تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: هذه آثارنا تدل علينا... لفضيلة الشيخ أكرم بن محمد زيادة

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    المشاركات
    207

    افتراضي هذه آثارنا تدل علينا... لفضيلة الشيخ أكرم بن محمد زيادة

    هذه آثارنا تدل علينا

    كتبت المقالة السابقة بعنوان «من آثارهم تعرفونهم»، وبينت فيها بعض الآثار السيئة لمن نُسبوا زوراً وبهتاناً إلى (السفلية الجهادية)، وكلامي اليوم عن آثار السلفية المطلقة، وهي السلفية الحقة والصحيحة من باب:
    وضد الشيء يظهر حُسْنَ ضده، وبضدها تُعرف الأشياء.

    وكان من بعض الآثار السيئة التي تسبب بها (التكفيريون التفجيريون) ـ وهو الاسم العلمي، والوصف الشرعي لما سُمي بتيار (السلفية الجهادية) ـ انتشار الظلم، والجهل، والقسوة، والكراهية، والكذب، والغدر، والخيانة، وتضييع الأمانة، والذل والهوان لكثير من المسلمين، وتعطيل الصلاة، ومنع الزكاة، وحجب الصدقات ـ خشية تمويل ودعم وتغذية الإرهاب زعموا!ـ وضعف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وانتشار القتل، والخوف، والكفر، والضلال، وردة كثير من الناس عن دينهم.

    وهذا كله النتاج الطبيعي (للتكفير والتفجير)، وهو عكس وضد نتائج جهاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه الكرام التي بينّاها في المقالة السابقة

    «من آثارهم تعرفونهم».

    ولأنني أكتب عن السلفية المطلقة!! وسبق وكتبت عن أصلها، و(فَصْلِها!) واسمها، وثوابتها الشرعية واللغوية، في مقالتي قبل السابقة

    «يسمونها بغير اسمها»

    لمن أراد أن يطلع عليها ـ فسأكتفي بذكر بعض آثار الدعوة السلفية المطلقة!! بعيداً كل البعد عن مهاترات الذين قسموا السلفية أقساماً وسموها تسميات، وقيدوها بمقيدات، ووصفوها بأوصاف، ونسبوها بأنساب ما أنزل الله بها من سلطان.

    فأول هذه الآثار الطيبة ـ وكل آثار السلفية طيبة ـ أنها قُيِّدَتْ بالعلم، وأضيفت إليه؛ فقالوا عنها: (السلفية العلمية) وهذا حق وإن أريد به باطل اللمز والغمز!

    فالعلم الشرعي، المستند إلى كتاب الله تعالى، وإلى سنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وإلى فَهْمِ أصحابه الكرام رضي الله عنهم أجمعين، ومن تبعهم بإحسان من أهل القرون الثلاثة الأولى المشهود لهم بالخيرية، ثم اجتهادات سائر علماء الأمة وأئمتها الكرام الأفذاذ في كل عصر، ومن كل مصر، من قراء ومفسرين، وفقهاء ومحدثين، ونحاة وعَروضيين، ونقاد ومؤرخين، وكتّاب ومفكرين، هو مبتغى السلفيين ومقصدهم، وهو غاية رغبتهم ومحرك همتهم، والسعي لتحصيله ـ للعمل به ـ هو أسما أمانيهم، وهو الذي قال فيه أحد أئمة المسلمين وردده ويردده الملايين، وعلى رأسهم، وفي مقدمتهم السلفيون:

    العلم قال الله قال رسوله..... قال الصحابة ليس بالتمويه
    كلا ولا نصبك للخلاف سفاهة ..... بين الرسول وبين قول فقيه
    وهو عين ما قاله الإمام الشافعي رحمه الله تعالى:
    كل العلوم سوى القرآن مشغلة..... إلا الحديث وإلا الفقه في الدين
    العلم ما كان فيه قال حدثنا .....وما سوى ذلك وسواس الشياطين
    فحسب السلفية من الآثار الطيبة نسبتها للعلم والعلماء، ونسبة العلم والعلماء إليها، فلا نعرف في طائفة من طوائف الأمة من أهل العلم والفضل والأسوة الحسنة والاقتداء، أكثر مما في السلفية.
    وعليه فإن آثار السلفية في هذا الجانب أكبر من أن يشار إليها ببنان، وأكثر من أن توصف بقلم أو بلسان، وأعسر من أن تحصر في زمان أو مكان، وأعظم من أن يجمعها بَشَرٌ أو إنسان غير النبي محمدٍ العدنان صلى الله عليه وآله وسلم.

    فهذه كتبهم بالمئات، وطبعاتها بالعشرات، وكل طبعة منها بالآلاف، وترجماتها إلى الكثير من اللغات، والمنتفعون بها الملايين من المسلمين وغير المسلمين.

    فالمكتبات ـ بعد مساجد عبادتهم ـ ساحات بحثهم، وميادين نضالهم وجهادهم ـ بعد أن تعطل الجهاد الشرعي لعجز الأمة عنه، ولخروجه عن طاقتها، وقدرتها ـ والقرطاس والقلم سلاحهم، والكلمة الطيبة ذخيرتهم.

    ولن أغوص في بحر التاريخ لأستشهد ببعض مكنونه على صحة ما أقول، ولن أوغلَ في القِدَمِ لأدلل ببعض تراثه على ما أدعيه، وسأكتفي بأربعة أمثلة معاصرة؛ يعرفها المحب والمبغض، والمنصف والمجحف، والعادل والجائر، والقريب والبعيد، والموافق والمخالف، والسلفي والتكفيري، والمجاهد والتفجيري، والسني والبدعي، والشعبي والحكومي، والمستقل والحزبي..

    ففضيلة الشيخ الإمام الهمام، بدر الدجى، وشامة الشام، الشيخ محمد ناصر الدين الألباني ـ مولداًـ والدمشقي ـ تعلماً ونشأة ـ، والمدني ـ تدريساً وتعليماً ودعوةً ـ، والعَمَّاني ـ وفاة ومدفناً ـ رحمه الله تعالى ـ؛ مَنْ مِنَ العلماء ـ فضلاً عن العوام ـ لا يحتاج كتبه التي وصفتها عالياً؟!

    وسماحة الوالد الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، المفتي السابق للمملكة العربية السعودية ـ رحمه الله تعالى ـ مَنْ مِنَ المسلمين ـ فضلاً عن العلماء ـ لم يحتج كتبه وخاصة في أحكام مناسك الحج والعمرة والزيارة، والتي وصفتها عالياً؟!، وكَمْ مِنْ حكام المسلمين من نصحه مشافهة، أو مكاتبة، أو برسول مِنْ قِبَلِهِ، وكم حقن من دماء المسلمين، ونصح لهم لأئمتهم وحكامهم بالتي هي أحسن للتي هي أقوم.

    وفقيه العصر، وفصيح الدهر، الشيخ العلامة محمد صالح العثيمين ـ رحمه الله تعالى ـ صاحب السهل الممتنع، والدليل المقنع، والفقه الممتع، والعلم المشبع، مَنْ مِنَ المسلمين لم يُعْجَبْ بسهولة عبارته، وقوة حجته، وحضور دليله، ونشاطه الدائب في التعليم والدعوة حيثما حل، وهذه كتبه وحِكَمِهِ وآثاره كما وصفتها عاليا في التفسير والحديث والفقه واللغة وغيرها.

    وأما علامة اليمن، وقامع الفتن، وزاهد الزمن؛ ومصابر المحن، الشيخ المحدث مقبل بن هادي الوادعي ـ رحمه الله تعالى ـ الذي أعاد لليمن علم الحديث والسُنَّةَ بعد قرون طويلة من بدعة التشيع والرفض والاعتزال، والذي أخمد كثيراً من فتن القتل والاقتتال، والذي ترك كل ما يملك من متاع الدنيا وقفاً على طلاب العلم الذين كانوا يشدون إليه المطي والرحال، والذي كان لا يرى جواز أخذ شيء من عوائد تأليف الكتب الكثيرة التي ألفها وتركها بعده وقفاً على طلاب العلم من النساء والرجال.

    فهؤلاء أشياخ الدعوة السلفية ومرجعيتها، والذين يصدق فيهم قولي ـ ولست بشاعر ـ معارضاً:

    هؤلاء أشياخي فجئني بمثلهم .....إذا جمعتنا يا بِدْعِيُّ المجامع
    ومن آثار الدعوة السلفية نشر دعوة التوحيد والحرص على هداية العبيد، بالاجتهاد والسنة والتجديد، ونشر العلم في العالمين، فحيثما يممت وجهك في مشارق الأرض ومغاربها ستجد مساجد ومنابر بُنِيَتْ على التوحيد من أول يوم، ودُشِّنتْ بالسنة من أول لحظة، يعلوها شبابٌ في عمر الورود يدعون إلى التوحيد والسنة ومكارم الخلاق.
    وستجد مكتبات عامرة حافلة بكتب قيمة في التوحيد والسنة والفقه والتفسير واللغة، يُشغلها ويُعمرها شبابٌ حَسَنُ السمت والهَدْي الظاهر والطالع، يبحث لإحياء التوحيد والسنة، ويصنف ويؤلف ليقمع الضلالة والبدعة، ويكتب بحرص وصبر لينصح الأمة في حاضرها ومستقبلها.

    وستجد في السلفيات حجاباً شرعياً هادئاً، صالحاً قانتاً يوجب على كل من رأى صاحبته احترامها وتبجيلها، وهَمُّهَا الأول والآخر والأخير إرضاء خالقها وولاة أمرها، من زوج، أو أب، أو أخٍ، أو ابنٍ، ولسان حالها يقول:

    حجابي نجاتي عيشتي ومماتي ..... وبه أفاخر حُسَّدي وَعُدَاتي
    وستجد حلقات علم يُتلى فيها كتاب الله آناء الليل وأطراف النهار، ومجالس درس ومدارسة تُقرأ فيها أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأسانيدها المتصلة من كتبها ومراجعها وشيوخها ومظانها، ومرابع أخلاق وتزكية وتربية ومحبة وإيثار.
    وحيثما حللت ستجد مَنْ يُثني عليها بخير، ويسعى ليتواصل معها بصدق، ويطمح بدوام التواصل مع رجالها، فلا يذهب داعية من دعاتها، أو شيخ من شيوخها، أو تلميذ من تلاميذها، إلى دولة أو قُطْرٍ، أو مدينة أو مِصْرٍ، أو مسجدٍ أو معهد أو مكتبة أو جامعة، إلا ووجدت من يريد منه المزيد من التعليم والنصح، ومن يشهد له بالعلم والحلم والفهم والحرص على العلم والعمل.

    وحتى في أضيق الدوائر وأشدها، لا يُعامَلون إلا باحترام، وقد يُعتذرُ إليهم إن طال بهم المقام، ويصبرون على ما أصابهم من ضر بلا ذنب ولا اتهام، ويحتسبون أجر ذلك كله عند الملك العلام، وإمامهم في ذلك كله يوسف عليه السلام، لأن المسئولين لا يسمعون من كلامهم إلا المليح، بغير قدح ولا مديح، يتدينون بسكوتهم كما يتدينون بكلامهم، ويتدينون بصبرهم على الأذى والمحن كما يتدينون بشكرهم على النعيم والمِنَحِ.

    إن قالوا صدقوا، وأن وعدوا أوفوا، وإن عاهدوا بَرُّوا، وإن حكموا عَدَلوا، وإن أذنبوا تابوا واستغفروا، وإن أخطأوا اعتذروا، وإن خاصموا لم يفجروا، وإن ائتمنوا لم يخونوا، ظاهرهم كباطنهم، وربما باطنهم أنقى من ظاهرهم، يدعون الناس ويدعون لهم ولا يدعون عليهم، ولئن استنفرهم ولاة أمرهم لجهاد عدوهم جهادا شرعياً، ليُقِرُّنَ أعين أمتهم، وَيُرضونَ رَبَّهَم وَأَئِمَّتَهُم!.

    هذه بعض آثار السلفية التي يحلو للكثيرين من الذين لا يعلمون ـ أو الذين لا يريدون أن يكونوا من الذين يعلمون ـ أن ينسبوا إليها من ليس منها، أو يلصقوا بها ما ليس من أفعالها.

    هذه آثارنا تدل علينا فانظروا بعدنا إلى الآثار

    http://www.alsaha.com/sahat/6/topics/290462

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    المشاركات
    88

    افتراضي رد: هذه آثارنا تدل علينا... لفضيلة الشيخ أكرم بن محمد زيادة

    بارك الله فيك أخي
    الدخول في العلم سهل، والخروج منه إلى الله شديد.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •