تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 21 إلى 26 من 26

الموضوع: مناقشة أدلة الموسوعة اليوسفية

  1. #21
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    236

    افتراضي رد: مناقشة أدلة الموسوعة اليوسفية


    الدليل الخامس عشر :

    قال المؤلف : (( 15- ذكر ابن كثير في البداية والنهاية أن عمر عس ذات ليلة عام الرمادة فلم يجد أحجدا يضحك ولا يتحدث الناس في منازلهم على العادة ولم ير سائلا يسأل فسأل عن سبب ذلك فقيل له: يا أمير المؤمنين إن الناس سألو فلم يعطوا فقطعوا السؤال والناس في هم وضيق فهم لا يتحدثون ولا يضحكون فكتب عمر إلى أبي موسى بالبصرة أن يا غوثاه لأمة محمد وكتب إلى عمرو بن العاص بمصر أن يا غوثاه لأمة محمد فبعث إليه كل واحد منهما بقافلة عظيمة تحمل البر وسائر الأطعمة.

    وهذا ظاهر في جواز إطلاق لفظ التوسل والاستغاثة
    ))

    وكتب في الحاشية : (( البداية والنهاية ( 7 / 97 ) ، أثر جيد الإسناد )) [ ص 100 ].

    قلت : وتتمة كلام الحافظ ابن كثير الذي بتره المؤلف قال : (( لكن ذكر عمرو بن العاص في عام الرمادة مشكل ، فإن مصر لم تكن فتحت في سنة ثماني عشرة ، فإما أن يكون عام الرمادة بعد سنة ثماني عشرة، أو يكون ذكر عمرو بن العاص في عام الرمادة وهم )) وهذا علة في المتن توجب التوقف للاشعار بعدم الضبط سيما أن تحسين الحافظ ابن كثير يعني أن هناك ضعف في السند.

    ومع ذلك كله ليس في الأثر دليل على جواز التوسل أو الاستغاثة محل البحث ، إذ التوسل محل الخلاف هو الذي بالذوات أو الاستغاثة بما لا يقدر عليه إلا الله هو بما هو خصائص الربوبية ، والذي فعله عمر بن الخطاب ليس فيه محظور شرعي لأن أهل المدينة ومن حولها كانوا في حال شدة وضيق بسبب القحط فأرسل إلى المرسلين ليعينوا إخوانهم المسلمين بما يستطيعونه من ميرة ، وقد أخرج البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى عضوا تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى )) [ ح 5665 ] ، وفكان تطبيق لحديث النبي صلى الله عليه وسلم ، وبعث الميرة للمدينة هو من عادة البشر عادة .

    أما قوله : (( وهذا ظاهر في جواز إطلاق لفظ التوسل والاستغاثة )) فهذا لا يأتى له لأن عمر بن الخطاب رضي الله هو الخلفية وقد أمر الولاة بأن يميروا المدينة فليس فيه توسل ، ومن ناحية أخرى التوسل أن يأتي شخص فيطلب من أخرى يدعو له أو يتوسط له ، وهذا مفقود في هذا الدليل إذ أن عمر رضي الله عنه عس فرأي الجهد الذي بالمسلمين فأمر مولاته بأن يرسلوا الميرة للمدينة ليخفف عن أهلها فأين جواز إطلاق التوسل على الاستغاثة ؟!
    موقع التصوف العالم المجهول دليك لما تريد معرفته عن التصوف
    www.almjhol.com

  2. #22
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    236

    افتراضي رد: مناقشة أدلة الموسوعة اليوسفية


    الدليل السادس عشر :

    قال المؤلف : (( 16- وعن قتادة رضي الله عنه أنه أصيبت عينه فسالت حدقته على وجنته فأرادوا أن يقطعوها فقال: لا حتى أستأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاستأمره فقال : لا ثم وضع راحته على حدقته ثم غمزها فعادت كما كانت فكانت أصح عينيه ، فهذا توسل منه بسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم حتى يبرأ من مرضه )) [ ص 100 ] .

    قلت : أخرج هذه القصة أبو يعلى في المسند قال: حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني حدثنا عبد الرحمن بن سليمان بن غسيل عن عاصم بن عمر بن قتادة عن أبيه يعني عن قتادة بن النعمان أنه أصيبت عينه يوم بدر .. الحديث [ ح 1549 ]

    وأخرجه ابن قانع في معجم الصحابة قال : حدثنا أحمد بن علي الخراز نا يحيى الحماني نا عبد الرحمن بن الغسيل عن عاصم بن عمر بن قتادة عن أبيه عن قتادة بن النعمان أنه أصيبت عينه يوم بدر .. الحديث [ ص 361 / 2 ]

    وأخرجه أبو عوانة في المسند قال : حدثنا أبو إسماعيل الترمذي ثنا أبو غسان النهدي ثنا ابن الغسيل ثنا عاصم بن عمر بن قتادة عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال : أصيبت عينه يوم أحد أو يوم بدر ... الحديث [ ح 6929 ]

    وأخرجه أبو نعيم في الدلائل قال : أخبرنا أبو نصر سهل بن محمد النيسابوري أنا أبو عبد الرحمن الشاذياخي أنا أبو بكر الجوزقي ثنا أبو العباس الدغولي أنا أبو بكر هو ابن أبي خيثمة ثنا مالك ابن إسماعيل ثنا ابن الغسيل ثنا عاصم بن عمر بن قتادة بن النعمان عن جده قتادة أنه أصيب عينه يوم بدر ... الحديث [ ح 126 ]

    وفي سند أبي يعلى وابن قانع يحيى بن عبد الحميد الحماني ضعيف ، قال الهيثمي : (( وهو ضعيف )) [ مجمع الزوائد ص 297 / 2 ] وقد وثقه بن معين ، ولا يضر ضعفه لأنه توبع من قبل أبي غسان النهدي قال عنه الحافظ ابن حجر : (( ثقة متقن صحيح الكتاب ))

    ويجد رواية أخرى أن هذا كان في يوم أحد أخرجها ابن أبي شيبة في المصنف قال : حدثنا ابن إدريس عن محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة أن قتادة بن النعمان سقطت عينه على وجنتيه يوم أحد فردها .. الحديث [ ص 400 / 6 ] .

    في إسناده محمد بن إسحاق هو مدلس وقد عنعن وأخرجه الطبراني مطولا بنحوه في المعجم الكبير قال : حدثنا الوليد بن حماد الرملي ثنا عبد الله بن الفضل حدثني أبي عن أبيه عن عاصم عن أبيه عمر عن أبيه قتادة بن النعمان قال أهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قوس فدفعها إلي يوم أحد فرميت بها ... الحديث [ ح ص 8 / 19 ] قال الطبراني في مجمع الزوائد : (( وفي إسناد الطبراني من لم أعرفهم )) [ ص 297 – 298 / 8 ]

    هذا من ناحية الرواية أما من ناحية الدراية فليس في هذا الخبر ما يدل على التوسل والاستغاثة التي يرمي إليها المؤلف ، وذلك أن قتادة رضي الله عنه سالت سقطت عينه في المعركة فأرادوا قطعها ، فقبل أن يفعلوا ذلك رأوا أن يستشيروا النبي صلى الله عليه وسلم ، فذهبوا إليه وأخبروه ثم وضع النبي يده عليها ودعا له فذهب ما به من بأس وهذا جاء صريحا في رواية أبي عوانة قال : حدثنا أبو إسماعيل الترمذي ثنا أبو غسان النهدي ثنا ابن الغسيل ثنا عاصم بن عمر بن قتادة عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال : أصيبت عينه يوم أحد أو يوم بدر فسالت على وجنته فأرادوا أن يقطعوها ثم قالوا : نأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم نستشيره فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فذكروا ذلك له قال : فوضعها في موضعها ثم غمزها براحته ثم قال : (( اللهم أكسبه جمالا )) قال فما يدري من لقيه أي عينيه أصيبت [ ح 6929 ]

    فهذا الخبر من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم ومعجزاته فلا يقاس عليه ، وقول المؤلف : (( فهذا توسل منه بسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم حتى يبرأ من مرضه )) ، فهذا الاستنتاج لا يفيده الخبر المستدل به إذ لم يطلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء ولا طلبوا منه أن يصلح عينه إنما استشاروه فقط ، ومن ثم دعا النبي صلى الله عليه وسلم ليشفى من بأسه .

