الجواب على شبهة علو الرتبة والمنزلة
إن الحمد لله , نحمده ونستعينه ونستغفره , ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ,وسيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضل له , ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ؛ وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد :
ذكرنا في مقال سابق جوابا من أجوبة أهل السنة في الجواب على شبهة العلو وأن المراد به علو المكانة والمنزلة وليس علوا حقيقيا .
وهنا جواب آخر على هذه الشبهة من أجوبة أهل السنة والجماعة وهو كما يلي :
أن ذكر المنزلة والمكانة يذكر للتمييز بين المتقاربين والمتشابهين فيما قد يكاد يشكل ويحتاج إلى تفضيل وتمييز .
فإن الرجلين قد يتقاربان في الصفات الآلية ويختلفان في الفضائل المعنوية فيقال عندئذ – هذا فوق فلان ويراد به الرتبة والمنزلة - .
فأما هاهنا فلا تقارب بين الباري وبين ما سواه من المحدثات في باب المراتب والأحوال والاشتباه .
بل هو اختلاف حقيقي ؛ فالله مفطور في قلوب العباد أنه لا يقارب ولا يماثل عباده لا في الحقيقة الذاتية ولا المعنوية فلا يحتاج أن يقال هو فوق عباده بمعنى المنزلة والرتبة
ألا ترى أن العرب لا تقبل مثل هذا الأسلوب :
ألم تر أن السيف ينقص قدره
إذا قيل أن السيف أمضى من العصا.
والشاهد : أن ذكر الرتبة والمنزلة إنما يذكر للشيئين بينهما تقارب وتماثل في الذوات ويكاد يشكل التفضيل والتمييز بينهما للتماثل والتقارب بينهما فيحتاج إلى ذكر الأمور المعنوية فيلجأ إلى الرتبة والمنزلة للتمييز والتفضيل بينهما ؛ وأما في حق الباري فلا نسبة في التقارب والتماثل حتى يقال هو فوقهم في الرتبة والمنزلة .
انظر كتاب الإيضاح في أصول الدين (204-205) لابن الزاغوني مع تصرف يسير .
وهي فائدة مهمة تضاف إلى أجوبة أهل السنة في رد هذه الشبهة .
والله أعلم