تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 6 123456 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 109

الموضوع: اتحاف النبلاء بذكر من صحح أو قَبِلَ قصة الغرانيق من العلماء

  1. #1

    Lightbulb اتحاف النبلاء بذكر من صحح أو قَبِلَ قصة الغرانيق من العلماء

    الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وعلى آله وصحبه .. أما بعد :
    فهذا تذييل في ذكر من صحح قصة الغرانيق من العلماء ، رأيت أن أذكره قبل النقاش في موضوع قصة الغرانيق ..
    وهذا المقال مستل اختصارا من رسالة لي بعنوان :
    [ التصديق بما جاء في قصة الغرانيق ، وأنه تفسير السلف على التحقيق ، ورد دعوى أنها من وضع الزناديق ]
    وهذا هو اختصار الباب الثامن ، رأيت هنا أن أجرد ذكر العلماء فقط وتركت ما نقلته عنهم من مصنفاتهم للرسالة المذكورة وقد انتهيت منها بفضل الله تعالى ...

    وهؤلاء المذكورين أدناه من العلماء من أعلام أهل السنة وعلى مذهب السلف الصالح ، وليس فيهم معتزلي إلا الزمخشري وبعض الاشاعرة كالإيجي والجويني والبغدادي ..
    ومنهم من روى القصة بلا نكير .. ومنهم من صححها في الجملة ..
    ومنهم من قبلها متأولا أن الشيطان ألقى وليس النبي صلى الله عليه وسلم ...
    وسنذكرهم بترتيب تاريخ الوفاة ، وقد أغفلنا عن ذكر بعضا منهم اختصارا ..

    فممن روى القصة أو صححها أو احتج بها ولم ينكرها ، مؤيدا السلف في ذلك :
    الإمام أبي العالية [ت91-100هـ] (رحمه الله)
    الإمام أبي بكر بن عبدالرحمن بن الحارث [ت91-100هـ] (رحمه الله)
    الإمام سعيد بن جبير[ت95هـ] (رحمه الله)
    الإمام مجاهد بن جبر [ت 104 هـ] (رحمه الله)
    الإمام عكرمة القرشى [ت104هـ] (رحمه الله)
    الإمام قتادة بن دعامة السدوسى[ت 117هـ] (رحمه الله)
    الإمام السدي الكبير [ت 121 - 130 ه] (رحمه الله)
    الإمام الحافظ عبد الرزاق الصنعاني [ت 126 هـ] (رحمه الله)
    الواقدي إمام المغازي [ت 130 هـ] (رحمه الله)
    إمام المغازى موسى بن عقبة [ت 141 هـ] (رحمه الله)
    الإمام مقاتل بن سليمان 150 هـ] (رحمه الله)
    إمام المغازى محمد ابن اسحاق [ت 150 هـ] (رحمه الله)
    إمام المغازي أبي معشر[ ت170هـ] (رحمه الله)
    الإمام يحيى بن سلام [ت 200هـ] (رحمه الله)
    الإمام محمد بن سعد [ت 230 هـ] (رحمه الله)
    الإمام الحافظ عبد بن حميد [ت 249هـ] (رحمه الله)
    الإمام ابن قتيبة الدينوري (ت276هـ) (رحمه الله)
    إمام المفسرين ابن جرير الطبري [ ت 310 هـ ] (رحمه الله)
    الإمام الزجاج [ت 311هـ] (رحمه الله)
    الإمام الحافظ ابن أبي حاتم [ت 327 هـ] (رحمه الله)
    الإمام أبو جعفر ابن النّحّاس [ت 338 هـ] (رحمه الله)
    الأزهري إمام اللغة [ت 370هـ] (رحمه الله)
    الإمام السمرقندي [ت 375 هـ] (رحمه الله)
    الإماما بن أبي زمنين [ت 399 هـ] (رحمه الله)
    الإمام ابن مردويه الحافظ [ت 410 هـ] (رحمه الله)
    الإمام هبة الله ابن سلامة [ت 410 هـ] (رحمه الله)
    الإمام ابن صمادح التجيبي [ت 419هـ](رحمه الله)
    الإمام الثعلبي [ت 427 هـ] (رحمه الله)
    الإمام عبد القاهر البغدادي [ت 429 هـ] (رحمه الله)
    الإمام مكي بن أبي طالب [ت 437هـ] (رحمه الله)
    الإمام ابن بطال القرطبي [ت 449 هـ] (رحمه الله)
    الإمام الماوردي [ت 450 هـ] (رحمه الله)
    الإمام البيهقي [ت458هـ] (رحمه الله)
    الإمام الواحدي [ت 468هـ ] (رحمه الله)
    إمام الحرمين أبو المعالي الجويني [ت 478 هـ] (رحمه الله)
    الإمام السمعاني [ت 489هـ] (رحمه الله)
    الإمام الراغب الأصفهاني [ت 500 هـ] (رحمه الله)
    الامام البغوي [ت516هـ] (رحمه الله)
    الإمام أبو بكر المحاربيُّ الغرْناطيُّ [ت 518 هـ] (رحمه الله)
    الإمام الزمخشري [ت 538 هـ] (رحمه الله)
    الإمام ابن عطية الأندلسي (ت541هـ) (رحمه الله)
    الإمام السهيلي [ت 581 هـ] (رحمه الله)
    الإمام ابن الجوزي [ت 597 هـ] (رحمه الله)
    الإمام ابن الأثير (ت 630هـ) (رحمه الله)
    الإماما لحافظ سليمان بن موسى الكلاعي [ت 634هـ] (رحمه الله)
    الحافظ الضياء المقدسي [ت 643 هـ] (رحمه الله)
    الإمام عز الدين ابن عبد السلام [ت 660 هـ] (رحمه الله)
    الإمام الحافظ الدمياطي [ت 705هـ] (رحمه الله)
    الإمام النسفي [ت 710هـ] (رحمه الله)
    شيخ الإسلام ابن تيمية [ت728هـ] (رحمه الله)
    الإمام ابن سيد الناس [ت 734 هـ] (رحمه الله)
    الإمام ابن جُزِّي الكلبي [ت 741 هـ] (رحمه الله)
    شيخ الإسلام ابن القيم [ت751هـ] (رحمه الله)
    الإمام ابن السبكي [ ت771هـ](رحمه الله)
    الإمام الفيروزابادي [ ت817هـ] (رحمه الله)
    الحافظ ابن حجر العسقلاني [ت 852 هـ] (رحمه الله)
    الإمام الجلال المحلي [ت864 هـ] ( رحمه الله )
    الإمام الإيجي [ت 905هـ] (رحمه الله)
    الإمام السيوطي [ت 911 هـ] (رحمه الله)
    الإمام ابن حجر الهيتمي [ت 974هـ ] (رحمه الله)
    الإمام علي القاري [ت1014هـ] (رحمه الله)
    الإمام عبد الرؤوف المناوي [ت 1031هـ] (رحمه الله)
    الإمام مرعي بن يوسف الكرمي [ت 1033هـ] (رحمه الله)
    الإمام نور الدين الحلبي [ت1044هـ] ( رحمه الله )
    الإمام الكوراني [ت1101هـ] (رحمه الله)
    شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب النجدي [1206هـ] (رحمه الله)
    الشيخ سليمان بن عبد الله حفيد شيخ الإسلام ابن عبد الوهاب [ت 1233هـ] (رحمه الله)
    الشيخ إسحاق بن عبد الرحمن آل الشيخ [ت1319 هـ] (رحمه الله)
    العلامة محمد أنور شاه الكشميري الهندي [ت1352هـ] (رحمه الله)
    العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي [ ت 1376 هـ] (رحمه الله)
    العلامة عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني [ت1386هـ] (رحمه الله)
    الإمام العلامة محمد بن صالح العثيمين [ت1421هـ] (رحمه الله)
    وقد قال الشيخ رحمه الله في فتاوى نور على الدرب :
    ذكر بعض المفسرين أن هذه القصة كانت حين قرأ الرسول عليه الصلاة والسلام(أَفَرَأَيْتُمْ اللاَّتَ وَالْعُزَّى* وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى) أن الشيطان ألقى في قراءته [ تلك الغرانيق العلا ، وإن شفاعتهن لترتجى ] وهذه القصة أنكرها كثير من أهل العلم وقالوا إنه لا يمكن أن يقع ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم وطعنوا في إسنادها ومن العلماء من لم ينكرها وقال إن هذا ليس من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم فإن الله يقول(وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّى) يعني قرأ( أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ) فالذي ألقى هذا الكلام هو الشيطان وليس النبي صلى الله عليه وسلم ، وإذا كان هو الشيطان فإن ذلك لا يقدح في مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ولهذا قال (فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ *لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ) إلى آخر الآيات .. وهذا لا يقدح في مقام النبوة وفي مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم .اهـ

    وأرجوا بهذا النقل الأخير أن تخف حدة اتهام السلف برواية الموضوع والباطل والقادح في القرآن والنبوة كما زعم أهل الكلام من الاشاعرة وغيرهم ...

    كما أنوه : من يريد رأي أحد الأعلام المذكورين أعلاه والمرجع المذكور فيه كلامه ، فليطلب ذلك وسأنقله له مباشرة ...
    شكر الله لكم وزادكم حرصا على مذهب السلف .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    الدولة
    ~✿على ضفة البحر الأبيض المتوسط✿~
    المشاركات
    4,884

    افتراضي رد: اتحاف النبلاء بذكر من صحح أو قَبِلَ قصة الغرانيق من العلماء

    السلام عليكم ورحمة الله بوركاته
    نصب المجانيق لنسف قصة الغرانيق
    محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله
    اللهم ارزق أمتك شميسة ووالديها حُسن الخاتمة
    اللهم ارزقني الإخلاص في القول والعمل

  3. #3

    افتراضي رد: اتحاف النبلاء بذكر من صحح أو قَبِلَ قصة الغرانيق من العلماء

    (7) مناقشة الإمام محمد ناصر الدين الألباني
    ولنختم بنقاش خاتمة المحدثين الإمام الألباني رحمه الله تعالى ..
    ومما قاله في ختام رسالته نصب المجانيق :
    إن الحافظ متفق مع ابن كثير - وغيره ممن سبقه ولحقه - على إنكار القصة على ما وردت في الروايات حتى التي صححها الحافظ ، وأما ما بقي منها مما لا يتنافى مع عصمة النبي صلى الله عليه وسلم فلا خلاف في إمكان وقوعها بل الظاهر أن هذا القدر هو الذي وقع بدليل ظاهر آية الحج حسبما تقدم تفسيرها في أوائل الرسالة . (نصب المجانيق لنسف قصة الغرانيق ص: 63(
    وقال في أول الرسالة : إن هذه القصة قد ذكرها المفسرون عند قوله تعالى : ( ومآأرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلآ إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته) الآية.. وقداختلفوافي تفسيرقوله تعالى : ( تمنى ) و ( أمنيته ) وأحسن ماقيل في ذلك : إن ( تمنى ) من " الأمنية " وهي التلاوة كما قال الشاعر في عثمان رضي الله عنه حين قتل : تمنى كتاب الله أول ليلة... وآخرها لاقى حمام المقادر
    وعليه جمهورالمفسرين والمحققين وحكاه ابن كثير عن أكثر المفسرين بل عزاه ابن القيم إلى السلف قاطبة فقال في إغاثة اللهفان (1/93) : والسلف كلهم على أن المعنى إذا تلا ألقى الشيطان في تلاوته .
    وبينه القرطبي فقال في تفسيره (12/83) : وقد قال سليمان بن حرب : إن ( في ) بمعنى : عند أي ألقى الشيطان في قلوب الكفار عند تلاوة النبي صلى الله عليه وسلم كقوله عز وجل : ( ولبثت فينا ) (الشعراء-18) أي عندنا وهذا هو معنى ما حكاه ابن عطية عن أبيه عن علماء الشرق وإليه أشار القاضي أبوبكر بن العربي .. وهذا الذي ذكرناه من المعنى في تفسير الآية هو اختيار الإمام ابن جرير حيث قال بعد ما رواه عن جماعة من السلف.. فذكره.
    اهـ بتصرف [نصب المجانيق ص7-9]
    فالنتيجة من كلام الإمام الألباني رحمه الله تعالى :
    أنه فسر الآية بما يتوافق مع قصة الغرانيق والتي تقول بمحتواها أن الشيطان ألقى في قراءة النبي صلى الله عليه وسلم ما ليس من القرآن ثم نسخه الله تعالى وأحكم آياته .
    ويقول : بل الظاهر أن هذا القدر هو الذي وقع بدليل ظاهر آية الحج .. وهو يتكلم على ما جاء في روايات القصة أن الشيطان تلفظ وألقى في أسماع المشركين تلك الكلمة ..
    فهو يرفض أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم تلفظ بها ويرد قصة معاتبة جبريل له بعد ذلك وحزن النبي صلى الله عليه وسلم ..
    وإذا كان هذا رأيه الذي خلص إليه آخرا ... أنه صدق مضمون القصة بالقدر الذي أشار إليه ووافق السلف في تفسير الآية فما بقي من خلاف فأمره يسير ..
    ويؤخذ عليه قوله في أول الرسالة : ولكن أعداء الدين الذين قعدوا له في كل طريق وترصدوا له عند كل مرصد لايرضيهم إلا أن يدسوا فيه ماليس منه ولم يقله رسوله فذكروا ماستراه في الروايات الآتية مما لا يليق بمقام النبوة والرسالة .. اهـ
    فبين أن هذه الروايات عن السلف في تفسير الآية بقصة الغرانيق مدسوس باطل ولا يليق بمقام النبوة والرسالة ..
    وهو قول فيه تجاوز نسأل الله أن يتجاوز عنه بمنه وفضله ، إذ المروي صحيح عن السلف في تفسير الآية ورواه أئمة السلف من أهل التفسير والمغازي وارتضاه الأئمة ولم يروا فيه ما لا يليق بمقام النبوة .. كما سيأتي النقل عنهم .
    ولعل عذره رحمه الله - على ما خيل إلي - أن رسالته هذه من أوائل ما صنف ، إذ فيها أنه كتبها عام 1372 هـ ، والله أعلم ..
    كما أننا نقول أيضاً : من حق الإمام الألباني أن يضعف القصة أو يبطلها تمشيا مع قواعد المحدثين حسبما ارتآه هو وأداه إليه اجتهاده ، كما أن الحفاظ كابن حجر والسيوطي والدمياطي وغيرهم قبلوا القصة ودافعوا عنها من ناحية الصناعة الحديثية وكل مجتهد ..
    لكن إدخال القصة في مسألة العصمة وتحكيم الدلائل العقلية في ردها ، فليس هذا من مذهب أهل الحديث خصوصا وأهل السنة عموما .
    وهل ترى المصححين لها يقبلون شيئا فيه انتقاص للعصمة النبوية ؟
    هل مثل شيخ الإسلام ابن تيمية يقبل بهذا ؟
    والعاصم الله .

  4. #4

    افتراضي رد: اتحاف النبلاء بذكر من صحح أو قَبِلَ قصة الغرانيق من العلماء

    هذه قصة باطلة منكرة ومن ذكرتهم من التابعين ارسلوا الحديث ولم يسندوه وتجد من التابعين من يروي الاسرائليات وغيرها فهل يقبل منهم كل ما يروونه مرسلا ؟ ومن ذكرتهم من المفسرين فاكثرهم يروي الموضوعات والاسرائليات في تفاسيرهم فهل يصبح مجرد ايرادهم لتلك المنكرات ثابتة صحيحة .وفي تذكرة الموضوعات يقول الفتني:((ولقد أخطأ المفسرون في إيداعها تفاسيرهم ثم قال ومما أودعوا فيها " أنه صلى الله عليه وسلم حين قرأ ومناة الثالثة الأخرى قال تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجي " وقد أشبعنا القول في إبطاله : في اللآلئ ))
    و اكثر من ذكرتهم من العلماء انما يذكرون القصة ولا يصححونها فهذا لا ينفع لانهم ينقلون كلام المفسرين .
    وبالجملة فان القصة شاذة ليس لها اسناد صحيح موصول بل ثبت في الصحيح ما يدل على خلاف ما ذكر في قصة الغرانيق وهذا مما يضعف قصة الغرانيق .

  5. #5

    افتراضي رد: اتحاف النبلاء بذكر من صحح أو قَبِلَ قصة الغرانيق من العلماء

    أولا : قال الإمام عبد الرحمن السعدي في تفسيره :
    يخبر تعالى بحكمته البالغة ، واختياره لعباده ، وأن الله ما أرسل قبل محمد (مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلا إِذَا تَمَنَّى )أي : قرأ قراءته ، التي يذكر بها الناس ، ويأمرهم وينهاهم ، (أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ )أي : في قراءته ، من طرقه ومكايده ، ما هو مناقض لتلك القراءة ، مع أن الله تعالى قد عصم الرسل بما يبلغون عن الله ، وحفظ وحيه أن يشتبه ، أو يختلط بغيره. ولكن هذا الإلقاء من الشيطان ، غير مستقر ولا مستمر ، وإنما هو عارض يعرض ثم يزول ، وللعوارض أحكام ، ولهذا قال : (فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ)أي : يزيله ويذهبه ويبطله ، ويبين أنه ليس من آياته ، و (يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ )أي : يتقنها ، ويحررها ، ويحفظها ، فتبقى خالصة من مخالطة إلقاء الشيطان (وَاللَّهُ عَزِيزٌ )أي: كامل القوة والاقتدار ، فبكمال قوته ، يحفظ وحيه ، ويزيل ما تلقيه الشياطين (حَكِيمٌ )يضع الأشياء مواضعها ، فمن كمال حكمته ، مكن الشياطين من الإلقاء المذكور ، ليحصل ما ذكره بقوله(لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً )لطائفتين من الناس، لا يبالي الله بهم ، وهم الذين (فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ )أي : ضعف وعدم إيمان تام وتصديق جازم ، فيؤثر في قلوبهم أدنى شبهة تطرأ عليها ، فإذا سمعوا ما ألقاه الشيطان ، داخلهم الريب والشك ، فصار فتنة لهم .(وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ )أي: الغليظة ، التي لا يؤثر فيها زجر ولا تذكير ، ولا تفهم عن الله وعن رسوله لقسوتها ، فإذا سمعوا ما ألقاه الشيطان ، جعلوه حجة لهم على باطلهم ، وجادلوا به وشاقوا الله ورسوله ، ولهذا قال(وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ )أي : مشاقة لله ، ومعاندة للحق ، ومخالفة له ، بعيد من الصواب ، فما يلقيه الشيطان ، يكون فتنة لهؤلاء الطائفتين ، فيظهر به ما في قلوبهم ، من الخبث الكامن فيها ، وأما الطائفة الثالثة ، فإنه يكون رحمة في حقها ، وهم المذكورون بقوله(وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ )لأن الله منحهم من العلم، ما به يعرفون الحق من الباطل ، والرشد من الغي ، فيميزون بين الأمرين ، الحق المستقر ، الذي يحكمه الله ، والباطل العارض الذي ينسخه الله ، بما على كل منهما من الشواهد ، وليعلموا أن الله حكيم ، يقيض بعض أنواع الابتلاء ، ليظهر بذلك كمائن النفوس الخيرة والشريرة (فَيُؤْمِنُوا بِهِ )بسبب ذلك ، ويزداد إيمانهم عند دفع المعارض والشبه.
    (فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ )أي: تخشع وتخضع ، وتسلم لحكمته ، وهذا من هدايته إياهم (وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا )بسبب إيمانهم (إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ )علم بالحق ، وعمل بمقتضاه ، فيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ، وهذا النوع من تثبيت الله لعبده.
    وهذه الآيات، فيها بيان أن للرسول صلى الله عليه وسلم أسوة بإخوانه المرسلين ، لما وقع منه عند قراءته صلى الله عليه وسلم : (والنجم )فلما بلغ (أَفَرَأَيْتُمُ اللاتَ وَالْعُزَّى. وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأخْرَى )ألقى الشيطان في قراءته " تلك الغرانيق العلى، وإن شفاعتهنلترتجى " فحصل بذلك للرسول حزن وللناس فتنة ، كما ذكر الله ، فأنزل الله هذه الآيات .
    وقال في القواعد الحسان في تفسير القرآن (ص: 143) :
    ومن هذا الباب بل من صريحه قوله تعالى : ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ ) أيْ يلقي من الشبه ما يعارض اليقين.
    ثم ذكر الحكم المترتبة على الإلقاء ولكن نهاية الأمر وعاقبته أن الله يبطل ما يلقي الشيطان، ويحكم الله آياته، والله عليم حكيم، فقد أخبر الله بوقوع هذا الأمر لجميع الرسل والأنبياء، لهذه الحكم التي ذكرها، فمن أنكر وقوع ذلك بناء على أن الرسل لا ريب ولا شك أنهم معصومون، وظن أن هذا ينافي العصمة، فقد غلط أكبر غلط، ولو فهم أن الأمور العارضة لا تؤثر في الأمور الثابتة لم يقل إلا قولاً يخالف فيه الواقع ويخالف بعض الآيات ويطلب التأويلات المستبعدات. اهـ

    وثانيا : القول بالوضع والشذوذ له منهجية حديثية في حاجة إلى تفصيل وتحرير ، ولا تقال بالمجازفة ، لا سيما وقد صححها ورواها أئمة عدول من أهل السنة ..

