◄ قال ابن دقيق العيد -رحمه الله- (702 هـ) في (إحكام الأحكام) :
«كلمة (إنما) للحصر، على ما تقرر في الأصول، فإن ابن عباس ررر فَهِمَ الحصرَ من قوله : "إنما الربا في النسيئة"، وعورض بدليل آخر يقتضي تحريم ربا الفضل، ولم يعارض في فَهْمِه للحصر، وفي ذلك اتفاق على أنها للحصر»
.
◄ تعقبه الزركشي -رحمه الله- (794 هـ) في (تشنيف المسامع) :
«أما احتجاج ابن دقيق العيد بأن ابن عباس فهم الحصر من قوله: "إنما الربا في النسيئة" ففيه نظر، لأن ابن عباس روى هذا الحديث بهذا اللفظ، ورواه عن أبي أسامة بن زيد بلفظ: "ليس الربا إلا في النسيئة" كما ثبت في صحيح مسلم[1]، وهذه الصيغة الثانية صيغة حصر بالإجماع، فما المانع أن يكون ابن عباس إنما فهمه من هذه الصيغة المتفق عليها، لا صيغة إنما المختلف فيها؟ ومثل الشيخ على تحقيقه وتدقيقه لا يسامح بتساوي الصيغتين»
[1] غير موجود في صحيح مسلم بهذا اللفظ، وفي البخاري: "لا ربا إلا في النسيئة"
.
◄ تعقبه ابن حجر العسقلاني -رحمه الله- (852 هـ) في (فتح الباري) :
«وأما من قال يحتمل أن يكون اعتمادهم على قوله "لا ربا إلا في النسيئة" لورود ذلك في بعض طرق الحديث المذكور فلا يفيد ذلك في رد إفادة الحصر بل يقويه، ويشعر بأن مفاد الصيغتين عندهم واحد، وإلا لما استعملوا هذه موضع هذه.
وأوضح من هذا حديث "إنما الماء من الماء"، فإن الصحابة الذين ذهبوا إليه لم يعارضهم الجمهور في فهم الحصر منه، وإنما عارضهم في الحكم من أدلة أخرى، كحديث "إذا التقى الختانان"» اهـ
.
◄ تعقبه الصنعاني -رحمه الله-(1182 هـ) في (العدة) :
«والعجب من فعله "أوضح"!، وهما من واد واحد، واستدلال متحد، والتعقب الذي في أسفله يرد هنا»
ثم قال:
«لا نسلم أن ابن عباس ررر فهم الحصر من كلمة (إنما)، بل من تعريف المسند إليه، فلا يتم تعين أحدهما للإفادة دون الآخر، فلا يتم قول الشارح، ... وقد اشتمل على مفيدين: (إنما) و(تعريف المسند إليه)
فمن أين أتى الاتفاق في إفادة (إنما) له؟ لم لا يجوز أن يكون ذلك لتعريف المسند إليه أو لهما معا؟»
.
◘ هل من مزيد بيان ؟
◘ لم قال ابن حجر: (وأوضح منه) ؟