كان بعضُ أهلِ الأدبِ ضنيناً بكتبه ، فقال شعراً وجعله في رقعة ، فكان إذا جاء من يستعيرُ كتاباً ، دفعَ إليهِ الرقعة ، فإذا قرأها مضى ، والشعرُ :
ألا أيها المستعيرُ الكتابَ * ألا ارجعْ بغيرِ الذي تطلبُ
فلمس السماء وأخذ النجوم * بكفِّكَ من أخذهِ أقربُ
فدُمْ ما بقيتَ على اليأسِ منهُ * فليسَ يُعارُ ولا يوهبُ
ومن كانَ يغضبُ إنْ لم يُعَرْ * فقلُ منْ قريبٌ له يغضَبُ
إذا أنا كُتبي أعرتُ الصديقَ *ثلاثةُ أرباعها يذهبُ
فما كلُ يومٍ أنا واجِــدٌ* كتاباً ولا كاتباً يكتبُ