    ثالثا : الرافض لهذه القصة عليه أن يقرأ كلام من قبلها ، كما قرأ كلام من ردها ..
    ولشيخ الإسلام ابن تيمية كلام من ذهب لعلي أنشط لنقله بعد إن شاء الله تعالى ..

    رابعا : من ذكرها ولم ينكرها فقد قبلها إذ إنه لم يبين تلك الشبه لا سيما شبهة مخالفتها للعصمة النبوية على أهميتها ..

    شكر الله لك مشاركتك وأثابك خيرا .

  6. #6

    افتراضي رد: اتحاف النبلاء بذكر من صحح أو قَبِلَ قصة الغرانيق من العلماء

    نقاش هذه المسألة يطول ، لكن أدلي بنقاط مختصرة:
    1ـ النقاش العلمي لا ينتهي في مثل هذه الروايات ، فعلى قدر من يقبلها ستجد من يردها .
    2ـ القبول أو الرد من البعض لا يعني الثبوت من عدمه في وقوع الأخبار حقيقة ممن لم يعاصر الحدث .
    3ـ فهم المنهج العلمي في الرواية عند السابقين أمر في غاية الأهمية ، ولا يخفى هذا على من عدة أدنى دراية علمية ، مثل قاعدة (من أسند فقد أحال) (من أسند فقد برئ من العهدة).
    4ـ قد تُبنى أحكام على فرضية غير ثابتة ، مثل تفسير (ألقى الشيطان في أمنيته) ، فهل يوجد نص محكم يثبت أنه تدخل الشيطان في الوحي ؟؟
    5ـ هل يُعقل أن يتدخل الشيطان في كلام الله جل وعز ، وفي أصل التوحيد الذي جاءت به الرسل كلها ، وهو مدار الخلاف بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبين قومه ؟
    6ـ أين العصمة من كل هذا ؟
    7ـ إذا قبلنا هذه الرواية انفتح باب طعن عظيم في الشريعة .
    8ـ إذا كان العلماء أطنبوا في هم يوسف فكيف بهذا التدخل الشيطاني الصريح وفي أصل العقيدة ؟؟
    وأمور أخرى كثيرة توزن بها الأمور ، وإلا فنقاش الفرعيات في الرواية ومن ذكرها أو قبلها لا يؤكد حقيقة الوقوع ، مع ما فيها من مآخذ علمية كثيرة .

  7. #7

    افتراضي رد: اتحاف النبلاء بذكر من صحح أو قَبِلَ قصة الغرانيق من العلماء

    الأخ الكريم / أبو عبد الرحمن السبيعي ... شكر الله لك ..

    وكلامك أعلاه وإن بدا في بدايته عدلا ومنهجيا وسطيا إلا أنه ختم برد القصة كما ردها أهل الكلام حذو القذة بالقذة ..
    ولن أعلق على كل نقاطك الطيبة وإنما اشير فقط إلى بعضها ..

    ففي رقم (1) : كلامك يفرض علينا الترجيح وإلا ظل الأمر بين القبول والرد إلى أبد الدهر .. وهي حادثة لابد فيها من إثبات أو نفي ..
    والإثبات كان عند جمهور السلف كما حكاه ابن تيمية وكفى به في النقل ثقة وأمانة وديانة .. والرد كان على منهج أهل الكلام كالقاضي عياض وابن العربي وغيرهم رحم الله الجميع ..
    فالبحث عن المرويات في هذه القضية والتفتيش عن ثبوتها من عدمه ليس من [ نقاش الفرعيات !! ] كما أبديت مشكورا ..

    أما في (3) وقضية : من أسند فقد أحال وبريء من العهدة ..
    فهذا في أمر قد يضعف من جهة أو يصحح من أخرى ولا تبنى عليه قضية هامة كالتي أثارها من رد القصة ..
    بمعنى : أن من أسند هذه القصة ورواها ولم يبين ما فيها من مخالفة للعصمة والعقيدة !! كما زعم المخالف ، فهذه تعد خيانة لا نرضاها لعلماء السلف ..
    كما أن هذا يطبق على من رواها ولم يرجح أو يختار الصواب كما فعل ابن جرير الطبري ، أو من رواها وصححها كالحافظ الضياء المقدسي أو من حسنها وقبلها كابن حجر والسيوطي وغيرهم كثير ممن ذكرنا أسماءهم أعلاه ، مع علمهم بما أبداه المخالف من أمور تضاد العقيدة كما زعموا .

    أما عن النص المحكم : ففي آية الحج تصريح بوقوع هذا الذي يفر منه المخالف ، لا سيما وقد فسره السلف بذلك بلا مخالف لهم ، غير أن المتأخرين ردوا رواياتهم في الجملة وأولوا الآية خلاف ظاهرها هروبا من مسألة العصمة ..

    وأما عن تدخل الشيطان في الوحي .. فليس الأمر بمطرد تكرارا كي نطعن في القصة من أجله .. فالحادثة واحدة فريدة نزل فيها نص يبين سبب هذه الفتنة ويسلي النبي صلى الله عليه وسلم بما قد جرى على الأنبياء من قبله ...

    فإن كان القبول والرد مبني على كثرة من قبل أو رد .. فمن قبل القصة أكثر بأضعاف ممن ردها ..
    وإن كان القبول والرد مبني على الدليل على وقوعها ، فالروايات عن السلف على كثرتها مجموعة تبين وقوع القصة .. فإذا ما قرأنا الآيات من سورة الحج أدخل في قلوبنا اليقين والجزم بحصول مثل هذا ...
    وأما عن النقاط من (5) إلى (8) وإن كانت كلها بمعنى واحد .. فالرد عليها يكون بما ذكرته في البحث من نقولات عن شيخ الإسلام ابن تيمية وقد جعلتها في فصل خاص ، وأنقل هنا نتيجة ما نقل عنه من مجموع كلامه رحمه الله في النقاط الآتية :

    1- قرر نسبة القول في حصول القصة للسلف وكثير من المتأخرين .
    2- وأن المنقول عن السلف يوافق القرآن في ذلك .
    3- وأن الجمهور من السلف على تفسير ( تمنى ) بـ ( قرأ ) والبعض يقول هذا التمني من حديث القلب.
    4- وقال أن الآية تعم النوعين؛ لكن الأول هو المعروف المشهور في التفسير وهو ظاهر القرآن ومراد الآية قطعاً.
    5- وأن نسخ الله لما يلقي الشيطان وإحكامه آياته إنما يكون لرفع ما وقع في آياته وتمييز الحق من الباطل حتى لا تختلط آياته بغيرها.
    6- وقرر أن العصمة لم تخرق بهذه القصة إلا إذا أقر عليها .
    7- وقال أن من قال هذا الإلقاء هو في سمع المستمعين ولم يتكلم به الرسول ، هو قول من تأول الآية بمنع جواز الإلقاء في كلامه . ومن قال أن الإلقاء في نفس التلاوة كما دلت عليه الآية وسياقها من غير وجه ، هو الذي عليه عامة السلف ومن اتبعهم .
    8- وأنه سواء قاله الرسول بلفظه أو تلفظ به الشيطان فلا فرق .
    9- وإذا كان النبي قاله : فغاية ذلك غلط في اللسان يتداركه الله فلا يدوم .
    10- وقال : لا محذور في ذلك إلا إذا أقر عليه فأما إذا نسخ الله ما ألقى الشيطان وأحكم آياته فلا محذور في ذلك وليس هو خطأ وغلط في تبليغ الرسالة إلا إذا أقر عليه .
    11- وقال : ولا ريب أنه معصوم في تبليغ الرسالة أن يقر على خطأ كما قال : ( فإذا حدثتكم عن الله بشيء فخذوا به فإني لن أكذب على الله ). الحديث.
    12- وجعل ماألقى الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم إنما يكون إذا كان ذلك ظاهرا يسمعه الناس لا باطنا في النفس .
    13- وأن بيان الرسول صلى الله عليه وسلم أن الله أحكم آياته ونسخ ما ألقاه الشيطان هو أدل على تحريه للصدق وبراءته من الكذب.
    14- وقال لمن رد القصة : يقال لهم : ألقى ثم أحكم فلا محذور في ذلك ، فإن هذا يشبه النسخ لمن بلغه الأمر والنهي من بعض الوجوه ، فإنه إذا موقن مصدق برفع قول سبق لسانه به ليس أعظم من إخباره برفعه .
    15- وظاهر كلامه أن القصة لا تضاد أصلا عقديا ، واللبيب يجد أنه ينصر به رأي السلف على الخلف في قبول القصة.

    وإن شاء الله تعالى .. سنتابع في التالي ، بسط الكلام على العصمة وملازمتها لهذه القصة من عدمه كما سنبين ما في كلام بعض العلماء القدامى ممن رد القصة من مفاجآت سيظهر أنهم في الأخير على القبول للقصة كما فعل ابن العربي في نقاطه العشر وغيره ..

    والله أعلى وأعلم .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    المشاركات
    336

    افتراضي رد: اتحاف النبلاء بذكر من صحح أو قَبِلَ قصة الغرانيق من العلماء

    اولاً : اطالبك بمرجع يثبت ان الفائمة العريضة التي ذكرتها قبلت القصة وصححتها , دون ان تقول قبلها فلان ومات سنة كذا
    ثانياً : كما أن هناك من قبلها فهناك من ردها وهناك من حكم بوضعها ويمكنني ان اعد لك قائمة كهذه ايضاً
    ثالثاً : قوله تعالى (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (الحج : 52 )
    أريد دليلاً صحيحاً يثبت أن الشيطان المذكور هو من شياطين الجن
    قال تعالى : (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ) (الأنعام : 112 )
    فالشياطين اما من الانس واما من الجن
    اريد مايثبت ان الشيطان الذي القى في امنيته هذا من شياطين الجن وليس الانس
    اتدري يااخي
    هذا الشيطان الذي القى الامنية حقاً هو الوضاع الكذاب الذي اختلق هذه القصة
    كما قال الامام ابن خزيمة : هي من وضع الزنادقة , انظر فتح القدير 3/654
    فمن يجرؤ وينسب ذلك الكذب الى رسولنا عليه الصلاة والسلام انما هو شيطان من الانس
    منتظر اجابتك وساجيبك بما يبطل هذا القول قريباً ان شاء الله

  9. #9

    افتراضي رد: اتحاف النبلاء بذكر من صحح أو قَبِلَ قصة الغرانيق من العلماء


    الأخ ابن شهاب الدين .. سدد الله خطاك ..
    لا تجعل النقاش تحت هذه اللهجة !! ناقش بحلم وعلم ، كي نستمر ويفيد بعضنا بعضا ...
    والمراجع التي تريدها ، لو أنك متخصص لعلمت أين قال هؤلاء كلامهم ..
    ومع ذلك طالبني تحديدا لعالم معين أين قال كلامه سواء في التصحيح أو القبول في الجملة ..
    لكن أن تطالبني بذكر مراجع كل هؤلاء .. فالأمر يطول ... ومع ذلك قد أنشط بعد إن شاء الله .

    وقولك : دون أن تقول فلان ومات سنة كذا ... لا أدري ما وجه اعتراضك على هذا ...
    وكونك تستطيع عد قائمة قالوا بوضع القصة ليس بغريب إذ إنني ما طتبت سوادا في بياض إلا بعد الاطلاع على رأي الفريقين ودراسة الحجة عند كا منهما .

    وتريد دليلا صحيحا أن الشيطان المذكور في الآية من سورة الحج هو من شياطين الجن ؟
    وهل الألف واللام في الشيطان تركت لك أو لغيرك الاختراع أن المذكور شيطان من الإنس ؟
    أنت مطالب بالدليل على أن الشيطان المذكور هو من شياطين الإنس ..
    وإلا فقد تقولت على الله ما لم يقل .. وفسرت القرآن برأسك راميا تفسير السلف بل والخلف عرض الحائط ...

    وما بقي من كلامك لا يعتد به ..
    وأنصحك بقراءة الروايات مجموعة في تفسير ابن جرير والسيوطي وغيرهما ..
    ثم قراءة كلام العلماء على وجهها ولا سيما شيخ الإسلام ابن تيمية وابن حجر ...

    شكر الله لك .

  10. #10

    افتراضي رد: اتحاف النبلاء بذكر من صحح أو قَبِلَ قصة الغرانيق من العلماء

    الاخ الفاضل القطاوي من المعلوم ان القواعد الحديثية هي التي تحكم في الاحاديث التي تنسب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنحن نطالبك بتخريج واثبات القصة على قواعد المحدثين المعروفة وان كنت غير قادر على هذا فاترك امرا لا تحسنه ولا تفتح على المسلمين بابا اغلق منذ زمن طويل .

  11. #11

    افتراضي رد: اتحاف النبلاء بذكر من صحح أو قَبِلَ قصة الغرانيق من العلماء

    الأخ الموصلي .. بارك الله فيك ..
    نصحت فوفيت .. جزاك الله خيرا .. وسألبي طلبك وأقوم بنقل الفصول الخاصة بالروايات وتخريجها ، عندما أعود إلى البيت ليلا باذن الله تعالى ...
    وكنت أرجوا أن يكون أسلوبك أقل حدة ، وألا تقول رجما بالغيب ( لا تحسنه ) ..
    فنحن نتناقش لنتعلم ..
    وهذا الباب طرقه من قبل سادات علماء أهل السنة ونصروا السلف فيما رووه وقرروه .. فمطالتي لك أن تترك منهج أهل الكلام وتلتزم بمنهج السلف أولى مما ذكرته أنت ..
    وعلى كلٍ .. شكر الله لك ونفعني الله وإياك وهدانا إلى اتباع منهج السلف الصالحين .

  12. #12

    افتراضي رد: اتحاف النبلاء بذكر من صحح أو قَبِلَ قصة الغرانيق من العلماء

    الاخ الفاضل اسلوبي لم يكن فيه حدة ولكنك لم تفهم كلامي انا لم اقل انك لا تحسن هذا الامر بل انا خيرتك بين امرين اما ان تذكر تخريج الحديث اذا كنت قادر على هذا وبين ان تترك هذه المسألة اذا كنت غير قادرا على هذافالله لا يكلف نفسا الا وسعها وان شاء الله نظن فيك الاول.والسلام عليكم

  13. #13

    افتراضي رد: اتحاف النبلاء بذكر من صحح أو قَبِلَ قصة الغرانيق من العلماء

    السلام عليكم الاخ الفاضل كلامي لم يكن فيه حدة ولكنك لم تفهم كلامي فانا خيرتك بين امرين ااما ان تذكر تخريج الحديث اذا كنت قادرا على هذا واما ان تترك الكلام في هذه المسألة اذا كنت غير قادرا على التخريج فانا لم ارجم بالغيب والحمد لله.

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    المشاركات
    336

    افتراضي رد: اتحاف النبلاء بذكر من صحح أو قَبِلَ قصة الغرانيق من العلماء

    اليك هذه المفاجأة

    قال ابن طاهر الفتني في تذكرة الموضوعات (1/36) : -
    ((قيل لأبي عصمة نوح بن أبي مريم من أين لك عن عكرمة عن ابن عباس في فضائل القرآن سورة سورة فقال أرأيت الناس قد أعرضوا عن القرآن واشتغلوا بفقه أبي حنيفة ومغازي محمد بن إسحاق فوضعت هذه الأحاديث حسبة
    قال ابن طاهر : ولقد أخطأ المفسرون في إيداعها تفاسيرهم (يقصد موضوعات ابي عصمة )
    ثم قال : ومما أودعوا فيها "أنه صلى الله عليه وسلم حين قرأ ومناة الثالثة الأخرى قال تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى"[باطل] وقد أشبعنا القول في إبطاله
    قال ابن طاهر :" و حديث أبي وغيره في السور وضعه أبو عصمة"
    وقال:ولا يعجب منهما (أي المفسرين) لأنهما ليسا من أهل الحديث وإنما العجب ممن يعلم بوضعه من المحدثين ثم يورده،)) أ هـ

    فهذا الحديث وضعه ابو عصمة نوح بن ابي مريم , عن عكرمة ابن عباس وعن ابي بن كعب , ولا يستبعد انه وضعه عن باقي التابعين , وان رواه بعض التابعين , فمراسيلهم واهية ولاتحتمل الاعتضاد كقتادة ومجاهد وابو العالية ويقول بذلك غير واحد من اهل العلم , ومايدريك ؟ لعلهم اذا اسندوها كانوا سيذكرون سندها الموضوع
    وانت قلت : -
    وهل الألف واللام في الشيطان تركت لك أو لغيرك الاختراع أن المذكور شيطان من الإنس ؟
    هل درست العربية من قبل ؟
    الال هذه تسمى ال الاستغراقية اي تعم كل الجنس (سواء شياطين الانس او شياطين الجن )

    وان صح السند , فقد قال الامام ابو بكر الجصاص في احكام القرآن (1390)كلاماً يدفع به شبهات كل معتد وكل صاحب بدعة قال : -
    ((وقد اختلف في معنى ألقى الشيطان،
    فقال قائلون: لما تلا النبي - صلى الله عليه وسلم - هذه السورة وذكر فيها الأصنام علم الكفار أنه يذكرها بالذم والعيب، فقال قائل منهم حين بلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى قوله تعالى: أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى تلك الغرانيق العلى وذلك بحضرة الجمع الكثير من قريش في المسجد الحرام، فقال سائر الكفار الذين كانوا بالبعد منه: إن محمدا قد مدح آلهتنا، وظنوا أن ذلك كان في تلاوته، فأبطل الله ذلك من قولهم وبين أن النبي صلى الله عليه وسلم : لم يتله وإنما تلاه بعض المشركين، وسمى الذي ألقى ذلك في حال تلاوة النبي - صلى الله عليه وسلم - شيطانا ; لأنه كان من شياطين الإنس كما قال تعالى: شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالْجِنِّ والشيطان: اسم لكل متمرد عات من الجن والإنس .))
    ((وقال بعضهم جائز أن يكون النبي - صلى الله عليه وسلم - قد تكلم بذلك على سبيل السهو الذي لا يعرى منه بشر فلا يلبث أن ينبهه الله عليه.))
    وأنكر بعض العلماء ذلك، وذهب إلى أن المعنى: أن الشيطان كان يلقي وساوسه في صدر النبي - صلى الله عليه وسلم - ما يشغله عن بعض ما يقول، فيقرأ غلطا في القصص المتشابهة نحو قصة موسى عليه السلام وفرعون في مواضع من القرآن مختلفة الألفاظ، فكان المنافقون والمشركون ربما قالوا قد رجع عن بعض ما قرأ وكان ذلك يكون منه على طريق السهو فنبهه الله تعالى عليه.
    وقال : فأما الغلط في قراءة " تلك الغرانيق " فإنه غير جائز وقوعه من النبي - صلى الله عليه وسلم - كما لا يجوز وقوع الغلط على بعض القرآن بإنشاد شعر في أضعاف التلاوة على أنه من القرآن. )) أهـ

    هذا والله أعلم , فالرسول لم يتلفظ بهذا اللفظ انما الذي قاله هو شيطان الانس الذي نسب ذلك الافتراء الى النبي صلى الله عليه وسلم

  15. #15

    افتراضي رد: اتحاف النبلاء بذكر من صحح أو قَبِلَ قصة الغرانيق من العلماء

    اطلعت على ما كتبه الأخوة الكرام أعلاه ..
    ولهم علي أولا : أن اذكر الروايات وتخريجها والحكم عليها صحة وضعفا .. تلبية لطلب الأخ الموصلي .. بارك الله فيه .
    وثانيا : بالنسبة للأخ ابن شهاب الدين :
    فما ذكره الإمام أبي بكر الجصاص في أحكام القرآن اجتهاد لم نر من تابعه عليه .. وجمهور المفسرين وشراح الحديث على أن الملقي الشيطان ، وليس أحد شياطين الإنس .. والمراجع بيني وبينك ...

    كما أن ما نقل عن الفتني في التذكرة ليس يخفى علي ، ولا يعدوا أن يكون واحدا ممن قال أن القصة موضوعة .. ومن قال بها أكثر ممن قال بوضعها ، لاسيما ومعهم ظاهر الكتاب وتفسير السلف فيما نقل عنهم ..

    وإن مشينا على هذه الوتيرة .. أعني أن تنقل رأي عالم وأرد أنا برأي خمسة وهكذا فلن نصل إلى شيء ..
    ولكن إن عرضنا الموضوع من بداية تخريج الروايات والحكم عليها ثم ما نقل عن المفسرين وشراح الحديث .. سيكون الأمر أقرب للمنهجية العلمية بلا محاباة ..
    وعلى الله قصد السبيل ...

  16. #16

    افتراضي رد: اتحاف النبلاء بذكر من صحح أو قَبِلَ قصة الغرانيق من العلماء

    الفصل الأول


    قصة سجود المشركين مع سورة (النجم)


    روى الإمام البخاري عن ابن مسعود رضي الله عنه قال :
    أول سورة نزلت فيها سجدة ( والنجم ) ، فسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وسجد من خلفه ، إلا رجلا رأيته أخذ كفا من تراب فسجد عليه ، فرأيته بعد ذلك قتل كافرا ، وهو أمية بن خلف.
    رواه البخاري في التفسير)4582)ومسلم في سجود التلاوة(1325) وأحمد (1/443( بلفظ :
    أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ النجم فسجد فيها ومن معه إلا شيخ كبير أخذ كفا من حصى أو تراب فقال به هكذا وضعه على جبهته ، قال : فلقد رأيته قتل كافراً .
    وروى الإمام البخاري عن ابن عباس رضي الله عنه:
    أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد بالنجم وسجد معه المسلمون والمشركون والجن والإنس.
    رواه البخاري في التفسير (4581) والترمذي (2/464( وابن حبان(6/469) والطبراني)11/318(والبيهقيفي السنن الكبرى)2/314(.
    وروى الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ بالنجم فسجد وسجد الناس معه إلا رجلين ، قال: أرادا الشهرة .
    رواه أحمد)2/304( والبيهقي في الكبرى)2/321(والشافعي في مسنده)156(والطحاوي في شرح مشكل الآثار)1/353(وإسناده جيد .
    وروى الإمام أحمد عن جعفر بن المطلب بن أبي وداعة عن أبيه قال : قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة سورة النجم فسجد وسجد من عنده فرفعت رأسي وأبيت أن أسجد - ولم يكن أسلم يومئذ المطلب - وكان بعد [ أي بعد إسلامه عام الفتح ] لا يسمع أحدا قرأها إلا سجد .
    رواه أحمد)3/420(والنسائي كبرى)1/331(والحاكم)3/734(والبيهقي كبرى)2/314(وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني)2/110(والطبراني)20/288(ورجاله ثقات، غير جعفر ابن المطلب، وقد وثقه ابن حبان، فالحديث حسن بما قبله .
    هذا ما ورد من طرق صحيحة أو حسنة لا يختلف فيها . وإنما الخلاف في المرسلات الآتي ذكرها في قصة الغرانيق التي رويت على أنها السبب في سجود المشركين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنون .
    وهذه الروايات الأربعة ، يتبين من ظاهرها أن الكفار سجدوا مع من سجد من المؤمنين ، ولم تبين هذه الروايات ما هو سبب السجود ..
    فهل هناك سبب لسجود المشركين ؟
    بيان الخلاف في سبب سجود المشركين :
    قال قوم من المتأخرين منهم الألوسي : أن سبب سجود المشركين هو ما جاء في سورة النجم من سحر البيان وما فيها من آيات تظهر جلالة القرآن ونفوا أن يكون سجود المشركين من أثر سماع ما حسبوه ثناء على آلهتهم في الجملة الآتية [ تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى ] ..
    وهناك جمع من المتأخرين على هذا الرأي .
    وفي تبرير سجود النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنون ، قال الإمام الطيبي، كما في مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح(4/126) : لعله عليه السلام سجد هذه السجدة لما وصفه الله تعالى في مفتتح السورة من أنه لا ينطق عن الهوى وذكر شأن قربه من الله تعالى وأراه من آيات ربه الكبري وأنه مازاغ البصر وما طغى شكرالله تعالى على تلك النعمة العظمى، والمشركون لما سمعوا أسماء طواغيتهم اللات والعزى سجدوا معه، وأما ما يروى أنهم سجدوا لما مدح النبي أباطيلهم ، فقول باطل من مخترعات الزنادقة .اهـ .
    ورد ابن حجر على هذا الرأي : بأن سجدة النبي والمؤمنون سجدة تلاوة ، وأن سجود الكفار لما سمعوا ما حسبوه ثناءاً على آلهتهم كما في روايات قصة الغرانيق .
    وقال جمهور السلف وتابعهم ثلة من المتأخرين : أن سبب سجود المشركين هو ما سمعوه من ذكر آلهتهم بما حسبوه من الثناء ، وذلك فيما ألقاه الشيطان بين تلاوة النبي صلى الله عليه وسلم ، ويعنون جملة [ تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى ] التي أتت مقحمة في القراءة بين قوله تعالى (أَفَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى) وبين قوله ( أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى ) ..
    وقالوا أن هذه القصة كانت سببا لنزول قوله تعالى من سورة الحج :
    (وَمَاأَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ) الىقوله ( عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ)وكذلك كانت سببا في رجوع مهاجري الحبشة إذ ظنوا أن قريشا أسلمت بسجودها .
    واختلفوا فيمن نطق هذه الجملة : فالجمهور على أن النبي صلى الله عليه وسلم نطق بها سهوا ، وأبى ذلك جمع ممن قبلوا القصة وقالوا : أن الشيطان هو الذي نطق بها في سكتة من سكتات قراءة النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو موجود في نص بعض الروايات ، وفي كلتا الحالتين لم يلبث أن نبهه جبريل عليه عليه السلام ..
    فالروايات التي ذكرت القصة كلها جاء في آخرها عصمة الوحي وتنزيه الكتاب مما ألقاه الشيطان.
    وفي هذه القصة روايات عدة رواها أئمة عدول في مصنفاتهم عن ابن عباس وعن جمع من التابعين في تفسير سورة الحج ، كما سطرها أئمة المغازي في كتب السيرة النبوية .
    فقبلها جمهور السلف وثلة من المتأخرين ، وردها جمع من المتأخرين كما سنبين أشهرهم فيما يأتي إن شاء الله تعالى ، ولكن بعد أن نجمع روايات هذه القصة لنرى ما يقال عن صحتها أو ضعفها ، ومن قبلها ومن ردها ، محققين النقل عنهم من مصنفاتهم .
    هل أسلمت قريش ؟
    وقد جاء في بعض روايات قصة الغرانيق- الآتي ذكرها وتخريجها - أن قريشاً أسلمت بعد حادثة السجود، وهو ما أغرى مهاجري الحبشة بالعودة إلى مكة ..
    وإحتمال أن تكون قريش أسلمت برهة من الزمن لا شيء فيه..
    فقد روى الحافظ يحيى بن معين، قال حدثنا ابن أبى مريم قال أنبأنا ابن لهيعة عن أبى الأسود عن عروة بن الزبير عن المسور بن مخرمة عن أبيه قال:
    لقد أظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام فأسلم أهل مكة كلهم ، وذلك قبل أن تفرض الصلاة ، حتى إن كان ليقرأ بالسجدة فيسجدون وما يستطيع بعضهم أن يسجدوا من الزحام وضيق المكان لكثرة الناس ، حتى قدم رؤوس قريش الوليد بن المغيرة وأبو جهل وغيرهما ، وكانوا بالطائف في أرضهم ، فقالوا تدعون دين آبائكم ؟ فكفروا لما أظهر رسول الله .
    رواه الحافظ الثقة عباس الدوري في تاريخ ابن معين)3/53(عنه، وسنده يحتمل التحسين فقد كان سعيد بن أبي مريم الحافظ سيىء الرأي في ابن لهيعة ويتحرى الرواية عنه ، ورواه أبو نعيم في معرفة الصحابة)17/482(من طريق يحيى بن بكير عن ابن لهيعة، وعند الطبراني في المعجم الكبير)20/5)رواية سعيد بن أبي مريم وعبدالله بن صالح ويحيى بن بكير ثلاثتهم عنه، وعند البيهقي في معرفة السنن والآثار (14/421 رقم 5686) عن عبد الله بن صالح وابن أبي مريم عن ابن لهيعة ، وذكر الحاكم في المستدرك)3/559(رواية هؤلاء الثلاثة وزاد رواية سعيد بن عفير عن ابن لهيعة . فهذه أربع طرق عن ابن لهيعة .
    وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني فى فتح الباري)2/551( بعد ذكر هذه الرواية :
    وفى ثبوت هذا نظر لقول أبي سفيان في الحديث الطويل إنه لم يرتد أحد ممن أسلم ،، ويمكن أن يجمع بأن النفي مقيد بمن ارتد سخطا لابسبب مراعاة خاطر رؤسائه .اهـ

  17. #17

    افتراضي رد: اتحاف النبلاء بذكر من صحح أو قَبِلَ قصة الغرانيق من العلماء

    الفصل الثاني


    تخريج روايات قصة الغرانيق

    رويت هذه القصة موصولة عن صحابيين ومرسلة عن جمع من التابعين صغاراًً وكباراًً وعن أئمة التفسير والسير والمغازي ، وكذلك قبلها جمع من الأئمة العلماء وصححوها في الجملة .. وهو ما سترونه باذن الله تعالى في الفصول القادمة .. وسنبدأ بذكر روايات هذه القصة ..

