ليس دفاعا عن السلفيين للكاتب الصحفي حلمي الاسمر -وفقه الله-



التاريخ : 18-05-2011

الدستور الأردنية - أصبحت كلمتا «السلفية» و«السلفيين» عرضة لكثير من التشويه، وربما الشتم من قبل كثيرين، ولا يعلم هؤلاء فداحة ما يرتكبون حينما يشتمون ويشنعون على السلفية والسلفيين، سواء كإصطلاح أو حتى كجماعة، وقبل أن أعرج على أمر خطير جدا كشفه كاتب مصري محترم، خاص بما يحاك ضد الأمة من تآمر عبر عباءة السلفية، أود أن أوجز جدا ما المقصود بالإصطلاحين، كي يعد كل من يشتمهما للمائة!.

سئل الشيخ الألباني وهو من شيوخ السلفية الكبار في هذا العصر، عن هذا الأمر، فقال إن السلفية نسبة إلى السلف، والسلف هم أهل القرون الثلاثة الذين شهد لهم رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- بالخيرية، في الحديث الصحيح المتواتر عن جماعة من الصحابة عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أنه قال : «خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم» وتلك القرون الثلاثة شهد لها رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- بالخيرية، فالسلفية تنتمي إلى هذا السلف، والسلفيون ينتمون إلى هؤلاء السلف.

إذن هذه النسبة ليست نسبة إلى شخص أو أشخاص كما هي نسب جماعات أخرى موجودة اليوم على الأرض الإسلامية، بل هي نسبة إلى العصمة، ذلك لأن السلف الصالح يستحيل أن يجمعوا على ضلالة، وفي ظل هذا المفهوم، فإن كل مسلم يستحيل عليه إلا أن يكون سلفياً، «انتهى كلام الألباني».

والآن إلى ما كشفه الكاتب المصري المعروف د. محمد عباس عن مؤامرة خطيرة تحيك خيوطها فلول جهاز أمن الدولة سيء السمعة في مصر؛ من خلال استغلال أفراد الجهاز ومنتسبيه السابقين ليتخفوا في الصورة المعروفة عن السلفيين من اللحية وارتداء القميص الأبيض، وقيامهم بأعمال تخريبية على غرار ما حصل في الجزائر، لتشويه سمعة السلفيين وإثارة الرأي العام ضدهم وإدخال البلاد في حالة من الفوضى؛ الأمر الذي ينذر بـ«كوارث مروعة توشك أن تحدث» في مصر، وفي غير مصر، لأن نجاح ثورة مصر، مؤشر على نجاح كل الثورات العربية!.

تحت عنوان «بلاغ للمجلس الأعلى للقوات المسلحة- مؤامرة مجرمة وكارثة مروعة - هل سيحرق أمن الدولة مصر؟!»، كتب د. عباس يقول.. اتصل بي من أعرفه وأثق فيه ثقة كاملة، طالبا مني أن أبلغ ولاة الأمر بمصيبة توشك أن تنقض على الوطن، وهذا الشخص يعمل في مؤسسة يوجد فيها عشرات الآلاف ويتردد عليها عشرات الآلاف، ونظرا لأنه يعمل في هذه المؤسسة منذ فترة طويلة فهو يعرف جميع المخبرين والموظفين المرتبطين بجهاز الأمن.

وقد لفت انتباهه بشدة أن الغالبية العظمى منهم أطلقوا لحاهم وارتدى الكثيرون منهم الجلباب القصير تشبها بالسلفيين، لكن ما أثار انتباهه أن سلوكهم غير الإسلامي قد استمر كما هو، حتى أن معظمهم لا يقرب الصلاة! وأنه يشك أنهم إنما فعلوا ذلك لارتكاب الجرائم وترويع الآمنين لتنسب أعمالهم إلى السلفيين، والهدف من ذلك كما يبدو استنساخ تجربة الجزائر، حيث يورد الكاتب واقعة أوردها ضابط سابق في الجيش الجزائري يدعي حبيب سويدية نشر كتابا تحت عنوان «الحرب القذرة» فضح فيه جنرالات الجيش الجزائري الذين نفذوا مذابح ضخمة ضد المواطنين العزل بزي السلفيين، حيث يقول، «حصل في إحدى ليالي مايو من العام 1994م أن تلقى أمرًا بأن يواكب رجاله في مهمة عسكرية، وقد فوجئ بأولئك الضباط يرتدون جلابيب، وقد أرسلوا لحاهم كما لو أنهم إسلاميون، وفي الحال أدرك أن مهمة قذرة ستنفذ، لا سيما أنهم كانوا يحملون معهم قوائم أسماء، وبالفعل اتَّجه الضباط الأربعة بحراسة الدورية التي يترأسها إلى قرية مجاورة، وقرعوا أبواب بعض الأكواخ ثم عادوا ومعهم خمسة من الرجال وقد أوثقت أيديهم خلف ظهورهم، وألبسوا أقنعة حتى لا يروا شيئًا، وعند الرجوع إلى موقع القيادة في بلدة الأخضرية تبين لـ (سويدية) أن زملاء آخرين له قاموا بمهمة مماثلة، وعادوا أيضًا ببعض الأسرى من القرى المجاورة .

وتم اقتياد الأسرى إلى سجن الثكنة حيث بدأت عمليات تعذيب دامت بضعة أيام، ثم انتهت بقتل الأسرى رميًا بالرصاص أو ذبحًا أو حتى حرقًا، ورميت جثثهم في ضواحي بلدة الأخضرية، وحضر (سويدية) عملية تعذيب وحرق لاثنين من الأسرى، رجل في الخامسة والثلاثين، وفتى في الخامسة عشرة، وقد سمى في كتابه الضابط الذي سكب عليهما صفيحة النفط وأضرم فيهما النار، وكذلك الضباط الذين كانوا يتفرجون على العملية.

وبلغ الاشمئزاز ذروته عندما أذاعت القيادة العسكرية على أهالي الأخضرية بيانًا يفيد أن الإرهابيين داهموا بعض القرى المجاورة وقتلوا العشرات من رجالها وألقوا بجثثهم في الطرق!!.

أحببت أو أورد اليوم هذه الحقائق، كي ننتبه في بلادنا العربية الى ما قد يُحاك ضدنا من مؤامرات، وما يرتكب من جرائم باسم السلف، والسلفيين، وهؤلاء براء من هذه الأعمال البشعة، والشكر موصول لـ د.عباس على ما أورده، ونرجو تعميم هذه المعلومات -قدر الإمكان- كيلا نقع ضحية لهؤلاء المجرمين، الذين يريدون حرق المجتمع، دون أن يرف لهم جفن!.

hilmias@gmail.com