[justify]
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : أتي النبي صلى الله عليه وسلم بطعام وهو بـ ( مر الظهران ) فقال لأبي بكر وعمر : " ادنوا فكلا " فقالا : إنا صائمان فقال : " ارحلوا لصاحبيكم واعملوا لصاحبيكم ادنوا فكلا " ( ارحلوا : أي شدوا الرحل لهما على البعير ) قال العلامة الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة رواه ابن أبي شيبة في المصنف والفريابي في الصيام وكذا أخرجه النسائي ورواه ابن خزيمة في صحيحه وقال : فيه دليل على أن للصائم في السفر الفطر بعد مضي بعض النهار كما في فتح الباري وأخرجه الحاكم وقال : صحيح على شرط الشيخين .
ووافقه الذهبي وإنما هو على شرط مسلم وحده .. والغرض من قوله صلى الله عليه وآله وسلم " ارحلوا لصاحبيكم ... " الإنكار وبيان أن الأفضل أن يفطرا ولا يحوجا الناس إلى خدمتهما ويبين ذلك ما روى الفريابي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال " لا تصم في السفر فإنهم إذا أكلوا طعاما قالوا ارفعوا للصائم وإذا عملوا عملا قالوا : اكفلوا للصائم فيذهبوا بأجرك " ورجاله ثقات .
قلت : ففي الحديث توجيه كريم إلى خلق قويم وهو الاعتماد على النفس وترك التواكل على الغير أو حملهم على خدمته ولو لسبب مشروع كالصيام أفليس في الحديث إذن رد واضح على أولئك الذين يستغلون عملهم فيحملون الناس على التسارع في خدمتهم حتى في حمل نعالهم ؟! ولئن قال بعضهم : لقد كان الصحابة رضي الله عنهم يخدمون رسول الله صلى الله
عليه وسلم أحسن خدمة حتى كان فيهم من يحمل نعليه صلى الله عليه وسلم وهو عبد الله ابن مسعود؛ فجوابنا نعم ولكن هل احتجاجهم بهذا لأنفسهم إلا تزكية منهم لها واعتراف بأنهم ينظرون إليها على أنهم ورثته صلى الله عليه وسلم في العلم حتى يصح لهم هذا القياس ؟! وايم الله لو كان لديهم نص على أنهم الورثة لم يجز لهم هذا القياس فهؤلاء أصحابه صلى الله عليه وسلم المشهود لهم بالخيرية وخاصة منهم العشرة المبشرين بالجنة فقد كانوا خدام أنفسهم ولم يكن واحد منهم يخدم من غيره عشر معشار ما يخدم أولئك المعنيين من تلامذتهم ومريديهم فكيف وهم لا نص عندهم بذلك ولذلك فإني أقول : إن هذا القياس فاسد الاعتبار من أصله هدانا الله تعالى جميعا سبيل التواضع والرشاد . اهـ بتصرف واختصار يسير
[/justify]