    أولا : الروايات الموصولة :
    فأما الموصول فعن اثنين من الصحابة هما :
    عبد الله بن عباس بن عبد المطلب رضي الله عنهما ، ومحمد بن أنس بن فضالة رضي الله عنهما .
    فمحمد هذا وأبيه وجده من الصحابة ، وهذا الأخير غفل عن تحقيق أن روايته موصولة - بغض النظر عن صحتها من ضعفها – أكثر من صنف في إبطال القصة كالإمام الألباني - رحمه الله - أو من صححها من العلماء .
    فأما حديث ابن عباس :
    فمن رواية خمسة من التابعين عنه ، وهم : سعيد بن جبير ، وعطية العوفي ، وعكرمة مولاه ، وأبو صالح باذام ، وسليمانالتيمي ..
    أ- فأما رواية سعيد بن جبير بن هشام الأسدى الوالبى مولاهم الكوفى [ت95هـ]
    فهو الثقة الثبت الفقيه أحد الأعلام ، وجاءت روايته عن ابن عباس من طريقين عنه :
    الطريق الأول :
    عن أبي بشر الواسطي جعفر بن إياس [ ت125هـ] وهو ثقة من أثبتالناس في سعيد بن جبير .
    أخرجه الطبراني فقال : حدثنا الحسين بن إسحاق التستري وعبدان بن أحمد قالا : ثنا يوسف بن حماد المعنى ثنا أمية بن خالد ثنا شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير- لا أعلمه إلا عن ابن عباس- : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ النجم ،فلما بلغ ( أَفَرَأَيْتُم ُاللاَّتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاة َالثَّالِثَةَ الأُخْرَى) ألقى الشيطان على لسانه [ تلك الغرانيق العلى وشفاعتهم ترتجى ] فلما بلغ آخرها سجد وسجد المسلمون والمشركون فأنزل الله عز وجل:
    ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ )الى قوله ( عَذَاب ُيَوْمٍ عَقِيمٍ)
    رواه الطبراني في الكبير)12/53( وشيخي الطبراني الحسين بن إسحاق التستري وعبدان بن أحمد إمامان حافظان ثقتان وباقي رواته ثقات ، ورواه ابن مردويه كما في تخريج الزيلعي لتفسير الزمخشري (2/394) فقال الراوي : لا أعلمه إلا عن ابن عباس .. فذكره ..
    ومن طريق الطبراني وابن مردويه أخرجه الضياء المقدسي في المختارة)4/108( .
    وأخرجه البزار كما في كشف الأستار (3/72 رقم 2263 ) بالشك في الحديث فقال : حَدَّثَنَا يُوسُفُ ابْنُ حَمَّادٍ ، ثنا أُمَيَّةُ بْنُ خَالِدٍ ، ثنا شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، فِيمَا أَحْسِبُ - أَشُكُّ فِي الْحَدِيثِ - ، وقال عقبه : هذا حديث لانعلمه يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم بإسناد متصل يجوز ذكره إلا بهذا الإسناد ولا نعلم أحدا أسند هذا الحديث عن شعبة عن أبي بشر عن سعيد عن ابن عباس إلا أمية ولم نسمعه نحن إلا من يوسف بن حماد وكان ثقة وغير أمية يحدث به عن أبي بشر عن سعيد بن جبير مرسلا وإنما يعرف هذا الحديث [ موصولا ] عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس ، وأمية ثقة مشهور. اهـ
    نقله الزيلعي في تخريجه (2/394) واختصره الهيثمي في كشف الاستار (3/72).
    ففي رواية الطبراني وابن مردويه عن الثقات لم يشك في وصله ، والشك في رواية البزار.
    ولكن علة هذه الرواية أن أمية بن خالد خالف في روايته من هو أثبت منه في الرواية عن شعبة ..
    فقد رواها محمد بن جعفر المشهور بغندر مرسلا عن ابن جبير كما عند الطبري في التفسير (17/188) وهو من أثبت الناس في روايته عن شعبة .
    وروىالطبري (17/188) متابعة عبد الصمد بن عبد الوارث لغندر عن شعبة في روايته عن ابن جبير مرسلا سواء .
    ومن رواية أبي داود الطيالسي أخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير (3/239)قال : حدثنا يونس بن حبيب ،حدثنا أبوداود ،حدثنا شعبة ،عن أبي بشر ،عن سعيد بن جبير: مرسلا .
    وأمية بن خالد[ت201هـ] وثقه أبوزرعة وأبو حاتم والترمذي وابن حبان والعجلي وارتضيه الداراقطني . لكنه وإن كان ثقة فقد خالفه محمد بن جعفر، وعبد الصمد، وأبو داود الطيالسي، ثلاثتهم عن شعبة،عن أبي بشر،عن سعيد بن جبير: مرسلاًً .
    وسيأتي مزيد تحقيق ، إن شاء الله تعالى .
    الطريق الثاني:
    عن عثمان بن الأسود بن موسى بن باذان المكي الثقة من كبار أتباع التابعين[ ت150 هـ ]
    أخرجه ابن مردويه بلا شك فقال : حدثني ابراهيم بن محمد حدثني أبو بكر محمد بن علي المقرىء البغدادي ثنا جعفر بن محمد الطيالسي ثنا ابراهيم بن محمد بن عرعرة ثنا أبو عاصم النبيل ثنا عثمان بن الأسود عن سعيد بن جبير عن ابن عباس : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ :
    ( أَفَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى ) [ تلك الغرانيق العلى وشفاعتهن ترتجا ] ففرح المشركون بذلك وقالوا قد ذكر آلهتنا فجاءه جبريل فقال اقرأ علي ما جئتك به فقرأ ( أَفَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى ) [ تلك الغرانيق العلى وشفاعتهن ترتجا ] فقال ما أتيتك بهذا ، هذا عن الشيطان - أو قال : هذا من الشيطان - لم آتك بها ، فأنزل الله :
    ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ ) الى آخر الآية .
    كما في تخريج الزيلعي لتفسير الزمخشري (2/394) والسيوطي في الدر المنثور (6/65) وأخرجه الضياء المقدسي في الأحاديث المختارة (4/166) من طريق ابن مردويه ، فذكره ..
    وفي سنده : أبوبكر محمد بن علي المقرىء .
    وقول ابن حجر : وهذا أصح طرق الحديث.. وكذا قول السيوطي : بسند رجاله ثقات ..
    قد رده عليهما الألباني ، بأن العلة فيمن دون أبي عاصم النبيل ، وهو أبو بكر المقرئ .
    وقد ترجم له الخطيبفي تاريخ بغداد (3/68) فقال: محمد بن على بن الحسن أبو بكر المقرئ حدث عن محمود بن خداش ومحمد بن عمرو وابن أبى مذعور روى عنه أح مد بن كامل القاضي ومحمد بن أحمد بن يحيى العطشى .... ثم روى من طريقه حديثا وكناه بـ " أبي حرب " ..
    وهكذا كناه الذهبي في تاريخ الإسلام ، فقال : محمد بن عليّ بن حسن أبو حرب البَغْداديُّ ، عَنْ محمود بن خِداش ، وَعَنْهُ أحمد بن كامل القاضي وجماعة ، توفي سنة ثلاثمائة . اهـ
    ورواية عثمان بن الأسود عن ابن جبير رواها الواحدي في أسباب النزول من طريق سهل العسكري حدثنا يحيى [القطان]عن عثمان بن الأسود ، عن سعيد بن جبير ، مرسلاً ، وسنده صحيح ورواته أئمة . فقيل باحتمال الخطأ في رفعه من أبي بكر المقريء المترجم له عند الخطيب والذهبي ، وقد وصفه الألباني في نصب المجانيق بأنه مجهول الحال .
    تحقيق في رفع الجهالة عن الراوي :
    والمشهور عند أهل العلم بمصطلح الحديث أن الرواة غير الصحابة ، أقل ما يرفع الجهالة عن الواحد منهم : أن يروي عنه اثنان فصاعداً من المشهورين بالعلم . كما قرره الخطيب في الكفاية ..
    ونقل السخاوي في فتح المغيث (1/320) عن الداراقطني أن من روى عنه ثقتان فقد ارتفعت جهالته وثبتت عدالته .
    ومن العلماء كابن عبد البر من لم يشترط فيهما أن يكونا مشهورين في أهل العلم بل يكفي الشهرة وحسب في شيء من الأخلاق أو ما شاكله .
    بينما ذهب ابن حبان إلى أن كل من روى عنه راو مشهور قد ارتفعت جهالة عينه وكل من ارتفعت جهالة عينه ولم يعرف فيه جرح فهو عدل أي أن جهالة الحال ترتفع مع جهالة العين إذا لم يعرف فيه جرح للعلماء . وهذا غلو في التوثيق .
    وبخصوص الراوي في هذا الحديث وهو أبو بكر المقريء المترجم عند الخطيب والذهبي فيما نقلناه أعلاه ، فقد روى عنه اثنان هما : أحمد بن كامل القاضي ، ومحمد بن أحمد بن يحيى العطشى . ويضاف إليهما ابراهيم بن محمد شيخ ابن مردويه ..
    فأما الأول منهما فمشهور بالعلم وهو :
    أَحْمَد بْن كامل بْن خَلَف بْن شَجَرَة ،أَبُوبَكْر البغداديّ القاضي [260-350 هـ]
    تلميذ محمد بْن جرير. تقلَّد قضاء الكوفة وَحَدَّثَ عَنْ جمع ، وَعَنْهُ: الدّارَقُطْنيّ وآخرون.
    قالَ ابن رزقويه : لم تَرَعيناي مثله . وقال الخطيب: كَانَ من العلماء بالأحكام وعلوم القرآن والنحو والشعر والتواريخ ،وله فِي ذَلِك َمصنّفات. وقال الدّارَقُطْنيّ : أملى كتابًا فِي السُّنَن ،وتكلّم عَلَى الأخبار. اهـ مختصرا من تاريخ الإسلام للذهبي (7/885(.
    وأما الثاني فمشهور بالعلم أيضا وهو : محمد بن أحمد بن يحيى ، أبو علي البغدادي العطشي البزاز [ت 374 هـ] سَمِعَ : أبا يعلى بالموصل ، وجعفر بن محمد الفِرْيابي ، والباغَنْدِي ، ومحمد ابن صالح بن ذَرِيح . وَعَنْهُ : محمد بن عبد الواحد بن رَزْمَه ، والحسن بن محمد الخلال ، والحسن ابن علي الْجَوْهَري . ووثّقه الخطيب . اهـ من تاريخ الإسلام للذهبي (8/406).
    وأما ابراهيم بن محمد فهو من شيوخ الإمام ابن مردويه كما في الحديث قال حدثني ...
    وبهذا فقد يقول القائل : قد ارتفعت عنه الجهالة فيبقى التعديل فأين هو ؟
    وقد نرد بما قاله الداراقطني أو ابن عبد البر أو ابن حبان فيما نقل أعلاه .. وأن هذان راويان مشهوران رويا عن أبي بكر المقريء فترتفع عنه جهالة العين والحال ..
    ولكن نجمل فنقول لو أن الثقة أمية بن خالد في السند الأول هو من رفعه وحده إلى ابن عباس دون من رواه موقوفا لضعفنا الحديث مطلقا ، لكنه قد جاء في السند الثاني مرفوعا أيضا من رواية أبي بكر المقريء ، فإن ضعفتموه لجهالة عدالته ، قلنا فهذا الضعف يجبر به رواية أمية الثقة ، لا سيما وأن القصة رويت بمراسيل صحيحة وحسنة مضافا إليها رواية صحابي آخر وهو محمد بن أنس ابن فضالة غير أنه من رواية الواقدي وسيأتي تخريجها والكلام عليها .
    وأعتقد أن هذا التخليص هو من دعا الضياء المقدسي والحافظ ابن حجر والسيوطي وغيرهم ممن سيأتي ذكرهم ، يصححون وصله إلى ابن عباس من طريقي أبي بشر وعثمان بن الأسود ،عن سعيد بن جبير.
    فأما الضياء فرواه في المختارة على شرط التصحيح في كتابه ولم يتعقبه بشيء يوهنه .
    وأما السيوطي فقد وصفه في الدر المنثور (6/65) بأن سند رجاله ثقات ..
    وأماالحافظ ابن حجرفقد قال- كما سيأتي - : وهذا أصح طرق هذا الحديث .
    وقد رد على القاضي عياض تضعيفه للحديث من طريق إسناد البزار الموصول بسبب الشك فقال : أما ضعفه فلا ضعف فيه أصلا فإن الجميع ثقات وأما الشك فيه فقد يجيء تأثيره ولو فردا غريبا لكن غايته أن يصير مرسلا وهو حجة عند عياض وغيره ممن يقبل مرسل الثقة وهو حجة إذا اعتضد عند من يرد المرسل وهو إنما يعتضد بكثرة المتابعات . اهـ
    لكن مع ذلك فقد حكم الألباني بأن طريقي أبي بشر وعثمان بن الأسود عن ابن جبيرالأرجح هو الارسال دون ذكرابن عباس. وسيأتي مزيد تحقيق إن شاء الله تعالى .

  18. #18

    افتراضي رد: اتحاف النبلاء بذكر من صحح أو قَبِلَ قصة الغرانيق من العلماء

    ب- وأما رواية عطية العوفي عن ابن عباس
    وهو عطية بن سعد بن جنادة العوفى الجدلى القيسى الكوفى ، أبو الحسن [ت 111 هـ]
    قال في قوله ( وَمَاأَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ ) إلى قوله( وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) وذلك أن نبيّ الله صلى الله عليه وسلم بينما هو يصلي، إذ نزلت عليه قصة آلهة العرب ، فجعل يتلوها; فسمعه المشركون فقالوا : إنا نسمعه يذكر آلهتنا بخير، فدنوا منه فبينما هو يتلوها وهو يقول ( أَفَرَأَيْتُم ُاللاتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأخْرَى ) ألقى الشيطان [ إن تلك الغرانيق العلى، منها الشفاعة ترتجى ] فجعل يتلوها ، فنزل جبرائيل عليه السلام فنسخها ،ثم قال له ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن ْقَبْلِك َمِن ْرَسُول ٍوَلا نَبِيٍّ إِلا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ ) إلى قوله ( وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ).
    رواه الطبري (18/666( عن محمد بن سعد بسنده إلى جده عطية العوفي عن ابن عباس وسنده مسلسل بالضعفاء ، وابن مردويه بنحوه كما عند الزيلعي في تخريج الكشاف (2/394) وقال : فيه عدة مجاهيل عينا وحالا . يقصد سند محمد بن سعد إلى جده الأعلى عطية العوفي. وعطية نفسه ضعفوه وليس بواه ، وربما حَسَّن له الترمذى .
    والحقيقة أن سند محمد بن سعد إلى جده عطية العوفي عن ابن عباس مشهور كسند من أسانيد التفسير ولم ير له وجود في كتب الحديث والفقه والعقائد ، وقد أكثر منه الطبري فروى أكثر من ألف وثلاثمائة رواية بهذا السند ، وكذلك ابن أبي حاتم ، وقد وصل تفسير العوفي له كتابة وقد روى عنه ما يزيد على ثلاثمائة رواية ، وهو ضعيف اتفاقا غير أنه أحيانا كثيرة يوافق المروي من طرق أخرى وأحيانا يخالف وينفرد وهذا الأخير يرد ولا كرامة ، أما عند الموافقة فيستأنس به كما يفعل الطبري وابن أبي حاتم بذكره كثيرا في تفسيرهما ، وهو هنا وافق الرواة للقصة إجمالا وهذا لا يعده أحد علينا أنه تصحيحا ، وإنما فرقنا ليعلم الفرق بين قيمته في التفسير وقيمته في أحاديث الفقه والأحكام والعقائد ، وسيأتي شرح هذه المسألة بتوسع إن شاء الله تعالى .
    ج- وأما رواية أبو صالح باذام ، مولى أم هانيء [ت 111- 120هـ]
    فرواها ابن مردويه [ كما في فتح الباري لابن حجر (10/171) وتخريج الزيلعي لتفسير الزمخشري (2/394) والسيوطي في الدرالمنثور)6/66( ] من طريق عباد بن صهيب عن يحيى بن كثير حدثنا الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس ، ونصه كما ذكره السمرقندي في تفسيره بحر العلوم (3/167) : قال ابن عباس في رواية أبي صالح : أتاه الشيطان في صورة جبريل ، وهو يقرأ سورة ( والنجم إِذَا هوى ) عند الكعبة ، حتى انتهى إلى قوله : ( أَفَرَءَيْتُمُ اللات والعزى * ومناة الثالثة الأخرى ) ، ألقى الشيطان على لسانه [ تلك الغرانيق العلى منها الشفاعة ترتجى ] فلما سمعه المشركون يقرأ ذلك أعجبهم فلما انتهى إلى آخرها سجد وسجد المشركون معه والمسلمون . فأتاه جبريل عليه السلام فقال : ما جئتك بهذا . فنزل ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلاَ نَبِىّ ) الآية .
    وعباد بن صهيب قال فيه البخاري وأبو حاتم : متروك الحديث ، والكلبي هو محمد بن السائب [ت146هـ] متهم بالكذب . وأبو صالح نفسه ضعيف .
    د- وأما رواية أبو عبد الله عكرمة القرشي ، مولى ابن عباس [ت104هـ]
    فرواها ابن مردويه [ كما في فتح الباري لابن حجر (10/171) وتخريج الزيلعي لتفسير الزمخشري (2/394) والسيوطيفيالدرالمنثور)6/66(] من طريق أبي بكر الهذلي وتابعه أيوب كلاهما عن عكرمة عن ابن عباس فذكر نحوه .. وأبو بكر الهذلي متروك لكن تابعه أيوب السختياني وهو ثقة فيصح الطريق به إلى عكرمة ، غير أننا لا نعلم سند ابن مردويه إليه ، والظاهر أنه من رواية عباد بن صهيب المذكور أعلاه ، ورواه البخاري في باب [ سجود المسلمين مع المشركين والمشرك نجس ليس له وضوء ] من طريقي طهمان وعبد الوارث ثنا أيوب عن عكرمة عن ابن عباس فذكر قصة السجود بدون ذكر قصة الغرانيق.
    هـ- وأما روايةسليمانبن طرخان التيمي [ت143هـ]
    فرواها أيضا ابن مردويه [ كما في فتح الباري لابن حجر (10/171) وتخريج الزيلعي لتفسير الزمخشري (2/394) والسيوطي في الدر المنثور)6/66)] عمن حدثه عن ابن عباس ، نحو الروايات أعلاه ، والظاهر أن سند ابن مردويه إليه من طريق عباد بن صهيب المذكور ، وسليمان التيمي ثقة ثبت ولكن روايته عن ابن عباس مجهولة الواسطة..
    فائدة : ذكر الفخر الرازي في تفسيره (11/ 137) أن ابن عباس رضي الله عنهما قال في رواية عطاء عنه : إن شيطاناً يقال له الأبيض أتاه على صورة جبريل عليه السلام وألقى عليه هذه الكلمة فقرأها فلما سمع المشركون ذلك أعجبهم فجاء جبريل عليه السلام فاستعرضه فقرأها فلما بلغ إلى تلك الكلمة قال جبريل عليه السلام أنا ما جئتك بهذه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه أتاني آتٍ على صورتك فألقاها على لساني .
    وهذه الرواية أشار إليها البغوي أيضا ، لا نعلم أين هي في كتب الحديث وبأي سند رويت ، ولذلك أسقطناها ولم نعدها طريقا جديدا غير الطرق أعلاه.
    وعطاء بن السائب يروي التفسير عن ابن عباس من طريق سعيد بن جبير وهي من أصح طرق التفسير عن ابن عباس بعد طريق علي بن أبي طلحة ...
    ولكن أين رويت ؟ وبأي سند هي ؟ الله أعلم.
    خلاصة روايات ابن عباس :
    هذه هي طرق الروايات عن ابن عباس وقد رويت عن خمسة من التابعين كما ذكرنا وهم : سعيد بن جبير ، وعطية العوفي ، وعكرمة مولى ابن عباس ، وأبو صالح باذام ، وسليمان التيمي ، وتكلمنا على أسانيد كل رواية منها ، والذي نراه بعد البحث والتتبع أن حديث ابن عباس بهذه الطرق يصح أن يقال عنه حسن لغيره ، إذ ليس في الطرق كلها من يتهم بالكذب سوى طريق الكلبي والباقي بين الضعيف كطريق عكرمة وسليمان التيمي والضعيف جدا كطريق العوفي ، وأما طريقي سعيد بن جبير عن ابن عباس فرواية أمية بن خالد رويت على الشك في وصله وإرساله ورواه غيره بدون شك وتكلمنا أعلاه عن هذا في التخريج فأظن أن القول بالتحسين بضميمة المراسيل الصحيحة والحسنة الآتية ليس ببدعا من القول لا سيما وقد سبق إلى تصحيحه أئمة ذوي شأن في التصحيح والتضعيف مثل الحافظ ابن حجر والسيوطي ، ويضاف إليهما الحافظ الدمياطي الذي رد على الإمام المنذري تضعيف القصة فيما نقله تلميذه ابن سيد الناس في عيون الأثر ، ويضاف إليهم الحافظ الضياء المقدسي في الأحاديث المختارة ، وبهذا يكون قد صححها أربعة من الحفاظ ، غير كثير من المتأخرين ممن سيأتي النقل عنهم ، والله أعلم .

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    المشاركات
    336

    افتراضي رد: اتحاف النبلاء بذكر من صحح أو قَبِلَ قصة الغرانيق من العلماء

    لا يااخي ظاهر القرآن الكريم لا يقول ذلك فالقرآن يرشدنا الى ان هناك شياطين من الجن وشياطين من الانس
    و قلت لا مرجع لكلامك هذا

    اما عن قولك بأن الفتني ممن يقولون بوضعها ولذلك حكم عليها هكذا
    قلت فهذا مالم أكن اقصده , بل ماقصدته هو ماقاله بانها من موضوعات ابي عصمة والتي اقر بوضعها بعد ذلك

    ينبغي لك ان توضح كلامك يبدوانك لا تجيد تنسيق المشاركات

    أما عن احتجاجك برواية البخاري الموجودة في الصحيح :
    "أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ: النجم وهو بمكة، فسجد معه المسلمون والمشركون والجن والإنس"
    أما سجود المسلمين: فاتباعا لأمر الله،
    وأما سجود المشركين: فلما سمعوه من أسرار البلاغة الفائقة، وعيون الكلم الجوامع، مع التهديد والإنذار، وقد كان العربي يسمع القرآن، فيخر له ساجدا، أضف إلى ذلك ما فيه من موافقة الجماعة، والشخص إذا كان في جماعة يندفع إلى موافقتها من غير ما يشعر، ولو كان الأمر على خلاف ما يهوى ويحب، وهذا أمر مشاهد، وفي علم النفس ما يؤيده،

    وقد قال البخاري
    قال ابن عباس: {إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِه} : إذا حدَّث ألقى الشيطان في حديثه فيبطل الله ما يلقي الشيطان، ويحكم آياته ويقال: أمنيته قراءته،
    فقد حكى الثاني بصيغة التمريض، التي تدل على الضعف، وليس في هذا ولا ذاك ما يشير إلى ما يزعمون.

    أما عن تصحيح الحافظ للقصة وقوله في الفتح
    ((وكلها سوى طريق سعيد بن جبير؛ إما ضعيف وإما منقطع لكن كثرة الطرق تدل على أن لها أصلا، مع أن لها طريقين مرسلين آخرين، رجالهما على شرط الصحيح))
    (( وقد ذكرت أن ثلاثة أسانيد منها على شرط الصحيح، وهي مراسيل يحتج بمثلها من يحتج بالمرسل، وكذا من لا يحتج لاعتداد بعضها ببعض))
    فمردود على ذلك من اوجه منها
    1- أن جمهور المحدثين لم يحتجوا بالمرسل، وجعلوه من قسم الضعيف؛ لاحتمال أن يكون المحذوف غير صحابي، وحينئذ يحتمل أن يكون ثقة أو غير ثقة، وعلى الثاني: فلا يؤمَن أن يكون كذابا،
    والإمام مسلم قال في مقدمة كتابه: والمرسل في أصل قولنا وقول أهل العلم بالأخبار: ليس بحجة.
    وقال ابن الصلاح في مقدمته: "وذكرنا من سقوط الاحتجاج بالمرسل والحكم بضعفه، هو الذي استقر عليه آراء جماهير حفاظ الحديث، وتداولوه في تصانيفهم"، والاحتجاج به مذهب مالك، وأبي حنيفة والشافعي، بشروط ذكرها في رسالته، ونقلها العراقي في شرح ألفيته،
    وقد قالوا في مراسيل أبي العالية: إنها كالريح كما في "التدريب"
    وقالو في مراسيل قتادة : من اوهى المراسيل
    وإني لأذكر الحافظ بما ذكره من البلاء في الاحتجاج بالمراسيل في مقدمة كتابه لسان الميزان حيث قال روي عن شيخ من الخوارج أنه قال بعدما تاب: "إن هذه الأحاديث دين فانظروا عمن تأخذون دينكم، فإنا كنا إذا هوينا أمرا صيرناه حديثا" قال الحافظ: "وهذه والله قاصمة الظهر للمحتجين بالمراسيل "
    2- الاحتجاج بالمرسل إنما هو في الفرعيات التي يكفي فيها الظن، أما الاحتجاج به على إثبات شيء يصادم العقيدة وينافي دليل العصمة فغير مسلم، وقد قال علماء التوحيد: إن خبر الواحد لو كان صحيحا لا يؤخذ به في العقائد؛ لأنه لا يكتفى فيها إلا باليقين، فما بالك بالضعيف.

    اضطراب القصة من الاساس فلا تقوم محل الاحتجاج

    اضطربت الروايات اضطرابا فاحشا؛ فقائل يقول: إنه كان في الصلاة،
    وقائل يقول: قالها في نادي قومه ،
    وثالث يقول: قالها وقد أصابته سنة،
    ورابع يقول: بل حديث نفسه فَسَهَا.
    ومن قائل: إن الشيطان قالها على لسانه، وإن النبي لما عرضها على جبريل قال: ما هكذا اقرأتك؟
    وآخر يقول: بل أعلمهم الشيطان أن النبي قرأها كما رويت: تلك الغرانيق العلى على أنحاء مختلفة،
    واخر يقول بل نسبها اليه رجل من الكفار ولم يقله ,
    واخر يقول ..... وكل هذا الاضطراب مما يوهن الرواية، ويقلل الثقة بها، والحق أبلج والباطل لجلج.

    بطلان القصة نقلاً ومخالفتها لكتاب الله عزوجل :

    فقد أفادت القصة: "تسلط الشيطان على النبي بالزيادة في القرآن ما ليس منه، وهو مخالف لقوله تعالى: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَان} وأي شخص أحق بهذه العبودية من الأنبياء بله رسول الله؟ وقال تعالى: {إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} وأي بشر أصدق إيمانا وأقوى توكلا من رسول الله؟ وقد صدق الشيطان ذلك، كما حكاه الله تعالى عنه بقوله: {فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُ مْ أَجْمَعِينَ، إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} بفتح الللام وكسرها، ومن أحق من الأنبياء بالأصطفاء، أو من أشد إخلاصا منهم؟.
    ووجه آخر : وهو أن بعض الروايات ذكرت أن فيها نزلت: {وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا، وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا} ، وهاتان الآيتان تردان الخبر الذي رووه؛ لأن الله ذكر: أنهم كادوا يفتنونه ولولا أن ثبته لكاد يركن إليهم، ومفاده: أن الله عصمه من أن يفتري، وثبته، حتى لم يكد يركن إليهم، فقد انتفى قرب الركون فضلا عن الركون، لمكان العصمة والتثبت، وهم يروون في أخبارهم الواهية أنه زاد على الركون، بل افترى بمدح آلهتهم وهذا ضد مفهوم الآيتين، وهو تضعيف للحديث لو صح، فكيف ولا صحة له؟ ولقد طالبته قريش وثقيف؛ إذ مر بآلهتهم أن يقبل بوجهه إليها، ووعدوه الإيمان به إن فعل، فما فعل، ولا كان ليفعل، فكيف يدعي المتخرصون أنه مدح أصنامهم؟

    بطلان القصة عقلاً

    فقد قام الدليل وأجمعت الأمة على عصمته، عليه الصلاة والسلام من مثل ما روي إما من تمنيه أن ينزل عليه مثل هذا، من مدح آلهة العرب وهو كفر، أو أن يتسور عليه الشيطان، ويشبه عليه القرآن حتى يجعل فيه ما ليس منه، ويعتقد النبي ذلك، حتى ينبهه جبريل، وذلك ممتنع في حقه أن يقوله من قبل نفسه عمدا وهو كفر، أو سهوًا وهو معصوم، وقد ثبت بالبراهين والإجماع عصمته من جريان ذلك على لسانه، أو قلبه، لا عمدا ولا سهوا، أو يكون للشيطان سبيل عليه في التبليغ، ولو جوزنا ذلك لذهبت الثقة بالأنبياء، ولوجد المارقون سبيلا للتشكيك في الأديان.
    ووجه آخر لفساد هذه القصة: وهو أن الله تعالى ذم الأصنام في هذه السورة، وأنكر على عابديها، وجعلها أسماء لا مسمى لها، وما التمسك بأذيالها إلا أوهام وظنون، فلو أن القصة صحيحة: لما كان هناك تناسب بين ما قبلها وما بعدها، ولكان النظْم مفككا، والكلام متخاذلا، وكيف يقع مدح بين ذمين؟ بل كيف يجوز هذا ممن كمل عقله على كل العقول، واتسع في باب البيان ومعرفة الفصيح علمه؟ وكيف يطمئن إلى مثل هذا التناقض السامعون، وهم أهل اللسان والفصاحة، ومنهم أعداؤه الذين يتلمسون له الزلات والعثرات؟ ولو أن ما روي كان واقعا لشغب المعادون، وارتد الضعفاء من المؤمنين، ولقامت قيامة مكة، كما حدث في الإسراء، ولكن شيئا من ذلك لم يكن.

  20. #20

    افتراضي رد: اتحاف النبلاء بذكر من صحح أو قَبِلَ قصة الغرانيق من العلماء

    الأخ الكريم ...... ابن شهاب الدين ...
    هديء من روعك قليلا ...
    ولا تقول لا تحسن تنسيق المشاركات .. عفا الله عني وعنك .

    أقول لك : جمهور المفسرين وأهل الحديث على أن الشيطان المذكور ليس هو شيطان من الإنس ..
    أرجوا أن تكذبني في هذا ، وتنقل لي رأي جمهور قالوا بأ المراد هنا شيطان الإنس ..
    وإلا فلنترك كتب السلف ونتبع تفسيرك الذي تلزمنا به إلزاما وكأن الله أوحاه إليك ...
    هلا راجعت كلام المفسرين وما نقل عن السلف ؟
    أرجوا ذلك ...
    وأما عما قاله الفتني ... فمراده أن أبا عصمة مقر بوضح أحاديث الفضائل ..
    ولكن من قال لك أن أبا عصمة هو من وضع قصة الغرانيق ؟
    هل وجدت سندا لرواية واحدة جاء فيها ذكر أبي غصمة هذا؟؟؟
    لماذا تخلط الأوراق ؟

    وأما باقي كلامك المنقول والمنسوخ من كتب من قالوا بوضع القصة ..
    فاصبر قليلا .. هداني الله وإياك ..
    فما نقلته وعشرة أمثاله سيأتيك بيانه .. مثل مسألة المرسل ، واضراب الروايات ، والآيات التي ظاهرها يرد القصة ، وبطلانها عقلا !!! وغير ذلك ..

    وقبل أن تنقل كلام الخلف عليك أن تقرأ روايات السلف ثم شروح علماء السلف كابن جرير مرورا بابن تيمية وأمثالهما ..
    وإلا فالقضية بيني وبينك مسدودة موصدة .. وحينئذ فليعذر كل منا أخاه ويدعوا له .
    فـ { وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا }...
    نسأل الله أن يهدينا سواء السبيل .
    وشكر الله لك .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •