السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحكيم
وقد ورد اسم الله (الحكيم ) في القرآن الكريم ما يقرب من مائة مرة ،قال تعالى :{ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ }،{ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }.
وهذا الاسم العظيم دال على ثبوت كمال الحكم لله وكمال الحكمة ،أما كمال الحكمة فبثبوت الحكمة له سبحانه في خلقه وفي أمره وشرعه ،حيث يضع الأشياء مواضعها وينزلها منازلها ،ولا يتوجه إليه سؤال ولا يقدح في حكمته مقال.
وأمّا كمال الحكم فبثبوت أن الحكم لله وحده يحكم بين عباده بما يشاء ،ويقضي فيهم بما يريد ،لا رادّ لحكمه ،ولا معقّب لقضائه ،قال تعالى :{ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ }،وقال تعالى :{ قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَات وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً }،وليس لأحد أن يراجع الله في حكمه كما يراجع الناس بعضهم بعضا في أحكامهم ،قال تعالى :{ وَاللّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ } فحكمه في خلقه نافذ لا رادّ له .
وثبوت الحكم له سبحانه يتضمن ثبوت جميع الأسماء الحسنى والصفات العليا؛لأنه لا يكون حكمًا إلا سميعًا بصيرًا عليمًا خبيرًا متكلمًا مدبرا ،إلى غير ذلك من الأسماء والصفات .
من مختصر فقه الأسماء الحسنى للشيخ عبد الرزاق البدر