(فالقلب ينقسم من حيث الحياة إلى ثلاثة أقسام: سليم، وميت، ومريض).
اختر لك قلبا، عندنا ثلاثة أنواع من القلوب، والاختيار بمشيئتك اختار قلب: قلب مريض، قلب سليم، قلب ميت، نعوذ بالله من مرض القلب وموت القلب، ونسأل الله أن يرزقنا قلوبا سليمة. فما هو القلب السليم وما معنى سلامته؟ هذا السؤال.
(القلب السليم: هو القلب السالم الذي قد صارت السلامة صفة ثابتة له)، فما معنى سلامته؟ معناها: أنه (1- سلم من كل شهوة تعارض أمر الله ونهيه،2- سلم من كل شبهة تعارض خبر الله، 3- سلم من عبودية غير الله وخلصت عبوديته لله تعالى وحده، إرادة ومحبة وتوكلا وإنابة وإخباتا وخشية، ورجاء وخوفا وخلص عمله لله، فإن أحب، أحب لله، وإن أبغض أبغض لله، وإن أعطى أعطى لله، وإن منع منع لله، 4- سلم من تحكيم غير رسول الله r سلم من الانقياد والتحكيم لكل من سوى رسول الله r، فيعتقد قلبه ويعقد قلبه معه عقدا محكما على الائتمام والاقتداء برسول الله r دون غيره في الأقوال والأفعال). هذا القلب السليم وصفاته.
(القلب الميت: هو القلب الذي لا حياة فيه، فلا يعرف ربه، واقف مع شهواته ولذاته وإن أحب أحب لهواه، وإن أبغض ابغض لهواه، فالهوى إمامه والشهوة قائده والجهل سائقه والغفلة مركبه، فالدنيا تسخطه وترضيه والهوى يصمه ويعميه، ومخالطة صاحب هذا القلب الميت، مخالطته سقم ومعاشرته سم ومجالسته هلاك).وكذلك صاحب القلب المريض، يعني هو الأمراض تعدي بالنسبة أمراض القلوب يعني ممكن تسافر مع واحد بخيل ترجع بخير، تسافر مع واحد كريم ترجع كريم.
(القلب المريض: قلب له حياة وبه علة تمده مدتان، هذه مرة، وهذه مرة وهو للغالب عليه منهما إذا زادت مادة الحياة زادت سلامته حتى يشفى بإذن الله وإذا زادت مادة المرض زاد مرضه حتى يهلك، فهو ممتحن بين داعيين، داع يدعوه إلى الله ورسوله والدار الآخرة وداع يدعوه إلى العاجلة فإذا استجاب لداع الله زادت صحته، وإذا استجاب لداع العاجلة زاد مرضه، فقد تبين الطريق وتبين الداء وتبين سبب زيادة الدواء وسبب العلاج، فهذا داع يدعو إلى الله من استجاب له زادت صحته وقوته وهذا داع يدعو إلى العاجلة والدنيا فمن استجاب له زاد مرضه .
تقسيمٌ آخر:وقسم الصحابة أيضا القلوب إلى أنواع أخرى، أو طريقة أخرى، وهي قريبة، ولكن توضح من جوانب أخرى معان جديدة، فعن حذيفة بن اليمان t قال: القلوب أربعة: قلب أجرد: فيه سراج يزهر، فذلك قلب المؤمن).
قلب متجرد لله ليس فيه شبهات ولا شهوات ولكن فيه نور، الإيمان دخله مثل السراج مثل الشمس وليس سراج مجرد مثلا مصباح أو كذا، سراج الإيمان مثل الشمس يزهر، فيه قوة الإضاءة مثل النجم الذي أو مثل الشمس التي كأن الضوء يتجدد يزهر.
(وقلب أغلف:، فذالك قلب الكافر، يعني مغلف مربوط مقفول مغلق، فلا يدخله الإيمان وإنما هو مغلق على ما فيه من الكفر، لا يخرج منه الكفر ولا يدخله الإيمان، قلب أغلف وقلب منكوس، انفتح ودخل الإيمان فهو مفتوح ليس مغلوق وإنما انتكس انقلب فخرج وانسكب وانكب وسقط منه الإيمان، وبقي منكوسا مقلوبا، لا يدخله نور الإيمان وإنما تدخله الأبخرة التي تعلق به مثل الصفات الرديئة قلب منكوس فذلك قلب المنافق عرف ثم أنكر وأبصر ثم عمي، فهو منكوس القلب منكوس الفطرة، منكوس التصور، وقلب تمده مادتان، مادة إيمان لا هو مغلوق مقفول ولا هو مفتوح فيه السراج الذي يزهر، تمده مادتان مادة إيمان ومادة نفاق، فهو للغالب عليه منهما إذا استجاب لداع زادت مادة الإيمان وشفائه وسلامته وقوته وإذا زادت مادة النفاق زاد مرضه وسقمه وضعفه).هذا بالنسبة لتقسيم الصحابة للقلوب.