[align=center]بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ[/align]
السؤال :
هل يصح تفسير الاستواء بالجلوس ؟ وهل يوصف الله بالجلوس ؟
الجواب :
« الحمد لله ، لقد أخبر الله سبحانه وتعالى عن نفسه بأنه استوى على العرش في سبعة مواضع من القرآن ، وجاء في السنة وصفه بأنه فوق العرش ، قال سبحانه وتعالى ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾ [(5) سورة طـه] وقال صلى الله عليه وسلم :" والعرش فوق الماء والله فوق العرش ، ويعلم ما أنتم عليه ".
وجاء عن السلف تفسير الاستواء بأربع عبارات:
علا ، وارتفع ، واستقر ، وصعد ، أشار إليها ابن القيم في الكافية الشافية [1/440 مع شرح ابن عيسى] بقوله :
[align=center]فلهم عبارات عليها أربع ** قد حصلت للفارس الطعان
وهي "استقر" ، وقد "علا" ، وكذلك "ار ** تفع" الذي ما فيه من نكران
وكذاك قد "صعد" الذي هو رابع ** وأبو عبيدة صاحب الشيباني
يختار هذا القول في تفسيره ** أدرى من الجهمي بالقرآن .[/align]
ولم يذكر لفظ الجلوس ، ولكن أهل السنة لا ينكرون ذلك بل المبتدعة هم الذين ينكرونه ، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية في العقيدة التدمرية [ص238 ]:
فيظن هذا المتوهم أنه تعالى إذا كان مستويا على العرش كان استواؤه مثل استواء المخلوق ، فيريد أن ينفي ذلك الذي فهمه فيقول: إن استواءه ليس بقعود ، ولا استقرار . اهـ بتصرف واختصار .
وقد جاءت آثار فيها ذكر القعود ، والجلوس ، وذكرها الأئمة في كتب السنة بمعرض الرد على نفاة العلو ، والاستواء كالأثر الذي جاء عن مجاهد في تفسير المقام المحمود : بإقعاد النبي صلى الله عليه وسلم على العرش .
وإن كانت هذه الآثار لا تخلوا عن مقال ، فذكر الأئمة لها للاستشهاد ، والاعتضاد ، لا للاعتماد ، وقد حكى غير واحد إجماع أهل السنة على صحة تفسير المقام المحمود بإقعاده صلى الله عليه وسلم على العرش ، وأنه لا ينكر ذلك إلا جهمي ؛ فظهر أن لفظ القعود ، والجلوس لا يجوز نفيه عن الله سبحانه ، وأما إثباته ، ووصف الله به ، فينبني على صحة ما ورد من الآثار في ذلك ، والله أعلم .
[align=center]قاله عبدالرحمن بن ناصر البراك
-سلمهُ الله- » [/align]