قال ابن العديم في بغية الطلب في تاريخ حلب :
أبو مخرمة السعدي:
من التابعين الأخيار سمع أبا أمامة الباهلي حكى عنه سليمان بن حبيب المحاربي، وسليمان بن موسى، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وعطاء بن قرة السكوني، ومزيد. وغزا أرض الروم وقتل في غزاته تلك مع مسلمة بن عبد الملك في وقعة برجان وكان في الجيش بدابق.
أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد قراءة عليه قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن الحصين قال: أخبرنا أبو طالب بن غيلان قال: حدثنا أبو بكر الشافعي قال: حدثنا إبراهيم بن إسحق الحربي قال: حدثنا الحسين بن عبد العزيز قال: حدثنا أبو حفص قال: سمعت سعيداً يقول: لا نعلم أحداً رأى الحور العين عياناً إلا في المنام، إلا ما كان من أبي مخرمة، فانه دخل كرماً لبعض حاجته، فرأى الحور عياناً في قبتها، وعلى سريرها، فلما رآها صرف وجهه عنها، فقالت: إلي يا أبا مخرمة، فإني أنا زوجتك. وهذه زوجة فلان وهذه زوجة فرن، فانصرف إلى أصحابه فأخبرهم فكتبوا وصاياهم ولم يكتب أحد وصيته إلا استشهد.
سعيد المذكور هو سعيد بن عبد العزيز.
وذكر أسماء الجماعة الذين كتبوا وصاياهم، وقد ذكرناهم في ترجمة أبي كريب الغساني. أخبرنا بذلك أبو حفص المؤدب قال: أخبرنا ابن الحصين قال: أخبرنا ابن غيلان قال: أخبرنا أبو بكر الشافعي قال: حدثنا إبراهيم الحربي قال: حدثنا حمزة ابن العباس، قال: حدثنا علي بن الحسن قال: حدثنا عبد الله بن االمبارك قال: حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: أخبرني عطاء بن قرة السلولي قال: كنا مع أبي مخرمة فما عدا أن جاءنا من ذلك العنب، فوضعه ودعا بقرطاس ودواة، فكتب وصيته، فلما رآه أبو كريب الغساني كتب وصيته ثم قام مقاتل الليثي فكتب وصيته، ثم قام عمار بن أبي أيوب فكتب وصيته، ثم قام عوف اللخمي فكتب وصيته، ثم لقينا برجان فما بقي من هؤلاء الخمسة إلا قتل، قال: ولم نكتب نحن وصايانا، فلم نقتل.