تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: كيف نستقبل رمضان / بقلم الدكتور أنس العمايرة

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2011
    الدولة
    المملكة الأردنية الهاشمية
    المشاركات
    19

    Post كيف نستقبل رمضان / بقلم الدكتور أنس العمايرة

    كيف نستقبل رمضان ؟


    بقلم

    الشيخ الدكتور أنس العمايرة


    الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمدٍ خاتم النبيين وإمام المصطفين وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين ، وبعد:

    رمضان قادم بعد أيام بخيراته وفضائله العميمة ، فكيف عسانا أن نستقبله ؟ علينا أن نستقبله بأمور عدة أهمها :


    أولاً


    الإخـــــــــــ لاص


    إن أهم أمر ينبغي على الصائم القيام به أثناء صيامه هو : ضرورة استصحاب الإخلاص لله جل وعلا ؛ إذ إن كثيرا من العبادات تتحول لعادات مع مرور الأيام والأعوام ، فلا ينبغي على الصائم أن يتابع أباه وأمه في صيامه ، أو أن يقلد قومه وعشيرته في الصيام ، أو أن يصوم رياءً وسمعةً ، إنما ينبغي عليه أن يكون الحامل له على صيامه هو الإيمان والاحتساب لا الشهرة والرياء ولا العادة ؛ لذا قال صلى الله عليه وسلم : ( من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ، ومن قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ، ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) ( متفق عليه ) .

    فالإخلاص وسلامة النية هي معيارُ العمل فضلا عن المتابعة ، فإذا سَلمتْ النية وأخلصَ الإنسانُ كان العمل مقبولا منه ، وإذا فسدت النية وتهزهز الإخلاص كان العمل هباءً منشورا ، روى أبن خزيمة في صحيحه في الحديث الصحيح عن أبى سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله ابتغاء وجه الله إلا باعد الله بين وجهه وبين النار سبعين خريفا ) صحيح ابن خزيمة برقم (2113) (3/ 297)

    ثانياً


    تــجـــديــد الــتــوبـــة لله جل وعلا

    ثم التوبةَ التوبةَ أيها الأحبة ، فعلينا تجديدُ توبتِنا لله جل وعلا في هذا الشهر العظيم ، حيث نستغل ذلك الموسم الخير فنجعل منه حاجزا بيننا وبين المعاصي ، ونجعلَ منه صفحةً جديدة بيضاء ناصعة.
    وعلينا أن نعاهدَ الله جل في علاه بأن لا نترك فرضا ولا نتساهل بسنة ، وأن لا نعادي أولياءه ، ولا نُبغِضُ أحبابه ، ونعاهدَه سبحانه أن لا نُردَ على أعقابنا بعد رمضان ، وأن لا نكون عبيدا لشهر رمضان ، بل نكونُ عبيدا لرب رمضان وشعبان وشوال ولرب سائر الأشهر والأعوام .

    ثم إن الإخلاص والتوبة تقودانُك أيها العبد المؤمن إلى الغايةِ الرئيسية من الصيام آلا وهي ( التقوى ) فتلكم غاية الصوم وحكمته البالغة ، فإن الله ما فرض علينا عبادة إلا ولها حِكم سواء أدركناها أم لم ندركها .
    ولعلنا ندرك من قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة:183) شأنََ الصوم وفضلَه ومنزلتَه ، وذلك إذا تمعنا حكم الصلاة والزكاة والحج ثم الصوم.
    فقال الله في سورة العنكبوت عن الصلاة : ( وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ) (العنكبوت: من الآية45)
    وعند ذكره للزكاة قال في سورة التوبة (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا )(التوبة: من الآية103) .
    أما في شأن الحج فقال سبحانه في سورة الحج : ( ليَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ )(الحج: من الآية28) .

    فإذا قارنا بين هذه الحكم للصلاة والصوم والزكاة والحج نجد أعظمَها أثرا حكمةَ الصوم وهي (التقوى) ؛ لأن من أكرمه الله بالتقوى لا بد أن يكون منتهيا عن الفحشاء والمنكر ، زاكيَ النفس ، باحثا عن كل ما ينفعه من أمور الدنيا والآخرة .
    فما أعظمَها حكمةً من حكم الصوم ( لعلكم تتقون ) ولعل هذا السبب في أن الصوم كان لله دون غيره من العبادات حيث قال الله ( الصيام لي وأنا أجزئ به) كما عند الشيخان .
    ومن حكم الصيام أيضا : تربيةُ الإرادة ، والخروجُ عن أسر العادات ، وكسرُ النفس وشهواتِها ، والمحافظةُ على الصحة .


    ثالثاً


    علينا بالصبر

    فإن هذا الشهر شهر الصبر ، فيه يتعلم المسلم هذا الخلق العظيم ، وما أحوجَنا أن نتعلم هذا الخلق وأن نتحلى به وأن نجاهد النفس لأجله .

    قال صلى لله عليه وسلم فيما يرويه البخاري عن أبي هريرة أن النبي صلى الله ليه وسلم قال : (وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلا يَرْفُثْ وَلا يَصْخَبْ ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ)
    فقوله : (فَلا يَرْفُثْ) كلمة جامعة لكل ما يريد الإنسان من المرأة ، وقيل : هو التصريح بذكر الجماع. وهذا فيه صبر على شهوته .
    و (الصخب) : الضجر والجلبة والصياح.
    فالمسلم بحاجة إلى الصبر وخاصة في هذا الشهر الكريم ؛ حيث الجوع والعطش مع منعه من المجامعة في نهار رمضان ، وقيام الليل الطويل .
    كما أن الصائم بحاجة للصبر على الطاعة وعلى المعصية وعند المحن والمصائب فقد روي عن سيدنا عمر رضي الله عنه أنه قال : ( الصبر صبران : صبر عن المعصية حسن وأحسن منه الصبر عن محارم الله ) .
    كما وأن المسلم بحاجة للصبر على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وبحاجة للصبر على أذى الناس ........
    وهكذا فإن شؤون حياته كلها تحتاج منه إلى الصبر ؛ فلا بد من تعلم هذا الخلق ومجاهدة النفس عليه ، فإذا كف المسلم عن الشهوات - التي هي أسباب المعاصي - وصبر على تركها يكون ثوابُ صبرِه بعد ذلك الجنة قال تعالى : (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) .



    رابعاً


    ترك النميمة وكل مسببات بطلان العمل

    فإن هناك رجالا ونساءً ليصومون عن الحلال ويفطرون على الحرام ، وقد تجد امرأةً تجلس مع جارتها في يوم رمضان لكي تقضي وقتا فيأكلن لحوم الناس ، صامتا عن الحلال وأفطرتا على الحرام والعياذ بالله .


    خامسا


    ترك الزور

    خرج البخاري عن أبى هريرة أن النبي صلى اله عليه وسلم قال : ( من لم يدع قولَ الزور والعملَ به فليس لله حاجةٌ أن يدع طعامه وشرابه).


    سادساً


    عدم أكل أموال الناس بالباطل


    لا ننسى أيها الأحبة أن القرآن الكريم بعد أن تحدث عن أحكام الصوم بعدة آيات متوالية أعقبها بقوله : (وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقاً مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (البقرة:188) ليذكرَنا ربُنا سبحانه انه كما حرم علينا آكل الطعام والشراب والجماع في نهار رمضان فقد حرم علينا أكلا ً من نوع آخر هو : أكل أموال الناس بالباطل.

    فكم هم مساكين هؤلاء الأشخاص الذين يأكلون أموال الناس بالباطل والزور والبهتان والظلم والافتراء والاغتصاب ، ثم يظنون أنفسهم أنهم من الأولياء لمجرد صومهم .

    وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
    الدكتور أنس العمايرة
    دكتوراه في التفسير وعلوم القرآن
    anasamayreh@maktoob.com

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    7,909

    افتراضي رد: كيف نستقبل رمضان / بقلم الدكتور أنس العمايرة

    جزاكم الله خيرًا يا دكتور ، جعل الله ما كتبت في ميزان حسناتك ، وبانتظار المزيد من مواضيعكم النافعة .
    قال أبو عبدِ الله ابنِ الأعرابي:
    لنا جلـساء مـا نــمَلُّ حـدِيثَهم *** ألِبَّاء مأمونون غيبًا ومشهدا
    يُفيدوننا مِن عِلمهم علمَ ما مضى *** وعقلًا وتأديبًا ورأيا مُسدَّدا
    بلا فتنةٍ تُخْشَى ولا سـوء عِشرَةٍ *** ولا نَتَّقي منهم لسانًا ولا يدا
    فإن قُلْتَ أمـواتٌ فلـستَ بكاذبٍ *** وإن قُلْتَ أحياءٌ فلستَ مُفَنّدا


  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    217

    افتراضي رد: كيف نستقبل رمضان / بقلم الدكتور أنس العمايرة


  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: كيف نستقبل رمضان / بقلم الدكتور أنس العمايرة

    جزاكم الله خيرًا
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •