الأخوة الإسلامية نعمة ربانية وعطية إلهية
قال تعالى:
وَاعْتَصِمُواْب ِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْوَا ذْكُرُواْ نِعْمَتَاللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَبَيْنَ قُلُوبِكُمْفَأَ صْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْعَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍمِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَيُبَيِّ نُ اللّهُ لَكُمْآيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ
[آل عمران: 103].
وقال تعالى:
وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِ ينَ
وَأَلَّفَبَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَاأَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْإِنَّ هُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
[الأنفال: 62-63].
ومن مقتضى هذه الأخوة أن تحب لجميع المسلمين الخير وأن تكره لهم الشر والوقوع فيه.
ومن مقتضاها أن تبقى مؤاخيا لهم حسب ما يستحقون منها، الصالح بقدر صلاحه،والزائغ بقدر ما سلم من زيغه، ولا ترفع نعمة الأخوة إلا بذهاب الإسلام. والأخوة الكاملة تكون لأهل الإتباع الكامل، والناقصة لأهل النقص.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في "مجموع الفتاوى"55/28: (لا أحب أن ينتصرمن أحد بسبب كذبه علي أو ظلمه وعدوانه، فأني قد أحللت كل مسلم وأنا أحبالخير لكل المسلمين، وأريد لكل مؤمن من الخير ما أحبه لنفسي).
ولا تجوز الإستهانة بأخوة الإسلامية فتصير عرضة للتخاصم والتهاجر والتفسيق والتبديع والتكفير، نتيجة التهور والتعجل والاندفاع.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه اله تعالى كما في "مجموع الفتاوى" 173/24: (ولو كان كلما اختلف مسلمان في شيء تهاجرا، لم يبق بين المسلمين عصمة ولاأخوة).
قلت: الأخوة الشرعية بين المسلمين باقية ما بقي الإسلام فيهم، وتكمل بتكاملالإتباع وتنقص بنقصانه، وبإقامتها يقوم العدل والإنصاف بين المؤمنين،وتقوى شوكتهم وتخصَّن دعوتهم. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
الشيخ / أبي نصر محمد بن عبد الله الإمام