تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 40 من 42

الموضوع: خلاصة الفكر شرح طيبة النشر للشيخ إسماعيل الشرقاوي حفظه الله

  1. #21
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    2,225

    افتراضي رد: خلاصة الفكر شرح طيبة النشر للشيخ إسماعيل الشرقاوي حفظه الله

    متابعون إن شاء الله.
    بارك الله فيكم.
    صورة إجازتي في القراءات العشر من الشيخ مصباح الدسوقي

  2. #22

    افتراضي رد: خلاصة الفكر شرح طيبة النشر للشيخ إسماعيل الشرقاوي حفظه الله

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحلقة الثامنة عشرة - خلاصة الفكر شرح طيبة النشر - بَابُ الهَمْزَتَيْنِ مِنْ كَلِمَتَيْنِ

    بسم الله الرحمن الرحيم

    بَابُ الهَمْزَتَيْنِ مِنْ كَلِمَتَيْنِ (6)

    قال الإمام ابن الجزري :-
    [197] أَسْقَطَ الاُوْلَى فِي اتِّفَاَقٍ زِنْ غَدَا * * * خُلْفُهُمَا حُزْ وَبِفَتْحٍ بِنْ هُدَى
    [198] وَسَهَّلاً فِي الكَسْرِ وَالضَّمِّ وَفِي * * * بِالسُّوءِ وَالنَّبِيء اِلادْغَامُ اصْطُفِي

    شرع الناظم في بيان مذاهب القراء والرواة في همزتي القطع من كلمتين ؛ بمعنى أن تقع الهمزة آخر الكلمة الأولى ، والهمزة الثانية أول الكلمة الثانية ، وهناك حالات منطقية تسعة لا بدّ منها ؛ وهي اتفاق الهمزتين في الفتح والكسر والضم ، أو اختلافهما مفتوحة ثم مضمومة ، أو مفتوحة فمكسورة ، أو مضمومة ثم مفتوحة أو مضمومة فمكسورة أو مكسورة ثم مفتوحة أو مكسورة فمضمومة ، وهذه الحالة الأخيرة لم ترد في القرآن الكريم ؛ فتصير ثمان حالات ،
    بدأ الناظم بالمتفقتين فقال :- ((أَسْقَطَ الاُوْلَى فِي اتِّفَاَقٍ زِنْ غَدَا * * * خُلْفُهُمَا حُزْ)) أي قرأ المرموز لهم بـ (ز) ، (غ) ، (ح) وهم قنبل ورويس بخلف عنهما وأبو عمرو وجهًا واحدًا قرءوا بإسقاط الهمزة الأولى من المتفقتين فتحًا نحو :- (جَاء أَحَدٌ) (المائدة : 6) ، وكسرًا نحو :- (هَـؤُلاء إِن) (البقرة : 31) ، وضمًّا نحو :- (أَولِيَاء أُوْلَئِكَ) (الأحقاف : 32) ولا مثال للمضمومتين غيرها ، قوله :- ((أَسْقَطَ الاُوْلَى)) ترجيح للقول بإسقاط الأولى ، وعليه يجوز المدّ والقصر (والقصر أولى لزوال أثر الهمز) ، وإنما جاز الوجهان لأن المدّ صار جائزًا من قبيل المدّ المنفصل ، وأما من قال بإسقاط الثانية فليس له إلا المد ؛ لأنه – حينئذ – واجب من قبيل المتصل (*) .


    هامش (*) قال في النشر (1/389) : اخْتَلَفَ بَعْضُ أَهْلِ الْأَدَاءِ فِي تَعْيِينِ إِحْدَى الْهَمْزَتَيْنِ الّتي لّتي أَسْقَطَهَا أَبُو عَمْرٍو وَمَنْ وَافَقَهُ، فَذَهَبَ أَبُو الطَّيِّبِ بْنُ غَلْبُونَ فِيمَا حَكَاهُ عَنْهُ صَاحِبُ " التَّجْرِيدِ "، وَأَبُو الْحَسَنِ الْحَمَّامِيُّ فِيمَا حَكَاهُ عَنْهُ أَبُو الْعِزِّ إِلَى أَنَّ السَّاقِطَةَ هِيَ الثَّانِيَةُ، وَهُوَ مَذْهَبُ الْخَلِيلِ بْنِ أَحْمَدَ وَغَيْرِهِ مِنَ النُّحَاةِ، وَذَهَبَ سَائِرُ أَهْلِ الْأَدَاءِ إِلَى أَنَّهَا الْأُولَى. وَهُوَ الَّذِي قَطَعَ بِهِ غَيْرُ وَاحِدٍ، وَهُوَ الْقِيَاسُ فِي الْمِثْلَيْنِ، وَتَظْهَرُ فَائِدَةُ هَذَا الْخِلَافِ فِي الْمَدِّ قَبْلُ. فَمَنْ قَالَ بِإِسْقَاطِ الْأُولَى كَانَ الْمَدُّ عِنْدَهُ مِنْ
    قَبِيلِ الْمُنْفَصِلِ، وَمَنْ قَالَ بِإِسْقَاطِ الثَّانِيَةِ كَانَ عِنْدَهُ مِنْ قَبِيلِ الْمُتَّصِلِ.

    وقرأ رويس وقنبل في وجههما الثاني بتسهيل الهمزة الثانية كما سيأتي عند قوله :- ((وَسَهَّلَ الأُخْرَى رُوَيْسٌ قُنْبُلُ..)) ، ولقنبل وجه ثالث(**) هو إبدال الهمزة الثانية مدًّا من جنس حركة ما قبلها مع الإشباع إن كان ما بعدها ساكنًا أصليًّا سواء كان مُظْهَرًا نحو :- (هَـؤُلاء إِن) (البقرة : 31) ، أو مدغمًا نحو :- (هَـؤُلاء إِلاَّ) (الإسراء : 102) ، (ص : 15) ، ويبدل (قنبل) الثانية حرف مدٍّ من جنس ما قبلها مع القصر إن كان ما بعدها متحركًا (***) نحو :- (أَولِيَاءُ أُوْلَئِكَ) (الأحقاف : 32) ، وسيأتي ذكر هذا عند قول الناظم :- ((وَقِيلَ تُبْدَلُ.مَدًّا زَكَا جُودًا )) .
    ثم قال :- ((وَبِفَتْحٍ بِنْ هُدَى)) أي قرأ المرموز لهما بالباء والهاء ؛ وهما قالون والبزي بإسقاط الأولى في المفتوحتين مع المدّ والقصر نحو :- (جَاء أَحَدٌ) (المائدة : 6) موافقَيْنِ أبا عمرو ووجهًا لقنبل ورويس ، والقصر أولى ؛ لزوال أثر الهمز ، ثم قال :- ((وَسَهَّلاً فِي الكَسْرِ وَالضَّمِّ ..)) أي قرأ قالون والبزي بتسهيل الهمزة الأولى في المكسورتين مع المدّ والقصر نحو :- (هَـؤُلاء إِلاَّ) (الإسراء : 102) ، (ص : 15) وفي المضمومتين وهو موضع الأحقاف :- (أَولِيَاء أُوْلَئِكَ) (آية 32) ، والمدّ أولى ؛ لبقاء أثر الهمز (وعُلِمَ تسهيل الأولى من العطف على قوله : الاُوْلَى) ، ثمّ قال الناظم :- ((وَفِي.بِالسُّو ِ وَالنَّبِيء اِلادْغَامُ اصْطُفِي)) أي قرأ قالون والبزي وصلاً قوله تعالى :- (بِالسُّوءِ إِلَّا) (يوسف : 53) ، وقرأ قالون وصلاً قوله تعالى :- (لِلنَّبِيء إِنْ) ، و (النَّبِيءِ إِلاَّ) (الأحزاب


    (**) قال في النشر :- فَقَرَأَ أَبُو عَمْرٍو بِإِسْقَاطِ الْهَمْزَةِ الْأُولَى مِنْهُمَا فِي الْأَقْسَامِ الثَّلَاثَةِ، وَافَقَهُ عَلَى ذَلِكَ ابْنُ شَنَبُوذَ، عَنْ قُنْبُلٍ مِنْ أَكْثَرِ طُرُقِهِ، وَأَبُو الطَّيِّبِ، عَنْ رُوَيْسٍ ، إلى أن قال : أَمَّا قُنْبُلٌ فَرَوَى عَنْهُ الْجُمْهُورُ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ مُجَاهِدٍ جَعْلَ الْهَمْزَةِ الثَّانِيَةِ فِيهَا بَيْنَ بَيْنَ كَذَلِكَ، وَهُوَ الَّذِي لَمْ يَذْكُرْ عَنْهُ الْعِرَاقِيُّون َ وَلَا صَاحِبُ " التَّيْسِيرِ " فِي تَسْهِيلِهَا غَيْرَهُ. وَكَذَا ذَكَرَهُ ابْنُ سَوَّارٍ عَنْهُ، مِنْ طَرِيقِ ابْنِ شَنَبُوذَ. وَرَوَى عَنْهُ عَامَّةُ الْمِصْرِيِّينَ وَالْمَغَارِبَة ِ، وَإِبْدَالُهَا حَرْفَ مَدٍّ خَالِصٍ فَتُبْدَلُ فِي حَالَةِ الْكَسْرِ يَاءً خَالِصَةً سَاكِنَةً، وَحَالَةِ الْفَتْحِ أَلِفًا خَالِصَةً، وَحَالَةِ الضَّمِّ وَاوًا خَالِصَةً سَاكِنَةً، وَهُوَ الَّذِي قُطِعَ بِهِ فِي " الْهَادِي "، وَ " الْهِدَايَةِ "، وَ " التَّجْرِيدِ "، وَهُوَ أَحَدُ الْوَجْهَيْنِ فِي " التَّبْصِرَةِ "، وَ " الْكَافِي "، وَ " الشَّاطِبِيَّةِ "، وَرَوَى عَنْهُ ابْنُ شَنَبُوذَ إِسْقَاطَ الْأُولَى فِي الْأَقْسَامِ الثَّلَاثَةِ كَمَا تَقَدَّمَ. هَذَا الَّذِي عَلَيْهِ الْجُمْهُورُ مِنْ أَصْحَابِهِ. (النشر بتصرف يسير : 1/384:382) .
    (***)قال في النشر (1/382) :- أَمَّا الْمُتَّفِقَتَا نِ كَسْرًا فَعَلَى قِسْمَيْنِ: مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، وَمُخْتَلَفٌ عَلَيْهِ. فَالْمُتَّفَقُ عَلَيْهِ ثَلَاثَةَ عَشَرَ لَفْظًا فِي خَمْسَةَ عَشَرَ مَوْضِعًا. فِي الْبَقَرَةِ (هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ) وَفِي النِّسَاءِ (مِنَ النِّسَا إِلَّا) فِي الْمَوْضِعَيْنِ ، وَفِي هُودٍ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ وَفِي يُوسُفَ (بِالسُّو إِلَّا) وَفِي الْإِسْرَاءِ وَص: (هَؤُلَا إِلَّا) وَفِي النُّورِ (عَلَى الْبِغَا إِنْ)) وَفِي الشُّعَرَاءِ) (مِنَ السَّمَا إِنْ كُنْتَ) وَفِي السَّجْدَةِ (مِنَ السَّمَا إِلَى) وَفِي الْأَحْزَابِ (مِنَ النِّسَا إِنِ اتَّقَيْتُنَّ) وَفِيهَا: (وَلَا أَبْنَا إِخْوَانِهِنَّ) وَفِي سَبَأٍ (مِنَ السَّمَا إِنْ) وَفِيهَا (هَؤُلَا إِيَّاكُمْ) وَفِي الزُّخْرُفِ (فِي السَّمَا إِلَهٌ) ، وَالْمُخْتَلَفُ فِيهِ ثَلَاثَةُ مَوَاضِعَ (لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ، وَ " بُيُوتَ النَّبِيِّ"(إِلَ ّا فِي قِرَاءَةِ نَافِعٍ، وَ (مِنَ الشُّهْدَا أَنْ تَضِلَّ) فِي قِرَاءَةِ حَمْزَةَ، وَأَمَّا الْمُتَّفِقَتَا نِ فَتْحًا، فَفِي سِتَّةَ عَشَرَ لَفْظًا فِي تِسْعَةٍ وَعِشْرِينَ مَوْضِعًا فِي النِّسَاءِ (السُّفَهَا أَمْوَالَكُمْ) وَفِيهَا وَفِي الْمَائِدَةِ (جَا أَحَدٌ مِنْكُمْ) وَفِي الْأَنْعَامِ(جَ أَحَدَكُمْ) وَفِي الْأَعْرَافِ (تِلْقَا أَصْحَابِ النَّارِ) وَفِيهَا وَفِي يُونُسَ وَهُودٍ وَالنَّحْلِ وَفَاطِرٍ (جَا أَجَلُهُمْ) وَفِي هُودٍ خَمْسَةِ مَوَاضِعَ وَمَوْضِعَيِ " الْمُؤْمِنِينَ " (جَا أَمْرُنَا) وَفِي الْحِجْرِ (وَجَا أَهْلُ) وَفِيهَا وَفِي الْقَمَرِ (جَا آلَ) وَفِي الْحَجِّ (السَّمَا أَنْ تَقَعَ) وَفِي " الْمُؤْمِنِينَ "(جَا أَحَدَهُمْ) وَفِي الْفُرْقَانِ (شَا أَنْ يَتَّخِذَ) وَفِي الْأَحْزَابِ (شَا أَوْ يَتُوبَ) وَفِي غَافِرٍ وَالْحَدِيدِ (جَا أَمْرُ اللَّهِ) وَفِي الْقِتَالِ (جَا أَشْرَاطُهَا) وَفِي الْمُنَافِقِينَ (جَا أَجَلُهَا) وَفِي عَبَسَ (شَا أَنْشَرَهُ) ، وَأَمَّا الْمُتَّفِقَتَا نِ ضَمًّا فَمَوْضِعٌ وَاحِدٌ (أَوْلِيَا أُولَئِكَ( فِي الْأَحْقَافِ .


    53،50) بوجهين ؛ الأول : هو الوجه المتقدم (تسهيل الأولى مع المدّ والقصر) ، والوجه الثاني :- إبدال الهمزة الأولى من جنس ما قبلها ثم إدغامها في ما قبلها ؛ فتبدل الهمزة واوًا ثم تدغم في الواو من (بِالسُّوءِ إِلَّا) ؛ فتصير :- (بَالسُّوِّ إِلَّا) ، وتبدل الهمزة ياءً ثم تدغم في الياء من (لِلنَّبِيءِ إِنْ) ؛ فتصير :- (لِلنَّبِيِّ إِنْ) فإن قيل لماذا اختص قالون عن نافع بالخلف في هاتين الكلمتين قلت ؛ لأنَّ الإمام نافع وحده يقرأ باب النبيّ والنبوّة (النبيّ ، النبوة ، الأنبياء ، النبيين ، النبيّون وما يجيء من ذلك) بالهمز مع ياء مديّة قبله كما سيأتي في آخر باب الهمز المفرد قوله : ((بَابَ النَّبِيِّ وَالنُّبُوَّةِ الْهُدَى)) ؛ فيصير مدّا متصلا عنده فيدغم قالون وصلاً ، ويرجع إلى أصله وقفًا ، وأما البزي فهو كغيره من القراء بالإدغام ، قوله :- ((اصْطُفِي)) أي هذا الوجه هو الراجح المختار لمن ذُكِرَ كما جزم بذلك في النشر (*).
    وقد أشار الإمام الشاطبي إلى ذلك بقوله :-
    وَقَالُونُ وَالْبَزِّيُّ في الْفَتْحِ وَافَقَا ... وَفي غَيْرِهِ كَالْياَ وَكَالْوَاوِ سَهَّلاَ1
    وَبِالسُّوءِ إِلاَّ أَبْدَلاَ ثُمَّ أَدْغَمَا ... وَفِيهِ خِلاَفٌ عَنْهُمَا لَيْسَ مُقْفَلاَ
    وقال :- وَقَالُونُ فِي اْلأَحْزَابِ فِي لِلنَّبيِّ مَعْ ... بُيُوتَ النَّبيِّ الْيَاءَ شَدَّدَ مُبْدِلاَ
    وهذا البيت مستدرك على الإمام الشاطبي ؛ لأنه ذكره في الفرش وبإطلاق فأوهم أن قالون يدغم وصلاً ووقفًا(**) ، ونبّه على ذلك الإمام الداني في التيسير (ص73) فقال :- وَترك قالون


    (*) قال في النشر : (1/383) وَاخْتُلِفَ عَنْهُمَا فِي بِالسُّوءِ إِلَّا، وَلِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ، وَبُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَمَّا بِالسُّوءِ إِلَّا فَأَبْدَلَ الْهَمْزَةَ الْأُولَى مِنْهُمَا وَاوًا وَأَدْغَمَ الْوَاوَ الَّتِي قَبْلَهَا فِيهَا الْجُمْهُورُ مِنَ الْمَغَارِبَةِ وَسَائِرُ الْعِرَاقِيِّين َ، عَنْ قَالُونَ وَالْبَزِّيِّ، وَهَذَا هُوَ الْمُخْتَارُ رِوَايَةً مَعَ صِحَّتِهِ فِي الْقِيَاسِ، وَقَالَ الْحَافِظُ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ فِي مُفْرَدَاتِهِ: هَذَا الَّذِي لَا يَجُوزُ فِي التَّسْهِيلِ غَيْرُهُ..إلى أن قال (قُلْتُ) : قَدْ قَرَأْتُ بِهِ عَنْهُ، وَعَنِ الْبَزِّيِّ مِنْ طَرِيقِ الْإِقْنَاعِ وَغَيْرِهِ، وَهُوَ مَعَ قُوَّتِهِ قِيَاسًا ضَعِيفٌ رِوَايَةً، وَذَكَرَهُ أَبُو حَيَّانَ، وَقَرَأْنَا بِهِ عَلَى أَصْحَابِهِ عَنْهُ، وَسَهَّلَ الْهَمْزَةَ الْأُولَى مِنْهُمَا بَيْنَ بَيْنَ؛ طَرْدًا لِلْبَابِ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ الْأَدَاءِ، وَذَكَرَهُ مَكِّيٌّ أَيْضًا، وَهُوَ الْوَجْهُ الثَّانِي فِي الشَّاطِبِيَّةِ ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ صَاحِبُ " الْعُنْوَانِ " عَنْهُمَا. وَذَكَرَ عَنْهُمَا كُلًّا مِنَ الْوَجْهَيْنِ ابْنُ بَلِّيمَةَ، وَأَمَّا (لِلنَّبِيءِ) ، وَ (النَّبِيءُ) فَظَاهِرُ عِبَارَةِ أَبِي الْعِزِّ فِي كِفَايَتِهِ أَنْ تُجْعَلَ الْهَمْزَةُ فِيهِمَا بَيْنَ بَيْنَ فِي مَذْهَبِ قَالُونَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَا يَمْنَعُ مِنْ ذَلِكَ كَوْنُ الْيَاءِ سَاكِنَةً قَبْلَهَا، فَإِنَّهَا لَوْ كَانَتْ أَلِفًا لَمَا امْتَنَعَ جَعْلُهَا بَيْنَ بَيْنَ بَعْدَهَا لُغَةً.(قُلْتُ) : وَهَذَا ضَعِيفٌ جِدًّا، وَالصَّحِيحُ قِيَاسًا وَرِوَايَةً مَا عَلَيْهِ الْجُمْهُورُ مِنَ الْأَئِمَّةِ قَاطِبَةً، وَهُوَ الْإِدْغَامُ، وَهُوَ الْمُخْتَارُ عِنْدَنَا الَّذِي لَا نَأْخُذُ بِغَيْرِهِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. انتهي .


    الْهَمْز فِي قَوْله فِي الأحزاب للنَّبِي إِن أَرَادَ و بيُوت النَّبِي إِلَّا أَن فِي الْمَوْضِعَيْنِ فِي الْوَصْل خَاصَّة على أصله فِي الهمزتين المكسورتين .

    قال الإمام ابن الجزري :-
    [199] وَسَهَّلَ الأُخْرَى رُوَيْسٌ قُنْبُلُ * * * وَرْشٌ وَثَامِنٌ وَقِيلَ تُبْدَلُ
    [200] مَدًّا زَكَا جُودًا وَعَنْهُ هَؤُلاَ * * * إِنْ وَالْبِغَا إِنْ كَسْرَ يَاءٍ أَبْدِلاَ
    أي قرأ رويس وقنبل في وجههما الثاني وورش وثامن القراء (أبو جعفر) الهمزتين المتفقتين من كلمتين بتسهيل الهمزة الثانية نحو :- (جَاءَ أَشْراطُهَا) (محمد : 18) ، ثم قال :- ((وَقِيلَ تُبْدَلُ.مَدًّا زَكَا جُودًا)) أي روى بعض الأئمة إبدال الهمزة الثانية مدًّا من جنس حركة ما قبلها للمرموز لهما بالزَّاي والجيم وهما قنبل والأزرق ، والإبدال يكون مع الإشباع إن كان ما بعدها ساكنًا أصليًّا لازمًا سواء كان مُظْهَرًا نحو :- (وَجَاءَ أَهْلُ) (الحجر: 67) ، أو مدغمًا نحو :- (السَّمَاءِ إِنَّ) أو (هَؤُلاءِ إِيَّاكُمْ) (سبأ : 40،9) ، ويبدل قنبل والأزرق الثانية حرف مدٍّ من جنس ما قبلها مع القصر إن كان ما بعدها متحركًا (*) نحو :- (جَاءَ أَجَلُهَا) (المنافقون : 11) ، وبذلك يجتمع لقنبل - في المتفقتين - ثلاثة أوجه :- الأول : إسقاط الأولى مع المد والقصر ، الثاني : تسهيل الثانية ، الثالث : إبدالها حرف مد من جنس ما قبلها مع الإشباع إن تلاها ساكن ، ومع القصر إن تلاها متحرك .
    وأما الأزرق فله وجهان :- الأول تسهيل الثانية ويوافقه فيه الأصبهاني ، والثاني : إبدالها حرف مد من جنس ما قبلها مع الإشباع إن تلاها ساكن ، ومع القصر إن تلاها متحرك ، وهذا الوجه ينفرد فيه الأزرق عن الأصبهاني .
    ثم قال الناظم :- ((وَعَنْهُ هَؤُلاَ * * * إِنْ وَالْبِغَا إِنْ كَسْرَ يَاءٍ أَبْدِلاَ)) يعطف الناظم الكلام على قوله : ((جُودًا)) بأن بعض الأئمة نقلوا عن الأزرق وجهًا ثالثًا ، وهو إبدال الثانية ياءً خالصةً مكسورة في موضعين هما : (هَـؤُلاء إِن) (البقرة : 31) ، (البِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ) (النور : 33) ، ولكن يلاحظ في الموضع السابق تحرك نون (إِنْ) بالفتح وصلاً على قاعدة ورش : نقل حركة الهمزة إلى الساكن

    (**) انظر شرح ابن الناظم (ص100) وكلام العلامة القاضي في( الوافي) (ص 204) وغيرهما .



    قبلها ؛ وبذلك يكون له إبدالها حرف مدّ مع الإشباع إن لم يعتدّ بعارض النقل، ومع القصر إن اعتدّ بالعارض .
    والخلاصة في الهمزتين المتفقتين من كلمتين :-
    1- قرأ أبو عمرو بإسقاط الهمزة الأولى (وجهًا واحدًا) مع المد والقصر (والقصر أولى) .
    2- قرأ رويس بوجهين ؛ الأول : إسقاط الأولى مع المد (كما سيأتي السبب) ، والثاني : تسهيل الثانية .
    3- قرأ قنبل بثلاثة أوجه ؛ الأول : إسقاط الأولى . الثاني : تسهيل الثانية . الثالث : إبدالها حرف مد من جنس ما قبلها مع الإشباع إن تلاها ساكن ، ومع القصر إن تلاها متحرك .
    4- قرأ أبو جعفر والأصبهاني بتسهيل الثانية وجهًا واحدًا .
    5- قرأ الأزرق بوجهين ؛ الأول : تسهيل الهمزة الثانية ، والثاني : إبدالها حرف مد من جنس ما قبلها مع الإشباع إن تلاها ساكن ، ومع القصر إن تلاها متحرك وأما (البِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ) (النور : 33) فله فيه الإبدال مع القصر اعتدادًا بالعارض ، والإبدال مع الإشباع على الأصل ، ويزاد له وجه رابع في (البِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ) )النور : 33) ، ووجه ثالث في (هَـؤُلاء إِن) (البقرة : 31) ، وهو إبدال الثانية ياءً خالصةً مكسورة .
    6- قرأ قالون والبزي المفتوحتين بإسقاط الأولى ، وقرءا المكسورتين والمضمومتين بتسهيل الأولى مع المد والقصر (والمدّ أولى) ، ويستثنى لهما هذا الموضع )بِالسُّوءِ إِلَّا) (يوسف : 53) فليس لهما فيه وصلاً إلا الإدغام على الصحيح ، ويستثنى لقالون وصلاً موضعان قوله تعالى :- (لِلنَّبِيء إِنْ) ، و (النَّبِيءِ إِلاَّ) (الأحزاب : 53،50) فليس له فيهما إلا الإدغام .
    7- قرأ الباقون (روح وابن عامر والكوفيون) بتحقيق الهمزتين .

    توضيح مذاهب القراء في الهمزتين المتفقتين من كلمتين
    إسقاط.....تسهيل الثانية...إبدال مع مد...إبـدال مع قصر...إبدال ياءً مكسورة.....تسهيل الأولى.....تحقيـق
    زِنْ ...........زن.............ز ن (بعدها ساكن)..زن (بعدهامحرك).......... ............................. ......كل الباب روح
    غَدَا ...........غدا............. ....................... .............................. .................... .......وابن عامر
    بن (في الفتح) .............................. .................... ...........................ب (في ضم وكسر).........والكوف يون
    هدى (في الفتح) .............................. .................... .........................بن (في ضم وكسر).............
    حُزْ...........ورش ........جُودًا (بعدها ساكن)......جُودًا (بعدها محرك)..................... ...........
    ...............ورش......... ..جُودًا (هؤلاء إن)......................... ...جُودًا (هؤلاء إن)......................... .......
    .............ورش.......... ُودًا (البغاء إن).....جُودًا (البغاء إن).....جُودًا (البغاء إن)................
    ...........ثامن........... ........................ .............................. .................... ..............
    (*) الإسقاط يكون المد والقصر (والقصر أولى) إلا رويسًا فليس له إلا المدّ ، وتسهيل الأولى مع المد والقصر (والمد أولى).



    فائدة : وجه إسقاط الهمزة الثانية لقنبل ورويس - عند اتفاق الهمزتين - من الأوجه الزائدة للنشر على الشاطبية والتيسير ، وليس لورش من طريق الأصبهاني في المتفقتين إلا تسهيل الثانية ، قال العلامة الشيخ الإبياري في المنحة :-
    الاُولى أسقِطنّ إن وافقا زَاهٍ غَلا ... والاصبهاني ثانِ ذَا لن يُبْدِلا
    * تحريرات لرويس والأزرق *
    1- وجه الإسقاط لرويس من طريق أبي الطيب ، وليس له إلا التوسط في المنفصل على المقروء به ، وعليه لا يجوز له الإسقاط إلا مع المد ، وتمتنع هاء السكت على وجه الإسقاط .
    2- للأزرق في قوله تعالى (البِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ) (النور : 33) يختص وجه إبدال الثانية حرف مدّ مع تفخيم راء المنون بالنصب (خَيْراً) قبلها على إشباع البدل مع فتح ذوات الياء ، ولم يأت ترقيق (خَيْرًا) مع قصر البدل وتقليل ذوات الياء إلا من مذهب ابن بَلِّيمَة ، وليس فيه إبدال الثانية مدًّا ، وإنما فيه التسهيل والإبدال ياءً مكسورة فقط ، ويمتنع للأزرق الأوجه التالية :-
    (1) إبدال الثانية حرف مدّ على تقليل ذوات الياء مع التفخيم .
    (2) إبدال الثانية ياءً مكسورة على تفخيم راء (خَيْراً) .
    (3) يمتنع إبدال الثانية ياءً مكسورة على ترقيق (خَيْراً) ، وتوسط البدل وفتح ذوات الياء .

    قال الإمام ابن الجزري :-
    [201] وَعِنْدَ الاِخْتِلاَفِ الاُخْرَى سَهِّلَنْ * * * حِرْمٌ حَوَى غِناً وَمِثْلُ السُّوءُ إِنْ
    [202] فَالْوَاوُ أَوْ كَالْيا وَكَالسَّمَاءِ أَوْ * * * تَشَاءُ أَنْتَ فَباِلاِبْدَالِ وَعَوْا

    انتقل الكلام إلى الهمزتين المختلفتين ، ولهما في القرآن خمس حالات : (1) مضمومة ثم مكسورة أو (2) مكسورة ثم مفتوحة ، أو (3) مضمومة ثم مفتوحة ، أو (4) مفتوحة ثم مضمومة ، أو (5) مفتوحة ثم مكسورة ، قال الناظم :- ((وَعِنْدَ الاِخْتِلاَفِ الاُخْرَى سَهِّلَنْ * * * حِرْمٌ حَوَى غِناً)) أي عند اختلاف الهمزتين في الحالات الخمسة السابقة قرأ المرموز لهم بـ (حِرْمٌ) ، (حَوَى) ، (غِنًا) وهم المدنيان والمكي وأبو عمرو البصري ورويس ؛ أي (أهل (سما) سوى روح) قرءوا بتغيير الهمزة الثانية ، ذلك أن التسهيل يعني مطلق التغيير ، ثم حدّد كيفية هذا التغيير فقال :- ((وَمِثْلُ السُّوءُ إِنْ . فَالْوَاوُ أَوْ كَالْيا)) في مثل قوله تعالى :- (السُّوءُ إِنْ) (الأعراف : 188) هذه هي الحالة الأولى : ضم الأولى وكسر الثانية ، ولك فيها وجهان :- الأول : إبدال الثانية واوًا ، وهذا معنى قوله ((فالواو)) ، والثاني تسهيل الثانية بين الهمزة المضمومة والواو المدّيّة ، وهذا معنى قوله ((أو كالياء)) (*) .
    ثم قال الناظم :- ((وَكَالسَّمَاءِ أَوْ تَشَاءُ أَنْتَ فَباِلاِبْدَالِ وَعَوْا)) يشير الناظم بهذا المثال :
    (السَّمَاءِ أَوْ) (الأنفال : 32) إلى الحالة الثانية : كسر الأولى وفتح الثانية ، ولك فيها وجه واحد فقط ؛ هو إبدال الثانية ياءً خالصة مفتوحة ، ثم يشير بالمثال الآخر : (تَشَاءُ أَنْتَ) (الأعراف:155) إلى الحالة


    (*) قال في النشر :- وَاخْتَلَفَ أَئِمَّتُنَا فِي كَيْفِيَّةِ تَسْهِيلِ الْقِسْمِ الْخَامِسِ(1) ، فَذَهَبَ بَعْضُهُمْ إِلَى أَنَّهَا تُبْدَلُ وَاوًا خَالِصَةً مَكْسُورَةً، وَهَذَا مَذْهَبُ جُمْهُورِ الْقُرَّاءِ مِنْ أَئِمَّةِ الْأَمْصَارِ قَدِيمًا، وَهُوَ الَّذِي فِي " الْإِرْشَادِ "، وَ " الْكِفَايَةِ " لِأَبِي الْعِزِّ، قَالَ الدَّانِيُّ فِي جَامِعِهِ: وَهَذَا مَذْهَبُ أَكْثَرِ أَهْلِ الْأَدَاءِ، قَالَ: وَكَذَا حَكَى أَبُو طَاهِرِ بْنُ أَبِي هَاشِمٍ أَنَّهُ قَرَأَ عَلَى ابْنِ مُجَاهِدٍ، قَالَ: وَكَذَا حَكَى أَبُو بَكْرٍ الشَّذَائِيُّ أَنَّهُ قَرَأَ عَلَى غَيْرِ ابْنِ مُجَاهِدٍ، قَالَ: وَبِذَلِكَ قَرَأْتُ أَنَا عَلَى أَكْثَرِ شُيُوخِي، وَقَالَ فِي غَيْرِهِ: وَبِذَلِكَ قَرَأْتُ عَلَى عَامَّةِ شُيُوخِي الْفَارِسِيِّ، وَالْخَاقَانِيِ ّ، وَابْنِ غَلْبُونَ، وَذَهَبَ بَعْضُهُمْ إِلَى أَنَّهَا تُجْعَلُ بَيْنَ بَيْنَ، أَيِ الْهَمْزَةُ وَالْيَاءُ، وَهُوَ مَذْهَبُ أَئِمَّةِ النَّحْوِ كَالْخَلِيلِ وَسِيبَوَيْهِ، وَمَذْهَبُ جُمْهُورِ الْقُرَّاءِ حَدِيثًا، وَحَكَاهُ ابْنُ مُجَاهِدٍ نَصًّا عَنِ الْيَزِيدِيِّ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو، وَرَوَاهُ الشَّذَائِيُّ عَنِ ابْنِ مُجَاهِدٍ أَيْضًا، وَبِهِ قَرَأَ الدَّانِيُّ عَلَى شَيْخِهِ فَارِسِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ الْحَسَنِ أَنَّهُ قَرَأَ كَذَلِكَ عَنْ شُيُوخِهِ، وَقَالَ الدَّانِيُّ: إِنَّهُ الْأَوْجَهُ فِي الْقِيَاسِ، وَإِنَّ الْأَوَّلَ آثَرُ فِي النَّقْلِ. (قُلْتُ) : وَبِالتَّسْهِيل ِ قَطَعَ مَكِّيٌّ، وَالْمَهْدَوِيُ ّ، وَابْنُ سُفْيَانَ، وَصَاحِبُ " الْعُنْوَانِ "، وَأَكْثَرُ مُؤَلِّفِي الْكُتُبِ، كَصَاحِبِ "الرَّوْضَةِ " وَ " الْمُبْهِجِ "، وَالْغَايَتَيْن ِ، وَ " التَّلْخِيصِ "، وَنَصَّ عَلَى الْوَجْهَيْنِ فِي " التَّذْكِرَةِ "، وَ " التَّيْسِيرِ "، وَ " الْكَافِي "، وَ " الشَّاطِبِيَّةِ "، وَ " تَلْخِيصِ الْعِبَارَاتِ "، وَصَاحِبُ " التَّجْرِيدِ " فِي آخِرِ فَاطِرٍ . انتهى (النشر : 1/ 38).


    الثالثة : ضم الأولى وفتح الثانية ، ولك فيها وجه واحد فقط أيضا ؛ هو إبدال الثانية واوًا خالصة مفتوحة ، قوله :- ((وَعَوْا)) أي حفظوا وجمعوا هذا العلم من (وَعَيَ) الْوَاوُ وَالْعَيْنُ وَالْيَاءُ : كَلِمَةٌ تَدُلُّ عَلَى ضَمِّ شَيْءٍ. وَوَعَيْتُ الْعِلْمَ أَعِيهِ وَعْيًا. وَأَوْعَيْتُ الْمَتَاعَ فِي الْوِعَاءِ أُوَعِّيهِ . كذا قال ابن فارس (معجم مقاييس اللغة (6/124) .
    وبذلك تتبقى حالتان هما (4) مفتوحة ثم مضمومة ولم ترد إلا في قوله تعالى :- (جَاءَ أُمَّةً) (المؤمنون : 44) ، و (5) مفتوحة ثم مكسورة نحو :- (أَشْيَاءَ إِنْ) (المائدة : 101) ، فيكون لهم
    (سما سوى روح) التسهيل بين بين لأنه أطلق التسهيل ، أي بين الهمزة المضمومة والواو المدّيّة في الحالة الرابعة : (جَاءَ أُمَّةً) ، وبين الهمزة المكسورة والياء المدّيّة في الحالة الخامسة نحو :- (أَشْيَاءَ إِنْ)


    (*) قال في النشر :- (الضَّرْبُ الثَّانِي) الْمُخْتَلِفَتَ انِ، وَوَقَعَ مِنْهُمَا فِي الْقُرْآنِ خَمْسَةُ أَقْسَامٍ وَكَانَتِ الْقِسْمَةُ تَقْتَضِي سِتَّةً:
    (الْقِسْمُ الْأَوَّلُ) (4) مَفْتُوحَةٌ وَمَضْمُومَةٌ، وَهُوَ مَوْضِعٌ وَاحِدٌ جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا فِي الْمُؤْمِنِينَ. (وَالْقِسْمُ الثَّانِي) (5) مَفْتُوحَةٌ وَمَكْسُورَةٌ، وَوَرَدَ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ وَمُخْتَلَفٌ فِيهِ؛ فَالْمُتَّفَقُ عَلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ سَبْعَةَ عَشَرَ مَوْضِعًا، وَهِيَ (شُهَدَاءَ إِذْ) فِي الْبَقَرَةِ وَالْأَنْعَامِ (وَالْبَغْضَاءَ إِلَى) فِي مَوْضِعَيِ الْمَائِدَةِ، وَفِيهَا: (عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ) ، (وَأَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا) فِي التَّوْبَةِ، وَفِيهَا (إِنْ شَاءَ إِنَّ اللَّهَ) ، وَ (شُرَكَاءَ إِنْ يَتَّبِعُونَ) فِي يُونُسَ وَ (الْفَحْشَاءَ إِنَّهُ) فِي يُوسُفَ، وَفِيهَا وَجَاءَ إِخْوَةُ وَ (أَوْلِيَاءَ إِنَّا) فِي الْكَهْفِ. وَ (الدُّعَاءَ إِذَا مَا) فِي الْأَنْبِيَاءِ (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ) فِي الشُّعَرَاءِ، وَ (الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا) بِالنَّمْلِ وَالرُّومِ وَ (الْمَاءَ إِلَى) فِي السَّجْدَةِ، وَ (حَتَّى تَفِيءَ إِلَى) فِي الْحُجُرَاتِ. وَالْمُخْتَلَفُ فِيهِ مَوْضِعَانِ، وَهُمَا (زَكَرِيَّاءَ إِذْ) فِي مَرْيَمَ وَالْأَنْبِيَاء ِ عَلَى قِرَاءَةِ غَيْرِ حَمْزَةَ، وَالْكِسَائِيِّ ، وَخَلَفٍ، وَحَفْصٍ. (وَالْقِسْمُ الثَّالِثُ) (3) مَضْمُومَةٌ وَمَفْتُوحَةٌ ، وَوَقَعَ مُتَّفَقًا عَلَيْهِ وَمُخْتَلَفًا فِيهِ، فَالْمُتَّفَقُ عَلَيْهِ أَحَدَ عَشَرَ مَوْضِعًا، وَهِيَ (السُّفَهَاءُ أَلَا) فِي الْبَقَرَةِ (نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ) فِي الْأَعْرَاف وَفِيهَا (تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا) ، وَ (سُوءُ أَعْمَالِهِمْ) فِي التَّوْبَةِ، (وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي) فِي هُودٍ، وَ (الْمَلَأُ أَفْتُونِي) فِي مَوْضِعَيْ يُوسُفَ وَالنَّمْلِ، وَ (يَشَاءُ أَلَمْ تَرَ) فِي إِبْرَاهِيمَ، (الْمَلَأُ أَيُّكُمْ) فِي النَّمْلِ، وَ (جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّهِ) فِي فُصِّلَتْ، وَ (وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا) فِي الِامْتِحَانِ. وَالْمُخْتَلَفُ فِيهِ مَوْضِعَانِ، وَهُمَا (النَّبِيءُ أَوْلَى) ، وَ (إِنْ أَرَادَ النَّبِيءُ أَنْ) فِي الْأَحْزَابِ عَلَى قِرَاءَةِ نَافِعٍ. (وَالْقِسْمُ الرَّابِعُ) (2) مَكْسُورَةٌ وَمَفْتُوحَةٌ، وَهُوَ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ وَمُخْتَلَفٌ فِيهِ، فَالْمُتَّفَقُ عَلَيْهِ خَمْسَةَ عَشَرَ مَوْضِعًا، وَهِيَ: مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ فِي الْبَقَرَةِ، وَ (هَؤُلَاءِ أَهْدَى) فِي النِّسَاءِ، وَلَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ فِي الْأَعْرَافِ وَهَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا، وَمِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا كِلَاهُمَا فِيهَا أَيْضًا، وَمِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا فِي الْأَنْفَالِ، وَ (مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ) فِي مَوْضِعَيْ يُوسُفَ، وَ (هَؤُلَاءِ آلِهَةً) فِي الْأَنْبِيَاءِ، وَ (هَؤُلَاءِ أَمْ هُمْ) فِي الْفُرْقَانِ، وَ (مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ) فِيهَا، وَ (مِنَ السَّمَاءِ آيَةً) فِي الشُّعَرَاءِ، وَأَبْنَاءِ أَخَوَاتِهِنَّ فِي الْأَحْزَابِ، وَ (فِي السَّمَاءِ أَنْ) فِي مَوْضِعَيِ الْمُلْكِ. وَالْمُخْتَلَفُ فِيهِ مَوْضِعٌ وَاحِدٌ، وَهُوَ (مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ) فِي غَيْرِ قِرَاءَةِ حَمْزَةَ كَمَا تَقَدَّمَ فِي الْمَكْسُورَتَي ْنِ. (وَالْقِسْمُ الْخَامِسُ) (1) مَضْمُومَةٌ وَمَكْسُورَةٌ، وَهُوَ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ وَمُخْتَلَفٌ فِيهِ. فَالْمُتَّفَقُ عَلَيْهِ اثْنَانِ وَعِشْرُونَ مَوْضِعًا، وَهُوَ (يَشَاءُ إِلَى) فِي مَوْضِعَيِ الْبَقَرَةِ، وَيُونُسَ، وَالْحَجِّ، وَالنُّورِ، (وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا) فِي الْبَقَرَةِ أَيْضًا، وَ (مَا يَشَاءُ إِذَا) فِي آلِ عِمْرَانَ (يَشَاءُ إِنَّ) فِيهَا، وَفِي النُّورِ، وَفَاطِرٍ، وَ (مَنْ يَشَاءُ إِنَّ) فِي الْأَنْعَامِ، وَ (السُّوءُ إِنْ) فِي الْأَعْرَافِ، وَ (نَشَاءُ إِنَّكَ) فِي هُودٍ، وَ (يَشَاءُ إِنَّهُ) فِي يُوسُفَ وَمَوْضِعَيِ الشُّورَى، وَ (مَا يَشَاءُ إِلَى) فِي الْحَجِّ، وَ (شُهَدَاءُ إِلَّا) فِي النُّورِ، وَ (يَاأَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي) فِي النَّمْلِ، وَ (الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ) فِي فَاطِرٍ، وَ (الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ) فِيهَا وَ (السَّيِّئُ إِلَّا) فِيهَا أَيْضًا، وَ (يَشَاءُ إِنَاثًا) فِي الشُّورَى. وَالْمُخْتَلَفُ فِيهِ سِتَّةُ مَوَاضِعَ (أَوَّلُهَا) (يَا ذَكَرِيَّاءُ إِنَّا) فِي مَرْيَمَ فِي غَيْرِ قِرَاءَةِ حَمْزَةَ، وَالْكِسَائِيِّ ، وَخَلَفٍ، وَحَفْصٍ، وَبَاقِيهَا (يَا أَيُّهَا النَّبِيءُ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ، وَيَا أَيُّهَا النَّبِيءُ إِنَّا أَحْلَلْنَا) فِي الْأَحْزَابِ، ِوَ (يَا أَيُّهَا النَّبِيءُ إِذَا جَاءَكَ) فِي الِامْتِحَانِ، وَ (يَا أَيُّهَا النَّبِيءُ إِذَا) فِي الطَّلَاقِ، وَ (النَّبِيءُ إِلَى) فِي التَّحْرِيمِ، وَهَذِهِ الْخَمْسَةُ فِي قِرَاءَةِ نَافِعٍ. (قِسْمٌ سَادِسٌ) وَهُوَ كَوْنُ الْأُولَى مَكْسُورَةً وَالثَّانِيَةِ مَضْمُومَةً، عَكْسُ الْخَامِسِ، لَمْ يَرِدْ لَفْظُهُ فِي الْقُرْآنِ، وَإِنَّمَا وَرَدَ مَعْنَاهُ، وَهُوَ قَوْلُهُ فِي الْقَصَصِ (وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً) وَالْمَعْنَى: وَجَدَ عَلَى الْمَاءِ أُمَّةً .


    ، وقرأ الباقون (روح وابن عامر والكوفيون) بالتحقيق في الحالات الخمس ، وهذا من بديع اختصار الإمام ابن الجزري ، ومن جميل فتح الله عليه أن جمع اختلاف القراء في الحالات الخمس في بيتين ؛ فنسأل الله أن يفيض علينا من علمه ، ويدخلنا برحمته في عباده الصالحين .
    والخلاصة : في الحالة الأولى لـ (سما سوى روح) (حرم حوى غنى) (المدنيان والمكي ورويس) في الحالة الأولى (ضم الأولى وكسر الثانية) مثل :- (السُّوءُ إِنْ) يكون لهم وجهان : إبدال الثانية واوًا مكسورة ، وتسهيـل الثانية .
    في الحالة الثانية والثالثة (فتح الهمزة الثانية وكسر أو ضم الأولى) نحو :- (السَّمَاءِ أَوْ) و (تَشَاءُ أَنْتَ) يكون لهم الإبدال حرفًا خالصًا من جنس حركة ما قبله ، مع إبقاء حركة الهمزة الثانية عليه هكذا : (السَّمَاءِ يَوْ) ، (تَشَاءُ وَنْتَ) .
    في الحالة الرابعة والخامسة (فتح الأولى وضم أو كسر الثانية) (جَاءَ أُمَّةً) ، ومثل :- )أَشْيَاءَ إِنْ) يكون لهم التسهيل بين بين ، إلى الضم في الأولى )جَاءَ أُمَّةً) ، وإلى الكسر في الثانية )أَشْيَاءَ إِنْ).
    توضيح مذاهب القراء في المختلفتين (الحالة الأولى) ضـم الأولى وكسر الثـانية مثل :-)السُّوءُ إِنْ)
    إبدال الثانية واوًا مكسورة ..... تسهيــل ............ تحـقـيــق
    حــــــرم ..............حــرم ................الكوفيـ ون
    حــــــوى............ ...حـوى .................ابن عامر
    غــــــنى............ .....غـنى ....................روح
    توضيح مذاهب القراء في المختلفتين (الحالة الثانية) كسر الأولى وفتـح الثـانية مثل :- (السَّمَاءِ أَوْ)
    إبدال الثانية ياءً مفتوحة .... تحـقـيـق
    حـــــرم ..............الكوفيـو ن
    حــــوى................ .ابن عامر
    غــــنى................ ....روح
    توضيح مذاهب القراء في المختلفتين (الحالة الثالثة) ضـم الأولى وفتـح الثـانية مثل :- (تَشَاءُ أَنْتَ)
    إبدال الثانية واوًا مفتوحة .......... تحـقـيـق
    حـــــرم .....................الكو يـون
    حــــوى................ ........ابن عامر
    غــــنى................ ...........روح

    توضيح مذاهب القراء في المختلفتين (الحالة الرابعة) فتح الأولى وضم الثـانية ، وهي :- (جَاءَ أُمَّةً) ،
    و (الحالة الخامسة) فتح الأولى وكسر الثـانية مثل :- (أَشْيَاءَ إِنْ) .
    تسهيـل.................. . تحـقـيـق
    حــرم ....................الكوف يـون
    حـوى...................... .ابن عامر
    غـنى...................... ....روح
    ، والله أعلم . تم شرح الباب ، وللحديث بقية إن شاء الله ، وصلّ اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين ، والحمد لله رب العالمين .

    (*) بسم الله الرحمن الرحيم (*)
    تابع حلقات خلاصة الفكر شرح طيبة النشر
    وبتنسيق أفضل هنا : الحلقة الثامنة عشرة - - بَابُ الهَمْزَتَيْنِ مِنْ كَلِمَتَيْنِ ، على هذا الرابط : http://www.alalmi.co.cc/vb/showthread.php?p=2164

    ومرحبا بكم في جامعة الدرّة المضيّة للقراءات القرآنية والسنة النبوية :
    http://zdnyilma.com/vb/index.php (*) (*) (*)

  3. #23

    افتراضي رد: خلاصة الفكر شرح طيبة النشر للشيخ إسماعيل الشرقاوي حفظه الله

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحلقة التاسعة عشرة - خلاصة الفكر شرح طيبة النشر - بَابُ الْهَمْزِ المُفْرَدِ .

    بَابُ الْهَمْزِ المُفْرَدِ (26)

    قال الإمام ابن الجزري رحمه الله :-

    [203] وَكُلَّ هَمْزٍ سَاكِنٍ أَبْدِلْ حِذَا * * * خُلْفٍ سِوَى ذِي الْجَزْمِ وَاْلأَمْرِ كَذَا
    [204] مُؤْصَدَةٌ رِئْياً وَتُؤْوِي وَلِفَا * * * فِعْلٍ سِوَى اْلإِيوَاءِ اْلأَزْرَقُ اقْتَفَى

    هذا باب ذكر فيه الناظم مذاهب القراء في الهمز المفرد (أي في وقوع همزة واحدة في كلمة غير ملصقة بهمزة أخرى) سواء كانت فاء الكلمة أم عينها أم لامها ، وسواء كانت ساكنة أم متحركة ، بدأ الناظم بالساكنة فقال :- ((وَكُلَّ هَمْزٍ سَاكِنٍ أَبْدِلْ حِذَا . خُلْفٍ)) أي أن المرموز له بالحاء وهو أبو عمرو قرأ بإبدال الهمز الساكن حرف مدّ من جنس حركة ما قبله بخلف عنه ، وذلك في عموم القرآن الكريم إلا ما سيأتي استثناؤه بقوله :- ((سِوَى ذِي الْجَزْمِ وَاْلأَمْرِ كَذَا . مُؤْصَدَةٌ رِئْياً وَتُؤْوِي)) أي يستثنى من الإبدال ما كان ساكنًا للجزم نحو :(إِن يَشَأْ) (النساء : 133) ، وقد جمعها الإمام الشاطبي بقوله :-
    تَسُؤْ وَنَشَأْ سِتٌّ وَعَشْرُ يَشَأ وَمَعْ ... يُهَيِّئْ وَنَنْسَأْهَا يُنَبَّأْ تَكَمَّلاَ
    قال العلامة أبو شامة :- قوله: "ستٌ" صفة "تسؤ ونشأ" أو خبر مبتدأ محذوف ؛ أي كلتاهما ست كلمات ؛ أي كل لفظة منهما في ثلاثة مواضع : (تسؤ) : (إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُم) (آل عمران: 120) ، و (إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ) (المائدة : 101) ، و(إِن تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ) (التوبة: 50) . و"نشأ" بالنون : (إِن نَّشَأْ) (الشعراء : 4) (سبأ : 9) ، و (وَإِن نَّشَأْ) (يس: 43) ، و"يشأ" بالياء عشر كلمات (إِن يَشَأْ) في (النساء: 133) و (إبراهيم: 19) ، و (فاطر: 16) وفي الأنعام ثلاث (مَن يَشَإِ اللّهُ) ، (وَمَن يَشَأْ) ، (إِن يَشَأْ) (الأنعام : 39،133) ، و (إِن يَشَأْ) (الإسراء: 54) موضعان ، و (فَإِن يَشَأ) (إِن يَشَأْ) (الشورى: 24، 33) ، وعشر في النظم مضاف إلى يشأ أي وعشر هذا اللفظ ولو نُوِّن لاستقام النظم ، ولكن كان يوهم عوده إلى ما قبله فيكون "تسؤ ونشأ" بالنون ست عشر أي، وتسؤ، ست و"نشأ"، عشر، فلهذا الخوف من الإيهام عدل إلى الإضافة، و (يُهَيِّءْ لَكُمْ) في (الكهف : 16) ، و (نَنْسَأْهَا) (البقرة: 106) ، و (أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ) (النجم : 36) (هذه) تسع عشرة كلمة ، ولم يستوعب صاحب التيسير ذكر مواضعها كما حصرها الناظم -رحمه الله- فالهمزة في جميع ذلك ساكنة للجزم ، ولهذا قال (تكمّلا) أي تكمل المجزوم .
    وقوله تعالى: {وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا}(الإسراء : 7) ، يبدل همزه وليس من المستثنى ؛ لأن سكون الهمز فيه لأجل ضمير الفاعل لا للجزم . (إبراز المعاني :1/150بتصرف يسير).
    قال الناظم (ابن الجزري) :- ((وَاْلأَمْرِ)) أي ويستثنى من إبدال الهمز المفرد لأبي عمرو الهمز الساكن بسبب بنائه للأمر ، وقد أحصاه الإمام الشاطبي وجمعه في قوله :-
    وَهَيِّئْ وَأَنْبِئْهُمْ وَنَبِّئْ بِأَرْبَعٍ ... وَأَرْجِئْ مَعًا وَاقْرَأْ ثَلاَثًا فَحَصِّلاَ
    يعني قوله تعالى :- (وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً) (الكهف : 10) ، و (قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُم) (البقرة: 33) ، و (نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ) (يوسف : 36) ، (نَبِّئْ عِبَادِي) (الحجر: 49) ، (وَنَبِّئْهُمْ) (القمر: 28) ، (الحجر : 51) ، و (قَالُوا أَرْجِئْهْ) (الأعراف: 111) ، (الشعراء : 36) ، و (اقْرأْ) (الإسراء: 14) ، (العلق: 3،1) .
    ثم قال الناظم :- ((كَذَا . مُؤْصَدَةٌ رِئْياً وَتُؤْوِي)) أي وكذلك يستثنى قوله تعالى : (مُّؤْصَدَةٌ) (البلد: 20) ، (الهمزة: 8) ، وقوله سبحانه :- (وَرِءْياً) (مريم: 74) ، و (وَتُؤْوِي) (الأحزاب: 51) ، (تُؤْوِيهِ) (المعارج: 13) ، وأيضا أشار الإمام الشاطبي إلى هذا في نظمه البديع فقال :-
    وتُؤْوِي وَتُؤْوِيهِ أَخَفُّ بِهَمْزِهِ ... وَرِئْيًا بِتَرْكِ الْهَمْزِ يُشْبِهُ الامْتِلاَ
    وَمُؤْصَدَةٌ أَوْصَدتُّ يُشْبِهُ كُلُّهُ ... تَخَيَّرَهُ أَهْلُ الأَدَاءِ مُعَلَّلاَ
    قال العلامة أبو شامة :- فكان يشبه لفظ الريّ وهو الامتلاء بالماء ، ويقال أيضا رويت ألوانهم وجلودهم ريا أي امتلأت وحسنت ، و(رءيا) بالهمز من الرواء وهو ما رأته العين من حال حسنة وكسوة ظاهرة ، وبترك الهمز يحتمل المعنيين فترك أبو عمرو الإبدال لذلك ، قلت : (مع تواتر القراءة) .
    واستثنى أيضا مؤصدة فهمزها ؛ لأنها عنده من آصدت أي أطبقت ، فلو أبدل همزها لظن أنها من لغة أوصدت كما يقرأ غيره ؛ فلهذا قال : (أوصدت يشبه ) فأوصدت مفعول يشبه أي مؤصدة بترك الهمز يشبه لغة أوصدت ، ثم قال (كله) أي كل هذا المستثنى تخيره المشايخ وأهل أداء القراء معللا بهذه العلل المذكورة ، قيل إن ابن مجاهد اختار ذلك ، وروي عن أبي عمرو بعضه وقاس الباقي عليه ، وقيل الجميع مروي عن أبي عمرو ، ومؤصدة موضعان في آخر سورة البلد والهمزة ، فهذه خمس وثلاثون كلمة لم يقع فيها إبدال لأبي عمرو ، وإن كان حمزة في الوقف يبدل الجميع على أصله كما يأتي ، ولا ينظر إلى هذه العلل ، وهي على خمسة أقسام كما تقدم : ما سكونه علامة للجزم ، وما سكونه علامة للبناء في مثال الأمر ، وما همزه أخف من إبداله ، وما ترك همزه يلبسه بغيره ، وما يخرجه الإبدال من لغة إلى أخرى ، وقد اتضح ذلك ولله الحمد . (إبراز المعاني :1/152،151بتصرف يسير).
    ثم انتقل الكلام إلى الأزرق فقال الناظم (ابن الجزري) :- ((وَلِفَا . فِعْلٍ سِوَى اْلإِيوَاءِ اْلأَزْرَقُ اقْتَفَى)) أي أن الأزرق اتّبَع إبدال الهمز إن كان فاء الفعل أو الكلمة نحو :- (يُؤْمِنُ) على وزن (يَفْعَل) ، و(مُؤْمِنْ) على وزن (مَفْعَلْ) ، (مَأْمُونٍ) على وزن (مَفْعُول) ، ويستثنى له من إبدال فاء الفعل جملة الإيواء أي ما تصرف من لفظ الإيواء ، وقد وقع في القرآن في المواضع التالية :-
    (وَتُؤْوِي) (الأحزاب: 51) ، (تُؤْوِيهِ) (المعارج: 13) ، (وَمَأْوَاهُ) (آل عمران: 162) ، (المائدة: 72) ، (الأنفال: 16) ، (وَمَأْوَاهُمُ) (آل عمران: 151) (التوبة: 73) ، (التوبة: 95) ، (الرعد: 18) (النور: 57) (التحريم: 9) ، (فَمَأْوَاهُمُ) (السجدة: 20)، (مَأْوَاهُمْ) (آل عمران: 197) ، (النساء: 97) ، (النساء: 121) (يونس: 8) ، (الإسراء: 97) ، (وَمَأْوَاكُمُ) (العنكبوت: 25) ، (الجاثية: 34) ، (مَأْوَاكُمُ) (الحديد: 15) ، (المَأْوَى) (النازعات: 39) ، (النازعات: 41) (السجدة: 19) (النجم : 15) ، (فَأْوُوا) (الكهف : 16) ؛ فليس له في ذلك كله إلا التحقيق .
    كما أن الأزرق يبدل الهمز المفتوح بعد ضمة واوًا مدّيّةً إذا كان فاء الكلمة نحو :- (يُؤَدِّه) ، (يُؤَيِّدُ) ، (يُؤَاخِذُ) ، (مُّؤَجَّلاً) كما سيأتي عند قوله :- ((وَالْفَاءَ مِنْ نَحْوِ يُؤَدِّهْ أَبْدِلوُا .جُدْ ثِقْ..))
    ولا يبدل عين الكلمة إلا في ثلاث كلمات هي :- (الذِّئْبُ) ، (وَبِئْرٍ) ، و (بِئْسَ) كيف وقعت في القرآن الكريم كما سيأتي ذلك عند قوله :- ((وَالذِّئْبُ جَانِيهِ رَوَى ... وَبئْسَ بِئْرٍ جُدْ)) .
    فائدة : وجه تحقيق الهمز للسوسي ووجه إبدال الهمز لدوري أبي عمرو فيما يبدله السوسي من الأوجه الزائدة للنشر على الشاطبية والتيسير ، وليس له من طريق الشاطبية والتيسير إلا التحقيق للدوري والإبدال للسوسي ، قال العلامة الشيخ الإبياري في المنحة :- وأبْدِلا ... بالخلف فيما يُبدِل السوسي (حَلا).أ . هـ .

  4. #24

    افتراضي رد: خلاصة الفكر شرح طيبة النشر للشيخ إسماعيل الشرقاوي حفظه الله

    قال الإمام ابن الجزري رحمه الله :-

    [205] وَاْلأَصْبَهَان ِيْ مُطْلَقاً لاَ كَاسُ * * * وَلُؤْلُؤًا وَالرَّأْسُ رِئْيًا بَاسُ
    [206] تُؤْوِي وَمَايَجِيءُ مِنْ نَبَأْتُ * * * هَيِّيءْ وَجِئْتُ وَكَذَا قَرَأْتُ

    أي قرأ الأصبهاني بإبدال الهمز مطلقًا سواء كان فاء الكلمة أم عينها أم لامها باستثناء خمسة أسماء هي :- ((كَاسُ .وَلُؤْلُؤًا وَالرَّأْسُ رِئْيًا بَاسُ )) ، وباستثناء خمسة أفعال هي :- ((تُؤْوِي وَمَا يَجِيءُ مِنْ نَبَأْتُ * * * هَيِّيءْ وَجِئْتُ وَكَذَا قَرَأْتُ)) ، وتفصيل الأسماء :-
    (1) ((كَأْس)) كيف وقعت وهي في المواضع التالية :- (الصافات: 45) ، (الطور: 23) ، (الواقعة: 18) ، (الإِنسان: 5) ، (النبأ: 34) .
    (2) ((وَلُؤْلُؤًا)) كيف وقعت وهي في المواضع التالية :- (الحج: 23) ، (فاطر: 33) ، (الطور: 24) ، (الرحمن: 22) ، (الواقعة: 23) ، (الإِنسان: 19) .
    (3) ((َالرَّأْسُ)) كيف وقعت وهي في المواضع التالية :- (البقرة: 196) ، (الأعراف: 150) ، (يوسف: 41،36) ، (مريم: 4) ، (طه: 94) ، (الدخان: 48) .
    (4) ((وَرِءْياً)) وقعت مرة واحدة في سورة (مريم: 74) .
    (5) ((بَأْس)) كيف وقعت وهي في المواضع التالية :- (البقرة: 177) ، (النساء: 84) ، (الأنعام: 148،147،65،43،42) ، (الأعراف: 4،5،94،97،98) ، (يوسف: 110) ، (النحل: 81) ، (الإسراء: 5) ، (الكهف: 2) ، (الأنبياء: 12) ، (الأنبياء: 80) ، (النمل: 33) ، (الأحزاب: 18) ، (غافر:29،84،85) ، (الفتح: 16) ، (الحديد: 25) ، (الحشر: 14) .
    وتفصيل الأفعال : -
    (1) (وَتُؤْوِي) (الأحزاب: 51) ، (تُؤْوِيهِ) (المعارج: 13) فقط ، وأما باقي جملة الإيواء فله الإبدال ؛ حيث لم ينص على استثناء لفظ إلا هذين اللفظين .
    (2) ((نَبَأْتُ)) وما جاء منه كيف وقع بهمز ساكن ، وهو في المواضع التالية :- (أَنْبِئْهُم) (البقرة: 33) ، (نَبَّأْتُكُمَا) (يوسف: 37) ، (يُنَبَّأْ) (النجم: 36) ، (نَبِّئْ) (الحجر: 49) ، (وَنَبِّئْهُمْ) (الحجر: 51) ، (القمر: 28) ، (نَبِّئْنَا) (يوسف: 36) ، (يُنَبَّأْ) (النجم: 36) .
    (3) ((هَيِّئْ)) وما جاء منه كيف وقع بهمز ساكن ، وهو في موضعين :- (وَهَيِّئْ) ، (وَيُهَيِّئ) (الكهف : 10،16) .
    (4) ((جِئْت)) وما جاء منه كيف وقع بهمز ساكن ، وهو في المواضع التالية :- (جِئْتَ) (البقرة: 71) ،(الأعراف: 106) ، (الكهف: 74،71) (طه: 40) ، (جِئْتِ) (مريم: 27) ، (جِئْتَهُم) (المائدة: 110) ، (جِئْتُمُونَا) (الأنعام: 94) ، (أَجِئْتَنَا) (الأعراف: 70) ، (طه : 57) ، (جِئْتُكُم) (الأعراف: 105) (الزخرف: 24) ، (جِئْتَنَا) (الأعراف: 129) ، (هود: 53) ، (أَجِئْتَنَا) (يونس: 78) ، (جِئْتُم) (يونس: 81) (مريم: 89) ، (جِئْتُمُونَا) (الكهف: 48) ، (أَجِئْتَنَا) (الأنبياء: 55) ، (جِئْتُكَ) (الشعراء: 30) ، (وَجِئْتُكَ) (النمل: 22) ، (جِئْتَهُم) (الروم: 58) ، (جِئْتُكُم) (الزخرف: 63) ،(أَجِئْتَنَا) (الأحقاف: 22) ،(جِئْنَا) (النساء: 41) ، (يوسف: 73) (الإسراء: 104) ، (الكهف: 109) ، (وَجِئْنَا) (النساء: 41) ، (يوسف: 88) (النحل: 89) ، (جِئْنَاهُم) (الأعراف: 52) ، (جِئْنَاكَ) (الحجر: 63) ، (طه: 47) ، (الفرقان: 33) ، (جِئْنَاكُم) (الزخرف: 78).
    (5) ((قَرَأْتُ)) وما جاء منه كيف وقع بهمز ساكن ، وهو في المواضع التالية :-
    (اقْرأْ) (الإسراء: 14) ، (العلق: 3،1) ، (قَرَأْتَ) (النحل: 98) ، (الإسراء: 45) ، (قَرَأْنَاهُ) (القيامة: 18) .
    فائدة : وجه إبدال الهمز مطلقًا إلا ما استثني لورش من طريق الأصبهاني هو من الأوجه الزائدة للنشر على الشاطبية والتيسير ، قال العلامة الشيخ الإبياري في المنحة :-
    .................وأبدِل .... الأصبهاني مطلقًا لا جِئْنا
    نبَّأْتُ هيِّئْ لُؤلُؤًا وَكَأْسُ ... تُؤْويه تُؤوي الرأْسُ رِئيًا بأْسُ .لاِقرا .أ . هـ .

    قال الإمام ابن الجزري رحمه الله :-

    [207] وَالكُلَّ ثِقْ مَعْ خُلْفِ نَبِّئْناَ وَلَنْ * * * يُبْدَلَ أَنْبِئْهُمْ وَنَبِّئْهُمْ إِذَنْ

    أي قرأ المرموز له بالثاء وهو أبو جعفر بإبدال الهمز الساكن حرف مدّ من جنس حركة ما قبله في كل ما سبق ذكره في النظم ، فيبدل ما أبدله أبو عمرو ويبدل ما استثناه أبو عمرو ، ويبدل ما أبدله الأصبهاني ، ويبدل ما استثناه الأصبهاني ، إلا أن أبا جعفر له الخلاف في (نَبِّئْنَا) (يوسف : 36) ، وليس له إبدال في كلمتين فقط هما (أَنْبِئْهُم) (البقرة: 33) ، (وَنَبِّئْهُمْ) (القمر: 28) ، (الحجر : 51) ؛ وبذلك نستطيع أن نلقب أبا جعفر بملك الإبدال .
    فائدة : وجه تحقيق الهمز من قوله تعالى :- (نَبِّئْنَا) (يوسف : 36) لأبي جعفر هو من الأوجه الزائدة للنشر على الدرّة والتحبير ، قال العلامة الشيخ محمد هلالي الإبياري (ت1334هـ) في منحة مولي البر فيما زاده كتاب النشر في القراءات العشر على الشاطبية والدرة :- نَبِّئْنَا ثِقْ .أ . هـ . وهذا مما يستدرك عليه رحمه الله لأنه لم يصرح بالتحقيق بل أوهم القارئ أن وجه الإبدال زائد ؛ (لقوله قبلها :- ..وأبْدِلا ...) وذكر في أول المتن : ممارسًا فيما أقول الطيبه ... متبعا رموزها المهذبه ، والخلاصة أنه ليس لأبي جعفر في هذا الموضع من طريق الدرة والتحبير إلا الإبدال ، وهذا لا يعيب الإمام العلامة الإبياري رحمه الله ، فكم له من جهود وعلم غزير ، ولكل جواد كبوة ، وجلّ من لا يسهو ، وما أجمل قول الشاعر :- إذا كنتَ في كل الأمـورِ معاتبًـا ...خليلَك لم تلـقَ الـذي لا تُعَاتِبُـه
    فعِشْ واحدًا أو صِلْ أخـاك فإنـهُ ... مُقـارِفُ ذنْـبٍ مـرةً ومُجَانِبُـه
    إذا أنْتَ لمْ تشْرَب مرارًا على القَذى ... ظَمِئْتَ، وأيُّ الناس تصفو مَشَارِبُه
    ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلُها ... كفى بالمرءِ نبلاً أن تُعَـدَّ معايِبُـه
    وأذكر في هذا المقام أن العلامة شهاب الدين أحمد الطيبي (ت 979 هـ) قد سبق إلى بيان زيادات النشر ولكن على السبع فقط من طريق الشاطبية والتيسر ؛ وذلك من خلال كتابه الماتع ((التنوير في ما زاده النشر على الحرز والتيسير للأئمة السبعة البدور)) . والله أعلم .

  5. #25

    افتراضي رد: خلاصة الفكر شرح طيبة النشر للشيخ إسماعيل الشرقاوي حفظه الله

    قال الإمام ابن الجزري رحمه الله :-

    [208] وَافَقَ فِي مُؤْتَفِكٍ بِالْخُلْفِ بَرْ * * * وَالذِّئْبُ جَانِيهِ رَوَى اللُّؤْلُؤُ صَرْ

    أي أن المرموز له بالباء وهو قالون وافق المبدلين بخلف عنه في إبدال :-(وَالْمُؤْتَفِك اتِ) (التوبة: 70) (وَالْمُؤْتَفِك اتُ) (الحاقة: 9) ، (وَالْمُؤْتَفِك ةَ) (النجم: 53) ، وبذلك يكون المبدلون في هذه الكلمات الثلاث قالون وأبو عمرو بخلف عنهما وورش وأبو جعفر وجهًا واحدً ، ويوافقهم حمزة وقفًا .
    ثم قال :- ((وَالذِّئْبُ جَانِيهِ رَوَى اللُّؤْلُؤُ صَرْ)) أي أن المرموز لهم بـ (ج) ، (روى) وهم الأزرق والكسائي وخلف العاشر وافقوا المبدلين أيضا في إبدال :- (الذِّئْبُ) (يوسف : 17،14،13) ؛ وبذلك يكون المبدلون في هذه الكلمة هم ورش والكسائي وخلف العاشر وأبو جعفر وأبو عمرو بخلف عنه ، ويوافقهم حمزة عند الوقف .
    قوله :-((اللُّؤْلُؤُ صَرْ)) أي أن المرموز له بالصاد وهو شعبة يوافق المبدلين في إبدال :(اللُّؤْلُؤُ )كيف وقعت وهي في المواضع التالية :- كيف وقعت وهي في المواضع التالية :- (الحج: 23) ، (فاطر: 33) ، (الطور: 24) ، (الرحمن: 22) ، (الواقعة: 23) ، (الإِنسان: 19) ؛ وبذلك يكون المبدلون للهمزة الأولى من هذه الكلمة هم شعبة وأبو جعفر وأبو عمرو بخلف عنه ، ويوافقهم حمزة في إبدال الأولى عند الوقف . وقد اختلف القراء في نصب ورفع موضعين ؛ هما الحج ، وفاطر كما سيأتي قوله في الفرش :- انْصِبْ لُؤْلُؤَا * * * نَلْ إِذَ ثَوىَ وَفَاطِرًا مَدًا نَأَى ، وإذا كان حمزة وهشام قرءا بالجر في الموضعين فإن لهما في الهمزة الثانية وقفًا وجهان قياسًا هما : إبدالها واوًا ساكنة ، وتسهيلها مع الروم ، ووجهان رسمًا هما : إبدالها واوا خالصة مع السكون المحض (فيوافق الوجه الأول) ، والروم ؛ فيكون فيها عند الوقف أربعة أوجه تقديرا وثلاثة لفظًا ، ويزيد هشام بوجه آخر هو التحقيق . (وانظر إتحاف الأنام للعلامة المتولي رحمه الله ص 30) .
    فائدة : وجه إبدال الهمز واوًا من قوله تعالى :-(وَالْمُؤْتَفِك اتِ) (التوبة: 70) (وَالْمُؤْتَفِك اتُ) (الحاقة: 9) ، (وَالْمُؤْتَفِك ةَ) (النجم: 53) لقالون هو من الأوجه الزائدة للنشر على الشاطبية والتيسير ، وليس لقالون في هذه المواضع من طريق الشاطبية والتيسير إلا التحقيق ، قال العلامة الشيخ الإبياري في المنحة :- وأبدِلا ...وَالْمُؤْتَفِ كُلاًّ بَـدَا .أ . هـ .

    قال الإمام ابن الجزري رحمه الله :-

    [209] وَبئْسَ بِئْرٍ جُدْ وَرُؤْيَا فَأدَّغِمْ * * * كُلاًّ ثَنَا رِئْيًا بِهِ ثَاوٍ مُلِمْ

    أي أن الأزرق يوافق المبدلين في إبدال عين الكلمة إلا في ثلاث كلمات هي :- (وَبِئْرٍ) (الحج: 45) ، و (بِئْسَ) كيف وقعت في القرآن الكريم ، وهي في المواضع التالية :- (البقرة: 206،126،102،93،90) ، (آل عمران : 12، 197،187،162) ، (المائدة: 80،79،63،62)، (الأعراف: 150) ، (الأنفال: 16) ، (التوبة: 73) ، (هود: 99،98) ، (الرعد: 18) ، (إبراهيم: 29) ، (النحل: 29) ، (الكهف: 50،29) ، (الحج:72،13) ، (النور : 57) ، (ص: 60) ، (الزمر: 72) ، (غافر: 76) ، (الزخرف: 38) ، (الحجرات: 11) ، (الحديد: 15) ، (المجادلة: 8) ، (الجمعة : 5) ، (التغابن: 10)، (لتحريم: 9)، (الملك: 6) .
    وبذلك يكون المبدلون في (بِئْسَ) كيف وقعت، (وَبِئْرٍ) (الحج: 45) هم ورش وأبو جعفر وأبو عمرو بخلف عنه ، ووافقهم حمزة وقفًا .
    ثم قال الناظم :- ((وَرُؤْيَا فَأدَّغِمْ .كُلاًّ ثَنَا)) أي قرأ المرموز له بالثاء وهو أبو جعفر كلمة : (رُؤْيَا) كيف وقعت بإبدال الهمزة الساكنة ياءًا ثم إدغامها في الياء بعدها ؛ فتصير ياءًا مشدّدَةً وتقرأ : (رُيَّا) ، وقد وقعت في المواضع التالية : (رُؤيَاكَ) (يوسف: 5) ، (رُؤْيَايَ) (يوسف: 100،43) ، (لِلرُّؤْيَا) (يوسف : 43) ، (الرُّؤْيَا) (الإسراء: 60) ، (الصافات: 105) ، (الفتح: 27) ، ويوافقه حمزة وقفًا في هذا الوجه ، ويقف حمزة بوجه ثان هو الإبدال موافقًا الأصبهاني وأبا عمرو في وجه إبداله .
    قوله :- ((رِئْيًا بِهِ ثَاوٍ مُلِمْ)) أي قرأ المرموز لهم بـ (ب) ، (ث) ، (م) وهم قالون وأبو جعفر وابن ذكوان قرءوا كلمة : (وَرِءْياً) (مريم: 74) بإبدال الهمزة ياءًا ثم يدغمونها في الياء بعدها ؛ فتصير ياءًا مشدّدَةً وتقرأ : (وَرِيًّا) (عُلِمَ ذلك من العطف على قوله : فَأدَّغِمْ) ، ويوافقه حمزة وقفًا في هذا الوجه ، وقد سبق استثناء هذا اللفظ لأبي عمرو والأصبهاني ، وليس للأزرق فيه إبدال ، وإنما يبدله حمزة وقفًا مع الإظهار في وجهه الثاني ؛ فتقرأ : (رِييَا) .

    قال الإمام ابن الجزري رحمه الله :-

    [210] مُؤْصَدَةٌ بِالْهَمْزِ عَنْ فَتًى حِمًا * * * ضِئْزَى دَرَى يَأْجُوجَ مَأْجُوجَ نَمَا

    يعني قرأ المرموز لهم بـ (ع) ، (فتى) ، (حمًا) وهم حفص وحمزة وخلف العاشر والبصريان قرءوا قوله تعالى : (مُّؤْصَدَةٌ) (البلد: 20) ، (الهمزة: 8) بهمزة ساكنة محققة ، وقرأ الباقون وهم شعبة والكسائي والحرميون والشامي ومعهم حمزة وقفًا بالإبدال .
    قوله :- ((ضِئْزَى دَرَى)) أي قرأ المرموز له بالدال وهو ابن كثير قوله تعالى :- (ضِيزَى) (النجم: 22) بهمزة ساكنة بدلاً من الياء كما لفظ به الناظم : (ضِئْزَى) ، وقرأ الباقون بالياء ، ثم قال :- ((يَأْجُوجَ مَأْجُوجَ نَمَا)) أي قرأ المرموز له بالنون وهو عاصم قوله تعالى : (يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ) (الكهف: 94) ، (يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ) (الأنبياء: 96) بهمزة ساكنة محققة كما لفظ به الناظم ، وقرأ الباقون بإبدالها ألفًا مدّيّة .

    قال الإمام ابن الجزري رحمه الله :-

    [211] وَالْفَاءَ مِنْ نَحْوِ يُؤَدِّهْ أَبْدِلوُا * * * جُدْ ثِقْ يُؤَيِّدْ خُلْفُ خُذْ وَيُبْدَلُ
    [212] ِلْلأَصْبَهَانِ يْ مَعْ فُؤَادٍ إِلاَّ * * * مُؤَذِّنٌ وَأَزْرَقٌ لِيَلاَّ

    أي أن المرموز لهما بالجيم والثاء وهما الأزرق وأبو جعفر يبدلان الهمز المفتوح بعد ضمٍّ واوًا إذا كان فاء الكلمة نحو :- (يُؤَدِّه) (آل عمران: 75) ، (مُّؤَجَّلاً) (آل عمران: 145) ، (تُؤَدُّوا) (النساء: 58) ، (يُؤَاخِذُكُمُ) (المائدة: 89) ، (يُؤَاخِذُهُم) (الكهف: 58) ، (يُؤَاخِذُ) (فاطر: 45) ، (يُؤَاخِذُكُمُ) (البقرة: 225) ، (تُؤَاخِذْنِي) (الكهف: 73) ، (تُؤَاخِذْنَا) (البقرة: 286) ، (مُؤَذِّنٌ) (الأعراف: 44) ، (يوسف: 70) ، (وَالْمُؤَلَّفَ ِ) (التوبة: 60) ، ( يُؤَلِّفُ) (النور: 43) ، وسيذكر الناظم أن الأصبهاني أيضا يبدل الهمز المفتوح بعد ضم إذا كان فاء الكلمة إلا ((مؤذن)) ؛ وبذلك يكون المبدلون للهمز المفتوح بعد ضمة واوًا إذا كان فاء الكلمة هم ورش وأبو جعفر وحمزة عندما يقف ثم قال :- ((يُؤَيِّدْ خُلْفُ خُذْ)) وقرأ المرموز له بالخاء وهو ابن وردان بخلف عنه بإبدال كلمة (يُؤَيِّدُ) (آل عمران: 13) ؛ وبذلك يكون المبدلون للهمز في هذه الكلمة هم ورش وأبو جعفر بخلف ابن وردان وحمزة عندما يقف .

    فائدة : وجه إبدال الهمز واوًا من قوله تعالى :- (يُؤَيِّدُ) (آل عمران: 13) لابن وردان من الأوجه الزائدة للنشر على الدرة والتحبير ، وليس له من طريق الدرة والتحبير إلا التحقيق ، قال العلامة الشيخ الإبياري في المنحة :- يُؤَيِّدُ الإبدال خُـذْ .... أ . هـ .
    ثم قال الناظم (ابن الجزري) :- ((وَيُبْدَلُ . ِلْلأَصْبَهَانِ يْ مَعْ فُؤَادٍ إِلاَّ . مُؤَذِّنٌ وَأَزْرَقٌ لِيَلاَّ)) أي قرأ الأصبهاني بإبدال الهمز المفتوح بعد ضم إذا كان فاء الكلمة كالأزرق وأبي جعفر ولكنه ينفرد عنهما بإبدال الهمز من كلمة (فُؤَاد) كيف وقعت رغم أنها عين الكلمة ، وهي في المواضع التالية :-
    (فُؤَادَكَ) (هود: 120) ، (وَالْفُؤَادَ) (الإسراء: 36) ، (فُؤَادَكَ) (الفرقان: 32) ، (فُؤَادُ) (القصص: 10) ، (الفُؤَادُ) (النجم: 11) ؛ وبذلك يكون الذي يبدل همز (فُؤَاد) كيف وقعت هو الأصبهاني فقط ويوافقه حمزة عند الوقف .
    قوله :- ((إِلاَّ . مُؤَذِّنٌ)) أي ويستثنى للأصبهاني - من إبدال الهمز المفتوح بعد ضمّ إن كان فاء للكلمة - لفظ (مُؤَذِّنٌ) (الأعراف: 44) ، (يوسف: 70) ؛ وبذلك يكون المبدلون لكلمة (مُؤَذِّنٌ) هم الأزرق وأبو جعفر وحمزة عندما يقف .
    قوله :- ((وَأَزْرَقٌ لِيَلاَّ)) أي قرأ الأزرق بإبدال الهمز ياءًا في لفظ : (لِئَلاَّ) (البقرة: 150) ، (النساء: 165) ، (الحديد: 29) ؛ وبذلك يكون الذي يبدل همز (لِئَلاَّ) هو الأزرق ويوافقه حمزة وقفًا .

    قال الإمام ابن الجزري رحمه الله :-

    [213] وَشَانِئَكْ قُرِي نُبَوِّيْ اسْتُهْزِئَا * * * بَابُ مِائَهْ فِئَهْ وَخَاطِئَهْ رِئَا
    [214] يُبَطِّئَنْ ثُبْ وَخِلاَفُ مَوْطِيَا * * * وَاْلاَصْبَهَان ِي وَهْوَ (أبو جعفر) قَالاَ خَاسِيَا
    [215] مُلِي وَنَاشِيَهْ وَزَادَ فَبِأَيْ * * * بِالْفاَ بِلاَ خُلْفٍ وَخُلْفُهُ بِأَيْ

    أي قرأ المرموز له بالثاء وهو أبو جعفر بإبدال همز الكلمات الآتية : (شَانِئَكَ) (الكوثر: 3) ، و (قُرِئَ) (الأعراف: 204) ، (الانشقاق: 21) (يبدلها ياءًا مفتوحة وصلا وساكنة وقفًا) ، ويبدل أبو جعفر همز (لَنُبَوِّئَنَّ ُمْ) (النحل: 41) ، (العنكبوت: 58) ، (اسْتُهْزِئَ)(*) (الأنبياء: 41) ، (الأنعام: 10) ، (الرعد: 32) (يبدلها ياءًا مفتوحة وصلا وساكنة وقفًا) ، قوله :- ((بَابُ مِائَهْ فِئَهْ)) أي قرأ أبو جعفر بإبدال هذا الباب إفرادًا (مِائَة) وتثنيةً (مِائَتَيْنِ) ، وقد وقعت :- (مِائَة) في المواضع التالية (البقرة: 261،259) ، (الأنفال: 66،65) ، (الكهف: 25) ، (النور : 2) ، (الصافات: 147) ، و (مِائَتَيْنِ) في (الأنفال: 66،65) . ، وكذلك يبدل أبو جعفر باب ((فِئَة)) بالإفراد (فِئَة) : (البقرة: 249) ، (آل عمران: 13) ، (الأنفال: 16) ، (الأنفال: 45) ، (الكهف: 43) ، (القصص: 81) ، (فِئَتُكُمْ) (الأنفال: 19) ، (النساء: 88) ، وتثنيةً : (الفِئَتَانِ) (الأنفال: 48) ، (فِئَتَيْنِ) (آل عمران: 13) .
    ، وكذلك يبدل أبو جعفر همز ((خَاطِئَة)) تعريفًا : (بِالْخَاطِئَةِ) (الحاقة: 9) ، وتنكيرًا : (خَاطِئَةٍ) (العلق: 16) ، وكذلك كلمة ((رِئَاء)) حيث وقعت : (رِئَاءَ) (البقرة: 264) ، (النساء: 38)،(وَرِئَاءَ) (الأنفال: 47) ، وكذلك يبدل أبو جعفر همز (لَّيُبَطِّئَنَ ) (النساء: 72) ، وله الخلاف في (مَوْطِئاً) (التوبة: 120)
    ويوافقه حمزة وقفًا في إبدال همز (شَانِئَكْ نُبَوِّيْ اسْتُهْزِئَا . بَابُ مِائَهْ فِئَهْ وَخَاطِئَهْ . يُبَطِّئَنْ مَوْطِيَا ) إلا (لَنُبَوِّئَنَّ ُمْ) موضع (العنكبوت: 58) فقط ؛ لأنه يقرأها (لَنُثْوِيَنَّه مْ) كما سيأتي قول الناظم في الفرش :- ((لَنُثْوِيَنَّ الْبَاءَ ثَلِّثْ مُبْدِلاَ * * * شَفَا))


    هامش : (*) وأما (مُسْتَهْزِئُون ) (البقرة: 14) ، و (يَسْتَهْزِءُون ) (الأنعام: 10،5) ، (هود: 8) ، (الحجر: 11) ، (النحل: 34) ، (الأنبياء: 41) ، (الشعراء: 6) ، (الروم: 10) ، (يس: 30) ، (الزمر: 48) ، (غافر: 83) ، (الزخرف: 7) ، (الجاثية: 33) ، (الأحقاف: 26) فلأبي جعفر الحذف مع ضم الزاي ويوافقه حمزة وقفًا في وجه ، ولحمزة وقفًا وجهان آخران هما التسهيل والإبدال ياءًا ، وأما (المُسْتَهْزِئِ نَ) (الحجر: 95) فلأبي جعفر الحذف ويوافقه حمزة وقفًا في وجه ، والوجه الثاني لحمزة وقفًا هو التسهيل .


    وأما (قُرِئَ) ، (اسْتُهْزِئَ) فيوافق أبا جعفر حمزة وهشام بخلف عنه .
    وأما (رِئَاءَ) فإن حمزة يوافق أبا جعفر في إبدال الهمزة الأولى ، وأما الهمزة الثانية فلحمزة وهشام فيها ثلاثة الإبدال ، ولهشام وجه رابع (في الثانية) هو التحقيق .
    ثم قال الناظم :- ((وَاْلاَصْبَهَا نِي وَهْوَ (أبو جعفر) قَالاَ خَاسِيَا . مُلِي وَنَاشِيَهْ)) أي قرأ الأصبهاني وأبو جعفر (خَاسِئاً)(*) (الملك: 4) ، (مُلِئَتْ) (**) (الجن: 8) ، (نَاشِئَةَ) (المزمل: 6) ، بإبدال همز هذه الكلمات ياءًا ، ويوافقهما حمزة وقفًا .
    ثم قال الناظم :- ((وَزَادَ فَبِأَيْ * * * بِالْفاَ بِلاَ خُلْفٍ وَخُلْفُهُ بِأَيْ)) أي وزاد الأصبهاني على أبي جعفر بإبدال همز لفظ (فَبِأَيِّ) ياءًا حيث وقع وجهًا واحدًا ، وليس لأبي جعفر فيه إبدال ، وهو في المواضع التالية : (الأعراف: 185) ، (الجاثية: 6) ، (النجم: 55) ، (الرحمن: 13 ، 16 ، 18، 21 ، 23 ، 25 ، 28 ، 30 ، 32 ، 34 ، 36 ، 38 ، 40 ، 42 ، 45 ، 47 ، 49 ، 51 ، 53 ، 55 ، 57 ، 59 ، 61 ، 63 ، 65 ، 67 ، 69 ، 71 ، 73 ، 75 ، 77 ) ، (المرسلات:50) ، قال :- ((وَخُلْفُهُ بِأَيْ)) أي أن للأصبهاني الخلاف في إبدال همز (بِأَيِّ) ياءًا هكذا مجردًا من الفاء حيث وقع ، والوجه الثاني التحقيق كالجمهور ، وهو في : (التكوير: 9) ، (لقمان: 34) ، (بِأَيِّكُمُ) (القلم: 6) .
    ، ويوافق حمزة الأصبهاني في إبدال اللفظين وقفًا .
    فائدة : وجه تحقيق الهمز لورش من قوله تعالى :- (مُؤَذِّنٌ) ، و (لِئَلاّ) ، ووجه إبدال الهمز من قوله تعالى:- (نَاشِئَةَ) ، و (الفُؤَادُ) كيف وقعت ، و (خَاسِئاً) ، و (مُلِئَتْ) ، و (فَبِأَيِّ) بالفاء ، و (بِأَيِّ) بلا فاء لورش من الأوجه الزائدة للنشر على الشاطبية والتيسير (وهو طريق الأصبهاني) ، قال العلامة الشيخ الإبياري في المنحة :-
    مُؤَذِّنٌ لِئلاّ وأبدِلِي ... ناشِئَةَ الفؤَادَ خاسِئًا مُلِي . بأَيِّ ذي الْفَا واختَلَفْ سِوَاهَا ...أ . هـ .


    هامش : (*) وأما (خَاسِئِينَ) (البقرة: 65) ، (الأعراف: 166) فليس لأبي جعفر فيه إبدال وإنما لحمزة وحده وقفًا الحذف والتسهيل .
    (**) وأما (وَلَمُلِئْتَ) (الكهف: 18) فقد قرأها أبو جعفر والأصبهاني على أصلهما بالإبدال مع تشديد اللام ، وقرأ أبو عمرو بالإبدال بخلف عنه مع تخفيف اللام ، ويوافقه حمزة وقفًا كما سيأتي في الفرش قول الناظم :- ((وَمُلِئْتَ الثِّقْلُ حِرْمٌ)) .

  6. #26

    افتراضي رد: خلاصة الفكر شرح طيبة النشر للشيخ إسماعيل الشرقاوي حفظه الله

    قال الإمام ابن الجزري رحمه الله :-

    [216] وَعَنْهُ سَهِّلِ اطْمَأَنَّ وَكَأَنْ * * * أُخْرَى فَأَنْتَ فَأَمِنْ لأَمْلأَنْ
    [217] أَصْفَا رَأَيْتُهُمْ رَآهَا بِالْقَصَصْ * * * لمَاَّ رَأَتْهُ وَرَآهُ النَّمْلَ خُصْ
    [218] رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبْ رَأَيْتُ يُوسُفَا * * * تَأَذَّنَ اْلأَعْراَفَ بَعْدُ اخْتَلَفَا

    أي أن الأصبهاني قرأ بالتسهيل في الكلمات التالية :- (اطْمَأَنَّ) (الحج: 11) ، (وَاطْمَأَنُّوا) (*)(يونس: 7) ، ((كَأََنّ)) كيف وقعت في القرآن الكريم مشددة أو مخففة ، وهي في المواضع التالية :-
    (كَأَن)(كَأَنَّ) (لقمان: 7) ، (وَيْكَأَنَّ) ، (وَيْكَأَنَّهُ) (القصص: 82) ، (كَأَنَّهُمْ) (البقرة: 101) ، (الأحقاف: 35) ، (الطور: 24) ، (القمر: 7) ، (القمر: 20) (الصف: 4) ،(المنافقون: 4) (الحاقة: 7) ، (المعارج: 43) ، (المدثر: 50) ، (النازعات: 46)، (فَكَأَنَّمَا) (المائدة: 32) ، (الحج: 31) ، (كَأَنَّمَا) (الأنعام: 125) ، (الأنفال: 6) ، (يونس: 27) ، (كَأَنَّهُ) (الأعراف:171) ، (الصافات: 65) ، (فصلت: 34) ، (النمل: 42) ، (المرسلات: 33) ، (كَأَنَّهَا) (النور: 35) ، (النمل: 10) (القصص: 31) ، (كَأَنَّهُنَّ) (الصافات : 49) ، (الرحمن: 58) ، (كَأَنَّكَ) (الأعراف: 187) .
    قال الناظم :- ((أُخْرَى فَأَنْتَ فَأَمِنْ لأَمْلأَنْ. أَصْفَا)) أي قرأ الأصبهاني بتسهيل الهمزة الثانية من هذه الكلمات الأربع :-
    * كلمة (أَفَأَنْتَ) كيف وقعت في القرآن الكريم ، وهي في المواضع التالية :- (أَفَأَنْتَ) (يونس:42 ، 43) ، (يونس: 99) ، (الفرقان: 43) ، (الزمر: 19) ، (الزخرف: 40) ، وكذلك كلمة (أَفَأَنتُمْ) (الأنبياء: 50) .
    * كلمة (أَفَأَمِنَ) كيف جاءت في القرآن الكريم ، وهي في المواضع التالية :- (أَفَأَمِنَ) (الأعراف: 97) ، (النحل: 45) ، (أَفَأَمِنُوا) (الأعراف: 99) ، (يوسف: 107) ، (أَفَأَمِنتُمْ) (الإسراء: 68) .
    * كلمة (لأَمْلأَنَّ) وقد وردت في القرآن الكريم في المواضع التالية (الأعراف: 18) ، (هود: 119) ، (السجدة: 13) ، (ص: 85) .
    * كلمة (أَفَأَصْفَاكُم ) وقد وردت مرة واحدة في القرآن الكريم في سورة (الإسراء: 40) ، ويوافق حمزة الأصبهاني وقفًا على هذه الكلمات الأربع حيث أتت .


    هامش : (*) وأما (اطْمَأْنَنتُمْ) (النساء: 103) فللأصبهاني وأبي جعفر وأبي عمرو بخلف عنه الإبدال على أصولهم ويوافقهم حمزة وقفًا .


    ثم قال الناظم :- ((رَأَيْتُهُمْ رَآهَا بِالْقَصَصْ * * * لمَاَّ رَأَتْهُ وَرَآهُ النَّمْلَ خُصْ. رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبْ رَأَيْتُ يُوسُفَا تَأَذَّنَ اْلأَعْراَفَ)) أي قرأ الأصبهاني بتسهيل الهمز في الكلمات الآتية :-
    * (رَأَيْتُهُمْ) بتاء المتكلم من قوله تعالى : (رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ) (يوسف: 4) .
    * (رَآهَا) من قوله تعالى : (وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ) (القصص: 31) .
    * (رَأَتْهُ) من قوله تعالى : (قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً) (النمل: 44).
    * (رَآهُ) من قوله تعالى : (فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِراًّ عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي) (النمل: 40) خاصة ، وليس له تسهيل همز (رآه) في المواضع الأخرى .
    * (رَأَيْتَهُمْ) بتاء الخطاب من قوله تعالى : (وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ) (المنافقون: 4) .
    * (رَأَيْتُ) من قوله تعالى : (إِذْ قَالَ يُوسُفُ لأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ) (يوسف: 4) .
    * (تَأَذَّنَ) من قوله تعالى : (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ) (الأعراف: 167) .
    ثم قال :- ((بَعْدُ اخْتَلَفَا)) أي أن الأصبهاني اختلف عنه في تسهيل وتحقيق همز (تَأَذَّنَ) من الموضع الذي بعد سورة الأعراف ؛ وهو قوله تعالى (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ) (إبراهيم: 7) . ويوافق حمزة الأصبهاني في تسهيل همز الكلمات السابقة وقفًا .
    فائدة : وجه تسهيل الهمز لورش من قوله تعالى :- (رَآهَا) (القصص: 31) ، و (رَأَيْتُ) ، (رَأَيْتُهُمْ) (يوسف: 4) ، و (رَأَتْهُ) ، (رَآهُ) (النمل: 40،44) ، و (رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ) (المنافقون: 4) ، و (اطْمَأَنَّ) (الحج: 11) ، و (وَاطْمَأَنُّوا) (يونس: 7) ، و (أَفَأَنْتَ) كيف وقعت ، و (كَأَن) كيف وقعت مشددة أو مخففة ، و (أَفَأَمِنَ) كيف جاءت ، و (لأَمْلأَنَّ) ، و (أَفَأَصْفَاكُم ) ، و (وَيْكَأَنَّ) ، (وَيْكَأَنَّهُ) (القصص: 82) ، (تَأَذَّنَ) (الأعراف: 167) من الأوجه الزائدة للنشر على الشاطبية والتيسير (وهو طريق الأصبهاني) ، قال العلامة الشيخ الإبياري في المنحة :-
    .............................. . وسهّلن بقصصٍ رآهَا
    كذا رأيتُهُم رأيتُ يوسُفَا ...... رأتْهُ مع رَآهُ نمْلٍ وُصِفَا
    رأيتَهم تعجبُ مع أخرى اطمأن ... وأفأنتَ وكأَنْ أفأمِنْ
    لأملأنَّ أفأصْفَا وَيْكَأنْ ... تأَذّنَ الأعرافِ والخلفُ استكنْ
    في إبرَهَمْ .............................. ......أ . هـ .

    قال الإمام ابن الجزري رحمه الله :-

    [219] وَالْبَزِّ بِالْخُلْفِ لأَعْنَتَ وَفِي * * * كَائِنْ وَإِسْرَائِيلَ ثَبْتٌ وَاحْذِفِ
    [220] كَمُتَّكُونَ اسْتَهْزِءُوا يُطْفُوا ثَمَدْ * * * صَابُونَ صَابِينَ مَدًا مُنْشُونَ خَدْ
    [221] خُلْفاً وَمُتَكِينَ مُسْتَهْزِينَ ثَلْ * * * وَمُتَّكاً تَطَوْ يَطَوْ خَاطِينَ وَلْ

    أي قرأ البزِّي بتسهيل همز كلمة (لأَعْنَتَكُمْ) (البقرة: 220) بخلف عنه ، ويوافقه حمزة في التسهيل وقفًا . قوله :- ((وَفِي * * * كَائِنْ وَإِسْرَائِيلَ ثَبْتٌ)) أولا كلمة (كَأَيِّن) في قراءة أبي جعفر بألف مدية بعدها همزة مكسورة ؛ فتصير مدًّا متصلا (كَائِنْ) كما سيأتي قول الناظم في الفرش :- ((كَائِنْ فِي كَأَيِّنْ ثَلَّ دُمْ)) ، وبناءًا على هذا يقول الناظم هنا :- ((وَفِي * * * كَائِنْ وَإِسْرَائِيلَ ثَبْتٌ)) أي قرأ المرموز له بالثاء وهو أبو جعفر بتسهيل همز هاتين الكلمتين مع المد والقصر :-
    * كلمة (كَائِن) حيث أتت في القرآن الكريم ، وهي في المواضع التالية :(وَكَائِنٍ) (آل عمران: 146) ، (يوسف: 105) ، (الحج: 48) ، (العنكبوت: 60) ، (محمد: 13) ، (الطلاق: 8) ، (فَكَائِنٍ) (الحج: 45) .
    * كلمة (إِسْرَائِيل) حيث وقعت في القرآن الكريم 43 مرة ، وهي في المواضع التالية :
    : (البقرة :40 /47/83 /122 / 211 /246) ، (آل عمران : 49 /93 المائدة/12 /32 /70 /72/ 78 /110 طه/80 /47 /94) ، (الصف : 6 /14) ، (الأعراف : 105 /134/137/138) ، (يونس : 90/93) ، (الإسراء : 2 /4/101/104) ، (الشعراء : 17/22/59 /197) ، (النمل : 76) ، (غافر: 53 ) ، (الدخان :30) ، (الجاثية : 16) ، (الأحقاف : 10) ، (السجدة : 23) ، (الزخرف : 59) ، (وَإِسْرَائِيلَ) (مريم: 58) .
    ثم قال :- ((وَاحْذِفِ . كَمُتَّكُونَ اسْتَهْزِءُوا يُطْفُوا ثَمَدْ)) أي قرأ المرموز له بالثاء (أبو جعفر) بحذف الهمز مع ضم الحرف السابق للهمز في الكلمات التالية وما شابهها في الهيئة :-
    * (مُتَّكِئُونَ) (يس: 56) .
    * (اسْتَهْزِءُوا) (التوبة: 64) وشبهه في القرآن الكريم مثل (مُسْتَهْزِئُون ) (البقرة: 14) ، و (يَسْتَهْزِءُون ) (الأنعام: 10،5) ، (هود: 8) ، (الحجر: 11) ، (النحل: 34) ، (الأنبياء: 41) ، (الشعراء: 6) ، (الروم: 10) ، (يس : 30) ، (الزمر: 48) ، (غافر: 83) ، (الزخرف: 7) ، (الجاثية: 33) ، (الأحقاف: 26) .
    * (يُطْفِئُوا) (التوبة: 32) ، (لِيُطْفِئُوا) (الصف: 8) ، وكذلك يجري الحكم على شبه هذه الكلمات نحو : (فَمَالِئُونَ) (الصافات: 66) ، (الواقعة: 53) ، (الخَاطِئُونَ) (الحاقة: 37) ، وسيأتي الخلاف لابن وردان في (المُنشِئُونَ) (الواقعة: 72) .
    ويوافق حمزة قراءة أبي جعفر لهذه الكلمات وقفًا في وجه ، ولحمزة وقفًا وجهان آخران هما التسهيل والإبدال ياءًا .
    ثم قال الناظم :- ((صَابُونَ صَابِينَ مَدًا)) أي قرأ المدنيان بحذف الهمز مع ضم الحرف السابق له من قوله تعالى : (وَالصَّابِئُون ) (المائدة: 69) كما يحذفان الهمز من قوله تعالى : (وَالصَّابِئِين ) (البقرة: 62) ، (الحج: 17) .
    قوله :- ((مُنْشُونَ خَدْ .خُلْفاً)) أي قرأ المرموز له بالخاء وهو ابن وردان قوله تعالى : (المُنشِئُونَ) (الواقعة: 72) بحذف الهمز وضم الحرف الذي قبله بخلف عنه ، ويوافقه ابن جماز وحمزة وقفًا في هذا الوجه ، ولحمزة وقفًا وجهان آخران هما التسهيل والإبدال ياءًا ، وقرأ الباقون بالتحقيق وهو الوجه الثاني لابن وردان .
    ثم قال الناظم :- ((وَمُتَكِينَ مُسْتَهْزِينَ ثَلْ)) أي قرا المرموز له بالثاء (أبو جعفر) بحذف الهمز من :-
    * (المُسْتَهْزِئِ نَ) (الحجر: 95) ويوافقه حمزة وقفًا في وجه ، والوجه الثاني لحمزة وقفًا هو التسهيل .
    * (مُّتَّكِئِينَ) (الكهف:31) ، (ص:51) ، (الطور:20) ، (الرحمن:54) ، (الرحمن:76) ، (الواقعة:16) ، (الإِنسان:13).
    قوله :- ((وَمُتَّكاً تَطَوْ يَطَوْ خَاطِينَ وَلْ)) أي قرأ أبو جعفر بحذف الهمز من الكلمات التالية :-
    * (مُتَّكَأً) (يوسف : 31) ؛ فتصير بعد حذف الهمز كما لفظ به : (مُتَّكًا) .
    * (تَطَئُوهُمْ) (الفتح : 25) ؛ فتصير بعد حذف الهمز : (تَطَوْهُمْ) .
    * (يَطَئُونَ) (التوبة: 120) ؛ فتصير بعد حذف الهمز : (يَطَوْنَ) .
    * (خَاطِئِينَ) (يوسف: 97) ، (القصص : 8) ، (الخَاطِئِينَ) (يوسف: 29) ، (لَخَاطِئِينَ) (يوسف: 91) ؛ فتصير بعد حذف الهمز (خَاطِينَ) ، (الخَاطِينَ) ، (لَخَاطِينَ) .
    ويوافق أبا جعفر حمزة وقفًا على الكلمات السابقة في وجه، والوجه الثاني لوقف حمزة هو التسهيل.

    قال الإمام ابن الجزري رحمه الله :-

    [222] أَرَيْتَ كُلاًّ رُمْ وَسَهِّلْهَا مَدَا * * * هَا أَنْتُمُ حَازَ مَداً أَبْدِلْ جَدَا
    [223] بِالْخُلْفِ فِيهِمَا وَيَحْذِفُ اْلأَلِفْ * * * وَرْشٌ وَقُنْبُلٌ وَعَنْهُمَا اخْتُلِفْ

    يعني اختلف القراء في الهمزة الثانية من باب كلمة (أَرَأَيْتَ) (هكذا بالاستفهام كيف جاءت) ، فقرأها المرموز له بالراء وهو الكسائي بحذف الهمزة الثانية ؛ لتصير (أَرَيْتَ) ، وهكذا في باقي المواضع ، وهذا الباب وقعت كلماته في المواضع التالية :-
    قوله تعالى :- (أَرَأَيْتَ) (الكهف: 63) ، (الفرقان: 43) ، (العلق : 13،11،9) ، (الماعون: 1) ، (أَرَأَيْتُمْ) (الأنعام: 46) ، (يونس: 50) ، (يونس: 59) ، (هود: 28) ، (هود: 63) ، (هود: 88) ، (القصص: 71) ، (القصص: 72) ، (فاطر: 40) ، (فصلت: 52) ، (الأحقاف: 4) ، (الأحقاف: 10) ، (الملك: 30،28) ، (أَرَأَيْتَكَ) (الإسراء: 62) ، (أَرَأَيْتَكُمْ) (الأنعام: 47،40) ، (أَفَرَأَيْتَ) (الشعراء: 205) ، (النجم:33) ، (الجاثية: 23) ، (أَفَرَأَيْتُم) (الشعراء:75) ، (الزمر: 38) ، (النجم: 19) ، (الواقعة : 71،68،63،58).
    قال :- ((وَسَهِّلْهَا مَدَا)) أي قرا المرموز لهما بـ (مدًا) وهما المدنيان بتسهيل الهمز الثانية من باب (أَرَأَيْتَ) ، ويزيد الأزرق بوجه إبدال الهمزة الثانية ألفًا مدّيّة مع الإشباع ؛ لقوله بعد ذلك ((أَبْدِلْ جَدَا . بِالْخُلْفِ فِيهِمَا)) ، وقرأ حمزة بالتسهيل وقفًا ، وقرأ الباقون بالتحقيق .
    فائدة : وجه تسهيل الهمز من باب قوله تعالى :- (أَرَأَيْتَ) (هكذا بالاستفهام كيف جاءت) من طريق الأصبهاني موافقًا طريق الأزرق عن ورش في هذا الوجه ، ولكن ليس للأصبهاني وجه الإبدال ، قال العلامة الشيخ الإبياري في المنحة :-
    الأصبهاني ..........ولا ... تبدل له أَرَأَيْتُمْ بل سهّلا .أ . هـ .

    ثم قال الناظم (ابن الجزري) :- ((هَا أَنْتُمُ حَازَ مَداً)) شرع الناظم في ذكر اختلاف القراء في همز (هَا أَنتُمْ) (آل عمران: 119،66) ، (النساء: 109) ، (محمد: 38) فذكر أن المرموز لهم بـ (ح) ، (مدًا) وهم أبو عمرو البصري والمدنيان قرءوا بالتسهيل مع إثبات الألف وجهًا واحدًا إلا ورشًا ؛ فإن له الخلاف في حذفها وإثباتها كما ذكر ذلك بعد بقوله :- ((وَيَحْذِفُ اْلأَلِفْ * * * وَرْشٌ وَقُنْبُلٌ وَعَنْهُمَا اخْتُلِفْ)) ، فيكون لكل من الأصبهاني والأزرق وجهان هما التسهيل مع إثبات وحذف الألف ، ويزيد الأزرق بوجه ثالث وهو إبدال الهمزة مدًّا مشبعًا ، وهو ما عبّر عنه بقوله :- ((أَبْدِلْ جَدَا . بِالْخُلْفِ فِيهِمَا)) ، وقرأ قالون وأبو عمرو وأبو جعفر إثبات الألف مع تسهيل الهمز ، قوله :- ((وَيَحْذِفُ اْلأَلِفْ * * * وَرْشٌ وَقُنْبُلٌ وَعَنْهُمَا اخْتُلِفْ)) أي أن ورشًا وقنبلا فقط يحذفان الألف بخلف عنهما ، وبذلك يكون لقنبل في الألف وجهان (الإثبات والحذف) وله في الهمزة التحقيق فقط (لأنه لم يذكر في التسهيل) ، وقرأ الباقون (وهم البصريان والبزي والكوفيون والشامي) بتحقيق الهمزة مع إثبات الألف .

    قال الإمام ابن الجزري رحمه الله :-

    [224] وَحَذْفُ يَا اللاَّئِيْ سمَاَ وَسَهَّلُوا * * * غَيْرَ ظُبىً بِهِ زَكَا وَالْبَدَلُ
    [225] سَاكِنَةَ الْيَا خُلْفُ هَادِيْهِ حَسَبْ * * * وَبَابَ يَيْأَسِ اقْلِبَ ابْدِلْ خُلْفُ هَبْ

    يذكر الناظم خلاف القراء في همز (اللاَّئِي) (الأحزاب: 4) ، (اللاَّئِي) (المجادلة: 2) ،
    (وَاللاَّئِي) (مرتان بالطلاق: 4) ؛ فبيّن أن المرموز لهم بـ (سما) (المدنيان والبصريان والمكي) قرءوا بحذف الياء ، ثم ذكر تفصيل حكم الهمز لهم بعد حذف الياء ؛ فقال : ((وَسَهَّلُوا * * * غَيْرَ ظُبىً بِهِ زَكَا)) أي قرأ بالتسهيل أهل سما (المدنيان والبصريان والمكي) إلا المرموز لهم بـ (ظ) ، (ب) ، (ز) وهم يعقوب وقالون وقنبل ؛ ومعنى ذلك أن يعقوب وقالون وقنبلاً قرءوا بالتحقيق مع حذف الياء ، وأن ورشًا وأبا جعفر وأبا عمرو والبزي قرءوا بالتسهيل مع المد والقصر مع حذف الياء ، وسيأتي لأبي عمرو والبزي وجه آخر هو إبدال الهمزة ياءًا ساكنة مع المدّ المشبع كما سيأتي .
    ثم قال ((وَالْبَدَلُ.سَ كِنَةَ الْيَا خُلْفُ هَادِيْهِ حَسَبْ)) أي أن المرموز لهما بالهاء والحاء وهما البزي وأبو عمرو بخلف عنهما قرءا بإبدال همز (اللاَّئِي) ياءًا ساكنة مع المدّ المشبع للساكن اللازم ، والوجه الآخر للبزّي وأبي عمرو تقدم ذكره عند قوله :- ((وَحَذْفُ يَا اللاَّئِيْ سمَاَ وَسَهَّلُوا * * * غَيْرَ ظُبىً بِهِ زَكَا)) ؛ وهو التسهيل مع المد والقصر مع حذف الياء ، ولأبي عمرو الخلاف في إدغام ياء (وَاللاَّئِي يَئِسْنَ) كما سبق . وقرأ الباقون وهم الكوفيون وابن عامر (جميع المواضع) بهمزة مكسورة بعدها ياء ساكنة مدّيّة ، ووقف حمزة بالتسهيل مع المدّ والقصر .
    ثم قال الناظم :- ((وَبَابَ يَيْأَسِ اقْلِبِ ابْدِلْ خُلْفُ هَبْ)) يتحدث الناظم عن مذاهب القراء في همز كلمة ((يَيْأَسْ)) كيف جاءت في القرآن الكريم ، وقد وقع هذا الباب في المواضع التالية :- (يَيْأَسِ) (الرعد: 31) ، (تَيْأَسُوا) (يَيْأَسُ) (يوسف: 87) ، (اسْتَيْأَسُوا) (يوسف: 80) ، (اسْتَيْأَسَ) (يوسف: 110) قرأ المرموز له بالهاء وهو البزي بخلف عنه بتحويل الهمزة مكان الياء ، وإبدالها حرف مدّ ثم تحويل فتح الهمزة إلى الياء ؛ فتصير :- (يَايَسِِ) ، (تَايَسُوا) (يَايَسُ) ، (اسْتَايَسُوا) ، (اسْتَايَسَ) ، وقرأ الباقون بالتحقيق بغير قلب (((يَيْأَسِ)) كما لفظ به وهو الوجه الثاني للبزي ، ووقف حمزة بوجهين : الأول النقل أي نقل حركة الهمزة إلى الياء مع حذف الهمزة فينطق بياء مفتوحة بعد الياء أو التاء وبعد الياء المفتوحة السين : (يَيَس) ، (تَيَسُوا) ، (اسْـتَـيَسُوا) (اسْـتَيَس ) . الثاني الإدغام أي إبدال الهمزة ياء مع إدغام الياء التي قبلها فيها فيصير النطق بياء واحدة مفتوحة مشددة بعد التاء (يَيَّس) ، (تَيَّسُوا) ، (اسْتَيَّسُوا) ، (اسْتَيَّس) .

    قال الإمام ابن الجزري رحمه الله :-

    [226] هَيْئَةَ أَدْغِمْ مَعْ بَرِيْ مَرِيْ هَنِيْ * * * خُلْفٌ ثَنَا النَّسِيْءُ ثَمْرُهُ جَنِي
    [227] جُزًّا ثَنَا وَاهْمِزْ يُضَاهُوَن نَدَى * * * بَابَ النَّبِيِّ وَالنُّبُوَّةِ الْهُدَى
    [228] ضِيَاءَ زِنْ مُرْجُونَ تُرْجِي حَقَّ صُمْ * * * كَسَا الْبَرِيَّةُ اتْلُ مِزْ بَادِيَ حُمْ

    يتحدث الناظم عن خلاف القراء في همز الكلمات التالية :-
    1- (كَهَيْئَةِ) (آل عمران: 49) ، (المائدة: 110) .
    2- (بَرِيءٌ) (الأنعام: 78،19) ، (الأنفال: 48) ، (التوبة: 3) ، (هود:54،35) ، (الشعراء:216) ، (الحشر: 16) ، (يونس: 41) ، (بَرِيئُونَ) (يونس: 41) ، (بَرِيئاً) (النساء: 112) .
    3- (مَّرِيئاً) (النساء: 4) . 4- (هَنِيئاً) (النساء: 4) ، (الطور: 19) ، (الحاقة: 24) ، (المرسلات: 43) .
    فأخبر أي بأن المرموز له بالثاء (أبو جعفر) قرأ بإبدال الهمزة ياءًا ثم إدغامها في الياء التي قبلها بخلف عنه ؛ فتصير : (كَهَيَّةِ) ، (بَرِيٌّ) ، (بَرِيُّونَ) ، (بَرِيًّا) ، (مَرِيًّا) ، (هَنِيًّا) ، والوجه الثاني لأبي جعفر هو التحقيق ، ويوافق حمزة وقفًا أبا جعفر في وجه الإدغام ، ولحمزة وصلاً السكت على المد قبل الهمز بخلف عنه في (بَرِيءٌ) ، (بَرِيئُونَ) ، (بَرِيئاً) ، (مَّرِيئاً) ، (هَنِيئاً) ، ويوافق وقف هشام بخلفه أبا جعفر في الإدغام من (بَرِيٌّ) ، والوجه الثاني لوقف هشام هو التحقيق ، وقرأ الباقون بالتحقيق وجهًا واحدًا .
    فائدة : وجه إبدال الهمز ثم إدغامه من قوله تعالى :- (هَنِيئاً) ، (بَرِيئاً) ، (بَرِيءٌ) ، (بَرِيئُونَ) ، (مَّرِيئاً) ، ووجه فك الإدغام ثم إظهار همز (كَهَيْئَةِ) من الأوجه الزائدة للنشر على الدرة والتحبير
    ، قال العلامة الشيخ الإبياري في المنحة :-
    وادْغِمْ هَنِيئاً بَرِيئاً وَمَرِي ... ثَبْتٌ كَهَيْئَةٍ له فأظهِرِ .أ . هـ .
    ثم قال الناظم (ابن الجزري) :- ((النَّسِيْءُ ثَمْرُهُ جَنِي)) أي قرأ المرموز لهما بالثاء والجيم وهما أبو جعفر والأزرق قوله تعالى:- (النَّسِيءُ) (التوبة:37) بإبدال الهمزة ياءًا ثم إدغامها في الياء التي قبلها ؛ فتصير : (النَّسِيُّ) ويوافقهما حمزة وهشام بخلف عنه وقفًا ، والوجه الثاني لوقف هشام هو التحقيق كالباقين ، ويجوز للجميع الروم والإشمام وقفًا .
    فائدة : وجه الهمز لورش من قوله تعالى :- (النَّسِيءُ) مع المد المتصل من الأوجه الزائدة للنشر على الشاطبية والتيسير (وهو طريق الأصبهاني) ، قال العلامة الشيخ الإبياري في المنحة :-
    الأصبهاني ..........وفي النسيءُ اهمِزْ ...أ . هـ .
    قوله :- ((جُزًّا ثَنَا)) أي قرأ المرموز له بالثاء (أبو جعفر) قوله تعالى :- (جُزْءاً) (البقرة : 260) ، (الزخرف: 15) ، (جُزْءٌ) (الحجر: 44) بإبدال الهمزة زايًا ثم إدغامها في الزاي التي قبلها ؛ فتصير : (جُزًّا) ، (جُزٌّ) ، وقرأ شعبة بضم الزاي كما سيأتي في الفرش :- ((وَاعْكِسَا ... وَجُزْأً صِفْ)) ؛ فتصير : (جُزُءًا) ، (جُزُءٌ) ، ووقف حمزة على المنصوب (جُزْءاً) بنقل حركة الهمزة إلى الزاي قبلها ثم حذف الهمزة وأبقى مدّ العوض ؛ فتصير : (جُزَا) ولا روم ولا إشمام لأحد في المنصوب ، ووقف حمزة وهشام بخلف عنه على المرفوع (جُزْءٌ) بنقل حركة الهمزة إلى الزاي مع حذف الهمزة فتصير الزاي مرفوعة فتسكن للوقف ؛ فتصير : (جُزْ) ويجوز للجميع الروم والإشمام وقفًا .
    ثم انتقل الناظم رحمه الله إلى مذهب بعض القراء في همز بعض الكلمات فقال :- ((وَاهْمِزْ يُضَاهُوَن نَدَى)) أي قرأ المرموز له بالنون (عاصم) قوله تعالى :- (يُضَاهُونَ) (التوبة: 30) بكسر الهاء وهمزة مضمومة بعدها ؛ فتصير : (يُضَاهِئُونَ) ، وقرأ الباقون بحذف الهمزة مع ضم الهاء كما لفظ به : (يُضَاهُونَ) .
    ثم قال الناظم (ابن الجزري) :- ((بَابَ النَّبِيِّ وَالنُّبُوَّةِ الْهُدَى)) يتحدث الناظم عن مذاهب القراء في الهمزة في كلمة النَّبِيِّ وما جاء منه وَالنُّبُوَّةِ (*) ، وهذا الباب وقع في المواضع التالية :- ،
    (النَّبِيّ) (آل عمران: 68) (الأعراف : 158،157) ، (الأنفال: 70،65،64) ، (التوبة: 117،73،61) [الأحزاب: 56،53،50،45،38،32،30،28 ،13،6،1) ، (الحجرات: 2) ، (الممتحنة: 12) ، (الطلاق : 1) ، (التحريم: 9،8،3،1) ، (وَالنَّبِيِّ) (المائدة: 81) ، (لِلنَّبِيِّ) (الأحزاب: 50) ، (التوبة: 113) ، (لِنَبِيٍّ) (البقرة: 246) ، (آل عمران: 161) ، (وَالنُّبُوَّةَ) (آل عمران: 79) ، (الجاثية: 16) ، (الأنعام: 89) ، (النُّبُوَّةَ) (العنكبوت: 27) ، (الحديد: 26) ، (النَّبِيِّينَ) (البقرة : 61) ، (آل عمران: 21) ، (البقرة: 213) ، (آل عمران: 81) ، (الإسراء: 55) (النساء: 69) (مريم: 58) (الأحزاب: 40،7) ، (وَالنَّبِيِّين ) (البقرة: 177) ، (آل عمران: 80) (النساء: 163) ، (وَالنَّبِيُّون ) (آل عمران: 84) ، (النَّبِيُّونَ) (البقرة: 136) (المائدة: 44) ، (بِالنَّبِيِّين ) (الزمر: 69) ، (الأَنبِيَاءَ) (آل عمران: 112،181) ، (النساء: 155) ، (أَنْبِيَاءَ) (البقرة: 91) ، (المائدة: 20) .


    هامش : (*) قَالَ سِيبَوَيْهِ: لَيْسَ أَحد مِنَ الْعَرَبِ إِلَّا وَيَقُولُ تَنَبَّأَ مُسَيْلِمة، بِالْهَمْزِ، غَيْرَ أَنهم تَرَكُوا الْهَمْزَ فِي النبيِّ كَمَا تَرَكُوهُ فِي الذُرِّيَّةِ والبَرِيَّةِ والخابِيةِ ، إِلَّا أَهلَ مَكَّةَ ، فَإِنَّهُمْ يَهْمِزُونَ هَذِهِ الأَحرف وَلَا يَهْمِزُونَ غَيْرَهَا، ويُخالِفون الْعَرَبَ فِي ذَلِكَ. قَالَ: وَالْهَمْزُ فِي النَّبِيءِ لُغَةٌ رَدِيئَةٌ، يَعْنِي لِقِلَّةِ اسْتِعْمَالِهَا ، لَا لأَنَّ الْقِيَاسَ يَمْنَعُ مِنْ ذَلِكَ. أَلا تَرَى إِلَى قَوْلِ سيِّدِنا رسولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَقَدْ قِيلَ يَا نَبِيءَ اللَّهِ، فَقَالَ لَهُ: لَا تَنْبِر باسْمي، فَإِنَّمَا أَنا نَبِيُّ اللَّهِ. وَفِي رِوَايَةٍ: فَقَالَ لستُ بِنَبِيءِ اللَّهِ ولكنِّي نبيُّ اللَّهِ . (قلت : حديث لا يصح) وَذَلِكَ أَنه، عَلَيْهِ السَّلَامُ، أَنكر الْهَمْزَ فِي اسْمِهِ فرَدَّه عَلَى قَائِلِهِ لأَنه لَمْ يَدْرِ بِمَا سَمَّاهُ، فأَشْفَقَ أَن يُمْسِكَ عَلَى ذَلِكَ، وَفِيهِ شيءٌ يَتَعَلَّقُ بالشَّرْع، فَيَكُونَ بالإِمْساك عَنْهُ مُبِيحَ مَحْظُورٍ أَو حاظِرَ مُباحٍ. وَالْجَمْعُ: أَنْبِئَاءُ ونُبَآءُ. قَالَ العَبَّاسُ بْنُ مِرْداسٍ: يَا خاتِمَ النُّبَآءِ، إنَّكَ مُرْسَلٌ ... بالخَيْرِ، كلُّ هُدَى السَّبِيلِ هُداكا . إنَّ الإِلهَ ثَنَى عَلَيْكَ مَحَبَّةً ... فِي خَلْقِه، ومُحَمَّداً سَمَّاكا ، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: يُجْمع أَنْبِيَاء، لأَن الْهَمْزَ لَمَّا أُبْدِل وأُلْزِم الإِبْدالَ جُمِعَ جَمْعَ مَا أَصلُ لَامِهُ حَرْفُ الْعِلَّةِ كَعِيد وأَعْياد، عَلَى مَا نَذْكُرُهُ فِي الْمُعْتَلِّ. قَالَ الفرَّاءُ: النبيُّ: هُوَ مَنْ أَنْبَأَ عَنِ اللَّهِ، فَتُرِك هَمزه. قال: وإن أُخِذَ مِنَ النَّبْوةِ والنَّباوةِ، وَهِيَ الِارْتِفَاعُ عَنِ الأَرض، أَي إِنه أَشْرَف عَلَى سَائِرِ الخَلْق، فأَصله غَيْرُ الْهَمْزِ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: القِرَاءَة الْمُجْمَعُ عَلَيْهَا، فِي النَّبِيِّين والأَنْبِياء، طَرْحُ الْهَمْزِ، وَقَدْ هَمَزَ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهل الْمَدِينَةِ جَمِيعَ مَا فِي الْقُرْآنِ مِنْ هَذَا. وَاشْتِقَاقُهُ من نَبَأَ وأَنْبَأَ أَي أَخبر. قَالَ: والأَجود تَرْكُ الْهَمْزِ؛ وسيأْتي فِي الْمُعْتَلِّ. وَمِنْ غَيْرِ الْمَهْمُوزِ: حَدِيثُ البَراءِ. قُلْتُ: ورَسُولِكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ، فردَّ عَليَّ وَقَالَ: ونَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ. قَالَ ابْنُ الأَثير (النهاية 5/4) : إِنَّمَا ردَّ عَلَيْهِ ليَخْتَلِفَ اللَّفْظانِ، وَيَجْمَعَ لَهُ الثناءَ بَيْنَ مَعْنَى النُّبُوَّة والرِّسالة، وَيَكُونَ تَعْدِيدًا لِلنِّعْمَةِ فِي الحالَيْن، وَتَعْظِيمًا لِلمِنَّةِ عَلَى الْوَجْهَيْنِ. والرَّسولُ أَخصُّ مِنَ النَّبِيِّ، لأَنَّ كُلَّ رَسُولٍ نَبِيٌّ وَلَيْسَ كُلُّ نَبِيٍّ رَسُولًا. وَيُقَالُ: تَنَبَّى الكَذَّابُ إِذَا ادَّعَى النُّبُوّةَ. وتَنَبَّى كَمَا تَنَبَّى مُسَيْلِمةُ الكَذّابُ وغيرُه مِنَ الدَّجَّالِينَ المُتَنَبِّينَ (لسان العرب :1 /163،162) ، قال الأزهري :- والنَّبْوة: الجَفْوة. والنَّبْوة: الْإِقَامَة. وذكر القرطبي : أنه مُشْتَقٌّ مِنْ نَبَا يَنْبُو إِذَا ظَهَرَ. فَالنَّبِيُّ مِنَ النُّبُوَّةِ وَهُوَ الِارْتِفَاعُ، فَمَنْزِلَةُ النَّبِيِّ رَفِيعَةٌ. وَالنَّبِيُّ بِتَرْكِ الْهَمْزِ أَيْضًا الطَّرِيقُ ، فَسُمِّيَ الرَّسُولُ نَبِيًّا لِاهْتِدَاءِ الْخَلْقِ بِهِ كَالطَّرِيقِ (تفسير القرطبي : 1/431) (قلت : كذا قال الكسائي (الطريق) وعزاه إليه الأزهري في تهذيب اللغة : 15/349) .


    قرأ المرموز له بالألف (نافع) بإثبات الهمز في جميع الباب بعد الياء أو الواو أو الباء ؛ فتصير مثلا : (النبيء) ، (النبيـئـين) ، (النبوءة) ، (الأنبـئاء) ، مع مراعاة المد المتصل الواجب في مثل : (النبيء) ، (النبيـئـين) ، (النبوءة) ، وللأزرق ثلاثة البدل في مثل : (النبيـئـين) .
    ثم قال الناظم رحمه الله :- ((ضِيَاءَ زِنْ)) أي قرأ المرموز له بالزاي (قنبل) قوله تعالى :- (ضِيَاءً) (يونس: 5) ، (وَضِيَاءً) (الأنبياء: 48) ، (القصص: 71) (بِضِيَاءٍ) بهمزة مفتوحة بعد الضاد بدلاً من الياء ؛ هكذا : (ضِئَاء) ، وقرأ الباقون بياء مفتوحة بعد الضاد كما لفظ به : (ضِيَاء) ، ووقف حمزة على المنصوب (ضِيَاءً) بثلاثة الإبدال ، وأما المجرور فقد وقف حمزة وهشام بخلف عنه بثلاثة الإبدال والتسهيل المرام مع المد والقصر ، والوجه الثاني لوقف هشام هو التحقيق كالباقين .
    ثم قال :- ((مُرْجَوْنَ تُرْجِي حَقَّ صُمْ . كَسَا)) أي أن المرموز لهم بـ (حق) ، ، (ك) ؛ وهم البصريان والمكي وشعبة والشامي قرءوا قوله تعالى :- (مُرْجَوْنَ) (التوبة: 106) بفتح الجيم وبعدها همزة مضمومة بعدها واو مدّيّة ؛ فتصير : (مُرْجَئُـون) ، وقرءوا قوله تعالى :- (تُرْجِي) (الأحزاب: 51) بهمزة مرفوعة بعد الجيم هكذا : (تُرْجِئُ) ، ووقف عليها هشام بستة أوجه :-
    الأول : إبدال الهمزة ياء ساكنة على القياس .
    الثاني : تسهيلها بين بين مع الروم .
    الثالث : إبدالها ياء مضمومة على الرسم ثم تسكن للوقف فيتحد هذا الوجه مع الوجه الأول في العمل ويختلف في التقدير. الرابع : كالثالث ولكن مع الإشمام .
    الخامس : إبدالها ياء مضمومة أيضا مع الروم .
    السادس : التحقيق كشعبة والبصريين والمكي . وقرأ الباقون بجيم مفتوحة وبعدها واو ساكنة هكذا : (مُرْجَوْن) ، و (تُرْجِي) بياء مدّيّة) كما لفظ بهما .
    ثم قال الناظم رحمه الله :- ((الْبَرِيَّةُ اتْلُ مِزْ)) أي أن المرموز لهما بالألف والميم وهما نافع وابن ذكوان قرءا قوله تعالى :- (البَرِيَّةِ) (البينة: 7،6) بياء مدّيّة وبعدها همزة مفتوحة ؛ ليصبح مدًّا متصلا واجبًا : (الْبَرِيـئَـةِ) ، وهم على أصولهم فيه ؛ فالأصبهاني وقالون بالتوسط على المقروء به ، والأزرق بالإشباع ، وابن ذكوان بالتوسط والإشباع . وقرأ الباقون بإبدال الهمزة ياء وإدغام الياء التي قبلها فيها ؛ فتكون الياء مشددةً هكذا : (الْبَرِيَّـة) كما لفظ به .
    قوله :- ((بَادِيَ حُمْ)) أي قرأ المرموز له بالحاء (أبو عمرو البصري) قوله تعالى :- (بَادِيَ) (هود : 27) بهمزة مفتوحة بعد الدال هكذا : (بَادِئَ) ، وقرأ الباقون بياء مفتوحة بعد الدال : (بَادِيَ) كما لفظ به ، وقد تقدم أن الهمز وترك الهمز لغتان عند العرب في سائر الباب ، وأما هنا فالمعنى يختلف اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد فكلمة (بَادِيَ) من بَدَا يَبْدُو أي فِيمَا يظْهر لنا ويبدو كما قال الفراء وغيره ، وأما (بَادِئَ) فهي من بدأ . والله أعلم . (*)


    هامش : (*) قَالَ الزّجاج: نصب باديَ ، على اتَّبعوك فِي ظاهرِ الرَّأْي وَبَاطِنهمْ على خلاف ذَلِك، وَيجوز أَن يكون اتبعوك فِي ظَاهر الرَّأْي وَلم يتدبّروا مَا قلتَ، وَلم يفكروا فِيهِ، وَقيل للبَرِّية: باديَةٌ لِأَنَّهَا ظاهرةٌ بارزةٌ، وَقد بَدَوْتُ أَنا، وأبْدَيْتُ غَيْرِي، وكلُّ شَيْء أظهرتَه فقد أبْدَيتَه، وَأما قِراءةُ أبي عَمْرو: بادىء الرَّأْي فَمَعْنَاه أوّلَ الرَّأْي، أَي اتَّبعوك ابتداءَ الرَّأْي حينَ ابتدأوا ينظرُونَ، وَإِذا فَكَّروا لم يتَّبعوك . (تهذيب اللغة : 14/143) .
    وأما (بَادِئَ) فهي من بدأ ؛ قالَ ابنُ الأَنباري: بادئَ بالهمزِ ، مَنْ بَدَأَ إِذَا ابْتَدَأَ (أي أَوَّلُهُ وابْتِداؤُهُ) ؛ قَالَ: وانْتِصابُ مَنْ هَمزَ وَلَمْ يَهْمِزْ بالاتِّباع عَلَى مَذهَب المَصدرِ أَي اتَّبَعوكَ اتِّباعاً ظَاهِرًا، أَو اتِّباعاً مُبْتَدأً؛ قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ الْمَعْنَى مَا نَراك اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَراذِلُنا فِي ظاهرِ مَا نَرى مِنْهُمْ، وطَوِيَّاتُهم عَلَى خِلافِك وعَلى مُوافَقَتنَا؛ وَهُوَ منْ بَدا يَبْدُو إِذَا ظَهَر. وَفِي حديثِ الغُلامِ الَّذِي قَتَلَهُ الخَضِرُ: فانْطَلقَ إِلَى أَحَدِهم بادئَ الرَّأْي فَقَتَله. قَالَ ابنُ الأَثير: أَي فِي أَوَّلِ رأْيٍ رآهُ وابتدائِه، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ غَيْرَ مَهْمُوزٍ مِنَ البُدُوِّ: الظُّهور أَي فِي ظاهرِ الرَّأْيِ والنَّظَرِ. قَالُوا افْعَلْهُ بَدءاً وأَوَّلَ بَدْءٍ . (لسان العرب : 1/27) .


    تم شرح الباب ، والحمد لله رب العالمين ، وصلّ اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين .

    ومرحبا بكم في جامعة الدرّة المضيّة العالميّة للعلوم العربيّة والإسلاميّة :
    http://zdnyilma.com/vb/index.php (*) (*) (*)

  7. #27

    افتراضي رد: خلاصة الفكر شرح طيبة النشر للشيخ إسماعيل الشرقاوي حفظه الله

    بسم الله الرحمن الرحيم


    الحلقة العشرون - خلاصة الفكر شرح طيبة النشر - بابُ نَقْلِ حَرَكَةِ الهَمْزةِ إِلىَ السَّاكِنِ قَبْلَهَا .


    بابُ نَقْلِ حَرَكَةِ الهَمْزةِ إِلىَ السَّاكِنِ قَبْلَهَا (6)
    قال الإمام ابن الجزري رحمه الله :-
    [229] وَانْقُلْ إِلَى الآخِرِ غَيْرَ حَرْفِ مَدْ * * * لِوَرْشٍ إِلاَّ هَا كِتَابِيَهْ أَسَدْ
    هذا باب يذكر فيه الناظم مذاهب بعض الرواة في النقل ؛ فقال بأن ورشا ينقل حركة همز القطع إلى الساكن الذي قبله ثم يسقط الهمز ، ويشترط في النقل أن يكون بين كلمتين سواء كان تنوينا نحو : (عَذَابٌ أَلِيمٌ) ، أو لام التعريف نحو : (الأَرْضِ) ، أو غير ذلك نحو : (مَنْ آمَنَ) ، (تَعْلَمْ أَنَّ) ، ولا يكون في كلمة نحو : (وَيَنْئَوْنَ) ، ثم استثنى الناظم سكون حرف المد من النقل ؛ فلا نقل فيه نحو : (إِلاَّ أُمَمٌ) ، وهذا معنى قوله (غَيْرَ حَرْفِ مَدْ) ، لكنه لم يستثني سكون ميم الجمع من النقل اعتمادًا على ذكره الصلة فيها في سورة أم القرآن : (وَقَبْلَ هَمْزِ الْقَطْعِ وَرْشٌ) ، ومع ذلك استدرك شيخنا الطبيب سعيد صالح زعيمة فقال ليته قال : وَانْقُلْ للآخِرِ لا مَيمَ جَمْعٍ وَمَدْ * * * لِوَرْشٍ إِلاَّ هَا كِتَابِيَهْ أَسَدْ . ا هـ . 1
    ثم قال الناظم (إِلاَّ هَا كِتَابِيَهْ أَسَدْ) أي رُوِيَ عن ورش مذهبان (1) في (كِتَابِيَهْ . إِنِّي) (الحاقة : 19 ، 20) ، المذهب الأول : النقل طردًا للباب، وهو قول صحيح سديد ، والمذهب الثاني : التَّحْقِيقُ وهو قول أصح وأسدُّ من الأول لأسباب ذكرها في النشر (1/409) ، قال : ((وَتَرْكُ النَّقْلِ فِيهِ هُوَ الْمُخْتَارُ عِنْدَنَا، وَالْأَصَحُّ لَدَيْنَا، وَالْأَقْوَى فِي الْعَرَبِيَّةِ، وَذَلِكَ أَنَّ هَذِهِ الْهَاءَ هَاءُ سَكْتٍ، وَحُكْمُهَا السُّكُونُ، فَلَا تُحَرَّكُ إِلَّا فِي ضَرُورَةِ الشِّعْرِ عَلَى مَا فِيهِ مِنْ قُبْحٍ، وَأَيْضًا فَلَا تُثْبَتُ إِلَّا فِي الْوَقْفِ، فَإِذَا خُولِفَ الْأَصْلُ فَأُثْبِتَتْ فِي الْوَصْلِ إِجْرَاءً لَهُ مَجْرَى الْوَقْفِ لِأَجْلِ إِثْبَاتِهَا فِي رَسْمِ الْمُصْحَفِ، فَلَا يَنْبَغِي أَنْ يُخَالَفَ الْأَصْلُ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ، وَهُوَ تَحْرِيكُهَا، فَيَجْتَمِعُ فِي حَرْفٍ وَاحِدٍ مُخَالَفَتَانِ )) .


    هامش : (1) قال الإمام ابن الجزري في النشر (1/409) : (( وَاخْتُلِفَ، عَنْ وَرْشٍ فِي حَرْفٍ وَاحِدٍ مِنَ السَّاكِنِ الصَّحِيحِ، وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى: فِي الْحَاقَّةِ (كِتَابِيَهْ إِنِّي ظَنَنْتُ) فَرَوَى الْجُمْهُورُ عَنْهُ إِسْكَانَ الْهَاءِ وَتَحْقِيقَ الْهَمْزَةِ عَلَى مُرَادِ الْقَطْعِ وَالِاسْتِئْنَا فِ مِنْ أَجْلِ إِنْهَاءِ هَاءِ السَّكْتِ، وَهَذَا الَّذِي قَطَعَ بِهِ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الْأَئِمَّةِ مِنْ طَرِيقِ الْأَزْرَقِ، وَلَمْ يَذْكُرْ فِي " التَّيْسِيرِ " غَيْرَهُ، وَقَالَ: إِنَّهُ قَرَأَ بِالتَّحْقِيقِ مِنْ طَرِيقَيْهِ عَلَى الْخَاقَانِيِّ وَأَبِي الْفَتْحِ، وَابْنِ غَلْبُونَ، وَبِهِ قَرَأَ صَاحِبُ " التَّجْرِيدِ " مِنْ طَرِيقِ الْأَزْرَقِ، عَنِ ابْنِ نَفِيسٍ، عَنْ أَصْحَابِهِ، عَنْهُ، وَعَلَى عَبْدِ الْبَاقِي، عَنْ أَصْحَابِهِ، عَنِ ابْنِ عِرَاكٍ، عَنْهُ، وَمِنْ طَرِيقِ الْأَصْبَهَانِي ِّ أَيْضًا بِغَيْرٍ خُلْفٍ عَنْهُ، وَهُوَ الَّذِي رَجَّحَهُ الشَّاطِبِيُّ وَغَيْرُهُ، وَرَوَى النَّقْلَ فِيهِ كَسَائِرِ الْبَابِ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ الْأَدَاءِ، وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ غَيْرِهِ، وَبِهِ قَطَعَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ طَرِيقِ الْأَصْبَهَانِي ِّ، وَهُوَ ظَاهِرُ نُصُوصِ الْعِرَاقِيِّين َ لَهُ، وَذَكَرَهُ بَعْضُهُمْ عَنِ الْأَزْرَقِ، وَبِهِ قَرَأَ صَاحِبُ " التَّجْرِيدِ " عَلَى عَبْدِ الْبَاقِي، عَنْ أَبِيهِ مِنْ طَرِيقِ أَبِي هِلَالٍ عَنْهُ. وَأَشَارَ إِلَى ضَعْفِهِ أَبُو الْقَاسِمِ الشَّاطِبِيُّ، وَقَالَ مَكِّيٌّ: أَخَذَ قَوْمٌ بِتَرْكِ النَّقْلِ فِي هَذَا، وَتَرْكُهُ أَحْسَنُ وَأَقْوَى، وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ الْمَهْدَوِيُّ فِي هِدَايَتِهِ وَعَنْهُ (كِتَابِيَهْ إِنِّي) النَّقْلُ وَالتَّحْقِيقُ، فَسَوَّى بَيْنَ الْوَجْهَيْنِ. ا هــ.
    قال العلماء إذا قرأت لورش بالنقل في : (كِتَابِيَهْ . إِنِّي) (الحاقة : 19 ، 20) تعين لك إدغام الهاء في مثلها من قوله تعالى : (مَالِيَهْ . هَلَكَ) (الحاقة : 28 ، 29) ، وإذا قرأت لورش بإسكان الهاء وترك النقل في : (كِتَابِيَهْ . إِنِّي) (الحاقة : 19 ، 20) تعين لك السكت على الهاء الأولى من قوله تعالى : (مَالِيَهْ . هَلَكَ) (الحاقة : 28 ، 29) ، وفي هذا يقول الشيخ المتولي رحمه الله :
    وردءًا بنقل ثم وجهان جاء في ... ككتابيه إني ، والسكونُ تفضَّلا
    وَمن يَرْوِ فيه النقلَ أدغمَ مَالِيَهْ ... ويَسْكُتُ فيه مَن بالاسكانِ قَد تلا
    قال الإمام ابن الجزري رحمه الله :-
    [230] وَافَقَ مِنْ إِسْتَبْرَقٍ غَرْ وَاخْتُلفْ * * * فِي الآنَ خُذْ وَيُونُسٍ بِهِ خَطِفْ
    أي أن المرموز له بالغين ، وهو رويس وافق ورشًا على نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها في موضع واحد فقط ، وهو قوله تعالى : (مِنْ إِسْتَبْرَقٍ) (الرحمن : 54) ، ثم قال : (وَاخْتُلفْ . فِي الآنَ خُذْ) أي قرأ المرموز له بالخاء ، وهو ابن وردان قوله تعالى : (الآنَ) (البقرة : 71) ، (النساء : 18) ، (الأنفال : 66) ، (يوسف : 51) ، (الجن : 9) ، و (فَالآنَ) (البقرة : 187) ، وهي (الآن) الإخبارية ، بوجهين : النقل موافقًا ورشًا ، والتحقيق كالجمهور . قوله : (وَيُونُسٍ بِهِ خَطِفْ) أي أن المرموز لهما بالباء والخاء ، وهما قالون وابن وردان قرءا قوله تعالى : (آلآنَ) (يونس : 51 ، 91) الاستفهامية بالنقل وجهًا واحدًا كورش .
    فائدة : وجه تحقيق (الآن) الإخبارية لابن وردان - من الأوجه الزائدة للنشر على التحبير والدرة ، قال العلامة الشيخ الإبياري في المنحة :- أَلآن في الإخبار بالخلف خَطِفْ ... ا هـ .
    قال الإمام ابن الجزري رحمه الله :-
    [231] وَعَاداً اْلأُولى فَعَاداً لُولَى * * * مَدًا حِمَاهُ مُدْغَماً مَنْقُولاَ
    [232] وَخُلْفُ هَمْزِ الْوَاوِ فِى النَّقْلِ بَسَمْ * * * وَابْدَا لِغَيْرِ وَرْشِ بِاْلأَصْلِ أَتَمْ


    هامش : (1) قال في النشر (1/413) : (الْعِلَّةَ الَّتِي دَعَتْ إِلَى مُنَاقَضَةِ الْأَصْلِ فِي الْوَصْلِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ - خَاصَّةً مَعَ صِحَّةِ الرِّوَايَةَ بِذَلِكَ - هِيَ التَّنْوِينُ فِي كَلِمَةِ " عَادٍ " لِسُكُونِهِ وَسُكُونِ لَامِ الْمَعْرِفَةِ بَعْدُ، فَحَرَّكَ اللَّامَ حِينَئِذٍ بِحَرَكَةِ الْهَمْزَةِ؛ لِئَلَّا يَلْتَقِيَ سَاكِنَانِ وَيَتَمَكَّنَ إِدْغَامُ التَّنْوِينِ فِيهَا إِيثَارًا لِلْمَرْوِيِّ عَنِ الْعَرَبِ فِي مِثْلِ ذَلِكَ، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ، وَالْتِقَاءُ السَّاكِنَيْنِ وَالْإِدْغَامُ فِي الِابْتِدَاءِ مَعْدُومٌ بِافْتِرَاقِ الْكَلِمَتَيْنِ حِينَئِذٍ بِالْوَقْفِ عَلَى إِحْدَاهُمَا وَالِابْتِدَاءِ بِالثَّانِيَةِ، فَلَمَّا زَالَتِ الْعِلَّةُ الْمُوجِبَةُ لِإِلْقَاءِ حَرَكَةِ الْهَمْزَةِ عَلَى مَا قَبْلَهَا فِي الِابْتِدَاءِ - وَجَبَ رَدُّ الْهَمْزِ لِيُوَافِقَ بِذَلِكَ - يَعْنِي أَصْلَ مَذْهَبِهِمْ فِي سَائِرِ الْقُرْآنِ) . انْتَهَى .


    [233] وَابْدَأَ بِهَمْزِ الْوَصْلِ فِى النَّقْلِ أَجَلْ * * * ........................
    يذكر الناظم مذاهب القراء في قوله تعالى : (عَاداً الأُولَى) (النجم : 50) ؛ فقرأ المرموز لهم بـ (مَدًا حِمَا) وهم المدنيان والبصريان بإدغام التنوين في اللام ثم بنقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها مع إسقاط الهمزة ؛ فتصير : (عَادَ لُّولَى) (1) ، ثم قال : (وَخُلْفُ هَمْزِ الْوَاوِ فِى النَّقْلِ بَسَمْ) أي أن المرموز له بالباء ، وهو قالون قرأ قوله تعالى : (عَاداً الأُولَى) (النجم : 50) بوجهين ؛ الأول : بالإدغام والنقل مع إسقاط الهمزة ثم واو مدّيّة كما سبق : (عَادَ لُّولَى) ، والثاني : بالإدغام والنقل مع إثبات الهمزة الساكنة على الواو : (عَادَ لُّؤْلَى) .
    ثم قال : (وَابْدَا لِغَيْرِ وَرْشِ بِاْلأَصْلِ أَتَمْ) أي إذا بدأت بهذه الكلمة : (الأُولَى) (النجم : 50) لكل من ذكروا سوى ورش - وهم قالون وأبو جعفر والبصريان - فالأفضل أن تبدأ بالأصل بلا نقل ، ويصح لهم النقل أيضا كورش ، وإنما استثنى ورشًا منهم في الوجه الأول ؛ لأنه ينقل وجهًا واحدًا بلا خلاف ، فوجب إخراجه منهم .
    قوله : (وَابْدَأَ بِهَمْزِ الْوَصْلِ فِى النَّقْلِ أَجَلْ) يعني بذلك القاعدة التي تقول : إن الكلمات المعرفة بأل ومفتتحة بهمزة قطع نحو : (الأُولَى) (النجم : 50) ، (الآخِرَةُ) ، (الأَمْوَالِ) يصح لورش عند البدء بها وجهان ؛ الوجه الأول : الابتداء بهمزة مفتوحة بعدها لام متحركة بحركة الهمزة بعد نقلها مع إسقاط الهمزة هكذا : (أَلُولَى) ، (أَلَاخِرَةُ) ، (أَلَمْوَالِ) ، الوجه الثاني : الابتداء باللام المتحركة بحركة الهمزة بعد نقلها هكذا : (لُولَى) ، (لَاخِرَةُ) ، (لَمْوَالِ) .
    وتنطبق هذه القاعدة على قالون وأبي جعفر والبصريين في هذا الموضع تحديدا : (الأُولَى) (النجم : 50) ؛ فلهم عند البدء بها ثلاثة أوجه ؛ الوجه الأول : الابتداء بهمزة مفتوحة ثم لام مضمومة فواو مدّيّة هكذا : (أَلُولَى) ، الوجه الثاني : الابتداء بلام مضمومة فواو مدّيّة هكذا : (لُولَى) كورش في وجهيه المذكورين آنفا ، الوجه الثالث : بهمزة مفتوحة ثم لام ساكنة فهمزة مضمومة فواو مدّيّة : (أَلْأُولَى) . ولأنه قد ذكر لقالون الخلف في همز الواو مع النقل : (وَخُلْفُ هَمْزِ الْوَاوِ فِى النَّقْلِ بَسَمْ) فإنه يزيد على من ذكروا - عند البدء بها - بوجهين :
    الأول : بهمزة مفتوحة ثم لام مضمومة فهمزة ساكنة : (أَلُؤْلَى) .
    الثاني : بلام مضمومة ثم همزة ساكنة : (لُؤْلَى) ؛ فيجتمع لقالون خمس حالات عند البدء بها .
    فائدة : من الأوجه الزائدة للنشر على الشاطبية والتيسير لقالون وجه النقل مع إبدال الهمزة التي بعد اللام واوًا ساكنة مديّة ، وعليه يكون في الوصل (عَادَ لُّولَى) ، وفي البدء وجهان : (أَلُولَى) ، (لُولَى) كما سبق تفصيل ذلك ، قال العلامة الشيخ الإبياري في المنحة :- وَانقُلْ بِوَاوٍ عَاداً الأُولَى بَهَرْ ...ا هـ.
    قال الإمام ابن الجزري رحمه الله :-
    [233] .............................. ..* * * وَانْقُلْ مَدًا رِدًا وَثَبْتٌ الْبَدَلْ
    انتقل الكلام إلى موضع آخر ، وهو قوله تعالى : (رِدْءاً يُصَدِّقْنِي) (القصص : 34) ، قال الناظم بأن المرموز لهما بـ (مَدًا) : المدنيان قرءا بنقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها مع إسقاط الهمزة ؛ فتصير : (رِدًا يُصَدِّقْنِي) ، ولكنه عاد فقيّد الأمر وقال : وَثَبْتٌ الْبَدَلْ ؛ أي أن المرموز له بالثاء _ أبو جعفر المدني – قرأ بإبدال التنوين ألفًا في الحالين ، وصلا : (رِدَا يُصَدِّقْنِي) ، ووقفًا : (رِدَا) ، وبذلك يكون لنافع المدني الإبدال وقفًا فقط : (رِدَا) ، وأما عند الوصل فبالنقل بلا إبدال : (رِدًا يُصَدِّقْنِي) ، مع مراعاة إسكان القاف للمدنيين معًا ، كما قال في فرش الشعراء وأختيها قوله : (يُصَدِّقْ رَفْعُ جَزْمٍ نَلْ فَنَا) .
    قال الإمام ابن الجزري رحمه الله :-
    [234] وَمِلْءُ اْلاَصْبَهَانِي مَعْ عِيسَى اخْتُلِفْ * * * وَسَلْ رَوَى دُمْ كَيْفَ جَا الْقُرَانُ دُفْ
    انتقل الناظم إلى قوله تعالى : (مِّلْءُ الأَرْضِ) (آل عمران : 91) ، وقال بأن الأصبهاني عن ورش وعيسى (ابن وردان) بخلف عن أبي جعفر قرءا بنقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها مع إسقاط الهمزة ؛ فتقرأ هكذا : (مِّلُ) ، مع مراعاة نقل حركة همز (الأَرْضِ) للأصبهاني عن ورش على أصله ؛ فتقرأ للأصبهاني وصلا : (مِّلْءُ الَرْضِ) ، وأما ابن وردان فيقرأها وصلا بوجهين : (مِّلُ الأَرْضِ) ، (مِّلْءُ الأَرْضِ) . فائدة : من الأوجه الزائدة للنشر على الشاطبية والتيسير والدرة والتحبير لابن وردان وورش (طريق الأصبهاني) ، التحقيق في (مِّلْءُ) (آل عمران : 91) قال الشيخ الإبياري رحمه الله في المنحة :- .... خَطِفْ ... والأصبهاني معه في مِّلْءُ اخْتُلِفْ . ا هـ .
    وبذلك يكون في (مِّلْءُ الأَرْضِ) (آل عمران : 91) أربع قراءات :
    الأولى : النقل فيهما ، وهو الوجه الأول عن الأصبهاني .
    الثانية : التحقيق في (مِّلْءُ) ، والنقل في (الأَرْضِ) ، للأزرق وهو الوجه الثاني للأصبهاني ، وحمزة بخلفه وقفًا.
    الثالثة : النقل في (مِّلْءُ) فقط ، وهو الوجه الأول لابن وردان .
    الرابعة : ترك النقل فيهما للباقين ، وهو الوجه الثاني لابن وردان .
    ثم قال الناظم – ابن الجزري - رحمه الله : (وَسَلْ رَوَى دُمْ) أي أن المرموز لهم بـ (روى) ، (دم) وهم الكسائي وخلف العاشر وابن كثير قرءوا قوله تعالى : (اسْأَلْ) حيث وقعت بالنقل فتصير (سَلْ) ، وهي في المواضع التالية : (وَاسْئَلْهُمْ) (الأعراف : 163) ، (فَاسْئَل) (يونس : 94) ، (الفرقان: 59) (الإسراء : 101) ، (المؤمنون : 113) ، (وَاسْأَلِ) (يوسف : 82) ، (فَاسْأَلْهُ) (يوسف : 50) ، (فَاسْأَلُوا) (النحل: 43) ، (الأنبياء : 7) ، (وَاسْأَلُوا) (النساء : 32) ، (الممتحنة : 10) (الزخرف : 45) ، (فَاسْأَلُوَهُم ) (الأنبياء : 63) ، قرءوها بنقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها مع إسقاط الهمزة ؛ فتصير (سَلْ) (وَسََلْهُمْ) (الأعراف : 163) ، (فَسََل) (يونس : 94) ، (الفرقان: 59) (الإسراء : 101) ، (المؤمنون : 113) ، (وَسَلِ) (يوسف : 82) ، (فَسَلْهُ) (يوسف : 50) ، (فَسَلُوا) (النحل: 43) ، (الأنبياء : 7) ، (وَسَلُوا) (النساء : 32) ، (الممتحنة : 10) (الزخرف : 45) ، (فَسَلُوهُمْ) (الأنبياء : 63) .
    ثم قال الناظم : (كَيْفَ جَا الْقُرَانُ دُفْ) أي أن المرموز له بالدال – ابن كثير – قرأ قوله تعالى : (الْقُرْءَان) - كيف وقعت - بنقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها : (الْقُرَان) ، ومواضعها هي : (القُرْآن) (البقرة : 185) ، (النساء : 82) ، (المائدة : 101) ، (الأنعام : 19) ، (الأعراف : 204) ، (يونس : 37) ، (يوسف : 3) ، (الحجر : 91) ، (الحجر : 91) ، (الإسراء : 9 ، 41 ، 45 ، 46 ، 60 ، 82 ، 88 ، 89) ، (الكهف : 54) ، (طه : 2) ، (الفرقان : 30 ، 32) ، (النمل : 1 ، 6 ، 76 ، 92) ، (القصص : 85) ، (الروم : 58) ، (سبأ : 31) ، (الزمر : 27) ، (وَالْقُرْآن) (التوبة : 111) ، (الحجر : 87) ، (يس : 2) ، (ص : 1) ، (بِالْقُرْآنِ) (طه : 114) ، (قُرْآنٍ) (يونس : 61) ، (وَقُرْآن) (الحجر : 1) ، (الإسراء : 78) (يس : 69) ، (بِقُرْآنٍ) (يونس : 15) ، (قُرْآناً) (يوسف : 2) ، (طه : 113) ، (الرعد : 31) ، (الزمر : 28) ، (قُرْآنَهُ) (القيامة : 18) . تم شرح الباب ، والحمد لله رب العالمين.
    وصلّ اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين .

  8. #28

    افتراضي رد: خلاصة الفكر شرح طيبة النشر للشيخ إسماعيل الشرقاوي حفظه الله

    بسم الله الرحمن الرحيم


    الحلقة العشرون - خلاصة الفكر شرح طيبة النشر - بابُ نَقْلِ حَرَكَةِ الهَمْزةِ إِلىَ السَّاكِنِ قَبْلَهَا .


    بابُ نَقْلِ حَرَكَةِ الهَمْزةِ إِلىَ السَّاكِنِ قَبْلَهَا (6)
    قال الإمام ابن الجزري رحمه الله :-
    [229] وَانْقُلْ إِلَى الآخِرِ غَيْرَ حَرْفِ مَدْ * * * لِوَرْشٍ إِلاَّ هَا كِتَابِيَهْ أَسَدْ
    هذا باب يذكر فيه الناظم مذاهب بعض الرواة في النقل ؛ فقال بأن ورشا ينقل حركة همز القطع إلى الساكن الذي قبله ثم يسقط الهمز ، ويشترط في النقل أن يكون بين كلمتين سواء كان تنوينا نحو : (عَذَابٌ أَلِيمٌ) ، أو لام التعريف نحو : (الأَرْضِ) ، أو غير ذلك نحو : (مَنْ آمَنَ) ، (تَعْلَمْ أَنَّ) ، ولا يكون في كلمة نحو : (وَيَنْئَوْنَ) ، ثم استثنى الناظم سكون حرف المد من النقل ؛ فلا نقل فيه نحو : (إِلاَّ أُمَمٌ) ، وهذا معنى قوله (غَيْرَ حَرْفِ مَدْ) ، لكنه لم يستثني سكون ميم الجمع من النقل اعتمادًا على ذكره الصلة فيها في سورة أم القرآن : (وَقَبْلَ هَمْزِ الْقَطْعِ وَرْشٌ) ، ومع ذلك استدرك شيخنا الطبيب سعيد صالح زعيمة فقال ليته قال : وَانْقُلْ للآخِرِ لا مَيمَ جَمْعٍ وَمَدْ * * * لِوَرْشٍ إِلاَّ هَا كِتَابِيَهْ أَسَدْ . ا هـ . 1
    ثم قال الناظم (إِلاَّ هَا كِتَابِيَهْ أَسَدْ) أي رُوِيَ عن ورش مذهبان (1) في (كِتَابِيَهْ . إِنِّي) (الحاقة : 19 ، 20) ، المذهب الأول : النقل طردًا للباب، وهو قول صحيح سديد ، والمذهب الثاني : التَّحْقِيقُ وهو قول أصح وأسدُّ من الأول لأسباب ذكرها في النشر (1/409) ، قال : ((وَتَرْكُ النَّقْلِ فِيهِ هُوَ الْمُخْتَارُ عِنْدَنَا، وَالْأَصَحُّ لَدَيْنَا، وَالْأَقْوَى فِي الْعَرَبِيَّةِ، وَذَلِكَ أَنَّ هَذِهِ الْهَاءَ هَاءُ سَكْتٍ، وَحُكْمُهَا السُّكُونُ، فَلَا تُحَرَّكُ إِلَّا فِي ضَرُورَةِ الشِّعْرِ عَلَى مَا فِيهِ مِنْ قُبْحٍ، وَأَيْضًا فَلَا تُثْبَتُ إِلَّا فِي الْوَقْفِ، فَإِذَا خُولِفَ الْأَصْلُ فَأُثْبِتَتْ فِي الْوَصْلِ إِجْرَاءً لَهُ مَجْرَى الْوَقْفِ لِأَجْلِ إِثْبَاتِهَا فِي رَسْمِ الْمُصْحَفِ، فَلَا يَنْبَغِي أَنْ يُخَالَفَ الْأَصْلُ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ، وَهُوَ تَحْرِيكُهَا، فَيَجْتَمِعُ فِي حَرْفٍ وَاحِدٍ مُخَالَفَتَانِ )) .


    هامش : (1) قال الإمام ابن الجزري في النشر (1/409) : (( وَاخْتُلِفَ، عَنْ وَرْشٍ فِي حَرْفٍ وَاحِدٍ مِنَ السَّاكِنِ الصَّحِيحِ، وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى: فِي الْحَاقَّةِ (كِتَابِيَهْ إِنِّي ظَنَنْتُ) فَرَوَى الْجُمْهُورُ عَنْهُ إِسْكَانَ الْهَاءِ وَتَحْقِيقَ الْهَمْزَةِ عَلَى مُرَادِ الْقَطْعِ وَالِاسْتِئْنَا فِ مِنْ أَجْلِ إِنْهَاءِ هَاءِ السَّكْتِ، وَهَذَا الَّذِي قَطَعَ بِهِ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الْأَئِمَّةِ مِنْ طَرِيقِ الْأَزْرَقِ، وَلَمْ يَذْكُرْ فِي " التَّيْسِيرِ " غَيْرَهُ، وَقَالَ: إِنَّهُ قَرَأَ بِالتَّحْقِيقِ مِنْ طَرِيقَيْهِ عَلَى الْخَاقَانِيِّ وَأَبِي الْفَتْحِ، وَابْنِ غَلْبُونَ، وَبِهِ قَرَأَ صَاحِبُ " التَّجْرِيدِ " مِنْ طَرِيقِ الْأَزْرَقِ، عَنِ ابْنِ نَفِيسٍ، عَنْ أَصْحَابِهِ، عَنْهُ، وَعَلَى عَبْدِ الْبَاقِي، عَنْ أَصْحَابِهِ، عَنِ ابْنِ عِرَاكٍ، عَنْهُ، وَمِنْ طَرِيقِ الْأَصْبَهَانِي ِّ أَيْضًا بِغَيْرٍ خُلْفٍ عَنْهُ، وَهُوَ الَّذِي رَجَّحَهُ الشَّاطِبِيُّ وَغَيْرُهُ، وَرَوَى النَّقْلَ فِيهِ كَسَائِرِ الْبَابِ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ الْأَدَاءِ، وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ غَيْرِهِ، وَبِهِ قَطَعَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ طَرِيقِ الْأَصْبَهَانِي ِّ، وَهُوَ ظَاهِرُ نُصُوصِ الْعِرَاقِيِّين َ لَهُ، وَذَكَرَهُ بَعْضُهُمْ عَنِ الْأَزْرَقِ، وَبِهِ قَرَأَ صَاحِبُ " التَّجْرِيدِ " عَلَى عَبْدِ الْبَاقِي، عَنْ أَبِيهِ مِنْ طَرِيقِ أَبِي هِلَالٍ عَنْهُ. وَأَشَارَ إِلَى ضَعْفِهِ أَبُو الْقَاسِمِ الشَّاطِبِيُّ، وَقَالَ مَكِّيٌّ: أَخَذَ قَوْمٌ بِتَرْكِ النَّقْلِ فِي هَذَا، وَتَرْكُهُ أَحْسَنُ وَأَقْوَى، وَقَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ الْمَهْدَوِيُّ فِي هِدَايَتِهِ وَعَنْهُ (كِتَابِيَهْ إِنِّي) النَّقْلُ وَالتَّحْقِيقُ، فَسَوَّى بَيْنَ الْوَجْهَيْنِ. ا هــ.
    قال العلماء إذا قرأت لورش بالنقل في : (كِتَابِيَهْ . إِنِّي) (الحاقة : 19 ، 20) تعين لك إدغام الهاء في مثلها من قوله تعالى : (مَالِيَهْ . هَلَكَ) (الحاقة : 28 ، 29) ، وإذا قرأت لورش بإسكان الهاء وترك النقل في : (كِتَابِيَهْ . إِنِّي) (الحاقة : 19 ، 20) تعين لك السكت على الهاء الأولى من قوله تعالى : (مَالِيَهْ . هَلَكَ) (الحاقة : 28 ، 29) ، وفي هذا يقول الشيخ المتولي رحمه الله :
    وردءًا بنقل ثم وجهان جاء في ... ككتابيه إني ، والسكونُ تفضَّلا
    وَمن يَرْوِ فيه النقلَ أدغمَ مَالِيَهْ ... ويَسْكُتُ فيه مَن بالاسكانِ قَد تلا
    قال الإمام ابن الجزري رحمه الله :-
    [230] وَافَقَ مِنْ إِسْتَبْرَقٍ غَرْ وَاخْتُلفْ * * * فِي الآنَ خُذْ وَيُونُسٍ بِهِ خَطِفْ
    أي أن المرموز له بالغين ، وهو رويس وافق ورشًا على نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها في موضع واحد فقط ، وهو قوله تعالى : (مِنْ إِسْتَبْرَقٍ) (الرحمن : 54) ، ثم قال : (وَاخْتُلفْ . فِي الآنَ خُذْ) أي قرأ المرموز له بالخاء ، وهو ابن وردان قوله تعالى : (الآنَ) (البقرة : 71) ، (النساء : 18) ، (الأنفال : 66) ، (يوسف : 51) ، (الجن : 9) ، و (فَالآنَ) (البقرة : 187) ، وهي (الآن) الإخبارية ، بوجهين : النقل موافقًا ورشًا ، والتحقيق كالجمهور . قوله : (وَيُونُسٍ بِهِ خَطِفْ) أي أن المرموز لهما بالباء والخاء ، وهما قالون وابن وردان قرءا قوله تعالى : (آلآنَ) (يونس : 51 ، 91) الاستفهامية بالنقل وجهًا واحدًا كورش .
    فائدة : وجه تحقيق (الآن) الإخبارية لابن وردان - من الأوجه الزائدة للنشر على التحبير والدرة ، قال العلامة الشيخ الإبياري في المنحة :- أَلآن في الإخبار بالخلف خَطِفْ ... ا هـ .
    قال الإمام ابن الجزري رحمه الله :-
    [231] وَعَاداً اْلأُولى فَعَاداً لُولَى * * * مَدًا حِمَاهُ مُدْغَماً مَنْقُولاَ
    [232] وَخُلْفُ هَمْزِ الْوَاوِ فِى النَّقْلِ بَسَمْ * * * وَابْدَا لِغَيْرِ وَرْشِ بِاْلأَصْلِ أَتَمْ


    هامش : (1) قال في النشر (1/413) : (الْعِلَّةَ الَّتِي دَعَتْ إِلَى مُنَاقَضَةِ الْأَصْلِ فِي الْوَصْلِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ - خَاصَّةً مَعَ صِحَّةِ الرِّوَايَةَ بِذَلِكَ - هِيَ التَّنْوِينُ فِي كَلِمَةِ " عَادٍ " لِسُكُونِهِ وَسُكُونِ لَامِ الْمَعْرِفَةِ بَعْدُ، فَحَرَّكَ اللَّامَ حِينَئِذٍ بِحَرَكَةِ الْهَمْزَةِ؛ لِئَلَّا يَلْتَقِيَ سَاكِنَانِ وَيَتَمَكَّنَ إِدْغَامُ التَّنْوِينِ فِيهَا إِيثَارًا لِلْمَرْوِيِّ عَنِ الْعَرَبِ فِي مِثْلِ ذَلِكَ، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ، وَالْتِقَاءُ السَّاكِنَيْنِ وَالْإِدْغَامُ فِي الِابْتِدَاءِ مَعْدُومٌ بِافْتِرَاقِ الْكَلِمَتَيْنِ حِينَئِذٍ بِالْوَقْفِ عَلَى إِحْدَاهُمَا وَالِابْتِدَاءِ بِالثَّانِيَةِ، فَلَمَّا زَالَتِ الْعِلَّةُ الْمُوجِبَةُ لِإِلْقَاءِ حَرَكَةِ الْهَمْزَةِ عَلَى مَا قَبْلَهَا فِي الِابْتِدَاءِ - وَجَبَ رَدُّ الْهَمْزِ لِيُوَافِقَ بِذَلِكَ - يَعْنِي أَصْلَ مَذْهَبِهِمْ فِي سَائِرِ الْقُرْآنِ) . انْتَهَى .


    [233] وَابْدَأَ بِهَمْزِ الْوَصْلِ فِى النَّقْلِ أَجَلْ * * * ........................
    يذكر الناظم مذاهب القراء في قوله تعالى : (عَاداً الأُولَى) (النجم : 50) ؛ فقرأ المرموز لهم بـ (مَدًا حِمَا) وهم المدنيان والبصريان بإدغام التنوين في اللام ثم بنقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها مع إسقاط الهمزة ؛ فتصير : (عَادَ لُّولَى) (1) ، ثم قال : (وَخُلْفُ هَمْزِ الْوَاوِ فِى النَّقْلِ بَسَمْ) أي أن المرموز له بالباء ، وهو قالون قرأ قوله تعالى : (عَاداً الأُولَى) (النجم : 50) بوجهين ؛ الأول : بالإدغام والنقل مع إسقاط الهمزة ثم واو مدّيّة كما سبق : (عَادَ لُّولَى) ، والثاني : بالإدغام والنقل مع إثبات الهمزة الساكنة على الواو : (عَادَ لُّؤْلَى) .
    ثم قال : (وَابْدَا لِغَيْرِ وَرْشِ بِاْلأَصْلِ أَتَمْ) أي إذا بدأت بهذه الكلمة : (الأُولَى) (النجم : 50) لكل من ذكروا سوى ورش - وهم قالون وأبو جعفر والبصريان - فالأفضل أن تبدأ بالأصل بلا نقل ، ويصح لهم النقل أيضا كورش ، وإنما استثنى ورشًا منهم في الوجه الأول ؛ لأنه ينقل وجهًا واحدًا بلا خلاف ، فوجب إخراجه منهم .
    قوله : (وَابْدَأَ بِهَمْزِ الْوَصْلِ فِى النَّقْلِ أَجَلْ) يعني بذلك القاعدة التي تقول : إن الكلمات المعرفة بأل ومفتتحة بهمزة قطع نحو : (الأُولَى) (النجم : 50) ، (الآخِرَةُ) ، (الأَمْوَالِ) يصح لورش عند البدء بها وجهان ؛ الوجه الأول : الابتداء بهمزة مفتوحة بعدها لام متحركة بحركة الهمزة بعد نقلها مع إسقاط الهمزة هكذا : (أَلُولَى) ، (أَلَاخِرَةُ) ، (أَلَمْوَالِ) ، الوجه الثاني : الابتداء باللام المتحركة بحركة الهمزة بعد نقلها هكذا : (لُولَى) ، (لَاخِرَةُ) ، (لَمْوَالِ) .
    وتنطبق هذه القاعدة على قالون وأبي جعفر والبصريين في هذا الموضع تحديدا : (الأُولَى) (النجم : 50) ؛ فلهم عند البدء بها ثلاثة أوجه ؛ الوجه الأول : الابتداء بهمزة مفتوحة ثم لام مضمومة فواو مدّيّة هكذا : (أَلُولَى) ، الوجه الثاني : الابتداء بلام مضمومة فواو مدّيّة هكذا : (لُولَى) كورش في وجهيه المذكورين آنفا ، الوجه الثالث : بهمزة مفتوحة ثم لام ساكنة فهمزة مضمومة فواو مدّيّة : (أَلْأُولَى) . ولأنه قد ذكر لقالون الخلف في همز الواو مع النقل : (وَخُلْفُ هَمْزِ الْوَاوِ فِى النَّقْلِ بَسَمْ) فإنه يزيد على من ذكروا - عند البدء بها - بوجهين :
    الأول : بهمزة مفتوحة ثم لام مضمومة فهمزة ساكنة : (أَلُؤْلَى) .
    الثاني : بلام مضمومة ثم همزة ساكنة : (لُؤْلَى) ؛ فيجتمع لقالون خمس حالات عند البدء بها .
    فائدة : من الأوجه الزائدة للنشر على الشاطبية والتيسير لقالون وجه النقل مع إبدال الهمزة التي بعد اللام واوًا ساكنة مديّة ، وعليه يكون في الوصل (عَادَ لُّولَى) ، وفي البدء وجهان : (أَلُولَى) ، (لُولَى) كما سبق تفصيل ذلك ، قال العلامة الشيخ الإبياري في المنحة :- وَانقُلْ بِوَاوٍ عَاداً الأُولَى بَهَرْ ...ا هـ.
    قال الإمام ابن الجزري رحمه الله :-
    [233] .............................. ..* * * وَانْقُلْ مَدًا رِدًا وَثَبْتٌ الْبَدَلْ
    انتقل الكلام إلى موضع آخر ، وهو قوله تعالى : (رِدْءاً يُصَدِّقْنِي) (القصص : 34) ، قال الناظم بأن المرموز لهما بـ (مَدًا) : المدنيان قرءا بنقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها مع إسقاط الهمزة ؛ فتصير : (رِدًا يُصَدِّقْنِي) ، ولكنه عاد فقيّد الأمر وقال : وَثَبْتٌ الْبَدَلْ ؛ أي أن المرموز له بالثاء _ أبو جعفر المدني – قرأ بإبدال التنوين ألفًا في الحالين ، وصلا : (رِدَا يُصَدِّقْنِي) ، ووقفًا : (رِدَا) ، وبذلك يكون لنافع المدني الإبدال وقفًا فقط : (رِدَا) ، وأما عند الوصل فبالنقل بلا إبدال : (رِدًا يُصَدِّقْنِي) ، مع مراعاة إسكان القاف للمدنيين معًا ، كما قال في فرش الشعراء وأختيها قوله : (يُصَدِّقْ رَفْعُ جَزْمٍ نَلْ فَنَا) .
    قال الإمام ابن الجزري رحمه الله :-
    [234] وَمِلْءُ اْلاَصْبَهَانِي مَعْ عِيسَى اخْتُلِفْ * * * وَسَلْ رَوَى دُمْ كَيْفَ جَا الْقُرَانُ دُفْ
    انتقل الناظم إلى قوله تعالى : (مِّلْءُ الأَرْضِ) (آل عمران : 91) ، وقال بأن الأصبهاني عن ورش وعيسى (ابن وردان) بخلف عن أبي جعفر قرءا بنقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها مع إسقاط الهمزة ؛ فتقرأ هكذا : (مِّلُ) ، مع مراعاة نقل حركة همز (الأَرْضِ) للأصبهاني عن ورش على أصله ؛ فتقرأ للأصبهاني وصلا : (مِّلْءُ الَرْضِ) ، وأما ابن وردان فيقرأها وصلا بوجهين : (مِّلُ الأَرْضِ) ، (مِّلْءُ الأَرْضِ) . فائدة : من الأوجه الزائدة للنشر على الشاطبية والتيسير والدرة والتحبير لابن وردان وورش (طريق الأصبهاني) ، التحقيق في (مِّلْءُ) (آل عمران : 91) قال الشيخ الإبياري رحمه الله في المنحة :- .... خَطِفْ ... والأصبهاني معه في مِّلْءُ اخْتُلِفْ . ا هـ .
    وبذلك يكون في (مِّلْءُ الأَرْضِ) (آل عمران : 91) أربع قراءات :
    الأولى : النقل فيهما ، وهو الوجه الأول عن الأصبهاني .
    الثانية : التحقيق في (مِّلْءُ) ، والنقل في (الأَرْضِ) ، للأزرق وهو الوجه الثاني للأصبهاني ، وحمزة بخلفه وقفًا.
    الثالثة : النقل في (مِّلْءُ) فقط ، وهو الوجه الأول لابن وردان .
    الرابعة : ترك النقل فيهما للباقين ، وهو الوجه الثاني لابن وردان .
    ثم قال الناظم – ابن الجزري - رحمه الله : (وَسَلْ رَوَى دُمْ) أي أن المرموز لهم بـ (روى) ، (دم) وهم الكسائي وخلف العاشر وابن كثير قرءوا قوله تعالى : (اسْأَلْ) حيث وقعت بالنقل فتصير (سَلْ) ، وهي في المواضع التالية : (وَاسْئَلْهُمْ) (الأعراف : 163) ، (فَاسْئَل) (يونس : 94) ، (الفرقان: 59) (الإسراء : 101) ، (المؤمنون : 113) ، (وَاسْأَلِ) (يوسف : 82) ، (فَاسْأَلْهُ) (يوسف : 50) ، (فَاسْأَلُوا) (النحل: 43) ، (الأنبياء : 7) ، (وَاسْأَلُوا) (النساء : 32) ، (الممتحنة : 10) (الزخرف : 45) ، (فَاسْأَلُوَهُم ) (الأنبياء : 63) ، قرءوها بنقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها مع إسقاط الهمزة ؛ فتصير (سَلْ) (وَسََلْهُمْ) (الأعراف : 163) ، (فَسََل) (يونس : 94) ، (الفرقان: 59) (الإسراء : 101) ، (المؤمنون : 113) ، (وَسَلِ) (يوسف : 82) ، (فَسَلْهُ) (يوسف : 50) ، (فَسَلُوا) (النحل: 43) ، (الأنبياء : 7) ، (وَسَلُوا) (النساء : 32) ، (الممتحنة : 10) (الزخرف : 45) ، (فَسَلُوهُمْ) (الأنبياء : 63) .
    ثم قال الناظم : (كَيْفَ جَا الْقُرَانُ دُفْ) أي أن المرموز له بالدال – ابن كثير – قرأ قوله تعالى : (الْقُرْءَان) - كيف وقعت - بنقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها : (الْقُرَان) ، ومواضعها هي : (القُرْآن) (البقرة : 185) ، (النساء : 82) ، (المائدة : 101) ، (الأنعام : 19) ، (الأعراف : 204) ، (يونس : 37) ، (يوسف : 3) ، (الحجر : 91) ، (الحجر : 91) ، (الإسراء : 9 ، 41 ، 45 ، 46 ، 60 ، 82 ، 88 ، 89) ، (الكهف : 54) ، (طه : 2) ، (الفرقان : 30 ، 32) ، (النمل : 1 ، 6 ، 76 ، 92) ، (القصص : 85) ، (الروم : 58) ، (سبأ : 31) ، (الزمر : 27) ، (وَالْقُرْآن) (التوبة : 111) ، (الحجر : 87) ، (يس : 2) ، (ص : 1) ، (بِالْقُرْآنِ) (طه : 114) ، (قُرْآنٍ) (يونس : 61) ، (وَقُرْآن) (الحجر : 1) ، (الإسراء : 78) (يس : 69) ، (بِقُرْآنٍ) (يونس : 15) ، (قُرْآناً) (يوسف : 2) ، (طه : 113) ، (الرعد : 31) ، (الزمر : 28) ، (قُرْآنَهُ) (القيامة : 18) . تم شرح الباب ، والحمد لله رب العالمين.
    وصلّ اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين .

  9. #29

    افتراضي رد: خلاصة الفكر شرح طيبة النشر للشيخ إسماعيل الشرقاوي حفظه الله

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحلقة الحادية والعشرون - خلاصة الفكر شرح طيبة النشر - بَابُ السَّكْتِ عَلىَ السَّاكِنِ قَبْلَ الهَمْزِ وَغَيْرِهِ .

    بَابُ السَّكْتِ عَلىَ السَّاكِنِ قَبْلَ الهَمْزِ وَغَيْرِهِ (5)

    هذا باب يذكر فيه الإمام ابن الجزري رحمه الله مذاهب بعض القراء والرواة في السكت على الساكن قبل الهمز وغيره من المواضع الخاصة ببعض الرواة ، والسَّكْتُ لُغَةً : الاِمْتِنَاعُ ، وَاصْطِلاحًا : قَطْعُ الصَّوْتِ زَمَناً دُونَ زَمَنِ الْوَقْفِ عَادَةً مِنْ غَيْرِ تَنَفُّسٍ مَعَ قَصْدِ الْقِرَاءَةِ ، وَهُوَ مُقَيَّدٌ بِمَا ثَبَتَ بِهِ النَّقْلُ ، وَصَحَّتْ بِهِ الرِّوَايَةُ وَيَكُونُ فِي وَسَطِ الْكَلِمَةِ وَفِيمَا اتَّصَلَ رَسْمًا ، ومثال المتصل رسما : ( الْأَرْضُ ) ، ومثال المنفصل : (قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ ) ، وقد مضى هذا عند قوله : والسَّكْتُ مِنْ دُونِ تَنَفُّسٍ وَخُصْ * * * بِذِيْ اتِصَالٍ وَانْفِصَالٍ حَيْثُ نُص ْ (*) ، وقد نص كثير من العلماء على تقدير زمن السكت بمقدار حركثين .
    قال الإمام ابن الجزري رحمه الله :-
    [235] وَالسَّكْتُ عَنْ حَمْزةَ فِى شَيْءٍ وَأَلْ * * * وَالْبَعْضُ مَعْهُمَا لَهُ فِيْمَا انْفَصَلْ
    [236] وَالْبَعْضُ مُطْلَقاً وَقِيلَ بَعْدَ مَدْ * * * أَوْ لَيْسَ عَنْ خَلاَّدٍ السَّكْتُ اطَّرَدْ
    [237] قِيلَ وَلاَ عَنْ حَمْزَةٍ .......*** .............................
    أي أن مذاهب السكت عن حمزة تتفرع إلى تسعة مذاهب :
    المذهب الأول (وَالسَّكْتُ عَنْ حَمْزةَ فِى شَيْءٍ وَأَلْ) : السكت فِي (شَيْءٍ) المخفوض ، (شَيْءٌ)
    المرفوع، (شَيْئًا) المنصوب ، وفي (َأَلْ) التعريفية قبل الهمز نحو : (وَبِالآخِرَةِ) ، (الأَرْضِ) . (1)

    (*) قال في النشر (1/ 419 ، 420) : " فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا يَجُوزُ السَّكْتُ إِلَّا عَلَى سَاكِنٍ، إِلَّا أَنَّهُ لَا يَجُوزُ السَّكْتُ عَلَى كُلِّ سَاكِنٍ، فَيَنْبَغِي أَنْ تُعْلَمَ أَقْسَامُ السَّاكِنِ لِيُعْرَفَ مَا يَجُوزُ عَلَيْهِ السَّكْتُ مِمَّا لَا يَجُوزُ، فَالسَّاكِنُ الَّذِي يَجُوزُ السَّكْتُ عَلَيْهِ إِمَّا أَنْ يَكُونَ بَعْدَهُ هَمْزَةٌ فَيُسْكَتُ عَلَيْهِ لِبَيَانِ الْهَمْزَةِ وَتَحْقِيقِهِ، أَوْ لَا يَكُونُ بَعْدَهُ هَمْزَةٌ، وَإِنَّمَا يُسْكَتُ عَلَيْهِ لِمَعْنًى غَيْرِ ذَلِكَ. (فَالسَّاكِنُ) الَّذِي يُسْكَتُ عَلَيْهِ لِبَيَانِ الْهَمْزِ خَوْفًا مِنْ خَفَائِهِ، إِمَّا أَنْ يَكُونَ مُنْفَصِلًا فَيَكُونُ آخِرَ كَلِمَةٍ وَالْهَمْزُ أَوَّلَ كَلِمَةٍ أُخْرَى، أَوْ يَكُونَ مُتَّصِلًا فَيَكُونُ هُوَ وَالْهَمْزُ فِي كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ، وَكُلٌّ مِنْهُمَا إِمَّا أَنْ يَكُونَ حَرْفَ مَدٍّ، أَوْ غَيْرَ حَرْفِ مَدٍّ (فَمِثَالُ الْمُنْفَصِلِ) بِغَيْرِ حَرْفِ الْمَدِّ: (مَنْ آمَنَ، خَلَوْا إِلَى، ابْنَيْ آدَمَ، جَدِيدٍ افْتَرَى، عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُم ْ أَمْ لَمْ، فَحَدِّثْ أَلَمْ نَشْرَحْ، حَامِيَةً أَلْهَاكُمُ) وَمِنْ ذَلِكَ نَحْوُ (الَارْضِ، وَالَاخِرَةَ، وَالِايْمَانَ، وَالُاولَى) وَمَا كَانَ بِلَامِ الْمَعْرِفَةِ وَإِنِ اتَّصَلَ خَطًّا عَلَى الْأَصَحِّ (وَمِثَالُهُ) بِحَرْفِ الْمَدِّ (بِمَا أُنْزِلَ، قَالُوا آمَنَّا، فِي آذَانِهِمْ) وَنَحْوُ (يَاأَيُّهَا، يَاأُولِي، وَهَؤُلَاءِ) مِمَّا كَانَ مَعَ حَرْفِ النِّدَاءِ وَالتَّنْبِيهِ وَإِنِ اتَّصَلَ فِي الرَّسْمِ أَيْضًا (وَمِثَالُ الْمُتَّصِلِ) بِغَيْرِ حَرْفِ مَدٍّ (الْقُرْآنُ، وَالظَّمْآنُ، وَشَيْءٌ، وَشَيْئًا، وَمَسْئُولًا، وَبَيْنَ الْمَرْءِ، وَالْخَبْءَ، وَدِفْءٌ) (وَمِثَالُهُ) بِحَرْفِ الْمَدِّ (أُولَئِكَ، وَإِسْرَائِيلَ، وَالسَّمَاءَ بِنَاءً، وَجَاءُوا، وَيُضِيءُ، وَقُرُوءٍ، وَهَنِيئًا، وَمَرِيئًا، وَمِنْ سُوءٍ) فَوَرَدَ السَّكْتُ عَلَى ذَلِكَ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنْ أَئِمَّةِ الْقُرَّاءِ، وَجَاءَ مِنْ هَذِهِ الطُّرُقِ عَنْ حَمْزَةَ، وَابْنِ ذَكْوَانَ، وَحَفْصٍ، وَرُوَيْسٍ، وَإِدْرِيسَ." ا هـ ، قلت : وسيأتيك التفصيل عن كل من حَمْزَةَ، وَابْنِ ذَكْوَانَ، وَحَفْصٍ، وَرُوَيْسٍ، وَإِدْرِيسَ .

    المذهب الثاني (وَالْبَعْضُ مَعْهُمَا لَهُ فِيْمَا انْفَصَلْ) : السكت على الساكن قبل الهمز في (شَيْءٍ) المخفوض ، (شَيْءٌ) المرفوع، (شَيْئًا) المنصوب ، وفي (َأَلْ) التعريفية قبل الهمز نحو : (وَبِالآخِرَةِ) ، (الأَرْضِ) كما في المذهب الأول ، ويضاف عليه السكت على الساكن الصحيح المفصول قبل همز نحو : (مَنْ آمَنَ) ، (كُلٌّ آمَنَ) . (2)
    المذهب الثالث (وَالْبَعْضُ مُطْلَقاً) : السكت على الساكن قبل الهمز في (شَيْءٍ) المخفوض ، (شَيْءٌ) المرفوع، (شَيْئًا) المنصوب ، وفي (َأَلْ) التعريفية قبل الهمز نحو : (وَبِالآخِرَةِ) ، (الأَرْضِ) ، والسكت على الساكن الصحيح المفصول قبل همز نحو : (مَنْ آمَنَ) ، (كُلٌّ آمَنَ) كما في المذهب الثاني ، ويضاف إليه السكت على الساكن الصحيح الموصول قبل همز نحو : (القُرْآنُ) ، (مَسْئُولاً) . (3)
    المذهب الرابع (وَقِيلَ بَعْدَ مَدْ) : السكت على الساكن قبل الهمز في (شَيْءٍ) المخفوض ، (شَيْءٌ) المرفوع، (شَيْئًا) المنصوب ، وفي (َأَلْ) التعريفية قبل الهمز نحو : (وَبِالآخِرَةِ) ، (الأَرْضِ) ، والسكت على الساكن


    (1) قال في النشر (1/420 ، 421) : "فَرَوَى جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ الْأَدَاءِ السَّكْتَ عَنْهُ مِن ْرِوَايَتَيْ خَلَفٍ وَخَلَّادٍ فِي لَامِ التَّعْرِيفِ حَيْثُ أَتَتْ وَ (شَيْءٌ) كَيْفَ وَقَعَتْ، أَيْ: مَرْفُوعًا أَوْ مَجْرُورًا أَوْ مَنْصُوبًا. وَهَذَا مَذْهَبُ صَاحِبِ " الْكَافِي "، وَأَبِي الْحَسَنِ طَاهِرِ بْنِ غَلْبُونَ مِنْ طَرِيقِ الدَّانِيِّ، وَمَذْهَبُ أَبِيهِ عَبْدِ الْمُنْعِمِ، وَأَبِي عَلِيٍّ الْحَسَنِ بْنِ بَلِّيمَةَ، وَأَحَدُ الْمَذْهَبَيْنِ فِي " التَّيْسِيرِ " وَ " الشَّاطِبِيَّةِ "، وَبِهِ ذَكَرَ الدَّانِيُّ أَنَّهُ قَرَأَ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ بْنِ غَلْبُونَ، إِلَّا أَنَّ رِوَايَتَهُ فِي " التَّذْكِرَةِ "، وَإِرْشَادِ أَبِي الطِّيبِ عَبْدِ الْمُنْعِمِ، وَتَلْخِيصِ ابْنِ بَلِّيمَةَ - هُوَ الْمَدُّ فِي شَيْءٍ مَعَ السَّكْتِ عَلَى لَامِ التَّعْرِيفِ حَسْبُ لَا غَيْرَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَقَالَ الدَّانِيُّ فِي " جَامِعِ الْبَيَانِ ": وَقَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ، عَنْ قِرَاءَتِهِ فِي رِوَايَتَيْهِ بِالسَّكْتِ عَلَى لَامِ الْمَعْرِفَةِ خَاصَّةً لِكَثْرَةِ دَوْرِهَا، وَكَذَلِكَ ذَكَرَ ابْنُ مُجَاهِدٍ فِي كِتَابِهِ، عَنْ حَمْزَةَ (أي السكت على لام التعريف) وَلَمْ يَذْكُرْ عَنْهُ خِلَافًا. انْتَهَى. وَهَذَا الَّذِي ذَكَرَهُ فِي " جَامِعِ الْبَيَانِ " عَنْ شَيْخِهِ ابْنِ غَلْبُونَ يُخَالِفُ مَا نَصَّ عَلَيْهِ فِي " التَّيْسِيرِ "، فَإِنَّهُ نَصَّ فِيهِ - أَيِ السَّكْتِ - عَلَى لَامِ التَّعْرِيفِ، وَبِهِ قَرَأَ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ بِالسَّكْتِ عَلَى لَامِ التَّعْرِيفِ، وَ (شَيْءٍ وَشَيْئًا) حَيْثُ وَقَعَا لَا غَيْرَ، وَقَالَ فِي " الْجَامِعِ ": إِنَّهُ قَرَأَ عَلَيْهِ بِالسَّكْتِ عَلَى لَامِ التَّعْرِيفِ خَاصَّةً، فَإِمَّا أَنْ يَكُونَ سَقَطَ ذِكْرُ شَيْءٍ مِنَ الْكِتَابِ فَيُوَافِقُ " التَّيْسِيرَ "، أَوْ يَكُونَ مَعَ الْمَدِّ عَلَى شَيْءٍ فَيُوَافِقُ " التَّذْكِرَةَ "، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَرَوَى بَعْضُهُمْ هَذَا الْمَذْهَبَ عَنْ حَمْزَةَ مِنْ رِوَايَةِ خَلَفٍ فَقَطْ ، وَهُوَ طَرِيقُ أَبِي مُحَمَّدٍ مَكِّيٌّ وَشَيْخِهِ أَبِي الطَّيِّبِ بْنِ غَلْبُونَ، إِلَّا أَنَّهُ ذَكَرَ أَيْضًا مَدَّ (شَيْءٍ) أَيْضًا كَمَا تَقَدَّمَ ". ا هـ ، قلت : وفي كلامه الأخير إشارة إلى جزء من المذهب السادس ، والذي عبّر عنه بقوله : (أَوْ لَيْسَ عَنْ خَلاَّدٍ السَّكْتُ اطَّرَدْ) ، كما أشار إلى المذهب الثامن لحمزة بتمامه كما سيأتي.
    (2) قال في النشر (1/ 421) : " وَرَوَى آخَرُونَ عَنْ حَمْزَةَ مِنْ رِوَايَتَيْهِ مَعَ السَّكْتِ عَلَى لَامِ التَّعْرِيفِ وَ (شَيْءٍ) السَّكْتَ عَلَى السَّاكِنِ الْمُنْفَصِلِ مُطْلَقًا غَيْرَ حَرْفِ الْمَدِّ. وَهَذَا مَذْهَبُ أَبِي الطَّاهِرِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ خَلَفٍ صَاحِبِ " الْعُنْوَانِ "، وَشَيْخِهِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الطَّرَسُوسِيِّ ، وَهُوَ الْمَنْصُوصُ عَلَيْهِ فِي " جَامِعِ الْبَيَانِ "، وَهُوَ الَّذِي ذَكَرَهُ ابْنُ الْفَحَّامِ فِي تَجْرِيدِهِ مِنْ قِرَاءَتِهِ عَلَى الْفَارِسِيِّ فِي الرِّوَايَتَيْن ِ، وَأَحَدُ الطَّرِيقَيْنِ فِي " الْكَامِلِ "، إِلَّا أَنَّ صَاحِبَ " الْعُنْوَانِ " ذَكَرَ مَدَّ (شَيْءٍ) كَمَا قَدَّمْنَا. وَرَوَى بَعْضُهُمْ هَذَا الْمَذْهَبَ، عَنْ حَمْزَةَ مِنْ رِوَايَةِ خَلَفٍ حَسْبُ. وَهَذَا مَذْهَبُ أَبِي الْفَتْحِ فَارِسِ بْنِ أَحْمَدَ، وَطَرِيقُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شُرَيْحٍ صَاحِبِ " الْكَافِي "، وَهُوَ الَّذِي فِي " الشَّاطِبِيَّةِ " وَ " التَّيْسِيرِ " مِنْ طَرِيقِ أَبِي الْفَتْحِ الْمَذْكُورِ فِي " التَّجْرِيدِ "، مِنْ قِرَاءَتِهِ عَلَى عَبْدِ الْبَاقِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الْبَاقِي الْخُرَاسَانِيِ ّ وَأَبِي أَحْمَدَ، إِلَّا أَنَّ صَاحِبَ " الْكَافِي " حَكَى الْمَدَّ فِي (شَيْءٍ) فِي أَحَدِ الْوَجْهَيْنِ وَذَكَرَ عَنْ خَلَّادٍ السَّكْتَ فِيهِ وَفِي لَامِ التَّعْرِيفِ فَقَطْ كَمَا تَقَدَّمَ " ا هـ قلت : وفي كلامه الأخير عن خلف إشارة إلى جزء من المذهب السادس ، والذي عبّر عنه بقوله : (أَوْ لَيْسَ عَنْ خَلاَّدٍ السَّكْتُ اطَّرَدْ) كما أشار إلى المذهب التاسع لحمزة بتمامه كما سيأتي.



    الصحيح المفصول قبل همز نحو : (مَنْ آمَنَ) ، (كُلٌّ آمَنَ) ، والسكت على الساكن الصحيح الموصول قبل همز نحو : (القُرْآنُ) ، (مَسْئُولاً) كما في المذهب الثالث ، ويضاف إليه السكت على المد المنفصل قبل الهمز نحو : (قَالُوا آمَنَّا) ، (بِمَا أُنزِلَ) ، 1(وَفِي أَنفُسِهِمْ) . (4)
    المذهب الخامس (وَقِيلَ بَعْدَ مَدْ) : السكت على الساكن قبل الهمز في (شَيْءٍ) المخفوض ، (شَيْءٌ) المرفوع، (شَيْئًا) المنصوب ، وفي (َأَلْ) التعريفية قبل الهمز نحو : (وَبِالآخِرَةِ) ، (الأَرْضِ) ، والسكت على الساكن الصحيح المفصول قبل همز نحو : (مَنْ آمَنَ) ، (كُلٌّ آمَنَ) ، والسكت على الساكن الصحيح الموصول قبل همز نحو : (القُرْآنُ) ، (مَسْئُولاً) ، والسكت على المد المنفصل قبل الهمز نحو : (قَالُوا آمَنَّا) ، (بِمَا أُنزِلَ) ، (وَفِي أَنفُسِهِمْ) . كما في المذهب الرابع ، ويضاف إليه السكت على المد المتصل قبل الهمز نحو : (سُوءٍ) ، (أُولَئِكَ) ، (وَجِيءَ) . (5)
    المذهب السادس (أَوْ لَيْسَ عَنْ خَلاَّدٍ السَّكْتُ اطَّرَدْ) : لا سكت لخلاد وحده ، ولكن السكت لخلف عن حمزة فيما نُصَّ عليه في المذهب الأول أو الثاني أو الثالث أو الثامن أو التاسع .(6)


    (4) قال في النشر (1/ 421) : " وَرَوَى آخَرُونَ السَّكْتَ عَنْ حَمْزَةَ مِنَ الرِّوَايَتَيْن ِ عَلَى حَرْفِ الْمَدِّ أَيْضًا، وَهُمْ فِي ذَلِكَ عَلَى الْخِلَافِ فِي الْمُنْفَصِلِ وَالْمُتَّصِلِ كَمَا ذَكَرْنَا، فَمِنْهُمْ مَنْ خَصَّ بِذَلِكَ الْمُنْفَصِلَ وَسَوَّى بَيْنَ حَرْفِ الْمَدِّ وَغَيْرِهِ مَعَ السَّكْتِ عَلَى لَامِ التَّعْرِيفِ وَ (شَيْءٍ) . وَهَذَا مَذْهَبُ الْحَافِظِ أَبِي الْعَلَاءِ الْهَمْدَانِيِّ صَاحِبِ " غَايَةِ الِاخْتِصَارِ " وَغَيْرِهِ، وَذَكَرَهُ صَاحِبُ " التَّجْرِيدِ " مِنْ قِرَاءَتِهِ عَلَى عَبْدِ الْبَاقِي فِي رِوَايَةِ خَلَّادٍ . " ا هـ . تنبيه ليس لحمزة من غاية الاختصار للهمداني سكت على الموصول كما حققه الأزميري (إتحاف البررة ص 25).
    (5) قال في النشر (1/ 422): وَمِنْهُمْ مَنْ أَطْلَقَ ذَلِكَ فِي الْمُتَّصِلِ وَالْمُنْفَصِلِ ، وَهُوَ مَذْهَبُ أَبِي بَكْرٍ الشَّذَائِيِّ، وَبِهِ قَرَأَ سِبْطُ الْخَيَّاطِ عَلَى الشَّرِيفِ أَبِي الْفَضْلِ، عَنِ الْكَارَزِينِيِ ّ، عَنْهُ، وَهُوَ فِي " الْكَامِلِ " أَيْضًا." ا هـ
    (6) قال في النشر (1/ 422) : " وَذَهَبَ جَمَاعَةٌ إِلَى تَرْكِ السَّكْتِ عَنْ خَلَّادٍ مُطْلَقًا، وَهُوَ مَذْهَبُ أَبِي الْفَتْحِ فَارِسِ بْنِ أَحْمَدَ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ مَكِّيٍّ، وَشَيْخِهِ أَبِي الطَّيِّبِ، وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شُرَيْحٍ، وَذَكَرَهُ صَاحِبُ " التَّيْسِيرِ " مِنْ قِرَاءَتِهِ عَلَى أَبِي الْفَتْحِ ، وَتَبِعَهُ عَلَى ذَلِكَ الشَّاطِبِيُّ وَغَيْرُهُ، وَهُوَ أَحَدُ طُرُقِ " الْكَامِلِ "، وَهِيَ طَرِيقُ أَبِي عَلِيٍّ الْعَطَّارِ، عَنْ أَصْحَابِهِ عَنِ ابنِ الْبَحْتَرِيِّ، عَنْ جَعْفَرٍ الْوَزَّانِ، عَنْ خَلَّادٍ، كَمَا سَنَذْكُرُهُ فِي آخِرِ بَابِ الْوَقْفِ لِحَمْزَةَ ."، وقال في الموضع المشار إليه في النشر (1/ 468) : "وَانْفَرَدَ أَبُو عَلِيِّ الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَطَّارُ، عَنْ رِجَالِهِ، عَنِ ابْنِ الْبَحْتَرِيِّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْوَزَّانِ، عَنْ خَلَّادٍ بِرِوَايَةِ الْحَدْرِ، فَلَا يَسْكُتُ وَلَا يُبَالِغُ فِي التَّحْقِيقِ، فَإِذَا وَقَفَ بِالْهَمْزِ فِي جَمِيعِ أَقْسَامِهِ كَسَائِرِ الْجَمَاعَةِ تَفَرَّدَ بِذَلِكَ دُونَ سَائِرِ الرُّوَاةِ حَسْبَمَا رَوَاهُ عَنْهُ أَبُو طَاهِرِ بْنُ سَوَّارٍ فِي " الْمُسْتَنِيرِ "، وَالْمَعْرُوفُ عَنِ الْوَزَّانِ هُوَ تَحْقِيقُ الْهَمْزَةِ الْمُبْتَدَأَةِ دُونَ الْمُتَوَسِّطَة ِ وَالْمُتَطَرِّف َةِ حَسْبَمَا نَصَّ عَلَيْهِ أَبُو عَلِيٍّ الْبَغْدَادِيُّ فِي " الرَّوْضَةِ " وَغَيْرُهُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ." ا هـ .


    المذهب السابع (قِيلَ وَلاَ عَنْ حَمْزَةٍ) : لا سكت عن حمزة مطلقًا . (7)
    المذهب الثامن : السكت على الساكن قبل الهمز في (أَلْ) التعريفية فقط نحو : (وَبِالآخِرَةِ) ، (الأَرْضِ) مع التوسط في مدّ (شَيْءٍ) المخفوض ، (شَيْءٌ) المرفوع، (شَيْئًا) المنصوب .(8).
    المذهب التاسع: السكت على الساكن قبل الهمز في (أَلْ) التعريفية نحو : (وَبِالآخِرَةِ) ، (الأَرْضِ) مع التوسط في مدّ (شَيْءٍ) المخفوض ، (شَيْءٌ) المرفوع، (شَيْئًا) المنصوب كما في المذهب الثامن ، ويضاف إليه السكت على الساكن المفصول قبل الهمز نحو : (مَنْ آمَنَ) ، (كُلٌّ آمَنَ).(9)
    فائدة : وجه السكت لخلاد على الساكن قبل الهمز في (شَيْءٍ) المخفوض ، (شَيْءٌ) المرفوع، (شَيْئًا) المنصوب ، وفي (َأَلْ) التعريفية قبل الهمز نحو : (وَبِالآخِرَةِ) ، (الأَرْضِ) ، والسكت على الساكن الصحيح المفصول قبل همز نحو : (مَنْ آمَنَ) ، (كُلٌّ آمَنَ) ، كما في المذهب الثاني لحمزة من الأوجه الزائدة لخلاد من طريق النشر على الشاطبية والتيسير ، وكذلك من الأوجه الزائدة السكت على ما سبق ويضاف إليه السكت على الساكن الصحيح الموصول قبل همز نحو : (القُرْآنُ) ، (مَسْئُولاً) كما في المذهب الثالث لحمزة ، وكذلك من الزيادات لحمزة : السكت على الساكن قبل الهمز في (أَلْ) التعريفية نحو : (وَبِالآخِرَةِ) ، (الأَرْضِ) مع التوسط في مدّ (شَيْءٍ) المخفوض ،


    (7) قال في النشر (1/ 422) : " وَذَهَبَ آخَرُونَ إِلَى عَدَمِ السَّكْتِ مُطْلَقًا عَنْ حَمْزَةَ مِنْ رِوَايَتَيْهِ، وَهُوَ مَذْهَبُ أَبِي الْعَبَّاسِ الْمَهْدَوِيِّ صَاحِبِ " الْهِدَايَةِ "، وَشَيْخِهِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُفْيَانَ صَاحِبِ " الْهَادِي "، وَهُوَ الَّذِي لَمْ يَذْكُرْ أَبُو بَكْرِ بْنُ مِهْرَانَ غَيْرَهُ فِي غَايَتِهِ سِوَاهُ. فَهَذَا الَّذِي عَلِمْتُهُ وَرَدَ عَنْ حَمْزَةَ فِي ذَلِكَ مِنَ الطُّرُقِ الْمَذْكُورَةِ، وَبِكُلِّ ذَلِكَ قَرَأْتُ مِنْ طَرِيقِ مَنْ ذَكَرْتُ، وَاخْتِيَارِي عَنْهُ السَّكْتَ فِي غَيْرِ حَرْفِ الْمَدِّ جَمْعًا بَيْنَ النَّصِّ وَالْأَدَاءِ وَالْقِيَاسِ، فَقَدْ رَوَيْنَا عَنْ خَلَفٍ وَخَلَّادٍ وَغَيْرِهِمَا، عَنْ سُلَيْمٍ، عَنْ حَمْزَةَ، قَالَ: إِذَا مَدَدْتَ الْحَرْفَ فَالْمَدُّ يُجْزِي مِنَ السَّكْتِ قَبْلَ الْهَمْزَةِ، قَالَ: وَكَانَ إِذَا مَدَّ، ثُمَّ أَتَى بِالْهَمْزِ بَعْدَ الْمَدِّ لَا يَقِفُ قَبْلَ الْهَمْزِ. انْتَهَى. قَالَ الْحَافِظُ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ، وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ حَمْزَةُ مِنْ أَنَّ الْمَدَّ يُجْزِي مِنَ السَّكْتِ مَعْنًى حَسَنٌ لَطِيفٌ دَالٌّ عَلَى وُفُورِ مَعْرِفَتِهِ وَنَفَاذِ بَصِيرَتِهِ، وَذَلِكَ أَنَّ زِيَادَةَ التَّمْكِينِ لِحَرْفِ الْمَدِّ مَعَ الْهَمْزَةِ إِنَّمَا هُوَ بَيَانٌ لَهَا؛ لِخَفَائِهَا وَبُعْدِ مَخْرَجِهَا، فَيَقْوَى بِهِ عَلَى النُّطْقِ بِهَا مُحَقَّقَةً، وَكَذَا السُّكُوتُ عَلَى السَّاكِنِ قَبْلَهَا إِنَّمَا هُوَ بَيَانٌ لَهَا أَيْضًا. فَإِذَا بَيَّنْتَ بِزِيَادَةِ التَّمْكِينِ لِحَرْفِ الْمَدِّ قَبْلَهَا لَمْ تَحْتَجْ أَنْ تُبَيِّنَ بِالسَّكْتِ عَلَيْهِ، وَكَفَى الْمَدُّ مِنْ ذَلِكَ وَأَغْنَى عَنْهُ.(قُلْتُ) : وَهَذَا ظَاهِرٌ وَاضِحٌ وَعَلَيْهِ الْعَمَلُ الْيَوْمَ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ." ا هـ، قلت: وقد نقل السكتُ مع المد متواترًا وبه قرأت ، والحمد لله.
    (8) وقال فيه (1/420) : "وَبِهِ ذَكَرَ الدَّانِيُّ أَنَّهُ قَرَأَ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ بْنِ غَلْبُونَ، إِلَّا أَنَّ رِوَايَتَهُ فِي " التَّذْكِرَةِ "، وَإِرْشَادِ أَبِي الطِّيبِ عَبْدِ الْمُنْعِمِ، وَتَلْخِيصِ ابْنِ بَلِّيمَةَ - هُوَ الْمَدُّ فِي شَيْءٍ مَعَ السَّكْتِ عَلَى لَامِ التَّعْرِيفِ حَسْبُ لَا غَيْرَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَقَالَ الدَّانِيُّ فِي " جَامِعِ الْبَيَانِ ": وَقَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ، عَنْ قِرَاءَتِهِ فِي رِوَايَتَيْهِ بِالسَّكْتِ عَلَى لَامِ الْمَعْرِفَةِ خَاصَّةً لِكَثْرَةِ دَوْرِهَا، وَكَذَلِكَ ذَكَرَ ابْنُ مُجَاهِدٍ فِي كِتَابِهِ، عَنْ حَمْزَةَ (أي السكت على لام التعريف) وَلَمْ يَذْكُرْ عَنْهُ خِلَافًا. انْتَهَى. وَهَذَا الَّذِي ذَكَرَهُ فِي " جَامِعِ الْبَيَانِ " عَنْ شَيْخِهِ ابْنِ غَلْبُونَ يُخَالِفُ مَا نَصَّ عَلَيْهِ فِي " التَّيْسِيرِ "، فَإِنَّهُ نَصَّ فِيهِ - أَيِ السَّكْتِ - عَلَى لَامِ التَّعْرِيفِ، وَبِهِ قَرَأَ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ بِالسَّكْتِ عَلَى لَامِ التَّعْرِيفِ، وَ (شَيْءٍ وَشَيْئًا) حَيْثُ وَقَعَا لَا غَيْرَ، وَقَالَ فِي " الْجَامِعِ ": إِنَّهُ قَرَأَ عَلَيْهِ بِالسَّكْتِ عَلَى لَامِ التَّعْرِيفِ خَاصَّةً، فَإِمَّا أَنْ يَكُونَ سَقَطَ ذِكْرُ شَيْءٍ مِنَ الْكِتَابِ فَيُوَافِقُ " التَّيْسِيرَ "، أَوْ يَكُونَ مَعَ الْمَدِّ عَلَى شَيْءٍ فَيُوَافِقُ " التَّذْكِرَةَ "، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَرَوَى بَعْضُهُمْ هَذَا الْمَذْهَبَ عَنْ حَمْزَةَ مِنْ رِوَايَةِ خَلَفٍ فَقَطْ ، وَهُوَ طَرِيقُ أَبِي مُحَمَّدٍ مَكِّيٌّ وَشَيْخِهِ أَبِي الطَّيِّبِ بْنِ غَلْبُونَ، إِلَّا أَنَّهُ ذَكَرَ أَيْضًا مَدَّ (شَيْءٍ) أَيْضًا كَمَا تَقَدَّمَ ". ا هـ.
    (9) "وهو ما رواه أبو الطَّاهِرِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ خَلَفٍ صَاحِبِ " الْعُنْوَانِ " ، وأَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شُرَيْحٍ صَاحِبِ " الْكَافِي " فِي أَحَدِ الْوَجْهَيْنِ وَذَكَرَ عَنْ خَلَّادٍ السَّكْتَ فِيهِ وَفِي لَامِ التَّعْرِيفِ فَقَطْ كَمَا تَقَدَّمَ " (وانظر النشر 1 / 421) .



    (شَيْءٌ) المرفوع، (شَيْئًا) المنصوب كما في المذهب الثامن ، ويضاف إليه السكت على الساكن المفصول قبل الهمز نحو : (مَنْ آمَنَ) ، (كُلٌّ آمَنَ) كما في المذهب التاسع ، وكذلك من الزيادات ترك السكت مطلقًا كما في المذهب السابع ، والسكت مطلقًا كما في المذهب الخامس ، والسكت على الجميع إلا المد المتصل كما في المذهب الرابع ، والخلاصة أن طريقي الشاطبية والتيسير نصّا على السكت لخلف في (شيء) ، و(أل) وجهًا واحدًا ، وله الوجهان في الساكن المفصول ، كما نصّا لخلاد على الوجهين في (شيء) ، و(أل) ، ولم يذكرَا سكتًا على الساكن المفصول ، وكل ما زاد على ذلك مما ذكر لخلف أو خلاد أو لحمزة بتمامه فهو مما زاده النشر على الشاطبية والتيسير ، قال العلامة الشيخ الإبياري في المنحة :-
    .............................. ... وبالذي لخلف في السكت قَـر
    أو مع موصول فِدًا ، وبعضهم .... في غير شيء أو بلا سكت يعم
    أو عكس ذا ولو يكون حرف مد ....................... ا هـ .
    قال الناظم رحمه الله :
    [237] .................. وَالْخُلْفُ عَنْ * * * إِدْرِيسَ غَيْرَ المَدَّ أَطْلِقْ وَاخْصُصَنْ
    [238] وَقِيلَ حَفْصٌ وَابْنُ ذَكْوَانَ ......* * * .............................. .
    أي أنه قد ورد السكت المطلق (العام) ، والسكت الخاص (المقيد) بخلاف عن إدريس وحفص وابن ذكوان (10) ، والفرق بين السكت العام والخاص هو أن السكت الخاص يعني السكت على الساكن قبل الهمز في (شَيْءٍ) المخفوض ، (شَيْءٌ) المرفوع، (شَيْئًا) المنصوب ، وفي (َأَلْ) التعريفية قبل الهمز نحو : (وَبِالآخِرَةِ) ، (الأَرْضِ) ، والسكت على الساكن الصحيح المفصول قبل همز نحو : (مَنْ آمَنَ) ، (كُلٌّ آمَنَ) كما في المذهب الثاني لحمزة .

    (10) قال في النشر (1/ 422 – 424) : " وَأَمَّا ابْنُ ذَكْوَانَ فَرَوَى عَنْهُ السَّكْتَ وَعَدَمَهُ صَاحِبُ " الْمُبْهِجِ " مِنْ جَمِيعِ طَرْقِهِ عَلَى مَا كَانَ مِنْ كَلِمَةٍ وَكَلِمَتَيْنِ مَا لَمْ يَكُنْ حَرْفَ مَدٍّ، فَقَالَ: قَرَأْتُ لِابْنِ ذَكْوَانَ بِالْوَقْفِ وَبِالْإِدْرَاج ِ عَلَى شَيْخِنَا الشَّرِيفِ، وَلَمْ أَرَهُ مَنْصُوصًا فِي الْخِلَافِ بَيْنَ أَصْحَابِ ابْنِ عَامِرٍ. وَكَذَلِكَ رَوَى عَنْهُ السَّكْتَ صَاحِبُ " الْإِرْشَادِ "، وَالْحَافِظُ أَبُو الْعَلَاءِ، كِلَاهُمَا مِنْ طَرِيقِ الْعَلَوِيِّ، عَنِ النَّقَّاشِ، عَنِ الْأَخْفَشِ، إِلَّا أَنَّ الْحَافِظَ أَبَا الْعَلَاءِ خَصَّهُ بِالْمُنْفَصِلِ وَلَامِ التَّعْرِيفِ وَ (شَيْءٍ) وَجَعَلَهُ دُونَ سَكْتِ حَمْزَةَ، فَخَالَفَ أَبَا الْعِزِّ فِي ذَلِكَ مَعَ أَنَّهُ لَمْ يَقْرَأْ بِهَذَا الطَّرِيقِ إِلَّا عَلَيْهِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.وَكَذَ ِكَ رَوَاهُ الْهُذَلِيُّ مِنْ طَرِيقِ الْجَنْبِيِّ عَنِ ابْنِ الْأَخْرَمِ عَنِ الْأَخْفَشِ، وَخَصَّهُ بِالْكَلِمَتَيْ نِ وَالسَّكْتِ مِنْ هَذِهِ الطُّرُقِ كُلِّهَا مَعَ التَّوَسُّطِ إِلَّا مِنَ " الْإِرْشَادِ "، فَإِنَّهُ مَعَ الْمَدِّ الطَّوِيلِ فَاعْلَمْ ذَلِكَ، وَالْجُمْهُورُ عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ مِنْ سَائِرِ الطُّرُقِ عَلَى عَدَمِ السَّكْتِ، وَهُوَ الْمَشْهُورُ عَنْهُ وَعَلَيْهِ الْعَمَلُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَأَمَّا حَفْصٌ فَاخْتَلَفَ أَصْحَابُ الْأُشْنَانِيِّ فِي السَّكْتِ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ الصَّبَاحِ عَنْهُ، فَرَوَى عَنْهُ أَبُو طَاهِرِ بْنُ أَبِي هَاشِمٍ السَّكْتَ، وَاخْتَلَفَ فِيهِ عَنْهُ أَصْحَابُهُ، فَرَوَى أَبُو عَلِيٍّ الْمَالِكِيُّ الْبَغْدَادِيُّ صَاحِبُ " الرَّوْضَةِ "، عَنِ الْحَمَّامِيِّ عَنْهُ السَّكْتَ عَلَى مَا كَانَ مِنْ كَلِمَةٍ أَوْ كَلِمَتَيْنِ غَيْرَ الْمَدِّ، وَلَمْ يُذْكَرْ خِلَافًا عَنِ الْأُشْنَانِيِّ فِي ذَلِكَ. وَرَوَى أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ الْفَحَّامِ صَاحِبُ " التَّجْرِيدِ "، عَنِ الْفَارِسِيِّ، عَنِ الْحَمَّامِيِّ، عَنْهُ السَّكْتَ عَلَى مَا كَانَ مِنْ كَلِمَتَيْنِ وَلَامِ التَّعْرِيفِ وَ (شَيْءٍ) لَا غَيْرَ. وَرَوَى عَنْ عَبْدِ الْبَاقِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي أَحْمَدَ السَّامَرِّيِّ، عَنِ الْأُشْنَانِيِّ السَّكْتَ عَلَى ذَلِكَ، وَعَلَى الْمَمْدُودِ يَعْنِي الْمُنْفَصِلَ، فَانْفَرَدَ بِالْمَمْدُودِ عَنْهُ، وَلَيْسَ مِنْ طَرِيقِ الْكِتَابِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَقَالَ الدَّانِيُّ فِي جَامِعِهِ: وَقَرَأْتُ أَيْضًا عَلَى أَبِي الْفَتْحِ، عَنْ قِرَاءَتِهِ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنِ الْأُشْنَانِيِّ بِغَيْرِ سَكْتٍ فِي جَمِيعِ الْقُرْآنِ، وَكَذَلِكَ قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ، عَنْ قِرَاءَتِهِ عَلَى الْهَاشِمِيِّ، عَنِ الْأُشْنَانِيِّ ، قَالَ: وَبِالسَّكْتِ آخُذُ فِي رِوَايَتَيْهِ ; لِأَنَّ أَبَا الطَّاهِرِ بْنَ أَبِي هَاشِمٍ رَوَاهُ عَنْهُ تِلَاوَةً، وَهُوَ مِنَ الْإِتْقَانِ وَالضَّبْطِ وَالصِّدْقِ وَوُفُورِ الْمَعْرِفَةِ وَالْحِذْقِ بِمَوْضِعٍ لَا يَجْهَلُهُ أَحَدٌ مِنْ عُلَمَاءِ هَذِهِ الصِّنَاعَةِ، فَمَنْ خَالَفَهُ عَنِ الْأُشْنَانِيِّ فَلَيْسَ بِحُجَّةٍ عَلَيْهِ. (قُلْتُ) : وَالْأَمْرُ كَمَا قَالَ الدَّانِيُّ فِي أَبِي طَاهِرٍ، إِلَّا أَنَّ أَكْثَرَ أَصْحَابِهِ لَمْ يَرْوُوا عَنْهُ السَّكْتَ تِلَاوَةً أَيْضًا كَالنَّهْرَوَان ِيِّ، وَابْنِ الْعَلَّافِ، وَالْمَصَاحِفِي ِّ، وَغَيْرِهِمْ، وَهُمْ أَيْضًا مِنَ الْإِتْقَانِ وَالضَّبْطِ وَالْحِذْقِ وَالصِّدْقِ بِمَحِلٍّ لَا يُجْهَلُ، وَلَمْ يَصِحَّ عِنْدَنَا تِلَاوَةً عَنْهُ إِلَّا مِنْ طَرِيقِ الْحَمَّامِيِّ، مَعَ أَنَّ أَكْثَرَ أَصْحَابِ الْحَمَّامِيِّ لَمْ يَرْوُوهُ عَنْهُ مِثْلُ أَبِي الْفَضْلِ الرَّازِيِّ، وَأَبِي الْفَتْحِ بْنِ شَيْطَا، وَأَبِي عَلِيٍّ غُلَامِ الْهَرَّاسِ، وَهُمْ مِنْ أَضْبَطِ أَصْحَابِهِ وَأَحْذَقِهِمْ. فَظَهَرَ وَوَضَحَ أَنَّ الْإِدْرَاجَ - وَهُوَ عَدَمُ السَّكْتِ - عَنِ الْأُشْنَانِيِّ أَشْهَرُ وَأَكْثَرُ وَعَلَيْهِ الْجُمْهُورُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَبِكُلٍّ مِنَ السَّكْتِ وَالْإِدْرَاجِ قَرَأْتُ مِنْ طَرِيقِهِ وَاللَّهُ تَعَالَى الْمُوَفِّقُ، وَأَمَّا إِدْرِيسُ عَنْ خَلَفٍ فَاخْتُلِفَ عَنْهُ، فَرَوَى الشَّطِّيُّ وَابْنُ بُويَانَ السَّكْتَ عَنْهُ فِي الْمُنْفَصِلِ وَمَا كَانَ فِي حُكْمِهِ وَ (شَيْءٍ) خُصُوصًا، نَصَّ عَلَيْهِ فِي " الْكِفَايَةِ فِي الْقِرَاءَاتِ السِّتِّ "، وَ " غَايَةِ الِاخْتِصَارِ "، وَ " الْكَامِلِ "، وَانْفَرَدَ بِهِ عَنْ خَلَفٍ مِنْ جَمِيعِ طُرُقِهِ. وَرَوَى عَنْهُ الْمُطَّوِّعِيُ ّ السَّكْتَ عَلَى مَا كَانَ مِنْ كَلِمَةٍ وَكَلِمَتَيْنِ عُمُومًا، نَصَّ عَلَيْهِ فِي " الْمُبْهِجِ "، وَانْفَرَدَ الْهَمْدَانِيُّ عَنِ الشَّطِّيِّ فِيمَا لَمْ يَكُنِ السَّاكِنُ وَاوًا وَلَا يَاءً، يَعْنِي مِثْلَ (خَلَوْا إِلَى، وَابْنَيْ آدَمَ) وَلَا أَعْلَمُ أَحَدًا اسْتَثْنَاهُ عَنْ أَحَدٍ مِنَ السَّاكِنَيْنِ سِوَاهُ وَلَا عَمِلَ عَلَيْهِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَكُلُّهُمْ عَنْهُ بِغَيْرِ سَكْتٍ فِي الْمَمْدُودِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ." ا هـ .


    وأما السكت العام فهو السكت على الساكن قبل الهمز في (شَيْءٍ) المخفوض ، (شَيْءٌ) المرفوع، (شَيْئًا) المنصوب ، وفي (َأَلْ) التعريفية قبل الهمز نحو : (وَبِالآخِرَةِ) ، (الأَرْضِ) ، والسكت على الساكن الصحيح المفصول قبل همز نحو : (مَنْ آمَنَ) ، (كُلٌّ آمَنَ) ، مثل السكت الخاص ويضاف إليه السكت على الساكن الصحيح الموصول قبل همز نحو : (القُرْآنُ) ، (مَسْئُولاً) كما في المذهب الثالث لحمزة .
    تحريرات هامة متعلقة بالسكت العام والخاص
    * لم يرد السكت مع القصر في المنفصل لأحد من القراء .
    * لا سكت مع الغنة في اللام والراء .
    السَّكْتُ الخاص
    * ورد لحفص من طريق واحد ، هُوَ طَرِيقُ الْفَارِسِيِّ عَنْ أَبِي طَاهِرٍ مِنْ كِتَابِ التَّجْرِيدِ على وجه التوسط في المدّيْن .
    * السَّكْتُ الخاص لإدريس من طريق الشطي من غاية أبي العلاء على إشباع المتصل وتوسط المنفصل ، ومن كفاية سبط الخياط على توسط المدين ، ومن طريق ابن بويان من الكامل على إشباع المتصل وتوسط المنفصل ، ومن طريق القطيعي من كفاية السبط على توسط المدّين .
    * السَّكْتُ الخاص لابن ذكوان من طريق الأخفش والصوري على وجه التوسط في المدّيْن .
    السكت العام
    * ورد لحفص من ثلاثة طُرُقٍ وَرَدَ عَنْ أَبِي طَاهِرٍ مِنْ رَوْضَةِ الْمَالِكِي وَمِنْ كِتَابِ التِّذْكَارِ بِالْوَجْهَيْنِ بِاخْتِلافٍ وَوَرَدَ عَنْ زَرْعَانَ مِنْ كِتَابِ التِّذْكَارِ أَيْضًا بِاخْتِلافٍ على وجه الإشباع في المتصل والتوسط في المنفصل .
    * وَرَدَ السَّكْتُ العام لإدريس من طريق الشطي من المصباح ، ومن طريق المطوعي من المبهج على إشباع المتصل والتوسط في المنفصل .
    * السَّكْتُ العام لابن ذكوان من طريق الصوري عنه على توسط المدّين ، والنقاش عن الأخفش عن ابن ذكوان على وجه الإشباع في المدّين .
    والخلاصة أنك إذا قرأت بالتوسط في المتصل والمنفصل فلك السكت الخاص (على : أل ، شيء ، المفصول) لحفص وإدريس وابن ذكوان ، ويزيد الصوري عن ابن ذكوان بالسكت على الموصول.
    وأما إذا قرأت بإشباع المتصل وتوسط المنفصل فلك السكت العام (على : أل ، شيء ، المفصول ، الموصول) لحفص وإدريس وابن ذكوان ، وكذلك قرأ النقاش على وجه الإشباع في المتصل والمنفصل بالسكت العام ، ويلاحظ أن الصوري مختص بإمالة كالدار وكافرين و ذوات الراء والهمزة فقط في ذي الضمير أو همز ورا كما سيأتي في باب الإمالة بإذن الله .
    فائدة : وجه السكت لإدريس وابن ذكوان وحفص على الساكن قبل الهمز في (شَيْءٍ) المخفوض ، (شَيْءٌ) المرفوع، (شَيْئًا) المنصوب ، وفي (َأَلْ) التعريفية قبل الهمز نحو : (وَبِالآخِرَةِ) ، (الأَرْضِ) ، والسكت على الساكن الصحيح المفصول قبل همز نحو : (مَنْ آمَنَ) ، (كُلٌّ آمَنَ) وهو ما يسمى بالسكت الخاص ، وكذلك وجه السكت على ما سبق ويضاف إليه السكت على الساكن الصحيح الموصول قبل همز نحو : (القُرْآنُ) ، (مَسْئُولاً) وهو ما يسمّى بالوجه العام كلاهما – العام والخاص - من الأوجه الزائدة لإدريس وابن ذكوان وحفص من طريق النشر على الشاطبية والتيسير والدرّة والتحبير على الصحيح وعلى ما قرأنا به ، والله أعلم ، قال الشيخ الإبياري رحمه الله في المنحة :
    ..............ولو يكون حرفَ مد .... وغيره إدريس مع مولىً عَمَد
    قال الناظم رحمه الله :
    [238] ...........................و فيْ * * * هِجَا الْفَوَاتِحِ كَطَهَ ثَقِّفِ
    أي قرأ المرموز له بالثاء ، وهو أبو جعفر بالسكت بمقدار حركتين على حروف الهجاء من فواتح السور التسع وعشرين ، وهي :
    أحادية : : بسورة ص - (ق) : بسورة ق - (ن) : بسورة القلم .
    ثنائية : (يس) : بسورة يس - (طه) : بسورة طه – (طس) : بسورة النمل ،
    (حم) : بالسور غافر ، وفصلت ، والزخرف ، والدخان ، والجاثية ، والأحقاف .
    ثلاثية (الـم) : بالسور البقرة ، وآل عمران ، والعنكبوت ، والروم ، ولقمان ، والسجدة .
    (الر) : بسور يونس ، وهود ، ويوسف ، وإبراهيم ، والحجر .
    (طسم) : بسورتي الشعراء ، والقصص .
    رباعية : (الـمص*) : بسورة الأعراف – (الـمر) : بسورة الرعد .
    خماسية : (كهيعص) : بسورة مريم – (حم . عـسق) : بسورة الشورى .
    ، قوله (ثَقِّفِ) فعل أمر ربما يشير به إلى أهمية الثقافة القرآنية ، وأن يتعلم المسلم توجيه هذه القراءة ، كما قال في النشر (1/ 424 ، 425) :
    (وَيَلْزَمُ مِنْ سَكْتِهِ إِظْهَارُ الْمُدْغَمِ مِنْهَا وَالْمَخْفِيِّ وَقَطْعِ هَمْزَةِ الْوَصْلِ بَعْدَهَا لِيُبَيَّنَ بِهَذَا السَّكْتِ أَنَّ الْحُرُوفَ كُلَّهَا لَيْسَتْ لِلْمَعَانِي كَالْأَدَوَاتِ لِلْأَسْمَاءِ وَالْأَفْعَالِ، بَلْ هِيَ مَفْصُولَةٌ، وَإِنِ اتَّصَلَ رَسْمًا وَلَيْسَتْ بِمُؤْتَلِفَةٍ، وَفِي كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهَا سِرٌّ مِنْ أَسْرَارِ اللَّهِ تَعَالَى الَّذِي اسْتَأْثَرَ اللَّهُ تَعَالَى بِعِلْمِهِ، وَأُورِدَتْ مُفْرَدَةً مِنْ غَيْرِ عَامِلٍ وَلَا عَطْفٍ، فَسُكِّنَتْ كَأَسْمَاءِ الْأَعْدَادِ إِذَا وَرَدَتْ مِنْ غَيْرِ عَامِلٍ وَلَا عَطْفٍ، فَنَقُولُ: وَاحِدْ اثْنَيْنْ ثَلَاثَةْ أَرْبَعَةْ...هَك ذَا،)ا هـ .
    قال الناظم رحمه الله :
    [239] وَأَلِفَيْ مَرْقَدِنَا وَعِوَجًا * * * بَل رَّانَ مَن رَّاقٍ لِحَفْصِ الْخُلْفُ جَا
    أي أنه قد جاء الخلاف لرواية حفص عن عاصم في السكت على ألف (مرقدنا) في قوله تعالى : (مَّرْقَدِنَا هَذَا) (يس : 52) ، وعلى ألف (عوجا) في قوله تعالى : (عِوَجًا . قَيِّمًا) (الكهف : 1 ، 2) ، والسكت على لام (بل) في قوله تعالى : (بَلْ رَانَ) (المطففين : 14) ، والسكت على نون (من) في قوله تعالى : (مَنْ رَاقٍ) (القيامة : 27) . (11)

    (11) قال في النشر (1/ 425 ، 426) : (وَأَمَّا الْكَلِمَاتُ الْأَرْبَعُ فَهِيَ (عِوَجَا) أَوَّلَ الْكَهْفِ وَ (مَرْقَدِنَا) فِي يس، وَ (مَنْ رَاقٍ) فِي الْقِيَامَةِ، وَ (بَلْ رَانَ) فِي التَّطْفِيفِ، فَاخْتُلِفَ عَنْ حَفْصٍ فِي السَّكْتِ عَلَيْهَا وَالْإِدْرَاجِ، فَرَوَى جُمْهُورُ الْمَغَارِبَةِ وَبَعْضُ الْعِرَاقِيِّين َ عَنْهُ مِنْ طَرِيقَيْ عُبَيْدٍ وَعَمْرٍو السَّكْتَ عَلَى الْأَلِفِ الْمُبْدَلَةِ مِنَ التَّنْوِينِ فِي (عِوَجًا) ثُمَّ يَقُولُ (قَيِّمًا) وَكَذَلِكَ عَلَى الْأَلِفِ مِنْ (مَرْقَدِنَا) ثُمَّ يَقُولُ (هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ) وَكَذَلِكَ عَلَى النُّونِ مِنْ (مَنْ) ثُمَّ يَقُولُ (رَاقٍ) وَكَذَلِكَ عَلَى اللَّامِ مِنْ (بَلْ) ثُمَّ يَقُولُ (رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ) وَهَذَا الَّذِي فِي " الشَّاطِبِيَّةِ "، وَ " التَّيْسِيرِ "، وَ " الْهَادِي "، وَ " الْهِدَايَةِ "، وَ " الْكَافِي "، وَ " التَّبْصِرَةِ "، وَ " التَّلْخِيصِ " وَ " التَّذْكِرَةِ " وَغَيْرِهَا. وَرَوَى الْإِدْرَاجَ فِي الْأَرْبَعَةِ كَالْبَاقِينَ أَبُو الْقَاسِمِ الْهُذَلِيُّ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ مِهْرَانَ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الْعِرَاقِيِّين َ، فَلَمْ يُفَرِّقُوا فِي ذَلِكَ بَيْنَ حَفْصٍ وَغَيْرِهِ، وَرَوَى عَنْهُ كُلًّا مِنَ الْوَجْهَيْنِ أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ الْفَحَّامِ فِي تَجْرِيدِهِ، فَرَوَى السَّكْتَ فِي (عِوَجَا وَمَرْقَدِنَا) عَنْ عَمْرِو بْنِ الصَّبَّاحِ، عَنْهُ. وَرَوَى الْإِدْرَاجَ كَالْجَمَاعَةِ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ الصَّبَاحِ عَنْهُ. وَرَوَى السَّكْتَ فِي (مَنْ رَاقٍ وَبَلْ رَانَ) مِنْ قِرَاءَتِهِ عَلَى الْفَارِسِيِّ، عَنْ عَمْرٍو، وَمِنْ قِرَاءَتِهِ عَلَى عَبْدِ الْبَاقِي، عَنْ عُبَيْدٍ فَقَطْ، وَرَوَى الْإِدْرَاجَ كَالْجَمَاعَةِ مِنْ قِرَاءَتِهِ عَلَى ابْنِ نَفِيسٍ مِنْ طَرِيقِ عُبَيْدٍ وَالْمَالِكِيِّ مِنْ طَرِيقَيْ عَمْرٍو وَعُبَيْدٍ جَمِيعًا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ . وَاتَّفَقَ صَاحِبُ " الْمُسْتَنِيرِ "، وَ " الْمُبْهِجِ "، وَ " الْإِرْشَادِ " عَلَى الْإِدْرَاجِ فِي (عِوَجَا وَمَرْقَدِنَا) كَالْجَمَاعَةِ، وَعَلَى السَّكْتِ فِي الْقِيَامَةِ فَقَطْ، وَعَلَى الْإِظْهَارِ مِنْ غَيْرِ سَكْتٍ فِي التَّطْفِيفِ، وَالْمُرَادُ بِالْإِظْهَارِ السَّكْتُ. فَإِنَّ صَاحِبَ " الْإِرْشَادِ " صَرَّحَ بِذَلِكَ فِي كِفَايَتِهِ، وَصَاحِبُ " الْمُبْهِجِ " نَصَّ عَلَيْهِ فِي " الْكِفَايَةِ " لَهُ وَلَمْ يَذْكُرْ سِوَاهُ، وَرَوَى الْحَافِظُ أَبُو الْعَلَاءِ فِي غَايَتِهِ السَّكْتَ فِي " عِوَجَا " فَقَطْ، وَلَمْ يَذْكُرْ فِي الثَّلَاثَةِ الْبَاقِيَةِ شَيْئًا. بَلْ ذَكَرَ الْإِظْهَارَ فِي (مَنْ رَاقٍ، وَبَلْ رَانَ) . (قُلْتُ) : فَثَبَتَ فِي الْأَرْبَعَةِ الْخِلَافُ، عَنْ حَفْصٍ مِنْ طَرِيقَيْهِ، وَصَحَّ الْوَجْهَانِ مِنَ السَّكْتِ وَالْإِدْرَاجِ عَنْهُ، وَبِهِمَا عَنْهُ آخُذُ) ا هـ .


    قال في النشر (1/ 426) (وَوَجْهُ) السَّكْتِ فِي عِوَجَا قَصْدُ بَيَانِ أَنَّ قَيِّمًا بَعْدَهُ لَيْسَ مُتَّصِلًا بِمَا قَبْلَهُ فِي الْإِعْرَابِ. فَيَكُونُ مَنْصُوبًا بِفِعْلٍ مُضْمَرٍ تَقْدِيرُهُ (أَنْزَلَهُ قَيِّمًا) فَيَكُونُ حَالًا مِنَ الْهَاءِ فِي أَنْزَلَهُ وَفِي (مَرْقَدِنَا) بَيَانٌ أَنَّ كَلَامَ الْكُفَّارِ قَدِ انْقَضَى، وَأَنَّ قَوْلَهُ: (هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ) لَيْسَ مِنْ كَلَامِهِمْ، فَهُوَ إِمَّا مِنْ كَلَامِ الْمَلَائِكَةِ، أَوْ مِنْ كَلَامِ الْمُؤْمِنِينَ كَمَا أَشَرْنَا إِلَيْهِ فِي الْوَقْفِ وَالِابْتِدَاءِ وَفِي (مَنْ رَاقٍ، وَبَلْ رَانَ) قَصْدُ بَيَانِ اللَّفْظِ لِيَظْهَرَ أَنَّهُمَا كَلِمَتَانِ مَعَ صِحَّةِ الرِّوَايَةِ فِي ذَلِكَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ ) .
    فائدة : وجه ترك السكت على ألف (مرقدنا) في قوله تعالى : (مَّرْقَدِنَا هَذَا) (يس : 52) ، وعلى ألف (عوجا) في قوله تعالى : (عِوَجًا . قَيِّمًا) (الكهف : 1 ، 2) ، وعلى لام (بل) في قوله تعالى : (بَلْ رَانَ) (المطففين : 14) ، وعلى نون (من) في قوله تعالى : (مَنْ رَاقٍ) (القيامة : 27) من الأوجه الزائدة لحفص من طريق النشر على الشاطبية والتيسير ، قال الشيخ الإبياري رحمه الله :-
    وتركه في عوجًا مرقدنَا .... بل ران من راقٍ بنصِّ حفصِنَا
    تم شرح الباب ، والحمد لله رب العالمين.
    وصلّ اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين .

  10. #30

    افتراضي رد: خلاصة الفكر شرح طيبة النشر للشيخ إسماعيل الشرقاوي حفظه الله


  11. #31

    افتراضي رد: خلاصة الفكر شرح طيبة النشر للشيخ إسماعيل الشرقاوي حفظه الله

    بسم الله الرحمن الرحيم


    الحلقة الثانية والعشرون - خلاصة الفكر شرح طيبة النشر - بَابُ بَابُ وَقْفِ حَمْزَةَ وَهِشَامٍ عَلَى الْهَمْزِ


    هذا باب يذكر فيه الإمام ابن الجزري(1) رحمه الله مذهب حمزة في الوقف على الهمز المتوسط ، ومذهب حمزة وهشام في الوقف على الهمز المتطرف . 1


    والهمز المتطرف هو الذي ينقطع عنده الصوت نحو : (السَّمَاءِ) ، والمتوسط بخلاف ذلك نحو : (وَنِسَاءًا) . ولحمزة في تخفيف الهمز – المتوسط والمتطرف - مذهبان : قياسي (تصريفي) ، وآخر رسمي ، ويوافقه هشام في الهمز المتطرف بخلف عنه .
    قال الإمام ابن الجزري رحمه الله :-

    240 - إِذَا اعْتَمَدْتَ الْوَقْفَ خَفِّفْ هَمْزَهْ ... تَوَسُّطًا أَوْ طَرَفًا لِحَمْزَهْ
    أي إذا وقفت على كلمة فيها همزة - اختيارًا أو اختبارًا أو اضطرارًا أو انتظارًا - فلا بد أن تخفف هذه الهمزة لحمزة سواء كانت وسط الكلمة نحو : (أُولَئِكَ) موسطًا بنفسه ، أو موسطًا بزائد (حرف) نحو : ((فَأْوُوا) أو موسطًا بزائد (كلمة) نحو : (قَالُوا ائْتِنَا) أم كانت الهمزة متطرفة في آخر الكلمة نحو : (السُّفَهَاءُ) ، وليس معنى هذا الإلزام بالتخفيف فقط في كل الأحوال ؛ ففي بعض الأحوال يجوز الوجهان : التخفيف والتحقيق كما سيأتي معنا بإذن الله سبحانه.
    ومعنى التخفيف أن لا تحقق الهمز ، وهذا يشمل سبعة أنواع : 1- الإبدال حرف مد من جنس حركة ما قبله . 2- نقل حركة الهمز إلى الساكن قبله . 3- التسهيل بين الهمز وبين الحرف الذي من جنسه حركة الهمز . 4- الإبدال ياءًا أو واوًا خالصتين متحركتين بحركة الهمز المبدل . 5 - إبدال الهمز واوًا أو ياءًا من جنس حركة ما قبله ثم إدغام الحرف المبدل في مثيله أو العكس . 6- حذف الهمز . 7- التسهيل المرام (تسهيل بروم) . وسيأتي تفصيل ذلك . 1

    قال شيخنا الدكتور سعيد صالح حفظه الله : "وبهذا استدرك الإمام ابن الجزري على الإمام الشاطبي قوله : (وَحَمْزَةُ عِنْدَ الْوَقْفِ سَهَّلَ هَمْزَهُ ... إِذَا كَانَ وَسْطًا أَوْ تَطَرَّفَ مَنْزِلَا) نعم التسهيل إن أطلق فإنما يراد به مطلق التغيير ، لكن الطالب قد يتوهم المعنى التسهيل بين بين لحمزة في كل أحوال الهمز ؛ ولهذا قال الإمام ابن الجزري : فقال : ((خَفِّفْ هَمْزَهْ)) انتهى" ، وأقول هذا واقع سمعناه بأنفسنا من بعض الطلاب ؛ فرحم الله أصحاب السفينة ومصلحيها ، وألحقنا وإياهم بالصالحين .
    قال الإمام ابن الجزري رحمه الله :-

    241 - فَإِنْ يُسَكَّنْ بِالَّذِي قَبْلُ ابْدِلِ ... وَإِنْ يُحَرَّكْ عَنْ سُكُونٍ فَانْقُلِ
    242 - إلَّا مُوَسَّطًا أَتَى بَعْدَ أَلِفْ ... سَهِّلْ ، وَمِثْلَهُ فَأَبْدِلْ فِي الطَّرَفْ
    هذا ابتداء الكلام عن المذهب القياسي (التصريفي) بدأ الناظم بذكر الحالة الأولى من الهمز ، وذلك إن جاء الهمز ساكنًا سكونًا أصليًا مسبوقًا بمتحرك وسطًا أو طرفًا نحو : (يُؤْمِنُونَ) ، (يَأْكُلُونَ) ، (وَبِئْرٍ) ، (اقْرَأْ) ، (نَبِّئْ) ، (فَأْوُوا) ، (قَالَ ائْتُونِي) أو سكونًا عارضًا طرفًا نحو : (قُرِئَ) ، (نَبَأَ) ، (لُؤْلُؤٌ) ، وقف حمزة بإبدال الهمز الساكن حرف مد من جنس حركة ما قبله هكذا : (يُومِنُونَ) ، (يَاكُلُونَ) ، (وَبِيرٍ) ، (اقْرَا) ، (نَبِّي) ، (فَاوُوا) ، (قَالَاتُونِي) ، (قُرِي) ، (نَبَا) ، (لُولُو)(2) ، ويوافقه هشام عند الوقف على المتطرفة بخلفه.
    ثم ذكر الحالة الثانية من الهمز ، وهي مجيء الهمز متحركًا مسبوقًا بساكن - وهذه تتضمن أربع حالات - ؛ فقال : ((وَإِنْ يُحَرَّكْ عَنْ سُكُونٍ فَانْقُلِ)) أي إن حدث عكس الحالة السابقة ؛
    (1) فجاء الهمز متحركًا مسبوقًا بسكون صحيح متوسط أو متطرف نحو : (مَسْئُولاً ، الْقُرْآنِ ، الظَّمْآنُ ، هُزْءًا ، مَذْءُوماً ، المَشْأَمَةِ ، دِفْءٌ (النحل :5) ، وَمِلْءُ (آل عمران : 91) ، الْمَرْءُ (النبأ : 40) ، جُزْءٌ (الحجر : 44) ، الْمَرْءِ (الأنفال : 24 ، البقرة : 102) ، الْخَبْءَ (النمل : 25) (هذه الكلمات السبعة هي المتطرفة المسبوقة بساكن صحيح فقط في القرآن) أو سبق بحرف علة ياء أو واو أصليتين سواء كانا حرفي مد نحو : (لَتَنُوءُ) ، (تَبُوءَ) ، (بسُوءٍ) ، (يُضِيءُ) ، (وَجِيءَ) ، (سِيءَ) ، (السُّوأَى) ، (سِيئَتْ) ، (لِيَسُوأَ-على قراءة حمزة وهشام) أو حرفي لين ، نحو: (كَهَيْئَةِ) ، (سَوْءِ) (الأنبياء : 74 ، 77) ، (السَّوْءِ) (النحل : 70) ، (شَيْءٍ) ، وقف حمزة بنقل حركة الهمز إلى الساكن قبله هكذا : ((مَسُولاً) ، (القُرَانِ) ، (الظَّمَانُ) ، (هُزَا) ، (مَذُوماً) ، (المَشَمَةِ) ، (دِفٌ) ، (وَمِلٌ) ، (الْمَرُ) ، (جُزٌ) ، (الْمَرِ) ، (الْخَبَ) (لَتَنُوُ) ، (تَبُوُ) ، (بسُوٍ) ، (يُضِيُ) ، (وَجِيَ) ، (سِيَ) ، (السُّوَى) ، (سِيَتْ) ، (لِيَسُوَ) ، (كَهَيَةِ) ، (سَوِ) (الأنبياء : 74 ، 77) ، (السَّوِ) (النحل : 70) ، (شَيٍ) ، ويوافقه وقفًا هشام بخلفه في المتطرفة ، على تفصيل سيأتي لحمزة وهشام في الوقف على الهمز المتحرك المسبوق بياء أو واو أصليتين .
    قوله : ((إلَّا مُوَسَّطًا أَتَى بَعْدَ أَلِفْ ... سَهِّلْ)) أي يستثنى من الحالة السابقة في النقل :
    (2) إذا سُبِقَ الهمزُ المتحركُ بألف مدية ، وكان الهمز وسط الكلمة نحو : (الْمَلائِكَةُ) ، (دُعَاءَهُ) ، (جَزَاؤُكُمْ) ، وقف حمزة بالتسهيل مع المد والقصر ، ثم قال : ((وَمِثْلَهُ فَأَبْدِلْ فِي الطَّرَفْ)) أي وإن حدث مثل الحالة السابقة بأن
    (3) سُبِقَ الهمزُ المتحركُ بألف مدية ، لكن كان الهمز آخر الكلمة نحو : (السُّفَهَاءُ) ، (السَّمَاءِ) ، (جَاءَ) ، فقد وقف حمزة وهشام بخلفه بإبدال الهمزة ألفًا مدية من جنس حركة ما قبلها ، وحينئذ يجتمع ألفان فيجوز حذف إحداهما تخلصا من اجتماع ساكنين في كلمة واحدة، ويجوز إبقاؤهما لجواز اجتماع الساكنين عند الوقف . وعلى تقدير حذف الألف الأولى يتعين القصر لأن الألف حينئذ تكون مبدلة من همزة ؛ فلا يجوز فيها إلا القصر مثل بدأ وأنشأ عندما يقف حمزة وهشام بخلفه كما سبق ، وعلى تقدير حذف الثانية يجوز المد والقصر لأنه حرف مد وقع قبل همز مغير بالبدل ثم الحذف ، وعلى إبقاء الألفين يتعين المد بقدر ثلاث ألفات ؛ إذ أن في الكلمة ألفين الألف الأولى والألف الثانية المبدلة من الهمزة وتزاد ألف ثالثة للفصل بينهما ؛ فيمد ست حركات لأن مقدار الألف حركتان ، والخلاصة أن وقف حمزة وهشام بخلفه في نحو : (السُّفَهَاءُ) بثلاثة الإبدال(3) (إبدال الهمز ألفًا مدية مع القصر ، ومع التوسط ، ومع الإشباع) ، ولهما التسهيل المرام مع المد والقصر في المرفوع والمجرور فقط وفقًا لما سيوضحه الناظم عند قوله : 1

    ((وَأَشْمِمَنْ وَرُمْ بِغَيْرِ الْمُبْدَلِ ... مَدًّا ، وَآخِرًا بِرَوْمٍ سَهِّلِ . بَعْدَ مُحَرَّكٍ ، كَذَا بَعْدَ أَلِفْ ... ))
    ، ولهشام في كلّ الأحوال وجه آخر هو التحقيق كالجمهور كما سيأتي في آخر الباب : ((... وَمِثْلُهُ خُلْفُ هِشَامٍ فِي الطَّرَفْ)) .
    قال الإمام ابن الجزري رحمه الله :-

    243 - وَالْوَاوُ وَالْيَا إِنْ يُزَادَا أَدْغِمَا ... وَالْبَعْضُ فِي اْلأَصْلِيِّ أَيْضًا أَدْغَمَا
    يستأنف الناظم الكلام عن مذهب حمزة في الوقف على الهمز المتوسط ، ومذهب حمزة وهشام بخلفه في الوقف على الهمز المتطرف ؛ فيقول :

    (4) إذا جاءت الهمزة المتحركة في كلمة مسبوقة بحرف علة واو أو ياء زائدتين (4) وهذالَمْ يَرِدْ فِي القرآن في الْيَاءِ إِلَّا ما كان على وزن "فَعِيل" : (النَّسِيءُ) ، (بَرِيءٌ) ، (بريئًا) ، (هَنِيئًا) ، (مَرِيئًا) ، وَلَمْ يَأْتِ فِي الْوَاوِ إِلَّا ما كان على وَوَزْن "فُعُول" : (قُرُوءٍ) ، فالوقف يكون بإبدال الْهَمْز مِنْ جِنْسِ الْحَرْفِ الزَّائِدِ ثم يُدْغَمَ الزائد في المبدل هكذا : (النَّسِيُّ) ، (بَرِيٌّ) ، (بَرِيًّا) ، (هَنِيًّا) ، (مَرِيًّا) ، (قُرُوٍّ) .
    ثم قال رحمه الله : ((وَالْبَعْضُ فِي اْلأَصْلِيِّ أَيْضًا أَدْغَمَا)) أي إذا جاءت الهمزة المتحركة في كلمة مسبوقة بحرف علة واو أو ياء أصليتين سواء كانا حرفي مد نحو : (لَتَنُوءُ) ، (تَبُوءَ) ، (بسُوءٍ) ، (يُضِيءُ) ، (وَجِيءَ) ، (سِيءَ) ، (السُّوأَى) ، (سِيئَتْ) ، (لِيَسُوأَ-على قراءة حمزة وهشام) أو حرفي لين نحو : (كَهَيْئَةِ) ، (سَوْءِ) (الأنبياء : 74 ، 77) ، (السَّوْءِ) (النحل : 70) ، (شَيْءٍ) ، فإن بعض العلماء رووا الوقف بإبدال الْهَمْز مِنْ جِنْسِ الْحَرْفِ الأصلي ثم يُدْغَمَ الأصلي في المبدل هكذا : (لَتَنُوُّ) ، (تَبُوَّ) ، (بسُوٍّ) ، (يُضِيُّ) ، (وَجِيَّ) ، (سِيَّ) ، (السُّوَّا) ، (سِيَّتْ) ، (لِيَسُوَّ) ، (كَهَيَّةِ) ، (سَوِّ) ، (السَّوِّ) ، (شَيٍّ) ، وقد سبق ذكر النقل في هذه الحالة كما في رقم (1) عند قوله ((وَإِنْ يُحَرَّكْ عَنْ سُكُونٍ فَانْقُلِ)) ، وبهذا يكون لحمزة وقفًا إذا جاءت الهمزة المتحركة في كلمة مسبوقة بواو أو ياء أصليتين وجهان : النقل والإدغام ، ويوافقه هشام في المتطرفة فقط بخلف عنه كما سيأتي .
    قال الإمام ابن الجزري رحمه الله :-

    244 - وَبَعْدَ كَسْرَةٍ وَضَمٍّ أَبْدِلَا ... إِنْ فُتِحَتْ يَاءً وَوَاوًا مُسْجَلًا
    245 - وَغَيْرُ هُذَا بَيْنَ بَيْنَ ، وَنُقِلْ ... يَاءٌ كَيُطْفِئُوا ، وَوَاوٌ كَسُئِلْ
    شرع الناظم في ذكر الحالة الثالثة من الوقف ، وهي مجيء الهمز متحركًا مسبوقًا بمتحرك ، وفيها حالات تسع :
    (الْأُولَى) مَفْتُوحَةٌ بَعْدَ كَسْرٍ نَحْوُ (مِئَةَ، وَنَاشِئَةَ، وَنُنْشِئَكُمْ، وَسَيِّئَاتِ، وَلَيُبَطِّئَنَ ّ، وَخَاطِئَةٍ) .
    وفي هذه الحالة يقف حمزة بإبدال الهمزة يَاءً هكذا : (مِيَةَ، وَنَاشِيَةَ، وَنُنْشِيَكُمْ، وَسَيِّيَاتِ، وَلَيُبَطِّيَنَ ّ ، وَخَاطِيَةٍ) .
    (الثَّانِيَةُ) مَفْتُوحَةٌ بَعْدَ ضَمٍّ نَحْوُ (مُؤَجَّلًا، وَيُؤَخَّرُ، وَفُؤَادُ، وَسُؤَالِ، وَلُؤْلُؤًا) .
    وفي هذه الحالة يقف حمزة بإبدال الهمزة وَاوًا هكذا (مُوَجَّلًا، وَيُوَخَّرُ، وَفُوَادُ، وَسُوَالِ، وَلُولُوَا) .
    وأما الحالات السَّبْعُ الْبَاقِيَةُ فإن حمزة يقف بتسهيل الهمز بَيْنَ بَيْنَ، أَيْ: بَيْنَ الْهَمْزَةِ وَبين الحرف الذي مِنْهُ حَرَكَتُهَا (ء ُ، و) ، (ء َ، ا) ، (ء ِ ، ي) ، وهذا ما ذهب إليه إمام النحاة سيبويه ، وهاك الحالات السبعَ :
    1- (الثَّالِثَةُ) مَفْتُوحَةٌ بَعْدَ فَتْحٍ نَحْوُ (شَنَآنُ، وَسَأَلَهُمْ، وَمَآرِبُ، وَمَآبٍ، وَرَأَيْتَ، وَتَبَوَّءَا، وَنَأَى، وَمَلْجَأً، وَخَطَأً) .
    2- (الرَّابِعَةُ) مَكْسُورَةٌ بَعْدَ ضَمٍّ نَحْوُ (كَمَا سُئِلَ، وَسُئِلُوا) .
    3- (الْخَامِسَةُ) مَكْسُورَةٌ بَعْدَ كَسْرٍ نَحْوُ (إِلَى بَارِئِكُمْ، وَخَاسِئِينَ، وَمُتَّكِئِينَ) .
    4- (السَّادِسَةُ) مَكْسُورَةٌ بَعْدَ فَتْحٍ نَحْوُ (يَئِسَ، وَتَطْمَئِنَّ، وَجَبْرَئِلَ) .
    5- (السَّابِعَةُ) مَضْمُومَةٌ بَعْدَ ضَمٍّ نَحْوُ (بِرُءُوسِكُمْ، وَكَأَنَّهُ رُءُوسُ) .
    6- (الثَّامِنَةُ) مَضْمُومَةٌ بَعْدَ كَسْرٍ نَحْوُ (لِيُطْفِئُوا، وَأَنْبِئُونِي، وَمستهزءون، وَسَيِّئُهُ) .
    7- (التَّاسِعَةُ) مَضْمُومَةٌ بَعْدَ فَتْحٍ نَحْوُ (رَءُوفٌ، وَيَدْرَءُونَ، وَيَكْلَؤُكُمْ، وَنَقْرَؤُهُ، وَتَؤُزُّهُمْ) .
    وهذا معنى قوله : ((وَغَيْرُ هُذَا بَيْنَ بَيْنَ)) ، ثم قال : ((وَنُقِلْ ... يَاءٌ كَيُطْفِئُوا ، وَوَاوٌ كَسُئِلْ))
    أي يزيد في الحالتين : الثَّامِنَة - مَضْمُومَةٌ بَعْدَ كَسْرٍ - نَحْوُ (لِيُطْفِئُوا) (الصف : 8) ، والرَّابِعَة - مَكْسُورَةٌ بَعْدَ ضَمٍّ - نَحْوُ (سُئِلَ) (البقرة : 108) وجه ثان ؛ وهو إبدال الهمز من جنس حركة ما قبله هكذا : ((لِيُطْفِيُوا ، سُوِلْ) ، وهذا ما ذهب إليه الأخفش النحوي ، وقد ذكر ذلك الإمام الشاطبي فقال : وَالاَخْفَشُ بَعْدَ الْكَسْرِ ذا الضَّمِّ أَبْدَلاَ . بِيَاءٍ وَعَنْهُ الْوَاوُ في عَكْسِهِ ، مع العلم أن هذا مذهب ضعيف ، وقد أشار الناظم إلى ضعفه بقوله : ((وَنُقِلْ)) بصيغة التمريض .
    قال الإمام ابن الجزري رحمه الله :- 1

    246 - وَالْهَمْزُ الَاوَّلُ إِذَا مَا اتَّصَلَا ... رَسْمًا فَعَنْ جُمْهُورِهِمْ قَدْ سُهِّلَا
    انتقل الناظم إلى الكلام عن الهمز المتحرك الواقع في أول الكلمة إن وُسِّطَ بزائد متصل به في الرسم مِنْ حُرُوفِ الْمَعَانِي دَخَلَ عَلَيْهِ كَحُرُوفِ الْعَطْفِ، وَحُرُوفِ الْجَرِّ، وَلَامِ الِابْتِدَاءِ، وَهَمْزَةِ الِاسْتِفْهَامِ ، وَغَيْرِ ذَلِكَ، فقد ذهب جمهور المحققين عن حمزة بالوقف عليه بالتخفيف ، وذهب البعض إلى التحقيق ، وإِنَّ الْهَمْزَةَ تَأْتِي فِيهِ مَفْتُوحَةً وَمَكْسُورَةً وَمَضْمُومَةً ، وَيَأْتِي قَبْلَ كُلِّ هَذِهِ الْحَرَكَاتِ الثَّلَاثِ كَسْرٌ وَفَتْحٌ، فَيَصِيرُ سِتَّ صُوَرٍ(4) :

    (الْأُولَى) مَفْتُوحَةٌ بَعْدَ كَسْرٍ نَحْوُ (بِأَنَّهُ، بِأَنَّهُمْ، بِأَنَّكُمُ، بِأَيِّ، فَبِأَيِّ، وَلِأَبَوَيْهِ، لِأَهَبَ، فَلِأَنْفُسِكُم ْ، لِآدَمَ) .
    (الثَّانِيَةُ) مَفْتُوحَةٌ بَعْدَ فَتْحٍ نَحْوُ (فَأَذَّنَ، أَفَأَمِنَ، أَفَأَمِنْتُمْ، كَأَنَّهُ، كَأَنَّهُنَّ، كَأَيِّ، كَأَمْثَالِ، فَسَأَكْتُبُهَا ، أَأَنْذَرْتَهُم ْ، سَأَصْرِفُ) .
    (الثَّالِثَةُ) مَكْسُورَةٌ بَعْدَ كَسْرٍ نَحْوُ (لَبِإِمَامٍ، بِإِيمَانٍ، بِإِحْسَانٍ، لِإِيلَافِ) .
    (الرَّابِعَةُ) مَكْسُورَةٌ بَعْدَ فَتْحٍ نَحْوُ (فَإِنَّهُمْ، فَإِنَّهُ، فَإِمَّا، وَإِمَّا، أَئِذَا، أَئِنَّا) .
    (الْخَامِسَةُ) مَضْمُومَةٌ بَعْدَ كَسْرٍ نَحْوُ (أُولَاهُمْ لِأُخْرَاهُمْ) .
    (السَّادِسَةُ) مَضْمُومَةٌ بَعْدَ فَتْحٍ نَحْوُ (وَأُوحِيَ، وَأُوتِينَا، وَأُتِيَتْ، أَؤُلْقِيَ، فَأُوَارِيَ) فتخفيف هَذَا الْقِسْمِ كَالْقِسْمِ الذي قَبْلَهُ ؛ يُبْدَلُ فِي الصُّورَةِ الْأُولَى وَهِيَ الْمَفْتُوحَةُ بَعْدَ الْكَسْرِ يَاءً : (بِيَنَّهُ، بِيَنَّهُمْ، بِيَنَّكُمُ، بِيَيِّ، فَبِيَيِّ، وَلِيَبَوَيْهِ، لِيَهَبَ، فَلِيَنْفُسِكُم ْ، لِيَادَمَ) ؛ عملًا بقوله : ((وَبَعْدَ كَسْرَةٍ وَضَمٍّ أَبْدِلَا ... إِنْ فُتِحَتْ يَاءً وَوَاوًا مُسْجَلًا)) ، وَيُسَهَّلُ بَيْنَ بَيْنَ فِي الصُّوَرِ الْخَمْسِ الْبَاقِيَةِ أَيْ: بَيْنَ الْهَمْزَةِ وَبين الحرف الذي مِنْهُ حَرَكَتُهَا (ء ُ، و) ، (ء َ، ا) ، (ء ِ ، ي) ؛ عملًا بقوله : ((وَغَيْرُ هُذَا بَيْنَ بَيْنَ)) ، والوجه الثاني لوقف حمزة التحقيق ، وهذا مفهوم من قوله : ((فَعَنْ جُمْهُورِهِمْ قَدْ سُهِّلَا))
    وأما إن وُسِّطَ - الهمز المتحرك الواقع أول الكلمة - بزائد غير متصل به في الرسم ، بل متصل بالساكن المتصل بالهمز كحرف النداء نحو : (يَا أَيُّهَا) ، (يَا آدَمُ) ، أو حرف التنبيه (ها) نحو : (هَؤُلَاءِ) ، (هَا أَنْتُمْ) ، أو لام التعريف نحو : (الْأَرْض) فقد قال العلماء بتخفيف الهمز لحمزة وقفًا على أصل القاعدة بالتسهيل بين بين مع المد والقصر إن وسط الهمز المتحرك بحرف مد كما تقدم ذلك عند قول الناظم : ((إلَّا مُوَسَّطًا أَتَى بَعْدَ أَلِفْ ... سَهِّلْ)) كما في الحالة الثانية رقم (2) فهذا ينطبق على الأمثلة : ((يَا أَيُّهَا) ، (يَا آدَمُ) ، (هَؤُلَاءِ) ، (هَا أَنْتُمْ) .
    وأما الموسط بلام التعريف نحو : (الْأَرْض) فيأخذ حكمه لحمزة وقفًا بالنقل كما تقدم من قول الناظم ((وَإِنْ يُحَرَّكْ عَنْ سُكُونٍ فَانْقُلِ)) كما في الحالة الثانية رقم (1) ، وهذا ما ذهب إليه جمهور العلماء المحققين عن حمزة ، وذهب جماعة من المحققين عن حمزة - في حكم الوقف على المتوسط بغيره مما اتصل به في الرسم - إلى الوقف بالتحقيق ، وهذا يفهم من قوله : ((فَعَنْ جُمْهُورِهِمْ قَدْ سُهِّلَا)) ؛ وبذلك يكون لحمزة وقفًا على الأمثلة : (يَا أَيُّهَا) ، (يَا آدَمُ) ، (هَا أَنْتُمْ) ثلاثة أوجه هي : التسهيل مع المد والقصر والتحقيق ، ولا يوقف عليها بالسكت ؛ لاتصال الرسم ، وأما (هَؤُلَاءِ) ففيها لحمزة وقفًا ثلاثة عشر وجهًا هي :
    هَـــــــــــــ ـــــــــــــــ ــؤُ ..................لَاءِ
    تحقيق الأولى ........... خمسة القياس (ثلاثة الإبدال والتسهيل بروم مع المد والقصر)
    تسهيل الأولى مع المد .........أربعة القياس (ثلاثة الإبدال والتسهيل بروم مع المد)
    تسهيل الأولى مع القصر.......أربعة القياس (ثلاثة الإبدال والتسهيل بروم مع القصر)
    وأما (الْأَرْض) فلحمزة وقفًا عليها – وأمثالها - ثلاثة أوجه : النقل والتحقيق والسكت .
    قال الإمام ابن الجزري رحمه الله :-

    247 - أَوْ يَنْفَصِلْ كَاسْعَوْا إِلَى قُلْ إِنْ رَجَحْ ... لَا مِيمَ جَمْعٍ ، وَبِغَيْرِ ذَاكَ صَحّ
    أي إِنْ كَانَ الهمز المتحرك الْمُتَوَسِّطُ بِغَيْرِهِ مُنْفَصِلًا رَسْمًا مسبوقًا بساكن صحيح نحو : (مَنْ آمَنَ، قَدْ أَفْلَحَ، قُلْ إِن ، عَذَابٌ أَلِيمٌ، يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ) ،
    أوحَرْفِ عِلَّةٍ : خاصة حَرْفَ اللِينِ نَحْوُ : (فَاسْعَوْا إِلَى) (الجمعة : 9) ، (خَلَوْا إِلَى) (البقرة : 14) ، (وَابْنَيْ آدَمَ) (المائدة : 27)
    فقد ذهب جمهور المحققين عن حمزة بالوقف عليه بالنقل : (مَنَ امَنَ، قَدَ افْلَحَ، قُلِ ان ، عَذَابٌ الِيمٌ، يُؤَدِّهِ الَيْكَ) ، (فَاسْعَوِا الَى) ، (خَلَوِا الَى) ، (وَابْنَيَ ادَمَ) ؛ عملًا بقوله : ((وَإِنْ يُحَرَّكْ عَنْ سُكُونٍ فَانْقُلِ)) كما في الحالة الثانية رقم (1) ، وهذا ما رجحه الناظم هنا بقوله : ((رَجَحْ)) ، وذهب جماعة من المحققين عن حمزة بالوقف في نحو : (فَاسْعَوْا إِلَى) ، (قُلْ إِن) بالتحقيق ، وسبق ذكر وجه السكت في بابه ؛ فيجتمع لحمزة فيه وقفًا ثلاثة أوجه النقل والسكت والتحقيق ،
    ثم قال :
    (( ... لَا مِيمَ جَمْعٍ)) أي لا نقل لحركة الهمز إلى ميم الجمع نحو : (عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ) .
    قوله : ((وَبِغَيْرِ ذَاكَ صَحّ)) أي أنَّ بَعْضَ مَنْ خفف الْهَمْزَ بَعْدَ السَّاكِنِ الصَّحِيحِ أو المعتل اللين نحو : (قُلْ إِن) ، (فَاسْعَوْا إِلَى) - كما سبق بِالنَّقْلِ - خفف الْهَمْزَ إن كَانَ الهمز المتحرك موسطا بحرف مد منفصل عنه رسمًا في نَحْوُ : (بِمَا أَنْزَلَ ، لَنَا إِلَّا ، وَاسْتَوَى إِلَى) ، بالتسهيل بَيْنَ بَيْنَ مع المد والقصر ، أَيْ : بَيْنَ الْهَمْزَةِ وَبين الحرف الذي مِنْهُ حَرَكَتُهَا (ء ُ، و) ، (ء َ، ا) ، (ء ِ ، ي) .
    وأما إن كان الهمز موسطا بواو مدية أصلية نحو : (قُولُوا آمَنَّا) أو زائدة نحو : (وَأَمْرُهُو إِلَى) فلحمزة وقفًا إبدال الهمز واوًا خالصة ثم يدغمها فيما قبلها ، وله وجه ثان هو نقل حركة الهمز إلى ما قبله ثم حذفه.
    وأما إن كان الهمز موسطا بياء مدية أصلية نحو : (تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ) أو زائدة نحو : (بِهِ أَحَدًا) فلحمزة وقفًا إبدال الهمز ياءًا خالصة ثم إدغامها فيما قبلها ، وله وجه ثان هو نقل حركة الهمز إلى ما قبله ثم حذفه (يعني الهمز) ، والراجح النقل في غير الواو والياء الزائدتين للصلة .
    ولحمزة وقفًا في الموسط بحرف مد منفصل رسمًا عمومًا نحو : (بِمَا أُنْزِلَ) وجه آخر هو السكت أيضًا كما مضى في باب السكت ، وله وجه آخر هو التحقيق .
    وأما إن كان الهمز المتحرك الْمُتَوَسِّطُ بِغَيْرِهِ مفصولًا رسمًا ومسبوقًا بمتحرك ، فَإِنَّهُ يَأْتِي مَفْتُوحًا، وَمَكْسُورًا، وَمَضْمُومًا، وَبِحَسَبِ اتِّصَالِهِا بمَا قَبْلَهَا تَأْتِي بَعْدَ ضَمٍّ وَكَسْرٍ وَفَتْحٍ ؛ فيصِيرُ مِنْهُ كَالْمُتَوَسِّط ِ بِنَفْسِهِ تِسْعُ صُوَرٍ.
    (الْأُولَى) مَفْتُوحَةٌ بَعْدَ كَسْرٍ نَحْوُ (مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ، فِيهِ آيَاتٌ، هَؤُلَاءِ أَهْدَى) .
    (الثَّانِيَةُ) مَفْتُوحَةٌ بَعْدَ ضَمٍّ نَحْوُ (مِنْهُ آيَاتٌ، يُوسُفُ أَيُّهَا ، الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا، السُّفَهَاءُ أَلَا) .
    (الثَّالِثَةُ) مَفْتُوحَةٌ بَعْدَ فَتْحٍ نَحْوُ (أَفَتَطْمَعُون أَنْ، إِنَّ أَبَانَا، قَالَ أَبُوهُمْ، جَاءَ أَجَلُهُمْ) .
    (الرَّابِعَةُ) مَكْسُورَةٌ بَعْدَ ضَمٍّ نَحْوُ (يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ، النَّبِيُّ إِنَّا، مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا، نَشَاءُ إِلَى) .
    (الْخَامِسَةُ) مَكْسُورَةٌ بَعْدَ كَسْرٍ نَحْوُ (مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ، يَاقَوْمِ إِنَّكُمْ، مِنَ النُّورِ إِلَى، هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ) .
    (السَّادِسَةُ) مَكْسُورَةٌ بَعْدَ فَتْحٍ نَحْوُ (غَيْرَ إِخْرَاجٍ، قَالَ إِبْرَاهِيمُ، قَالَ إِنِّي، إِنَّهُ، تَفِيءَ إِلَى) .
    (السَّابِعَةُ) مَضْمُومَةٌ بَعْدَ ضَمٍّ نَحْوُ (الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ، كُلُّ أُولَئِكَ، وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ، أَولِيَاءُ أُولَئِكَ) .
    (الثَّامِنَةُ) مَضْمُومَةٌ بَعْدَ كَسْرٍ نَحْوُ (مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ، فِي الْأَرْضِ أُمَمًا، فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ، عَلَيْهِ أُمَّةً) .
    (التَّاسِعَةُ) مَضْمُومَةٌ بَعْدَ فَتْحٍ نَحْوُ (كَانَ أُمَّةً، هُنَّ أُمُّ، مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ، جَاءَ أُمَّةً) ، وَتَخفيف هذا القسم كتخفيف الْمُتَوَسِّطِ بِنَفْسِهِ مِنَ الْمُتَحَرِّكِ : يُبْدِلُ الْمَفْتُوحَةُ مِنْهُ بَعْدَ الْكَسْرِ يَاءً (الحالة الأولى): (مِنْ ذُرِّيَّةِ يَادَمَ، فِيهِ يَايَاتٌ، هَؤُلَائِيَأَهْ دَى) ، وبَعْدَ الضَّمِّ وَاوًا (الحالة الثانية) : (مِنْهُ وَايَاتٌ، يُوسُفُ وَيُّهَا ، الصِّدِّيقُ وَفْتِنَا، السُّفَهَاءُ وَلَا) ؛ عملًا بقوله : ((وَبَعْدَ كَسْرَةٍ وَضَمٍّ أَبْدِلَا ... إِنْ فُتِحَتْ يَاءً وَوَاوًا مُسْجَلًا)) ، وَأما الصور السبع الباقية فإنه يُسَهِّلُ الهمز فيها بَيْنَ بَيْنَ أَيْ: بَيْنَ الْهَمْزَةِ وَبين الحرف الذي مِنْهُ حَرَكَتُهَا (ء ُ، و) ، (ء َ، ا) ، (ء ِ ، ي) ؛ عملًا بقوله المتقدم : ((وَغَيْرُ هُذَا بَيْنَ بَيْنَ)) . وبهذا ينتهي الحديث عن المذهب التصريفي القياسي ، ويزيد على مذهب الأخفش - كما سيأتي بعدُ - في الحالة الرابعة (المكسور بعد ضم) نحو : (يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ) وجه الإبدال واوًا خالصة : (يَرْفَعُ وِبْرَاهِيمُ) ، كما يزيد في الحالة الثامنة (المضموم بعد كسر) نحو : (كُلِّ أُمَّةٍ) وجه الإبدال ياءًا خالصة:(كُلِّ وُمَّةٍ) .
    وفي كل الحالات التسع السابقة يصح الوقف بالتحقيق .
    فائدة : وجه وقف حمزة بتسهيل الهمز (المتوسط بكلمة) كما في الحالات السبع المذكورة ، ووجه إبدال الْمَفْتُوحَة بَعْدَ كَسْرٍ يَاءً (الحالة الأولى) نحو : (مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ) ، وبَعْدَ الضَّمِّ وَاوًا (الحالة الثانية) نحو : (مِنْهُ آيَاتٌ) ، ووجه الإبدال واوًا خالصة في الحالة الرابعة (المكسور بعد ضم) نحو : (يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ) ، ووجه الإبدال ياءًا خالصة في الحالة الثامنة (المضموم بعد كسر) نحو : (كُلِّ أُمَّةٍ) من الأوجه الزائدة للنشر على الشاطبية والتيسير ؛ إذ ليس في الشاطبية والتيسر إلا التحقيق في المتوسط بكلمة ، قال العلامة الشيخ الإبياري في المنحة :-
    وَسَهِّلَنْ لِحَمْزَةَ هَمْزًا حَصَلْ ... فِي الْبَدْءِ إِنْ بِكِلْمَةٍ قَبْلُ اتَّصَلْ
    فائدة : وجه وقف حمزة بالتسهيل مع المد والقصر في الهمز الموسط بألف مدية (المتصل رسمًا) نحو : (يَا أَيُّهَا) ، ووجه وقف حمزة بالتسهيل مع المد والقصر والسكت في الهمز الموسط بألف مدية (المنفصل رسمًا) نحو : (هَذَا أَكْبَرُ) ، ووجه وقف حمزة بإبدال الهمز واوًا خالصة ثم إدغامها فيما قبلها ، ووجه وقف حمزة بنقل حركة الهمز إلى ما قبله ثم حذفه في الهمز الموسط بواو مدية أصلية نحو : (قُولُوا آمَنَّا) أو زائدة نحو : (وَأَمْرُهُو إِلَى) ، ووجه وقف حمزة بإبدال الهمز ياءًا خالصة ثم إدغامها فيما قبلها ، ووجه وقف حمزة بنقل حركة الهمز إلى ما قبله ثم حذفه في الهمز الموسط بياء مدية أصلية نحو : (تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ) أو زائدة نحو : (بِهِ أَحَدًا) من الأوجه الزائدة للنشر على الشاطبية والتيسير ، قال العلامة الإبياري رحمه الله :-
    وَسَهِّلَنْ عَنْ أَلِفٍ وَمُدَّا ... وَاقْصُرْ وَعَنْ وَاوٍ وَيَاءٍ مُدَّا
    فَانْقُلْ وَأَدْغِمْ وَهْوَ أَقْوَى فِي الصِّلَهْ ... وَالنَّقْلُ عِنْدَ مِيمِ جَمْعٍ أَهْمَلَه
    ويؤخذ على الشيخ الإبياري رحمه الله ذكره ترك النقل عند ميم الجمع ؛ إذ لا نقل لميم الجمع من جميع الطرق .
    قوله "وهو أقوى في الصلة" يشير إلى قول الناظم (ابن الجزري) في النشر : " وَبِمُقْتَضَى إِطْلَاقِهِمْ يَجْرِي الْوَجْهَانِ فِي الزَّائِدِ لِلصِّلَةِ نَحْوُ (بِهِ أَحَدًا، وَأَمْرُهُ إِلَى، وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ) وَالْقِيَاسُ يَقْتَضِي فِيهِ الْإِدْغَامَ فَقَطْ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.ثم قال : وَلَكِنِّي آخُذُ فِي الْيَاءِ وَالْوَاوِ بِالنَّقْلِ، إِلَّا فِيمَا كَانَ زَائِدًا صَرِيحًا لِمُجَرَّدِ الْمَدِّ وَالصِّلَةِ فَبِالْإِدْغَام ِ، وَذَلِكَ كَانَ اخْتِيَارَ شَيْخِنَا أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الصَّائِغِ الْمِصْرِيِّ، وَكَانَ إِمَامَ زَمَانِهِ فِي الْعَرَبِيَّةِ وَالْقِرَاءَاتِ ، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ." (النشر : 1/437) .


    (1) قال في النشر (1/428 : 430) : "وَهُوَ بَابٌ مُشْكَلٌ يَحْتَاجُ إِلَى مَعْرِفَةِ تَحْقِيقِ مَذَاهِبِ أَهْلِ الْعَرَبِيَّةِ، وَأَحْكَامِ رَسْمِ الْمَصَاحِفِ الْعُثْمَانِيَّ ةِ، وَتَمْيِيزِ الرِّوَايَةِ، وَإِتْقَانِ الدِّرَايَةِ. قَالَ الْحَافِظُ أَبُو شَامَةَ: هَذَا الْبَابُ مِنْ أَصْعَبِ الْأَبْوَابِ نَظْمًا وَنَثْرًا فِي تَمْهِيدِ قَوَاعِدِهِ، وَفَهْمِ مَقَاصِدِهِ. قَالَ: وَلِكَثْرَةِ تَشَعُّبِهِ أَفْرَدَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ الْمُقْرِئُ - رَحِمَهُ اللَّهُ - تَصْنِيفًا حَسَنًا جَامِعًا، وَذَكَرَ أَنَّهُ قَرَأَ عَلَى غَيْرِ وَاحِدٍ مِنَ الْأَئِمَّةِ فَوَجَدَ أَكْثَرَهُمْ لَا يَقُومُونَ بِهِ حَسَبَ الْوَاجِبِ فِيهِ إِلَّا الْحَرْفَ بَعْدَ الْحَرْفِ" إلى أن قال : " وَلَمَّا كَانَ الْهَمْزُ أَثْقَلَ الْحُرُوفِ نُطْقًا وَأَبْعَدُهَا مَخْرَجًا تَنَوَّعَ الْعَرَبُ فِي تَخْفِيفِهِ بِأَنْوَاعِ التَّخْفِيفِ كَالنَّقْلِ، وَالْبَدَلِ، وَبَيْنَ بَيْنَ، وَالْإِدْغَامِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ، وَكَانَتْ قُرَيْشٌ وَأَهْلُ الْحِجَازِ أَكْثَرَهُمْ لَهُ تَخْفِيفًا ; وَلِذَلِكَ أَكْثَرُ مَا يَرِدُ تَخْفِيفُهُ مِنْ طُرُقِهِمْ كَابْنِ كَثِيرٍ مِنْ رِوَايَةِ فُلَيْحٍ، وَكَنَافِعٍ مِنْ رِوَايَةِ وَرْشٍ وَغَيْرِهِ، وَكَأَبِي جَعْفَرٍ مِنْ أَكْثَرِ رِوَايَاتِهِ وَلَا سِيَّمَا رِوَايَةُ الْعُمَرِيِّ، عَنْ أَصْحَابِهِ، عَنْهُ، فَإِنَّهُ لَمْ يَكَدْ يُحَقِّقُ هَمْزَةً وَصْلًا، وَكَابْنِ مُحَيْصِنٍ قَارِئِ أَهْلِ مَكَّةَ مَعَ ابْنِ كَثِيرٍ وَبَعْدِهِ، وَكَأَبِي عَمْرٍو، فَإِنَّ مَادَّةَ قِرَاءَتِهِ عَنْ أَهْلِ الْحِجَازِ، وَكَذَلِكَ عَاصِمٌ مِنْ رِوَايَةِ الْأَعْشَى، عَنْ أَبِي بَكْرٍ مِنْ حَيْثُ إِنَّ رِوَايَتَهُ تَرْجِعُ إِلَى ابْنِ مَسْعُودٍ،
    وَاعْلَمْ أَنَّهُ مَنْ كَانَتْ لُغَتُهُ تَخْفِيفَ الْهَمْزِ، فَإِنَّهُ لَا يَنْطِقُ بِالْهَمْزِ إِلَّا فِي الِابْتِدَاءِ، وَالْقَصْدُ أَنَّ تَخْفِيفَ الْهَمْزِ لَيْسَ بِمُنْكَرٍ وَلَا غَرِيبٍ، فَمَا أَحَدٌ مِنَ الْقُرَّاءِ إِلَّا وَقَدْ وَرَدَ عَنْهُ تَخْفِيفُ الْهَمْزِ، إِمَّا عُمُومًا وَإِمَّا خُصُوصًا، كَمَا قَدَّمْنَا ذِكْرَهُ فِي الْأَبْوَابِ الْمُتَقَدِّمَة ِ، وَقَدْ أَفْرَدَ لَهُ عُلَمَاءُ الْعَرَبِيَّةِ أَنْوَاعًا تَخُصُّهُ، وَقَسَّمُوا تَخْفِيفَهُ إِلَى وَاجِبٍ وَجَائِزٍ، وَكُلُّ ذَلِكَ أَوْ غَالِبُهُ وَرَدَتْ بِهِ الْقِرَاءَةُ، وَصَحَّتْ بِهِ الرِّوَايَةُ، إِذْ مِنَ الْمُحَالِ أَنْ يَصِحَّ فِي الْقِرَاءَةِ مَا لَا يَسُوغُ فِي الْعَرَبِيَّةِ، بَلْ قَدْ يَسُوغُ فِي الْعَرَبِيَّةِ مَا لَا يَصِحُّ فِي الْقِرَاءَةِ ; لِأَنَّ الْقِرَاءَةَ سُنَّةٌ مُتَّبَعَةٌ، يَأْخُذُهَا الْآخِرُ عَنِ الْأَوَّلِ، وَمِمَّا صَحَّ فِي الْقِرَاءَةِ وَشَاعَ فِي الْعَرَبِيَّةِ الْوَقْفُ بِتَخْفِيفِ الْهَمْزِ وَإِنْ كَانَ يُحَقَّقُ فِي الْوَصْلِ ; لِأَنَّ الْوَقْفَ مَحَلُّ اسْتِرَاحَةِ الْقَارِئِ وَالْمُتَكَلِّم ِ ; وَلِذَلِكَ حُذِفَتْ فِيهِ الْحَرَكَاتُ وَالتَّنْوِينُ، وَأُبْدِلَ فِيهِ تَنْوِينُ الْمَنْصُوبَاتِ ، وَجَازَ فِيهِ الرَّوْمُ وَالْإِشْمَامُ وَالنَّقْلُ وَالتَّضْعِيفُ، فَكَانَ تَخْفِيفُ الْهَمْزِ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ أَحَقَّ وَأَحْرَى. قَالَ ابْنُ مِهْرَانَ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هَذَا مَذْهَبٌ مَشْهُورٌ وَلُغَةٌ مَعْرُوفَةٌ، يُحْذَفُ الْهَمْزُ فِي السَّكْتِ - يَعْنِي الْوَقْفَ - كَمَا يُحْذَفُ الْإِعْرَابُ فَرْقًا بَيْنَ الْوَصْلِ وَالْوَقْفِ. قَالَ: وَهُوَ مَذْهَبٌ حَسَنٌ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لُغَةُ أَكْثَرِ الْعَرَبِ الَّذِينَ هُمْ أَهْلُ الْجَزَالَةِ وَالْفَصَاحَةِ تَرْكُ الْهَمْزَةِ السَّاكِنَةِ فِي الدَّرْجِ وَالْمُتَحَرِّك َةِ عِنْدَ السَّكْتِ . ثم قال : وَتَخْفِيفُ الْهَمْزِ فِي الْوَقْفِ مَشْهُورٌ عِنْدَ عُلَمَاءِ الْعَرَبِيَّةِ، أَفْرَدُوا لَهُ بَابًا وَأَحْكَامًا، وَاخْتَصَّ بَعْضُهُمْ فِيهِ بِمَذَاهِبَ عُرِفَتْ بِهِمْ وَنُسِبَتْ إِلَيْهِمْ كَمَا نُشِيرُ إِلَيْهِ - إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى -. وَقَدِ اخْتَصَّ حَمْزَةُ بِذَلِكَ مِنْ حَيْثُ إِنَّ قِرَاءَتَهُ اشْتَمَلَتْ عَلَى شِدَّةِ التَّحْقِيقِ وَالتَّرْتِيلِ وَالْمَدِّ وَالسَّكْتِ، فَنَاسَبَ التَّسْهِيلُ فِي الْوَقْفِ ; وَلِذَلِكَ رَوَيْنَا عَنْهُ الْوَقْفَ بِتَحْقِيقِ الْهَمْزِ إِذَا قَرَأَ بِالْحَدْرِ، كَمَا سَنَذْكُرُهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ. هَذَا كُلُّهُ مَعَ صِحَّةِ الرِّوَايَةِ بِذَلِكَ عِنْدَهُ وَثُبُوتِ النَّقْلِ بِهِ لَدَيْهِ. فَقَدْ قَالَ فِيهِ سُفْيَانُ الثَّوْرِيِّ: مَا قَرَأَ حَمْزَةُ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ إِلَّا بِأَثَرٍ.

    (2) ولحمزة وهشام بخلفه في الهمزة الثانية من (لُؤْلُؤٌ) أربعة أوجه هي الإبدال واوًا خالصة مع السكون ، والإبدال مع الروم ، و
    التسهيل بين بين مع الروم ، ، والوجه الرابع لهشام هو التحقيق كالجمهور كما سيأتي .

    (3) قال في النشر(1/ 466):"إِذَا وَقَفْتَ بِالْبَدَلِ فِي الْمُتَطَرِّفِ بَعْدَ الْأَلِفِ نَحْوُ (جَاءَ، وَالسُّفَهَاءُ، وَمِنْ مَاءٍ) فَإِنَّهُ يَجْتَمِعُ أَلِفَانِ، فَإِمَّا أَنْ تَحْذِفَ إِحْدَاهُمَا لِلسَّاكِنَيْنِ أَوْ تُبْقِيَهُمَا ; لِأَنَّ الْوَقْفَ يَحْتَمِلُ اجْتِمَاعَ السَّاكِنَيْنِ. فَإِنْ حَذَفْتَ إِحْدَاهُمَا فَإِمَّا أَنْ تُقَدِّرَهَا الْأُولَى أَوِ الثَّانِيَةَ، فَإِنْ قَدَّرْتَهَا الْأُولَى فَالْقَصْرُ لَيْسَ إِلَّا لِفَقْدِ الشَّرْطِ، إِلَّا أَنَّ الْأَلِفَ تَكُونُ مُبْدَلَةً مِنْ هَمْزَةٍ سَاكِنَةٍ، وَمَا كَانَ كَذَلِكَ فَلَا مَدَّ فِيهِ كَأَلِفِ (يَأْمُرُ، وَيَأْتِيَ) وَإِنْ قَدَّرْتَهَا الثَّانِيَةَ جَازَ الْمَدُّ وَالْقَصْرُ مِنْ أَجْلِ تَغَيُّرِ السَّبَبِ، فَهُوَ حَرْفُ مَدٍّ قَبْلَ هَمْزٍ مُغَيَّرٍ كَمَا تَقَدَّمَ آخِرَ بَابِ الْمَدِّ، وَإِنْ أَبْقَيْتَهُمَا مَدَدْتَ مَدًّا طَوِيلًا. وَقَدْ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مُتَوَسِّطًا لِمَا تَقَدَّمَ فِي سُكُونِ الْوَقْفِ، كَذَلِكَ ذَكَرَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ عُلَمَائِنَا كَالْحَافِظِ أَبِي عَمْرٍو وَأَبِي مُحَمَّدٍ مَكِّيٍّ وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شُرَيْحٍ وَأَبِي الْعَبَّاسِ الْمَهْدَوِيِّ، وَصَاحِبِ تَلْخِيصِ الْعِبَارَاتِ وَغَيْرِهِمْ." ا هـ .
    (4) الأصلي : ما كانَتْ جَميعُ حروفِهِ أصْلِيَّةً (ف أو ع أو ل) الكلمة ، الزائد : ما ليس من أصول الكلمة .

    (4) وينبغي أن لا يخلط القارئ بين هذا القسم وبين ما سبق ذكره من الهمز الساكن الموسط بزائد قبله فإن حكمه الإبدال حرف مد من جنس حركة ما قبله بلا خلاف لحمزة وقفًا ، قال في النشر (1/430 ، 431) :" وَالْمُتَوَسِّط ُ بِغَيْرِهِ عَلَى قِسْمَيْنِ: مُتَوَسِّطٌ بِحَرْفٍ، وَمُتَوَسِّطٌ بِكَلِمَةٍ. فَالْمُتَوَسِّط ُ بِحَرْفٍ يَكُونُ قَبْلَهُ فَتْحٌ نَحْوُ (فَأْوُوا، وَأْتُوا) وَلَمْ يَقَعْ قَبْلَهُ ضَمٌّ وَلَا كَسْرٌ، وَالْمُتَوَسِّط ُ بِكَلِمَةٍ يَكُونُ قَبْلَهُ ضَمٌّ نَحْوُ (قَالُوا ايتِنَا، وَالْمَلِكُ ايتُونِي) وَكَسْرٌ نَحْوُ (الَّذِي اؤْتُمِنَ، وَالْأَرْضِ ايتِنَا) وَفَتْحٌ نَحْوُ (الْهُدَى ايتِنَا، وَقَالَ ايتُونِي) فَهَذِهِ أَنْوَاعُ الْهَمْزِ السَّاكِنِ، وَتَخْفِيفُهُ أَنْ يُبْدَلَ بِحَرَكَةِ مَا قَبْلَهُ، إِنْ كَانَ قَبْلَهُ ضَمٌّ أُبْدِلَ وَاوًا، وَإِنْ كَانَ قَبْلَهُ كَسْرٌ أُبْدِلَ يَاءً، وَإِنْ كَانَ قَبْلَهُ فَتْحٌ أُبْدِلُ أَلِفًا، وَكَذَلِكَ يَقِفُ حَمْزَةُ مِنْ غَيْرِ خِلَافٍ عَنْهُ فِي ذَلِكَ إِلَّا مَا شَذَّ فِيهِ ابْنُ سُفْيَانَ، وَمَنْ تَبِعَهُ مِنَ الْمَغَارِبَةِ كَالْمَهْدَوِيِ ّ، وَابْنِ شُرَيْحٍ، وَابْنِ الْبَاذِشِ مِنْ تَحْقِيقِ الْمُتَوَسِّطِ بِكَلِمَةٍ لِانْفِصَالِهِ وَإِجْرَاءِ الْوَجْهَيْنِ فِي الْمُتَوَسِّطِ بِحَرْفٍ لِاتِّصَالِهِ، كَأَنَّهُمْ أَجْرَوْهُ مَجْرَى الْمُبْتَدَأِ، وَهَذَا وَهْمٌ مِنْهُمْ وَخُرُوجٌ عَنِ الصَّوَابِ، وَذَلِكَ أَنَّ هَذِهِ الْهَمَزَاتِ وَإِنْ كُنَّ أَوَائِلَ الْكَلِمَاتِ فَإِنَّهُنَّ غَيْرُ مُبْتَدَآتٍ؛ لِأَنَّهُنَّ لَا يُمْكِنُ ثُبُوتُهُنَّ سَوَاكِنَ إِلَّا مُتَّصِلَاتٍ بِمَا قَبْلَهُنَّ ; فَلِهَذَا حُكِمَ لَهُنَّ بِكَوْنِهِنَّ مُتَوَسِّطَاتٍ. أَلَا تَرَى أَنَّ الْهَمْزَةَ فِي (فَأْوُوا، وَأْمُرْ، وَقَالَ ايتُونِي) كَالدَّالِّ فِي (فَادْعُ) وَالسِّينِ فِي (فَاسْتَقِمْ) وَالرَّاءِ فِي (قَالَ ارْجِعْ) فَكَمَا أَنَّهُ لَا يُقَالُ: إِنَّ الدَّالَ وَالسِّينَ وَالرَّاءَ فِي ذَلِكَ مُبْتَدَآتٌ وَلَا جَارِيَاتٌ مَجْرَى الْمُبْتَدَآتِ، فَكَذَلِكَ هَذِهِ الْهَمَزَاتُ، وَإِنْ وَقَعْنَ فَاءً مِنَ الْفِعْلِ، إِذْ لَيْسَ كُلُّ فَاءٍ تَكُونُ مُبْتَدَأَةً، أَوْ جَارِيَةً مَجْرَى الْمُبْتَدَأِ، وَمِمَّا يُوَضِّحُ ذَلِكَ أَنَّ مَنْ كَانَ مَذْهَبُهُ تَخْفِيفَ الْهَمْزِ السَّاكِنِ الْمُتَوَسِّطِ غَيْرَ حَمْزَةَ كَأَبِي عَمْرٍو، وَأَبِي جَعْفَرٍ، وَوَرْشٍ فَإِنَّهُمْ خَفَّفُوا ذَلِكَ كُلَّهُ مِنْ غَيْرِ خُلْفٍ عَنْ أَحَدٍ مِنْهُمْ، بَلْ أَجْرَوْهُ مَجْرَى يُؤْتَى وَيُؤْمِنُ وَيَأْلَمُونَ، فَأَبْدَلُوهُ مِنْ غَيْرِ فَرْقٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ غَيْرِهِ، وَذَلِكَ وَاضِحٌ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ."

  12. #32

    افتراضي رد: خلاصة الفكر شرح طيبة النشر للشيخ إسماعيل الشرقاوي حفظه الله

    قال الإمام ابن الجزري رحمه الله :-

    248 – وَعَنْهُ(حمزة) تَسْهِيلٌ كَخَطِّ الْمُصْحَفِ ... فَنَحْوُ مُنْشُونَ مَعَ الضَّمِّ احْذِفِ
    بعد أن انتهى الناظم من الكلام عن مذهب حمزة القياسي في الوقف ، شرع في الكلام عن مذهبه الرسمي في الوقف على الهمز ، ويقصد بالتسهيل مطلق التغيير ؛ ولهذا استدرك شيخنا الطيب الطبيب سعيد صالح حفظه الله فقال : كان الأولى أن يقول : وعنه تخفيف ..... الخ .
    وهذا المذهب الرسمي يعتمد على الرسم العثماني للكلمات القرآنية المهموزة ؛ فإن وافق الوقف رسم المصحف الإمام أخذ به ، وإلا فلا ، ثم ضرب مثالًا لما حُذِفَ هَمْزُهُ في المصحف العثماني ، وبناءً عليه يأخذ به حمزة وقفًا ، فقال : ((فَنَحْوُ مُنْشُونَ مَعَ الضَّمِّ احْذِفِ)) يعني كلمة (المُنشِئُونَ) (الواقعة : 72) ، ونحوها مثل : (مُتَّكِئُونَ) (يس : 56) ، (مُسْتَهْزِئُون ) (البقرة : 14) ، (وَيَسْتَنْبِئُ نَكَ) (يونس : 53) ، (وَالصَّابِئُون ) (المائدة : 69) ، (فَمَالِئُونَ) (الصافات : 66 ، الواقعة : 53) ، (لِيُطْفِئُوا) (الصف : 8) ، وقف حمزة – على مذهب الرسم – بحذف الهمز وضم ما قبله هكذا : (المُنشُونَ) ، (مُتَّكُونَ) ، (مُسْتَهْزُونَ) ، (وَيَسْتَنْبُون كَ) ، (وَالصَّابُونَ) ، (فَمَالُونَ) ، (لِيُطْفُوا) ويوافقه أبو جعفر - على الحذف - وقفًا ووصلًا في جميع الأمثلة السابقة مع خلف ابن وردان في (المُنشِئُونَ) ، ويوافقهما نافع في حذف همز (وَالصَّابِئُون ) .
    وقد تقدم في الحالة السابقة – على المذهب القياسي – وجهان لحمزة وقفًا : الأول هو التسهيل بين بين عملًا بقوله ((وَغَيْرُ هُذَا بَيْنَ بَيْنَ)) وهو مذهب سيبويه ، والثاني هو الإبدال ياءً
    عملًا بقوله : ((وَنُقِلْ ... يَاءٌ كَيُطْفِئُوا ، وَوَاوٌ كَسُئِلْ)) وهو مذهب الأخفش .
    وأما (مُّتَّكِئِينَ) (الكهف : 31) ، (المُسْتَهْزِئِ نَ) (الحجر : 95) ، (وَالصَّابِئِين ) (البقرة : 62) ، (الحج : 17) ، (خَاسِئِينَ) (البقرة : 65) ، (بِرُءُوسِكُمْ) (المائدة : 6) فليس لحمزة فيهما وقفًا إلا وجهان : التسهيل على القياس ؛ عملًا بقوله ((وَغَيْرُ هُذَا بَيْنَ بَيْنَ)) وهو مذهب سيبويه ، والحذف على الرسم ؛ عملًا بقوله : وَعَنْهُ(حمزة) تَسْهِيلٌ كَخَطِّ الْمُصْحَفِ . ويوافقه أبو جعفر على وجه الحذف في (مُّتَّكِئِينَ) ، (المُسْتَهْزِئِ نَ) ، (وَالصَّابِئِين ) ، ويوافقهما نافع في حذف همز (وَالصَّابِئِين ) .
    قال الإمام ابن الجزري رحمه الله :-

    249 - وَأَلِفُ النَّشْأَةِ مَعْ وَاوِ كُفَا ... هُزْؤًا وَيَعْبَؤُا الْبَلَؤُا الضُعَفَا
    هذا استئناف لكلام جديد في مذهب حمزة في الوقف وفقًا للرسم ، ذكر الناظم أمثلة لبعض الكلمات مما ينبغي مراعاة الرسم فيها وقفًا لحمزة : (النَّشْأَةَ) (الواقعة : 62 ، العنكبوت : 20 ، النجم : 47) ، رسمت بالألف ؛ فيقف عليها حمزة بالألف المدية على لغة من يلقي حركة الهمز إلى الساكن قبلها ثم يبدل الهمز الساكن : (النَّشْأَةَ) ....... : (النَّشَأْةَ) ........ : (النَّشَاةَ) على وزن (كَمَاة) ، وهذا معنى قوله : ((وَأَلِفُ النَّشْأَةِ)) .
    وقد جمع الإمام الخرَّاز - رحمه الله - مواضع الهمز المتوسط والمتطرف المحذوف بعد سكون وما يستثنى منه في نظمه الماتع "مورد الظمآن" فقال :
    فَصْلٌ وَمَا بَعْدَ سُكُونٍ حُذِفَا ... مَا لَمْ يَكُ السَّاكِنُ وَسْطًا أَلِفَا
    كَمِلْءُ يَسْئَلُونَ والنَّبِيءِ ... شَيْئًا وَسُوءًا سَاءَ مَعْ قُرُوءِ
    إِلَّا حُرُوفًا خَرَجَتْ عَنْ حُكْمِهَا ... فَصُوِّرَتْ بِأَلِفٍ فِي رَسْمِهَا
    وَهْيَ تَنُوأُ مَعَ حَرْفِ السُّوأَى ... أَنْ كَذَّبُوا وَمِثْلُهَا تَبُوأُ
    وَالنَّشْأَةَ الثَّلَاثُ أَيْضًا وَاخْتُلِفْ ... فِي رَسْمِ يَسْأَلُونَ عَنْ عَنِ السَّلَفْ
    وَمَوْئِلًا بِالْيَا .............
    يعني بذلك أن الهمزة لا ترسم إن سكن ما قبلها - إلا إذا كان الساكن قبل الهمز ألفًا متوسطة – ومثال ذلك :
    1- (مِّلْ الأَرْضِ) (آل عمران : 91) .
    ويقف عليه حمزة وهشام بخلفه بثلاثة أوجه : نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها (اللام) ثم يسكنان اللام للوقف ، والروم والإشمام ، ويوافقهما على هذه الأوجه وقفًا الأصبهاني وابن وردان بخلفه ، وقد تقدم هذا عند قول الناظم : ((وَمِلْءُ الَاصْبَهَانِي مَعْ عِيسَى اخْتُلِفْ)) ، والوجه الرابع لهشام : التحقيق كالجمهور .
    2- (يَسْلُونَ) (الذاريات : 12) ، (يَسْلُونَكَ) (البقرة : 189 ، 215 ، 217 ، 219 ، 220 ، 222 ، 273 ، المائدة : 4 ، الأعراف : 187 ، الأنفال : 1 ، الإسراء : 85 ، الكهف : 83 ، طه : 105 ، النازعات : 42) .
    وقف عليهما حمزة بالنقل فقط .
    3- (النَّبِيّ) (نَبِيّ) (نَبِيًّا) حيث وقعت ، ويقف عليها حمزة وهشام كالجمهور ، ولا يهمزها إلا نافع كما تقدم عند قوله : ((بَابَ النَّبِيِّ وَالنُّبُوَّةِ الْهُدَى)) .
    4- (شَيْــًا) (شَيٍ) (شَيٌ) حيث وقعت .
    وقف حمزة وهشام بخلفه على (شَيْءٍ – المجرور) بأربعة أوجه ؛ الوجه الأول والثاني : النقل مع الإسكان المحض (شَيْ) والروم ، والثالث والرابع : الإدغام مع الإسكان المحض (شَيّ) والروم ، والوجه الخامس لهشام هو التحقيق كالجمهور .
    وأما (شَيْئًا – المنصوب) فقد وقف عليه حمزة بالنقل (شَيَا) والإدغام (شَيَّا) .
    وأما (شَيْءٌ – المرفوع) فقد وقف عليه حمزة وهشام بخلفه بستة أوجه ؛ الوجه الأول والثاني والثالث: النقل مع الإسكان المحض (شَيْ) والروم والإشمام ، والرابع والخامس والسادس : الإدغام مع الإسكان المحض (شَيّ) والروم والإشمام ، والوجه السابع لهشام هو التحقيق كالجمهور .
    وإذا قرأ إدريس وحفص وابن ذكوان بالسكت على (شَيْءٍ- المجرور) ، (شَيْءٌ – المرفوع) فإنه يتعين لهم الروم مع السكت وقفًا .
    4- (سُوًا) (سُوٌ) (سُوٍ) حيث وقعت .
    (سُوءَ- المنصوبة بلا تنوين) وقف عليها حمزة وهشام بخلفه بالنقل (سُو) ، والإدغام (سُوّ) ، والوجه الثالث لهشام هو التحقيق كالجمهور .
    وأما (سُوءًا- المنونة مع النصب) فقد وقف عليها حمزة بالتسهيل مع المد والقصر .
    وأما (سُوءٌ ، سُوءُ) فقد وقف عليها حمزة وهشام بخلفه بستة أوجه : الأول والثاني : النقل (سُو) مع الإسكان المحض ، ومع الروم ، ومع الإشمام . والثالث والرابع : الإدغام (سُوّ) مع الإسكان المحض ، ومع الروم ، ومع الإشمام ، والوجه السابع لوقف هشام هو التحقيق كالجمهور .
    وأما (سُوءِ ، سُوءٍ - سَوْءِ ، سَوْءٍ) فقد وقف عليها حمزة وهشام بخلفه بأربعة أوجه : الأول والثاني : النقل (سُو - سَو) مع الإسكان المحض ، ومع الروم ، والثالث والرابع : الإدغام (سُوّ - سَوّ) مع الإسكان المحض ، ومع الروم . والوجه الخامس لوقف هشام هو التحقيق كالجمهور .
    5-(سَا) حيث وقعت (مواضعها : النساء : 22 ، 38 ، المائدة : 66 ، الأنعام : 31 ، 136 ، الأعراف : 177 ، التوبة : 9 ، النحل : 25 ، 59 ، الإسراء : 32 ، طه : 101 ، الشعراء : 173 ، النمل : 58 ، العنكبوت : 4 ، الصافات : 177 ، الجاثية : 21 ، المجادلة : 15 ، المنافقون : 2) .
    وقف حمزة وهشام بخلفه على (سَاءَ) بثلاثة الإبدال ، والوجه الرابع لوقف هشام هو التحقيق كالجمهور .
    6-(قُرُوِ) (البقرة : 228) وقف حمزة وهشام بخلفه على (قُرُوءٍ) بإبدال الهمزة واوًا ثم يدغمان الواو التي قبلها فيها مع السكون المحض ، ومع الروم ، والوجه الثالث لوقف هشام هو التحقيق كالجمهور .
    ويخرج عن هذه القاعدة كلمات خمس رسمت بالألف وواحدة بالياء ، والكلمات هي :
    1- (لَتَنُوأُ) (القصص : 76) . وقف عليه حمزة وهشام بخلفه : بالنقل (لَتَنُوْ) مع الإسكان المحض ومع الروم ومع الإشمام ، والإدغام (لَتَنُوّ) مع الإسكان المحض ومع الروم ومع الإشمام . والوجه السابع لوقف هشام هو التحقيق كالجمهور .
    2- (السُّوأَى أَنْ كَذَّبُوا) (الروم : 10) .
    وقف عليه حمزة بوجهين : الأول نقل حركة الهمزة إلى الواو التي قبلها مع حذف الهمزة فيصير النطق بسين مضمومة بعدها واو مفتوحة مخففة وبعد الواو ألف ممالة : (السُّوَى) ، والثاني الإبدال والإدغام فيصير النطق بسين مضمومة بعدها واو مفتوحة مشددة ثم ألف ممالة : (السُّوَّى) .
    3- (تَبُوأَ) (المائدة : 29) .
    وقف عليه حمزة وهشام بخلفه بوجهين : الأول نقل حركة الهمزة إلى الواو قبلها مع حذف الهمزة فيصير النطق بواو مفتوحة بعد الباء ثم تسكن للوقف : (تَبُوْ) ، والثاني إبدال الهمزة واوًا ثم إدغام الواو التي قبلها فيها فيصير النطق بواو مشددة مفتوحة ثم تسكن للوقف : (تَبُوّ) .
    4- (النَّشْأَةَ) (الواقعة : 62 ، العنكبوت : 20 ، النجم : 47) . تقدم الكلام عن وقف حمزة عليها .
    5- (يَسْئَلُونَ) (الأحزاب : 20) رسمت بالألف في بعض المصاحف : (يَسْالُونَ) ، وهو الصواب وقال به الناظم في النشر ووافقه المتولي وغيره ؛ لتوافق رواية رويس : (يَسَّائَلُونَ) ، فيقف عليه حمزة – على الرسم بحذف الهمزة – بالألف المدية على لغة من يلقي حركة الهمز إلى الساكن قبلها ثم يبدل الهمز الساكن هكذا : (يَسْأَلُونَ) ....... : (يَسَأْلُونَ) ....... : (يَسَالُونَ) بفتح السين بعدها ألف مدية .
    6- (مَوْئِلًا) (الكهف : 58) رسمت بالياء .
    وقف عليه حمزة بوجهين ، الأول : نقل حركة الهمزة إلى الواو التي قبلها ثم يحذف الهمزة ؛ فيصير النطق بواو مكسورة وبعدها اللام : (مَوِلَا) ، والثاني : إبدال الهمزة واوًا ثم إدغام الواو التي قبلها فيها ؛ فيصير النطق بواو مشددة مكسورة : (مَوِّلَا) .
    ثم قال الناظم الإمام ابن الجزري رحمه الله : ((مَعْ وَاوِ كُفَا ... هُزْؤًا وَيَعْبَؤُا الْبَلَؤُا الضُعَفَا)) أي يصح الوقف بالواو - على هذا المذهب الرسمي - في الكلمات التالية : (كُفْؤًا-على قراءة حمزة) (الإخلاص : 4) ، و (هُزْؤًا- على قراءة حمزة) (البقرة : 67 ، 231 ، المائدة 57 ، 58 ، الكهف : 56 ، الكهف : 106 ، الأنبياء : 36 ، الفرقان : 41 ، لقمان : 6 ، الجاثية : 9 ، 35) .
    وقد تقدم لوقف حمزة في (النَّشْأَةَ) ، (كُفْؤًا) ، (هُزْؤًا) وجه على المذهب القياسي ، وهو : نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها ثم حذف الهمزة ، هكذا : (النَّشَةَ) ، (كُفَا) ، (هُزَا) ؛ عملًا بقوله : ((وَإِنْ يُحَرَّكْ عَنْ سُكُونٍ فَانْقُلِ)) .
    قوله : ((وَيَعْبَؤُا الْبَلَؤُا الضُعَفَا)) كذلك يصح الوقف بالواو - على هذا المذهب الرسمي - في الكلمات التالية : (يَعْبَأُ) (الفرقان : 77) ، و (البَلاءُ) (الصافات : 106) ، (بَلاءٌ) (الدخان : 33) ، و (الضُّعَفَاءُ-المرفوع) (إبراهيم : 21) ، (غافر : 47) هكذا : (كُفْوَا) ، (هُزْوَا) ، (يَعْبَوُ) ، (البَلاوُ) ، (بَلاوُ) ، (الضُّعَفَاوُ) ؛ مراعاةً للرسم ، مع جواز الروم والإشمام بشروطهما .
    فمثلًا : (البَلاؤُاْ) (الصافات : 106) ، (بَلاؤٌاْ) (الدخان : 33) ، و (الضُّعَفَاؤُاْ-المرفوع) ، (جَزَاؤُاْ) (المائدة : 29 ، 33 ، الشورى : 40 ، الحشر : 17 على المعمول به عندنا) يقف حمزة وهشام بخلفه بسبعة أوجه على الرسم : إبدال الهمز واوًا مضمومة ثم تُسَكَّنُ للوقف ؛ فتجري عليها ثلاثة المد (القصر والتوسط والإشباع) مع السكون المحض ، ومثلها مع الإشمام ، فهذه ستة أوجه ، والوجه السابع هو الروم مع القصر ، وقد تقدم لوقف حمزة خمسة أوجه على المذهب القياسي : ثلاثة الإبدال والتسهيل بروم مع المد والقصر ؛ فيصير له فيها ونحوها اثنا عشر وجهًا .
    وقد جمع الإمام الخرَّاز - رحمه الله - مواضع الهمز المتطرف المرسوم على واو في نظمه الماتع "مورد الظمآن" فقال :
    فَصْلٌ ، وفي بَعْضِ الَّذِي تَطَرَّفَا ... في الرَّفعِ واوٌ ثُمَّ زاَدُوا أَلِفَا
    فَعُلَمَاؤُا الْعُلَمَاؤُا يَبْدَؤُا ... والضُّعَفَاؤُا المَوْضِعاَنِ يَنْشَؤُا
    وشُفَعَاؤُا يَعْبَؤُا الْبَلَاؤُا ... ثُمَّ بِلَا لَامٍ مَعًا أَنْبَاؤُا
    جَزَاؤُا الَاوَّلَانِ فِي الْعُقُودِ ... وسُورةِ الشُّورَى مِنَ المَعْهُودِ
    ومِثْلُهَا لِابْنِ نَجَاحٍ ذُكِرَا ... فِي الْحَشْرِ وَالدَّانِي خِلَافًا أَثَرَا
    وَعَنْهُمَا أيْضًا خِلَافٌ مُشْتَهِرْ ... فِي سُورَةِ الْكَهْفِ وطه وَالزُّمَرْ
    ومَعَ أُولَى الْمُؤْمِنِينَ الْمَلَؤُا ... فِي النَّمْلِ عَن ْكُلٍّ ولَفْظُ تَفْتَؤُا
    وبُرَءَاؤُا مَعَهُ دُعَاؤُا ... فِي الطَّوْلِ والدُّخَانِ قُلْ بَلَاؤُا
    ويَتَفَيَّؤُا كَذَاَ يُنَبَّؤُا ... وفِي سِوَى التَّوْبَةِ جَاءَ نَبَؤُا
    ثُمَّتَ فِيكُمْ شُرَكَاؤُا يَدْرَؤُا ... وشُرَكَاؤُا شَرَعُوا وتَظْمَؤُا
    وَأَتَوَكَّؤُا وَمَا نَشَاؤُا ... فِي هُودَ والْخِلَافُ فِي أَبْنَاؤُا
    وَعَنْ أَبِي دَاَوُدَ أَيْضًا ذُكِرَا ... فِي لَفْظِ أَنْبَاؤُا الَّذِي فِي الشُّعَرَا
    وَفِــــــــــي يُـــــــنَــــ ــبَّــــــــــ ـوُا فـِــــــــــــ ــــــــي الْـعَــــقِـــ ـــــــــــــيـ ـــــلَــــــــ ــــــةِ أُلِـــــــــــ ـــــــــفْ ... وَلَـــــــــــ ـــــــيْــــــ ـــــــــــسَ قَـــــــــــــ ــبـْــــــــــ ـلَ الـْـــــــوَاو ِ فِـــــــــــــ ـيـــــــــــــ ـهِــــــــــــ ـــنَّ أَلِــــــــــف ْ ، والعمل عندنا على رسم الهمز على الواو في الكلمات التالية :
    1- (عُلَمَاؤاْ ((الشعراء : 197) ، (الْعُلَمَاؤاْ ((فاطر : 28) : وقف حمزة وهشام فيه كالوقف على (البَلَاؤُاْ) (الصافات : 106) .
    2- (يَبْدَؤُاْ) في جميع مواضعها (يونس : 3 ، 34 ، النمل : 64 ، الروم : 11 ، 27) .
    ولهشام وحمزة فيه وفي أمثاله وقفا حمسة أوجه: إبدالها ألفا على القياس. وإبدالها واوا ساكنة مع السكون المحض والإشمام والروم على الرسم وتسهيلها بالروم.
    3- (الضُّعَفَاؤُاْ-المرفوع) (إبراهيم : 21) ، (غافر : 47) .
    4- (يَنْشَؤُاْ) (الزخرف : 18) : وقف حمزة وهشام عليه مثل : (يَبْدَؤُاْ) .
    5- (شُفَعَاؤُاْ) (الروم : 13فقط) : وقف حمزة وهشام فيه كالوقف على (البَلَاؤُاْ) (الصافات : 106) .
    6- (يَعْبَؤُاْ) (الفرقان : 77) : وقف حمزة وهشام عليه مثل : (يَبْدَؤُاْ) .
    7- (البَلَاؤُاْ) (الصافات : 106) : سبق ذكر وقف حمزة وهشام عليه .
    8- (بَلاؤُاْ) (الدخان : 33) : وقف حمزة وهشام فيه كالوقف على (البَلَاؤُاْ) (الصافات : 106) .
    9- (أَنْبَاؤُاْ) (الأنعام : 5) ، (الشعراء : 6) : وقف حمزة وهشام فيه كالوقف على (البَلَاؤُاْ) (الصافات : 106) مع تحقيق الهمزة الأولى ، ويضاف إليه وجه السكت على الساكن قبله فتصير أربعة وعشرين وجهًا .
    10- (جَزَاؤُاْ) (المائدة : 29 ، 33 ، الشورى : 40 ، الحشر : 17) : وقف حمزة وهشام فيه كالوقف على (البَلَاؤُاْ) (الصافات : 106) .
    11- (الْمَلَؤُاْ) (المؤمنون : 24 ، النمل : 29 ، 32 ، 38) فقط : وقف حمزة وهشام عليه مثل : (يَبْدَؤاْ) .
    12- (تَفْتَؤُاْ) (يوسف : 85) : وقف حمزة وهشام عليه مثل : (يَبْدَؤاْ) .
    13- (بُرَءَاؤُاْ) (الممتحنة : 4) .
    وقف عليه حمزة بتسهيل الهمزة الأولى ، وله في الثانية اثنا عشر وجهًا – على الرسم – وهي التي في (البَلَاؤُاْ) (الصافات : 106) . ويوافقه هشام بخلفه في الثانية فقط ، والوجه الثالث عشر لهشام هو التحقيق كالجمهور .
    14- (دُعَاؤُاْ) (غافر: 50) : وقف حمزة وهشام فيه كالوقف على (البَلَاؤُاْ) (الصافات : 106) .
    15- (يَتَفَيَّؤُاْ) (النحل : 48) : وقف حمزة وهشام عليه مثل : (يَبْدَؤُاْ) .
    16- (يُنَبَّؤُاْ) (القيامة : 13 فقط) : وقف حمزة وهشام عليه مثل : (يَبْدَؤُاْ) .
    17- (نَبَؤُاْ) (إبراهيم : 9 ، ص : 21 ، التغابن : 5 فقط) : وقف حمزة وهشام عليه مثل : (يَبْدَؤُاْ) .
    18- (شُرَكَاؤُاْ) (الأنعام : 94 ، الشورى : 21) فقط : وقف حمزة وهشام فيه كالوقف على (الْبَلَاؤُاْ) (الصافات : 106) .
    19- (وَيَدْرَؤُاْ) (النور : 8) : وقف حمزة وهشام عليه مثل : (يَبْدَؤُاْ) .
    20- (تَظْمَؤُاْ) (طه : 119) : وقف حمزة وهشام عليه مثل : (يَبْدَؤُاْ) .
    21- (أَتَوَكَّؤُاْ) (طه : 18) : وقف حمزة وهشام عليه مثل : (يَبْدَؤُاْ) .
    22- (نَشَاؤُاْ) (هود : 87) فقط : وقف حمزة وهشام فيه كالوقف على (البَلَاؤُاْ) (الصافات : 106) .
    23- (أَبْنَاؤُاْ) (المائدة : 18) : وقف حمزة وهشام فيه كالوقف على (البَلَاؤُاْ) (الصافات : 106) .
    24- (يُـــــــنَـــ ــبَّـــــــــ ـؤُاْ) (القيامة : 13) : وقف حمزة وهشام عليه مثل : (يَبْدَؤُاْ) .
    قال الإمام ابن الجزري رحمه الله :-

    250 - وَيَاءَ مِنْ آنَا نَبَاءِ الْ وَرِيَّا ... تُدْغَمُ مَعْ تُؤْوِي ، وَقِيلَ رُؤْيَا
    انتقل الناظم إلى مذهب حمزة في الوقف على الهمز المرسوم على الياء ، فذكر مثالين لذلك ؛ ليبين الوقف عليهما بالياء على الرسم ، والمثالان هما : (وَمِنْ آنَائِ) (طه : 130) ، (مِن نَّبَئِ) (الأنعام : 34- فقط) مع جواز الروم بشروطه ؛
    فمثلًا : (وَمِنْ آنَائِ) (طه : 130) فيها لحمزة وقفًا على وجه السكت سبعة وعشرون وجها : له في الهمزة الأولى ثلاثة أوجه ، هي : النقل والتحقيق مع السكت ، وبدون السكت ، وله في الثانية تسعة أوجه : (خمسة القياس) ؛ وهي الإبدال ألفًا مديّة مع القصر والتوسط والإشباع ثم التسهيل بروم مع المد والقصر ، ثم (أربعة الرسم) ؛ وهي إبدال الهمزة ياء خالصة ساكنة مع القصر والتوسط والإشباع ، ثم القصر مع الروم ؛ فإذا ضربت تسعة الثانية في ثلاثة الأولى كانت النتيجة سبعة وعشرين وجهًا .
    ولحمزة وقفًا على وجه ترك السكت ثمانية عشر وجها ، وذلك بإسقاط وجه السكت في الهمزة الأولى مع تسعة الثانية ؛ فإذا ضربت تسعة الثانية في وجهي الأولى (النقل والتحقيق بلا سكت) كانت النتيجة ثمانية عشر وجهًا) . ويوافق هشامٌ بخلفه حمزة في الثانية المتطرفة فقط ؛ فيكون لهشام تسعة أوجه ، والعاشر له التحقيق كالجمهور .
    وأما (مِن نَّبَئِ) (الأنعام : 34- فقط) ، ففيه لحمزة وهشام بخلفه في الوقف عليه على الرسم وجهان ؛ هما : إبدال الهمزة ياءً خالصة على الرسم مع السكون والروم ، وعلى القياس وجهان ؛ هما : إبدال الهمزة ألفًا ، وتسهيلها مع الروم ، والوجه الخامس لهشام هو التحقيق كالجمهور .
    وقد جمع الإمام الخرَّاز - رحمه الله - مواضع الهمز المتطرف المرسوم على ياء في نظمه الماتع "مورد الظمآن" فقال :
    فَصْلٌ وَيَاءٌ زِيدَ مِنْ تِلْقَاىءِ ... وَقَبْلَ ذِي الْقُرْبَى أَتَى إِيتَاىءِ
    وَقَبْلُ فِي الْأَنْعَامِ قُلْ مِنْ نَبَاىءِ ... وَمَا خَفَضْتَ مِنْ مُضَافِ مَلَإِ
    بَأَيْيِّكُمْ أَوْ مِنْ وَرَاىءِ ثُمَّ مِنْ ... ءَاناىءِ مَعْ حَرْفِ بِأَيْيدٍ أَفَائِنْ
    وَالْـــــــــغ َـــــــــــازِ فِـــــــــــــ ــي الـــــــــــــ ـــــــرُّومِ مَــــــــعــــ ـــــــــــًا لِـــــــــقَــ ـــــــــــــاى ءِ ... وَالْـــــيـَــ ـــــــــــاءُ عَـــــــــــــ ـــنْ كُـــــــــــــ ــــــلٍّ بِـــلَــــــــ ــــفْـــــــــ ـــــظِ الَّـــــــئِــ ـــــــــــــــ ي ، والعمل عندنا على رسم الياء الزائدة في الكلمات التالية :
    1- (مِنْ تِلْقَاىءِ) (يونس : 15) .
    وقف عليه حمزة وهشام بخلفه بتسعة أوجه : (خمسة القياس) وهي إبدال الهمزة ألفا مع القصر والتوسط والمد ثم التسهيل بالروم مع المد والقصر ، و(أربعة الرسم) وهي إبدال الهمزة ياء خالصة ساكنة للوقف مع القصر والتوسط والمد ، والروم مع القصر . والوجه العاشر لهشام هو التحقيق كالجمهور .
    2- (وَإِيتَاىءِ ذِي القُرْبَى) (النحل : 90) .
    كالوقف على (تِلْقَاىءِ) (يونس : 15) ، ولكن يزيد لحمزة في الهمزة الأولى ما له من التحقيق والتسهيل ؛ وبذلك يكون له ثمانية عشر وجها .
    3- (مِنْ نَبَاىءِ) (الأنعام : 34) . وسبق بيان وقف حمزة وهشام عليها .
    4- (فِرْعَوْنَ وَمَلَإِيْهِ) (الأعراف : 103 ، يونس : 75 ، هود : 97 ، المؤمنون : 46 ، القصص : 32 ، الزخرف : 46) ، (وَمَلَإِيْهِمْ) (يونس : 83) . وقف حمزة عليها بالتسهيل فقط .
    6- (بِأَيْيِكُمُ المَفْتُونُ) (القلم : 6)
    ويقف عليها حمزة بتحقيق الهمزة وإبدالها ياءً خالصة.
    7- (مِنْ وَرَاىءِ) (الشورى : 51) . وفيها لحمزة وهشام وقفًا ما لهما في (تِلْقَاىءِ) (يونس : 15) .
    8- (وَمِنْ آنَائِ) (طه : 130) ، وسبق بيان وقف حمزة وهشام عليها .
    9- (بَنَيْنَاهَا بِأَيْيدٍ) (الذاريات : 47) . ولحمزة في الوقف عليه تحقيق الهمزة وإبدالها ياء خالصة.
    10- (أَفَإِيْن مَّاتَ) (آل عمران : 144) ، (أَفَإِيْن مِّتَّ) (الأنبياء : 34) .
    لحمزة فيهما وقفا وجهان : التسهيل والتحقيق في الهمزة الثانية.
    11- (بِلِقَاىءِ) (الروم : 8) ، (وَلِقَاىءِ) (الروم : 16) .
    وفيها لحمزة وهشام وقفًا ما لهما في (تِلْقَاىءِ) (يونس : 15) .
    12- (الَّـــــــئِـ ــــــــــــــ ي) (الأحزاب : 4 ، المجادلة : 2) ، (وَالَّـــــــئ ــــــــــــــ ــي) (الطلاق : 4) .
    ولحمزة في الوقف عليه تسهيل الهمزة مع المد والقصر.
    ثم قال الناظم رحمه الله : ((وَرِيَّا ... تُدْغَمُ مَعْ تُؤْوِي ، وَقِيلَ رُؤْيَا))
    أي وكذلك وقف حمزة – رسمًا - على (وَرِءْياً) (مريم : 74) بإبدال الهمزة ياءًا ساكنة ثم إدغامها في الياء التي تليها هكذا : (رِيَّا) ؛ لرسمها بياء واحدة ، وقد تقدم له وجه الوقف – قياسًا - بالإبدال ياءًا مدّيّة من غير إدغام : (رِييَا) ؛ عملًا بقوله : ((فَإِنْ يُسَكَّنْ بِالَّذِي قَبْلُ ابْدِلِ)) .
    وكذلك وقف حمزة – رسمًا - على (وَتُؤْوِي) (الأحزاب : 51) ، (تُؤْوِيهِ) (المعارج : 13) بإبدال الهمزة واوًا ساكنة ثم إدغامها في الواو التي تليها هكذا : (تُوِّي) ؛ لرسمها بواو واحدة ، وقد تقدم له وجه الوقف – قياسًا - بالإبدال واوًا مدّيّة من غير إدغام : (تُووِي) ؛ عملًا بقوله : ((فَإِنْ يُسَكَّنْ بِالَّذِي قَبْلُ ابْدِلِ)) .
    قوله : ((وَقِيلَ رُؤْيَا)) أي حكى بعض علماء الرسم القرآني رسم (رُؤْيَا) مضمومة الراء بواو واحدة ، ومواضعها في القرآن الكريم هي : (رُؤيَاكَ) (يوسف : 5) ، (رُؤْيَايَ) ، (لِلرُّؤْيَا) (يوسف : 43 ، 100) ، (الرُّؤْيَا) (الإسراء : 60 ، الصافات : 105 ، الفتح : 27) .
    وبناءًا عليه يقف حمزة على باب (رُؤْيَا) بإبدال الهمزة واوًا ساكنة ثم إدغامها في الواو التي تليها هكذا : (رُيَّا) ؛ لرسمها بواو واحدة ، وقد تقدم له وجه الوقف – قياسًا - بالإبدال من غير إدغام : (رُويَا) ؛ عملًا بقوله : ((فَإِنْ يُسَكَّنْ بِالَّذِي قَبْلُ ابْدِلِ)) .
    قال الإمام ابن الجزري رحمه الله :-

    251 - وَبَيْنَ بَيْنَ إِنْ يُوَافِقْ ، وَاتْرُكِ ... مَا شَذَّ ، وَاكْسِرْ هَا كَأَنْبِئْهُمْ حُكِي
    أي إن أخذت لحمزة بموافقة الرسم العثماني فينبغي أن تقف بالتسهيل بين بين ؛ أَيْ: بَيْنَ الْهَمْزَةِ وَبين الحرف الذي مِنْهُ حَرَكَتُهَا ؛ فما رُسِمَ بياء نحو : (خَائِفِينَ) يقف عليه بالتسهيل بين الهمزة المكسورة والياء المدية : (ء ِ ، ي) ، وما رُسِمَ بواو نحو : (شُرَكَاؤكُمْ) يقف عليه بالتسهيل بين الهمزة المضمومة والواو المدية : (ء ُ، و) ، وما رُسِمَ بالألف نحو : (وَأَرْسَلَ) يقف عليه بالتسهيل بين الهمزة المفتوحة والألف المدية : (ء َ، ا) ، وهذا ما ذهب إليه إمام النحاة سيبويه ، وهذا جزء من قواعد علماء الرسم في رسم الهمز ؛ فقد قال العلامة المارغني التونسي في دليل الحيران :

  13. #33

    افتراضي رد: خلاصة الفكر شرح طيبة النشر للشيخ إسماعيل الشرقاوي حفظه الله

    يتبع بإذن الله ...

  14. #34

    افتراضي رد: خلاصة الفكر شرح طيبة النشر للشيخ إسماعيل الشرقاوي حفظه الله

    " الأصل أن تكتب الهمزة بصورة الحرف الذي تئول إليه في التخفيف أو تقرب منه ما لم تكن أولا ، فتكتب حينئذ ألفًا ، وقد نظم ذلك ابن معطي فقال : وكتبوا الهمز على التخفيف ... واوًا لا بالألف المعروف . فإن كانت الهمزة تخفف ألفًا أو كالألف فقياسها أن تكتب (ا) ، وإن كانت تخفف ياءًا أو كالياء فقياسها أن تكتب ياءًا ، وإن كانت تخفف واوًا أو كالواو فقياسها أن تكتب واوًا ، وإن كانت تخفف بالحذف بنقل أو غيره فتحذف ، ما لم تكن أولا فتكتب حينئذ ألفًا سواء اتصل بها حرف زائد نحو : (سَأَصْرِفُ) أو لا نحو : (أَنْعَمْتَ) ؛ إشعارًا بحالة الابتداء ، هذا هو القياس في العربية وخط المصاحف ، وجاءت أحرف في بعض المصاحف خارجة عن القياس لمعنى مقصود ووجه مستقيم ، يعلمه من قدر للسلف الصالح قدرهم ، وعرف لهم حقهم رضي الله عنهم.(انظر دليل الحيران للمارغني ص232) .
    وقد تقدم من مذهب الأخفش النحوي في الحالة الثَّامِنَة - مَضْمُومَةٌ بَعْدَ كَسْرٍ - نَحْوُ (لِيُطْفِئُوا) (الصف : 8) ، والرَّابِعَة - مَكْسُورَةٌ بَعْدَ ضَمٍّ - نَحْوُ (سُئِلَ) (البقرة : 108) وجه ثان ؛ وهو إبدال الهمز من جنس حركة ما قبله هكذا : ((لِيُطْفِيُوا ، سُوِلْ) ؛ لموافقة الرسم .
    وكذلك في ما رسم بالواو نحو : (الضُّعَفَاؤُاْ) ، وما رسم بالياء نحو : (آنَائِ) التسهيل بروم (وفقًا للقياس) ، والإبدال واوًا خالصة في المثال الأول وياءًا خالصة في الثاني (لموافقة الرسم) . 1
    قول الإمام ابن الجزري رحمه الله :- ((وَاتْرُكِ ... مَا شَذَّ)) أي قف بما صح به النقل عن حمزة ، وليس ما ذكر – من المذهبين القياسي والرسمي – يعني إطلاق القواعد ؛ فلا يصح أن تقف على نحو : (خَائِفِينَ) بالياء المكسورة الخالصة ، أو على نحو : (شُرَكَاؤكُمْ) بالواو المضمومة الخالصة ، أو على نحو : (وَأَرْسَلَ) بالألف المدية الخالصة ، أو الوقف على نحو : (جَاءُوا) بحذف الهمز لعدم وجوده في الرسم ، أو الوقف على نحو : (أَوْلِيَاؤُهُ) بحذف الواو ، أو نحو ذلك مما لا يجوز ، لا لغةً ولا روايةً ، ولا يصح في ما سبق من أمثلة إلا التخفيف القياسي بين بين ، وفي : (وَأَرْسَلَ) وجه ثان ، وهو التحقيق ؛ لأنه متوسط بزائد كما سبق عند قوله : وَالْهَمْزُ الْأَوَّلُ إِذَا مَا اتَّصَلَا رَسْمًا ...فَعَنْ جُمْهُورِهِمْ قَدْ سُهِّلَا
    ثم قال : ((وَاكْسِرْ هَا كَأَنْبِئْهُمْ حُكِي)) أي حُكِيَ عن حمزة في الوقف على : (أَنْبِئْهُم) (البقرة : 33) ، (وَنَبِّئْهُمْ) (الحجر : 51 ، القمر : 28) كسر الهاء ؛ لمناسبة الياء المبدلة عن همز قبلها : (أَنْبِيهِم) ، (وَنَبِّيهِمْ) ، ويفهم من قوله (حُكِي) عدم رجحان هذا الوجه ، وأن هناك وجهًا آخر هو ضم الهاء على الأصل ، وهو أصح كما قال - الناظم - في النشر(5) : (أَنْبِيهُم) ، (وَنَبِّيهُمْ) .
    ملحق في تكملة أحكام رسم الهمز من كتاب دليل الحيران على مورد الظمآن للعلامة المارغني التونسي (231 : 245)
    قال الإمام الخرّاز في مورد الظمآن :
    وَهَاكَ حُكْمَ الْهَمْزِ فِي الْمَرْسُومِ ... وَضَبْطَهُ بِالسَّائِرِ الْمَعْلُومِ
    فَأَوَّلٌ بَأَلِفٍ يُصَوَّرُ ... وَمَا يُزَادُ قَبْلُ لاَ يُعتَبَرُ
    نَحْوُ بِأَنَّ وَسَأُلْقِي وَفَإِنْ ... وَبِمُرَادِ الْوَصْلِ بِالْيَاءِ لَئِنْ
    ثُمَّ لِئَلَّا مَعْ أَئِفْكًا يَوْمَئِذْ ... أَئِنَّ مَعْ أَئِنَّكُمْ وَحِينَئِذْ
    أَئِنْ أَئِنَّا الْأَوَّلَانِ وَكَذَا ... أَئِمَّةٌ وَالْمُزْنُ فِيهَا أَئِذَا
    وَهَؤُلَاءِ ثُمَّ يَبْنَؤُمَّا ... وَأَؤُنَبِّئُ بِوَاوٍ حَتْمَا
    "والمعنى أن الهمزة الواقعة أول الكلمة تصور ألفا سواء تحركت بالكسر أم بالفتح أم بالضم ، وأن ما يزاد قبل الهمز على بنية الكلمة كالباء والسين والفاء لا يعد من نفس الكلمة حتى تصير ألفه به متوسطة بل تبقى على حكم الابتداء ، فتصور ألفا سواء تحركت بالكسر أم بالضم أم بالفتح فمثال الهمزة المبتدأة مفتوحة ومضمومة ومكسورة : أنعمت وأولئك ، وإياك ، ومثال الهمزة التي قبلها مزيد مفتوحة ومضمومة ومكسورة : (بأن وسألقي وفإن) ، ويندرج في هذا الحكم أيضا همزة الوصل نحو الحمد لله ، اعبدوا الله فتصور ألفا ، وكذلك يندرج من الزيادات : (كأن ، وكأين) بناءًا على القول بزيادة الكاف على كلمتي : أن وأي بخلاف مذهب النحاة في جعلها بالتركيب جزءًا من الكلمة التي في أولها همزة كانت الهمزة في حكم المتوسطة لا المبتدأة ، وكذلك : الآن فإنه لما لزمته : أل نزلت فيه منزلة الجزء ، فلا يندرج في قول الناظم وما يزاد قبل لا يعتبر كما لا يندرج فيه أيضا حرف المضارعة وميم اسم الفاعل واسم المفعول وهمزة الوصل نحو : تؤزهم ويؤتى وتأخذ ومؤمن ومأتيا ونحو : ايتوا وفاذن لحلول همزة الوصل فإن الهمزة في الجميع حكمها حكم المتوسطة ؛ لأن الأحرف المتقدمة عليها – وإن كانت زائدة – لكن يخل اشتراطها ببنية الكلمة ، ومعنى : (وما يزاد قبل لا يعتبر) أي ما لم ينزل منزلة الجزء من الكلمة ، ومما لا يخل إسقاطه ببنية الكلمة سواء استقل كيوم وحين من يومئذ ، وحينئذ ، واستثنى من ذلك اتفاق شيوخ النقل على أربع عشرة كلمة ، كتبت على إرادة وصلها بما قبلها فصارت الهمزة بذلك في حكم المتوسطة منها أربع كلمات اتصلت بما يمكن استقلاله ، وهي : يومئذ وحينئذ وهؤلاء ويبنؤم ، والعشرة الباقية اتصلت بما لا يمكن استقلاله ، وهي لئن ، ولئلا ، وأئفكا ، وأئنَّ ، وأئنكم ، وأئن وأئنا ، وأئمة ، وأئذا الذي في سورة المزن ، وأؤنبئكم ، أما : لئن فنحو : لئن أخرتني إلى يوم القيامة ، دخلت اللام الموطئة للقسم على إن الشرطية فكان قياسها الألف لكن لما نزل الجميع منزلة الكلمة الواحدة صارت الهمزة بذلك الاعتبار متوسطة فصورت ياءًا كالهمزة المكسورة بعد فتحة المكسورة حقيقة ، وأما لئلا يكون للناس عليكم حجة دخلت لام كي على أن لا فكان قياسها أن تصور ألفا لأنها مبتدأة لكن لما نزل الجميع منزلة الكلمة الواحدة صارت الهمزة بذلك الاعتبار متوسطة فصورت ياءًا كالهمزة المفتوحة بعد كسرة المتوسطة حقيقة ، وأما أئفكا آلهة في الصافات فقد دخلت همزة الاستفهام على إفكا ففعل به ما فعل بلئن ، وأما يومئذ فقد أضيف يوم إلى إذ ثم فعل به مثل ما فعل بلئن ، وأما أئن بالشعراء ، وأئنكم بالأنعام وفي النمل والعنكبوت ، وفي فصلت دخلت همزة الاستفهام على إن وإنكم ثم سلك بهما مسلك أئفكا ، وعلم من ذكر الناظم أئنكم مع أئن عدم دخول أئنك في الصافات ؛ إذ لو أراد العموم لاكتفى بأئن المجرد عن المقترن بالضمير ، وأما حينئذ بالواقعة فقد فعل به ما فعل بيومئذ ، وأما أئن بيس فقد دخلت همزة الاستفهام على إن ثم سلك به مسلك أئفكا ، وأما أئنا بالنمل والصافات (الأولان) فقد دخلت همزة الاستفهام على إنا المركب من ضمير جماعة المتكلمين وأنّ المحذوفة النون الثانية ؛ لتوالي الأمثال ثم سلك به مسلك أئفكا ، وأما أءنا لمردودون – الثالث - في النازعات فلم تصور فيه الهمزة المكسورة ، وأما أئمة فأصله أَأْممة على وزن أفعلة جمع إمام كآلهة جمع إله وآنية جمع إناء ثم أريد إدغام الميم الأولى في الثانية فنقلت حركة الميم الأولى إلى الساكن قبلها فصار أئمة بكسر الثانية؛ فاقتضى القياس فيها أن تصور ياءًا ؛ لتوسطها تحقيقًا مكسورة بعد فتح ، وأما موضع سورة المزن (الواقعة) (أئذا متنا وكنا ترابا) مثل أئفكا ، وأما هؤلاء فأصلها أولاء ودخلت عليها هاء التنبيه فكان القياس أن تصور ألفا ؛ إذ هي مبتدأة اتصل بها كلمة (ها) لكن لما نزل الجميع منزلة الكلمة صارت الهمزة في حكم المتوسطة ، وهي بعد الألف فصورت واوا كالهمزة المضمومة بعد الألف المتوسطة حقيقة ، وما اقتضاه كلام الناظم من أن الواو المرسومة في هؤلاء صورة الهمزة هو مذهب أهل المصاحف ، وذهب النحاة إلى أنها زائدة كالواو في أولاء وأولوا وأولي ، وأن الهمزة غير مصورة ، وأما يبنؤم بطه أضيف ابن المنادى إلى أم فكان قياس همزة أم أن تصور ألفا ؛ إذ هي مبتدأة لكن لما نزل الجميع منزلة الكلمة الواحدة صارت بذلك التقدير في حكم المتوسطة فصورت واوًا أيضا كالهمزة المضمومة بعد فتحة المتوسطة حقيقة ، وأما موضع الأعراف (قال ابن أم) فقد صورت همزته ألفًا ، وهي منفصلة عن كلمة ابن في الرسم ، وأما أؤنبئكم بآل عمران فقد دخلت همزة الاستفهام على أنبئكم ثم سلك به مسلك يبنؤم ، فجملة الكلمات الأربع عشرة منها ما صورت همزته واوًا ، وهو ثلاثة هؤلاء ويبنؤم وأؤنبئكم . ومنها ما صورت همزته ياءًا ، وهو باقي الكلمات ، وإنما صورت كذلك مراعاةً للغة من يجري هذا النوع من المبتدأة في التخفيف مجرى المتوسطة حقيقة .
    ...........وَمَا بَعْدَ الْأَلِفْ ... فَرَسْمُهُ مِن نَّفْسِهِ كَمَا أَصِفْ
    كَقَوْلِهِ دُعَاؤُكُمْ وَمَاؤُكُمْ ... وَنَحْوِ أَبْنَائِهِمُ نِسَاؤُكُمْ
    وحَذْفِ الْبَعْضُ مِنَ اوْلِيَاءِ ... مَعْ مُضْمَرٍ وَأَلِفَ الْبِنَاءِ
    رفْعًا وَجَرًّا وَجَزَاؤُ يُوسُفَا ... فِي الْمُقْنِعِ الْهَمْزُ قَلِيلًا حُذِفَا
    وَنَـــــــــــ ـــــــــــــــ ــــصُّ تَـــــــــــــ ـــــــنْــــــ ـــــــــــــــ زِيــــــــــــ ـلٍ بِهَـــــــــــ ــــــــــــــا ذِي الْأَحْــــــــ ـــرُفِ ... أَعْـــــــــــ ـــــنــي جَـــــــــــــ ـــــــــزاَؤُه ُ بَـــــــــــــ غَـــــــــــــ يـْـــــــــرِ أَلِـــــــــــ ـــــــــــــــ ـــفِ ، لما قدم أن الهمز الواقع بعد سكون لا تجعل له صورة، واستثنى من ذلك الهمز المتوسط الواقع بعد الألف المتوسطة، أفاد هنا حكم ذلك المستثنى، فأخبر مع إطلاق الحكم الذي يشير به إلى اتفاق شيوخ النقل بأن الهمز المتوسط الواقع بعد الألف المعهودة أول الفصل، وهي المتوسطة رسمه من نفسه، أي: ترسم صورته من جنس حركة نفسه، فإن كان مفتوحا صور ألفا، أو مضموما صور واوا، أو مكسورا صور ياء؛ لأن تخفيفه يكون بتسهيله بين نفسه وبين الحرف المجانس لحركته، ولا فرق في الألف المذكورة بين أن تكون محذوفة نحو: "الملائكة"، و: "أولئك". أو مرسومة كما في الأمثلة التي مثل بها الناظم في البيت الثاني وهي أربعة: ثلاثة همزتها مضمومة فقياسها أن تصور واوا وهي: "دعاؤكم". و: "ماؤكم". و: "نساؤكم". نحو: {لَوْلا دُعَاؤُكُمْ} ، {إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا} ، {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ} .
    والرابع: همزته مكسورة فقياسها تصور ياء، وهو: "أبنائهم"، ولم يقع لفظ: "أبنائهم" في القرآن، قال بعضهم: مثل به لينبه على أن هذا الحكم عام لكتاب المصاحف والنحاة.
    وإنما مثل للمضمومة والمكسورة بعد الألف وترك التمثيل للمفتوحة بعد الألف نحو: "جاءكم"، و: "نداء"، و: "غثاء"، لئلا يتوهم من تمثيله لها أنها صور تحقيقا مع أنها لا تصور؛ لأنها لو صورت لكانت صورتها ألفا، فيؤدي تصويرها إلى اجتماع صورتين وسيقول الناظم: وما يؤدي لاجتماع الصورتين: البيت، وإذا كانت الهمزة في: "نداء"، و"غثاء"، ونحوهما متوسطة لوقوع حرف لازم بعدها وصلا ووقفا، وهو تنوين المنصوب، ولكنه يبدل في الوقف ألفا ومعنى قول: الناظم كما أصف كما أذكر وأمثل.
    ثم قال:
    وحذف البعض من أولياء ... مع مضمر وألف البناء
    رفعا وجرا وجزاء يوسفا ... في المقنع الهمز قليلا حذفا
    ونص تنزيل بهذي الأحرف ... أعني جزاؤه بغير ألف
    لما قدم أن الهمزة المتوسطة الواقعة بعد الألف المتوسطة تصور من جنس حركة نفسها، استدرك هنا ما خالف تلك القاعدة من الكلمات مع ذكر البعض أيضا ما يتعلق بذلك من حذف الألف، فأخبر في البيت الأول، وبعض الثاني مع إطلاق الحكم الذي يشير به اتفاق شيوخ النقل بأن بعض كتاب المصاحف حذف صورة الهمزة من لفظ: "أولياء". المصحوب، بضمير حال كونه مرفوعا، أو مجرورًا، وحذف ذلك البعض أيضا ألف البناء، أي: ألف بنية الكلمة وهو الألف الواقعة بعد الياء، وقد وقع "أولياء" المذكور في ستة مواضع: {أَوْلِيَاؤُهُم الطَّاغُوتُ} 4. في "البقرة"، و {أَوْلِيَاؤُهُم مِنَ الْإنْسِ} 5.
    في "الأنعام"، و {إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ} 1، في "الأنفال"، و {نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ } 2 في "فصلت"، و {لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ } 3، في "الأنعام". و {إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا} 4، في "الأحزاب"، وفهم من قوله: "وحذف البعض". إلخ، إلى غير ذلك البعض من كتاب المصاحف أثبت صورة الهمزة، وألف البناء وهو كذلك، واحتار أبو داود تصوير الهمزة، وإثبات الألف وعلى ما اختاره العمل عندنا، واحترز الناظم بقوله: "مع مضمر"، من الخالي عنه نحو: "أولياء"، "أولئك"، وبقيد الرفع والجر عن المنصوب نحو: {وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ} 5، فإنه لا خلاف في عدم تصوير الهمزة فيهما، ثم تمم الناظم في قوله: "وجزاء يوسف"، إلخ، بقية ما خالف تلك القاعدة من الكلمات، فأخبر أن: جزاء يوسف، ذكر أبو عمرو في "المقنع" أن حذف صورة همزة قليل و: "جزاء يوسف"، ثلاث كلمات فيها وهي: {فَمَا جَزَاؤُهُ إِنْ كُنْتُمْ كَاذِبِينَ، قَالُوا جَزَاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ} 6. وفهم من قوله: "قليلا حذفا" إن الكثير إثبات صورة الهمزة وهو كذلك، وسكت الناظم عن ثبوت صورة الهمزة لأبي داود في: "جزاء يوسف" لمجيئه عنده على القاعدة المتقدمة، من غير خلاف ثم أخبر بأن نصل التنزيل، في هذه الحروف، أي: كلمات: "جزاء يوسف"، الثلاث بغير ألف، أي: بحذف الألف بين الزاي وصورة الهمزة، وأخر الناظم حذف الألف في: "أولياء"، المذكورة وفي: "جزاء يوسف". إلى هنا للمناسبة، وإن كان محل حذف الألفات قد تقدم، والعمل عندنا في كلمات: "جزاء يوسف". الثلاث على تصوير الهمزة، وعلى حذف الألف بين الزاي وصورة الهمزة .
    فَصْلٌ وَمِمَّا قَبْلَهَا قَدْ صُوِّرَتْ ... سَاكِنَةً وَطَرَفًا إِنْ حُرِّكَتْ
    كَبَدَأَ الْخَلْقَ وَنَبِّئْ يُبْدِئُ ... جِئْتُمْ وَأَنْشَأْتُمْ يَشَأْ وَاللُّؤْلُؤُاْ
    وَالْحَــــــــ ــــــــــــَذْ فُ فــــــــــــــ ـــــِي الـــــــــــرُ ّؤْيَــــــــــ ـــــا وَفــــــــــــ ـــــــــِي ادَّارَأْتُــــ ـــــــــــــمْ ... وَالْــــخُــــ ــــــلْـــــــ ـــفُ فـــــــــِي امــْــــــــــ ـتَـــــــــلَأ ْتِ وَاطْمَأْنَنْتُ مْ ، تكلم في هذا الفصل عن الهمزة الساكنة متوسطة ومتطرفة، وعلى المتطرفة المتحركة التي قبلها متحرك، وجمع الأنواع الثلاث في فصل واحد لاشتراكها في الحكم، فأخبر في البيت الأول مع إطلاق الحكم الذي يشير به إلى اتفاق شيوخ النقل بأن الهمزة تصور في الأنواع الثلاثة من جنس حركة ما قبلها، فإن كانت حركة ما قبلها فتحة صورت ألفا، أو ضمة صورت واوا، أو كسرة صورت ياء؛ لأنها إنما تخفف بإبدالها حرفا مجانسا لحركة ما قبلها، أما تخفيف الساكنة المتوسطة والمتطرفة بالإبدال فظاهر.
    أما تخفيف الساكنة المتوسطة والمتطرفة بالإبدال فظاهر.
    وأما تخفيف المتطرفة المتحركة، فهو في حال سكونها للوقف الذي هو محل الاستراحة، ولتخفيف الهمز.
    واعلم أن صور الهمزة الساكنة متوسطة ومتطرفة، والمتطرفة المتحركة خمس عشرة، وذلك؛ لأن الهمزة الساكنة بقسميها تقع بعد الحركات الثلاث فهذه ست، والمتحركة المتطرفة تتحرك بالحركات الثلاث وما قبلها كذلك، فيتصور فيها تسعة من ضرب ثلاثة في مثلها تضم الست الأولى، فتكون خمس عشرة صورة وإلى تنوع ذلك أشار الناظم في البيت الثاني بتعدد الأمثلة من غير مراعاة ترتيب بل على حسب ما ساعده النظم، وترتيب ما حضر من أمثلتها مع إدراك أمثلة الناظم في نحو: "أنشأتم"، و: "جئتم"، و: "اللؤلؤ". ونحو: {إِنْ يَشَأْ} 1، و {نَبِّئْ عِبَادِي} 2، ونحو: {بَدَأَ الْخَلْقَ} 3. و: {بَادِيَ الرَّأْيِ} 4. في قراءة من همز: "بادئ". ونحو: {نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} 5. و {يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ} 6. و: {يُبْدِئُ} 7. و: {نَبَأِ الْمُرْسَلِينَ} 8. و: {لِكُلِّ امْرِئٍ} 9. {اللُّؤْلُؤُ} 10.
    ومن الساكنة المفتوح ما قبلها الهمزة في نحو: {فَأْتُوا} 11 {فَأْذَنُوا} 12.
    {وَأْتَمِرُوا} 1؛ لأنها وإن كان ما قبلها في حكم المنفصل لكنه قام مقام همزة الوصل التي من بنية الكلمة، فأعطى له حكمها فصورت الهمزة الساكنة من جنس حركته كما صورت في نحو: {آيتُواْ} 2. و: {اؤْتُمِنَ} 3. من جنس حركة همزة الوصل.
    فإن قلت: لم قالوا: إن الهمزة في نحو: {بَدَأَ} 4 و: {يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ} 5. و: {لِكُلِّ امْرِئٍ} 6. صورت من جنس حركة ما قبلها، ولم يقولوا: صورت من جنس حركتها مع أنها متخذة مع ما قبلها في الحركة؟
    فالجواب أنها لما صورت في نحو: {يُبْدِئُ} 7، ياء من جنس حركة ما قبلها قالوا: إنها صورت في نحو: {بَدَأَ} 8. و {اللُّؤْلُؤُ} 9. و {لِكُلِّ امْرِئٍ} 10، من جنس حركة ما قبلها أيضا لتجري محلها على نسق واحد، وقوله الناظم: "إن حركت"، شرط في قوله، "وطرفا" ولا مفهوم لهذا الشرط؛ لأن تمثيله بالساكنة المتطرفة توضح أن شرط التحرك لا مفهوم له، وإنما ذكر لبيان المقصود حيث كانت الساكنة المتطرفة قد استفيد حكمها من الإطلاق السابق فلم تبق إلا المتطرفة المتحركة: وقوله: "ساكنة" حال من ضمير: "صورت"، و"طرفا" بمعنى متطرفة عطف على ساكنة، ولا يحسن هذا العطف حتى يقدر مع ساكنة وصف تقديره ساكنة متوسطة ومتطرفة، وكأن الكلام على القلب، وأصله، ومتحركة أن طرفت فأحوجه النظم إلى قلب ذلك.
    ثم قال:
    والحذف في الرؤيا وفي إدارأتم ... والخلف في امتلأت واطمأننتم
    لما قدم أن الهمزة الساكنة متوسطة ومتطرفة تصور من جنس حركة ما قبلها، استثنى من تلك القاعدة مع إطلاق الحكم الذي يشير به إلى اتفاق شيوخ النقل أربعة ألفاظ كلها من قسم المتوسطة الساكنة، فأخبر بحذف صورة الهمزة فيها اثنان من غير خلاف، وهما: "الرؤيا". و: "ادارأتم". واثنان فيهما خلاف، وهما: "امتلأت". و: "اطمأننتم".
    أما "الرؤيا" فكيفما وقع نحو: {لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ} 1. {أَفْتُونِي فِي رُؤْيايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيا تَعْبُرُونَ} 2. {هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيايَ} 3. {الرُّؤْيا الَّتِي أَرَيْنَاكَ} 4. {قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا} 5. {الرُّؤْيا بِالْحَقِّ} 6.
    وأما "ادارأتم" ففي "البقرة": {فَادَّارَأْتُم فِيهَا} 7، وقد نص الشيخان على حذف صورة الهمزة في هذين اللفظين.
    وأما "امتلأت" ففي "ق": {هَلِ امْتَلأْتِ} 8. وقد ذكر الشيخان اختلاف المصاحف في إثبات صورة همزة وحذفها، وكلام أبي عمرو يقتضي رجحان حذف الصورة، واختار أبو داود إثباتها.
    وأما "اطمأننتم" ففي "النساء": {فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ} 9.
    وقد ذكر الشيخان اختلاف المصاحف أيضا في تصوير همزه، وعدم تصويره ومقتضى كلامهما رجحان التصوير، والعمل عندنا على تصوير الهمزة في: {امْتَلأْتِ} 10. و {اطْمَأْنَنْتُم } 11.
    تنبيه: لم يذكر الناظم الخلاف في تصوير الهمزة الساكنة ألفا في: {أَخْطَأْنَا} 12. آخر "البقرة"، وعدم تصويرها، وقد ذكره أبو داود في التنزيل، وقال: و"إلى إثبات الألف أميل". وبإثباتها جرى العمل عندنا. (بتصرف من كتاب دليل الحيران على مورد الظمآن للعلامة المارغني التونسي (231 : 245) .
    قال الإمام ابن الجزري رحمه الله :-

    252 - وَأَشْمِمَنْ وَرُمْ بِغَيْرِ الْمُبْدَلِ ... مَدًّا ، وَآخِرًا بِرَوْمٍ سَهِّلِ
    253 - بَعْدَ مُحَرَّكٍ ، كَذَا بَعْدَ أَلِفْ ... وَمِثْلُهُ خُلْفُ هِشَامٍ فِي الطَّرَفْ
    أي يجوز الإشمام والروم - بشروطهما - في كل أحوال التخفيف القياسي والرسمي إلا إن خفف الهمز بالإبدال مدًّا فلا روم ولا إشمام ؛ ومن ذلك ما ذكرنا أمثلته من قبل :
    1- النقل نحو : (دِفُ ، شَيِ ، شَيُ) .
    2- الإدغام نحو : (شَيٍّ ، شَيٌّ ، قُرُوّ) .
    3- المبدل واوًا أو ياءًا خالصتين على الرسم نحو : (شُرَكَاوُ ، أَبْنَاوُ) ، (آنَايِ ، تِلْقَايِ) .
    4- المبدل واوًا أو ياءًا خالصتين على القياس (على مذهب الأخفش) نحو : (لُولُوِ ، يُبْدِيُ) .
    ومعلوم أن الإشمام في المرفوع والمضموم فقط ، والروم في المرفوع والمضموم والمجرور والمكسور فقط ، ولا روم ولا إشمام في المنصوب والمفتوح ، وسيأتي هذا تفصيلا في باب الْوَقْفِ عَلَى أَوَاخِرِ الْكَلِمِ .
    وأما عند الإبدال مع المد فلا يجوز الروم ولا الإشمام كما في نحو : (هؤلا ، نَشَا ، السَّمَا) .
    ثم قال الناظم رحمه الله : ((وَآخِرًا بِرَوْمٍ سَهِّلِ . بَعْدَ مُحَرَّكٍ)) أي يصح في الهمز المخفف الواقع بعد محرك آخر الكلمة أن يسهل مع الروم بشرطه ، نحو : (شَاطِئِ ، يُبْدِئُ ، امْرِئٍ) ،
    وكذلك يصح في الهمز المخفف الواقع بعد ألف آخر الكلمة أن يسهل مع الروم بشرطه مع المد والقصر ، نحو : (السُّفَهَاءُ ، الضُّعَفَاؤُاْ ، السَّمَاءِ ، أُولَاءِ) .
    ثم قال الناظم رحمه الله : ((وَمِثْلُهُ خُلْفُ هِشَامٍ فِي الطَّرَفْ)) أي ونقل عن هشام أنه يوافق حمزة في التخفيف القياسي والرسمي في الهمز المتطرف بخلف عنه ، وبذلك يكون لهشام في الهمز المتطرف وجهان : الأول التخفيف كحمزة ، والثاني التحقيق كالجمهور ، ولا خلاف عن هشام في تحقيق الهمز المتوسط كالجمهور ، والله أعلم .
    فائدة : وجه وقف هشام على الهمز المتطرف بالتحقيق من الأوجه الزائدة للنشر على الشاطبية والتيسير ؛ إذ ليس لهشام في ذلك من الحرز والتيسير إلا التخفيف ، قال العلامة الإبياري رحمه الله :-
    وَلِهِشَامٍ حَقِّقَنْ فِي الطَّرَفِ ... انتهى .


    (5) قال في النشر : " (وَاخْتَلَفَ) أَئِمَّتُنَا فِي تَغْيِيرِ حَرَكَةِ الْهَاءِ مَعَ إِبْدَالِ الْهَمْزَةِ يَاءً قَبْلَهَا فِي قَوْلِهِ: (أَنْبِئْهُمْ) فِي الْبَقَرَةِ وَ (نَبِّئْهُمْ) فِي الْحِجْرِ، فَكَانَ بَعْضُهُمْ يَرْوِي كَسْرَهَا لِأَجْلِ الْيَاءِ كَمَا كُسِرَ لِأَجْلِهَا فِي نَحْوِ (فِيهِمْ، وَيُؤْتِيهِمْ) فَهَذَا مَذْهَبُ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُجَاهِدٍ، وَأَبِي الطِّيبِ ابْنِ غَلْبُونَ، وَابْنِهِ أَبِي الْحَسَنِ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ. وَكَانَ آخَرُونَ يَقْرَؤُنَهَا عَلَى ضَمَّتِهَا ; لِأَنَّ الْيَاءَ عَارِضَةٌ، أَوْ لَا تُوجَدُ إِلَّا فِي التَّخْفِيفِ فَلَمْ يَعْتَدُّوا بِهَا، وَهُوَ اخْتِيَارُ ابْنُ مِهْرَانَ، وَمَكِّيٌّ، وَالْمَهْدَوِيِ ّ، وَابْنُ سُفْيَانَ، وَالْجُمْهُورُ، وَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ غَلْبُونَ: كِلَا الْوَجْهَيْنِ حَسَنٌ. وَقَالَ صَاحِبُ " التَّيْسِيرِ ": وَهُمَا صَحِيحَانِ. وَقَالَ فِي " الْكَافِي ": الضَّمُّ أَحْسَنُ.
    (قُلْتُ) : وَالضَّمُّ هُوَ الْقِيَاسُ، وَهُوَ الْأَصَحُّ، فَقَدْ رَوَاهُ مَنْصُوصًا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الرِّفَاعِيُّ صَاحِبُ سُلَيْمٍ، وَإِذَا كَانَ حَمْزَةُ ضَمَّ هَاءَ (عَلَيْهِمْ، وَإِلَيْهِمْ، وَلَدَيْهِمْ) مِنْ أَجْلِ أَنَّ الْيَاءَ قَبْلَهَا مُبْدَلَةٌ مَنْ أَلِفٍ، فَكَانَ الْأَصْلُ فِيهَا الضَّمَّ: فَضَمُّ هَذِهِ الْهَاءَ أَوْلَى وَآصَلُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. " (1/ 431 ، 432) قلت : هذا في (أَنْبِئْهُم) (البقرة : 33) ، (وَنَبِّئْهُمْ) (الحجر : 51 ، القمر : 28) فعلا أمرٍ ، بسكون الهمز ، وينبغي أن ينتبه القارئ لهذا الشرط ولا يدخل معه الهمز المضموم كما في : (يُنَبِّئُهُمُ) (المائدة : 14 ، الأنعام : 159 ، المجادلة : 7) ، (فَيُنَبِّئُهُم) (الأنعام : 108 ، النور : 64 ، لقمان : 23 ، المجادلة : 6) ، (تُنَبِّئُهُم) (التوبة : 64) فإنه لا يصح الوقف في هذه الكلمات إلا بضم الهاء مع تسهيل الهمزة أو إبدالها ياءًا خالصة كما تقدم في قوله : ((وَبَعْدَ كَسْرَةٍ وَضَمٍّ أَبْدِلَا ... إِنْ فُتِحَتْ يَاءً وَوَاوًا مُسْجَلًا .
    وَغَيْرُ هُذَا بَيْنَ بَيْنَ ، وَنُقِلْ ... يَاءٌ كَيُطْفِئُوا ، وَوَاوٌ كَسُئِلْ)) .

  15. #35

    افتراضي رد: خلاصة الفكر شرح طيبة النشر للشيخ إسماعيل الشرقاوي حفظه الله

    سئل شيخنا الدكتور سعيد صالح زعيمة حفظه الله : متى يتفق حمزة وهشام ومتى يختلفان وقفًا ؟
    فقال : يتفق حمزة وهشام بخلفه إذا كانت الهمزة متطرفة ومفتوحة نحو (السماءَ) ، يتفقان في ثلاثة الإبدال ، ولهشام وجه رابع هو التحقيق كالجمهور ، وفي المجرور نحو : (السماءِ) ، والمرفوع نحو : (السماءُ) يتفقان في خمسة القياس : (ثلاثة الإبدال والتسهيل المرام مع المد والقصر) إلا أن حمزة عند التسهيل المرام مع المد يكون المد بمقدار ست حركات ، وأما هشام فبمقدار أربع حركات ؛ لأن حمزة يشبع المتصل وهشام يوسِّطُه ، ولهشام وجه سادس هو التحقيق كالجمهور ، ويخالف حمزة هشامًا في : (السَّيِّئْ) (فاطر : 43) ؛ فقد قرأها حمزة بإسكان الهمزة ؛ فإذا وصل أثبتها ساكنة كما قال الناظم رحمه الله : (وَالسَّيئِّ المَخْفُوضِ سَكِّنْهُ فِدَا) ، وإذا وقف عليها حمزة فله فيها وجه واحد ، وهو إبدال الهمزة ياءًا مدّيّة لسكونها وانكسار ما قبلها ، وأما هشام فله خمسة أوجه وقفًا ، الأول: كحمزة. والثاني: إبدال الهمزة ياء مكسورة مع الروم . والثالث: تسهيلها بين بين مع الروم ، والوجه الرابع : تحقيق الهمزة الساكنة كالجمهور . الوجه الخامس : تحقيق الهمزة الساكنة مع الروم كالجمهور .
    مسائل في وقف حمزة على بعض الكلمات
    - قال المصنف في النشر : (مَسْأَلَةُ: يُنْشِئُ) (الرعد : 12 ، العنكبوت : 20) ، وَشِبْهُهُ مِمَّا وَقَعَتِ الْهَمْزَةُ فِيهِ مَضْمُومَةً بَعْدَ كَسْرٍ، قِيلَ: فِيهَا خَمْسَةُ أَوْجُهٍ، أَحَدُهَا إِبْدَالُ الْهَمْزَةِ يَاءً سَاكِنَةً؛ لِسُكُونِهَا وَقْفًا بِحَرَكَةِ مَا قَبْلَهَا عَلَى التَّخْفِيفِ الْقِيَاسِيِّ، وَإِبْدَالُهَا يَاءً مَضْمُومَةً عَلَى مَا نُقِلَ مِنْ مَذْهَبِ الْأَخْفَشِ، فَإِنْ وَقَفَ بِالسُّكُونِ فَهُوَ مُوَافِقٌ لِمَا قَبْلَهُ لَفْظًا. وَإِنْ وَقَفَ بِالْإِشَارَةِ جَازَ الرَّوْمُ وَالْإِشْمَامُ فَتَصِيرُ ثَلَاثَةَ أَوْجَهٍ، وَالرَّابِعُ: رَوْمُ حَرَكَةِ الْهَمْزَةِ فَتُسَهَّلُ بَيْنَ الْهَمْزَةِ وَالْوَاوِ عَلَى مَذْهَبِ سِيبَوَيْهِ وَغَيْرِهِ، وَخَامِسُهَا: الْوَجْهُ الْمُعْضِلُ، وَهُوَ تَسْهِيلُهَا بَيْنَ الْهَمْزَةِ وَالْيَاءِ عَلَى الرَّوْمِ.
    وَمِنْ ذَلِكَ: (مِنْ شَاطِئِ، وَلِكُلِّ امْرِئٍ) ، وَنَحْوُهُ مَا وَقَعَتِ الْهَمْزَةُ فِيهِ مَكْسُورَةً بَعْدَ كَسْرٍ، يَجُوزُ فِيهَا ثَلَاثَةُ أَوْجُهٍ (أَحَدُهَا) إِبْدَالُ الْهَمْزَةِ يَاءً سَاكِنَةً بِحَرَكَةِ مَا قَبْلَهَا؛ لِسُكُونِ الْوَقْفِ عَلَى الْقِيَاسِ، وَيَاءً مَكْسُورَةً بِحَرَكَةِ نَفْسِهَا عَلَى مَذْهَبِ التَّمِيمِيِّين َ، فَإِنْ وَقَفَ بِالسُّكُونِ فَهُوَ مُوَافِقٌ مَا قَبْلَهُ لَفْظًا. وَإِنْ وَقَفَ بِالْإِشَارَةِ وَقَفَ بِالرَّوْمِ يَصِيرُ وَجْهَيْنِ (وَالثَّالِثُ) تَسْهِيلٌ بَيْنَ بَيْنَ عَلَى رَوْمِ حَرَكَةِ الْهَمْزَةِ، أَوِ اتِّبَاعِ الرَّسْمِ عَلَى مَذْهَبِ مَكِّيٍّ وَابْنِ شُرَيْحٍ، وَتَجِئُ هَذِهِ الْأَوْجُهُ الثَّلَاثَةُ فِيمَا رُسِمَ بِالْيَاءِ مِمَّا وَقَعَتِ الْهَمْزَةُ فِيهِ مَكْسُورَةً بَعْدَ فَتْحٍ، وَهُوَ (مِنْ نَبَاءِي الْمُرْسَلِينَ) كَمَا تَقَدَّمَ، وَيُزَادُ عَلَيْهَا التَّخْفِيفُ الْقِيَاسِيُّ، وَهُوَ إِبْدَالُهَا أَلِفًا لِسُكُونِهَا وَقْفًا وَانْفِتَاحِ مَا قَبْلَهَا، فَتَصِيرُ أَرْبَعَةَ أَوْجُهٍ، وَأَمَّا مَا رُسِمَ بِغَيْرِ يَاءٍ نَحْوُ (عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ) فَلَيْسَ فِيهِ سِوَى وَجْهَيْنِ: إِبْدَالُهَا أَلِفًا عَلَى الْقِيَاسِ، وَالرَّوْمُ بِتَسْهِيلٍ بَيْنَ بَيْنَ، وَلَا يَجُوزُ إِبْدَالُهَا يَاءً عَلَى مَذْهَبِ التَّمِيمِيِّين َ لِمُخَالَفَةِ الرَّسْمِ وَالرِّوَايَةِ، إِلَّا أَنَّ أَبَا الْقَاسِمِ الْهُذَلِيَّ أَجَازَ فِي (مِنْ مَلْجَأٍ) الْيَاءَ، فَقَالَ فِيهِ بِيَاءٍ مَكْسُورَةٍ لِلْكَسْرَةِ.(قُ لْتُ) (ابن الجزري) : وَقِيَاسُ ذَلِكَ غَيْرُهُ وَلَا يَصِحُّ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
    وَمِنْ ذَلِكَ مَسْأَلَةُ (كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ) ، وَنَحْوُهُ مِمَّا وَقَعَتِ الْهَمْزَةُ فِيهِ مَكْسُورَةً
    بَعْدَ ضَمٍّ، قِيلَ: فِيهَا أَرْبَعَةُ أَوْجُهٍ: (أَحَدُهَا) إِبْدَالُ الْهَمْزَةِ وَاوًا سَاكِنَةً لِسُكُونِهَا وَضَمِّ مَا قَبْلَهَا عَلَى الْقِيَاسِ (وَالثَّانِي) إِبْدَالُهَا وَاوًا مَكْسُورَةً عَلَى مَا نُقِلَ مِنْ مَذْهَبِ الْأَخْفَشِ. فَإِنْ وَقَفَ بِالسُّكُونِ فَهُوَ كَالْأَوَّلِ لَفْظًا فَيَتَّحِدُ. وَإِنْ وَقَفَ بِالرَّوْمِ فَيَصِيرُ وَجْهَيْنِ (وَالثَّالِثُ) التَّسْهِيلُ، وَهُوَ مَسْأَلَةُ مَا بَيْنَ الْهَمْزَةِ وَالْيَاءِ عَلَى مَذْهَبِ سِيبَوَيْهِ وَالْجَمَاعَةِ (وَالرَّابِعُ) الْوَجْهُ الْمُعْضِلُ، وَهُوَ بَيْنَ الْهَمْزَةِ وَالْوَاوِ عَلَى الرَّوْمِ، وَأَمَّا مَا وَقَعَتِ الْهَمْزَةُ الْأَخِيرَةُ فِيهِ مَضْمُومَةً نَحْوُ (يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ) فَوَجْهَانِ (الْأَوَّلُ) إِبْدَالُهَا وَاوًا (وَالثَّانِي) تَسْهِيلُ الْأَخِيرَةِ بَيْنَ بَيْنَ عَلَى الرَّوْمِ كَمَا قَدَّمْنَا فِي الْمَسْأَلَةِ الثَّانِيَةِ. فَإِنْ كَانَتِ الْأَخِيرَةُ مَفْتُوحَةً نَحْوُ (حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا) فَوَجْهٌ وَاحِدٌ، وَهُوَ إِبْدَالُهُمَا وَاوَيْنِ، الْأُولَى سَاكِنَةٌ لِوُقُوعِهَا بَعْدَ ضَمَّةٍ، وَمِنْ ذَلِكَ (بَدَأَ، وَمَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ) وَنَحْوُهُ مِمَّا وَقَعَتِ الْهَمْزَةُ فِيهِ مَفْتُوحَةً بَعْدَ فَتْحٍ، فَفِيهِ وَجْهٌ وَاحِدٌ هُوَ إِبْدَالُهَا أَلِفًا، وَحُكِيَ فِيهِ وَجْهٌ ثَانٍ، وَهُوَ بَيْنَ بَيْنَ عَلَى جَوَازِ الرَّوْمُ فِي الْمَفْتُوحِ كَمَا تَقَدَّمَ، وَهُوَ شَاذٌّ لَا يَصِحُّ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. (النشر / 470 ،471) .
    - (مَسْأَلَةُ: قَالُوا آمَنَّا) (البقرة : 14 ، 76 ، آل عمران 119 ، المائدة 41 ، 61 ، 111 ، الأعراف 121 ، طه 70 ، الشعراء 47 ، القصص: 53 ، سبأ 52 ، غافر 84) الوقف عليها لحمزة – على المقروء به - بأربعة أوجه : التَّحْقِيقُ بلا سكْتِ ، والتحقيق مع السكت ، والنَّقْلُ ، والْإِدْغَامُ ، وأما التَّسْهِيلُ بَيْنَ بَيْنَ عَلَى مَا ذَكَرَهُ الْحَافِظُ أَبُو الْعَلَاءِ، فهُوَ وجه ضَعِيفٌ .
    - (مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ- بالنصب) (الأعراف : 3 ، الرعد : 16 ، الزمر : 3 ، الشورى : 6 ، 9 ، الأحقاف : 32) الوقف عليها لحمزة – على المقروء به – باثني عشر وجهًا : تحقيق الأولى بلا سكت ، والتحقيق مع السكت ، والنقل ، والإدغام ، ومع كل ثلاثة الإبدال في الثانية المتطرفة ، ويوافقه هشام فقط على ثلاثة إبدال المتطرفة بخلف عنه ، والوجه الرابع لهشام التحقيق كالجمهور .
    وأما (مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءُ - بالرفع) (الأحقاف : 32) فله الأوجه المتقدمة ويزيد عليها التسهيل بروم مع المد والقصر على كل من الأوجه الأربعة في الهمزة الأولى دون امتناعات ، ويوافقه هشام فقط على خمسة القياس في المتطرفة بخلف عنه ، والوجه السادس لهشام التحقيق كالجمهور .
    - (مَسْأَلَةُ : بَنِي إِسْرَائِيلَ) حيث وقعت ، فِيهَا على المقروء به ثمانية أَوْجُهٍ : في الهمزة الأولى التحقيق بلا سكت ومعه والنقل والإدغام ، ومع كلٍّ تسهيل الثانية مع المد والقصر ، وأما التسهيل بين بين فقد ذكره أبو العلاء ، وهو وجه ضعيف .
    - (مَسْأَلَةُ: بِمَا أُنْزِلَ) وَفِيهَا أربعة أَوْجُهٍ : التَّحْقِيقُ بلا سكت ، ومعه ، والتسهيل بَيْنَ بَيْنَ مَعَ الْمَدُّ وَالْقَصْرُ ، وَتَجِيءُ هَذِهِ الْأَرْبَعَةُ فِي نَحْوِ: (فَلَمَّا أَضَاءَتْ) (البقرة : 17) مَعَ تَسْهِيل الثانية بِالْمَدِّ وَالْقَصْرِ، فَتُصْبِحُ سِتَّةً ؛ لشرط توافق المتصل والمنفصل في المد والقصر .
    - (مَسْأَلَةُ :كُلَّمَا أَضَاءَ) (البقرة : 20) في الأولى التحقيق بلا سكت ، ومعه ، وتسهيلها بين بين مع المد والقصر ، وكل ذلك مَعَ ثَلَاثَةِ إبدال المتطرفة ، فَتَبْلُغُ اثْنَي عَشَرَ وجهًا ويوافقه هشام وقفًا في ثلاثة إبدال المتطرفة فقط بخلف عنه ، والوجه الرابع لهشام هو التحقيق كالجمهور .
    - (مَسْأَلَةُ : وَلاَ أَبْنَاءِ) (الأحزاب : 55) في الأولى - لحمزة وقفًا - التحقيق بلا سكت ، ومعه ، وتسهيلها بين بين مع المد والقصر ، وكل من هذه الأوجه مَعَ خمسة القياس في الثانية المتطرفة ؛ فَتَبْلُغُ عِشْرِينَ وجهًا ، لَكِنْ بإسقاط وجهي تصادم المنفصل مع المتصل ، تُصْبِحُ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ وجهًا.
    - (مَسْأَلَةُ: فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنْبَاوُا) (الأنعام : 5) فِيهِ بِاعْتِبَارِ مَا تَقَدَّمَ فِي (شُرَكَاوُاْ، وَفِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاؤُاْ) أَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ وَجْهًا وَهِيَ ترك السكت على الميم والسَّكْتِ عَلَيها ، وهذان الوجهان على كل من خمسة القياس ثلاثة الإبدال ، والتسهيل بروم مع المد والقصر ، وَكذا وجها الميم مع سبعة الرَّسْمِ، وَهِيَ الْمَدُّ وَالتَّوَسُّطُ وَالْقَصْرُ مَعَ إِسْكَانِ الْوَاوِ، وَهَذِهِ الثَّلَاثَةُ مع الْإِشْمَامِ وَالْقَصْرِ مَعَ الرَّوْمِ ، ويوافقه هشام في أوجه المتطرفة فقط بخلف عنه .
    - مَسْأَلَةُ (يَشَاءُ إِلَى) (البقرة : 142 ، 213 ، يونس : 25 ، النور : 46) وَنَحْوُهُ ، فِيهِ لحمزة وقفًا أربعة أوجه : التحقيق بلا سكت والإبدال واوًا خالصة وتسهيلها مع المد والقصر .
    وَتَجْرِي هَذِهِ الأوجه فِي عَكْسِهِ فِي نَحْوِ (فِي الْأَرْضِ أُمَمًا) (الأعراف : 168) ، وكذا (فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ) (البقرة : 159) وفيه ونحوه سِتَّةَ أَوْجُهٍ : الأربعة السابقة في الهمزة الأولى : التحقيق بلا سكت والإبدال واوًا خالصة وتسهيلها مع المد والقصر ، وعلى كل تسهيل الثانية مع المد والقصر .
    - (مَسْأَلَةُ: قُلْ أَأَنْتُمْ) (البقرة : 140) يَجِيءُ فِيهَا خَمْسَةُ أَوْجُهٍ) : أَحَدُهَا السَّكْتُ عَلَى اللَّامِ مَعَ تَسْهِيلِ الْهَمْزَةِ الثَّانِيَةِ (وَالثَّانِي) كَذَلِكَ مَعَ تَحْقِيقِهَا (وَالثَّالِثُ) عَدَمُ السَّكْتِ مَعَ تَسْهِيلِ الثَّانِيَةِ، وَلَا يَجُوزُ مَعَ التَّحْقِيقِ ، وغير ذلك لا يصح .
    - (مَسْأَلَةُ : قُلْ أَؤُنَبِّئِكُمْ ) (آل عِمْرَانَ : 15) : فِي الْأُولَى التَّحْقِيقُ وَالتَّسْهِيلُ، فَإِذَا حُقِّقَتْ يَجِيءُ فِي السَّاكِنِ قَبْلَهَا السَّكْتُ وَعَدَمُهُ، وَإِذَا سُهِّلَتْ فَالنَّقْلُ، وَفِي الْهَمْزَةِ الثَّانِيَةِ التَّحْقِيقُ وَالتَّسْهِيلُ، وَتَسْهِيلُهَا بَيْنَ بَيْنَ فَقَطْ، وَفِي الثَّالِثَةِ التَّسْهِيلُ عَلَى مَذْهَبِ سِيبَوَيْهِ بَيْنَ الْهَمْزَةِ وَالْوَاوِ، وَعَلَى مَذْهَبِ الْأَخْفَشِ بِيَاءٍ مَحْضَةٍ، فَيَجُوزُ فِيهَا حِينَئِذٍ عَشْرَةُ أَوْجُهٍ (6). 1
    قُـــــــــــــ ـــــــــــــــ ــــــلْ أَ ؤُ نَـــــــــــــ ـــــــــــــــ بِّــــــــــــ ـــــــــــــئِ ـــــــــــــــ كُـــــــــــمْ
    سكت وتحقيق تحقيق تحقيق وتسهيل تسهيل والإبدال ياءً مضمومة
    نقل تسهيل تسهيل تسهيل والإبدال ياءً مضمومة


    وبتفصيلها تكون هكذا :
    قُـــــــــــــ ـــــــــــــــ ــــــلْ أَ ؤُ نَـــــــــــــ ـــــــــــــــ بِّــــــــــــ ـــــــــــــئِ ـــــــــــــــ كُـــــــــــمْ
    1 سكت تحقيق تحقيق تسهيل
    2 سكت تحقيق تحقيق الإبدال ياءً مضمومة
    3 سكت تحقيق تسهيل تسهيل
    4 سكت تحقيق تسهيل الإبدال ياءً مضمومة
    5 تحقيق تحقيق تحقيق تسهيل
    6 تحقيق تحقيق تحقيق الإبدال ياءً مضمومة
    7 تحقيق تحقيق تسهيل تسهيل
    8 تحقيق تحقيق تسهيل الإبدال ياءً مضمومة
    9 نقل تسهيل تسهيل تسهيل
    10 نقل تسهيل تسهيل الإبدال ياءً مضمومة
    هذه مسائل ذكرها وأجاب عليها الناظم – رحمه الله - في كتابه النشر (1/487 : 491) ثم قال : فَقِسْ عَلَى هَذِهِ الْمَسَائِلِ مَا وَقَعَ فِي نَظِيرِهَا، وَاللَّهُ الْمُوَفِّقُ.

    تم شرح الباب ، والحمد لله رب العالمين .



    (6) ثم سردها في النشر (1/487 ، 488) فقال :
    (الْأَوَّلُ) السَّكْتُ مَعَ تَحْقِيقِ الثَّانِيَةِ الْمَضْمُومَةِ مَعَ تَسْهِيلِ الثَّالِثَةِ بَيْنَ بَيْنَ، وَهَذَا الْوَجْهُ لِحَمْزَةَ بِكَمَالِهِ فِي " الْعُنْوَانِ "، وَلِخَلَفٍ عَنْهُ فِي " الْكَافِي "، وَ " الشَّاطِبِيَّةِ "، وَ " التَّيْسِيرِ "، وَطَرِيقُ أَبِي الْفَتْحِ فَارِسٍ، عَنْهُ.
    (الثَّانِي) مِثْلُهُ مَعَ إِبْدَالِ الثَّالِثَةِ يَاءً مَضْمُومَةً عَلَى مَا ذُكِرَ مِنْ مَذْهَبِ الْأَخْفَشِ، وَهُوَ اخْتِيَارُ الْحَافِظِ أَبُو الْعَلَاءِ الدَّانِيُّ فِي وَجْهِ السَّكْتِ، وَفِي " الشَّاطِبِيَّةِ "، وَ " التَّيْسِيرِ " لِخَلَفٍ.
    (الثَّالِثُ) عَدَمُ السَّكْتِ عَلَى اللَّامِ مَعَ تَحْقِيقِ الْهَمْزَةِ الْأُولَى وَالثَّانِيَةِ، وَتَسْهِيلِ الثَّالِثَةِ بَيْنَ بَيْنَ، وَهُوَ فِي " الْهِدَايَةِ "، وَ " التَّذْكِرَةِ " لِحَمْزَةَ، وَهُوَ لِخَلَّادٍ فِي " التَّبْصِرَةِ "، وَ " الْكَافِي " وَ " الشَّاطِبِيَّةِ "، وَ " التَّيْسِيرِ "، وَ " تَلْخِيصِ " ابْنِ بَلِّيمَةَ (الرَّابِعُ) مِثْلُهُ مَعَ إِبْدَالِ الثَّالِثَةِ يَاءً، وَهُوَ فِي " الشَّاطِبِيَّةِ "، وَ " التَّيْسِيرِ " لِخَلَّادٍ، وَاخْتِيَارُ الدَّانِيِّ فِي وَجْهِ عَدَمِ السَّكْتِ.
    (الْخَامِسُ) السَّكْتُ عَلَى اللَّامِ مَعَ تَسْهِيلِ الْهَمْزَةِ الثَّانِيَةِ بَيْنَ بَيْنَ، وَهُوَ فِي " التَّجْرِيدِ " لِحَمْزَةَ وَطَرِيقِ أَبِي الْفَتْحِ لِخَلَفٍ، عَنْ حَمْزَةَ، وَكَذَا فِي " الشَّاطِبِيَّةِ "، وَ " التَّيْسِيرِ ".
    (السَّادِسُ) مِثْلُهُ مَعَ إِبْدَالِ الثَّالِثَةِ يَاءً وَهُوَ اخْتِيَارُ الدَّانِيِّ فِي وَجْهِ السَّكْتِ أَيْضًا، وَفِي الشَّاطِبِيَّةِ وَالتَّيْسِيرِ لِخَلَفٍ.
    (السَّابِعُ) عَدَمُ السَّكْتِ مَعَ تَسْهِيلِ الثَّانِيَةِ وَالثَّالِثَةِ بَيْنَ بَيْنَ، وَهُوَ اخْتِيَارُ صَاحِبِ الْهِدَايَةِ لِحَمْزَةَ وَفِي تَلْخِيصِ ابْنِ بَلِّيمَةَ وَطَرِيقِ أَبِي الْفَتْحِ لِخَلَّادٍ، وَفِيَّ " الشَّاطِبِيَّةِ "، وَ " التَّيْسِيرِ ".
    (الثَّامِنُ) مِثْلُهُ مَعَ إِبْدَالِ الثَّالِثَةِ يَاءً، وَهُوَ اخْتِيَارُ الدَّانِيِّ فِي وَجْهِ عَدَمِ السَّكْتِ وَفِي " الشَّاطِبِيَّةِ " وَ " التَّيْسِيرِ ".
    (التَّاسِعُ) النَّقْلُ مَعَ تَسْهِيلِ الثَّانِيَةِ وَالثَّالِثَةِ بَيْنَ بَيْنَ، وَهُوَ فِي " الرَّوْضَةِ "، وَالشَّاطِبِيَّ ةِ "، وَمَذْهَبُ جُمْهُورِ الْعِرَاقِيِّين َ.
    (الْعَاشِرُ) مِثْلُهُ مَعَ إِبْدَالِ الثَّالِثَةِ يَاءً، وَهُوَ فِي " الْكِفَايَةِ الْكُبْرَى " وَغَايَةِ أَبِي الْعَلَاءِ، وَحَكَاهُ أَبُو الْعِزِّ، عَنْ أَهْلِ وَاسِطٍ وَبَغْدَادَ، وَلَا يَصِحُّ فِيهَا غَيْرُ مَا ذَكَرْتُ. وَقَدْ أَجَازَ الْجَعْبَرِيُّ وَغَيْرُهُ مِنَ الْمُتَأَخِّرِي نَ فِيهَا سَبْعَةٌ وَعِشْرِينَ وَجْهًا بِاعْتِبَارِ الضَّرْبِ، فَقَالُوا فِي الْأُولَى: النَّقْلُ وَالسَّكْتُ وَعَدَمُهُ هَذِهِ ثَلَاثَةٌ، وَفِي الثَّانِيَةِ التَّحْقِيقُ بَيْنَ بَيْنَ، وَالْوَاوُ اتِّبَاعًا لِلرَّسْمِ، وَهَذِهِ ثَلَاثَةٌ، وَفِي الثَّالِثَةِ التَّسْهِيلُ كَالْوَاوِ وَإِبْدَالُهَا يَاءً وَتَسْهِيلُهَا كَالْيَاءِ عَلَى مَا ذُكِرَ مِنْ مَذْهَبِ الْأَخْفَشِ فَنَضْرِبُ الثَّلَاثَةَ الْأَوْلَى فِي الثَّلَاثَةِ الثَّانِيَةِ بِنِسْبَةِ التِّسْعَةِ فِي الثَّلَاثَةِ الْأُخْرَى بِسَبْعَةٍ وَعِشْرِينَ، وَقَدْ ذَكَرَ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ النَّحْوِيُّ الْمَعْرُوفُ بِالسَّمِينِ فِي شَرْحِهِ لِلشَّاطِبِيَّة ِ وَنَقَلَهُ عَنْ صَاحِبِهِ الشَّيْخِ أَبِي عَلِيٍّ الْحَسَنِ ابْنِ أَمِّ قَاسِمٍ حَيْثُ نَظَمَهُ فَقَالَ:
    سَبْعٌ وَعِشْرُونَ وَجْهًا قُلْ لِحَمْزَةَ فِي ... قُلْ أَوُنَبِّيكُمْ يَا صَاحِ إِنْ وَقَفَا
    فَالنَّقْلُ وَالسَّكْتُ فِي الْأُولَى وَتَرْكُهُمَا ... وَأَعْطِ ثَانِيَةً حُكْمًا لَهَا أُلِفَا
    وَاوًا وَكَالْوَاوِ أَوْ حَقِّقْ وَثَالِثَةٌ ... كَالْوَاوِ أَوْ يَا وَكَالْيَا لَيْسَ فِيهِ خَفَا
    وَاضْرِبْ يَبِنْ لَكَ مَا قَدَّمْتُ مُتَّضِحًا ... وَبِالْإِشَارَة ِ اسْتَغْنَى وَقَدْ عُرِفَا
    لَا يَصِحُّ مِنْهَا سِوَى الْعَشْرَةِ الْمُتَقَدِّمَة ِ، فَإِنَّ التِّسْعَةَ الَّتِي مَعَ تَسْهِيلِ الْأَخِيرَةِ كَالْيَاءِ، وَهُوَ الْوَجْهُ الْمُعْضِلُ، لَا يَصِحُّ كَمَا قَدَّمْنَا، وَإِبْدَالُ الثَّانِيَةِ وَاوًا مَحْضَةً عَلَى مَا ذُكِرَ مِنِ اتِّبَاعِ الرَّسْمِ فِي السُّنَّةِ لَا يَجُوزُ، وَالنَّقْلُ فِي الْأُولَى مَعَ تَحْقِيقِ الثَّانِيَةِ بِالْوَجْهَيْنِ لَا يُوَافَقُ، قَالَ أَبُو شَامَةَ: نَصَّ ابْنُ مِهْرَانَ فِيهَا عَلَى ثَلَاثَةِ أَوْجُهٍ: أَحَدُهَا أَنْ يُخَفَّفَ الثَّلَاثَةُ الْأَوْلَى بِالنَّقْلِ، وَالثَّانِيَةُ وَالثَّالِثَةُ بَيْنَ بَيْنَ (وَالثَّانِي) تُخَفَّفُ الثَّالِثَةُ فَقَطْ، وَذَلِكَ عَلَى رَأَى مَنْ لَا يَرَى تَخْفِيفَ الْمُبْتَدَأَةِ وَلَا يَعْتَدُّ بِالزَّائِدِ (وَالثَّالِثُ) تَخْفِيفُ الْأَخِيرَتَيْن ِ فَقَطِ اعْتِدَادًا بِالزَّائِدِ وَإِعْرَاضًا عَنِ الْمُتْبَدَأَةِ ، قَالَ: وَكَانَ يَحْتَمِلُ وَجْهًا رَابِعًا، وَهُوَ تَخْفِيفُ الْأُولَى وَالْأَخِيرَةِ دُونَ الثَّانِيَةِ لَوْلَا أَنَّ مَنْ خَفَّفَ الْأَوْلَى يَلْزَمُهُ أَنْ يُخَفِّفَ الثَّانِيَةَ بِطَرِيقِ الْأَوْلَى؛ لِأَنَّهَا مُتَوَسِّطَةٌ صُورَةً، فَهِيَ أَحْرَى بِذَلِكَ مِنَ الْمُبْتَدَأَةِ . انْتَهَى. وَهُوَ الَّذِي أَرَدْنَا بِقَوْلِنَا: وَالنَّقْلُ فِي الْأُولَى مَعَ تَحْقِيقِ الثَّانِيَةِ لَا يُوَافَقُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

  16. #36

    افتراضي رد: خلاصة الفكر شرح طيبة النشر للشيخ إسماعيل الشرقاوي حفظه الله

    تم شرح الباب ، والحمد لله رب العالمين .

  17. #37

    افتراضي رد: خلاصة الفكر شرح طيبة النشر للشيخ إسماعيل الشرقاوي حفظه الله

    أحسن الله إليكم

  18. #38

    افتراضي رد: خلاصة الفكر شرح طيبة النشر للشيخ إسماعيل الشرقاوي حفظه الله

    بسم الله الرحمن الرحيم


    الحلقة الثالثة والعشرون - خلاصة الفكر شرح طيبة النشر -
    بابُ الْإِدْغَامِ الصَّغِيرِ

    بابُ الْإِدْغَامِ الصَّغِيرِ (عَدَدُ أَبْيَاتِهِ 11)
    قال الجعبري "رحمه الله " :- الإدغام" (الصغير) : اللفظ بساكن فمتحرك بلا فصل من مخرج واحد , ثمّ قال : قولنا "اللفظ بساكن" جنس يندرج فيه المُظهر والمدغم والمخفي , و قولنا "بلا فصل" : خرج به المُظهر ، و قولنا " من مخرج واحد "خرج به المخفي . انتهى . ويذكر الناظم في هذا الباب أربعة فصول للإدغام الصغير . 1




    قال في النشر (2/2) : وَيَنْقَسِمُ إِلَى جَائِزٍ، وَوَاجِبٍ، وَمُمْتَنِعٍ، كَمَا أَشَرْنَا إِلَيْهِ أَوَّلَ الْإِدْغَامِ الْكَبِيرِ فِيمَا تَقَدَّمَ.
    فَأَمَّا الْجَائِزُ وَهُوَ الَّذِي جَرَتْ عَادَةُ الْقُرَّاءِ بِذِكْرِهِ فِي كُتُبِ الْخِلَافِ فَيَنْقَسِمُ إِلَى قِسْمَيْنِ:
    (الْأَوَّلُ) : إِدْغَامُ حَرْفٍ مِنْ كَلِمَةٍ فِي حُرُوفٍ مُتَعَدِّدَةٍ مِنْ كَلِمَاتٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَيَنْحَصِرُ فِي فُصُولِ: إِذْ، وَقَدْ، وَتَاءِ التَّأْنِيثِ، وَهَلْ، وَبَلْ.
    (الثَّانِي) : إِدْغَامُ حَرْفٍ فِي حَرْفٍ مِنْ كَلِمَةٍ أَوْ كَلِمَتَيْنِ حَيْثُ وَقَعَ وَهُوَ الْمُعَبَّرُ عَنْهُ عِنْدَهُمْ بِحُرُوفٍ قَرُبَتْ مَخَارِجُهَا وَيَلْتَحِقُ بِهِمَا قِسْمٌ آخَرُ اخْتُلِفَ فِي بَعْضِهِ فَذَكَرَهُ جُمْهُورُ أَئِمَّتِنَا عَقِيبَ ذَلِكَ وَهُوَ الْكَلَامُ عَلَى أَحْكَامِ النُّونِ السَّاكِنَةِ وَالتَّنْوِينِ خَاصَّةً إِلَّا أَنَّهُ يَتَعَلَّقُ بِهِ أَحْكَامٌ أُخَرُ سِوَى الْإِدْغَامِ وَالْإِظْهَارِ مِنَ الْإِخْفَاءِ وَالْقَلْبِ وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.
    وقال في باب الإدغام الكبير : وَاعْلَمْ أَنَّ مَا تَكَافَأَ فِي الْمَنْزِلَةِ مِنَ الْحُرُوفِ الْمُتَقَارِبَة ِ فَإِدْغَامُهُ جَائِزٌ، وَمَا زَادَ صَوْتُهُ فَإِدْغَامُهُ مُمْتَنِعٌ؛ لِلْإِخْلَالِ الَّذِي يَلْحَقُهُ، وَإِدْغَامُ الْأَنْقَصِ صَوْتًا فِي الْأَزْيَدِ جَائِزٌ مُخْتَارٌ لِخُرُوجِهِ مِنْ حَالِ الضَّعْفِ إِلَى حَالِ الْقُوَّةِ. النشر (1/279) .
    وتفصيل الكلام في أنواع الإدغام كما ذكر العلماء
    أولاً : الإدغام الواجب : يجب الإدغام في الحرفين المثلين أو المتقاربين إذا سكن الأول وتحرك الثاني .
    مثال المثلين : الضرّ ، وأصلها : الضرْرُ . والسرِّ ، وأصلها : السرْرِ . ومثال المتقاربين : واستغفر ربك " تدغم راء يستغفر في راء ربك " .
    كما يجب الإدغام إذا تحرك الحرفان : مثل : مدّ وأصلها : مَدَدَ .
    للإدغام الواجب شروط أهمها :
    1 ـ ألا يكون أول المثلين هاء السكت ، فإذا كان هاء السكت امتنع الإدغام على الراجح كما في قوله تعالى :
    { ما أغنى عني ماليه . هلك عني سلطانيه } 28 – 29 الحاقة .
    2 ـ ألا يكون المثلان في كلمتين ، وكان الأول الساكن حرف مد واقعاً في آخر الكلمة الأولى فإذا كان كذلك امتنع الإدغام .
    مثل : قالوا وأقبلوا ، في يوسف .
    3 ـ ألا يؤدي الإدغام إلى لبس وزن بآخر . مثل : " قوول " فعل ماض مبني للمجهول من " قاول " .
    " حوول " فعل ماض مبني للمجهول من " حاول " . حيث يمتنع الإدغام فيهما لئلا يلتبسا بالفعل الماضي المبني للمجهول من الفعل " قَوَّل " و " حَوَّل " .
    ثانياً : الإدغام الجائز :
    يتردد الإدغام بين الجواز وتركه ، إذا كان الحرفان المثلان أو المتقاربان متحركين ، وذلك على النحو التالي :
    1 ـ إذا كان الحرف الأول من المثلين متحركاً والثاني ساكناً سكوناً عارضاً للجزم ، مثل : لم يعدّ ، بالإدغام ولم يعدد بفكه ، والفك أفصح .
    أو في بناء الأمر على السكون ، مثل : عُدّ ، بالإدغام واعدد بفكه ، والفك أفصح .
    أما إذا اتصلت نون التوكيد بالمدغم وجب الإدغام ، مثل : هل تعدّنّ ، وهل تعدّنْ ، وعدّنّ ، وعدّنْ ، ولا فرق بين النون الثقيلة أو الخفيفة .
    ومنه قوله تعالى : { يكاد زيتها يضيئ ولو لم تمسسه نار } 35 النور .
    2 ـ يجوز الإدغام في الكلمة التي يكون عينها ولامها ياءين يلزم تحريك ثانيهما ، مثل : حيي بسورة الأنفال قرأها البعض : حيّ .
    أما إذا سكنت الثانية ، مثل : عييْت ، وحييْت ، امتنع الإدغام أيضاً .
    3 ـ يجوز الإدغام إذا جاء في أول الفعل الماضي تاءان مع زيادة همزة الوصل في أول الفعل للتخلص من التقاء الساكنين .
    مثل : تتابع نقول : اتّابع ، تثاقلتم نقول : اثّاقلتم ، وتتبع نقول : اتّبع . أما في الفعل المضارع فلم يجز الإدغام ، بل نخففه بحذف إحدى التاءين . مثل : تتجلى نقول : تجلى ، تتلظى نقول : تلظى ، تتولى نقول : تولى .
    ومنه قوله تعالى : { تنزل الملائكة والروح فيها } 4 القدر . وقوله تعالى : { ولقد كنتم تمنون الموت } آل عمران .
    ثالثاً : الإدغام الممتنع :
    يمتنع الإدغام إذا تحرك الحرف الأول وسكن الثاني سواء أكان الحرفان في كلمة واحدة أم في كلمتين . مثل : كررْت ، مررْت ، عددْت . امتنع الإدغام لتحرك الحرف الأول وسكون الثاني . ومثل : يقول الشاهد الحق ، وينال المجتهد الجائزة .
    ففي المثالين السابقين يمتنع إدغام اللام من " يقول " باللام من " الشاهد " ، واللام من " ينال " باللام من " المجتهد " لتحرك الأول وسكون الثاني . كما أن هناك صور أخرى يمتنع فيها الإدغام . اختلف الصرفيون في حصرها نذكر منها الآتي :
    1 ـ إذا تصدر الحرفان المثلان الكلمة . مثل : تترى ، وددن .
    2 ـ أن يكون الحرفان المثلان على وزن " فُعَل " بضم الفاء وفتح العين .
    مثل : دُرَر ، وضُفَف ، وقُلَل ، وجُدَد . ومنه قوله تعالى : { ومن الجبال جُدَد بيض } 27 فاطر .
    3 ـ أن يكون الحرفان المثلان على وزن " فُعُل " بضم الفاء والعين .
    مثل : سُرُر ، جُدُد ، ذُلُل .
    4 ـ أن يكون الحرفان المثلان مزيداً بهما للإلحاق سواء أكان المزيد ، أحد المثلين " كجلبب " أم منحوتاً " كهيلل " .
    5 ـ أن يكون الحرفان المثلان في اسم على وزن " فِعَل " بكسر الفاء وفتح العين . مثل : لِمَم ، وحِلَل .
    6 ـ أن يدغم أحد المثلين ، مثل : هلّل ، شدّد ، عدّد ، قرّر .
    فالفعل " هلّل " ونظائره فيه ثلاث لامات الأولى ساكنة والثانية متحركة ، ثم أدغمت الأولى في الثانية وجوباً ، وبقيت لام ثالثة متحركة ، وبذلك يمتنع إدغام اللام الثالثة المتحركة في اللامين الأولى والثانية المدغمتين معاً لأنه يستحيل إدغام ثلاثة أحرف .
    7 ـ أن يكون الحرفان المثلان على وزن " فَعَل " بفتح الفاء والعين . مثل : مَدَد ، طَلَل ، مَلَل ، خَبَب ، جَلَل .
    8 ـ أن يكون الحرفان المثلان على وزن " أفْعِل " التعجب . مثل : أَعْزِز بالعلم ، وأَشْدِد بالحر ، فلا يصح إدغامها ونقول : أعزّ ، وأشدّ .
    9 ـ أن يعرض سكون أحد الحرفين المثلين لاتصاله بضمير رفع متحرك . مثل : رددت – رددن – رددنا ، عددت – عددن – عددنا .
    10 ـ ويمتنع الإدغام إذا كان الحرفان المثلان في كلمتين ، وكان الحرف الذي قبلهما ساكناً غير لين .
    مثل : شهْرُ رَمضان ، غدْرُ رَجل ، جمْعُ عَامل .
    11 ـ ويمتنع أيضاً إذا كان الحرفان المثلان في كلمتين ، وكان الأول الساكن حرف مد واقعاً في آخر الكلمة الأولى .
    مثل : يرجو وائل ، ويرمي يوسف . وقد مرّ ذكره في موضع الوجوب فانتبه .


    قال الإمام ابن الجزري رحمه الله :
    فَصْلُ ذَالِ إِذْ
    254 - إِذْ فِي الصَّفِــيـرِ وَتَـجِـدْ أَدْغِمْ حَـــلَا ... لِـــــي ، وَبِــغَــــيْـ ـــرِ الْــجِــيــمِ قَــاضٍ رَتَّــــــلَا
    أي عليك بإدغام الذال الساكنة من (إِذْ) في الحروف الستة التالية : حروف الصفير (ص ، ز ، س) ، (ت ، ج ، د) وذلك للمرموز لهما بالحاء واللام ، وهما أبو عمرو وهشام ، ثم قال : (وَبِــغَــــيْ ـــرِ الْــجِــيــمِ قَــاضٍ رَتَّــــــلَا) أي قرأ بإدغام الذال الساكنة من (إِذْ) في الحروف الخمسة : (ص ، ز ، س) ، (ت ، د) للمرموز لهما بالقاف والراء ، وهما خلاد والكسائي .
    ومواضع إدغام الحروف الستة هي :
    " الصَّادُ : "وَإِذْ صَرَفْنَا" ،
    وَالزَّايُ : وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ ، "والسِّينُ" : إِذْ سَمِعْتُمُوهُ .
    " التَّاءُ " : إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ، وَإِذْ تَخْلُقُ، وَإِذْ تَأَذَّنَ. إِذْ تَأْتِيهِمْ، إِذْ تُفِيضُونَ، إِذْ تَقُولُ، إِذْ تَدْعُونَ، إِذْ تَمْشِي " وَالْجِيمُ " إِذْ جَعَلَ، وَإِذْ جِئْتُمْ، وَإِذْ جَاءَ " .
    وَالدَّالُ " إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ فِي الْكَهْفِ إِذْ دَخَلُوا فِي الْحِجْرِ وَص وَالذَّارِيَاتِ .
    قال الإمام ابن الجزري رحمه الله :
    255 – وَالْــخُــلْــ فُ فِي الــــدَّالِ مُـــــصِيبٌ ، وَفَـــــتَـــــا ... قَـــــدْ وَصَّـــــــلَ الْإِدْغَــــــ امَ فِــي دَالٍ وَتَـــا
    أي وقد ورد الخلاف في إدغام الذال الساكنة من (إذْ) في الدال للمرموز له بالميم ، هو ابن ذكوان ، ومواضعها هي : "إِذْ دَخَلْتَ" فِي الْكَهْفِ ، "إِذْ دَخَلُوا" فِي الْحِجْرِ وَص وَالذَّارِيَاتِ .(2)

    (2) قال في النشر (2/3) : ((وَانْفَرَدَ صَاحِبُ الْعُنْوَانِ عَنْ خَلَّادٍ بِإِظْهَارِ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَانْفَرَدَ الْكَارَزِينِيُ ّ عَنْ رُوَيْسٍ بِإِدْغَامِهَا فِي التَّاءِ وَالصَّادِ. وَانْفَرَدَ صَاحِبُ الْمُبْهِجِ عَنْهُ بِالْإِدْغَامِ فِي الزَّايِ. وَأَبُو مَعْشَرٍ فِي الْجِيمِ. وَأَمَّا ابْنُ ذَكْوَانَ فَأَظْهَرَهَا فِي غَيْرِ الدَّالِ. وَاخْتُلِفَ عَنْهُ فِي الدَّالِ فَرَوَى عَنْهُ الْأَخْفَشُ إِدْغَامَهَا فِي الدَّالِ. وَرَوَى عَنْهُ الصُّورِيُّ إِظْهَارَهَا عِنْدَهَا أَيْضًا وَانْفَرَدَ أَبُو الْعِزِّ عَنْ زَيْدٍ عَنِ الرَّمْلِيِّ عَنْهُ بِإِدْغَامِهَا فِي إِذْ دَخَلْتَ فِي الْكَهْفِ فَقَطْ وَانْفَرَدَ هِبَةُ اللَّهِ عَنِ الْأَخْفَشِ بِإِظْهَارِهَا عِنْدَ الدَّالِ.
    ، وَكَذَلِكَ انْفَرَدَ النَّهْرَوَانِي ُّ عَنِ الْأَخْفَشِ بِإِظْهَارِ إِذْ دَخَلُوا فِي الْمَوَاضِعِ الثَّلَاثَةِ وَإِدْغَامِهَا فِي إِذْ دَخَلْتَ فَقَطْ، وَكَذَلِكَ رَوَى الْفَارِسِيُّ عَنِ الْحَمَّامِيِّ فَانْفَرَدَ بِهِ عَنْ سَائِرِ أَصْحَابِ الْحَمَّامِيِّ وَانْفَرَدَ أَبُو الْعِزِّ أَيْضًا عَنْ زَيْدٍ بِإِدْغَامِ إِذْ تَقُولُ فِي الْأَحْزَابِ. وَزَادَ فِي الْكِفَايَةِ إِذْ تُفِيضُونَ وَانْفَرَدَ الْقَبَّابُ عَنِ الرَّمْلِيِّ بِإِدْغَامِ إِذْ تَقُولُ. وَإِذْ تُفِيضُونَ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -.)) ا ه ـ


    ، ثم قال : ((وَفَـــــتَـــ ــا ... قَـــــدْ وَصَّـــــــلَ الْإِدْغَــــــ امَ فِــي دَالٍ وَتَـــا)) أي قرأ المرموز لهما بفتا ، وهما حمزة وخلف العاشر بإدغام الذال الساكنة من (إذْ) في الدال والتاء ،
    ومواضع الحرفين "الدال" : "إِذْ دَخَلْتَ" فِي الْكَهْفِ ،"إِذْ دَخَلُوا" فِي الْحِجْرِ وَص وَالذَّارِيَاتِ .
    ، "التَّاءُ" : " إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ (البقرة 166) ، وَإِذْ تَخْلُقُ ، وَإِذْ تُخْرِجُ (المائدة 110) ، إِذْ تَأْتِيهِمْ ، وَإِذْ تَأَذَّنَ (الأعراف 163 ، 167) ، (وَإِذْ تَأَذَّنَ ) (إبراهيم 7) ، إِذْ تَسْتَغِيثُونَ (الأنفال 9) ، إِذْ تُفِيضُونَ (يونس 61) ، إِذْ تَقُولُ (آل عمران 124) إِذْ تَحُسُّونَهُم ، إِذْ تُصْعِدُونَ (آل عمران 152 ، 153) ، إِذْ تَدْعُونَ (غافر 10) ، إِذْ تَمْشِي (طه 40) ، إِذْ تَلَقَّوْنَهُ (النور 15) ، وَإِذْ تَقُولُ (الأحزاب 37) ، إِذْ تَسَوَّرُوا (ص 21) .
    ولكن يلاحظ أن خلادًا ذكر من قبل في قوله (وَبِــغَــــيْ ـــرِ الْــجِــيــمِ قَــاضٍ رَتَّــــــلَا) ، إذن الخلاصة أن خلادًا قرأ بإدغام ذال إذ في (ص ، ز ، س) ، (ت ، د) ، وقرأ خلف عن حمزة وخلف العاشر بإدغام ذال إذ في (د ، ت) فقط . والله أعلم .
    جدول يبين خلاصة فصل (ذال إذ)
    الحرف المدغم فيه .............................. ...................رموز القراء والرواة
    ص ز س ت ج د .............................. ........................ حلا لي
    ص ز س ت د .............................. ......................... قاض رتلا
    د .............................. .............................. . مصيب بخلف عنه
    د ت .............................. .............................. ......... فتى
    ............... ............... ...............
    تم الفصل بحمد الله .

  19. #39

    افتراضي رد: خلاصة الفكر شرح طيبة النشر للشيخ إسماعيل الشرقاوي حفظه الله

    (*) خلاصة الفكر شرح طيبة النشر (*) الحلقة الرابعة والعشرون (*) فَصْلُ دَالِ قَدْ .
    قال الإمام ابن الجزري رحمه الله :
    256 - بِالْجِيمِ وَالصَّفِيرِ وَالذَّالِ ادُّغِمْ ... قَدْ ، وَبِضَادِ ، الشِّينِ ، وَالظَّا تَنْعَـــجِــــ ـمْ
    257 - حُكْمٌ شَفَا لَفْظًا ، وَخُلْفُ ظَلَمَكْ ... لَهُ(هشام)، وَوَرْشُ الظَّاءَ وَالضَّـادَ مَـلَــكْ
    258 – وَالضَّـــادُ وَالظَّــا الـذَّالُ فِيهَا وَافَقَا ... مَاضٍ ، وَخُـلْــفُــهُ (ابن ذكوان) بِــزَايٍ وُثِّــقَـا

    هذا فصل يذكر فيه الناظم رحمه الله مذاهب القراء في إظهار وإدغام الدال الساكنة من (قد) في بعض الحروف المتحركة بعدها ، وينبغي أن نعلم أن (قد) حيثما وجدت نوعان اسمية وهي بمعنى (حَسْب) ، وحرفية وهي الموجودة في القرآن ، وهي – قد الحرفية - تدخل على الفعل الماضي لتفيد التحقيق أو التقريب ، وتدخل على المضارع لتفيد التكثير أو التقليل .
    وذلك حسب سياق الآيات ، وقد وردت في القرآن مجردة في 122 موضعا ، 57 موضعا فقد ، 43 وقد ، 54 لقد ، 126 ولقد .
    بدأ الناظم رحمه الله بتحديد الحروف التي تدغم دال قد فيها تمهيدا لذكر خلاف القراء والرواة ، وهي :
    1- الجيم .
    2 ، 3 ، 4 - حروف الصفير التي عبر عنها من قبل بقوله (صَفِيرُهَا صَادٌ وَزَايٌ سِينُ) .
    5- الذال . 6- الضاد . 7- الشِّينِ .
    8- الظاء (تنعجم) أي المعجمة المنقوطة ليميزها من الطاء المهملة من النقط .
    تدغم الدال الساكنة من قد إن جاء بعدها أحد هذه الحروف الثمانية (ج،ص،ز،س،ذ،ض،ش، ) للمرموز لهم بالحاء من (حُكْمٌ) ، و(شَفَا) ، واللام من (لَفْظًا) ، وهم أبو عمرو البصري وحمزة والكسائي وخلف العاشر وهشام عن ابن عامر ، وهذه مواضع إدغام دال قد في كل من الحروف الثمانية في القرآن الكريم :
    1- الجيم .
    (وَلَقَدْ جَاءَكُم) (92 البقرة) (34 غافر) ، (قَدْ جِئْتُكُم) (49 آل عمران) ، (قَدْ جَمَعُوا) (173 آل عمران) ، (قَدْ جَاءَكُمْ) (183آل عمران) (170 النساء) (174 النساء) ، (15 ، 19 المائدة) (108 يونس) (104 الأنعام) ، (فَقَدْ جَاءَكُم) (19 المائدة) (157 الأنعام) (19 الأنفال) ، (وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ) (32 المائدة) (101 الأعراف) ، (وَلَقَدْ جَاءَكَ) (34 الأنعام) ، (وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا) (94 الأنعام) ، (لَقَدْ جَاءَتْ) (43 الأعراف) ، (وَلَقَدْ جِئْنَاهُم) (52 الأعراف) ، (قَدْ جَاءَتْكُم) (73 الأعراف) ، (85 الأعراف) ، (قَدْ جِئْتُكُم) (105 الأعراف) ، ، (لَقَدْ جَاءَكُمْ) (128 التوبة) ، (قَدْ جَاءَتْكُم) (57 يونس) ، (لَقَدْ جَاءَكَ) (94 يونس) ، (قَدْ جَادَلْتَنَا) (32 هود) ، (وَلَقَدْ جَاءَتْ) (69 هود) ، (قَدْ جَاءَ) (76 هود) ، (قَدْ جَعَلَهَا) (100 يوسف) ، (وَلَقَدْ جَعَلْنَا) (16 الحجر) ، (وَقَدْ جَعَلْتُمُ) (91 النحل) ، (وَلَقَدْ جَاءَهُمْ) (113 النحل) ، (فَقَدْ جَعَلْنَا) (33 الإسراء) ، (لَّقَدْ جِئْتُمُونَا) (48 الكهف) ، (لَقَدْ جِئْتَ) (71 ، 74 الكهف) ، (قَدْ جَعَلَ) (24 مريم) ، (لَقَدْ جِئْتِ) (27 مريم) ، (قَدْ جَاءَنِي) (43 مريم) ، (لَقَدْ جِئْتُمْ) (89 مريم) ، (قَدْ جِئْنَاكَ) (47 طه) ، (فَقَدْ جَاءُوا) (4 الفرقان) ، (وَلَقَدْ جَاءَهُم) (39 العنكبوت) ، (قَدْ جَاءَتْكَ) (59 الزمر) ، (وَقَدْ جَاءَكُم) (28 غافر) ، (قَدْ جِئْتُكُم) (63 الزخرف) ، (لَقَدْ جِئْنَاكُم) (78 الزخرف) ، (وَقَدْ جَاءَهُمْ) (13 الدخان) ، (فَقَدْ جَاءَ) (18 محمد صلى الله عليه وسلم) ، (وَلَقَدْ جَاءَهُم) (23 النجم) (4 القمر) ، (وَلَقَدْ جَاءَ) (41 القمر) ، (قَدْ جَعَلَ) (3 الطلاق) ، (قَدْ جَاءَنَا) (9 الملك) .
    2 – الصاد .
    (وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ) (152 آل عمران) ، (قَدْ صَدَقْتَنَا) (113 المائدة) ، (وَلَقَدْ صَرَّفْنَا) (41 الإسراء) ، (89 الإسراء) ، (54 الكهف) ، (وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ) (50 الفرقان) ، (وَلَقَدْ صَدَّقَ) (20 سبأ) ، (قَدْ صَدَّقْتَ) (105 الصافات) ، (لَقَدْ صَدَقَ) (27 الفتح) ، (وَلَقَدْ صَبَّحَهُم) (38 القمر) ، (فَقَدْ صَغَتْ) (4 التحريم) .
    3- الزاي .(وَلَقَدْ زَيَّنَّا) (5 الملك) .
    4- السين
    .(لَقَدْ سَمِعَ) (181 آل عمران) ، (قَدْ سَلَفَ) (22 ، 23 النساء) ، (فَقَدْ سَأَلُوا) (153 النساء) ، (قَدْ سَأَلَهَا) (102 المائدة) ، (قَدْ سَمِعْنَا) (31 الأنفال) ، (قَدْ سَلَفَ) (38 الأنفال) ، (فَقَدْ سَرَقَ) (77 يوسف) ، (قَدْ سَبَقَ) (99 طه) ، (وَلَقَدْ سَبَقَتْ) (171 الصافات) ، (قَدْ سَمِعَ) (1 المجادلة) .
    5- الذال . (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا) (179 الأعراف) .
    6- الضاد .
    (فَقَدْ ضَلَّ) (108 البقرة) (116 النساء) ، (فَقَدْ ضَلَّ) (136 النساء) (12 المائدة) (36 الأحزاب) (1 الممتحنة) ، (قَدْ ضَلُّوا) (167 النساء) (77 المائدة) (140 الأنعام) (149 الأعراف) ، (قَدْ ضَلَلْتُ) (56 الأنعام) ، (وَلَقَدْ ضَرَبْنَا) (58 الروم) ، ، (وَلَقَدْ ضَلَّ) (71 الصافات) ، (وَلَقَدْ ضَرَبْنَا) (27 الزمر) .
    7- الشِّينِ . (قَدْ شَغَفَهَا) (30 يوسف) .
    8- الظاء . (فَقَدْ ظَلَمَ) (231 البقرة) (1 الطلاق) ، (لَقَدْ ظَلَمَكَ) (24 ص) .
    ثم قال الناظم رحمه الله : ((وَخُلْفُ ظَلَمَكْ ... لَهُ(هشام)) أي اختلف في إدغام دال قد في الظاء من قوله تعالى : ((لَقَدْ ظَلَمَكَ)) ( 24ص) عن المرموز له بـ (اللام) ، وهو هشام فله الوجهان الإظهار والإدغام (*) .

    (*) قال في النشر (2/4) : ((فَرَوَى الْجُمْهُورُ مِنَ الْمَغَارِبَةِ وَكَثِيرٌ مِنَ الْعِرَاقِيِّين َ عَنْهُ مِنْ طَرِيقَيْهِ الْإِظْهَارَ. وَهُوَ الَّذِي فِي التَّيْسِيرِ وَالتَّبْصِرَةِ ، وَالْهِدَايَةِ، وَالتَّلْخِيصِ، وَالشَّاطِبِيَّ ةِ، وَالْمُبْهِجِ، وَغَيْرِهَا. وَبِهِ قَرَأَ صَاحِبُ التَّجْرِيدِ عَلَى عَبْدِ الْبَاقِي فِي فَارِسَ، وَرَوَى جُمْهُورُ الْعِرَاقِيِّين َ وَبَعْضُ الْمَغَارِبَةِ عَنْهُ الْإِدْغَامَ، وَهُوَ الَّذِي فِي الْمُسْتَنِيرِ وَالْكِفَايَةِ الْكُبْرَى، لِأَبِي الْعِزِّ، وَغَايَةِ أَبِي الْعَلَاءِ، وَبِهِ قَرَأَ صَاحِبُ التَّجْرِيدِ عَلَى الْفَارِسِيِّ وَالْمَالِكِيِّ . وَالْوَجْهَانِ جَمِيعًا فِي الْكَافِي.))

    ثم قال ((وَوَرْشُ الظَّاءَ وَالضَّـادَ مَـلَــكْ)) أي مَلَكَ ورش إدغام دال (قد) في حرفي الظاء والضاد ، ومثال الظاء قوله تعالى :" فَقَدْ ظَلَمَ" ، ومثال الضاد قوله تعالى : " قَدْ ضَلُّوا " .
    ثم قال ((وَالضَّـــادُ وَالظَّــا الـذَّالُ فِيهَا وَافَقَا ... مَاضٍ)) أي وافق المرموز له بالميم (ابن ذكوان) المدغمين ؛ وذلك في الضاد والظاء والذال ، ومثال الضاد قوله تعالى : " قَدْ ضَلُّوا " ، ومثال الظاء قوله تعالى :" فَقَدْ ظَلَمَ" ، ومثال الذال " وَلَقَدْ ذَرَأْنَا " ، وكلمة "ماض" تشير إلى أن هذا الحرف لابن ذكوان أمر منتهي ، ولا جدال فيه .
    ثم قال الناظم ((وَخُـلْــفُــه ُ(ابن ذكوان) بِــزَايٍ وُثِّــقَـا)) أي لابن ذكوان الخلاف(*) في إدغام دال قد في الزاي ، ومثال ذلك قوله تعالى : ((وَلَقَدْ زَيَّنَّا)) ، والواو من قوله ((وُثِّقَا)) فاصلة ، وأيضا يعني أن هذا الخلاف منقول بتوثيق عن العلماء من أهل الأداء رحمهم الله رحمة واسعة ، وَأَظْهَرَهَا – دال قد الساكنة - الْبَاقُونَ عِنْدَ حُرُوفِهَا الثَّمَانِيَةِ ، وَهُمْ: ابْنُ كَثِيرٍ وَعَاصِمٌ وَأَبُو جَعْفَرٍ وَيَعْقُوبُ وَقَالُونُ.

    (*) قال في النشر (2/4) : وَأَدْغَمَهَا ابْنُ ذَكْوَانَ فِي الثَّلَاثَةِ الْأُوَلِ وَهِيَ: الذَّالُ. وَالظَّاءُ. وَالضَّادُ فَقَطْ، وَاخْتُلِفَ عَنْهُ فِي الزَّايِ.فَرَوَ الْجُمْهُورُ عَنِ الْأَخْفَشِ عَنْهُ الْإِظْهَارَ وَبِهِ قَرَأَ الدَّانِيُّ عَلَى عَبْدِ الْعَزِيزِ الْفَارِسِيِّ وَهُوَ الَّذِي فِي التَّجْرِيدِ مِنْ قِرَاءَتِهِ عَلَى نَصْرِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْفَارِسِيِّ وَهُوَ رِوَايَةُ الْعِرَاقِيِّين َ قَاطِبَةً عَنِ الْأَخْفَشِ. وَرَوَى عَنْهُ الصُّورِيُّ وَبَعْضُ الْمَغَارِبَةِ عَنِ الْأَخْفَشِ الْإِدْغَامَ وَهُوَ الَّذِي فِي الْعُنْوَانِ وَالتَّبْصِرَةِ ، وَالْكَافِي، وَالْهِدَايَةِ، وَالتَّلْخِيصِ، وَغَيْرِهَا. وَقَرَأَ الدَّانِيُّ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ بْنِ غَلْبُونَ وَأَبِي الْفَتْحِ فَارِسٍ. ، وَصَاحِبُ التَّجْرِيدِ عَلَى عَبْدِ الْبَاقِي وَابْنِ نَفِيسٍ. وَرَوَاهُ الْحَافِظُ أَبُو الْعَلَاءِ عَنِ ابْنِ الْأَخْرَمِ. وَانْفَرَدَ الشَّذَائِيُّ بِحِكَايَةِ التَّخْيِيرِ فِي الشِّينِ عَنِ ابْنِ الْأَخْرَمِ.

    تنبيه هام : وجه إدغام دال قد في الظاء من قوله تعالى : ((لَقَدْ ظَلَمَكَ)) ( 24ص) لهشام من الأوجه الزائدة للنشر على الشاطبية والتيسير ، قال الشيخ الإبياري رحمه الله :
    وَأَدْغِمَنْ قَالَ لَقَدْ فِي صَادِهَا ... .............. (لَــ)ـهَـــا
    جدول يبين خلاصة فصل (دال قد)
    الحرف المدغم فيه .............................. .........................رم ز القراء والرواة
    (ج،ص،ز،س،ذ،ض،ش، ) .............................. .............. حُكْمٌ شَفَا لَفْظًا
    ((لَقَدْ ظَلَمَكَ)) ( 24ص) .............................. .....................خلف لــــه
    ظ ، ض .............................. .............................. ......... ورش
    ض ، ظ ، ذ .............................. .............................. .....مـــــــاضٍ
    ز .............................. .............................. ...........خلف مـــاضٍ
    ............... ............... ...............

    تم شرح الفصل بحمد الله ، نسأل الله التوفيق والإخلاص والقبول ، وصلّ اللهم وسلّم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين .


  20. #40

    افتراضي رد: خلاصة الفكر شرح طيبة النشر للشيخ إسماعيل الشرقاوي حفظه الله

    (*) خلاصة الفكر شرح طيبة النشر (*) الحلقة الخامسة والعشرون (*)
    (*) فَصْلُ تَاءِ التَّأْنِيثِ (*)
    بسم الله الرحمن الرحيم

    فَصْلُ تَاءِ التَّأْنِيثِ
    هذا فصل يذكر فيه الناظم رحمه الله مذاهب القراء في إدغام تاء التأنيث الساكنة في بعض الحروف المتحركة بعدها ، وينبغي أن نعلم أن تاء التأنيث ثلاثة أنواع ، الأول : ملحقة بالأسماء ، وهي متحركة بحركة الإعراب مربوطة نحو : (وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً) أو مبسوطة نحو (كَلِمَتُ) وميزها بعض العلماء بتسميتها هاء التأنيث ، والنوع الثاني : ملحقة بالحروف وهي متحركة أيضًا مثل : (وَلَاتَ) . والنوع الثالث : ملحقة بالفعل الماضي وهي من علاماته ، وهي ساكنة أصلا مثل : (وَتَمَّتْ) ، وربما تتحرك بحركة عارضة للتخلص من التقاء الساكنين مثل : (وَقَالَتِ اخْرُجْ) وهذا النوع هو المقصود هنا من كلام الناظم رحمه الله .
    قال الإمام ابن الجزري رحمه الله :
    259 - وَتَاءُ تَأْنِيثٍ بِجِيمِ ، الظَّا ، وَثَا ... مَعَ الصَّــفِيــرِ ادْغِــــمْ : رِضًا حُزْ ،..........
    أي اختلف القراء في إدغام وإظهار تاء التأنيث الساكنة عند ستة أحرف ، وهي : (الجيم والظاء والثاء وحروف الصفير (الصاد والزاي والسين)) ، وهذه مواضع إدغام تاء التأنيث في كل من الحروف الستة في القرآن الكريم :
    1- (الْجِيمُ) (نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ) (56 النساء) ، (وَجَبَتْ جُنُوبُهَا) (36 الحج) .
    2- (الظَّاءُ) ( حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا) (138 الأنعام) ، (حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا) (146 الأنعام) ، (كَانَتْ ظَالِمَةً) (11 الأنبياء) .
    3- (الثَّاءُ) (بَعِدَتْ ثَمُودُ) (95 هود) ، (كَذَّبَتْ ثَمُودُ) (141 الشعراء) ، (23 القمر) ، (4 الحاقة) ، (11 الشمس) ، (رَحُبَتْ ثُمَّ) (25 التوبة) .
    4- (الصَّادُ) (حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ) (90 النساء) فِي قِرَاءَةِ غَيْرِ يَعْقُوبَ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ (40 الحج) .
    5- (الزَّايُ) (خَبَتْ زِدْنَاهُمْ) (97 الإسراء) .
    6- (السِّينُ) أَنْبَتَتْ سَبْعَ (261 البقرة) ، (أَقَلَّتْ سَحَابًا) (57 الأعراف) ، (وَمَضَتْ سُنَّةُ) (38 الأنفال) ، وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ (19 يوسف) ، (أُنْزِلَتْ سُورَةٌ) (86 ، 124 ، 127 التوبة ، 20 محمد صلى الله عليه وسلم) ، (نُزِّلَتْ سُورَةٌ) (20 محمد صلى الله عليه وسلم) ، (وَجَاءَتْ سَكْرَةُ) (19 ق) .
    وقد أدغم تاء التأنيث الساكنة في هذه الحروف الستة المرموز لهم بـــ (رِضًا حُزْ) ، وهم حمزة والكسائي وأبو عمرو .
    قال الإمام ابن الجزري رحمه الله :
    .............................. .............................. ..وَجَثَا
    260 - بِالظَّا ،وَبَزَّارٌ(خلف العاشر)بِغَيْرِ الثَّا ، وَكَـمْ... بِالصَّادِ وَالظَّا ،............
    أي وقرأ المرموز له بالجيم من (جَثَا) ، وهو الأزرق بإدغام تاء التأنيث الساكنة في الظاء فقط ،
    وذلك في القرآن الكريم في موضعين : (حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا) (138 الأنعام) (حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا) (146 الأنعام) ، (وَكَانَتْ ظَالِمَةً) (11 الأنبياء).
    ثم قال الناظم رحمه الله : ((وَبَزَّارٌ(خلف العاشر)بِغَيْرِ الثَّا)) أي قرأ الإمام خلف البزار الملقب بخلف العاشر بإدغام تاء التأنيث الساكنة في كل الحروف الستة إلا الثاء ؛ فهو يدغمها في (الجيم والظاء وحروف الصفير (الصاد والزاي والسين)) ، وأمثلة ذلك :
    1- (الْجِيمُ) (نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ) (56 النساء) ، (وَجَبَتْ جُنُوبُهَا) (36 الحج) .
    2- (الظَّاءُ) (حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا) (138 الأنعام) .
    3- (الصَّادُ) (حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ) (90 النساء) فِي قِرَاءَةِ غَيْرِ يَعْقُوبَ .
    4- (الزَّايُ) (خَبَتْ زِدْنَاهُمْ) (97 الإسراء) .
    5- (السِّينُ) (أَنْبَتَتْ سَبْعَ) (261 البقرة) ، (أَقَلَّتْ سَحَابًا) (57 الأعراف) .
    ثم قال الناظم رحمه الله : ((وَكَـمْ... بِالصَّادِ وَالظَّا ،............))
    أي قرأ المرموز له بالكاف ، وهو الإمام ابن عامر الشامي بإدغام تاء التأنيث الساكنة في الصاد والظاء ، مع ثبوت الخلاف لهشام في قول الله تعالى (لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ) (40 الحج) .
    قال الإمام ابن الجزري رحمه الله :
    .............................. .............................. وَسَجَـزْ خُلْفٌ لَزِمْ
    261 – كَـهُـــدِّمَتْ ، وَالثَّـــا لَنَا والْخُلْفُ مِــلْ ... مَــعْ أَنْبَـتَــتْ ، لَا وَجَـبَـتْ وَإِنْ نُقِلْ
    أي قرأ المرموز له باللام ، وهو هشام بالخلاف أي بإظهار وإدغام تاء التأنيث الساكنة عند حروف (سجز) (س ، ج ، ز) (1)1 ، وأمثلة ذلك :



    (1) قال في النشر (2/5) : وَاخْتُلِفَ عَنْهُ (هشام) فِي حُرُوفِ (سَجَزَ) وَهِيَ السِّينُ وَالْجِيمُ وَالزَّايُ فَأَدْغَمَهَا الدَّاجُونِيُّ عَنْ أَصْحَابِهِ عَنْهُ، وَكَذَلِكَ ابْنُ عَبْدَانَ عَنِ الْحُلْوَانِيِّ عَنْهُ مِنْ طَرِيقِ أَبِيِ الْعِزِّ عَنْ شَيْخِهِ عَنِ ابْنِ نَفِيسٍ وَمِنْ طَرِيقِ الطَّرَسُوسِيِّ كِلَيْهِمَا عَنِ السَّامَرِّيِّ عَنْهُ وَبِهِ قَطَعَ لِهِشَامٍ وَحْدَهُ فِي الْعُنْوَانِ وَالتَّجْرِيدِ، وَأَظْهَرَهَا عَنْهُ الْحُلْوَانِيُّ مِنْ جَمِيعِ طُرُقِهِ إِلَّا مِنْ طَرِيقَيْ أَبِي الْعِزِّ وَالطَّرَسُوسِي ِّ عَنِ ابْنِ عَبْدَانَ .
    (2) وَاخْتُلِفَ عَنِ الْحُلْوَانِيِّ فِي لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ فَرَوَى الْجُمْهُورُ عَنْهُ إِظْهَارَهَا وَهُوَ الَّذِي فِي التَّيْسِيرِ، وَالشَّاطِبِيَّ ةِ، وَالتَّبْصِرَةِ ، وَالْهِدَايَةِ، وَالتَّذْكِرَةِ ، وَالتَّلْخِيصِ، وَغَيْرِهَا. وَقَطَعَ بِالْوَجْهَيْنِ لَهُ صَاحِبُ الْكَافِي .
    (3) وَاخْتُلِفَ عَنْهُ (ابن ذكوان) فِي الثَّاءِ فَرَوَى عَنْهُ الصُّورِيُّ إِظْهَارَهَا عِنْدَهَا. وَرَوَى الْأَخْفَشُ إِدْغَامَهَا فِيهَا، هَذَا هُوَ الصَّحِيحُ. وَقَدِ اضْطَرَبَتْ أَلْفَاظُ كُتُبِ أَصْحَابِنَا فِيهِ. وَقَدْ نَقَلَهُ الدَّانِيُّ عَلَى الصَّوَابِ مِنْ نُصُوصِ أَصْحَابِ ابْنِ ذَكْوَانَ وَأَصْحَابِ أَصْحَابِهِ. وَاسْتَثْنَى الصُّورِيُّ مِنَ السِّينِ أَنْبَتَتْ سَبْعَ فَقَطْ فَأَدْغَمَهَا.



    1- (السِّينُ) (أَنْبَتَتْ سَبْعَ) (261 البقرة) ، (أَقَلَّتْ سَحَابًا) (57 الأعراف) .
    2- (الْجِيمُ) (نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ) (56 النساء) ، (وَجَبَتْ جُنُوبُهَا) (36 الحج) .
    3- (الزَّايُ) (خَبَتْ زِدْنَاهُمْ) (97 الإسراء) .
    وقوله: ((كَـهُـــدِّمَت ْ)) أي كما ورد الخلاف عن هشام في إظهار وإدغام تاء التأنيث الساكنة من قول الله تعالى : (لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ) (2) (40 الحج) .
    ثم قال رحمه الله ((وَالثَّـــا لَنَا والْخُلْفُ مِــلْ ... مَــعْ أَنْبَـتَــتْ))
    أي وقرأ المرموز له باللام ، وهو هشام بإدغام تاء التأنيث الساكنة عند الثاء ، وورد الخلاف عن ابن ذكوان في هذا ، ومثال ذلك : (بَعِدَتْ ثَمُودُ. وَكَذَّبَتْ ثَمُودُ. وَرَحُبَتْ ثُمَّ) ، قوله : ((مَــعْ أَنْبَـتَــتْ)) أي مع ثبوت الخلاف عن ابن ذكوان في إدغام تاء التأنيث الساكنة من كلمة (أنبتت) (3) من قول الله تعالى : (أَنْبَتَتْ سَبْعَ) (261 البقرة) .
    قال الناظم رحمه الله : ((لَا وَجَـبَـتْ وَإِنْ نُقِلْ)) أي أنه لا خلاف عن ابن ذكوان في إظهار تاء التأنيث الساكنة من قول الله تعالى : (وَجَبَتْ جُنُوبُهَا) (36 الحج) ، وإن نقل الخلاف عن ابن ذكوان بعض
    الأئمة كالإمام الشاطبي رحمه الله ، فهذا لا يصح على التحقيق (4) 1 .



    (4) وَانْفَرَدَ الشَّاطِبِيُّ عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ بِالْخِلَافِ فِي وَجَبَتْ جُنُوبُهَا وَلَا نَعْرِفُ خِلَافًا عَنْهُ فِي إِظْهَارِهَا مِنْ هَذِهِ الطُّرُقِ. وَقَدْ قَالَ أَبُو شَامَةَ: إِنَّ الدَّانِيَّ ذَكَرَ الْإِدْغَامَ فِي غَيْرِ التَّيْسِيرِ مِنْ قِرَاءَتِهِ عَلَى أَبِي الْفَتْحِ فَارِسِ بْنِ أَحْمَدَ لِابْنِ ذَكْوَانَ وَهِشَامٍ، مَعًا (قُلْتُ) : وَالَّذِي نَصَّ عَلَيْهِ فِي جَامِعِ الْبَيَانِ هُوَ عِنْدَ الْجِيمِ وَلَفْظُهُ: وَاخْتَلَفُوا عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ فَرَوَى ابْنُ الْأَخْرَمِ وَابْنُ أَبِي دَاوُدَ وَابْنُ أَبِي حَمْزَةَ وَالنَّقَّاشُ وَابْنُ شَنَبُوذَ عَنِ الْأَخْفَشِ عَنْهُ الْإِظْهَارَ فِي الْحَرْفَيْنِ، وَكَذَلِكَ رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ، وَرَوَى ابْنُ مُرْشِدٍ وَأَبُو طَاهِرٍ وَابْنُ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، وَغَيْرُهُمْ عَنِ الْأَخْفَشِ عَنْهُ نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بِالْإِظْهَارِ، وَوَجَبَتْ جُنُوبُهَا بِالْإِدْغَامِ، وَكَذَلِكَ رَوَى لِي أَبُو الْفَتْحِ عَنْ قِرَاءَتِهِ عَلَى عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ الْحَسَنِ فِي رِوَايَةِ هِشَامٍ انْتَهَى.
    فَرُوَاةُ الْإِظْهَارِ هُمُ الَّذِينَ فِي الشَّاطِبِيَّةِ وَلَمْ يَذْكُرِ الدَّانِيُّ أَنَّهُ قَرَأَ بِالْإِدْغَامِ عَلَى أَبِي الْفَتْحِ إِلَّا فِي رِوَايَةِ هِشَامٍ كَمَا ذَكَرَهُ، وَعَلَى تَقْدِيرِ كَوْنِهِ قَرَأَ بِهِ عَلَى أَبِي الْفَتْحِ حَتَّى يَكُونَ مِنْ طَرِيقِ أَصْحَابِ الْإِدْغَامِ كَابْنِ مُرْشِدٍ وَأَبِي طَاهِرٍ وَابْنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، وَغَيْرِهِمْ فَمَاذَا يُفِيدُ إِذَا لَمْ يَكُنْ قَرَأَ بِهِ مِنْ طُرُقِ كِتَابِهِ؟ عَلَى أَنِّي رَأَيْتُ نَصَّ أَبِي الْفَتْحِ فَارِسٍ فِي كِتَابِهِ فَإِذَا هُوَ الْإِدْغَامُ عَنْ هِشَامٍ فِي الْجِيمِ وَالْإِظْهَارُ عَنِ ابْنِ ذَكْوَانَ وَلَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ: وَجَبَتْ جُنُوبُهَا، وَغَيْرِهِ. (النشر 2/6) .



    وَقرأ الْبَاقُونَ بِإِظْهَارِهَا – تاء التأنيث الساكنة - عِنْدَ الْأَحْرُفِ السِّتَّةِ وَهُمُ ابْنُ كَثِيرٍ وَعَاصِمٌ وَأَبُو جَعْفَرٍ وَيَعْقُوبُ وَقَالُونُ وَالْأَصْبَهَان ِيُّ عَنْ وَرْشٍ . والله أعلم .
    تنبيهات هامة :
    1- وجه إدغام هشام تاء التأنيث الساكنة من قول الله تعالى (لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ) (40 الحج) ، وإدغام تاء التأنيث الساكنة في حروف (س ، ج ، ز) من الأوجه الزائدة للنشر والطيبة على التيسير والشاطبية ، قال الشيخ الإبياري رحمه الله :
    وَأَدْغِمَنْ قَالَ لَقَدْ فِي صَادِهَا ... مَعْ هُدِّمَتْ وَالتَّاءُ فِي سَجَزْ (لَــ)ـهَـــا
    2- وجه إدغام ابن ذكوان تاء التأنيث الساكنة من قول الله تعالى (أَنْبَتَتْ سَبْعَ) (261 البقرة) ، ووجه إظهار ابن ذكوان تاء التأنيث الساكنة عند الثاء في نحو : (بَعِدَتْ ثَمُودُ) (95 هود) من الأوجه الزائدة للنشر والطيبة على التيسير والشاطبية ، قال الشيخ الإبياري رحمه الله :
    وَأَدْغِمَنْ .............................. ..............................
    وَأَنْبَتَتْ (مِــــ)زْ عَنْهُ فِي الثَّا أَظْهَرَا .............................. ..........
    3- وجه إظهار تاء التأنيث الساكنة عند الظاء للأصبهاني عن ورش في نحو : (حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا) (138 الأنعام) من الأوجه الزائدة للنشر والطيبة على التيسير والشاطبية ، قال الشيخ الإبياري رحمه الله :
    .............................. ......وَالتَّاءُ فِي الظَّا الْأَصْبَهَانِي أَظْهَرَا

    جدول يبين اختلاف القراء في إدغام تاء التأنيث الساكنة
    الحرف المدغم فيه .............................. ..................رموز القراء والرواة
    (ج ، ظ ، ث ، ص ، ز ، س) .............................. ..............رِضًا حُزْ
    (ظ) .............................. .............................. ..........جَـــــــث َا
    (ج ، ظ ، ص ، ز ، س) .............................. ................ خلف البزار
    (ص ، ظ) .............................. .............................. ...كـَــــــــــ
    ( س ، ج ، ز) .............................. ........................... خلفٌ لَــــزِم
    (لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ) (40 الحج) .............................. .............. خلفٌ لَــــزِم
    (ث).......................... .............................. ....لـَــــــــــ نَــا والخلف مِــــــــل
    (أَنْبَتَتْ سَبْعَ) (261 البقرة) .............................. ............ والخلف مِــــــــل
    (وَجَبَتْ جُنُوبُهَا) (36 الحج) .............................. .لا أحد وإن نقل عن ابن ذكوان
    ............... ............... ...............

    تم شرح الفصل بحمد الله ، نسأل الله التوفيق والإخلاص والقبول ، وصلّ اللهم وسلّم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •