لا يمتطي المجدَ من لم يركبِ الخطرا ...... للشاعر العراقي صفي الدين الحلي
صــفي الدين الـــحلي
صَفِيِّ الدينِ الحِلِّي (675 - 750 هـ / 1276 - 1349 م) عبد العزيز بن سرايا بن علي بن
أبي القاسم، السنبسي الطائي.
ولد ونشأ في الحلة، بين الكوفةوبغداد، واشتغل بالتجارة فكان يرحل إلى الشامومصروماردين
وغيرها في تجارته ويعود إلى العراق. انقطع مدة إلى أصحاب ماردين فَتَقَّرب من ملوك الدولة الأرتقية
ومدحهم وأجزلوا له عطاياهم. ورحل إلى القاهرة، فمدح السلطان الملك الناصر وتوفي ببغداد.
له (ديوان شعر)، و(العاطل الحالي): رسالة في الزجل والموالي، و(الأغلاطي)، معجم للأغلاط
اللغوية و(درر النحور)، وهي قصائده المعروفة بالأرتقيات، و(صفوة الشعراء وخلاصة البلغاء)،
و(الخدمة الجليلة)، رسالة في وصف الصيد بالبندق.
شاعر عربي نظم بالعاميةوالفصحى، ينسب إلى مدينة الحلة العراقية التي ولد فيها. عاش في الفترة
التي تلت مباشرة دخول المغوللبغداد وتدميرهم الخلافة العباسية مما أثر على شعره، نظم بيتا
لكل بحر سميت مفاتيح البحور ليسهل حفظها. له العديد من دواوين الشعر المعروفة ومن أشعاره
الشهيرة التي لا تزال تتداول حتى أيامنا هذه:
سلي الرماح الـعوالي عن معالينا
واستشهدي البيض هل خاب الرجا فينا بيــض صنائعنا سود وقـائعـنا
خضر مرابعنا حمر مواضينا لا يمتطي المجد من لم يركب الخطرا
ولا ينال العلا من قدم الحذرا
عاش صفي الدين الحلي في الحلةوالموصلوالقاهرةوماردينوبغداد التي توفي فيها. كان أول من نظم البديعيات.
له ديوان درر النحور في مدح الملك منصور الأرتقي ملك ماردين، والذي يحتوي على 29 قصيدة
كل منها يتكون من 29 بيتا تبدأ أبيات كل قصيدة منها وتنتهي بأحد أحرف اللغة العربية.
وقد كان ينظم الحلّي في فنون الشعر باللهجة المحكية في زمانه، كالزجلوالموشحوالقومة، كما كان أول
من صنف كتاباً مختصاً بالشعر العربي العامي، وهو كتاب العاطل الحالي، أورد فيه نماذج من
ذلك الشعر في زمنه ضمت أشعراً نظمها بنفسه.
وهذه قصيدة من قصائده
لا يمتطي المجدَ من لم يركبِ الخطرا

لا يمتطي المجدَ من لم يركبِ الخطرا
ولا يـنال العلا من قـدَّم الحذَرَا

ومــن أراد العــلا عــفواً بِلا تـعبٍ
قـضـى ولم يقضِ من إدراكها وطرا

لابُدَّ للشـهـد من نحـلٍ يُمَـنِّعُهُ
لا يجتني النفع من لم يحـمل الضررا

لا يُبلغُ السُّـؤْلُ إلا بعد مُؤلمةٍ
ولا يتم المنى إلا لمن صبرا

وأحـزم الناس من لو مـات من ظـمأٍ
لايقربُ الوِردَ حـتى يعــرف الصَّـدَرا

وأغـزر الناس عــقلاً من إذا نـظرتْ
عـيناه أمـراً غــدا بالغير معـتـبـرا

فقـد يُقال عِـثارُ الرِّجل إن عَــثَرتْ
ولا يـقال عـثارٌ الرأي إنْ عَثَرا

مـن دَبّـر العـيـش بالآراء دام له
صــفواً وجـاء إليه الخّـطْـبُ مُعتذرا

يهـونُ بالرأي ما يجري القضاء به
مـن أخطأ الرأيَ لا يسـتذنبُ القدرا

مـن فاته العز بالأقـلام أدركـه
بالبيـض يـقـدحُ مـن أطـرفها الشـررا

بكل أبيضَ قد أجـرى الفرِندُ به
ماء الردى فلو اســتقطرتهُ قَطـرا

خاض العجَاجةَ عُرياناً فما انقشعتْ
حتى أتى بدم الأبطال مُؤتزرا

لا يَحـسُــنُ الحلمُ إلا في مواطـنهِ
ولا يليق الوفا إلا لمن شـكرا
**************
*********
اتمنى ان تنال إعجابكم
و تستمتعوا بالمنقول المميز