الدرر السنية (4/375)
" سئل الشيخ عبد الله بن الشيخ محمد - رحمهما الله - : عن العجلة في صلاة التراويح ؟
فأجاب : قولك إن الإمام إذا استعجل صلى معه أكثر الناس ، وإذا طول لم يصل معه إلا القليل ، فإن الشيطان له غرض ، ويحرص على ترك العمل ، فإن عجز عن ذلك سعى فيما يبطل العمل ؛ وكثير من الأئمة في البلدان يفعل في صلاة التراويح فعل أهل الجاهلية ، ويصلون صلاة ما يعقلونها ، ولا يطمئنون في السجود ولا في الركوع ; والطمأنينة ركن ، ما تصح الصلاة إلا بها ; والمطلوب في الصلاة حضور القلب بين يدي الله تعالى ، واتعاظه لكلام الله تعالى إذا يتلى عليه ، والخشوع والطمأنينة، وهذه في الغالب ما تحصل للإنسان الذي يود العجلة .
فإذا أردت أن تصلي مع الإمام عشرين مع العجلة ، فصل معه عشراً بخشوع وطمأنينة ، فهي أنفع لك من كثرة الركعات بلا خشوع ولا طمأنينة؛ وهذا الذي ذكرناه هو الذي ينبغي فعله .
وأما إذا حدث فُرقة بين الجماعة وبين الإمام ، وصار هَوَاهم في التخفيف ولا وافقوه على فعل السنة ، فالذي ينبغي له الحرص على الطمأنينة ، ولا يستعجل عجلة تخل بالطمأنينة ، وعلى هذه الحال تقصير القراءة مع الخشوع في الركوع والسجود ، أولى من طول القراءة مع العجلة المكروهة .
وكذلك صلاة عشر ركعات مع طول القراءة والطمأنينة في الركوع والسجود ، أولى من عشرين ركعة مع العجلة المكروهة ، لأن لب الصلاة وروحها ، هو إقبال القلب على الله فيها، ورب قليل خير من كثير .. ". أهـ