المبحث الثاني: الرد على ما انتقد عليه في بعض الكلمات الفرشية:
وهي في الآيات التالية:
1- قوله تعالى: ﴿
وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [آل عمران: 178]
2- قوله تعالى: ﴿
وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ﴾ [النساء: 1].
3- قوله تعال: ﴿
وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا ﴾ [الأنفال: 72].
4- قوله تعالى: ﴿
قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ ﴾ [التوبة: 61]
5- قوله تعالى: ﴿
مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ ﴾ [إبراهيم: 22].
6 -قوله تعالى: ﴿
فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا ﴾ [الكهف: 97]
7- قوله تعالى: ﴿
اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ﴾ [فاطر: 43].
8- قوله تعالى: ﴿
وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [آل عمران: 178].
قرأ حمزة ﴿
تَحْسَبَنَّ ﴾ بالتاء، وقرأه بقيَّة العشرة بالياء[82].
والانتقاد الموَجَّه إلى هذه القراءة هو في إعرابها؛ وذلك أنَّ الكلام لا يستقيم من جهة الإعراب إلا بكسر همزة ﴿
إِنَّمَا ﴾، أو نصب ﴿
خَيْرٌ ﴾، وحمزة لا يقرأ بشيء منهما.
إذ لو كانت القراءة بكسر همزة ﴿
إِنَّمَا ﴾، لكان الكلام مستأنفًا، ويقدر مفعول ثانٍ ليحسب، وهو: مهملين، أو نحوه.
ولو كانت بنصب ﴿
خَيْرٌ ﴾، لكان ﴿
أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ ﴾ بدلاً من ﴿
الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾، فيكون المعنى: ولا تحسبن إملاءنا خيرًا، فيكون مفعولاً ثانيًا.
فلمَّا كانتْ قراءة حمزة بالخطاب في ﴿
تَحْسَبَنَّ ﴾ مع فتْح همزة ﴿
إِنَّمَا ﴾، ورفع ﴿
خَيْرٌ ﴾، انتقدت وحُكم عليها باللَّحن.
ومن ذلك ما نقله أبو حيان عن أبي حاتم، حيث قال: "ولإشكال هذه القراءة زعم أبو حاتم وغيره أنها لحن وردُّوها"[83]، وقال أبو شامة: "
وقراءة حمزة بالخطاب مشكلة"[84].
الرد على ذلك، وبيان وجه القراءة:
يُرَدُّ على ما ذكروه بأنَّ قراءة حمزة تحتمل وجوهًا؛ منها:
1- أن يجعل ﴿
أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ ﴾ بدل اشتمال من ﴿
الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾، و﴿
خَيْرٌ ﴾ خبر لمبتدأ محذوف، أي: هو خير لأنفسهم، والمعنى: لا تحسبن الذين كفروا إملاءنا هو خير لأنفسهم، والجملة هي المفعول الثاني ومنه قول الشاعر:
مِنَّا الأَنَاةُ وَبَعْضُ القَوْمِ يَحْسِبُنَا
أَنَّا بِطَاءٌ وَفِي إِبْطَائِنَا سَرَعُ
قال أبو شامة: "كذا جاءتِ الرِّواية بفتح (أنَّا) بعد ذكر المفعول الأول، فعلى هذا يجوز أن تقول: حسبت زيدًا أنه قائم؛ أي: حسبته ذا قيام، فوجه الفتح أنها وقعت مفعولة، وهي ما عملت فيه في موضع مفرد، وهو المفعول الثاني لحسبت"[85].
2- أن يكون فاعل ﴿
تَحْسَبَنَّ ﴾ ضمير النبي- صلَّى الله عليه وسلم -، ويكون ﴿
الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾ مفعولاً أولاً، و﴿
أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ ﴾ مفعولاً ثانيًا، ولا بُدَّ من حذْف مضاف، إمَّا من المفعول الأول أو الثاني، تقديره: ولا تحسبن شأن أو حال أو أمر الذين كفروا، أو: ولا تحسبن الذين كفروا أصحاب أن إملاءَنا خير لهم[86].
وبهذا يَتَبَيَّن أنَّ هذه القراءة لا مطعن فيها؛ بل إنها تحتمل أكثر من وجْهٍ إعرابي صحيح[87].
2- قوله تعالى: ﴿
وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ﴾ [النساء: 1].
قرأ حمزة ﴿
وَالْأَرْحَام ﴾ بالخفْض، وباقي العشرة بالنصب[88].
وقد انتقد هذه القراءة وطعن فيها جمهور نحاة البصرة؛ كسيبويه، والمازني، وبعض المفسرين؛ كالزمخشري، وابن عطيَّة[89].
وعلَّتهم في ذلك أنَّ فيه عطف اسم ظاهر على ضمير مجرور، دون إعادة الخافض، وهو قبيح عندهم؛ إذ لا يُقال: مررت به وزيد، بل يقال: مررت به وبزيد.
واعترَض بعضهم بأنَّ قراءة الخفض تفيد عطف السؤال بالأرحام على السؤال بالله، والسؤال بالرحم حلِف، وقد نهى النبي- صلَّى الله عليه وسلم- عن الحلف بغير الله، فقال: ((لا تحلفوا بآبائكم، ومن كان حالفًا فليحلف بالله))[90].
الرَّد على ذلك، وبيان وجْه القراءة:
ويرَد على ذلك بأنَّ العطف على الضمير المخفوض لُغة صحيحة، نزل بها القرآن، وهو مسموع نظمًا ونثرًا؛ ومنه قوله تعالى: ﴿
قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ ﴾ [النساء: 127]، وقوله تعالى: ﴿
وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ ﴾ [الحجر: 20].
وسمع من كلام العرب نثرًا: "
ما فيها غيره وفرسِه"، بجر فرسه[91].
وأما النظم فهو كثير ومنه قول العباس بن مرداس:
أَكَرُّ عَلَى الكَتِيبَةِ لا أُبَالِي
أَفِيهَا كَانَ حَتْفِي أَمْ سِوَاهَا
وقول مسكين الدرامي:
تُعَلَّقُ فِي مِثْلِ السَّوَارِي سُيُوفُنَا
وَمَا بَيْنَهَا وَالكَعْبُ مِنَّا نَتَائِفُ
وقول الشاعر:
هَلاَّ سَأَلْتِ بِذِي الجَمَاجِمِ عَنْهُمُ
وَأَبِي نُعَيْمٍ ذِي اللِّوَاءِ المُحْرِقِ
وقول الآخر:
لَوْ كَانَ لِي وَزُهَيْرٍ ثَالِثٌ وَرَدَتْ
مِنَ الحمَامِ عدَانَا شَرّ مَوْرُودِ
وقول الآخر:
إِذَا أَوْقَدُوا نَارًا لِحَرْبِ عَدُوِّهِمْ
فَقَدْ خَابَ مَنْ يَصْلَى بَهَا وَسَعِيرِهَا
وقول الآخر:
فَالْيَوْمَ قَرَّبْتَ تَهْجُونَا وَتَشْتُمُنَا
فَاذْهَبْ فَمَا بِكَ وَالأَيَّامِ مِنْ عَجَبِ
وَأمَّا من اعترض بأن القراءة تفيد عطف السؤال بالأرحام على السؤال بالله، فتتضمَّن الحلف بغير الله، فيُجاب علَيْه بأنَّ السؤال بالرحِم ليس قسَمًا؛ لأنَّ السؤال بالله غير القسم به، والسؤال بالرحم غير القسم بها[92]، وأيضًا لو سلم كونه قسمًا، فإنما هي حكاية لما كانوا عليه، وإخبار عن طريقتِهم[93].
وقيل: هو مخفوض بباء محذوفة، فلا عطْف.
وأظهر الوُجُوه وأصحُّها العطف على الضمير، لوُرُود القرآن به، ولأنه مسموع من كلام العرب نظمًا ونثرًا[94].
فلا التِفات إلى مَن ضعَّف هذه القراءة أو طعَن فيها أو أنكرها، بل القراءة حجَّة للقاعدة النحويَّة، تُبنى القواعد عليها، وقد أجاد ابن مالك- رحمه الله- حيثُ قال في الألفية[95]:
وَعَوْدُ خَافِضٍ لَدَى عَطْفٍ عَلَى
ضَمِيرِ خَفْضٍ لازِمًا قَدْ جُعِلاَ
وَلَيْسَ عِنْدِي لازِمًا إِذْ قَدْ أَتَى
فِي النَّظْمِ وَالنَّثْرِ الصَّحِيحِ مُثْبَتَا
3- قوله تعال: ﴿
وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا ﴾ [الأنفال: 72].
قرأ حمزة ﴿
مِنْ وَلَايَتِهِمْ ﴾ بكسر الواو، وقرأ باقي القُرَّاء بفتحها[96].
وقد انتقدت قراءة حمزة من جهة لغوية، وحكم عليها أبو عمرو والأصمعي باللحن[97]؛ لأن (فعالة) إنما تجيء فيما كان صنعة أو معنى متقلدًا كـ: (
سقاية) و(
رفادة).
الرَّد على ذلك، وبيان وجْه القِراءة:
ويُرد على ذلك بأنَّ القراءة بالكسْر لُغة صحيحة بمعنى قراءة الفتْح؛ لأنهما مصدران، كالوَصاية والوِصاية، والدَّلالة والدِّلالة[98].
وفرَّق بعضهم بين القراءتين- كسيبويه- فقال: الولاية بالفتح المصدر، وبالكسر الاسم؛ مثل: الإمارة والنقابة[99]، وقال أبو عبيدة: "الولاية مصدر الولي، فإذا كسرت الواو فهو مصدر وليت العلم والأمر تليه"[100].
فيكون معنى قراءة الفتح (
الولاية): أي النصرة لله- عزَّ وجل- ينصر أولياءه ويعزهم ويكرمهم، والكسر مصدر الوالي، نقول: وليت الشيء ولاية[101].
وقال الفراء: "
وقد سمعناهما بالفتح والكسر في معنييهما جميعًا"[102].
4- قوله تعالى: ﴿
قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ ﴾ [التوبة: 61].
قرأ حمزة ﴿
وَرَحْمَةٌ ﴾ بالخفض، وقرأ الباقون بالرفع[103].
وعلى قراءة حمزة يكون لفظ ﴿
رَحْمَةٌ ﴾ معطوفًا على ﴿
خَيْرٍ ﴾؛ أي: أذن خير، وأذن رحمة، بمعنى: مستمع رحمة[104]، ولا يحسن عطف ﴿
رَحْمَةٌ ﴾ على ﴿
لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾؛ لأن اللام صلة، والمعنى: ويؤمن للمؤمنين؛ أي: يصدقهم، ولا يحسن: ويصدق الرحمة، إلا إذا قيل: الرحمة بمعنى القرآن، فيمكن عطفها على ﴿
لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ حينئذٍ، والتفسير يدلُّ على اتِّصالها بـ﴿
أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ ﴾[105].
وقد انتقد بعض النحاة قراءة حمزة؛ لأن فيها مباعدة بين الاسمين في الخفض، وهو عندهم قبيح[106].
الرد على ذلك، وبيان وجْه القراءة:
هذه الدعوى مرْدودة، فهي دعوي لا يعضدها بُرهان، إذ لا فرق بين المعطوف والمعطوف عليه حال كونه منصوبًا أو مخفوضًا أو مرفوعًا.
فالقراءة الأخرى (
قراءة الرفع) في الآية نفسها فيها التباعُد بين الاسمين؛ لأن ﴿
وَرَحْمَةٌ ﴾ معطوف على ﴿
أُذُنُ ﴾.
ونظير ذلك قوله تعالى: ﴿
وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكَانَ لِزَامًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى ﴾ [طه: 129]، فصل بين ﴿
كَلِمَةٌ ﴾ و﴿
أَجَلٌ ﴾ بفاصل طويل، ولَم يزد الكلام إلا فصاحة وقوة.
وقد ورد التباعد بين المخفوضين أيضًا في قوله تعالى: ﴿
وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ [الزخرف: 85] إلى قوله ﴿
وَقِيلِهِ يَا رَبِّ ﴾ [الزخرف: 88]، فلفظ ﴿
قِيلِهِ ﴾ المخفوض معطوف على ﴿
السَّاعَةِ ﴾- على قول الأكثرين- مع ما بينهما من التباعُد[107].
قال أبو علي الفارسي: "
والبعد بين الجار وما عطف عليه لا يمنع من العطف"[108].
5- قوله تعالى: ﴿
مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ ﴾ [إبراهيم: 22].
قرأ حمزة بكسر الياء وصلاً، وقرأ الباقون بفتحها وصلاً[109]، وكلهم أجمعوا على إسكانها وقفًا، إلا أن حمزة له الرَّوْم[110] أيضًا في حال الوقف؛ لكون الياء عنده مكسورة.
وقد انتقد هذه القراءة وطعن فيها كثير من النحاة، كما ذكر أبو حيان في "البحر المحيط"[111]، ونقل أبو شامة عن أبي عبيد قوله: "أما الخفض فإنا نراه غلطًا"[112].
وقال الفرَّاء: " في الأصل: ولعلها مِن وهْم القُرَّاء طبقة يحيى، فإنه قلَّ مَن سلم منهم من الوهْم، ولعله ظن أن الباء في ﴿
بِمُصْرِخِيَّ ﴾ خافضة للحرف كله، والياء من المتكلم خارجة من ذلك[113].
وقال الزجاج: "
وهذه القراءة عند جميع النحويين رديئة مرذولة"[114]، وقال الأخفش: "وهذا لحن، ولَم نسمع بها من أحد من العرب ولا أهل النحو"[115].
وَوَجْه طعنِهم أن ياء ﴿
بِمُصْرِخِيَّ ﴾ ياء إضافة، وحقُّها الفتح أو السكون، وإذا تعذَّر أحدهما تعيَّن الآخر، والسكون هنا متعذر، فتعين الفتح.
وإنما تعذر السكون؛ لأن أصل ﴿
مُصْرِخِيَّ ﴾ (
مصرخين) جمع (
مصرخ)؛ بمعنى: مغيث، أضيف لياء المتكلِّم فحُذفت النون للإضافة، فاجتمع ياء الإعراب وهي ساكنة وياء الإضافة، فلو سكنت لاجتمع ساكنان، فتعيَّن الفتح، فاجتمع مثْلان، الأول ساكن والثاني متَحَرِّك، فوجب الإدغام، فصارتْ ياء مفتوحة مُشَدَّدة.
الرد على ذلك، وبيان وَجْه القِراءة:
ويُرد على هذا بأنَّ أصل الكلمة (
مصرخين)، ثُم أضيفت إلى ياء المتكلم، فحذفت النون، وأدغمت ياء الجمع في ياء الإضافة، فالتقى ساكنان، فحركت الياء بالفتح، على قراءة الجمهور، لالتقاء الساكنين، ولئلا تجتمع الكسرة والياءان بعد كسرتين.
أما قراءة حمزة بكسر الياء فلأن الياء الأولى وهي ياء الجمع جرتْ مجرى الصحيح، لأجل الإدغام، فدخلتْ ساكنة عليها ياء الإضافة، وحركت بالكسر على الأصل في التقاء الساكنين.
وقيل: إنَّ ياء الإضافة مُشبهة بهاء الضمير المذكَّر، فوصلتْ ياء الإضافة بياء، كما توصل هاء الضمير، فيكون أصلها (
بمصرخييي) بثلاث ياءات، ياء الجمع، وياء الإضافة، والثالثة ياء الصلة، وصلت بياء الإضافة، ثم حذفتْ ياء الصلة؛ لاجتِماع ثلاث ياءات، وبقيتِ الكسرةُ في ياء الإضافة دالَّة على الياء المحذوفة.
فلا عِبْرة بطعْنهم فيها، فإنها قراءة متواترة اجتمعتْ فيها الأركان الثلاثة، وهي لغة صحيحة، لبني يربوع، نص على ذلك قطرب، وحسنها إمام اللغة والنحو القراءة أبو عمرو بن العلاء، وهو عربي صريح[116].
ومن شواهدها من كلام العرب قول الأغلب العجلي[117]:
قَالَ لَهَا هَلْ لَكِ يَا تَافِيِّ
قَالَتْ لَهُ مَا أَنْتَ بِالمَرْضِيِّ
6 -قوله تعالى: ﴿
فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا ﴾ [الكهف: 97] قرأ حمزة بتشديد الطاء، وقرأ الباقون بفتحها مخففة[118].
والأصل في القراءتين
(استطاعوا)، فعلى قراءة الجمهور حذفت التاء تخفيفًا، وعلى قراءة حمزة أُدغمتِ التاء في الطاء، فاجتمع الساكنان[119].
وقد أنكر بعضُ النحاة قراءة حمزة، وخطَّؤوا مَن قرأ بها، وعلَّة ذلك عندهم أنَّ فيها جمعًا بين الساكنينِ، على غيره حده[120].
قال ابن مُجاهد بعد ذكره قراءة حمزة: "وهذا غير جائز؛ لأنه قد جمع بين السين وهي ساكنة والتاء المدغمة، وهي ساكنة"[121]، وقال الزجاج: "
وأما من قرأ بالإدغام فلاحن مخطئ"[122].
الرد على ذلك، وبيان وجه القراءة:
ويرد على ذلك بأن الجمع بين الساكنين في مثل ذلك جائز مسموع، ومما يقوي ذلك ويسوغه أن الساكن الثاني لما كان اللسان عنده يرتفع عنه وعن المدغم ارتفاعه واحدة صار بمنزلة حرف متحرك، فكأن الساكن الأول قد ولي متحركًا[123].
وقد ورد الإدغام في نحوه عن النبي- صلَّى الله عليه وسلم- فيما يروى عنه: ((نِعِمَّا بالمال الصالح للرجل الصالح))[124].
قال العلامة الصفاقسي: "فالحاصلُ أن الحق الذي لا شك فيه، والتحقيق الذي لا تعويل إلا عليه، أن الجمع بين الساكنين جائز؛ لوُرُود الأدلة القاطعة به، فما مِن قارئ من السبعة وغيرهم إلا وقرأ به في بعض المواضع، وورد عن العرب، وحكاه الثقات عنهم، واختاره جماعة من أئمة اللغة، منهم أبو عبيد وناهيك به"[125].
ومن المواضع الأخرى التي ورد فيها اجتماع الساكنين عن الأئمة السبعة غير حمزة قوله تعالى: ﴿
فَنِعِمَّا هِيَ ﴾ [البقرة: 271]، ﴿
نِعِمَّا يَعِظُكُمْ ﴾ [النساء: 58]، و﴿
لَا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ ﴾ [النساء: 154]، و﴿
أَمَّنْ لَا يَهِدِّي ﴾ [يونس: 35]، و﴿
وَهُمْ يَخِصِّمُونَ ﴾ [يس: 49]، وتاءات البزِّي[126]؛ نحو: ﴿
هَلْ تَرَبَّصُونَ ﴾ [التوبة: 52]، و﴿
إِذْ تَلَقَّوْنَهُ ﴾ [النور: 15]، و﴿
تَكَادُ تَمَيَّزُ ﴾ [الملك: 8].
فهذه المواضع كلُّها مرْويَّة عن الأئمة السبعة، وفيها اجتماع الساكنين على غير حد النحاة، وبهذا يَتَبَيَّن أن هذه القراءة لغة صحيحة ثابتة عن العرب، متواتِرة في أكثر من قراءة فلا عبرة بمن أنكرها أو طعن فيها.
7- قوله تعالى: ﴿
اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ﴾ [فاطر: 43].
قرأ حمزة ﴿
وَمَكْرَ السَّيِّئ ﴾ بإسكان الهمزة وصلاً، وإذا وقف أبدل الهمزة ياء خالصة؛ لسكونها وانكسار ما قبلها، وقرأ الباقون بكسرها وصلاً وبإسكانها وقفًا[127].
وقد ضعَّف بعضُ النُّحاة قراءة حمزة، وقال بعضهم: إنها لحن؛ لأن فيها حذف حركة الإعراب، وهو لا يجوز في نثر ولا شعر؛ لأنَّها اجتلبتْ للفرْق بين المعاني، وحذفها مُخل بذلك.
قال الزجاج:
"وهذا عند النحويين الحذاق لحن، ولا يجوز، وإنما يجوز مثله في الشعر في الاضطرار"[128]، وقال النحاس: "
وهو لَحْن لا يجوز"[129].
وقال الزمخشري: "ولعلَّه اختلس فظنَّ سكونًا، أو وقف وقفة خفيفة، ثُم ابتدأ ﴿
وَلَا يَحِيقُ ﴾[130].
الرد على ذلك، وبيان وجه القراءة:
يورد على هذا الطعن بأن قراءة حمزة تحتمل وجهَيْن؛ كلاهما مقبول، وله نظائر في كتاب الله، أو من كلام العرب:
الوجه الأول: أنه لما توالتْ كسرتان على الياء المشددة والهمزة، وكل منهم ثقيل، والكسر يزيدها ثقلاً، أسكن الهمزة تخفيفًا.
ومن ذلك قول امرئ القيس:
فَالْيَوْمَ أَشْرَبْ غَيْرَ مُسْتَحْقِبٍ
إِثْمًا مِنَ اللهِ وَلا وَاغِلُ
وقول جرير:
سِيرُوا بَنِيالعَمِّ فَالأَهْوَازُ مَنْزِلُكُمْ
وَنَهْرُ تِيرِي فَمَا تَعْرِفْكُمُ العَرَبُ
وقول الأقيشر الأسدي:
رُحْتِ وَفِي رِجْلَيْكِ مَا فِيهِمَا
وَقَدْ بَدَا هَنْكِ مِنَ المِئْزَرِ
قال الصفاقسي: "ويحسن هذا التسكين وجوه:
الأول: أنه وقع في الآخر، وهو محل التغيير، الثاني: أنه وقع بعد الحركات، الثالث: أن حركته ثقيلة، وهي الكسر؛ لأنه ينشأ من انجرار اللحي الأسفل إلى أسفل انجرارًا قويًّا، الرابع: أن الحركة وقعت على حرف ثقيل، الخامس: أن قبله مشددين والموالي منهما حرف ثقيل"[131].
وقال رادًّا على قول الزمخشري السابق: "وقال الزمخشري:
(لعله اختلس، فظن سكونًا، أو وقف وقفة خفيفة ثم ابتدأ، فظنوه سكن في الوصل)، مشعر بغلط الرواة، وهو باطل؛ لأنَّا لو أخذنا بهذه التجويزات العقلية في حملة القرآن لأدى ذلك إلى الخلل فيه، بل المظنون بهم التثبُّت التام، والحرص الشديد على تحرير ألفاظ كتاب الله، وعدالتهم وخشيتهم من الله- عز وجل- تَمْنَعهم من التساهُل في تحمُّله، ولا سيما فيما فيه مُخالفة الجمهور، فعندهم به مزيد اعتناء، وهم أعلم بالعربية، وأشد لها استحضارًا، وأقرب بها عهدًا ممن يعترض عليهم، وينسبهم للوهم والغلط، بالتجويزات العقلية، ولم يكن يتصدر في تلك الأزمان الفاضلة لإقراء كتاب الله إلا مَن هو أهل لذلك"[132].
الوجه الثاني: أن ذلك من باب إجراء الوصل مجرى الوقْف، أو إجراء المنفصل مجرى المتَّصل، نظير قوله تعالى: ﴿
وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَأٍ بِنَبَأٍ يَقِينٍ ﴾ [النمل: 22]، وحسن ذلك كون الكسرة على حرف ثقيل، وهو الهمز، وهو واقع بعد ياء مشددة مكسورة[133].
الخاتمة
الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على النبي المصطفى، وبعدُ:
فقد يسر الله إتمام هذا البحث، فله الحمد والفضل والمنة، وفي خاتمته أُدَوِّن بعض النتائج الهامة التي تجلتْ من خلاله، وهي كما يلي:
1- عدالة أئمة القراءة ووثاقتهم وقوتهم في العربية، بما لا يدع مجالا للطعن في نقلهم، ومنهم الإمام حمزة رحمه الله.
2- جلالة قدر الإمام حمزة، ومكانته بين علماء القراءة يظهر ذلك جليًّا من كثْرة شيوخه وتلاميذه.
3- مكانة قراءته وتواتُرها؛ حيثُ أثنى العلماء عليها، وبيَّنُوا أن حمزة- رحمه الله- لَم يقرأ حرفًا من القرآن إلا بأثرٍ.
4- لَم يكن الإمام حمزة- رحمه الله- يأخذ بالتكلُّف في شيء من قراءته، غير أنه كان يأخذ تلاميذه بالتدقيق لتدريبهم على التحقيق والإتقان، وكان ينهى عن المبالغة، كما سبقتِ النقول عنه في ذلك.
والتكلف والمبالَغة في القراءة مذْمُوم عند السلف كلهم، ولَم يختص ذلك بقراءة حمزة، قال أبو عمرو الداني: "فأما ما يذهب إليه بعض أهل الغباوة من القرَّاء من الإفراط في التمطيط، والتعسُّف في التفكيك، والإسراف في إشباع الحركات، إلى غير ذلك من الألفاظ المستبشَعة والمذاهب المكروهة، فخارج عن مذاهب الأئمة، وجمهور سلَف الأمة، وقد وردتِ الآثار عنهم بكراهة ذلك"[134].
5- أنَّ ما ورد مِن كراهة بعض السلَف لقراءة حمزة، إنما هو لما سمعوه مِن صنيع النقلة الذين نقلوا عنه القراءة، فبالَغوا في الإمالات، وزادوا في المدود، وتكلَّفوا في الإدغام، ونحو ذلك من المبالغات، وأن الإمام حمزة- رحمه الله- كان ينهى عن تلك المبالَغات التي يسمعها من بعض من يقرأ عليه.
6- أن ما ورد عن بعض النُّحاة إنكاره من قراءة حمزة لا مطعن فيه، بل هو قراءات متواترة، ولغات صحيحة، واردة عند غير المنكرين، وإن كانت لا تُوافق قواعدهم التي قعَّدوها، فهي حجة تبنى عليها القواعد، ولا تفتقر هي إليها.
قال السيوطي: "فكل ما ورد أنه قرئ به، جاز الاحتجاج به في العربية، سواء كان متواترًا أو آحادًا أم شاذًّا"[135].
وقال الصفاقسي: "القراءة لا تتبع العربية، بل العربية تتبع القراءة؛ لأنها مسموعة من أفصح العرب بإجماع، وهو نبينا- صلَّى الله عليه وسلم- ومن أصحابه ومن بعدهم، إلى أن فسدتِ الألسن بكثرة المولدين، وهم أيضًا من أفصح العرب"[136].
وبعد، فهذا ما يسَّر الله تعالى تقْييده في ختام هذا البحث، والحمد لله أولاً وآخرًا، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
ثبت المصادر والمراجع:
1- إبراز المعاني من حرز الأماني: لأبي شامة، تحقيق: محمود عبد الخالق جادو، طبعة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، الأولى 1413 هـ.
2- إتحاف فضلاء البشر بالقراءات الأربع عشر: للبنا، تحقيق: د. شعبان إسماعيل، طبعة عالم الكتب، بيروت، الأولى 1407 هـ- 1987 م.
3- الإتقان في علوم القرآن: للسيوطي، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، طبعة المكتبة العصرية ببيروت، 1408 هـ 1988م.
4- الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان: لابن بلبان، تحقيق: شعيب الأرنؤوط، طبعة مؤسسة الرسالة، الأولى 1412 هـ.
5- الإدغام الكبير في القرآن: لأبي عمرو الداني، تحقيق: د زهير غازي زاهد، طبعة دار عالم الكتب، الأولى 1414 هـ- 1993 م.
6- إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب: لياقوت الحموي، تحقيق: د. إحسان عباس، طبعة دار الغرب الإسلامي، الأولى 1413 هـ.
7- الإرشاد على علم الإعراب: لمحمد بن أحمد الكيشي، تحقيق: د. عبدالله بن علي البركاتي ود. محسن سالم العميري، طبعة مركز إحياء التراث الإسلامي بجامعة أم القرى الأولى 1414 هـ 1993 م.
8- إرشاد المبتدي وتذكرة المنتهي في القراءات العشر: لأبي العز القلانسي، تحقيق: عمر بن حمدان الكبيسي، طبعة المكتبة الفيصلية بمكة المكرمة، الأولى 1404- 1984 م.
9- الاشتقاق: لابن دريد، تحقق عبدالسلام هارون،طبعة دار الجيل ببيروت، الأولى 1411 هـ.
10- الإضاءة في بيان أصول القراءة، لعلي بن محمد الضباع، ملتزم الطبع والنشر عبدالحميد أحمد حنفي، بدون تاريخ.
11- إعراب القراءات السبع وعللها: لابن خالويه، تحقيق: د. عبدالرحمن بن سليمان العثيمين، طبعة مكتبة الخانجي بالقاهرة، الأولى 1413 هـ 1992 م.
12- إعراب القرآن: للنحاس، تحقيق: د. زهير غازي زاهد، طبعة عالم الكتب ومكتبة النهضة العربية، الثانية 1405 هـ 1985م.
13- الاقتراح في علم أصول النحو: للسيوطي، تقدم وضبط: د. أحمد سليم الحمصي ود. محمد أحمد قاسم، طبعة جروس برس، الأولى 1988م.
14- الإقناع في القراءات السبع: لابن الباذش، تحقيق: د. عبد المجيد قطامش، طبعة مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي بجامعة أم القرى، الأولى 1403 هـ.
15- ألفية ابن مالك: لمحمد بن عبد الله بن مالك، طبعة مكتبة الضياء بجدة، بدون تاريخ.
16- الأمصار ذوات الآثار: للذهبي، تحقيق: قاسم علي سعيد، طبعة دار البشائر الإسلامية، الأولى 1406 هـ.
17- إملاء ما من به الرحمن: للعكبري، تحقيق: إبراهيم عطوة عوض، طبعة دار الحديث بالقاهرة، بدون تاريخ.
18- الأنساب: للسمعاني، تحقيق عبدالرحمن المعلمي، نشر محمد أمين ببيروت، الطبعة الثانية 1400هـ.
19- الإنصاف في مسائل الخلاف: لابن الأنباري، تحقيق: محيي الدين عبدالحميد، طبعة المكتبة التجارية بمصر.
20- الإيضاح في القراءات العشر، للأندرابي، مخطوط (نسخة دار الكتب- كتب خانسي- باستانبول) برقم (A. Y. 1350).
22- البدور الزاهرة في القراءات العشر المتواترة: للنشار، تحقيق: علي محمد معوض وعادل أحمد عبدالموجود، طبعة عالم الكتب- بيروت- الأولى 1421 هـ.
23- البرهان في توجيه متشابه القرآن: للكرماني، تحقيق عبدالقادر عطا، طبعة دار الكتب العلمية، الأولى 1406 هـ، ت 1986م.
24- بشير اليسر شرح ناظمة الزهر في علم الفواصل للإمام؛ الشاطبي- رضي الله عنه -: لعبدالفتاح القاضي، طبعة المكتبة المحمودية التجارية بمصر، بدون تاريخ.
25- البيان في عد أي القرآن: للداني، تحقيق: د. غانم قدوري الحمد، منشورات مركز المخطوطات والتراث والوثائق بالكويت، الطبعة الأولى 1414 هـ 1994م.
26- البيان في غريب إعراب القرآن: لابن الأنباري، تحقيق: د.طه عبدالحميد طه، طبعة الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1400 هـ 1980 م.
27- تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام: للذهبي، تحقيق: د. عمر عبدالسلام تدمري، طبعة دار الكتاب العربي، بيروت، الأولى 1407 هـ 1987 م.
28- تاريخ بغداد أو مدينة السلام منذ تأسيسها حتى سنة 463 هـ: للخطيب البغدادي، طبعة دار الفكر للطباعة والنشر.
29- تاريخ الدارمي عن يحيى بن معين، تحقيق أحمد محمد نور سيف، طبعة دار المأمون للتراث.
30- التاريخ الكبير: للبخاري، تحقيق: عبدالرحمن المعلمي، طبعة دائرة المعارف العثمانية بالهند، 1380 هـ.
31- التبصرة في القراءات السبع: لمكي بن أبي طالب، تحقيق: د. محمد غوث الندوي، طبعة الدار السلفية بالهند، الثانية 1402 هـ- 1982 م.
32- التجريد لبغية المريد في القراءات السبع: لابن الفحام، تحقيق: د. ضاري إبراهيم الدوري، طبعة دار عمار بعمان، الأولى 1422 هـ 2002 م.
33- التحديد في الإتقان والتجويد: للداني، تحقيق: د. غانم قدوري الحمد، طبعة دار عمار الأولى 1421 هـ 2000 م.
34- التخمير (شرح المفصل في صنعة الإعراب): للقاسم بن الحسين الخوارزمي، تحقيق: د. عبد الرحمن العثيمين، طبعة دار الغرب الإسلامي، الأولى 1990م.
35- التذكرة في القراءات الثمان: لطاهر بن غلبون، تحقيق: أيمن رشدي سويد، نشر جماعة تحفيظ القرآن الكريم بجدة، الطبعة الأولى 1412 هـ.
36- تقريب النشر في القراءات العشر: لابن الجزري، تحقيق: إبراهيم عطوة عوض، طبعة دار الحديث بالقاهرة، الثانية 1412 هـ 1992م.
37- تلخيص العبارات بلطيف الإشارات في القراءات السبع: لابن بليمة، تحقيق: حمزة حاكمي، طبعة مؤسسة علوم القرآن، بيروت، الأولى 1409 هـ- 1988م.
38- التلخيص في القراءات الثمان: لأبي عشر الطبري، تحقيق: محمد حسن عقيل موسى طبعة الجماعة الخيرية لتحفظي القرآن الكريم بجدة.
39- التمهيد في علم التجويد: لابن الجزري، تحقيق: غانم قدوري الحمد، طبعة مؤسسة الرسالة، الثالثة 1409 هـ 1989 م.
40- التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد: لأبي عمر بن عبدالبر، تحقيق: مصطفى بن أحمد العلوي ومحمد عبدالكبير البكري، طبعة مؤسسة قرطبة.
41- تهذيب التهذيب: لابن حجر العسقلاني، طبعة دار الكتاب الإسلامي لإحياء ونشر التراث الإسلامي بالقاهرة، بدون تاريخ.
42- تهذيب اللغة: لأبي منصور الزهري تحقيق: محمد عوض مرعب، طبعة دار إحياء التراث العربي- بيروت- الأولى 2001م.
43- التيسير في القراءات السبع: لأبي عمرو الداني، تصحيح: أوتوير تزل، طبعة مكتبة الجعفي التبريزي بطهران، بدون تاريخ.
44- جامع البيان في القراءات السبع: لأبي عمرو الداني (من سورة الأعراف إلى سورة القصص) تحقيق: سامي بن عمر السبة، رسالة ماجستير بجامعة أم القرى، عام 1322 هـ.
45- الجامع لشعب الإيمان: للبيهقي، تحقيق: د. عبدالعلي عبدالحميد حامد، طبعة الدار السلفية، بومباي الهند، الأولى 1408 هـ 1988 م.
46- الجرح والتعديل: للرازي، طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية بالهند، الأولى 1371 هـ.
47- جمال القراء وكمال الإقراء: لعلم الدين السخاوي، تحقيق: د. علي حسين البواب، طبعة مكتبة التراث بمكة التراث بمكة المكرمة الأولى 1408 هـ.
48- جهد المقل: لساجقلي زادة، تحقيق: د. سالم قدوري الحمد، طبعة دار عمار بعمان، الأولى 1422 هـ 2001م.
49- حجة القراءات: لابن زنجلة، تحقيق: سعيد الأفغاني، طبعة مؤسسة الرسالة ببيروت، الأولى 1394 هـ- 1974 م.
50- الحجة للقراء السبعة: لأبي علي الفارسي، تحقيق: بدر الدين قهوجي وبشير جويجاني طبعة دار المأمون للتراث بدمشق وبيروت، الأولى 1404 هـ.
51- حرز الأماني ووجه التهاني في القراءات السبع: للشاطبي، ضبط ومراجعة: محمد تميم الزعبي، طبعة مكتبة دار المطبوعات الحديثة، الثانية 1410 هـ.
52- حسن المدد في معرفة فن العدد: لإبراهيم بن عمر الجعبري، مخطوط (نسخة مكتبة الجامع الكبير بصنعاء).
53- دراسات لأسلوب القرآن الكريم: لمحمد عبدالخالق عضيمة، طبعة دار الحديث بالقاهرة.
54- الدر المصون في علوم الكتاب المكنون: للسمين الحلبي، تحقيق: د. أحمد محمد الخراط طبعة دار القلم بدمشق، الأولى 1406 هـ 1986م.
55- السبعة في القراءات: لابن مجاهد، تحقيق: د. شوقي ضيف، طبعة دار المعارف الثالثة، بدون تاريخ.
56- سعادة الدارين في بيان وعد أي معجز الثقلين: لمحمد بن علي الحسيني، طبع بمطبعة المعاهد بالقاهرة، 1343 هـ.
57- سلسلة الأحاديث الضعيفة: للألباني، طبعة المعارف، الثانية 1408.
58- سنن أبي داود: تحقق: محمد محي الدين عبدالحميد، طبعة المكتبة العصرية.
59- سنن ابن ماجه: تحقيق: محمد فؤاد عبدالباقي، القاهرة 1952 م.
60- سنن الترمذي: تحقيق: أحمد شاكر، طبعة القاهرة 1938 م.
61- سنن القراء ومناهج المجودين: لعبدالعزيز بن عبدالفتاح القارئ، طبعة مكتبة الدار بالمدينة المنورة، الأولى 1414 هـ.
62- شرح الغاية في القراءات العشر وعللها: لعلي بن محمد القهندرزي، مخطوط (نسخة دار الكتب المصرية برقم 344).
63- شرح الغاية في القراءات العشر وعللها: لعلي بن محمد القهندرزي، مخطوط (نسخة دار الكتب المصرية برقم 344).
64- الشرح الكبير: لابن قدامة المقدسي، تحقيق: د. عبدالله بن عبدالمحسن التركي، ود. عبدالفتاح الحلو، طبعة هجر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان، الأولى 1414 هـ 1993 م.
65- شرح المفصل: لابن يعيش، طبعة علام الكتب ببيروت، بدون تاريخ.
66- شرح الهداية: للمهدوي، تحقيق: د. حازم سعيد حيدر، طبعة مكتبة الرشد بالرياض، الأولى 1416 هـ- 1995 م.
67- صحيح الأدب المفرد: للألباني، طبعة دار الصديق بالجبيل، الأولى 1414 هـ 1994 م.
68- صحيح البخاري: طبعة دار الكتب العلمية ببيروت.
69- صحيح الجامع الصغير وزيادته: للألباني، طبعة المكتب الإسلامي، أشرف على طبعه زهير الشاويش.
70- ضعيف الجامع الصغير وزيادته: للألباني، طبعة المكتب الإسلامي، أشرف على طبعه زهير الشاويش.
71- طبقات الحنابلة: لابن أبي يعلي، تحقيق: محمد حامد الفقي، طبعة دار المعرفة ببيروت.
72- الطبقات: لابن سعد، طبعة دار صادر، ببيروت.
73- العقد النضيد في شرح القصيد: للسمين الحلبي، تحقيق: د. أيمن رشدي سويد، طبعة دار نور المكتبات بجدة، الأولى 1422 هـ 2001 م.
74- العلل ومعرفة الرجال: عن الإمام أحمد، رواية المروزي وغيره، تحقيق: د. وصي الله محمد عباس، الطبعة السلفية بالهند، الأولى 1408هـ.
75- عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ: للسمين الحلبي، تحقيق محمد باسل عيون السود، طبعة دار الكتب العلمية ببيروت، الأولى 1417 هـ 1996 م.
76- العنوان في القراء السبع: لإسماعيل بن خلف الأنصاري، تحقيق: الدكتور زهير زاهد والدكتور خليل العطية، طبعة عالم الكتب ببيروت، الثانية 1406 هـ- 1986 م.
77- غاية الاختصار في قراءات العشرة أئمة الأمصار: لأبي العلاء الهمذاني العطار، تحقيق: د. أشرف محمد فؤاد طلعت، نشر الجماعة الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بجدة الطبعة الأولى 1414 هـ- 1994 م.
78- غاية النهاية في أسماء رجال القراءات أولى الرواية والدراية: لابن الجزري، تحقيق: ج براجستراسر، طبعة دار الكتب العلمية، الثانية 1402 هـ.
79- غريب الحديث: لأبي عبيد القاسم بن سلام، طبعة مكتبة نزار الباز بمكة المكرمة، الأولى 1418 هـ 1997 م.
80- غيث النفع في القراءات السبع: لعلي النوري الصفاقسي، تحقيق: سالم بن غرم الله الزهراني، رسالة دكتوراه بجامعة أم القرى 1426 هـ.
81- الفريد في إعراب القرآن المجيد: للمنتجب الهمذاني، تحقيق: د. فهمي حسن النمر ود.فؤاد على مخيمر، طبعة دار الثقافة بالدوحة، الأولى 1411 هـ.
82- قاعدة جليلة في التوسُّل والوسيلة: لابن تيمية، تحقيق: ربيع بن هادي المدخلي، طبعة مكتبة لينة، الأولى 1409 هـ 1988 م.
83- القواعد النورانية الفقيهة: لابن تيمية، تحقيق: محمد حامد الفقي، طبعة مكتبة المعارف بالرياض، الثانية 1404 هـ.
84- القواعد والإشارات في أصول القراءات: لأحمد بن عمر الحموي، تحقيق: د. عبدالكريم بكار، طبعة دار القلم بدمشق، الأولى 1406 هـ 1986 م.
85- القول الوجيز في فواصل الكتاب العزيز: للمخللاتي، تحقيق: عبدالرازق علي إبراهيم موسى، طبع على نفقة فاعل خير بالمدينة المنورة، الأولى 1412 هـ 1992 م.
86- الكافي في القراءات السبع: لابن شريح، تحقيق: سالم بن غرام الله الزاهراني، رسالة ماجستير بجامعة أم القرى عام 1419 هـ.
87- الكامل في القراءات العشر والأربعين الزائدة عليها: ليوسف بن جبارة الهذلي، تحقيق: جمال بن السيد بن رفاعي الشايب، طبعة مؤسسة سما للنشر والتوزيع، الأولى 1428 هـ 2007 م.
88- الكشاف: للزمخشري، طبعة دار المعرفة ببيروت، بدون تاريخ.
89- الكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها وحججها: لمكي بن أبي طالب، تحقيق: د. محيي الدين رمضان، طبعة مؤسسة الرسالة ببيروت، الرابعة 1407 هـ.
90- كلمة الحق (مقالات وأبحاث العلامة أحمد شاكر) تقديم عبدالسلام هارون، طبعة مكتبة السنة، الثانية 1408 هـ.
91- الكنز في القراءات العشر: للواسطي، تحقيق: هناء الحمصي، طبعة دار الكتب العلمية ببيروت، الأولى 1419 هـ 1998 م.
92- كنز المعاني في شرح حرز الأماني: لإبراهيم بن عمر الجعبري، تحقيق: أحمد اليزيدي، طبعة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمغرب، الأولى 1419 هـ 1998 م.
93- اللؤلؤ المكنون في تحقيق مد السكون: لمحمد هاشم التتوي، تحقيق: د. عبدالقيوم السندي، طبعة مكتبة الجامعة البنورية بكراتشي، الأولى 1420 هـ 1999 م.
94- لسان العرب: لابن منظور، طبعة دار صادر، 1410 هـ.
95- مجاز القرآن: لأبي عبيدة، عارضه بأصوله وعلق عليه الدكتور: محمد فؤاد سزكين، طبعة مؤسسة الرسالة ببيروت، الثانية 1401 هـ 1981م.
96- مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية: جمع وترتيب عبدالرحمن بن محمد بن قاسم، طبعة.
97- المحتسب في تبيين وجوه وشاذ القراءات والإيضاح عنها: لابن جني، تحقيق: علي النجدي ناصف، طبعة دار سزكين للطباعة والنشر، الثانية 1406 هـ 1986 م.
98- المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز: لابن عطية، طبعة دار الكتب العلمية ببيروت، الأولى 1413 هـ 1993م.
99- مرآة الجنان وعبرة اليقظان: لليافعي، طبعة مكتبة عباس أحمد الباز بمكة المكرمة، الأولى 1417 هـ 1997 م.
100- المرشد الوجيز إلى علوم تتعلق بالكتاب العزيز: لأبي شامة، تحقيق طيار التي قولاج، طبعة دار صادر ببيروت، 1395 هـ.
101- المستدرك: للحاكم، طبعة حيدر آباد، 1341 هـ.
102- المسند: للإمام أحمد، طبعة المكتب الإسلامي.
103- مشاكاة المصابيح: للخطيب التبريزي، تحقيق: الألباني، طبعة المكتب الإسلامي، الثالثة 1405 هـ 1985 م.
104- مشكل إعراب القرآن: لمكي بن أبي طالب، تحقيق: د. حاتم صالح الضامن، طبعة مؤسسة الرسالة ببيروت، الثالثة 1407 هـ 1987م.
105- معاني القرآن: للأخفش الأوسط، تحقيق الدكتورة: هدى محمود قراعة، طبعة مكتبة الخانجي بالقاهرة، الأولى 1411 هـ 1990 م.
106- معاني القرآن: للفراء، تحقيق: أحمد يوسف نجاتي ومحمد علي النجار، بدون مكان وتاريخ للطبع.
107- معاني القرآن وإعرابه: للزجاج، تحقيق: د. عبدالجليل عبده شلبي، طبعة عالم الكتب ببيروت، الأولى 1408 هـ 1988 م.
108- معجم البلدان: لياقوت الحموي، تحقيق فريد بن عبدالعزيز الجندي، طبعة دار الكتب العلمية، بدون تاريخ.
109- معرفة القراء الكبار على الطبقات والإعصار: للذهبي، تحقيق: بشار عواد معروف وشعيب الأرنؤوط وصالح مهدي عباس، طبعة مؤسسة الرسالة ببيروت، الأولى 1404 هـ 1984 م.
110- المعرفة والتاريخ: للفسوي، تحقيق: د. أكرم ضياء العمري، طبعة مكتبة الدار بالمدينة، الأولى 1410 هـ.
111- المغني: لابن قدامة، تحقيق: د. عبد الله بن عبد المحسن التركي ود. عبدالفتاح الحلو، طبعة دار عالم الكتب، الثالثة 1417 هـ 1997م.
112- مفاتيح الأغاني في القراءات والمعاني: لأبي العلاء الكرماني، تحقيق: د. عبدالكريم مصطفى مدلج، طبعة دار ابن حزم ببيروت، الأولى 1422 هـ 2001 م.
113- المفيد في شرح عمدة المجيد في النظم والتجويد: للحسن بن أم قاسم المرادي، تحقيق: علي البواب، طبعة مكتبة المنار بالأردن، 1407 هـ.
114- المقصد الأرشد في في ذكر أصحاب الإمام أحمد: لابن مفلح، تحقيق: د. عبدالرحمن العثيمين، طبعة مكتبة الرشد بالرياض، الأولى 1410 هـ.
115- المنح الفكرية شرح المقدمة الجزرية: لملا علي القاري، طبعة شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر، 1367 هـ 1948 م.
116- من كلام أبي زكريا يحي بن معين في الرجال، تحقيق أحمد محمد نور سيف، طبعة دار المأمون للتراث بدمشق.
117- المنهج الأحمد في تراجم أصحاب الإمام أحمد: للعليمي، تحقيق محمد محي الدين عبدالحميد، طبعة مطبعة المدني بمصر، الأولى 1383 هـ.
118- الموضح في وجوه القراءات وعللها: لابن أبي مريم، تحقيقك عمر حمدان الكبيسي، طبعة الجماعة الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بجدة، الأولى 1414 هـ 1993 م.
119- النشر في القراءات العشر: لابن الجزري، تصحيح: علي محمد الضباع، طبعة دار الفكر للطباعة، بدون تاريخ.
120- نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب: للمقري، تحقيق: إحسان عباس، طبعة دار الفكر للطباعة، بدون تاريخ.
121- هداية القاري إلى تجويد كلام الباري: لعبدالفتاح السيد عجمي المرصفي، طبعة مكتبة طيبة بالمدينة المنورة، الطبعة الثانية، بدون تاريخ.
122- هدية العارفين في أسماء المؤلفين وآثار المصنفين: لإسماعيل باشا، طبعة إستانبول 1960م.
123- الوافي في شرح الشاطبية في القراءات السبع: لعبدالفتاح القاضي، طبعة مكتبة الدار بالمدينة المنورة، الأولى 1404 هـ.
[
يتبـع]