    قال المؤلف : (( ومثل هذا الفعل مما يختص به الله عز وجل إلا أن يكرم به أحد عباده ويأذن له بفعله )) [ ص 100 ]

    قلت : هذا من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم ودلائل نبوته فلا يقاس عليها ، لو صح القياس على معجزات النبي صلى الله عليه وسلم لما صارت معجزة أو دليل على نبوته ، والله تعالى أعلم .
    موقع التصوف العالم المجهول دليك لما تريد معرفته عن التصوف
    www.almjhol.com

  3. #23
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    236

    افتراضي رد: مناقشة أدلة الموسوعة اليوسفية

    الدليل السابع عشر :

    قال المؤلف : (( 17- وقال صلى الله عليه وآله وسلم «والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه» فهذا دليل جواز استعانة العباد بعضهم ببعض بل والحث على ذلك وإكرام المعين لغيره بمعونة الله الكبرى )) [ ص 100 ] .

    إن كان يقصد المؤلف بالاستغاثة بما يقدر عليه البشر عادة مثل أن يدعو له أو يقضي عنه دينا وما أشبه ذلك فلا بأس وما زال الناس يعاون بعضهم بعضا ، وإن كان يقصد بالعون هو صرف خصائص الربوبية للأولياء فيطلب من المخلوقين ما لا يقدر عليه إلا الله تعالى فلا لا نسلم له به وذلك لأن هذا الحديث قوله تعالى : (( وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ )) [المائدة : 2] ، وليس من البر ولا من التقوى صرف خصائص الربوبية للمخلوقين ، بل صرف خصائص الربوبية للمخلوق والمساواة بين الله تعالى والمخلوق من الإثم والعدوان .

    والاستدلال بهذه الحديث من باب تحميل النصوص ما لا تحتمل ، فالصحابة رضوان الله عليه والتابعون لم بإحسان لم يستدلوا بهذا الحديث على جواز الاستغاثة بما يقدر عليه إلا الله عز وجل بالمخلوقين ، ولكن لما افتقر المؤلف إلى الدليل الصحيح الصريحة استدل بهذا الحديث الذي لا يدل على مراده .

    وأضف إلى ذلك أن المقبور في قبره لا يخرج عن حالين إما منعم أو معذب ، فإن كان منعما فكيف يترك نعميه ليرجع إلى الدنيا وإن كان معذبا فأنى له الخروج من العذاب ؟ والله تعالى أعلم .
    موقع التصوف العالم المجهول دليك لما تريد معرفته عن التصوف
    www.almjhol.com

  4. #24
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    236

    افتراضي رد: مناقشة أدلة الموسوعة اليوسفية


    أدلة المؤلف على التوسل والاستغاثة بالأموات


    قال المؤلف : (( لابد لنا قبل الخوض في ذكر الأدلة على التوسل والاستغاثة بالأموات من الإجابة على أسئلة ثلاثة قد تتبادر إلى أذهان كثير من الناس وهي:
    1- هل الموتى أحياء في قبورهم فنتوسل بهم؟
    2- وهل يسمعون توسلنا وهم في القبور؟
    3- وهل يستطيعون إغاثتنا ونفعنا وهم قد انتقلوا إلى الحياة البرزخية؟

    الجواب عن الأسئلة الثلاثة (نعم) إنهم أحياء في قبورهم يسمعون توسلنا ويقضون حوائجنا والأدلة على ذلك كثيرة
    )) [ ص 101 ]

    قلت : أجاب المؤلف على هذه الأسئلة التي طرحها بـ نعم حسب على عقيدة الصوفية أو ما ذهب إليه من آراء والإجابة على الأسئلة تكون كتالي :

    والإجابة على السؤال الأول ذات شقين ؛ الشق الأول نعم الموتى أحياء في قبورهم ولكن حياة برزخية مختلفة عن الحياة المعهودة لا يعرف كننها ولا يمكن معرفة شيء عنها إلا بما أخبر به الله عز وجل أو النبي صلى الله عليه وسلم فلا يقاس عليها ، ولو كانت هذه الحياة البرزخية لها نفس حكم الحياة العادي لما قسمت الأموال وتزوجت الزوجة ... الخ

    أما الشق الثاني التوسل له معنيان عند المؤلف إن قصد التوسل بجاههم فهذا الأمور مختلفة به والصحيح عدم جوازه لعدم وجود الدليل الصحيح الصريح عليه ، أما المعنى الثاني للتوسل عند المؤلف هو الاستغاثة ودعاءهم من دون الله عز وجل في الشدائد والكبر ، وهذا لا يجوز بل هو من باب صرف عبادة والدعاء لغير الله عز وجل ، وصرف أي نوع من أنواع العبادة لغير الله عز وجل هو من الشرك والعياذ بالله .

    الإجابة على السؤال الثاني : مسألة سماع الأموات مسألة خلافية بين أهل العلم ، فمنهم من يقول يسمع مطلقا ، ومنهم يجعل سماع الأموات فقط في المواطن التي صرحت بها النصوص ، وأصحاب الرأيين من أهل السنة والجماعة لا يرون جواز الاستغاثة بالأموات سواء كانوا يسمعون أو لا يسمعون ، أما القبوريون فهم يرون سماع الأموات ليبرروا الاستغاثة بهم .

    الإجابة على السؤال الثالث : فالإجابة علي بـ لا ؛ لا يستطيعون إغاثتنا وكيف يستطيعون وهم لم يدفعوا عن أنفسهم الموت ؟! وكذلك لم يصح دليل من الكتاب أو السنة بجواز هذا الفعل ، أما القصص التي يتداولونها في استغاثاتهم بالأموات فلا يعول عليها ولا تبعد أنها من فعل الشياطين ، وأما الأدلة التي سوف يردوها المؤلف سيتم مناقشتها لبيان صحتها ووجه الدلالة فيها .
    موقع التصوف العالم المجهول دليك لما تريد معرفته عن التصوف
    www.almjhol.com

  5. #25
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    236

    افتراضي رد: مناقشة أدلة الموسوعة اليوسفية


    الدليل الأول والثاني :

    قال المؤلف : ((1- منها قوله تعالى ﴿ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون﴾.
    2- وقوله تعالى ﴿ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون﴾.

    فدلت الآيتان على حياة الذين يقتلون في سبيل الله والقتل في سبيل الله عام يشمل الشهادة في الحروب وفي غيرها كما دلت الأحاديث والآثار على ذلك ثم إذا كان هذا حال الشهداء فماذا يكون حال الأنبياء عامة وحال نبينا خاصة وقد جمع الله له بين الشهادة والنبوة؟ لا شك انهم أدنى بهذه المزية منه
    )) [ ص 101 ].

    قلت : يحاول المؤلف أن يجعل حياة الأنبياء التي أكرمهم بالله عز وجل بها سببا للاستغاثة بهم ، ولكن الدعوى أكبر من الدليل ، فدعوى المؤلف جواز التوسل والاستغاثة بالأموات سواء كان شهيدا أو لا فدعوته أكبر من هذا الدليل ، ثم لقد علم الصحابة رضوان الله عليه هذه الحياة فلم يتوسلوا بهم أو يستغيثوا بهم ، نعم ورد أن الشهيد يشفع في سبعين من أهل بيته فعن نمران بن عتبة الذماري قال : (( دخلنا على أم الدرداء ونحن أيتام فقالت : أبشروا فإني سمعت أبا الدرداء يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يشفع الشهيد في سبعين من أهل بيته " )) [ أخرجه أبو داود في السنن ص 15 / 3 ] . ولكن أين الشفاعة من الاستغاثة بهم والتوسل بذواتهم ؟!

    نعم الآيتان تدلان على حياة الشهداء وهي حياة خاصة فعن عن مسروق قال : (( سألنا عبد الله عن هذه الآية " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون " قال أما إنا قد سألنا عن ذلك فقال أرواحهم في جوف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش تسرح من الجنة حيث شاءت ثم تأوي إلى تلك القناديل فاطلع إليهم ربهم اطلاعة فقال هل تشتهون شيئا قالوا أي شيء نشتهي ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا ففعل ذلك بهم ثلاث مرات فلما رأوا أنهم لن يتركوا من أن يسألوا قالوا يا رب نريد أن ترد أرواحنا في أجسادنا حتى نقتل في سبيلك مرة أخرى فلما رأى أن ليس لهم حاجة تركوا )) [ صحيح مسلم ص 1502 / 3 ] .

    فالشهداء أحياء ولكن في نعيم فقط ومحال خروجهم من هذا النعيم ورجوعهم إلى الدنيا ليغيثوا من يستغيث بهم لأنهم طلبوا من الله عز وجل الرجوع للدنيا فلم يحصل لهم طلبهم .

    فرجوع الدنيا لن يكون إلا يوم البعث للحديث الذي أخرجه الإمام أحمد في مسنده قال : ثنا محمد بن إدريس يعني الشافعي عن مالك عن بن شهاب عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك أنه أخبره أن أباه كعب بن مالك كان يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( إنما نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة حتى يرجعه الله تبارك وتعالى إلى جسده يوم يبعثه )) [ ص 455 / 3 ] ، وهذا إسناد في غاية الصحة فإنه مسلسل الأئمة .

    وأخرج الترمذي عن جابر بن عبد الله قال : لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي : (( يا جابر ما لي أراك منكسرا )) قلت : يا رسول الله استشهد أبي قتل يوم أحد وترك عيالا ودينا قال : (( أفلا أبشرك بما لقي الله به أباك )) قال : قلت : بلى يا رسول الله قال : (( ما كلم الله أحدا قط إلا من وراء حجاب وأحيا أباك فكلمه كفاحا فقال يا عبدي تمن علي أعطك قال يا رب تحييني فأقتل فيك ثانية قال الرب عز وجل إنه قد سبق مني أنهم إليها لا يرجعون )) قال : وأنزلت هذه الآية { ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا } [ ح 3010 ]

    فإن صح هذا الحديث ففيه دلالة أين فعدم رجوع الشهيد إلى الدنيا بعدما أكرمه الله تعالى بهذا النعيم .

    وحاصل الكلام أنه ليس في هذين الدليلين الذي قالهما المؤلف دلالة على أن الشهيد يغيث من استغاث به فهي دعوى أكبر من الدليل وهذا نص كلامه : (( (نعم) إنهم أحياء في قبورهم يسمعون توسلنا ويقضون حوائجنا والأدلة على ذلك كثيرة )) ، والنصوص تبين أن الشهداء في الجنة يتنعمون ، وليس في قبورهم يسمعون من يتوسل ويستغيث بهم ليغيثوه !!
    موقع التصوف العالم المجهول دليك لما تريد معرفته عن التصوف
    www.almjhol.com

  6. #26
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    26

    افتراضي

    سيعلم الظالمون حق من انتقصوا
    إن الظالم ينتظر العقاب
    وإن المظلوم ينتظر النصر
    الحمدلله
    اللهم اثرني على من ظلمني وافترى علي واتهمني زوراً وبهتانا اللهم ياقوي ياجبار أرني قوتك فيه اللهم فاشهد إني خصم أبوعثمان يوم القيامة

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •