تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: فعسى أن تموت تائبًا قبل أن تعود إلى الذنب

  1. #1

    افتراضي فعسى أن تموت تائبًا قبل أن تعود إلى الذنب

    فإن قلت: إنما يمنعني من التوبة أني أعلم من نفسي أني أعود إلى الذنب، ولا أثبت على التوبة؛ فلا فائدة في ذلك!
    فاعلم أن هذا من غرور الشيطان، ومن أين لك هذا العلمُ؟ فعسى أن تموت تائبًا قبل أن تعود إلى الذنب.
    وأما الخوف من العَوْد، فعليك العزمُ والصدق في ذلك، وعليه الإتمامُ، فإن أتمَّ، فذاك من فضله، وإن لم يُتمَّ، فقد غُفرت ذنوبك السالفة كلها، وتخلَّصتَ منها وتطهَّرتَ، وليس عليك إلا هذا الحدثُ الذي أحدثتَه الآن، وهذا هو الربح العظيم، والفائدة الكبيرة، ولا يمنعك خوفُ العودة عن التوبة؛ فإنك من التوبة أبدًا بين إحدى الحسنين، والله ولي التوفيق والهداية؛ فهذه هذه.
    "منهاج العابدين إلى جنة رب العالمين" للغزالي، ص75 - 76.

  2. #2

    افتراضي رد: فعسى أن تموت تائبًا قبل أن تعود إلى الذنب

    استقبلوا شهر رمضان بالتوبة!

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    الدولة
    الإمارات
    المشاركات
    235

    افتراضي رد: فعسى أن تموت تائبًا قبل أن تعود إلى الذنب

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته عندما رأيت الأسم تذكرت مقال للمنفلوطي وهذا هو المقال


    من روائع المنفلوطي
    اقرأها كاملة وستستفيد جدا

    قال الأديب المصري مصطفى لطفي المنفلوطي رحمه الله تعالى :
    كتب إليَّ أحدُ علماءِ الهند كتاباً يقول فيه:
    إنه اطلع على مؤلف ظهر حديثاً بلغة (التاميل)، وهي لغة الهنود الساكنين بناقور وملحقاتها بجنوب مدراس... موضوعه: (تاريخ حياة السيد عبد القادر الجيلاني، وذكر مناقبه وكراماته).
    فرأى فيه من الصفات والألقاب التي وصف بها الكاتب السيد عبدالقادر، ولقبه بها صفاتٍ وألقاباً هي بمقام الألوهية أليق منها بمقام النبوة؛ فضلاً عن مقام الولاية كقوله: "سيد السموات والأرض" و " النفاع الضرار" و"المتصرف في الأكوان" و"المطلع على أسرار الخليقة" و"محيي الموتى" ... إلى كثير من أمثال هذه النعوت والألقاب !
    ويقول الكاتب: إنه رأى في ذلك الكتاب فصلاً يشرح فيه المؤلف الكيفية التي يجب أن يتكيف بها الزائر لقبر السيد عبد القادر الجيلاني يقول فيه: "أول ما يجب على الزائر: يتوضأ وضوءاً سابغاً، ثم يصلي ركعتين بخشوع واستحضار، ثم يتوجه إلى تلك الكعبة المشرفة.. وبعد السلام على صاحب الضريح المعظم يقول:
    " يا صاحب الثقلين، أغثني وأمدني بقضاء حاجتي، وتفريج كربتي، أغثني يا محي الدين عبدالقادر، أغثني يا ولي عبدالقادر، أغثني يا سلطان عبدالقادر، أغثني يا بادشاه عبدالقادر، أغثني يا خوجة عبدالقادر"...
    ويقول الكاتب - أيضاً -: إن في بلدة (ناقور) في الهند قبراً يسمى "شاه الحميد"، وهو أحد أولاد السيد عبدالقادر - كما يزعمون - وإن الهنود يسجدون بين ذلك القبر سجودهم بين يدي الله، وإن في كل بلدة من بلدان الهنود وقراها مزار السيد عبدالقادر.. فيكون القبلة التي يتوجه إليها المسلمون في تلك البلاد والملجأ الذي يلجؤون في حاجاتهم وشدائدهم إليه، وينفقون على خدمته وسدنته، وفي موالده وحضراته ما لو أنفق على فقراء الأرض جميعاً لصاروا أغنياء.
    هذا ما كتبه إليَّ ذلك الكاتب...
    ويعلم الله أني ما أتممت قراءة رسالته حتى دارت بي الأرض الفضاء، وأظلمت الدنيا في عيني، فما أُبصر مما حولي شيئاً؛ حزناً وأسفاً على ما آلت إليه حالة الإسلام بين أقوام أنكروه بعد ما عرفوه، ووضعوه بعد ما رفعوه، وذهبوا به مذاهب لا يعرفها، ولا شأن له بها.
    أي عين يجمل بها أن تستبقي في محاجرها قطرة واحدة من الدمع، فلا تريقها أمام هذا المنظر المحزن، منظر أولئك المسلمين، وهم ركَّع سجَّد على أعتاب قبر ربما كان بينهم مَنْ هو خير مِنْ ساكنه في حياته، فأحرى أن يكون كذلك بعد مماته؟!
    أي قلب يستطيع أن يستقر بين جنبي صاحبه ساعة واحدة، فلا يطير جزعاً حينما يرى المسلمين أصحاب دين التوحيد أكثر من المشركين إشراكاً بالله؛ وأوسعهم دائرة في تعدد الآلهة وكثرة المعبودات ؟!
    لِمَ يَنْقِمُ المسلمون التثليث من المسيحيين؟!
    لِمَ يحملون لهم في صدورهم تلك المُوجِدَةَ وذلك الضغن؟!
    وعلام يحاربونهم؟!
    وفيم يقاتلونهم؟!
    وهم لم يبلغوا من الشرك بالله مبلغهم، ولم يغرقوا فيه إغراقهم؟!
    يدين المسيحيون بآلهة ثلاثة، ولكنهم يشعرون بغرابة هذا التعدد وبعده عن العقل، فيتأولون فيه ويقولون: إن الثلاثة في حكم الواحد، أما المسلمون فيدينون بآلاف من الآلهة أكثرها جذوع أشجار، وجثث أموات، وقطع أحجار، من حيث لا يشعرون!.
    كثيراً ما يضمر الإنسان في نفسه أمراً وهو لا يشعر به، وكثيراً ما تشتمل نفسه على عقيدة خفية لا يحس باشتمال نفسه عليها، ولا أرى مثلاً أقرب من المسلمين الذين يلتجؤون في حاجاتهم ومطالبهم إلى سكان القبور، ويتضرعون إليهم تضرعهم للإله المعبود؛ فإذا عتب عليهم في ذلك عاتب، قالوا: إنا لا نعبدهم، وإنما نتوسل بهم إلى الله
    كأنهم [ لا ] يشعرون أن العبادة ما هم فيه، وإن أكبر مظهر لألوهية الإله المعبود أن يقف عباده بين يديه ضارعين خاشعين، يلتمسون إمداده ومعونته، فهم في الحقيقة عابدون لأولئك الأموات من حيث لا يشعرون.
