تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: أقوال العلماء في التصوف

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2010
    المشاركات
    129

    افتراضي أقوال العلماء في التصوف

    الإمام الشافعي

    أما الإمام الشافعي فقد أدرك بدايات التصوف وكان من أكثر العلماء والأئمة إنكاراً على الصوفية ، ورويت عنه أقوال كثيرة منها:
    روى البيهقي في مناقب الشافعي (2 ـ208) أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: سمعت أبا محمد جعفر بن محمد بن الحارث يقول: سمعت أبا عبد الله: الحسين بن محمد بن بحر يقول: سمعت يونس بن عبد الله الأعلى يقول: سمعت الشافعي يقول: لو أن رجلاً تصوَّف من أول النهار لم يأت عليه الظهر إلا وجدته أحمق .
    أخبرنا محمد بن عبد الله قال: سمعت أبا زرعة الرازي يقول: سمعت أحمد بن محمد بن السندي يقول: سمعت الرَّبيع بن سليمان يقول: سمعت الشافعي يقول: ما رأيت صوفياً عاقلاً قط إلا مسلم الخوَّاص.
    أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: سمعت أبا عبد الله الرازي يقول: سمعت إبراهيم بن المولد يحكي عن الشافعي أنه قال: لا يكون الصوفي صوفياً حتى يكون فيه أربع خصال كسول أكول نئوم كثير الفضول.
    وروى ابن الجوزي (تلبيس إبليس صفحة: 371) عن الشافعي قوله: "ما لزم أحد الصوفيين أربعين يوماً فعاد عقله أبداً.
    وقال رحمه الله: ((تركت بالعراق شيئاً يقال له (التغبير) ، أحدثه الزنادقة، ويصدُّون الناس عن القرآن" روى ذلك الخلال في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ((36))، وأبو نعيم في الحلية ((9ـ146)) وابن الجوزي ((244-249))
    وروى أبو بكر الأثرم قال : سمعت أبا عبد الله - يعني أحمد بن حنبل - يقول : " التغبير محـدث " ـ ومنه قوم يغبرون بذكر الله ، أي يهـللون ويرددون الصوت بالقراءة ونحوها ـ .
    وقال أبو الحارث : سألت أبا عبد الله عن التغبير وقلت: إنه ترق عليه القلوب. فقال: " هو بدعــة " وروى غيره أنه كرهه ، ونهى عن إسماعه .
    وقال يزيد بن هارون : " ما يغبر إلا فاسق ، ومتى كان التغبــير ؟ " .
    وقال عبد الله بن داود : " أرى أن يضرب صاحب التغبير "

    الإمام أحمد بن حنبل

    وأما الإمام أحمد بن حنبل فقد كان لهم بالمرصاد فقد قال عندما بدأ الحارث المحاسبي يتكلم في هذه الخطرات: ((ما تكلم فيها الصحابة ولا التابعون". وحذر من مجالسة الحارث المحاسبي وقال لصاحب له: "لا أرى لك أن تجالسهم)).
    وذكر أبو بكر الخلال في كتاب السنة عن أحمد بن حنبل أنه قال: ((حذروا من الحارث أشد التحذير!! الحارث أصل البلبلة ـ يعني في حوادث كلام جهم ـ ذاك جالسه فلان وفلان وأخرجهم إلى رأي جهم ما زال مأوى أصحاب الكلام. حارث بمنـزلة الأسد المرابط انظر أي يوم يثب على الناس!!" (تلبيس إبليس 166-167).
    وهذا الكلام من الإمام أحمد يكشف فيه القناع أيضاً عن أن الحارث المحاسبي الذي تسربل ظاهراً بالزهد والورع والكلام في محاسبة النفس على الخطرات والوساوس كان هو المأوى والملاذ لأتباع جهم بن صفوان المنحرفين في مسائل الأسماء والصفات والنافين لها، وهكذا كان التصوف دائماً هو الظاهر الخادع للحركات والأفكار الباطنية.
    ولذلك وقف الإمام أحمد لهؤلاء الأشرار الظاهرين منهم والمتخفين بالزهد والورع وأمر بهجر الحارث المحاسبي وشدد النكير عليه فاختفى الحارث إلى أن مات. (تلبيس إبليس 167).
    وقال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: ((قبور أهل السنة من أهل الكبائر روضة ، وقبور أهل البدعة من الزهاد حفرة ، فسّـاق أهل السنــة أوليـاء الله ، وزهــاد أهل البدع أعداء الله)).اهـ طبقات الحنابلة (1/184) الفروع (2/149)

    أبو زرعة الرازي

    قال البرذعي : سئل أبو زرعة عن المحاسبي وكتبه ، فقال للسائل : إياك وهذه الكتب ، هذه كتب بدع وضلالات ، عليك بالأثر فإنك تجد فيه ما يغنيك عن هذه الكتب. قيل له : في هذه الكتب عبرة ، فقال : من لم يكن له في كتاب الله عبرة فليس له في هذه عبرة ، بلغكم أن مالك بن أنس أو سفيان الثوري أو الأوزاعي أو الأئمة صنفوا كتباً في الخطرات والوساوس وهذه الأشياء ، هؤلاء قوم قد خالفوا أهل العلم ....... ثم قال: ما أسرع الناس إلى البدع.
    "تهذيب التهذيب" (2ـ135)
    قال الذهبي مُعلقاً على كلام أبي زرعة في ميزان الاعتدال (1ـ431):
    (( وأين مثل الحارث؟ فكيف لو رأى أبو زرعة تصانيف المتأخرين كالقوت لأبي طالب، وأين مثل القوت! كيف لو رأى بهجة الأسرار لابن جهضم ، وحقائق التفسير للسلمي لطار لُبُّه.
    كيف لو رأى تصانيف أبي حامد الطوسي في ذلك على كثرة ما في الإحياء من الموضوعات؟!! (يعني كتاب أبو حامد الغزالي الطوسي الإحياء)
    كيف لو رأى الغنية للشيخ عبد القادر!كيف لو رأى فصوص الحكم والفتوحات المكية؟!
    بلى لما كان لسان الحارث لسان القوم في ذلك العصر كان معاصره ألف إمام في الحديث، فيهم مثل أحمد بن حنبل وابن راهويه، ولما صار أئمة الحديث مثل ابن الدخميس، وابن حانه كان قطب العارفين كصاحب الفصوص وابن سفيان. نسأل الله العفو والمسامحة آمين.))


    القاضي عياض

    يقول : (( الشيخ أبو حامد ذو الأنباء الشنيعة ، والتصانيف الفظيعة غلا في طريق التصوف وتجرد لنصر مذهبهم وصار داعية في ذلك وألّف فيه تواليفه المشهورة . أُخذ عليه فيها مواضع وساءت به ظنون أمّه ، والله أعلم بسره . ونفذ أمر السلطان عندنا بالمغرب وفتوى الفقهاء بإحراقها والبعد عنها فامتثل ذلك )) .
    (سير أعلام النبلاء: 19ـ327)
    وقد روى القاضي عياض في الشفا (2/246) قال : (( وأجمع فقهاء بغداد أيام المقتدر من المالكية ، وقاضي قضاتها أبو عمر المالكي ، على قتل الحلاج وصلبه لدعواه الإلهية والقول بالحلول ؛ وقوله : أنا الحق ، مع تمسكه في الظاهر بالشريعة ولم يقبلوا توبته . وكذلك حكموا في ابن أبي الغراقيد وكان على نحو مذهب الحلاج بعد هذا أيام الراضي بالله وقاضي قضاة بغداد يومئذ أبو الحسين بن أبي عمر المالكي )) . انتهى
    _ وقال القاضي المالكي عياض ( 544هـ) في كتابه ( الشفا بتعريف حقوق المصطفى ) : (( وكذلك ـجمع المسلمون على تكفير من قال قول بعض المتصوفة : إن العبادة وطول المجاهدة إذا صفَّت نُفُوسهم أَفضت بهم إلى إسقاطها وإباحة كل شيء لهم , ورفع عهد الشرائع عنهم ....... وكذلك من أنكر الجنة أو النار أو البعث أو الحساب أو القيامة فهو كافر بإجماعٍ للنصّ عليه , وإجماع الأمة على صحة نقله مُتواتراً , وكذلك من اعترف بذلك ولكنه قال : إن المُراد بالجنة والنار والحشر والنَّشر والثواب والعقاب معنى غير ظاهره وإنها لذَّاتُ روُحانية , ومعان باطنةُ , كقول النصارى والفلاسفة والباطنية وبعض المتصوفة وزعمهم أن معنى القيامة الموت أو فناءُ محضُ , وانتقاض هيئة الأفلاك , وتحليل العلم كقول بعض الفلاسفة )). انتهى . الشفا (2/236-240).
    وقال ابن خلدون: ((هذا العِلم - السِّحْر - حَدث في المِلَّة بعد صدر منها ، وَعنْد ظُهور الغُلاَة من المتصوفة ، الحلاَّج ،ابن عربي ، العَفيف التِّلِمْساني ، ابْن سَبعين ، ابنالفارض
    وجنوحهم إلى كشف حجاب الحس ، وظهور الخوارق على أيديهم والتصرفات في عالم العناصر ، وتدوين الكتب والاصطلاحات ومزاعمهم في تنـزل الوجود عن الواحد وترتيبه. وزعموا أن الكمال الأسمائي مظاهر أرواح والأفلاك والكواكب وأن طبائع الحروف وأسرارها سارية في الأسماء فهي سارية في الأكوان )). (المقدمة لابن خلدون صفحة:930)
    يقول الإمام الأشعري : (( وكان في الصوفية رجلٌ يُعرف بـأبي شعيب: يزعم أنَّ الله يُسرُّ ويَفرح بطاعة أوليائه، ويغتمُّ، ويحزن إذا عصَوْه )) يعني: كَفَرح المخلوقين وكغَمِّهم.
    يقول: ((وفي النُّساك قومٌ يزعمون أنَّ العبادة تبلغ بهم إلى منـزلةٍ تزول عنهم العبادات، وتكون الأشياء المحظورات على غيرهم من الزنا، وغيره مباحات لهم.
    وفيهم من يزعم: أنَّ العبادة تبلغُ بهم إلى أنْ يروا الله سُبْحَانَهُ، ويأكلوا مِن ثمار الجنَّة، ويعانِقوا الحورَ العين في الدنيا، ويحارِبوا الشياطين.
    ومنهم مَن يزعم: أنَّ العبادة تبلغ بهم إلى أن يكونوا أفضلَ مِن النَّبيِّين، والملائكة المقرَّبين )).
    وكلام الإمام الأشعري ، هذا يؤكِّد ما قاله الإمام خشيش ، ويذكر عنهم قضية سقوط التكاليف وسقوط التعبدات، وأنَّ الإنسان يترقَّى، كما تقول الصوفية أنَّ الله تعالى يقول: وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ [الحجر:99]، فإذا جاء اليقين أو إذا وصلت إلى الحقيقة: سقطتْ عنك الشريعة؛ لأنَّ الصوفي عندهم يبدأ مُريداً، ثمَّ سالكاً، ثم واصلاً، والواصل: أي: الذي وصل إلى الحقيقة، وسقطت عنه التكاليف، وسقطت عنه التعبدات.
    هذا قول الإمام الأشعري -وهو المتوفى سنة (324 هـ)- وهو ما يزال متقدماً بالنِّسبة لانتشار الصوفية.

    العز بن عبد السلام

    جاء في كتاب المعيار المُعَرّب (11/29):
    سُئل الشيخ عز الدين ابن عبد السلام عن جماعة من أهل الخير والصلاح والورع يجتمعون في وقت فينشدُ لهم مُنشد:
    فأجاب: ((الرقص بدعة لا يتعاطاه إلا ناقص عقل، ولا يصلح إلا للنساء ..))
    وهي كذلك في فتاويه صفحة (163) وقد نقلها وأثبتها الحافظ التونسي الزبيدي رحمه الله ، في كتابِه (المرآة إظهار الضلالات).
    يدّعي بعض الصوفيّة أن الإمام العز ابن عبد السلام كان يتواجد ويرقص في مجالس السماع ، ويتّخِذُون من ذلك حجّة على إباحة الرقص في مجالس الذكر عندهم . والحقيقة أن الذي ادّعوه غير صحيح ، وكل من يعرف سيرة الإمام العز ابن عبد السلام ، يدرك تماماً أن هذا الكلام كذب عليه ، وأن إلصاق هذه التهمة بهذا الإمام إنما هو للتغرير بالعامّة من الناس.
    وأكبر دليل على كذب الصوفية ، أن العز رحمه الله ، قد نصَّ في أهم كتبه على تحريم ذلك فقال: ((وأما الرقص و التصفيق فَخِفَّةٌ ورعونة ، مُشْبِهَةٌ لرعونة الإناث لا يفعلها إلا راعن أو متصنع كذّاب ، كيف يتأتى الرقص المتَّزن بأوزان الغناء ، ممن طاش لُبُّه وذهب قلبه ، وقد قال عليه الصلاة والسلام: "خير الناس قرني ، ثمّ الذين يلونهم ،ثم الذين يلونهم". متفق عليه، ولم يكن واحد من هؤلاء الذين يقلدونهم يفعل شيئاً من ذلك)). انتهى
    (قواعد الأحكام في مصالح الأنام: 2ـ 186).

    القرطبي أبو عبد الله ، صاحب التفسير

    يقول الإمام القرطبي رحمه الله: فأما طريقة الصوفيّة أن يكون الشيخ منهم يوماً وليلة، وشهراً، مفكّراً، لا يفتر، فطريقةٌ بعيدة عن الصواب، غير لائقة بالبشر، ولا مستمرة على السنن.
    الجامع لأحكام القرآن: (4/315).
    ويقول رحمه الله: وهذا السجود المنهيّ عنه، قد اتخذه جُهَّالُ المتصوّفة، عادةً في سماعهم، وعند دخولهم على مشايخهم واستغفارهم، فيرى الواحد منهم إذا أَخذه الحال بزعمه، يسجد للأقدام لجهله، سواء أكان للقبلة أم غيرها، جهالة منه، ضَلَّ سَعْيُهم، وخاب عملهم.
    الجامع لأحكام القرآن: (1/293-294).
    قال ابن عطيّة: استدلَّ العُبَّادُ في تأديب أَنفسهم بالبأساء في تفريق الأَموال، والضراء في الحمل على الأَبدان بالجوع والعُري بقوله تعالى: { وَلَقَدْ أَرْسَلنَا إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ (42)} .
    قُلتُ- أي الإمام القُرطبي -:
    هذه جهالة ممن فعلها، وجعل هذه الآية أصلاً لها، هذه عقوبة من الله لمن شاء من عباده أن يمتحنهم بها، ولا يجوز لنا أن نمتحن أَنفسنا ونكافئها قياساً عليها، فإنها المطية التي نبلغ عليها دار الكرامة، ونفوز بها من أَهوالِ يومِ القيامة، وفي التنزيل: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً} .
    وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَلاَ تَيَمَّمُواْ الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَن تُغْمِضُواْ فِيهِ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ } (267) .
    { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ }
    فأمرَ المؤمنين بما خاطب بهِ سيد المرسلين، وكان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأَصحابه يأكلون الطيبات، ويلبسون أحسنَ الثياب، ويتجمّلونَ بها، وكذلك التابعون بعدهم إلى هلمّ جراً.
    ولو كان كما زعموا واستدلوا، لما كان في امتنان الله تعالى بالزّروع والجنّات وجميع الثمار والنبات والأنعام التي سخرها، وأَباح لنا أكلها وشرب ألبانها والدفء بأصوافها،إلى غير ذلك مما امتنّ به، كبير فائدة، فلو كان ما ذهبوا إليه فيه الفضل لكان أولى به رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه ومن بعدهم من التابعين والعلماء.
    الجامع لأحكام القرآن: (6/424-425) .

    الحافظ ابن حجر

    يقول الحافظ رحمه الله نقلاً عن القرطبي رحمه الله: ((وأما ما ابتدعه الصوفية في ذلك فمن قبيل ما لا يختلف في تحريمه ، لكن النفوس الشهوانية غلبت على كثير ممن ينسب إلى الخير ، حتى لقد ظهرت من كثير منهم فعلات المجانين والصبيان ، حتى رقصوا بحركات متطابقة وتقطيعات متلاحقة ، وانتهى التواقح بقوم منهم ، إلى أن جعلوها من باب القرب ، وصالح الأعمال ، وأن ذلك يثمر سني الأحوال ، وهذا على التحقيق من آثار الزندقة ، وقول أهل المخرفة ، والله المستعان)) . اهـ
    قال الحافظ ابن حجر: وينبغي أن يعكس مرادهم ويقرأ سيء الأحوال.
    فتح الباري (جزء2صفحة442).


    أبو بكر الطرطوشي

    سئل الإمام أبو بكر الطُّرْطوشي رحمه الله:
    ما يقول سيدنا الفقيه في مذهب الصوفية؟
    وأعلم-حرس الله مدته- أنه اجتمع جماعة من رجال،فيكثرون من ذكر الله تعالى،وذكر محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ثم إنهم يوقعون بالقضيب على شيءٍ من الأَديم،ويقوم بعضهم يرقص ويتواجد،حتى يقع مغشيّاً عليه،ويحضرون شيئاً يأكلونه.
    هل الحضور معهم جائز أم لا؟
    أفتونا مأجورين،يرحمكم الله.
    الجـــــــــواب :
    يرحمك الله، مذهب الصوفية بطالة وجهالة وضلالة، وما الإسلام إلا كتاب الله، وسنة رسوله، وأما الرقص والتواجد، فأَوّل مَنْ أَحثه أصحاب السامريّ، لما اتخذ لهم عجلاً جسداً له خوار, قاموا يرقصون حواليه ويتواجدون, فهو دين الكفار, وعبّاد العجل.
    وأما القضيب فأوّل مَن اتخذه الزَّنادقة، ليشغلوا به المسلمين عن كتابِ الله تعالى.
    وإنما كان يجلس النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم مع أصحابه، كأنما على رؤوسهم الطير من الوقار، فينبغي للسلطان ونوّابه أن يمنعهم من الحضور في المســاجد وغيرها، ولا يحلّ لأَحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يحضر معهم، ولا يعينهم على باطلهم، هذا مذهب مالك وأبي حنيفة والشافعي وأحمد بن حنبل وغيرهم من أئمة المسلمين،وبالله التوفيق.
    المرجع:
    كتاب الجامع لأحكام القرآن للإمام القرطبي: (11/237-238

    الإمام الذهبي

    صور من إنكار الإمام الذهبي على الصوفية ، وبيان مخالفتهم لطريقة أهل الزهد والتنسك من المتقدمين ، وتمحيص ما عند المتقدمين من خلل:
    قال رحمه الله في ترجمة "حاتم الأصم" من كتابه سير أعلام النبلاء: (11ـ487) بعد أن ذكر قول حاتم الأصم: ((لو أن صاحب خبر جلي إليك لكنت تتحرز منه وكلامك يعرض على الله لا تحترز. فقال الذهبي: قلت: هكذا كانت نكت العارفين وإشاراتهم لا كما أحدث المتأخرون من الفناء والمحو والجمع الذي آل بجهلتهم إلى الاتحاد وعدم السوى)).
    وقال الذهبي رحمه الله في السير (22ـ368): ((قال ابن هلال: جلست عنده ـ يعني: أبا الجناب أحمد بن عمر الخوارزمي ـ في الخلوة مراراً, وشاهدت أموراً عجيبة, وسمعت من يخاطبني بأشياء حسنة.
    فقال الذهبي معلقاً: قلت: لا وجود لمن خاطبك في خلوتك مع جوعك المفرط, بل هو سماع كلام في الدماغ الذي قد طاش وفاش وبقي قرعة كما يتم للمبرسم والمغمور بالحمى والجنون, فاجزم بهذا, واعبد الله بالسنن الثابتة تفلح)).
    وذكر الذهبي في ترجمة "أبي حامد الغزالي" من السير: (19ـ322): قول الغزالي: (وذهبت الصوفية إلى العلوم الإلهامية دون التعليمية فيجلس فارغ القلب مجموع الهم يقول: الله .... الله.... الله... على الدوام ، فليفرغ قلبه ولا يشتغل بتلاوة ولا كتب حديث !! ، قال: فإذا بلغ هذا الحد التزم الخلوة في بيت مظلم وتدثر بكسائه فحينئذ يسمع نداء الحق !!!: (يا أيها المدثر) و (يا أيها المزمل) !!!)).
    قال الذهبي معقباً: ((قلت: سيد الخلق إنما سمع: {يَا أيُّهَا المُدَّثِرِ} (المدثر: 1) من جبريل عن الله ، وهذا الأحمق لم يسمع نداء الحق أبدا !! ، بل سمع شيطاناً أو سمع شيئا لا حقيقة من طيش دماغه ، والتوفيق في الاعتصام بالسنة والإجماع) انتهى كلامه رحمه الله .
    ونقل كلاما "للطرطوشي" قال فيه: ((وقال محمد بن الوليد الطرطوشي في رسالة له إلى ابن مظفر فأما ما ذكرت من أبي حامد فقد رأيته وكلمته فرأيته جليلا من أهل العلم واجتمع فيه العقل والفهم ومارس العلوم طول عمره وكان على ذلك معظم زمانه ثم بدا له عن طريق العلماء ودخل في غمار العمال ثم تصوف وهجر العلوم وأهلها ودخل في علوم الخواطر وأرباب القلوب ووساوس الشيطان ثم شابها بآراء الفلاسفة ورموز الحلاج وجعل يطعن على الفقهاء والمتكلمين ولقد كاد أن ينسلخ من الدين فلما عمل " الإحياء " عمد يتكلم في علوم الأحوال ومرامز الصوفية أنيس بها ولا خبير بمعرفتها فسقط على أم رأسه وشحن كتابه بالموضوعات)).
    قال الذهبي: ((قلت أما " الإحياء " ففيه من الأحاديث الباطلة جملة وفيه خير كثير لولا ما فيه من آداب ورسوم وزهد من طرائق الحكماء و منحرفي الصوفية نسأل الله علما نافعا تدري ما العلم النافع هو ما نزل به القرآن وفسره الرسول صلى الله عليه وسلم قولا وفعلا ولم يأت نهي عنه قال عليه السلام من رغب عن سنتي فليس مني فعليك يا أخي بتدبر " كتاب الله " و بإدمان النظر في " الصحيحين " و " سنن النسائي " و " رياض " النواوي و " أذكاره " تفلح وتنجح ، وإياك وآراء عباد الفلاسفة ، ووظائف أهل الرياضات ، وجوع الرهبان ، وخطاب طيش رؤوس أصحاب الخلوات فكل الخير في متابعة الحنيفية السمحة ، فواغوثاه بالله اللهم اهدنا إلى صراطك المستقيم)).
    وقال في ترجمة "سعيد بن عبد العزيز الحيري" (14ـ62) لما ذكر قول أبي نعيم الحافظ فيه من قوله: ((تخرج به جماعة من الأعلام كإبراهيم بن المولد وكان ملازماً للشرع متبعاً له.
    قال الذهبي: قلت: يعني أنه كان سليماً من تخبيطات الصوفية وبدعهم)).
    وقال الذهبي في ترجمة "ابن الأعرابي" (15ـ407ـ412) في التمييز بين التصوف المحدث ، والتنسك والتعبد الشرعي: ((قلت: إي والله دققوا وعمقوا وخاضوا في أسرار عظيمة ما معهم على دعواهم فيها سوى ظن وخيال ولا وجود لتلك الأحوال من الفناء والمحو والصحو والسكر إلا مجرد خطرات ووساوس ما تفوه بعباراتهم صديق ، ولا صاحب ، ولا إمام من التابعين ، فان طالبتهم بدعاويهم مقتوك ، وقالوا: محجوب ، وإن سلمت لهم قيادك تخبط ما معك من الإيمان ، وهبط بك الحال على الحيرة والمحال ، ورمقت العباد بعين المقت ، وأهل القرآن والحديث بعين البعد ، رجاء مساكين محجوبون ، فلا حول ولا قوة إلا بالله ، فإنما التصوف والتأله والسلوك والسير والمحبة ما جاء عن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم من الرضا عن الله ولزوم تقوى الله والجهاد في سبيل الله والتأدب بآداب الشريعة من التلاوة بترتيل وتدبر والقيام بخشية وخشوع وصوم وقت وإفطار وقت وبذل المعروف وكثرة الإيثار وتعليم العوام والتواضع للمؤمنين والتعزز على الكافرين ومع هذا فالله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ، والعالم إذا عري من التصوف والتأله فهو فارغ كما أن الصوفي إذا عري من علم السنة زل عن سواء السبيل) .
    قال الذهبي رحمه الله عن سيد الصوفية "ابن عربي الطائي" (23 ـ 48): ((وكان ذكياً كثير العلم كتب الإنشاء لبعض الأمراء بالمغرب ثم تزهد وتفرد وتعبد وتوحد وسافر وتجرد واهتم وأنجد وعمل الخلوات ، وعلِق شيئا كثيرا في تصوف أهل الوحدة ، ومن أردإ تواليفه كتاب ((الفصوص)) فإن كان لا كفر فيه فما في الدنيا كفر!!! نسأل الله العفو والنجاة . فواغوثاه بالله ، وقد عظمه جماعة وتكلفوا لما صدر منه ببعيد الاحتمالات)). انتهى .
    وقال الذهبي في ترجمة"الحكيم الترمذي" (13ـ442): ((كذا تُكلم في السُلمي من أجل تأليفه كتاب حقائق التفسير فياليته لم يؤلفه ، فنعوذ بالله من الإشارات الحلاجية ، والشطحات البسطامية ، وتصوف الاتحادية ، فواحزناه على غربة الإسلام والسنة)).

    ابن الحاج

    الإمام ابن الحاج المالكي ، أحد العلماء الذين أكثر النقل عنهم الحافظ ابن حجر في كتابه فتح الباري ، من أشهر كتبه كتاب المدخل ، والذي رد فيه كثير من بدع الصوفية.
    قال رحمه الله في كتابه (المدخل: 3ـ99) وهو يتكلم عن الصوفية وبدعة الغناء والرقص.
    ((وقد ذكر أن بعض الناس عمل فتوى في سنة إحدى وستين وستمائة ومشى بها على الأربع مذاهب و لفظها: " ما تقول السادة الفقهاء أئمة الدين و علماء المسلمين وفقهم الله لطاعته وأعانهم على مرضاته في جماعة من المسلمين وردوا إلى بلد فقصدوا إلى المسجد وشرعوا يصفقون ويغنون ويرقصون تارة بالكف وتارة بالدفوف والشبابة فهل يجوز ذلك في المساجد شرعاً أفتونا مأجورين يرحمكم الله تعالى"
    فقالت الشافعية: السماع لهو مكروه يشبه الباطل من قال به ترد شهادته و الله اعلم .
    وقال المالكية: يجب على ولاة الأمور زجرهم و إخراجهم من المساجد حتى يتوبوا و يرجعوا والله أعلم .
    وقالت الحنابلة: فاعل ذلك لا يصلى خلفه ولا تقبل شهادته ولا يقبل حكمة وإن كان حاكما وإن عقد النكاح على يده فهو فاسد والله أعلم .
    وقالت الحنفية: الحصر التي يرقص عليها لا يصلى عليها حتى تغسل والأرض التي يرقص عليها لا يصلى عليها حتى يحفر ترابها ويرمى ، والله اعلم)).

    الإمام المفسر أبو حيان الأندلسي

    قال الإمام أبو حيّان الأندلسي في كتابه (التفسير الكبير المسمّى بالبحر المحيط) وفي ذيله أيضاً المسمّى (النهر المادّ) الجزء: 3 صـفحة: 448 ، في تفسير سورة النساء عند قوله تعالى: {لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم }: ((و مِنْ بعضِ اعتقادِ النصارى استنبطَ مَنْ تستّر بالإسلام ظاهراً وانتمى إلى الصوفية حُلولَ الله تعالى في الصور الجميلة ، ومن ذهب من ملاحدتهم إلى القول بالاتحاد والوحدة ، كالحلاج والشوذي وابن أحلى وابن عربي المقيم بدمشق وابن الفارض ، وأتباع هؤلاء كابن سبعين وتلميذه التستري وابن المطرّف المقيم بمرسية والصفّار المقتول بغرناطة وابن لباج وابن الحسن المقيم بلوزقة ، وممن رأيناه يُرمى بهذا المذهب الملعون العفيف التلمساني وله في ذلك أشعار كثيرة ، وابن عيّاش المالقي الأسود القطيع المقيم بدمشق ، وعبد الواحد بن المؤخر المقيم بصعيد مصر والأيكي العجمي الذي كان تولى المشيخة بخانقاه سعيد السعداء بالقاهرة من ديار مصر وأبو يعقوب بن مبشّر تلميذ التستري المقيم بحارة زويلة بالقاهرة ، والشريف عبد العزيز المنوني وتلميذه عبد الغفّار القوصي ؛ وإنما سردت أسماء هؤلاء نصحاً لدين الله ، يعلم الله ذلك ، وشفقة على ضعفاء المسلمين ليحذروهم فهم شرٌّ من الفلاسفة الذين يكذّبون الله ورسوله ويقولون بقدم العالم ، وينكرون البعث ؛ وقد أُولِعَ جهلة ممن ينتمي للتصوف بتعظيم هؤلاء ، وادّعائهم أنهم صفوة الله وأولياؤه، والردّ على النصارى والحلولية والقائلين بالوحدة هو من علم أصول الدين)). ا.هـ
    وقال أبو حيان في تفسيره (البحر المحيط: 4ـ145) عند تفسير قوله تعالى {وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو} : ((ولقد يظهر من هؤلاء المنتسبة إلى الصوف أشياء من ادعاء علم المغيبات و الاطلاع على علم عواقب أتباعهم وأنهم معهم في الجنة يخبرون على رؤوس المنابر ولا ينكر ذلك أحد هذا مع خلوهم من العلوم يوهمون أنهم يعلمن الغيب. !!!!!)).
    وقال في (2ـ93): ((فلو عاش قتادة إلى هذا العصر وسمع ما أحدث هؤلاء المنسوبون إلى الصوف من الدعاوى والكلام المبهرج الذي لا يرجع إلى كتاب الله ولا إلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم و التجري على الإخبار الكاذب عن المغيبات لقضي من ذلك العجب)).
    وقال رحمه الله تعالى في تفسير سورة "الأعراف": ((وقد ظهر في هذا الزمان العجيب ناس يتسمون بالمشايخ ، يلبسون ثياب شهرة عند العامة بالصلاح ، ويتركون الاكتساب ، ويرتبون أذكاراً لم ترد في الشريعة ، يجهرون بها في المساجد ، ويجمعون لهم خدّاماً يجلبون الناس إليهم لاستخدامهم ، ونتش أموالهم ، ويذيعون عنهم كرامات ، ويرون الوصول إلى الله تعالى بأمور يقررونها في خلوات ، وأذكارٍ لم يأت بها كتاب منـزل ، ولا نبي مرسل ، ويتعاظمون على الناس بالانفراد على سجادة ، ونصب أيديهم للتقبيل ، وقلة الكلام ، وإطراق الرؤوس ، وتعيين خادم يقول: الشيخ مشغول في الخلوة . ورسم الشيخ. قال الشيخ . الشيخ له نظر إليك . الشيخ كان البارحة يذكرك . إلى نحو هذه الألفاظ التي يحشدون العامة ، ويجلبون بها عقول الجهلة ، هذا إن سلم الشيخ من الاعتقاد الذي غلب على متصوفة هذا الزمان: من الحلول ، والقول بوحدة الوجود ، فإذ ذاك: يكون منسلخاً عن شريعة الإسلام بالكلية ، والعجب لمثل هؤلاء كيف ترتب لهم الرواتب ، وتبنى لهم الرُّبط ، وتوقف عليهم الأوقاف ، وتخدمهم الناس مع عدولهم عن سائر الفضائل)).

    القاضي ابن العربي

    قال القاضي أبو بكر بن العربي المالكي رحمه الله:
    (( وكذلك نقطع بتكفير كل من كَذّب ، وأنكر قاعدة من قواعد الشرع ... ثم قال: وأجمع فقهاء بغداد أيام المقتدر من الماليكة وقاضي قضاتها أبو عمرو المالكي على قتل الحلاّج وصلبه لدعواه الإلهية ، والقول بالحلول ، وقوله: أنا مع الحق. مع تمسّكه في الظاهر بالشريعة ، ولم يقبلوا توبته )) . انتهى.
    وقال رحمه الله: ((شيخُنا أبو حامد ـ يعني الغزالي ـ: بَلَعَ الفلاسفةَ، وأراد أن يتقيَّأهم فما استطاع))
    (سير أعلام النبلاء: 19/327).
    _ ويقول القاضي أبو بكر ابن العربي المالكي (543هـ) : (( فأما طريقة الصوفيّة أن يكون الشيخ منهم يوماً وليلة , وشهراً , مفكّراً , لا يفتر , فطريقةُ بعيدة عن الصواب , غير لائقة بالبشر , ولا مستمرة على السنن )) انتهى . أحكام القرآن (4/57).



    العلامة محمود شكري الألوسي

    العلامة محمود الألوسي مفتي بغداد الذي كشف أن الصوفية أصحاب كذب وتدجيل، عندهم تقية كتقية الروافض، فيقول كم في تفسيره 11/72-73 في تفسير آية {لهو الحديث} :
    (( وأشنع من ذلك ما يفعله أبالسة المتصوفة ومردتهم، ثم إنهم -قبحهم الله تعالى- إذا اعترض علهم بما اشتمل عليه نشيدهم من الباطل يقولون: نعني بالخمر: المحبة الإلهية، أو بالسكر: غلبتها، أو بميّة وليل وسعدى مثلاً: المحبوب الأعظم وهو الله عز وجل!
    وفي ذلك من سوء الأدب ما فيه {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه } .
    وفي صفحة ((75)) قال: ((ومن السماع المحرم سماع متصوفة زماننا؛ وإن خلا عن رقص، فإنَّ مفاسده أكثر من أن تحصى، وكثير ما ينشدون من الأشعار من أشنعِ ما يتلى، ومع هذا يعتقدونه قُربة، ويزعمون أنَّ أكثرهم رغبة فيه أشدهم رغبة أو رهبة، قاتلهم الله أنى يؤفكون )) .

    برهان الدين البقاعي المتوفي سنة 885هـ:

    ألف هذا الإمام كتاباً فذاً فريداً سماه (تنبيه الغبي بتكفير عمر بن الفارض وابن عربي) قال في خطبة هذا الكتاب عن ابن عربي:
    "وكان كفره في كتابه الفصوص أظهر منه في غيره، أحببت أن أذكر منه ما كان ظاهراً، حتى يعلم حاله، فيهجر مقاله، ويعتقد انحلاله، وكفره وضلاله، وأنه إلى الهاوية مآله ومآبه، امتثالاً لما رواه مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان)). "

    الإمام أبو الفرج ابن الجوزي

    وأما الإمام أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي البغدادي المتوفي سنة 597هـ فقد كتب كتاباً فريداً سماه (تلبيس إبليس) خص الصوفية بمعظم فصوله وبين تلبيس الشيطان عليه وكان مما ذكره هذه الصفحات:
    "وكان أصل تلبيسه عليهم أنه صدهم عن العلم وأراهم أن المقصود العمل فلما أطفأ مصباح العلم عندهم تخبطوا في الظلمات. فمنهم من أراه أن المقصود من ذلك ترك الدنيا في الجملة فرفضوا ما يصلح أبدانهم. وشبهوا المال بالعقارب، ونسوا أنه خلق للمصالح وبالغوا في الحمل على النفوس حتى إنه كان فيهم من لا يضطجع. وهؤلاء كانت مقاصدهم حسنة غير أنهم على غير الجادة. وفيهم من كان لقلة علمه يعمل بما يقع إليه من الأحاديث الموضوعة وهو لا يدري. ثم جاء أقوام يتكلمون لهم في الجوع والفقر الوساوس والحظوات وصنفوا في ذلك مثل الحارث المحاسبي. وجاء آخرون فهذبوا مذهب التصوف وأفردوه بصفات ميزوه بها من الاختصاص بالمرقعة والسماع والوجد والرقص والتصفيف وتميزوا بزيادة النظافة والطهارة. ثم مازال الأمر ينمى والأشياخ يضعون لهم أوضاعاً ويتكلمون بواقعاتهم. ويتفق بعدهم عن العلماء لا بل رؤيتهم ما هم فيه أو في العلوم حتى سموه العلم الباطن وجعلوا علم الشريعة العلم الظاهر.
    ومنهم من خرج به الجوع إلى الخيالات الفاسدة فادعى عشق الحق والهيمان فيه كأنهم تخايلوا شخصاً مستحسن الصورة فهاموا به، وهؤلاء بين الكفر والبدعة، ثم تشعبت بأقوام منهم الطرق، ففسدت عقائدهم، فمن هؤلاء من قال بالحلول ومنهم من قال بالاتحاد. وما زال إبليس يخبطهم بفنون البدع حتى جعلوا لأنفسهم سنناً، وجاء أبو عبد الرحمن السلمي فصنف لهم كتاب السنن، وجمع لهم حقائق التفسير، فذكر عنهم فيه العجب في تفسيرهم القرآن بما يقع لهم من غير إسناد ذلك إلى أصل من أصول العلم. وإنما حملوه على مذاهبهم. والعجب من ورعهم في الطعام وانبساطهم في القرآن. وقد أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن القزاز، قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: قال لي محمد بن يوسف القطان النيسابوري، قال: كان أبو عبد الرحمن السلمي غير ثقة، ولم يكن سمع من الأصم إلا شيئاً يسيراً فلما مات الحاكم أبو عبد الله بن البيع حدث عن الأصم بتاريخ يحيى بن معين وبأشياء كثيرة سواه. وكان يضع للصوفية الأحاديث.
    قال المصنف: وصنف لهم أبو نصر السراج كتاباً سماه لمع الصوفية ذكر فيه من الاعتقاد القبيح والكلام المرذول ما سنذكر منه جملة إن شاء الله تعالى. وصنف لهم أبو طالب المكي قوت القلوب فذكر فيه الأحاديث الباطلة ومالا يستند فيه إلى أصل من صلوات الأيام والليالي وغير ذلك من الموضوع وذكر فيه الاعتقاد الفاسد. وردد فيه قول - قال بعض المكاشفين- وهذا كلام فارغ وذكر فيه عن بعض الصوفية أن الله عز وجل يتجلى في الدنيا لأوليائه. أخبرنا أبو منصور القزاز أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: قال أبو طاهر محمد بن العلاف. قال: دخل أبو طالب المكي إلى البصرة بعد وفاة أبي الحسين بن سالم فانتمى إلى مقالته وقدم بغداد فاجتمع الناس عليه في مجلس الوعاظ فخلط كلامه فحفظ عنه أنه قال: ليس على المخلوق أضر من الخالق. فبدعة الناس وهجروه فامتنع من الكلام على الناس بعد ذلك، قال الخطيب: وصنف أبو طالب المكي كتاباً سماه قوت القلوب على لسان الصوفية وذكر فيه أشياء منكرة مستشبعة في الصفات.
    قال المصنف: وجاء أبو نعيم الأصبهاني فصنف لهم كتاب الحلية. وذكر في حدود التصوف أشياء منكرة قبيحة ولم يستح أن يذكر في الصوفية أبا بكر وعمر وعثمان وعلياً وسادات الصحابة رضي الله عنهم. فذكر عنهم فيه العجب وذكر منهم شريحاً القاضي والحسن البصري وسفيان الثوري وأحمد بن حنبل وكذلك ذكر السلمي في طبقات الصوفية وإبراهيم بن أدهم ومعروفاً الكرخي وجعلهم من الصوفية بأن أشار إلى أنهم من الزهاد.
    فالتصوف مذهب معروف يزيد على الزهد ويدل على الفرق بينهما أن الزهد لم يذمه أحد وقد ذموا التصوف على ما سيأتي ذكره وصنف لهم عبد الكريم بن هوازن القشيري كتاب الرسالة فذكر فيها العجائب من الكلام في الفناء والبقاء، والقبض، والبسط، والوقت، والحال والوجد والوجود، والجمع، والتفرقة، والصحو، والسكر، والذوق، والشرب، والمحو، والإثبات، والتجلي، والمحاضرة، والمكاشفة، واللوائح، والطوالع، واللوامع، والتكوين، والتمكين والشريعة، والحقيقة، إلى غير ذلك من التخليط الذي ليس بشيء وتفسيره أعجب منه، وجاء محمد بن طاهر المقدسي فصنف لهم صفة التصوف فذكر فيه أشياء يستحي العاقل من ذكرها سنذكر منها ما يصلح ذكره في مواضعه إن شاء الله تعالى.
    وكان شيخنا أبو الفضل بن ناصر الحافظ يقول: كان ابن طاهر يذهب مذهب الإباحة، قال: وصنف كتاباً في جواز النظر إلى المراد أورد فيه حكاية عن يحيى بن معين، قال: رأيت جارية بمصر مليحة صلى الله عليها. فقيل له تصلي عليها، فقال صلى الله عليها وعلى كل مليح، قال شيخنا ابن ناصر: وليس ابن طاهر بمن يحتج به، وجاء أبو حامد الغزالي فصنف لهم كتاب الإحياء على طريقة القوم وملأه بالأحاديث الباطلة وهو لا يعلم بطلانها، وتكلم في علم المكاشفة وخرج عن قانون الفقه. وقال: إن المراد بالكوكب والشمس والقمر اللواتي رآهن إبراهيم صلوات الله عليه أنوار هي حجب الله عز وجل ولم يرد هذه المعروفات. وهذا من جنس كلام الباطنية. وقال في كتابه المفصح بالأحوال: إن الصوفية في يقظتهم يشاهدون الملائكة وأرواح الأنبياء ويسمعون منهم أصواتاً ويقتبسون منهم فوائد، ثم يترقى الحال من مشاهدة الصورة إلى درجات يضيق عنها نطاق النطق.
    قال المصنف: وكان السبب في تصنيف هؤلاء مثل هذه الأشياء قلة علمهم بالسنن والإسلام والآثار وإقبالهم على ما استحسنوه من طريقة القوم. وإنما استحسنوها لأنه قد ثبت في النفوس مدح الزهد وما رأوا حالة أحسن من حالة هؤلاء القوم في الصورة ولا كلاما أرق من كلامهم. وفي سير السلف نوع خشونة، ثم إن ميل الناس إلى هؤلاء القوم شديد لما ذكرنا من أنها طريقة ظاهرها النظافة والتعبد وفي ضمنها الراحة والسماع والطباع تميل إليها. وقد كان أوائل الصوفية ينفرون من السلاطين والأمراء فصاروا أصدقاء (أي بعد أن صار التصوف حرفة وتكسباً صاحبوا الأمراء والسلاطين).
    وجمهور هذه التصانيف التي صنفت لهم لا تستند إلى أصل وإنما هي واقعات تلقفها بعضهم عن بعض ودونوها وقد سموها بالعلم الباطن. والحديث بإسناد إلى أبي يعقوب إسحق بن حية قال سمعت أحمد بن حنبل وقد سئل عن الوساوس والخطرات. فقال: ما تكلم فيها الصحابة ولا التابعون.
    قال المصنف: وقد روينا في أول كتابنا هذا عن ذي النون نحو هذا، وروينا عن أحمد بن حنبل أن سمع كلام الحارث المحاسبي. فقال لصاحب له. لا أرى لك أن تجالسهم. وعن سعيد بن عمرو البردعي، قال شهدت أبا زرعة، وسئل عن الحارث المحاسبي وكتبه، فقال للسائل: إياك وهذه الكتب. هذه الكتب كتب بدع وضلالات، عليك بالأثر فإنك تجد فيه ما يغنيك عن هذه الكتب. وقيل له. في هذه الكتب عبرة. قال: من لم يكن له في كتاب الله عز وجل عبرة فليس له في هذه الكتب عبرة. بلغكم أن مالك بن أنس، وسفيان الثوري، والأوزاعي، والأئمة المتقدمة، صنفوا هذه الكتب في الخطرات والوساوس وهذه الأشياء هؤلاء قوم خالفوا أهل العلم يأتوننا مرة بالحارث المحاسبي ومرة بعبد الرحيم الدبيلي ومرة بحاتم الأصم ومرة بشقيق، ثم قال: ما أسرع الناس إلى البدع.
    أخبرنا محمد بن عبد الباقي ثنا أبو محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: أول من تكلم في بلدته في ترتيب الأحوال ومقامات أهل الولاية ذو النون المصري فأنكر عليه ذلك عبد الله بن عبد الحكم وكان رئيس مصر وكان يذهب مذهب مالك وهجره لذلك علماء مصر لما شاع خبره أنه أحدث علماً لم يتكلم فيه السلف حتى رموه بالزندقة. قال السلمي: وأخرج أبو سليمان الداراني من دمشق. وقالوا إنه يزعم أنه يرى الملائكة وأنهم يكلمونه، وشهد قوم على أحمد بن أبي الحواري: إنه يفضل الأولياء على الأنبياء فهرب من دمشق إلى مكة، وأنكر أهل بسطام على أبي يزيد البسطامي ما كان يقول حتى إنه ذكر للحسين بن عيسى أنه يقول: لي معراج كما كان للنبي صلى الله عليه وسلم معراج فأخرجوه من بسطام، وأقام بمكة سنتين ثم رجع إلى جرجان فأقام بها إلى أن مات الحسين بن عيسى ثم رجع إلى بسطام، قال السلمي: وحكى رجل عن سهلي بن عبد الله التستري أنه يقول: إن الملائكة والجن والشياطين يحضرونه وإنه يتكلم عليهم فأنكر ذلك عليه العوام حتى نسبوه إلى القبائح فخرج إلى البصرة فمات بها، قال السلمي: وتكلم الحارث المحاسبي في شيء من الكلام والصفات فهجره أحمد بن حنبل فاختفى إلى أن مات.
    قال المصنف: وقد ذكر أبو بكر الخلال في كتاب السنة عن أحمد بن حنبل أنه قال: حذروا من الحارث أشد التحذير، الحارث أصل البلية يعني في حوادث كلام جهم ذاك جالسه فلان وفلان وأخرجهم إلى رأي جهم ما زال مأوى أصحاب الكلام، حارث بمنزلة الأسد المرابط انظر أي يوم يثب على الناس" (تلبيس إبليس 167/163).
    وقال في كتابه تلبيس إبليس، بعد أن ذكر تلبيس إبليس على الصوفية في السماع والرقص والوجد: (( قال الفقهاء من أصحابنا لا تقبل شهادة المغني والرقاص والله الموفق)) .

    _ وقال الفقية الصالح أبو عبدالله الحفار المالكي (811هـ) :
    (( .. إن هذه الطائفة المنتمية للتصوف في هذا الزمان وفي هذه الأقطار , قد عظُم الضرر بهم في الدين , وفشت مفسدتهم في بلاد المسلمين ولاسيما في الحصون والقرى البعيدة عن الحضرة هنالك , يُظهرون ما انطوى عليه باطنهم من الضلال , من تحليل ما حرم الله والافتراء عليه وعلى رسوله . وبالجملة فهم قوم استخلفهم الشيطان على حَلِّ عُرى الإسلام وإبطاله , وهدم قواعده )). انتهى المعيار للونشر يسي (11/42).

    _ وقال الشيخ تقي الدين الحصني الشافعي في كتابه كفاية الأخيار (1/159) وهو من الكتب المعتمدة في المذهب الشافعي , وفي كتاب الزكاة , عند بيان الأصناف التي تُدفع إليهم الزكاة:
    (( ... الأراذل من المتصوّفة الذين قد اشتهر عنهم أنهم من أهل الصلاح المنقطعين لعبادة ربّهم , قد اتخذ كل منهم زاوية أو مكاناً يظهر فيه نوعاً من الذكر , وقد لفَّ عليهم من له زي القوم وربّما انتمى أحدهم إلى أحد رجال القوم كالأحمدية والقادرية , وقد كذبوا في الانتماء , فهؤلاء لا يستحقّون شيئاً من الزكوات , ولا يحلُّ دفع الزكاة إليهم , ومن دفعها إليهم لم يقع الموقع وهي باقية في ذمّته,....
    ويجب على كل من يقدر على الإنكار أن يُنكر عليهم , وإثمهم متعلّق بالحكام الذين جعلهم الله تعالى في مناصبهم لإظهار الحق , وقمع الباطل وإماته ما جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بإماتته والله أعلم )). انتهى
    _ وقال الشيخ الحصني أيصاً في كفاية الأخيار (2/225) كتاب الأقضية عند ذكر من لا تُقبل شهادتهم :
    (( ... فلا تُقبل شهادة القمّام , وهو الذي يجمع القمّامة أي الكناسة ويحملها , وكذا القيّم في الحمّام , ومن يلعب بالحمام يعني يُطّيرها لينظر تلّبها في الجو , وكذا المغنّي سواء أتى الناس أو أتوه , وكذا الرّقاص كهذه الصوفيّة الذين يسعون إلى ولائم الظلمة والمكسة , ويظهرون التواجد عند رقصهم , وتحريك رؤوسهم , وتلويح لحاهم الخسيسة كصنع المجانين , وإذا قُرئ القرآن لا يستمعون له , ولا يُنصتون , وإذا نعق مزمار الشيطان صاح بعضهم على بعض بالوسواس قاتلهم الله ما أفسقهم وأزهدهم في كتاب الله , وأرغبهم في مزمار السيطان وقرن الشيطان , عافانا الله من ذلك )) . انتهى
    _ وقال في ( شرح الكنز ) للنسفي الحنفي بعد ذكر قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : (( كلُّ لعب ابن آدم حرامُ إلا ثلاثة : ملاعبة الرجل أهله , وتاديبه لفرسه , ومناضلته لقوسه )) : (( وهذا نصُ صريح في تحريم الرقص الذي يسمّيه المتصوفة الوقت وسماع الطيب , وإنّما هو سماعُ فيه أنواعُ الفسق وأنواعُ العذاب في الآخرة )).
    _ وقال في ( اليتيمة ) : سٌئل الحلواني ( الحنفي ) عمَّن سمّوا أنفسهم الصوفيّة , واختصّوا بنوع لبسة , واشتغلوا باللهو والرقص , وادّعوا لأنفسهم المنزلة , فقال : أَفَْتَرَوا على الله كذباً أم بهم جِنَّةُ ؟! ." انتهىانظر الصفحة 36 من كتاب ( الرّهص والوقص لمستحل الرّقص ) للعلامة إبراهيم الحلبي الحنفي ( 956هـ) صاحب كتاب ( ملتقى البحر ) بتحقيق الأستاذ حسن السماحي سويدان. منقول من كتاب إلي أين أيها الجفري للدكتور خلدون بن مكي الحسني


  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    127

    افتراضي رد: أقوال العلماء في التصوف

    قال ابن القيم في كتابه مدارج السالكين
    ( ج1 ص135)
    أنهم (أي الصوفية) كانوا أجل من هذا وهممهم أعلى وأشرف إنما هم حائمون على اكتساب الحكمة والمعرفة وصهارة القلوب وزكاة النفوس وتصحيح المعاملة …




    أما في (ج2 ص307) فنجده يقول :
    [التصوف زاوية من زوايا السلوك الحقيقي وتزكية النفس وتهذيبها لتستعد لسيرها إلى صحبة الرفيق الأعلى, ومعية من تحبه , فان المرء مع من احب .كما قال سمنون : ذهب المحبون بشرف الدنيا والاخرة , فان المرء مع من احب, والله اعلم].




    قال ابن القيم في كتابه طريق الهجرتين (ص261-260)
    [ومنها أن هذا العلم (التصوف) هو من أشرف علوم العباد وليس بعد علم التوحيد أشرف منه وهو لا يناسب إلا النفوس الشريفة ].




    قال ابن القيم في مدارج السالكين (1/ 499)
    [الدين كله خلق , فمن زاد عليك في الخلق زاد عليك في الدين , وكذلك التصوف .

    قال أبو بكر الكتاني : " التصوف خُـلـق فمن زاد عليك في الخُلق زاد عليك في التصوف ".
    وقيل : التخلي من الرذائل والتحلي من الفضائل [.
    الي ان قال : قال شيخ الاسلام (أي شيخ الاسلام الهروي الصوفي) : (واجتمعت كلمة الناطقين في هذا العلم : أن التصوف هو الخلق , وجميع الكلام فيه يدور على قطب واحد وهو: بذل المعروف وكف الاذى) .
    قلت : (ومن الناس من يجعلها ثلاثة : كف الاذى واحتمال الاذى وايجاد الراحة ومنهم من يجعلها اثنين – كما قال الشيخ بذل المعروف وكف الاذى . ومنهم ومن يردها الي واحدة بذل المعروف والكل صحيح )اه.


    قال ابن القيم في مدارج السالكين (ج3 ص334)
    (فالعارف – عندهم -أي الصوفية , من عرف الله سبحانه بأسمائه وصفاته وأفعاله , ثم صدق الله في معاملته , ثم اخلص له في مقصوده ونياته ى, ثم انسلخ من أخلاقه الرديئة وآفاته , ثم تطهر من أوساخه ومخالفاته , ثم صبر على احكام الله في نعمه وبلياته , ثم دعا على بصيرة بدينه وآياته , ثم جرد الدعوة إليه وحده بما جاء به رسوله , ولم يشبها باراء الرجال واذواقهم ومواجيدهم ومقاييسهم ومعقولاتهم , ولم يزن بها ماجاء به الرسول عليه من الله أفضل صلواته . فهذا الذي يستحق اسم العارف على الحقيقة – اذا سمى به غيره على الدعوى والاستعارة ).



    قال ابن القيم في مدارج السالكين (ج3 ص128)
    (قال الشافعي رضي الله عنه : صحبت الصوفية فما انتفعت منهم الا بكلمتين , سمعتهم يقولون : الوقت سيف فإن قطعته والا قطعك , ونفسك إن لم تشغلها بالحق وإلا شغلتك بالباطل .
    قلت : يالهما من كلمتين , ماأنفعهما وأجمعهما وأدلهما على علو همة قلئلها ويقظته , ويكفي في هذا ثناء الشافعي على طائفة أي السادة الصوفية . هذا قدر كلماتهم .




    وفي ص1/39 نجد ابن القيم ينتقد بإنصاف وعدل:
    (وهذه الشطحات الصوفية أوجبت فتنة على طائفتين من الناس : إحداهما حجبت بها عن محاسن هذه الطائفة ولطف نفوسهم وصدق معاملتهم فأهدروها لما حل من هذه الشطحات وأنكروها غاية الإنكار وأساءوا الظن بهم مطلقا وهذا عدوان وإسراف… وهذه الشطحات ونحوها هي التي حذر منها سادات القوم وذموا عاقبتها وتبرءوا منها).

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    127

    افتراضي رد: أقوال العلماء في التصوف

    يقول ابن خلدون في مقدمته:
    صار علم الشريعة على صنفين:
    صنف مخصوص بالفقهاء وأهل الفتيا، وهي الأحكام العامة في العبادات والعادات والمعاملات..
    وصنف مخصوص بالقوم ـ أي الصوفية ـ في القيام بهذه المجاهدة ومحاسبة النفس عليها
    والكلام في الأذواق والمواجد العارضة في طريقها وكيفية الترقي فيها من ذوق إلى ذوق.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Feb 2010
    المشاركات
    129

    افتراضي رد: أقوال العلماء في التصوف

    قال الشيخ خلدون مكي الحسني :"الصوفية مصطلح له عموم وخصوص , أما من حيث العموم فهو يُطلق على كل من كان زاهداً أو عابداً أو متنسكاً متواضعاً , وهذا الإطلاق حصل على أزمنة متأخرة عن زمن الزهاد والعبّاد الأوائل . وأما من حيث الخصوص فهو يُطلق على طائفة وضعت لنفسها قواعد فلسفية عالجت انطلاقا منها نصوص الشريعة الإسلامية , فخرجت بمفاهيم جديدة تعارض الأصول الشرعية , وانحرفت عن الإسلام انحرافاً كبيراً , ومن بين أهل العموم والخصوص برزت طائفة من الصوفية يشتركون مع القاسم الأول في العبادة والزهد , ولكنهم متلبّسون ببدع كثيرة ويكثر فيهم الجهل , وفي الوقت نفسه يحسنون الظن برجال القسم الثاني المنحرف , ولذا لا يقبلون أي نقد لهم.
    كما برزت طائفة أخرى لا تعرف الزهد ولا العبادة ولا الأخلاق الحميدة , وضاعت عندهم جميع المبادئ الإسلامية . وإنما تستروا بالتصوف ليضمنوا وجودهم في مجتمعات المسلمين التي تتقبل التصوف بوجهٍ عام ". كتاب إلى أين أيها الحبيب الجفري

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Feb 2010
    المشاركات
    129

    افتراضي رد: أقوال العلماء في التصوف

    تعريف وتاريخ ونشأة الطريقة الصوفية
    أولاً- تعريف الطريقة :
    الطريقة: في اللغة تطلق على السيرة، والمذهب، والحال([1]).
    ويعرفها الصوفية بأنها: » السيرة المختصة بالسالكين إلى الله ـ تعالى ـ من قطع المنازل والترقي في المقامات «([2])، وفي هذا التعريف نظر بالنظر إلى تطور الطرق، وكذلك بالنسبة لوصف الطرق ذاتها، فهي أقرب ما تكون جملة مراسيم وتنظيمات لجماعات صوفية([3]).

    ثانياً- تأريخ الطرق الصوفية وتطورها :
    معنى الطريقة في القرنين الثالث والرابع الهجريين هو شيخ له طريقة معينة، يلتف حوله المريدون([4])، كما أشار إلى هذا السلمي، وفي القرن الثالث حصل شئ من التميز للصوفية عن جمهور المسلمين، وهذا من سماته في ذلك القرن([5])، وهذهالطرق هي التي ذكر الهجويريالغزنوي ([6])، ـ من شيوخ الصوفية في القرن الخامس الهجري، ـ وعدها إثنى عشر طريقة كلها مقبولة عند الصوفية ماعدا السالمية والحلاجية لقولهما بالحلول والامتزاج، وهذا يدل على شدة الصوفية أنفسهم في ذلك القرن وما قبله على من يقول بالحلول، ولا يوافق الهجويري على تسميتها بالطرق، كما لايوافق على قبولها.

    إلا أن هذا المعنى للطريقة اختلف عبر القرون لتطور تطبيق الصوفية له، فقد أصبحت الطريقة بعد القرن السادس أو ما بعده لها بيعة معينة وأوراد ، وزي خاص، وموالد معينة، وأضرحة تعبد من دون الله، وزوايا يجتمعون فيها، وكل شيخ طريقة له خلفاء، وغالباً ما تكون مشيخة الطريقة وراثية، إلى غير ذلك من البدع المحدثة في الدين، وحالها كما قال أئمة أهل السنة البدع تكون في أولها شبراً ثم تكثر في الأتباع حتى تصير أذرعاً وأميالاً([7]).

    وقد ذكر المؤلفون في التصوف فى القرن الرابع الهجري كأبي طالب المكي (ت 386هـ) والسراج صاحب اللمع (ت387هـ) وغيرهم الأداب مع الشيوخ ومع السالكين، وذكروا حكايات في الطاعة المطلقة للشيخ، ومثلهما القشيري (ت465هـ) صاحب الرسالة، والغزالي (ت 505هـ)، لكن لم يذكروا مراتب للمريد، أو أشياء إلزامية لمن أراد الدخول في التصوف كالبيعة، ولبس الخرقة، أولون خاص للزي ، أو أوراد من عند أنفسهم، أو ترتيب معين لخلفاء شيخ الطريقة، وقد ذكروا بعض الأوراد والصلوات التي ظنوا ثبوتها عن النبي صلى الله عليه وسلم أو عن السلف، وأقدم الطرق الموجودة اليوم الطريقة القادرية ومؤسسها الشيخ عبد القادر الجيلاني (ت 561هـ ) وهو في العقيدة على مذهب أهل السنة والجماعة([8])، لكن خالف الصواب في ذكر آداب المريد، وآداب الشيخ، وآداب الصحبة، وآداب السماع، وصلوات الأيام والليالي والأذكار([9])، وغير ذلك مثل من تقدمه، ثم جاء بعده السهرودي (ت 632هـ ) مؤسس الطريقة السهروردية, وصاحب “عوارف المعارف”، وزاد تحديد لون معين للخرقة، والربط([10])، ثم تتابعت البدع وتأصلت في القرن السابع أو ما بعده ، فأصبح من شروط السالك في أي طريقة صوفية كالطريقة القادرية والرفاعية والشاذلية والنقشبندية وغيرها التزام البيعة لشيخ الطريقة أو أحد خلفائه([11])، ولم يكن هذا الشرط موجودا في بداياتها، ثم أصبح شرطا إلزامياً للسالك في الطرق المتأخرة كالختمية([12])، والتجانية([13]) وغيرها، والبيعة لها عبارات معينة، وأسلوب خاص في أخذ البيعة، لكنه متشابهة عند غالب الطرق، وكذلك الالتزام بزي معين فمثلا القادرية زيهم أبيض, والرفاعية أسود أو حالك الزرقة أو قاتم الخضرة، والبدوية (الأحمدية) أحمر([14])، وأصبح لكل طريقة أوراد معينة من وضع شيخها، لايشترط فيها ورودها عن النبي صلى الله عليه وسلم أو عن أحد من السلف، يتضمن كثير منها الشرك الأكبر، ولكل طريقة أضرحة وقبور تعبد من دون الله عز وجل، يقومون بسدنتها واستغلال مواردها، فالشاذلية يشرفون على قبر الشاذلي، والمرسي، والرفاعية يشرفون على قبر الرفاعي، والبدوية والدسوقية وغيرها مثل ذلك، ومن تقاليد الطرق المعروفة وراثة المشيخة الابن بعد أبيه خاصة أنهم يدعون كلهم أنهم من آل البيت، وكذلك وراثة سدانة القبور([15])، وأعلنت الطرق الشرك الأكبر، وحملت رايته، وتابعت زنادقة الصوفية كابن عربي، كما تابعت بعض الطرق الرافضة كالختمية والبكتاشية([16])، بل انتسب لبعض الطرق النصارى، وقد بلغ من فساد الطرق في هذا العصر مداه ، واستعصت على الاستصلاح والعلاج فمثلاً صدر من شيخ مشايخ الطرق المصرية في سنة 1881م قرار لاصلاح بعض الجوانب الشكلية دون المساس بعقائدهم، فما كان من شيوخ الطرق إلا أن تمردوا على سلطته حتى توفي فجاء من بعده فتراجع عنها([17]) .

    وهكذا تكون البدع صغارا ثم تكبر، قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: » يجيء قوم يتركون من السنّة مثل هذا ـ يعني مفصل الأنملة ـ فإن تركتموهم جاءوا بالطامة الكبرى«([18])، وقال البربهاري: » واحذر صغار المحدثات من الأمور، فإن صغار البدع تعود كباراً، وكذلك كل بدعة أحدثت في هذه الأمة، كان أولها صغيراً يشبه الحق فاغتر بذلك من دخل فيها، ثم لم يستطع المخرج منها، فعظمت وصارت دينا يدان بها«([19])، والأمر كما قال البربهاري.

    ثالثاً ـ أسباب نشأة الطرق الصوفية:
    لا تختلف الصوفية في أسباب نشأتها عن الفرق الأخرى وترجع نشأتها لعوامل كثيرة ومتنوعة، ويختلف الباحثون في تقسيمها أو تعدادها([20]).
    ومعلوم افتراق الطرق الصوفية عن أهل السنّة والجماعة وابتداعهم، وضابط الافتراق هو: « الخروج عن السنّة والجماعة في أصل أو أكثر من أصول الدين الاعتقادية منها أو العملية، أو المتعلقة بالمصالح العظمى للأمة، ومنه الخروج على أئمة المسلمين وجماعتهم بالسّيف »([21]).

    وكانت مفارقة الطرقية لأئمة المسلمين وجماعتهم في الخروج عن السنّة في أصول الدين الاعتقادية منها والعملية، » والبدعة التي يعد بها الرجل من أهل الأهواء ما اشتهر عند أهل العلم بالسنّة مخالفتها للكتاب والسنّة «([22])، كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية.

    فمن أسباب نشأة الفرق عموما والطرق الصوفية منها: كثرة البدع وانتشارها، والجدال والمراء والخصومة في الدين, و مجالسة أهل الأهواء والبدع ومخالطتهم, والجهل ويشمل الجهل بمذهب السلف، والجهل باللغة العربية،والجهل بمقاصد الشريعة([23])، وأخذ الدين من غير الكتاب والسنة وآثار السلف ويتمثل هذا في: التلقي عن أهل الكتاب وغيرهم, واعتماد الرؤى والأحلام والمنامات, والاعتماد علىالأحاديث الضعيفة والموضوعة([24]).

    ولنشأة الطرق الصوفية داخل الصوفية أسباب خاصة أدت إلى تفاقم الإنحراف عند هذه الطرق, وتصريحها بالالحاد, ومخالفة المسلمين وأئمة الصوفية القدماء كالجنيد وسهل الذين كان عندهم انحراف, لكن لم يكن عندهم مصادمة لأكثر أصول الإسلام, فإن التصوف في القرنين الثالث والرابع الهجريين كان له اتجاهان متمايزان أحدهما أقرب إلى ما كان عليه العباد والزهاد الأوائل، والآخر عنده بدايات الفلسفية الإشراقية ينزع أصحابه إلى الشطح، والقول بالحلول والاتحاد([25])، لذلك تعتبر هذه الفترة عصر التكوين للتصوف شبه الفلسفي([26]),هذا فيما يتعلق بأكثر مسائل الاعتقاد, أما مسائل السلوك كالجوع والفقر والعزلة ولبس المرقعات وماشابهها فهم متفقون فيها.
    والطرق الصوفية اليوم تابعت الاتجاه المنحرف في الصوفية وزادت عليه أشياء كثيرة جداً ، ويعُد ذو النون المصري من الرواد الأوائل الذين أحدثوا تحولاً في مفهوم التصوف، خاصة في هذين القرنين، حيث أظهر أفكار جديدة، واصطلاحات وتعبيرات خاصة، بعضها يتعلق بالجانب النظري الصوفي، من تحديد لمعالم الطريق، وترتيب للمقامات والأحوال([27]).

    وينسب لذي النون أنه أول من أظهر اللغة الرمزية في عبارات الصوفية ولم يكن لها وجود قبل ذلك([28]), كما نسب إليه التأثر بالفلسفة الإشراقية([29])، ونقل عنه قوله عن العارف أنه يتخلق بأخلاق الله([30])، وهذا من أقوال الفلاسفة .
    ويظهر هذا التحول في ارتباط التصوف بالمناهج الكلامية, وفي عدم تقييد المحبة بالخوف والرجاء، والأمر والنهي, وعدم الربط بين الظاهر والباطن،والقول بالجبر، والمشي مع القدر، وهي على النحو التالي:

    1- ارتباط التصوف بالمنهج الكلامي عند الطرق:
    لم يعرف الصوفية الأوائل المناهج الكلامية([31]) المؤدية إلى نفي الصفات، بل كان لهم منهج قوي في الرد على الفرق، مثل سهل التستري وأبي إسماعيل الهروي، وأبي عبدالرحمن السلمي وغيرهم, قال الجنيد: » أقل ما في الكلام سقوط هيبة الرب من القلب، والقلب إذا عرى عن الهيبة من الله فقد عرى من الإيمان «([32]), وقد لعن شيخ الإسلام أبو إسماعيل الهروي الكلابية والأشعرية ونقل لعنهم عن جمع من أهل العلم([33])، بعضهم من الصوفية, وأثنى شيخ الإسلام ابن تيمية على أبي عبد الرحمن السلمي في لعنه للكلابية وقال: » ومعلوم أن القوم (أي الصوفية) من أبعد الناس عن اللعن ونحوه لحظوظ أنفسهم، ولولا أن أبا عبد الرحمن كان الذي عنده أن الكلابية مباينون لمذهب الصوفية المباينة العظيمة التي توجب مثل هذا، لما لعنهم أبو عبد الرحمن «([34]).

    وقد كانت بدايات الارتباط عند المحاسبي، ثم اشتد الإرتباط بين التصوف والكلام على أيدي السالمية الصوفية ثم استمر عند الأشعرية، ولا زال هذا المنهج مستمراً بين التصوف والتمشعر ،فالطرقيون اليوم يدعون أنهم على عقيدة متأخري الأشاعرة ، لكن الجمع بين تعطيل الجهمية وفناء الصوفية، يولد منهما وحدة الوجود، قال ابن القيم عن ـ فناء الصوفية ـ : » وهذه الطريقة في الإرادة والطلب نظير طريقة التجهم في العلم والمعرفة، تلك تعطيل للصفات والتوحيد، وهذه تعطيل للأمر والعبودية، وانظر إلى هذا النسب والإخاء الذي بينهما! كيف شرك بينهما في اللفظ، كما شرك بينهما في المعنى؟ فتلك طريقة النفي، وهذه طريقة الفناء، تلك نفي لصفات المعبود، وهذه فناء عن عبوديته«([35])، وقال: » لما اجتمع التعطيلان لمن اجتمعا له من السالكين تولد منهما القول بوحدة الوجود، المتضمن لإنكار الصانع وصفاته وعبوديته«([36]), وهذا الذى حصل للصوفية كما سيأتي في بيان عقائدهم ، فجميع الطرق تصرح بعقيدة وحدة الوجود .

    2-المحبة وعلاقتها بالأمر والنهي والخوف والرجاء:
    لصوفية القرن الثالث الهجري مذهبان مختلفان في المحبة:
    المذهب الأول: تقييد المحبة بالخوف من الله والرجاء فيه، وبفعل المأمور رغبة في ثواب الله، وترك المحظور رهبة من العقاب، وهذا حال كثير من كبار الصوفية ومتقدميهم، مثل الجنيد، وسهل التستري([37])، وبهذا وغيره نبل الجنيد وأمثاله,قال سهل:: » يعني [نضيع]([38]) الأمر والنهي وقطعه بمواجيد الأسرار، وهم أهل الأغاليط, الذين هلكوا وأهلكوا نسأل الله التوفيق «([39]), ويقول الجنيد عن المحبة: » أن تحب ما يحب الله ـ تعالى ـ في عباده، وتكره ما يكره الله ـ تعالى ـ في عباده«([40])، وقال: » محبة الله لها تأثير في محبوبه بين، فالمحبة نفسها من صفات الذات، ولم يزل الله ـ تعالى ـ محباً لأوليائه وأصفيائه، فأما تأثيرها فيمن أثرت فيه فإن ذلك من صفات الأفعال «([41])، وهذا رد على الصوفية اليوم ومن تابع الكلابية وغيرهم، الذين جعلوا المحبة صفة ذات، وهو يفرق بين المحبوب والمسخوط([42]).

    المذهب الثاني: تأخذ المحبة عنده معنى خاصاً اصطلاحياً، ويعبر عنها رمزياً، وأقرب ما يكون إلى الألغاز التي قد لا يفهمها إلا نمط فئة معينة من خاصة الصوفية، ولا علاقة لها عندهم بالأمر والنهي، ولا بالخوف والرجاء، وقد انتهى ببعضهم إلى التصريح بالحلول أو الاتحاد, وزاد من جاء بعدهم حتى صرحوا بوحدة الوجود.
    وهؤلاء يعبرون بألفاظ العشق والشوق في موضع المحبة، وهذا مذهب ذي النون المصري، والحلاج، والصوفية اليوم([43]), ويذكر ذو النون عبارات الشوق، وقد يصل إلى الاتحاد والحلول.
    وأبو طالب المكي والغزالي ممن يقول بالقول الثاني، فقد رويا قصصاً ورؤى زعم فيها تفضيل من عبد الله لا خوفاً من ناره ولا شوقاً إلى جنته بل حباً لله([44]), تابعهم عليها الطرق الصوفية.

    3-الظاهر والباطن أو الحقيقة والشريعة:
    القول بالظاهر والباطن، والحقيقة والشريعة من المناهج المبتدعة عند المسلمين، وأول ظهور هذه المناهج عند الرافضة، ومنهم انتقلت إلى الصوفية والفرق الباطنية، وقد ادعوا هذا المنهج ليوفقوا بين نصوص الكتاب والسنة وآرائهم المبتدعة.
    وقد احتفى الصوفية بهذا المنهج ، وأصبح جزء أساسياً في مناهجهم([45]),وفضلوا الظاهر على الباطن، وهذا المنهج الباطل موجود لدى الطرق الصوفية المعروفة اليوم، وقد اختلف الصوفية في القرن الثالث في الظاهر والباطن على قولين:
    الأول: ضرورة تلازم الظاهر والباطن، أو الحقيقة والشريعة، ويقول به سهل التستري، والجنيد([46]) وغيرهم, قال سهل: » احتفظوا بالسواد على البياض [عن رسول الله صلى الله عليه وسلم]([47])، فما من أحد ترك الظاهر إلا خرج إلى الزندقة«([48])، وفي كتاب المعارضة ـ المنسوب له ـ :» ما رجع أحد إلى علم الباطن إلا صار زنديقاً«([49]).

    الثاني: عدم التلازم بين الظاهر والباطن، أو الحقيقة والشريعة، وأن الشريعة للعوام والمحجوبين، والحقيقة أو الباطن للخاصة، وقال بهذا الزنادقة وغيرهم كابن عربي وأتباعه([50])، وكثير من الصوفية يزعم أنه يقول بالقول الأول لكن عند التطبيق يخالف ذلك كأبي طالب المكي وغيره يقول بالقول الأول في الظاهر، ويؤكد على ضرورة تلازم الظاهر والباطن([51])، لكن تأويلاته باطنية، قال ابن القيم عن الصوفية:« فإذا أنكره عليهم ورثة الرسل، قالوا: لكم العلم الظاهر، ولنا الكشف الباطن، ولكم ظاهر الشريعة، وعندنا باطن الحقيقة،... فلما تمكن هذا من قلوبهم سلخها من الكتاب والسنة والآثار، كما ينسلخ الليل عن النهار، ثم أحالهم في سلوكهم على تلك الخيالات، وأوهمهم أنها من الآيات البينات»(3), وهذا مما استفادوه من الرافضة.

    5 ـ اتخاذهم للتقية والسرية منهجاً في العقائد :
    مما أدى لانتشار الحلول بينهم، بل وحدة الوجود فيما بعد, فقولهم: » من جنس الحلول والاتحاد الذي تقوله النصارى، ولكنهم يهابون الإفصاح عن ذلك ويجعلونه من الأسرار المكتومة «)[52](, وهي من جنس وصايا الباطنية، وهذا ماأوصى به أئمة الصوفية كأبي طالب المكي والغزالي([53]) .

    6ـ خوارق ظنوها آيات وهي من أحوال الشياطين:
    وهذا مما ضل به كثير من ضلال الناس، مثل دخول الشياطين في الأصنام وتكليمها للناس، ومثل إخبار الشياطين للكهان بأمور غائبة، ومثل تصرفات تقع من الشياطين([54])، كما في كثير من الحكايات التي يذكرها الصوفية مثل رؤية الخضر، وبعض المرائي.
    وأخبار منقولة ظنوها صدقاً وهي كذب، وإلا فليس مع النصارى ولا من وافقهم من الصوفية وغيرهم دليل على باطلهم، لا معقول صريح ولا منقول صحيح، وإذا تكلموا بمنقول فإما أن يكون صحيحاً لكن لا يدل على باطلهم، أو يكون غير صحيح، بل مكذوب([55]).

    7ـ حب الشهرة والجاه ، واتباع الهوى :
    قال الغزالي :« لما اتحد المذهب وعجز طلاب الرياسة عن الإستتباع وضعوا أموراً وخيلوا وجوب المخالفة فيها والتعصب لها كالعلم الأسود والعلم الأحمر فقال قوم الحق هو الأسود وقال آخرون لا بل الأحمر وانتظم مقصود الرؤساء في استتباع العوام بذلك القدر من المخالفة وظن العوام أن ذلك مهم وعرف الرؤساء الواضعين غرضهم في الوضع «)[56](.

    8- الطمع المادي في الثراء والعيش الرغيد:
    فمشايخ الطرق تصرف لهم رواتب من عدة دول متعاقبة ، منذ أيام الدولة العثمانية ، وتبقى هذه المخصصات للورثة بعد وفاة شيخ الطريقة فمثلاً سدنه قبر البدوي بمصر يحصلون من الأموال على أكثر مما يناله كبار الأطباء والمهندسين وأساتذة الجامعات ، فليس للحكومة من صندوق النذور سوى 39% والباقي للسدنة، ولا يكفي طمعهم وشرهم بل يعمدون للتلاعب والتزويد فيه لأجل مزيد من الأموال)[57]( ، وما يصل إلى ضريح الجيلاني في السنة من أموال الزائرين يفوق ما كانت تنفقه الدولة العثمانية على الحرمين الشريفين في السنة الواحدة أضعافاً مضاعفة)[58]( ، ولهذا ذكر الجبرتي وغيره أن سدنة الأضرحة من أغنى الناس)[59]( ، حتى إن بعض مشايخ الطرق يتنافسون في خدمة ضريح لأجل ما يحصلون عليه من أموال ضخمة في بلاد فقيرة([60]).

    9- تسلط الصوفية في بعض البلاد الإسلامية على الجامعات والمراكز العلمية :
    فمثلاً في مصر في زمن الدولة العثمانية لم يكن يعين شيخ الأزهر إلا بموافقة شيخ مشايخ الطرق الصوفية في مصر، وهذا أدى إلى انخراط بعض مشايخ الأزهر في الطرق الصوفية([61])، ولذا كان فيما بعد أداة لنشر الصوفية .

    10-دعم بعض الدول والاستعمار لهم
    فمثلاً : الدولة العثمانية ساندت الطريقة الختمية، ثم الاستعمار البريطاني، وكذلك التجانية ساندها واغدق عليها الأعطيات الاستعمار الفرنسي([62])، وكانت بريطانيا تدفع مخصصات شهرية لمحمد الختم الميرغني من شيوخ الطريقة الختمية، وكذلك الميرغني الأدريسي في عسير([63])، ومن الطرق التي أنشئت في العصر الحاضر لأجل اغراض سياسية الطريقة الحامدية الشاذلية, والخليلية فرع البيومية، وكذلك الدوياتية والحسينية الشاذلية ومؤسسوها أعضاء في الأحزاب الإشتراكية([64])، واعتمد حزب الوفد في مصر ـ العريق في العلمانية ـ على بعض الطرق الصوفية لحشد التأييد الشعبي له ، فمن هذه الطرق الطريقة البغدادية وشيخها سيد عفيفي البغدادي ، والطريقة العفيفية وشيخها عبدالعزيز عفيفي ، وتولى مشيخة العفيفية بعد وفاة شيخها أحد أعضاء حرب الوفد، وفي مصر كلف أستاذ جامعي في منصب شيخ مشايخ الطرق الصوفية، والذي اعتبر تكريما زائداً لهم([65]).

    11- المجد الشخصي لشيخ الطريقة من ادعاء الكرامات والمبالغة فيها([66])، وادعاء النسب الشريف فكل شيوخ الطرق الصوفية لهم نسب قرشي هاشمي حتى لو كان من غير العرب([67])، وبناء القبة بعد موته ، فيرى الصوفية أن من حق الشيخ على اتباعه بناء القبة ، ودفنهم في مساجد المسلمين([68]) ، مع أن كثيراً من شيوخ الطرق فساق فجرة ، فمثلاً:شيخ الطريقة المسلمية الخلوتية قاطع طريق([69])، ومثله ابن أبي حديد بنى على قبره وعليه أوقاف([70])، وشيخ الطريقة النامسة من الشاذلية حصل على المشيخة بعد الإقرار بمبالغ مالية لابناء أبناء عمه ، وآخر من شيوخ الطرق الصوفية كان يبيع مناصب الطريقة([71]).

    ومن أسباب نشأة الطرق مزاعمهم العظيمة بضمان الجنة للمريد ، وهذا أمر مشهور عند الصوفية ، كما ذكره الشعراني([72])، وزعمه التجاني([73])، والميرغني شيخ الختمية([74])، وغيرهم ، ودعاويهم العريضة المتضمنة أن كتبهم من النبي صلى الله عليه وسلم ، أو من الله تعالى ، وأنه أوصى بالطريقة الفلانية ، وكل يدعى ذلك لنفسه ، وما ينسبونه لشيوخهم من اساطير وغير ذلك.


    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــ
    ([1]) انظر: لسان العرب تأليف ابن منظور جـ10/221 مادة (طرق)، ط/ الأولى1410هـ الناشر دار الفكر.
    ([2]) التعريفات للجرجاني ص 141 ، ط/ الثالثة 1408هـ الناشر دار الكتب العلمية بيروت ـ لبنان.
    ([3]) انظر: دائرة المعارف الإسلامية (البريطانية) تأليف مجموعة من المستشرقين ترجمها للعربية أحمد الشنتناوي وإبراهيم خورشيد وعبد الحميد جـ15/172، الناشر دار المعرفة بيروت
    ([4]) انظر : رسالة في بيان أحوال الصوفية للسلمي ضمن تسعة كتب في أصول التصوف والزهد له ت / د . سليمان أتش ص 366- 377 ط / الأولى 1414هـ الناشر /الناشر للطباعة ، وفي التصوف الإسلامي تأليف قمر كيلاني ص 45، ط/دار مجلة شعرـ المكتبة العصرية للطباعة والنشر, وتأريخ التصوف في الإسلام تأليف د. قاسم غني ص 649-650، ترجمه عن الفارسية صادق نشأت راجعه د. أحمد القيس ود. مصطفى حلمي، ط/ مكتبة النهضة المصرية – القاهرة، والطرق الصوفية في مصر تأليف د.عامر النجار ص60ط/الخامسة الناشر دار المعارف القاهرة .
    ([5]) انظر : على سبيل المثال:كلام سهل التستري ت/ د. محمد كمال جعفر ص240, 248 ، 295 ، 300 (بعنوان: من تراث التستري الصوفي), الناشر مكتبة الشباب – القاهرة ، والموسوعة الميسرة جـ 1/253 .
    ([6]) انظر: كشف المحجوب للهجويري ص404-507 دراسة وترجمة د. إسعاد عبد الهادي قنديل راجعه د. أمين عبد المجيد بدوي, ط/1980م الناشر دار النهضة العربية – بيروت، والطرق التي ذكر الهجويري هي: المحاسبية وتنسب للحارث المحاسبي (ت243هـ)، والقصارية وتنسب لمحمد القصار (ت271هـ)، والطيفورية وتنسب لطيفور البسطامي(ت 243هـ أو 261هـ)، والجنيدية وتنسب للجنيد بن محمد (ت 295هـ)، والنورية وتنسب لأبي الحسين النوري (ت 295هـ)، والحكيمية وتنسب للحكيم الترمذي (ت 320هـ)، والخرازية وتنسب لأبي سعيد الخراز (ت 277هـ)، والخفيفية وتنسب لأبي عبد الله بن خفيف (ت 371هـ)، والسيارية وتنسب للقاسم السياري (ت 342هـ)، والسهلية وتنسب لسهل التستري (ت 283هـ). وانظر: الكشف عن حقيقة الصوفية تأليف محمود القاسم ص353-354، ط/الثانية 1413هـ الناشر المكتبة الإسلامية –عمان.
    ([7]) انظر: مجموع فتاوى ابن تيمية جـ 12/79 ، ط/دار عالم الكتب 1412هـ – الرياض.
    ([8]) انظر: الغنية لطالبي طريق الحق للشيخ عبد القادر الجيلانيجـ2/563، ط/ المكتبة الثقافية بيروت.
    ([9]) انظر: الغنية جـ2/188، 189،192 وغيرها.
    ([10]) انظر: عوارف المعارف ص103-118 ، ط/ دار الكتاب العربي.
    ([11]) انظر: أصول التصوف د. عبدالله زروق ص16، ط/ الأولى 1418هـ الناشر مكتبة الزهراء القاهرة، والطرق الصوفية في مصر د.عامرالنجار ص28.
    ([12]) انظر: منحة الأصحاب لمن أراد سلوك طريق الأصفياء والأحباب للرطبي ص 115 ، ( ضمن الرسائل الميرغنية ) ط/ مصطفىالبابي الحلبي، وطائفة الختمية أصولها التأريخية وأهم تعاليمها د. أحمد جلي ص132.
    ([13]) انظر: السر الأبهر في أوراد القطب الأكبر تأليف محمد التجاني ص127, ط/ المكتبة الثقافية بيروت، مع الفتح الرباني.
    ([14]) انظر: الطرق الصوفية في مصر د. عامر النجارص60-61 ، و الطرق الصوفية في مصر د. زكريا بيومي ص143 ، ، ط/ الأولى 1412هـ الناشر دار الهجرة للنشر – القاهرة .
    ([15]) انظر: الطرق الصوفية في مصر د. زكريا بيومي فجل الكتاب عن هذه الأمور وهو كتاب وثائقي، ومثله تاريخ الطرق الصوفية في مصر تأليف فريد دي يونج ترجمة عبد الحميد فهمي ط/ الهيئة المصرية العامة للكتاب 1995م.
    ([16]) انظر: ماسيأتي في الكلام عليهما في آخر البحث.
    ([17])انظر: تاريخ الطرق الصوفية في مصر ص96-100 ، 121 – 122 .
    ([18]) الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية (الإيمان الكتاب الأول) لابن بطة ت/ رضا نعسان جـ1/331 ، 332 رقم 186 ، ط/ الثانية 1415هـ الناشر دار الراية ـ الرياض.
    ([19]) شرح السنة للبربهاري ت/ د. محمد القحطاني ص23، ط/ الثانية 1414هـ الناشر رمادي –الدمام، السعودية .
    ([20]) انظر: دراسات في الأهواء والفرق والبدع وموقف السلف منها د.ناصر العقل ص291، ط/ الأولى 1418هـ الناشر دار شبيليا – الرياض، ودراسات في الفكر الفلسفي الإسلامي، حسام الدّين الألوسي ص80 ط/1980 الناشر المؤسسة العربية للدراسات والنشر-بيروت, والماتريدية دراسة وتقويما لأحمد بن عوض الله الحربي ص22 النشرة الأولى 1413هـ الناشر دار العاصمة – الرياض.
    ([21]) دراسات في الأهواء والفرق والبدع ص23.
    ([22]) مجموع فتاوى ابن تيمية جـ35/414 .
    ([23]) انظر: مجموع فتاوى ابن تيمية جـ 12/87 ودرء التعارض جـ8/313-314 .
    ([24]) انظر: السالمية منهجها وآراؤها للمؤلف جـ1/50-55، رسالة دكتوراه جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية كلية أصول الدين الرياض.
    ([25]) انظر: الصوفية في ضوء الكتاب والسنة المحمدية تأليف/ عبدالمجيد محمد ص29، ط/ دار الاعتصام – القاهرة، ومن قضايا التصوففي ضوء الكتاب والسنة تأليف د. محمد الجليند ص 58-60، ط/الثالثة 1410هـ الناشر دار اللواء الرياض.
    ([26]) انظر: الإمام الجنيد تأليف زهير ظاظا، ص 21،39، ط/ الأولى 1414هـ الناشر دار الخير بيروت, والصوفية في نظر الإسلام تأليف سميح عاطف ص290 ، ط/ الثالثة 1405هـ، الناشر دار الكتاب اللبناني –بيروت, ودار الكتاب المصرى –القاهرة.
    ([27]) انظر: مقدمة كشف المحجوب جـ1/29 ، ومن قضايا التصوف ص72، ونشأة الفلسفة الصوفية وتطورها تأليف د. عرفان عبد الحميد ص134، ط/ 1394م الناشر المكتب الإسلامي بيروت.د. عرفان.
    ([28]) انظر: نفحات الأنس في حضرات القدس للجامي النقشبندي ص 72-73, ت/ الشؤون الفنية لمكتب شيخ الأزهر، والموسوعة الصوفية تأليف د. عبد المنعم الحفنى ص 165, ط/ الأولى 1412هـ الناشر دار الرشاد القاهرة ، ومن قضايا التصوف د. الجليند ص64 .
    ([29]) انظر: مجموع فتاوى ابن تيمية 11/393، ودراسات في تأريخ الفلسفة العربية الإسلامية وآثار رجالها تأليف عبده الشمالي ص445، ومقدمة أميل المعلوف على اللمحات للسهرودي ص35،ط/ دار النهار بيروت 1969م.
    ([30]) انظر: الرسالة للقشيري ت/معروف زريق وعلي عبد الحميد ص 314، ط/الثانية الناشر الجيل ـ بيروت.
    ([31])الكلام هو:« حقيقة عرفية فيمن يتكلم في الدين بغير طريقة المرسلين » الكيلانية ضمن مجموع فتاوى ابن تيمية جـ12/461 .
    ([32]) انظر: ذم الكلام وأهله لأبي إسماعيل الهروي ت/ الأنصاري جـ4/374 رقم 1241, ط/ الأولى 1419هـ الناشر مكتبة الغرباء الأثرية– المدينة – السعودية، وأحاديث ذم الكلام وأهلة لأبي الفضل المقرئ (منتخبة من رد السلمي على أهل الكلام)، تحقيق د. ناصر الجديع ص95، ط/ الأولى 1417هـ، الناشر دار أطلس - الرياض .
    ([33]) انظر: ذم الكلام جـ4/ 395-396 رقم 1280، وجـ4/ 405 رقم 1298، وجـ4/ 411 رقم6315، وجـ4/ 412 رقم 1316، وجـ4/ 419 رقم 1334، وجـ4/ 420 رقم 1337، وجـ4/ 425 رقم 1346، وجـ4/ 431.
    ([34]) الاستقامة جـ1/ 105-106 .
    ([35])مدارج السالكين لابن القيم جـ1/288, ط/دار الكتب العلمية -بيروت.
    ([36])نفس المرجع جـ1/289 .
    ([37]) انظر: كلام سهل ص300, وقد نقد المذهب الثاني ، وانظر: مجموع فتاوى ابن تيمية 14/355 .
    ([38]) في الأصل [نصيع] ولا يصح.
    ([39]) كلام سهل ص295 .
    ([40]) طبقات الصوفية للسلمي ت/ نور الدين شريبه ص163 ، ط/ الثالثة الناشر مكتبة الخانجي – القاهرة.
    ([41]) الحلية جـ10/281 .
    ([42]) انظر: مجموع فتاوى ابن تيمية 19/278 .
    ([43]) انظر: من قضايا التصوف د. الجليند ص 58-60، وتقديس الأشخاص في الفكر الصوفي تأليف محمد أحمد لوح جـ 2/210-215، ط/ الأولى 1416هـ الناشر دار الهجرة – الرياض وانظر أقوال ذي النون في حلية الأولياء وطبقات الأصفياء لأبي نعيم الأصبهاني، جـ9/359-360 ، وجـ9/366, وجـ9/344 ، وجـ9/348, وجـ9/355، ط/ الخامسة 1407هـ الناشر دار الكتاب العربي -بيروت.
    ([44]) انظر: قوت القلوب جـ2/91 ، 92 ، 93، 94، 95، 97، 99، 100، 101، 102.
    ([45]) انظر: من قضايا التصوف د . محمد الجليند ص 113.
    ([46]) انظر: كشف المحجوب جـ1/425.
    ([47]) ما بين المعقوفين من كلام سهل ص295 .
    ([48]) ذم الكلام جـ4/378 رقم 1246 ، وانظر: كلام سهل ص295 ، ومدارج السالكين جـ3/125 .
    ([49]) المعارضة ص128 .
    ([50]) انظر: من قضايا التصوف د.الجليند ص116-117 ، وانظر أقوال ذي النون في الحلية جـ9/359.
    ([51]) انظر: قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد لأبي طالب المكي جـ1/236, ط/ باسل عيون السود، ط/الأولى 1417هـ الناشر دار الكتب العلمية بيروت.
    (3) إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان تأليف ابن القيم ت/محمد عفيفي، جـ1/188 ، ط/الثانية 1409هـ الناشر المكتب الأسلامي بيروت،مكتبة الخاني الرياض..
    ([52]) انظر: مجموع فتاوى ابن تيمية جـ 19/277 .
    ([53]) انظر ماسيأتي في الكلام على عقائدهم.
    ([54]) انظر: مجموع فتاوى ابن تيمية جـ2/315 .
    ([55]) انظر: الجواب الصحيح الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح تأليف شيخ الإسلام ابن تيمية ت/ د.علي بن حسن وزملاؤه جـ2/315-316، النشرة الأولى 1414هـ الناشر دار العاصمة – الرياض.
    ([56]) ميزان العمل للغزالي ص135 ، ط/ 1403هـ الناشر دار الكتاب العربي – بيروت..
    ([57]) انظر: الله توحيد وليس وحده تأليف محمد البلتاجي ص302،308، ط/الأولى 1406هـ الناشر مكتبة وهب القاهرة، دمعة على التوحيد (مجموعة مقال ) مقال انحرافات القبوريين د.عبدالعزيز آل عبداللطيف ص157.
    ([58]) انظر: الطرق الصوفية د. زكريا بيومي ص129.
    ([59]) انظر: الانحرافات العقدية والعلمية في القرنيين الثالث والرابع عشر د. علي الزهراني ص 309، ط/ دار الرسالة مكة .
    ([60]) انظر: الطرق الصوفية د. زكريا بيومي ص99-108، 127، وتاريخ الطرق الصوفية في مصر 15-17،83-84.
    ([61]) انظر: الطرق الصوفية د. زكريا بيومي ص83-84، وتاريخ الطرق الصوفية في مصر ص20.
    ([62]) انظر: ماسيأتي في التعريف بهما.
    ([63]) انظر : الطرق الصوفية د. زكريا بيومي ص109.
    ([64]) انظر: الطرق الصوفية د.زكريا بيومي ص68-69.
    ([65])انظر: دمعة على التوحيد (مجموعة مقالات)سيف السياسة بين نصرة الحق ومظاهرة الباطل عبدالعزيز مصطفى ص207 ، 209 –210 .
    ([66]) انظر : التصوف في الإسلام د. عمر فروج ص86-93 ط/دار الكتاب العربي بيروت .
    ([67]) انظر : الطرق الصوفية د. زكريا بيومي ص147، وتاريخ الطرق الصوفية ص20 .
    ([68]) انظر: طبقات الشعراني جـ2/125-148، وتقديس الأشخاص جـ2/77.
    ([69]) انظر: الطرق الصوفية د. زكريا ص148.
    ([70]) انظر : الانحرافات العقدية والعلمية في القرنيين الثالث والرابع عشر ص 125 .
    ([71]) انظر: الطرق الصوفية د. زكريا 108-109.
    ([72]) انظر: طبقات الشعراني جـ2/90 ، وتقديس الأشخاص أحمد لوح جـ1/345.
    ([73]) انظر: رماح حزب الرحيم على نحور حزب الرجيم لعمر الفوتي جـ2/47، بهامش جواهر المعاني ، ط/الثانية 1393هـ الناشر دار الكتاب العربي ـ بيروت، والتجانية ص210.
    ([74]) انظر: قول الميرغني في لؤلؤه الحسن الساطغة في مناقب محمد عثمان الميرغني (ابنه جعفر ) ضمن مجموعة النفحات الربانية ص48 ، والختمية ص96 .

    منقول http://www.soufia-h.net/showthread.php?t=8154&highligh t=%C7%E1%DE%ED%E3+%E6%C7%E1%D5 %E6%DD%ED%C9

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •