو سعادة سواء من فعل الطاعات أو فعل المعاصي ، حاسس إنه محبوس في قفص ، وفيه شىء ثقيل على صدره دائمًا ، فاقد الشعور بالآمان والإطمئنان ، قلبه غير مطمئن دائمًا .
غير سعيد في الحياة ، لا يجد طعم للحياة ، لا يتفاعل ولا يحس بأحوال الآخرين سواء مرض فلان أو فرح فلان ، لا يحب بدء الحديث مع الآخرين ، وعنده هبوط شديد في وظائف المخ من تركيز وذاكرة ، لا يشعر بأي روحانيات مطلقًا سواء كانت روحانيات طيبة أو غير طيبة .
والشىء الوحيد الذي يحس به هو : اتزعاجه من عدم احساسه بلذة القرب من الله عز وجل ، أو الاستمتاع بالطاعات والقربات ، حتى أنه يبكي أحيانا على حاله الذي وصل إليه مع دين رب العالمين .
فهذا الشاب لا يفعل ذلك عن عدم ايمان بدين رب العالمين، بل كان قبل ذلك من المؤمنين الصادقين ، ووالله الذي لا إله إلا هو إنه لمسكين ، ويستحق ممن رزقه الله تبارك وتعالى علم وبصيرة أن يجود عليه بما آتاه الله عز وجل من فضله وعلمه .