الموضوع: فوائد من كتاب "لباب الآداب"

السلام عليكن ورحمة الله وبركاته,
أخواتي الكريمات

استمتعت بالقراءة في كتاب "لباب الآداب" وقبل أن أتم قراءته أحببت أن أنقل هنا ما أجمع من فوائد منه هذا الكتاب الطيب وأسأل الله أن يرضى عمن أشار علي به ونصحني بقرائته وأن يرزقه علمًا نافعًا وعملا صالحًا.. آمين

الفوائد المنتقاة من كتاب (لباب الآداب) لأسامة بن منقذ:

(1) عن عمر بن الخطاب رضوان الله عليه: "من عرّض نفسه للتهمة فلا يلومن من أساء به الظن؛ ومن كتم سره كانت الخيرة بيده. وضع أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك ما يغلبك عليه. ولا تظنَّنَّ بكلمة خرجت من امرئ مسلم شراً وأنت تجد لها في الخير مخرجاً؛ وعليك بإخوان الصدق فَكِسْ في اكتسابهم، فإنهم زينة في الرخاء، عدة في البلاء. ولا تهاون في الحلف بالله فيهينك. وعليك بالصدق ولو قتلك، ولا تعتز إلى من لا يغنيك؛ واعتزل عدوك؛ واحذر صديقك إلا الأمين: والأمين من خشي الله تعالى. ولا تصحب الفاجر فتتعلم من فجوره، ولا تطلعه على سرك فيفضحك. وتخشَّع عند القبور؛ وآخ الإخوان على قدر التقوى؛ ولا تستعن على حاجتك من لا يحب نجاحها لك؛ وشاور في أمرك الذين يخافون الله عز وجل.

(2) ورد عن بعض الصحابة – رضي الله عنهم – أنه كتب في وصيته: إنه لا بد لك من نصيبك من الدنيا، وأنت إلى نصيبك من الآخرة أحوج. فابدأ بنصيبك من الآخرة فخذه، فإنه سيمر على نصيبك من الدنيا فينتظمه انتظاماً، ويزول معك حيث ما زلت.

(3) قال بعض الحكماء:
لا تعجل على ثمرة لم تُدرك، فإنك تدركها في أوانها عذبة. والمدبر لك أعلم بالوقت الذي تصلح فيه لما توصل به؛ فثق بخيرته لك في الأمور كلها.

فوائد طيبة ... وكم أعجبتني الفائدة الثالثة ... ننتظر المزيد أختي التوحيد .

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمة الوهاب شميسة

فوائد طيبة ... وكم أعجبتني الفائدة الثالثة ... ننتظر المزيد أختي التوحيد .

أحسن الله إليكِ ونفعني وإياكِ بكل ما نقرأ ونسمع..

(4)قال أبو حازم - رحمه الله:
رأيت الدنيا شيئين: لي, ولغيري؛ فما كان لغيري فلا سبيل إليه، وما كان لي فلو جهدتُ لم أقدر عليه قبل وقته.
ففيمَ أتعب نفسي؟

(5) قال عبد الله بن شداد ناصحًا ابنه:

يا بني!

لا تؤاخِ أخًا حتى تعاشره وتعرف أمره، وتتفقد موارده ومصادره؛ فإذا استطبت العشرة، ورضيت الخِبرة، فآخه على إقالة العثرة، والمواساة في العُسْرة. وكن - يا بني - كما قال المقنَّع الكندي :

اُبْلُ الرجــــــــــا لَ إذا أردتَ إخـــــــــــاء هم *** وتـــــــــــوس َّمَنَّ فَعَالـــــــــ ـهم وتـــــفقَّدِ
فــــإذا ظفــــرتَ بذي الأمــــانة والتُّــــــقى *** فَبِـــهِ اليَدَيْنِ قـــــــــــــر يرَ عَيْنٍ فاشْدُدِ
وإذا رأيــــــــــــ تَ ولا محـــــــالةَ زلَّـــــــــــ ـــــــةً *** فعلى أخيك بفضلِ حِلْمِكَ فارْدُدِ

(6) وقال له:

وليكن إخوانك وأهل بطانتك أولِي الدين والعفاف، والمروءات والأخلاق الجميلة، فإني رأيت إخوانَ المرء يده التي يبطش بها، ولسانه الذي يصول به، وجناحه الذي ينهض به.

فاصحب هؤلاء تجدهم إخواناً، وعلى الخير أعواناً.

واجتنب الصِّغار الأخطار، اللئام الأقدار، الذين لا يحامون على حسب، ولا يرجعون إلى نسب، ولا يصبرون على نائبةٍ، ولا ينظرون في عاقبةٍ؛ فإنهم إن رأوك في رخاءٍ سألوك، وإن رأوك في شدةٍ أسلموك؛ ولعلهم أن يكونوا عليك مع بعض الأعداء.

(7) قالت إحدى النساء تنصح ملك طرخستان:

ينبغي للأمير أن يكون له ستة أشياء:
وزير يثق به ويفضي إليه بسره.
وحصن يلجأ إليه، إذا فزع أنجاه، تعني فرساً جواداً.
وسيفٌ إذا نازل به الأقران لم يخف أن يخونه.
وذخيرة خفيفة المحمل إذا نابته نائبةٌ حملها.
وامرأة إذا دخل عليها أذهبت همه.
وطباخ إذا لم يشته الطعام صنع له شيئاً يشتهيه.

أحسن الله اليكي اختي وجزاكي الله خيرا على هذه الفوائد الطيبه.

بارك الله فيك غاليتي

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم يزن الزعبي

أحسن الله اليكي اختي وجزاكي الله خيرا على هذه الفوائد الطيبه.

شكر الله لكِ طلتكِ العذبة أختي الكريمة.

بارك الله فيك غاليتي

وفيكِ بارك الله, وشكر لكِ مروركِ الكريم.


.

(8) من أخذ بالحزم وقدَّم الحذر وجاءت المقادير بخلاف مُرادِه, كان أحمد رأيًا وأظهر عذراً ممن عمل بالتفريط، وإن اتفقت له الأمور على ما يريد.

وليس على العاقل النظر في القدر الذي لا يدري ما يأتيه منه، وما ينصرف عنه, ولكن عليه العمل بالحزم في أمره ومحاسبة نفسه في ذلك.

(9) قالت الحكماء: العجز عجزان:

* عجز عن طلب الأمر وقد أمكن.

*والجد في طلبه وقد فات.

وقالوا: من كانت فيه ثلاث خلالٍ لم يستقم له أمرٌ:

التواني في العمل، والتضييع للفرص، والتصديق لكل مخبرٍ.

(10) قال حكيم:
أرفق بإخوانك، واكفهم غرب لسانك؛ فطعن اللسان أشد من طعن السنان، وجرح الكلام أصعب من جرح الحسام.

وقال: لا تفتح باباً يُعييك سَدُّه، ولا ترم سهماً، يعجزك رده، ولا تفسدنَّ أمرًا يعييك إصلاحه، ولا تغلق بابًا يعجزك افتتاحه .

وقال: الكسل يمنع من الطلب، والفشل يدفع إلى العطب.
ومن حق العاقل أن يضيف إلى رأيه آراء العلماء، ويجمع إلى عقله عقل الحكماء، ويديم الاسترشاد، بترك الاستبداد، فالرأي الفذ ربما زل، والعقل الفذ ربما ضل.

قال المدائني:
خرج الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر - رضوان الله عليهم - حجَّاجاً، ففاتتهم أثقالهم، فجاعوا وعطشوا، فمروا بعجوز في خباءٍ لها، فقالوا: هل من شرابٍ؟ قالت: نعم. فأناخوا إليها، وليس لها إلا شويهة، فقالت: احتلبوها وامتذقوا لبنها، ففعلوا.
وقالوا: هل من طعام؟ قالت: لا، إلا هي، فليذبحها أحدكم حتى أصنعها لكم، فذبحها أحدهم، فشوت وأكلوا، وقالوا عندها حتى أبردوا.

ثم قالوا: نحن نفرٌ من قريش، نريد هذا الوجه، فإذا انصرفنا سالمين فألمي بنا، فأنا صانعون بك خيراً.

ثم رحلوا وأقبل زوجها فقالت: سمعت ؟!
فقال: لم أسمع! وخبرته الخبر، فأحال عليها ضرباً فشجَّها، ثم قال: تذبحين عنزي لأعبد لا تدرين من هم، ثم يقولون: نفرٌ من قريش؟!

ثم ضرب الدهر ضربه، واضطرته الحاجة إلى أن دخلت هي وزوجها المدينة..
فمرَّت العجوز يوماً تسوق حمارًا لها تنقل عليه البعر تبيعه إذ أبصرها الحسن بن علي - رضوان الله عليهما - فعرفها، فأمر من أتاه بها، فقال: أتعرفيني؟
قالت: لا، فذكر لها العنز.
فقالت: بأبي وأمي، إنك لأنت هو؟!
قال: نعم، قال: أفما لقيت صاحبيك؟
قالت: لا، فأمر من اشترى لها من شياه الصدقة ألف شاة وأعطاها ألف دينار، وبعث بها مع رسول إلى الحسين رضي الله عنه، فسأل عما فعل الحسن؟ فأعطاها مثل ذلك.
ثم بعث بها إلى عبد الله بن جعفر - رضي الله عنهما - فسأل عما أعطياها؟ فأضعفه لها
وقال: لو بدأت بي لأتعبتهما.

فانصرفت إلى زوجها بأربعة آلاف دينار، وأربعة آلاف شاة .

مرض قيس بن سعد بن عبادة - رحمه الله - فاستبطأ إخوانه عن عيادته.

فسأل عنهم, فقيل: إنهم يستحيون مما لك عليهم من الدين.

فقال: أخزى الله مالاً يمنع الإخوان من الزيارة.

ثم أمر منادياً فنادى: من كان لقيسٍ عليه دينٌ فهو في حلٍ منه.

فكسرت درجته بالعشي لكثرة من عاده!!