الحمد لله والصلاه والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه إلى يوم الدين
أما بعد
فإن من أعظم منن الله على العبد أن يهديه بعد أن أوغل في الضلال ويبصره بعد العمى ويدله الى الحق بعد ان كان رأساً في الباطل ومن اولئك القلائل الذين رجعوا إلى الحق العلامه أبوالفضل البرقعي القمي الإيراني الذي تلقى علمه في الحوزه العلميه في قم في إيران حتى بلغ درجه الإجتهاد في المذهب الجعفري الاثني عشري وحصل على إجازات من كبار علمائهم وكان متعصباً لأبعد الحدود للمذهب وألف عده كتب في نصرته
ثم هداه الله للحق فرد على بعض ما ألفه سابقاً وقام بترجمه مختصر منهاج السنه لابن تيميه وكتاب التوحيد للإمام أبن عبدالوهاب النجدي
وقام بنقد كثير من عقائد الرافضه وألف في ذلك كتباً منها كتاب (كسر الصنم نقض كتاب أصول الكافي) الذي قال في مقدمته: (وخلاصه الأمر عثرنا فيه-أي اصول الكافي-على مئات الإشكالات ورأينا أن أهل هذا الكتاب غارقون في الخرافات والأوهام ووجدناه مخالفاً للقرآن ولم نره في الوقت ذاته موافقاً للقواعد العقليه)
وقال أيضاً:(فإن لكل قوم صنماً خاصاً بهم وذلك الصنم قد يكون حجراً أو شجراً أو إنساناً أو يكون كتاباً فكل ما يجعل الإنسان منحرفاً عن مسيره العقل الصحيح وينتج عنه التعصب الذميم يمكن أن يسمى صنماً ومن ذلك أيضاً كتاب أصول الكافي الذي يخالف القرآن في معظم محتوياته وموضوعاته)
وقال أيضاً: (ونحن في هذا الكتاب سنأتي على ذكر أخبار الكافي وأحاديثه التي تخالف الحجه الإلهيه وسنحقق في السند والمتن لأنه إذا تبين فساد السند ورواته تبين للقاريء من هم الذين اختلقوا المذهب وعمدوا للتفرقه بين المسلمين بوضع الأخبار الملفقه)
ثم شرع البرقعي في نقد روايات الكافي الذي يعتبر أصح كتب المذهب عندهم ومن الروايات التي ذكرها قولهم باب في أن الأئمه إذا شاؤوا أن يعلموا علموا قال العلامه البرقعي عند هذا الباب: (روي في هذا الباب ثلاثه أحاديث عن رواة كذابين)
ثم قال: (هذه الأخبار تخالف العقل والقرآن لأن مشيئه الله وإرادته ليستا تبعاً للإمام)
وقال أيضاً:(باب صله الإمام رضي الله عنه روي هنا سبعه أخبار حيث عد المجلسي خمسه منها ضعيفه ومرسله ومرفوعه ولكننا نقول بعدم إعتبارها جميعاً لأن فيها رواة كيونس بن ظبيان الذي لعن من قبل الإمام الرضا وقال يونس رأيت الله مسح بيده على رأسي وكعلي بن الحكم الذي يقول حذفت من القرآن أحد عشر ألف آيه وكمحمد بن سنان الكذاب المشهور الذي كان من الغلاه....ألخ)
وأقول قد سقت لكم شيئاً يسيراً مما انتقده البرقعي في كسر الصنم
وأبو الفضل البرقعي انتقد أصول العقائد فقط في كافيهم وهذا غيض من فيض فنسأل الله أن يبصر القوم لكسر صنم التقليد الأعمى والرجوع للكتاب والسنه
تنبيه: وردت في بعض عبارات البرقعي بعض المخالفات سواءً في هذا الكتاب أو غيره
هذا وأسأل الله أن يعفو عنا وعن أبي الفضل البرقعي
منقول
__________________
قال الإمام عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى:
ولو سكت أهل الحق عن بيانه لاستمر المخطئون على أخطائهم وقلدهم غيرهم في ذلك وباء الساكتون بإثم الكتمان
وقال أيضاً:
فإذا سكت أهل السنه عن بيان أخطاء من خالف الكتاب والسنه شابهوا بذلك أهل الكتاب المغضوب عليهم والضالين