الموضوع: ما هو التحقيق في اسم شيخ أبي داود : أحمد بن أبي شعيب ؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
بينما كنت أبحث في إسناد لفت نظري التضارب الذي بدا لي في اسم : أحمد بن أبي شعيب , فهكذا ذكره الجياني في تسمية شيوخ أبي داود , وأن المراد بأبي شعيب (والد أحمد) هو عبدالله بن مسلم .
لكن الإشكال أن المراجع الأخرى كالتهذيب والتقريب والسير وقبلها الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ذكرت أن اسم الراوي هو أحمد بن عبدالله بن أبي شعيب ! أي أنهم جعلوا مسلم ( والد عبدالله ) هو أبو شعيب .
بل إن ابن حبان في الثقات ذكر الاسم هكذا :أحمد بن عبدالله بن مسلم بن أبي شعيب !!
الذي أدهشني أن أحدا لم ينبه أو يشير إلى هذا التضارب , بل الكل يحكي الاسم دون أن يشير كالعادة على وجود خلاف !
فهل عند أحد الإخوة مزيد علم وفائدة ؟
خصوصا وأن الحافظين ابن حجر والذهبي ذكرا هذا على خلاف أكثر من رأيت كما في التاريخ الكبير وبغداد ودمشق وغيرها ! ولا أظنه سيخفى على مثلهما أن عبدالله هو أبو شعيب كما صرح بذلك حفيده الحسن بن أحمد بن عبدالله (أبو شعيب) .

هل من محقق مدقق ؟!

أما الجزم الكامل الغير قابل للنقاش = فلا.. أما الأظهر والأقرب = فنعم.
فقد اضطرب في تحديد (أبو شعيبٍ) هذا من هُوَ بناءً على اختلاف التحديد في ترجمة (أحمد) وولده (الحسن).
ففي ترجمة (أحمد) جعل الجد (مسلم) هو أبو شعيب.. وفي ترجمة (الحسن) جعل الجد (عبد الله) هو أبو شعيب.
الجد (مسلم):
- أبو حاتم كما في الجرح والتعديل. (جزم بذلك)
- السمعاني كما في الأنساب. (جزم بذلك نقلاً عن أبو حاتم).
- الطحاوي كما في روايته لخبر له. كما في شرح المشكل. (جزماً بذلك ممن رواه)
- البيهقي كما في روايته لخبر له. كما في الصغرى. (جزماً بذلك ممن رواه).
- النسائي كما في روايته لخبر له. (جزماً بذلك ممن رواه).
- ابن حجر كما في الفتح. والتهذيب. (جزما بذلك).
- العيني كما في شرح داود. والبخاري. (جزماً بذلك).
- أبو زرعة كما في أسئلته. (جزماً بذلك).
- الذهبي كما في التاريخ. والكاشف. والسير. (جزماً بذلك).
- الخطيب كما في رواية لخبر له. كما في المتفق. (جزماً بذلك ممن رواه).
- الصدفي كما في الوافي. (جزما بذلك نقلاً عن الذهبي).

الأب (عبد الله):
- الحاكم كما في المدخل. ورجال الشيخين. (جزماً بذلك).
- الجياني كما في التسمية. (جزماً بذلك).
- الإمام البخاري كما في الأوسط. والصغير. (نقلاً عن الحسن).
- ابن الجوزي كما في المنتظم. (ثبت في نسخةٍ ولم يثبت في أخرى، في ترجمة الحسن).
- الذهبي كما في التاريخ. والمنتقى. (في ترجمة الحسن).
- الكلاباذي كما في الرجال. (جزما بذلك).
- ابن منجوية كما في الرجال. (في ترجمة الحسن).
- الخطيب كما في التاريخ. (في ترجمة الحسن).
- المزي كما في التهذيب. (في ترجمة الحسن).
- ابن ناصر الدين كما في التوضيح. (جزما بذلك).
- ابن حجر كما في التهذيب. (في ترجمة الحسن).

والشيء المجزوم به بلا جدال في هذ المسألة = أن هناك لبسٌ واقع.. أدى إلى مثل هذا الاضطراب حتى ممن ترجم لأحمد والحسن جميعا!!
ويبقى التحديد والتعيين أمرٌ غير وارد.. وإنما هو الأقرب والأظهر والأغلب.. وهو أن أبا شعيب؛ هو (مسلم) لقوة قرائن ذلك. والله تعالى أعلم