قال الله تعالى : ((قل انتظروا إنا منتظرون)) سورة الأنعام .
فهل يمكن أن يقال إن لله صفة الانتظار ؟!! وهل من السلف من أثبتها ؟!
قال الله تعالى : ((قل انتظروا إنا منتظرون)) سورة الأنعام .
فهل يمكن أن يقال إن لله صفة الانتظار ؟!! وهل من السلف من أثبتها ؟!
وفقك الله
هذا ما قاله إمام المفسرين أبو جعفر الطبري عليه رحمة الله:
(يقول تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : قل ، يا محمد ، لهؤلاء العادلين بربهم الأوثان والأصنام : انتظروا أن تأتيكم الملائكة بالموت فتقبض أرواحكم ، أو أن يأتي ربكم لفصل القضاء بيننا وبينكم في موقف القيامة ، أو أن يأتيكم طلوع الشمس من مغربها ، فتطوى صحف الأعمال ، ولا ينفعكم إيمانكم حينئذ إن آمنتم ، حتى تعلموا حينئذ المحق منا من المبطل ، والمسيء من المحسن ، والصادق من الكاذب ، وتتبينوا عند ذلك بمن يحيق عذاب الله وأليم نكاله ، ومن الناجي منا ومنكم ومن الهالك - إنا منتظرون ذلك ، ليجزل الله لنا ثوابه على طاعتنا إياه ، وإخلاصنا العبادة له ، وإفرادنا له بالربوبية دون ما سواه ، ويفصل بيننا وبينكم بالحق ، وهو خير الفاصلين .)
فالظاهر أن فعل الانتظار مضاف إلى المؤمنين وليس مضافًا إلى الله جل وعلا.
وهذا كقوله تعالى: ( قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنين ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أوبأيدينا فتربصوا إنا معكم متربصون)
والتربص الانتظار.
ولا شك أن الله يمهل ولايهمل، وأن من أسمائه الحسنى اسم الصبور وهو الذي لايستعجل في مؤاخذة العصاة، ومن صبره جلا وعلا أنه أنظر أبعد خلقه -إبليس الرجيم- ولم يعاجله بالانتقام.
والله تعالى أعلم.
نعم .. زادك الله بسطة في العلم أخي في الله .
( لا أعنيك أخي بل المقصود هم الساخرون من منهج السلف )
سبحان الله .. الأشعري يسأل عن شيء أثبته الله لنفسه أنه من أفعاله وقد أثبته له رسوله صلى الله عليه وآله وسلم . انظر كيف يتركون كلام الله جل في علاه وكلام رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ، ثم يذهبون إلى سائر الناس وإلى ما تمليه عليهم أهواؤهم .
دليل الآية أعلاه ومثيلها قوله صلى الله عليه وآله وسلم ، ما ورد في البخاري ومسلم والسنن :
في البخاري رحمه الله :
حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، حَدَّثَنَا بُرَيْدُ بْنُ أَبِي بُرْدَةَ ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ ، عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ اللَّهَ لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ حَتَّى إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ ، قَالَ : ثُمَّ قَرَأَ وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ سورة هود آية 102 " .
ومعنى ( يُمْلِي ) : يمهل ويؤخر ويطيل له في المدة .
أحيانا أقول في نفسي ما هو الإله الذي يعبده الأشاعرة فكل وصفه لنفسه في كتابه لا يرونه
صحيحا ويرون عقولهم هي الأولى بوصف الله .. عجبا لهم !
ليس كل فعل ورد في القرآن أو السنة نستخرج منه صفة ونقول يجب اثباتها فهذا أمر عجيب ، ولم يكن هذا فعل السلف
بل نؤمن بما جاء عن الله وعن رسوله كما جاءنا بسياقه وبنصه دون اشتقاق وتنطع
فنقول إن الله يملي للظالم كما أخبر رسوله ولا نقول صفة الانتظار أو حتى الإملاء .