    جاء الإسلام بعقيدة التوحيد: ليرفع نفوس المسلمين، ويغرس في قلوبهم الشرف والعزة والأنفة والحمية، وليعتق رقابهم من رق العبودية، فلا يذل صغيرهم لكبيرهم، ولا يهاب ضعيفُهم قويَّهم، ولا يكون لذي سلطان بينهم سلطان إلا بالحق والعدل، وقد ترك الإسلام بفضل عقيدة التوحيد ذلك الأثر الصالح في نفوس المسلمين في العصور الأولى، فكانوا ذوي أنفة وعزة، وإباء وغيرة، يضربون على يد الظالم إذا ظلم، ويقولون للسلطان إذا جاوز حده ... قف مكانك، ولا تَغْلُ في تقدير مقدار نفسك، فإنما أنت عبد مخلوق لا رب معبود، واعلم أنه لا إله إلا الله.
    هذه صورة من صور نفوس المسلمين في عصر التوحيد، أما اليوم وقد داخل عقيدتهم ما داخلها من الشرك الباطن تارة والظاهر أخرى فقد ذلت رقابهم، وخفقت رؤوسهم، وضرعت نفوسهم، وفترت حَمِيَّتُهم، فرضوا بخطة الخسف، واستناموا إلى المنزلة الدنيا، فوجد أعداؤهم السبيل إليهم، فغلبوهم على أمرهم، وملكوا عليهم نفوسهم وأموالهم ومواطنهم وديارهم؛ فأصبحوا من الخاسرين.
    والله لن يسترجع المسلمون سالف مجدهم، ولن يبلغوا ما يريدون لأنفسهم من سعادة الحياة وهناءتها إلا إذا استرجعوا قبل ذلك ما أضاعوه من عقيدة التوحيد.
    وإن طلوع الشمس من مغربها، وانصباب ماء النهر في منبعه أقرب من رجوع الإسلام إلى سالف مجده ما دام المسلمون يقفون بين يدي الجيلاني كما يقفون بين يدي الله ، ويقولون للأول كما يقولون للثاني: "أنت المتصرف في الكائنات، وأنت سيد الأرضين والسموات".
    إن الله أغير على نفسه من أن يسعد أقواماً يزدرونه، ويحقرونه، ويتخذونه وراءهم ظهرياً، فإذا نزلت بهم جائحة، أو ألمت بهم ملمة ذكروا الحجر قبل أن يذكروه، ونادوا الجذع قبل أن ينادوه.
    بمن أستغيث؟
    وبمن أستنجد؟
    ومن الذي أدعوه لهذه الملمة الفادحة ؟
    أأدعو علماء مصر وهم الذين يتهافتون على يوم الكنيسة [ أي كنس تراب قبر الشافعي في مصر ] تهافت الذباب على الشراب؟
    أم علماء الآستانة وهم الذين قتلوا جمال الدين الأفغاني فيلسوف الإسلام [ وقد نبه العلماء إلى أخطائه الكبيرة غفر الله له ] ؛ ليحيوا أبا الهدى الصيادي شيخ الطريقة الرفاعية!
    أم علماء العجم وهم الذين يحجون إلى قبر الإمام كما يحجون إلى البيت الحرام
    أم علماء الهند وبينهم أمثال مؤلف هذا الكتاب؟
    يا قادة الأمة ورؤساءها، عَذَرْنا العامة في إشراكها وفساد عقائدها، وقلنا: إن العامي أقصر نظراً، وأضعف بصيرة من أن يتصور الألوهية إلا إذا رآها ماثلة في النصب والأضرحة والقبور، فما عذركم أنتم وأنتم تتلون كتاب الله، وتقرؤون صفاتِه ونعوتَه، وتفهمون معنى قوله -تعالى-: [قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ] (النمل: 65)، وقوله مخاطباً نبيه: [قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً] (الأعراف: 188)، وقوله [وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى] (الأنفال: 17).
    إنكم تقولون في صباحكم ومسائكم وغدوكم ورواحكم:
    وكل خير في اتباع من سلف=وكل شر في ابتداع من خلف
    فهل تعلمون أن السلف الصالح كانوا يجصصون قبراً، أو يتوسلون بضريح؟
    وهل تعلمون أن واحداً منهم وقف عند قبر النبي – صلى الله عليه وسلم - أو قبر أحد من أصحابه وآل بيته، يسأله قضاء حاجة، أو تفريج هَم؟ وهل تعلمون أن الرفاعي والدسوقي والجيلاني والبدوي أكرم عند الله، وأعظم وسيلة إليه من الأنبياء والمرسلين، والصحابة والتابعين؟
    وهل تعلمون أن النبي – صلى الله عليه وسلم - حينما نهى عن إقامة الصور والتماثيل نهى عنها عبثاً ولعباً؟ أم مخافة أن تعيد للمسلمين جاهليتهم الأولى؟
    وأي فرق بين الصور والتماثيل وبين الأضرحة والقبور، ما دام كل منها يجر إلى الشرك، ويفسد عقيدة التوحيد؟
    والله ما جهلتم من هذا، ولكنكم آثرتم الحياة الدنيا على الآخرة؛ فعاقبكم الله على ذلك بسلب نعمتكم، وانتقاض أمركم، وسلط عليكم أعداءكم يسلبون أوطانكم، ويستعبدون رقابكم، ويخربون دياركم، والله شديد العقاب .
    مؤلفات الأديب المصري مصطفى لطفي المنفلوطي الموضوعة الكاملة ص311-316.

    جزآك الله خير على ما طرحت

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    2,225

    افتراضي رد: فعسى أن تموت تائبًا قبل أن تعود إلى الذنب

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو معاذ المنفلوطي مشاهدة المشاركة
    فإن قلت: إنما يمنعني من التوبة أني أعلم من نفسي أني أعود إلى الذنب، ولا أثبت على التوبة؛ فلا فائدة في ذلك!
    فاعلم أن هذا من غرور الشيطان، ومن أين لك هذا العلمُ؟ فعسى أن تموت تائبًا قبل أن تعود إلى الذنب.
    قد ورد مثل هذا المعنى في الحديث الصحيح، الذي أخرجه البخاري، وفيه:
    (ولا يتمنَّينَّ أحدُكم الموت، إمَّا مُحسنًا فلعلَّه أن يزدادَ خيرًا، وإمَّا مسيئًا فلعلَّه أن يستعتب)
    صورة إجازتي في القراءات العشر من الشيخ مصباح الدسوقي

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    الدولة
    ~✿على ضفة البحر الأبيض المتوسط✿~
    المشاركات
    4,884

    افتراضي رد: فعسى أن تموت تائبًا قبل أن تعود إلى الذنب

    جزاكم الله خيرا وبارك فيكم .
    اللهم ارزق أمتك شميسة ووالديها حُسن الخاتمة
    اللهم ارزقني الإخلاص في القول والعمل

  6. #6

    افتراضي رد: فعسى أن تموت تائبًا قبل أن تعود إلى الذنب

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صاحب السنة مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته عندما رأيت الأسم تذكرت مقال للمنفلوطي وهذا هو المقال


    من روائع المنفلوطي

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وجزاك الله خيرا، وهذا المقال هو سبب تعلقي بالمنفلوطي وحبي له، وتسمية نفسي بهذا الاسم، واسمه: دمعة على التوحيد.

  7. #7

    افتراضي رد: فعسى أن تموت تائبًا قبل أن تعود إلى الذنب

    أسباب الخطأ:
    تأملت في الخلق وإذا هم في حالة عجيبة، يكاد يقطع معها بفساد العقل.
    وذلك أن الإنسان يسمع المواعظ وتُذكَر له الآخرة، فيعلم صدق القائل، فيبكي وينزعج على تفريطه، ويعزم على الاستدراك، ثم يتراخى عمله بمقتضى ما عزم عليه.
    فإذا قيل له: أتَشُكُّ فيما وُعِدتَ به؟ قال: لا والله، فيقال: له فاعمل، فينوي ذلك ثم يتوقف عن العمل.
    وربما مال إلى لذة محرَّمة، وهو يعلم النهي عنها.
    ومن هذا الجنس تأخُّر الثلاثة الذين خُلِّفوا ولم يكن لهم عذر وهم يعلمون قبح التأخر. وكذلك كل عاصٍ ومفرط.
    فتأملت السبب مع أن الاعتقاد صحيح والفعل بطيء، فإذا له ثلاثة أسباب:
    أحدها: رؤية الهوى العاجل؛ فإن رؤيته تشغل عن الفكر فيما يجنيه.
    والثاني: التسويف بالتوبة، فلو حضر العقل لحذر من آفات التأخير، فربما هجم الموت ولم تحصل التوبة.
    والعجب ممن يجوز سلب روحه قبل مضي ساعة ولا يعمل على الحزم، غير أن الهوى يطيل الأمد، وقد قال صاحب الشرع صلى الله عليه وسلم: صل صلاة مودع، وهذا نهاية الدواء لهذا الداء؛ فإنه من ظن أنه لا يبقى إلى صلاة أخرى جد واجتهد.
    والثالث: رجاء الرحمة، فيرى العاصي يقول: ربي رحيم، وينسى أنه شديد العقاب. (قاله الإمام ابن الجوزي في صيد الخاطر).

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •