تحكي كتب الأدب الحديث أن قائدا تركيا كان قائد فرقة عنده جنديا في فرقة وهذا الجندي ذا عقلية جدلية عنيفة وكان يتعصب لرأيه لا يكاد يجد العقل عنده عمله لأنه أغلق منافذ العقل ويتعصب لرأيه لا يحيد عنه قيد أنملة وفي يوم من الأيام اختلفوا معه القائد مع الجندي يقول القائد إن البطيخة تشق بالسكين شقا ويقول الجندي بل إن البطيخة تفتح بالمقص فتحا فأخذ القائد يحاول أن يقنع جنديه يتعصب الجندي يتحجر بالعناد البغلي ولا يريد أن يترك ما هو عليه فلما ضاق به زرعا أمر سائر الفرقة بان يضربوه فضربوه ضربا مبرحا وهو يرفع شعاره وراية يصنع حزبا وجماعة وهو يقول بالمقص لا بالسكين تفتح البطيخة يا مسكين يُضرب ما يُضرب ولا يتخلي عن شعاره كأنما أصبح شيئا في دماه فلما ضاق به قائده أمرهم أن يحملوه ثم يرموه في الماء في نهر قريب فحملوه فألقوه هنالك في النهر ولكن جرت المقادير بأن الجندي لم يكن يحسن السباحة ولا يجيد العوم فأخذ يرسب ويطفو يغوص ويعلو فإذا ما علا قال بالمقص لا بالسكين تفتح البطيخة يا مسكين فلما أن أدركه الغرق واشفي عليه يرسب يغوص يغوص يغوص لم يستطع أن يقول شيئا فرفع يديه هكذا علامة المقص إلي الرمق الأخير يتعصب لفكرة خائبة وإن أضيق سجن يسجن فيه المرء هو فكرة خائبة لا يستطيع أن يحققها في دنيا الله ولا هو يتخلي عنها فيظل محبوسا في جلده ما الذي يجعلنا نتعصب للرأي الخائب ... اهـ