تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 6 من 8 الأولىالأولى 12345678 الأخيرةالأخيرة
النتائج 101 إلى 120 من 155

الموضوع: شذور الذهب من ذكرى سفرةٍ عجب ...!

  1. #101
    تاريخ التسجيل
    Oct 2011
    الدولة
    فرنسا
    المشاركات
    257

    افتراضي رد: شذور الذهب من ذكرى سفرةٍ عجب ...!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حكمة مشاهدة المشاركة
    أخيتي أم هانئ /

    وطال الانتظار : )))))
    ---------
    صدقتِ يا غالية
    وطال الانتظار
    أرجو ممن يقرأ توقيعي أن يدعو لابنتي بالشفاء العاجل

  2. #102
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: شذور الذهب من ذكرى سفرةٍ عجب ...!

    الأخوات الكريمات :

    حكمة / التوحيد / أم حمزة جزاكن الله خيرا وأحسن إليكن في الدنيا والآخرة

    وعذرا على التأخر إلا أنني وبحق منشغلة بشدة تتسبب في تقصيري فالله المستعان

    شاكرة لكُن كريم المتابعة وعطر المرور بوركتن آمين .

  3. #103
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: شذور الذهب من ذكرى سفرةٍ عجب ...!


    61 - الهيـــــــــــ ـاج ...!!





    تقــــــــــول صـــــــاحبتنــ ــــــــا :



    فلما علمتُ أنه ذلك الرجل المكيّ ، فررت إلى مكان قصي ...!!


    أبيت أن أقترب منه ، أو أسمع كلامه ...!


    تركت رفيقتي وأخرى يسألنه عن سبب تتبعه لنا و حضوره ...!!


    ثم ذهبت لأجلس مع باقي الرفيقات ، مترقبة ما تأتي به من عنده الأخوات ...!!


    فلما جاءتا قالتا : ذلك الرجل يقول :
    لا تتعجلوا الحجز ولا تسرعوا سفرا ، عساه يجد لنا مخرجا أو مفرا ...!!


    قلت : إنا لله وإنا إليه راجعون ، وهل كلام ذلك الرجل ستسمعون ...!!


    قالت إحدى الأخوات : ما رأيكن في أن نتصل ببلدنا لنستشير معلماتنا ...!!


    فوافق الجلّ ، وقلنّ : نعمت المشورة في الأمر ...!!


    أما أنا فقلتُ : أبدا لن يوافق رجالنا ؛ لأنهم لا يحبونه ، ويتوجسون خيفة منه ...!!


    فلم يسمعن مني وأنهين الحوار ، ثم أسرعن للاتصال من هاتف كان في حانوت بالجوار ...!!


    فجلستُ على حجر وحدي أرقب الأحداث ، وفجأة جرى ما قد حبس الأنفاس ...!!


    فما هي إلا دقائق معدودات ، فإذا بجميع الرجال ينقلبون على جميع الأخوات ...!!


    وكان أبي - حفظه الله - هو قائدهم ، بل دافعهم الأول و محرضهم ...!!


    فحين نما إلى الرجال خبر ذلك الرجل وما قال ، غلت الدماء في عروقهم ؛ يخافون منه على نسائهم وبناتهم ...!!


    فكان أبي أول الثائرين على حريمه ، أخذ جواز أمي ، ثم أتى ليأخذ الجواز مني ...!!


    جاءني والشرر يتطاير من عينيه ، ثم قال : ضعي حالا الجواز في يديّ ...!!


    ففتحت الحقيبة بصمت ، وأعطيته جواز سفري على الفور ...!!


    فأخذه مني ، ثم بدأ يقرعني : ماذا تردن أيتها النساء ؟!! أتبغين الذهاب مع الغرباء ...!!

    مالكن أستأسدتن ...!! أم أنه لا أحد منا يملأ أعينكن ...!!


    فقلت باكية : يكفي بالله عليك ، هذا جواز سفري بين يديك ..؟!
    لم توجه إليّ مثل ذلك المقال ؟ !! ألم أطعك في الحال ...!!


    فانصرف عني ، وقد جعلني عبرة لغيري ...!!


    فاقتدى بفعله بقية الرجال من الشببة و الكبار :

    فأخذ أحدهم حبلا وجرى يبحث عن ابنته ، ناويا إذا عارضت أن يبرحها ضربا بالحبل الذي في يديه ...!!

    وكان - يعلم الله - من أطيب الناس ، وأصبرهم قبل تلكم الأحداث ..!!

    فلما مر بجوار سيارة متوقفة ، وكان المكان في شبه ظلمة دامسة ، سأل أختا لنا واقفة : من أنت ؟
    قالت أم فلان ...! قال أين ابنتي ؟! قالت : مرت في هذا الاتجاه منذ قليل يا عماه ...!!

    فجرى في الاتجاه الذي حددته ، بينما كانت مختبئة خلف تلكم السيارة ابنته ...!!


    فلما قصّا عليّ ما حدث ، قلت : أليس ذلك من الكذب ..!!

    قالتا : لا والله ، بل حتى يهدأ بعض الشيء ، ثم إنها مرت من ذلك الاتجاه - حقا - منذ قليل من الوقت ...!!


    وإذا برجل في الستين عمرا ، يصرخ هائجا على أخته الأكبر منه سنا :
    ماذا تردن أيتها النساء ...!! أن تذهبن وحدكن مع الغرباء ..!! والله لنضربكن فرادى أو جمعاء ...!!
    ثم إن المسكينة حين هم بضربها لم تستطع الدفع أو الكلام ، وقد اجتمع الناس عليهما واشتد الزحام ...!!



    بينما وقف أخ لنا : يعاتب زوجته في معزل منا ، ثم إذا بصوته يعلو فيصلنا :
    يبدو أنه سيكون فراق يا هذه بيننا ...!!



    بينما وقف أحد الشببة يقرّع أخته وهي أسن كثيرا منه ، وتؤازره في زجره إياها أمه ...!!


    حقا كان هياجا ، وكأنّ ثمة معركة و قتالا ...!!


    وإذا بمن اتصلن بالمعلمات ، يأتين - أخيرا - بما يريح الرجال والأخوات ...!!


    بتؤدة قلـــن : أعطين الجوازات لمحارمكن ، وإياهم أرحن و أطعــــن ....!!


    فامتثلت من لم تكن فعلت منهن ، وحينها - فقط - هدأ الرجال واطمأنوا عليهن ...!!



    و.... يتبــــــــــــ ـع .

  4. #104
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: شذور الذهب من ذكرى سفرةٍ عجب ...!


    62 - وافترشنا الأرض ...!!





    تقــــــــــول صـــــــاحبتنــ ــــــــا :




    وحتى هنا لم أستطع الصمود ، فقلت لرفيقاتي أود مكانا للرقود ...!!


    فاتجهنا إلى أقرب بناية لمجسلنا ، و صعدنا نبحث عن مكان يسترنا ...!!


    وفي الطابق الثاني وجدنا كثيرا من القاعات الكبيرة ، و في نفس الطابق وجدنا دورات مياه جيدة كثيرة ...!!


    ثم توضأنا للصلاة مرهقات ، وصلينا جماعة مخففات ...!!


    وجلسنا على الأرض العارية المحض ، فلم يكن ثَم أثاث أو فراش على الأرض ...!!


    وهنا بدأ الجميع يبحث عما يقيت النفس ، فلم يمس أحدنا طعاما منذ أمس ...!!

    فمنا من كانت صائمة ، ومنا من نسيت الطعام بسبب أحداث اليوم القاتمة ...!!

    فالتفت أسأل معلمة القرآن في أمل قد بدا ولاح : أين وضعت طعام الصباح ...؟!

    قالت بتأسف : تركته في مكة لأتخفف ...؟!

    فقلت : إنا لله وإنا إليه راجعون ، وما يفعل أناس جائعون ...؟!!

    فتشنا في كل ما معنا من أمتعة و حمولات ، فوجدنا لقيمات وبعض من الفتات فاقتسمناها جميعا قانعات ...!!

    ثم إننا أردنا النوم بعد طول مشقة و عناء ، فما وجدنا ما نفرشه على الأرض للاتقاء ...!!

    فأخرجنا كل ما كان من أغطية معنا ، نفرشها ونتدثر بباقيها ما استطعنا ...!!

    فما إن تمددت على الأرض إلا و فراشي المهترئ بشدة افتقدت ، سبحان الله ! فما كان لا يعجبني في مكة حاله ، صار نعيما صعبا بل من المحال نواله ..!!

    وبالطبع لم يكن ثمة وسائد ، فوضعت رأسي على حقيبتي وأخذت ألما نشأ في رقبتي أجاهد ...!!


    وتركنا بعض النور يضيء المكان ، بعد أن تأكدنا من إغلاق جميع الأبواب علينا في أمان ...!!


    فإذا بإحدانا تسأل عن حال الرجال ؟!!
    فأجابتها أخرى : رأيتهم في قاعة في نفس طابقنا بالجوار ...!!


    ثم بدأنا نتسامر قبل أن ننام ، وقد أخذت كل منا مضجعها في المكان ...!!


    وكأن بيننا تواطؤ على أن نرّوح عن أنفسنا ، فجهدت كل منا ألا تذكر إلا ما يضحكنا ..!!


    و أذكر أن إحدى المقربات قالت لي قبل أن أذهب في سبات :
    أتذكرين أخيتي يوم السيارة ، حين أصرت أختنا أم فلانة أن
    تقلنا كل منا إلى داره ، بعد أن أنهينا مجلسنا ، أصرت - حفظها الله -
    أن تقلنا نحن الأربعة ، فقبلنا دعوتها و ركبنا سيارتها ، فجلستِ أنت بجوارها ،
    بينما جلس ثلاثتنا خلفها ، فلما كنا جميعا متشحات بملابس سوداء ، وسيارتها كملابسنا سواء
    وكنا قبيل العصر ، فما مررنا على قوم إلا نظروا إلينا في عجب ، بينما غفلنا نحن عن السبب..!!
    فقال بعضنا لبعض في دهشة ، لم ينظر إلينا هكذا المارة ..؟!
    ثم سمعنا أحدهم يقول بعجب فائق : كيف تسير تلك السيارة بلا سائق ...!!

    حينها علمنا السبب فيما انتاب المارة من العجب :
    فداخل السيارة ظلام و نحن متجللات بالسواد التام ، وكذا كانت السيارة سوداء بينما الضوء خارجها شديد و النهار ساطع و بهيج ؛ فلم يستطع أحد رؤية شخوصنا ؛ وكأن السيارة تسير خاوية بدوننا ...!!

    فأغرق كل من في الحجرة ضحكا ، فاستمهلتهم لأزيدهم من تلك القصة عجبا ...!!






    و ............. يتبــــــع .

  5. #105
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: شذور الذهب من ذكرى سفرةٍ عجب ...!

    63- هل هو حمـــــــــل...!!




    تقــــــــــول صـــــــاحبتنــ ــــــــا :



    فلما أنهيت طرفتي وزاد ضحك الجميع ، سقطت في سبات سريع ...!!


    ثم أفقنا لصلاة الفجر ، وقد تأثرت عظامنا بالنوم على الأرض ...!!


    فمنا من ذهبت للوضوء وحيدة ، ومنا من خافت فاصطحبت رفيقة ... !!


    وكان الطابق الكبير شبه خال من الناس ، مما أوجد وحشة وحاجة إلى الائتناس ...!!


    فلما صلينا الفجر ، جلسنا نبكي ونتضاحك إلى شروق الشمس ...!!


    ثم غلب بعضنا النوم فراح في سبات ، بينما ظلت بعض الأخوات يفكرن كيف سنقتات ؟!!


    وفي وقت الضحى نزل بعضهن يتفقدن المكان ، ثم عدن بعد وقت بكثير من الطعام ...!!


    - فلما سألنا : من أيـــــــــــــ ـــــــن ؟

    - قلن : بفضل الله يوجد حانوت عامر بالفاكهة والقوت ...!!


    وبينما اجتمعن على الطعام ، انتابني شديد دوار و غثيان ...!!


    - قلت : لعله برد ...!!


    - قلن : بل هو حمل ...!!


    - قلت : لا ثم لا ...!!


    - قلن : لم يا أختاه ...!!


    وشرعن في التضاحك من جديد ، و كل منهن تعد بتحفة ثمينة للوليد ...!!


    - ثم قالت إحداهن بجد : لم أختنا تنفين الحمل ...؟!!


    - قلت : أنا لا أنفي ، ولكني لا أظنه حمل جدي ...؟!!


    - قالت : لم ...!!


    - قلت : لأنني كلما حملت ، حدث سقط إن أنا أي سيارة لأقصر مسافة ركبت ...!!
    ثم باسمة أتممت : وها نحن ركبنا أهوالا ، وعبارنا بحورا ، وتخطينا جبالا ،
    نهيكن عن شدة العناء والجهد كل ذلك الوقت ... !! أبعد كل ذلك تخرصن بحمل ....!!!


    - قالت : والله ليس ذلك على الله بعزيز ...!!


    ثم قالت إحداهن فجأة : يا أخية ألم تتأخر عنك الحيضة ...؟!!

    - قلت : بلى ، لعل ما مررنا به من اضطرابات تسبب في عدم انتظام عمل الهرمونات ...!!

    ثم أضفت بعد أن تذكرت : أو لعله ماء زمزم ، فقد شربته بنية تأخير الحيض ...!!




    - فقالت بعد تفكر وصمت : تخيلن لو أنها تناولت الأقراص المانعة للحيض حتى تتمكن من أداء عمرتها آخر الشهر ...؟!!


    - فقالت أختنا خبيرة الطب : لكان حدث سقط ، وما استطاعت وقف النزيف كبير وقت ...!!


    - فقالت أخرى : سبحان الله ، سبحان الله أفبعكس قصدها تُبتلى ...!!


    وكنتُ أستمع لهن في صمت ، ثم قول معلمتي ونصحها لهن ذكرت :
    حين سألتها - رحمها الله - : ءآخذ أقراصا لتأخير الحيضة حتى أتم - بفضل الله - العمرة ؟
    قالت - رحمها الله -: لا بأس ، ولكن بنيتي هذي نصيحتي : اتركي نفسك لأقدار الله ...!!



    فما أراني إلا وقد شرح الله صدري لقولها ، فتمسكت وعملت بنصحها ...!!


    ثم قلت في نفسي : هل هو - حقا - حمل ، أمر تراه اختلاط في الأمر ...!!


    ورفعت صوتي : يا قومنا كفى جدال ....
    على كل حال نحن لله عبيد ، يفعل سبحانه بنا ما يريد ...!!




    و............ يتبــــــــــــ ـــــــــــــع .

  6. افتراضي رد: شذور الذهب من ذكرى سفرةٍ عجب ...!

    أما أنا بعد أن رجعت من الحج تبين لنا بعد الفحص أن جنيني توفاه الله قبل الحج بأيام والكل لامني قبل الفحص أني لم أستمع للنصائح وأصريت على الحج بالرغم من حملي فتخيلي أختي لو ما ذهبت لأجل الحمل وبعدها تبين لي أن الجنين توفاه الله قبل سفرنا بثلاثة أيام لكانت صابتني جلطة والله...لكنت تخسر جنيني وخسرت الحج
    الحمدلله على تقادير المولى انه لطيف خبير خسرت الجنين فرضيت فأبدلني الله عز وجل بدلا عنه بنتي عائشة وابني البراء وحجة ثانية فالحمد لله حمدا طيبا مباركا فيه
    سلمت أناملك....أختي الفاضلة
    ( الإيمان له ظاهر وباطن، وظاهره قول اللسان وعمل الجوارح وباطنه تصديق القلب وانقياده ومحبته فلا ينفع ظاهر لا باطن له) ابن القيم

  7. #107
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: شذور الذهب من ذكرى سفرةٍ عجب ...!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم البراء وعائشة مشاهدة المشاركة
    أما أنا بعد أن رجعت من الحج تبين لنا بعد الفحص أن جنيني توفاه الله قبل الحج بأيام والكل لامني قبل الفحص أني لم أستمع للنصائح وأصريت على الحج بالرغم من حملي فتخيلي أختي لو ما ذهبت لأجل الحمل وبعدها تبين لي أن الجنين توفاه الله قبل سفرنا بثلاثة أيام لكانت صابتني جلطة والله...لكنت تخسر جنيني وخسرت الحج
    الحمدلله على تقادير المولى انه لطيف خبير خسرت الجنين فرضيت فأبدلني الله عز وجل بدلا عنه بنتي عائشة وابني البراء وحجة ثانية فالحمد لله حمدا طيبا مباركا فيه
    سلمت أناملك....أختي الفاضلة
    سلمك الله من كل سوء أخيتي
    وبارك اللهم لك في ذريتك آمين

  8. #108
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: شذور الذهب من ذكرى سفرةٍ عجب ...!


    64 - وحــــــــــــد ث أن ....!!




    تقــــــــــول صـــــــاحبتنــ ــــــــا :



    وكان من أكبر المحن محاولة شراء بطاقات للسفر ...!!


    وسط زحام و مشقة شديدة ، علمنا أن أول سفينة تُتحاح بعد أيام عديدة ...!!


    كم تحمّل المحارم من مشقات ، و كم خاضوا من عقبات حتى استطاعوا - بفضل الله - الحصول للجميع على البطاقات ...!!


    هناك تقرر سفرنا بعد أيام ثلاث ، وما كفت الشرطة عن الإتيان بالمزيد من الناس ...!!


    أوقفت الشرطة مئات بل آلاف المتخلفين بعد أداء عمرة رمضان ، ثم حملتهم في أفواج إلى نفس المكان ...!!!


    فزاد الزحام في مدينة الحجيج ، نهيكم عن شديد صخب و ضجيج ...!!


    بينما انصرفت جميع الرفقة إلا القليل إلى شراء الهدايا وانفاق المال الكثير ...!!


    فكانوا يقطعون الوقت في التسوق من الحوانيت المتاحة ، بينما أخلدت أنا إلى السكون والراحة ...!!


    ومع اشتداد الرطوبة كنت أتنفس بعناء و صعوبة ، ورغم ما كنت أفقد من كثير عرق ، إلا أنني لم أستطع للماء من ذوق ...!!


    فما كنت آكل إلا تفاحا ، وأشرب من العصائر ما كان متاحا ...!!


    بينما قلت المؤن في حوانيت المدينة ، وأصبحت الأيام طويلة وحزينة ...!!


    اضطررنا إلى التزام الحجاب ، لما لم نستطع دون الرجال إغلاق الباب ...!!


    وشق علينا الوضوء ودخول الخلاء ، لشديد الزحام وانقطاع الماء ...!!


    كما آلمنا الرقاد على الأرض ، وتشكى الجميع من تعب فاق الطوق و الحد ...!!


    وإذا بأخت لنا تتوجه إليّ بسؤال ، كم ناسب حينها مقتضى الحال ...!!


    قالت : هل أنت أكيدة أن روايات حديث: ( السفر قطعة من العذاب (1)) كلها بلفظ ( قطعة ) واحدة فقط
    ألا توجد رواية بلفظ ( قطع ) قد صحت ...؟!!
    ثم أتمت بإعياء : هذه ليست بحال قطعة واحدة من العذاب ...!!


    فابتسمت باكية من قولها وقلت أجيبها : أظنها أخيتي قطعة كما ورد في الحديث ، ولكنها مؤلفة من قطع كثيرة هكذا نقيس ...!!


    و .... يتبــــــــــــ ــع .




    -----------------------------------------------------

    (1)- السفر قطعة من العذاب ، يمنع أحدكم طعامه وشرابه ونومه ، فإذا قضى نهمته فليعجل إلى أهله .
    الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1804
    خلاصة حكم المحدث: [صحيح]



  9. #109
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: شذور الذهب من ذكرى سفرةٍ عجب ...!

    65 - و حـــــدث و حــــدث ....!!




    تقــــــــــول صـــــــاحبتنــ ــــــــا :




    كنت أقصر الصلاة عزمة في السفر ، وأجمع بين كل صلاتين عملا بالأيسر ...!! (1)



    و لما كنت لا أطيق الماء على وجهي ، عزمت على الجمع الصوري للصلوات أمري (2)...!!



    فكنت أتوضأ مرتين في اليوم : واحدة عند الفجر ، والثانية قبل اصفرار الشمس بعد أمد من أذان العصر ...!!



    فكنت أجمع الظهرين * تأخيرا ، وبذات الوضوء أجمع العشاءين ** تقديما ....!!



    وكنت إن شئت أوترت بعد صلاة العشاءين ، أو أخرت إلى قبيل الفجر حتى لا أزيد في وضوئي عن مرتين ...!!



    وحين انتهى وقت المسح على الجوربين ، وقد شق عليّ خلعهما لأغسل في وضوئي الرجلين

    غسلت قدمي بالجورب محققة الإسباغ (3) ، كذا بدا لي حينها الحكم ولاح ...!!


    بينما مرت علينا تلك الأيام في شدة وعناء ، حتى أني تمنيت أن أغيب عن الوعي ، أو أصاب بالإغماء ...!!



    وأرسل لي أبي السلام معاتبا : أليومين بنيتي تتركيني عنك غائبا ...!!



    وختم قائلا : سأصبر وأحتسب بالكلية حتى تأتيني يا بنية ...!!



    فقمت من فوري إليه ، وبكيت وقد ضمني إليه ....!!





    و.... يتبــــــــــــ ـــــع .







    ______________________________ _______




    (1) -القول الراجح في مسألة الصلاة في السفر عندي أن القصر واجب بينما الجمع رخصة . والمسألة الخلاف فيها ثابت عند أهل العلم .


    ولمن أراد مزيد بسط في مسألة الجمع للمسافر النازل أو السائر فليطلع على الرابط التالي :


    http://www.islam-qa.com/ar/cat/2036





    (2)- الجمع الصوري بأن تؤخر الصلاة الأولى إلى قرب دخول وقت الصلاة الأخرى فتصلى، وبعد الانتهاء منها بوقت ليس طويلا يدخل وقت الصلاة الثانية ، فتصلى في أول وقتها.



    * الظهران = الظهر والعصر .


    ** العشاءان = المغرب و العشاء .



    (3)- وإسباغ الوضوء عرّفه ابن قدامة في المغني فقال:

    الإسباغ أن يعم جميع الأعضاء بالماء بحيث يجري عليها. انتهى.

    http://www.islamweb.net/fatwa/index....twaId&Id=93961


    قال الشيخ ابن باز - رحمه الله - :


    معنى إسباغ الوضوء إتمامه، وإكماله على كل عضو، بإبلاغ الماء بسيل الماء عليه، فإسباغه في الوجه أي يعمه بالماء ولو مرةً واحدة، فإن عمه ثلاثاً فهو أفضل، وإسباغ اليدين أن يعم اليدين بالماء من أطراف الأصابع إلى المرافق، مع غسل طرف العضد حتى يدخل المرفق، والواجب مرة فقط، فإن كرر مرتين، فهو أفضل، وإن كرر ثلاث، فهو أفضل، وأكمل، وإن دلك فلا بأس، الدلك أفضل، ولكن لا يلزم الدلك يكفي إمرار الماء، والواجب الغسل، والرأس يمسحهما مرةً واحدة، هذا هو الأفضل يمسح رأسه مرةً واحدة مع الأذنين يبدأ بمقدمه إلى قفاه، ثم يعيد يديه إلى مقدمه هذا هو الأفضل، ويدخل أصابعه السبابتين في أذنيه، ويمسح بإبهاميه ظاهر أذنيه، هذا هو السنة، ولا حاجة إلى التكرار. أما القدمان فيغسلهما ثلاثاً، ثلاثاً ثلاثاً هذا هو الأفضل، كل قدم ثلاثاً يعم الماء، يعم الماء القدم كله، من الكعبين إلى أطراف الأصابع، فإن عمه بالماء فهذا إسباغ، وإن كرر مرتين فهو أفضل، وإن كرر ثلاث، فهو أكمل وأفضل، ولا يزيد على ثلاث، وإن دلك، فهو أفضل، وأكمل، وليس بواجب .....





    http://www.binbaz.org.sa/mat/16629






  10. #110
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: شذور الذهب من ذكرى سفرةٍ عجب ...!

    - أتمتْ الصلاة في السفر ....!!




    تقــــــــــول صـــــــاحبتنــ ــــــــا :




    و في ضحى أحد تلك الأيام أتت أختنا معلمة القرآن ، واستقبلت القبلة ، وصلت أربع ركعات في تمام ...!!


    بينما كنت جالسة بجوارها ، فعجبت من صنيعها ، وعلى الفور سألتها :
    أخيتي ما تصلين الآن ....؟!!

    وانتظرت جوابها بعد الصلاة ، إلا أنها ما كادت تسلّم حتى أحرمت بغير أناة ...!!

    وإذا بها تصلي أربعة أخرى ، فزاد من فعلها عجبي في تلكم المرة ...!!

    وكررت السؤال : تُرى ما تصلين في الحال ...؟!

    وانتظرت أن تتم الصلاة ؛ لأسمع منها تعليلا ربما أرضاه ...!!


    ولكني انشغلت بالحديث مع رفيقة بجواري ، فلم أحظَ من أختنا بإجابة عن سؤالي ...!!


    إذ إنها ما كادت تسلّم ، حتى قامت لصلاة أخرى لتُحرم ...!!


    فانصرفت عنها ، وقد تعجبت ومن حولى منها ...!!


    وبعد أمد طويل أتت إلينا ، وبدأت بالعتاب علينا : كيف توجهن لي حديثا وأنا أصلي ...؟!!


    قلت : لقد ورد في صحيح السنة ما يجوّز هذا ، ولكنك لم تجيبيني ، كنت تصلين ماذا ...!! (1)


    قالت : عذرا لم أكن أعلم بجواز ذلك ، لذا تعمدت عدم الإجابة بعد السلام من الصلاة عن سؤالك ...!!


    قلت باسمة : لا ضير أخيتي الكبيرة ، ولكن تُرى ما كانت تلك الصلاة الطويلة ...؟!!


    قالت : كنت حائضا كما تعلمين ، وحدث لي في حيضتي هذي اضطراب مبين ، ثم إني أخطأت
    علامة الطهر ففاتني لذلك الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر ...!!
    فلما تطهّرت من الحيض ، سارعت أصلي تلك الصلوات الخمس ... ! (2)


    فأجبتها أخيتي : و لمَ إذن أتممتِ ...؟!!



    قالت في غضب وبصوت محزون : إنا لله وإنا إليه راجعون ، أإيايّ تتركون حتى إذا ما أتممت كل تلك الصلوات تنبّهون وتنصحون ...؟!!!


    فأغرق الجميع في الضحك ، بينما غضبتْ بشدة وجد ...!!



    و.... يتبـــــــــــع .



    -------------------------------------------------------------------

    (1)-دخلت على عائشة رضي الله عنها ، وهي تصلي قائمة ، والناس قيام ، فقلت : ما شأن الناس ؟ فأشارت برأسها إلى السماء ، فقلت : آية ؟ فقالت برأسها : أي نعم .
    الراوي: أسماء بنت أبي بكر المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1235
    خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

    - عاد صلى الله عليه وسلم مريضا فرآه يصلي على وسادة ، فأخذها فرمى بها ، فأخذ عودا ليصلي عليه ، فأخذه فرمى به ، وقال : صل على الأرض إن استطعت ، وإلا فأوم إيماء ، واجعل سجودك أخفض من ركوعك
    الراوي: - المحدث: الألباني - المصدر: صفة الصلاة - الصفحة أو الرقم: 78
    خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح

    ** علما بأنني لم أكن أنتظر منها جوابا حال صلاتها ، بل ألقيت سؤالي لتنبيهها ثم
    انتظارا للجواب بعد تمام صلاتها .




    (2)- يلزم المرأة الصلاة من حين ترى علامة الطهر - وهي إما الجفاف أو القصة البيضاء -
    وليس لها ترك قضاء الصلوات إن أخرت الغسل من الحيض لعذر :

    قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - :

    السؤال: إذا طهرت المرأة من الحيض وقت الظهر فماذا عليها أن تصلي وإن طهرت وقت العصر أو المغرب أو العشاء أو الفجر ماذا عليها في قضاء الصلوات.
    الجواب

    الشيخ: إذا طهرت وقت الفجر اغتسلت وصلت الفجر وإذا طهرت وقت الظهر اغتسلت وصلت الظهر وإذا طهرت وقت العصر اغتسلت وصلت العصر ولا يلزمها صلاة الظهر على القول الراجح عندنا وإذا طهرت وقت المغرب اغتسلت وصلت المغرب وإذا طهرت وقت العشاء اغتسلت وصلت العشاء ولا يلزمها المغرب على القول الراجح عندنا لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال (من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة) قال أدرك الصلاة ولم يقل وأدرك ما يجمع إليها قبلها هذا القول الراجح عندنا وما روي عن بعض الصحابة من أنها تعيد الصلاة التي قبلها فلعل هذا على سبيل الاحتياط أنها ربما كانت طهرت في وقت الأولى ولم تحس بها فقالوا من باب الاحتياط تصلي الأولى وهو لا يضرها إن شاء الله لكن إيجاب ذلك عليها لا دليل عليه فيما أعلم ولهذا لا يلزمها إذا طهرت في وقت العصر إلا صلاة العصر وفي صلاة العشاء إلا صلاة العشاء

    المصدر :


    http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_4197.shtml




  11. #111
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: شذور الذهب من ذكرى سفرةٍ عجب ...!


    67 - اصبر واحتسب يـا .....!!




    تقــــــــــول صـــــــاحبتنــ ــــــــا :



    نما إلىّ أن أبي ومن معه من الرجال كانوا يتندرون في غالب الأحوال بقولهم فيما بينهم : اصبر واحتسب يا فلان ....!!


    تلك الجملة التي قلتها لأبي مُصَّبِّرة صارت مزحتهم المفضلة ، و التزم الرجال تلكم المزحة حتى بعد أن انتهت الرحلة ...!!


    وبعد ثلاث ليال و ثلاثة أيام ، حان وقت سفرنا في المساء على متن سفينة السلام ...!!


    وبعد صلاة المغرب والعشاء ، استحثنا إلى النزول الرفقاء ...!!


    فنزلنا حاملي أمتعتنا ، وفي جانب الطريق كان اجتماعنا ....!!


    و كانت بالبشر والأمتعة تموج المدينة : منهم من سيسافر معنا على ذات السفينة ، ومنهم من أوقفتهم الشرطة وحملتهم إلى مدينتنا الحزينة ...!!


    وانتظرنا طويلا وكانت الرطوبة عالية ، مما تسبب في تعرقنا بشبه أنهار جارية ...!!


    وفي الأخير جاءت السيارات لتقلنا ، و كان مجيئها من أسوأ ما حدث لنا ...!!


    و تبعثر الجمع ، كل له سعي ...!!


    جاءت سيارة مسرعة فاضطر من كان في طريقها إلى الفرار من أمامها ، بينما أسرع من أراد السفر يجري خلفها ....!!


    وحدث هرج ومرج ما له من حد ، بينما التزمت مع رفيقتي وأبواي الجلوس على جانب مرتفع من الأرض ...!!

    ظللنا نرقب ما يحدث عن كثب ، ما يجري أمامنا من هزل و عجب ...!!


    وإذا بأخت لنا تمر مسرعة بجوارنا ألقت إلينا بأمتعتها ، وقالت وهي تعدو مسرعة : سألحق بالسيارة أستوقفها لنا ، فهاتوا الأمتعة والحقوني بسرعة ....!!

    فضحكت ورُفْقتي من فعلها ، وبالطبع لم نعمل بحرف من كلامها ...!!


    تابعناها بنظرنا وقلوبنا : فوالله ما كلت حتى أفلحت في اللحاق بالسيارة واستقرت ...!!


    ثم هي من نافذة السيارة أطلت ، وبالإشارة إلينا للحاق بها أكثرت ....!!


    فلم نحاول محض اللحاق بها ، لأن السيارة بعدت مسرعة على حالها ...!!


    بينما جاءت سيارة أخرى والحق كانت أقل من السابقة في السرعة فلما حاولنا اللحاق بها إذا أمم من الخلق بأمتعتهم على أبوابها ....!!


    فضحكنا في مرارة ، ولفتت أمي نظر الجميع منها بإشارة : فإذا أخت لنا تلقي أمتعتها داخل السيارة من إحدى النوافذ ، ثم تحمل زوجها حملا إلى ذات النافذة ليجاوز ، و إذا بالسيارة تسير في طريقها و ما زالت أختنا في الطريق تحاول إدخال رِجل زوجها ...!!


    فأخذتنا خشية عليه ، ويبدو أن من في السيارة قد أخذوا بيديه ، حتى أدخل من نافذة السيارة المسرعة رجليه ...!!


    ولم نستطع إلا الضحك ، وقال أحدنا : يبدو أننا في سرك ...!!


    وبينما وقفنا في جانب من الطريق في شبه دائرة ، إذا بمجموعة من المارة تمر بجوارنا مسرعة ،
    فتدفع بقوة زوج أخت لنا كان يقف بجوارنا ، فيندفع بجسده مادا يديه إلى الأمام ، وقد تعثر المسكين في أمتعتنا الموضوعة في أكوام ، وكانت قابلته رفيقة تقف في سلام ، فلما قدرت أنه سيقع عليها غالبا ، تنحت بسر عة جانبا ...فعاونه أبي على النهوض ، ولم يتأذ - بفضل من الله - إلا في حدود ،
    وإذا بزوجته الرءوم تعاتب أختنا التي تنحت و تلوم : أهكذا تتركينه يقع على الأرض ...!!


    - فدفعت أختنا بانفعال و جد : هبي أنني لم أتنحَ عن مكاني قط ، لكان سقط عليّ ... ألا تعقلين ما تقولينه فقط ... ؟!!


    فأسرع أبي يقول ممازحا : اصبر واحتسب تكن مفلحا ....!!



    فهدأت أختنا ، وأغرق في الضحك جمْعنا ...!!





    و........... يتبــــــــــــ ع .



  12. #112
    تاريخ التسجيل
    Oct 2011
    الدولة
    فرنسا
    المشاركات
    257

    افتراضي رد: شذور الذهب من ذكرى سفرةٍ عجب ...!

    أختي الغالية أم هانئ
    رجع الحجاج وأخوتنا في هذه السفرة العجب لم يعودوا بعد وبدون حج ( ابتسامة)
    الله المستعان
    والله يا غالية إنها سفرة عجب
    أعانكم الله يا غالية
    نتابع وبشوق
    أرجو ممن يقرأ توقيعي أن يدعو لابنتي بالشفاء العاجل

  13. افتراضي رد: شذور الذهب من ذكرى سفرةٍ عجب ...!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم حمزة الأندلسي مشاهدة المشاركة
    أختي الغالية أم هانئ
    رجع الحجاج وأخوتنا في هذه السفرة العجب لم يعودوا بعد وبدون حج ( ابتسامة)
    الله المستعان
    والله يا غالية إنها سفرة عجب
    أعانكم الله يا غالية
    نتابع وبشوق
    أضحك الله سنك أم حمزة
    ( الإيمان له ظاهر وباطن، وظاهره قول اللسان وعمل الجوارح وباطنه تصديق القلب وانقياده ومحبته فلا ينفع ظاهر لا باطن له) ابن القيم

  14. #114
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: شذور الذهب من ذكرى سفرةٍ عجب ...!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم حمزة الأندلسي مشاهدة المشاركة
    أختي الغالية أم هانئ
    رجع الحجاج وأخوتنا في هذه السفرة العجب لم يعودوا بعد وبدون حج ( ابتسامة)
    الله المستعان
    والله يا غالية إنها سفرة عجب
    أعانكم الله يا غالية
    نتابع وبشوق
    أخيتي الكريمة ألم أعنون للقصة : ( بسفرة عجب )

    فمن عجبها عدم ارتباطها بمواقيت الناس .......... ابتسامة

    بوركت على عطر متابعتك أم حمزة حقا تسعديننا أحسن الله إليك .

  15. #115
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: شذور الذهب من ذكرى سفرةٍ عجب ...!

    68 - إلــــى السفينـــــة ......!!


    تقــــــــــول صـــــــاحبتنــ ــــــــا :



    وطال ثم طال الانتظار ، وأشرفت حقا على الانهيار ...!!


    فقد عِيـــل صبري ، وضاق عليّ صدري ، فتركت صحبتي و مكاني ، ومشيت بعض خطوات أمامي ...!!


    فإذا بسيارة خالية ، أبوابها مفتّحة دانية ...!!



    فسارعت أستقلها ، وأنا أشير لرفقائي كي يلحقوا بها ...!!


    وجلست قرب نافذة وقد تجدد أملي ، فإذا بأمي تضع كم من الأمتعة فوقي ..!!


    وجاءت إحدى الرفيقات فجلست أمامي لحظات ، ثم قامت تلبي نداء لأمها ، وقد اشتد الزحام حولها ،
    وإذا برجل قروي كبير ، يحمل فوق رأسه متاعه الكثير ، ثم يتعثر في الزحام ، فيسقط فوق أختنا
    في تمام ، و أخذت المسكينة تدفعه وتصرخ ، والمسكين لا يدري كيف التصرف ..؟!!

    فلما أقاموه من فوقها ، أخذ يتعذر لها ، و يربّت بيديه على كتفها ...!!

    فكانت تدفع يده وقد زاد صراخها ، تحذره من محاولة لمسها ...!!

    والمسكين لا يفهم سبب هياجها ، ولا يفقه كلامها من شديد صراخها ...!!

    فاختلط عليه أمره ، ولم يدر ما عليه فعله ، فهداه عقله أن يحاول تهدئتها وهو يعيد التربيت بيده على كتفها ...!!

    فيزداد ويزداد هياجها ، و يعلو في الجو نشيجها ...!!

    وكذا ظل الأمر ، حتى انتبه القوم ، وفي الأخير :
    حملوه من أمامها ، وقد بُح من الصراخ صوتها ....!!


    وكنت أراقب من بعيد ، بين تبسم وحزن وإرهاق شديد ...!!


    وفي الأخير : تحركت السيارة بنا ، وقد أحاطوني بكل أمتعتهم الممكنة ...!!


    فكنت أتنفس بصعوبة ، وأنا بين تلك الأمتعة محجوبة ...!!


    وأخيرا : وصلنا إلى السفينة المعنية ، فترجلنا و قد شعرت بشيء من الأمل والحرية ...!!


    توجه ركبنا إلى باطن السفينة ، فإذا بشاحنات كثيرة و عظيمة ....!!


    كانت الحركة في باطن السفينة على قدم وساق ، و كادت إحدى الشاحنات تطأ إحدى الرفيقات ...!!


    وبألطاف من إلهنا الرحمن ، حملها بعضهم من أمام عجلات الشاحنة بالكاد في ثوان ...!!


    فأخذت أحدث نفسي وأنا مروعة حزينة : أكل تلكم الأثقال معنا في ذات السفينة ...!!




    و ...... يتبــــــــــــ ــــــــع .



  16. #116
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: شذور الذهب من ذكرى سفرةٍ عجب ...!

    69 - وحدث في السفينة .....!!



    تقــــــــــول صـــــــاحبتنــ ــــــــا :



    أخذ منا التعب كل مأخذ ، فأبينا أن نتخذ مكانا عاما كمجلس ، وأخذ كل منا عن مقصورة يبحث ...!!


    فعرضنا ما معنا من غال ونفيس ؛ علّنا على مكان مستور عن أعين الخلق نحوذ ....!!



    فلم يكن في طوق أحدنا الجلوس في الطرقات ، بعد كل ما مر بنا من أحداث وصعوبات ...!!


    وبدأنا نتبادل العتاب و اللوم : لِمَ لمْ يحجز من أتى ببطاقات السفر لنا مقصورات للنوم ....!!


    فكان الجواب : يا قومنا قلنا لكم : أبوا ثم أبوا علينا ، قالوا : تلك أمور لا تكون إلا على متن السفينة ...!!


    وإذا ببعض من سبقونا يأتون ليخبرونا : إنه لا مكانا يأوينا ....!!


    قالوا وهم يلومننا على التأخير : قد امتلأ حتى سطح السفينة بالخلق الكثير ...!!


    وكذا كل مكان مستور ، حتى على مثل مكاننا حين أتينا لم يتم العثور ...!!


    فأسقط في أيدينا ، و قلوبنا مثقلة حزينة ...!!


    فقال أحدهم : بالله لا تفقدوا الأمل ، هلموا إلى البحث والتنقيب والعمل ...!!


    فأخذ كل منا وهو حامل لمتاعه ، يبحث وينقب عن مأوى له ولإخوانه ...!!


    وكانت السفينة كبيرة كبيرة : متشابكة الطرقات ، متشابهة الممرات ، مكتظة بالخلق والشاحنات ...!!


    ظللنا هكذا ندور وندور فيما حولنا ، ثم نعود لذات مكاننا ...!!


    وبدأت أفقد القدرة على التماسك والاتزان ، فقد اشتد بي الإرهاق و الدوار والغثيان ...!!


    فمع ارتفاع الرطوبة وشديد التعرق صعب عليّ التنفس ، واتنابني شعور بالاختناق والتيبس ...!!


    فجرت دموعي وأن أدعو الإله : أن يمدني بعونه جلّ في علاه ...!!


    فكنت أسير مستندة إلى الجدر ، ولم أستطع في البحث أن أستمر ...!!


    ومن أحد الطوابق أشار إلينا أحدهم بيده ؛ لنلحق جميعا بطابقه ...!!


    فأخبرتني رفيقتي وقد كنت على الجدار مسندة رأسي ، أبكي بصمت أناجي ربي ....!!


    فاستعنت بالله وحملت حقيبتي ، ثم سرت في خطوات مضطربة أتابع رُفقتي ...!!


    وحين بدأنا نصعد الدرج الضيق بعناء ، انتابني - على ما يبدو - شبه إغماء ...!!


    تمسكت بالسور المحيط بالدرج ، وأنا في شدة الإعياء أتنفس بمشقة وحرج ...!!


    كنت للصاعدين ورائي حابسة ، ولولا حثهم لي لأهويت جالسة ...!!


    وكنت أسير بقوة الدفع ، وقد كدت - حقا - أفقد الوعي ...!!


    ضاقت علي الأنفاس ، وتنامى عندي الشعور بفقد الإدراك والإحساس ...!!



    وما كدت أصل إلى أعلى الدرج ، إلا وأمتعتي من يدي سقطت ...!!


    حينها غليني الغثيان و قُطعت أنفاسي لثوان ، فسارعت أرفع حجاب وجهي ، أقاوم أقاوم خروج قيئي ؛ أحاول عبّ بعض الهواء عساني أنجو من السقوط في الإغماء ...!!




    و .............. يتبــــــــــــ ع .


  17. #117
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: شذور الذهب من ذكرى سفرةٍ عجب ...!



    70 - وأخيرا في المقصورة ....!!



    تقــــــــــول صـــــــاحبتنــ ــــــــا :



    فما إن وصل إلى صدري بعض الهواء ، وغاب عني قليلا شبح الإغماء إلا وتحاملت لأبتعد عن تلكم الأنحاء ...!!


    مشيت وكأن في قدمي عظيم أثقال ، حتى وصلت إلى ممر خال...!!


    ثم استسلمت طوعا إلى جاذبية الأرض ، فأهويت إليها ثم تمددت ...!!


    ثم وبشدة أغمضت عيني ؛ عسى الشعور بالدوار يزايلني ...!!


    خفّت إليّ رفيقتي ، وقد هالها التردي الشديد لحالتي ...!!


    بحنو بالغ انحنت عليّ ، وبيديها أمسكت كلتا يدي ...!!
    قالت : أخيتي تماسكي قليلا ، فقد جاءت البشرى أخيرا :
    وجدنا بفضل الله مقصورات خالية ، وإجراءات الحجز للجميع سارية ...!!


    فتجدد لدي الرجاء ، وإن لم أستطع الانكفاف عن النشيج و البكاء ...!!


    ثم قلت لها في وهن : الحمد لله الكريم ذي المنن ، إلا أنني لن أستطيع الحراك
    أعلميني - فضلا - إذا أنهيتم الحجز وأتممتم الاتفاق ...!!


    فتركتني و ذهبت ، وبعد دقائق طويلة مرت :
    - جاءت إليّ أمي ، قالت : بنيتي هلمي ...!!


    - قلت : أمي إلى أينَ ؟!

    - قالت : إلى مقصورتنا ...!!

    فعلى نفسي تحاملت ، وبمعاونتها نهضت ، ثم بشق النفس إلى مقصورتنا القريبة وصلت ...!!


    و بباسم الله دخلت ، ثم بكامل ثيابي على الفراش تمددت ، وعن كامل وعيي غبت ..!!



    ثم أفقت على شديد اهتزاز واضطراب في المكان ، برق و رعد و سيول و عظيم موج و عدم ســــــــــــــ ــــــــــــــل ام ...!!




    و.............. يتبــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــع .



  18. افتراضي رد: شذور الذهب من ذكرى سفرةٍ عجب ...!

    أحسن للهُ إليكِ أم هانئٍ .. متابعةٌ لكِ هنا وفي الملتقى
    كل خير في اتباع من سلف** وكل شر في ابتداع من خلف.

  19. #119
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: شذور الذهب من ذكرى سفرةٍ عجب ...!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طويلبة شنقيطية مشاهدة المشاركة
    أحسن للهُ إليكِ أم هانئٍ .. متابعةٌ لكِ هنا وفي الملتقى

    جزاك الله خيرا وأحسن إليك أختنا الكريمة

    حي هلا بك هنا وهناك كم يسعدنا كريم متابعتك أخية .

  20. #120
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    1,782

    افتراضي رد: شذور الذهب من ذكرى سفرةٍ عجب ...!

    71- في قلب العاصفة ...!!


    تقــــــــــول صـــــــاحبتنــ ــــــــا :



    أفقت من غيبتي على عاصفة عاتية تحيط بسفينتي ...!!


    وكلعبة في مهب الرياح ، من السحر وحتى الصباح ..!!


    أتصلت المياه من السماء إلى البحر ، سيول وموج وظلمة كالقبر ...!!


    تارة ترتفع السفينة إلى عل ، وتارة تهوي بنا إلى الأسفلِ ...!!


    حينا هزيم الرعد يصم الآذان ، وحينا يطغى البرق على نور المكان ...!!


    وكأننا في أهوج أرجوحة ، تكاد أمعاؤنا تخرج من أفواهنا المفتوحة ...!!


    أصبنا جميعا بدوار البحر ، إلا أبي فقد كان متماسكا و بخير ...!!


    فقد اعتاد ركوب البحار ، ولم يشكُ - أبدا - من اضطراب أو دوار ...!!


    ظل - حفظه الله - يساعد الجميع ، يوزع أقراص الدوار بإتقان سريع ..!!


    عاونني وأمي على الوضوء في الفرش ، وبعد صلاة الفجر تركنا وخرج ...!!


    ذهب يتفقد كل الأفراد ، فوجد أحدهم تائه في الطرقات ، فأعاده إلى مقصورة الأولاد ...!!


    ووجد أحدهم يبحث عن طبيب السفينة لشكوى لديه ، فاصطحبه إليه ، ولازمه حتى اطمأن عليه ...!!


    ثم وجد بعض رجال رفقتنا يبحثون عن أحد الشيوخ ناقصا من عدتنا ...!!


    قالوا : لم نره أبدا على متن السفينة ، فقدناه مذ كنا في تلك المدينة ...!!


    فذهبوا جميعا يبحثون ، و على سطح السفينة بنقبون ، و في ممراتها عنه يفتشون ...!!


    كان البحث مضنيا ، وفي الأخير وجدوه في جانب من السطح متجمدا باكيا ...!!


    كانت ثيابه مشبعة بالماء ، وشفتيه مرتعشة زرقاء ...!!


    حُمّ العجوز بقدر من الله ، فحملوه إلى الطبيب ليراه ...!!


    فأسعفه ببعض الدواء ، وجرده من ملابسه الغارقة بالماء ...!!


    وبينما نحن على تلك الحال ، إذا بمكبر الصوت ينقل قول أحد الرجال :


    إلى الجميع هذه الأنباء ، ستستمر العاصفة حتى المساء...!!


    وبين فينة و فينة نسمع تلك المكبرات العالية :


    تنادي على ذاك القبطان ، أو تستدعي البحار فلان ...!!


    ثم تنعي إلى السامعين وفاة إحدى أو أحد الراكبين ...!!


    ثم تتبع ذلك ببعض التعليمات عن كيفية تفادي دوار البحر والاضطرابات ...!!


    وفي الأخير :
    تكرر ثم تكرر علينا بعض التفاصيل عن كيفية استخدام أدوات النجاة
    إذا ما تعرضت السفينة لغرق لا قدر الله ....!!!



    و .................. يتبــــــــــــ ــــع .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •